رواية التاج الملعون الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نور زيزو
رواية التاج الملعون الجزء الحادي والعشرون
رواية التاج الملعون البارت الحادي والعشرون
رواية التاج الملعون الحلقة الحادية والعشرون
♕ بعنـــوان ” ألغاز ” ♕
خرج أريس وهو يصرخ بأسمها ينادي عليها ولم يجد جواب حتى أقترب من غرفتها، سمعت فيري صوته من الخارج لتأخذ السكين وتضعه على كتفها ثم دفعت جسدها بقوة في الحائط ليخترق السكين كتفها ثم سقطت على الأرض تصطنع فقدان الوعي، فتح أريس باب الغرفة وهى ينادي عليها بقلق:-
-إيفن
أبتلع كلماته عندما رأي فيرى على الأرض فاقدة للوعى تمامًا ومصابة ليعلم أن هناك شيء حدث لزوجته، ساعدها في الافاقة وقال بهلع:-
-أين السلطانة؟
نظرت حولها بحيرة شديدة ثم قالت:-
-لا أعلم لقد هجم علينا مجموعة من الرجال وحاولت منعهم من الأقتراب من السلطانة حتى فقدت الوعي
وقف مُسرعًا وهو يصرخ بالجميع قائلًا:-
-أنتبه لا يجب أن تخرج السلطانة من القصر
بدأ الجميع في محاربة المستذئبين والبعض يبحثون عن إيفنفى كل أرجاء القصر، دلفت ماريا إلى غرفة إيزابيلا وهى تراقب ما يحدث من النافذة وتقول:-
-يا سلطانة
نظرت إيزابيلا إليها ببرود شديد ثم قالت:-
-هل رأيتي كيف تحول الحفل لحرب، أتمنى أن تكن إيفن سعيدة الآن
أجابتها ماريا بذعر شديد قائلة:-
-لقد هجموا على السلطانة وأختفت من القصر
ألتفت إيزابيلا بفزع شديد وصرخت بهلع قائلة:-
-ماذا؟ كيف أختفت؟
رفعت ماريا كتفيها إلى الأعلى بمعنى أنها لا تعلم شيء فقالت:-
-لا أعلم لكن هذا ما حدث؟
خرجت إيزابيلا مُسرعة من المكان فما زالت إيفن تحمل حفيدها بين أحشائها، ربما هي لا تهتم لأمر إيفن لكنها تكترث كثيرًا إلى حفيدها ولى العهد..
كانت إيفن واقفة مكانها في الزانزنة تنظر إلى الساحرة هذه السيدة المُقيدة في الحائط وهادئة تمامًا وهيئتها فوضوية مما يوحي إلى إيفن أنها هنا من سنوات كثيرة، تحدثت الساحرة بنبرة هادئة:-
-أجلسي يا إيفن ستؤلمك قدميك من الوقوف
جلست إيفن قليلًا على قدميها وهى تقول:-
-من أنتِ؟
رفعت الساحرة عينيها إلى إيفن تتطلع بها ثم قالت بخفوت وهى تعلم أن كلماتها سترعب هذه الفتاة:-
-أنا من جلبتك لهنا؟ أنا صانعة اللعنة.. ساحرة التاج
أتسعت عيني إيفن على مصراعيها ووقفت من مكانها بخوف شديد ثم قالت:-
-ماذا؟
تبسمت الساحرة بخفة ثم قالت:-
-لا تفزعي وأجلسي، أنا أعلم كم أنتِ ضعيفة القلب
لم تلبي إيفن طلبها وظلت واقفة لتقول الساحرة بضيق شديد بعد أن تحولت بسمتها لغضب فجأة:-
-وأنزعي هذه التاج عن رأسك لا تضعيه أمامى أبدًا
لم تلبي إيفن طلبها ثم قالت:-
-لما فعلتي ذلك؟
صرخت الساحرة بغضب سافر وهو تحاول الوقوف من مكانها لكن قيدها يمنعها قائلة:-
-لقد قلت أنزعيه
نزعته إيفن بخوف شديد وهى ترتجف رعبًا، لتهدأ الساحرة وهى بمكانها وتتحاشي النظر عن إيفن بهدوء وهى تتنهد تنهيدة طويلة بأرتياح ثم قالت:-
-أنا فعلت ذلك للانتقام لكن هل أخبرك سرًا، لو كنت اعلم بالغيب والمستقبل وأعلم كم أنتِ جميلة وسيحبك السلطان هكذا فربما لم أكن أفعلها
تحدثت إيفن بنبرة مٌتلعثمة من الخوف:-
-أنتِ من جعلتيه يحبنى بلعنتك
رفعت الساحرة نظرها إلى إيفن مرة أخرى وأتسعت عينيها بدهشة ثم قالت:-
-هل أخبرتك إيزابيلا بهذا
أومأت إليها بنعم لتبتسم الساحرة بحب شديد ثم قالت:-
-هههه متى أصبحت بهذا المكر هذه المرأة، لعنتى وضعت على التاج بأنك من سترتدين التاج أو بالأحرى أول بشرية تولد على هذه الأرض وطيلة هذه السنوات لم تأتى بشرية لهنا حتى تولد ابنة هنا وتضع التاج، لكن العشق لم يكن بلعنتي، كيف سأجعل أريس سعيدًا بهذه اللعنة وأعطتيه الحب، لو بدي لأخترت الكره والأنتقام وأخترت أن يموت على يد بشرية بعد أن تصبح سلطانة وتحكم هي هذا العالم لكن لم استطيع
دهشت إيفن من حديثها لتدرك أن الحب الموجود بينها وبين أريس من أختيارهم وبارداتهم، لقد أختر قلبها حُب هذا الرجل وأختر قلبه عشقها بأرادته، سألتها إيفن بحزن شديد:-
-لما جعلتي بشرية تضع التاج، ألم تعلمين كم ستتعذب هذه البشرية
ضحكت الساحرة بسخرية من حالها قائلة:-
-لقد فعلت ذلك لأنه كان من المستحيل، كيف ستدخل بشرية لهنا؟ لكن القدر كان أقوى منى وجئتي أنتِ لم أتخيل يومًا أن تأتى بشرية لهذا العالم
ظلت إيفن تحدق بها في صمت لتقول السارحة وهى تلعب بالحجارة على الأرض:-
-هل تعلمين أن لديكى رائحة دمائك قوية وجذابة
أتسعت عيني إيفن بصدمة ألجمتها وسألت بخوف:-
-أأنتِ مصاصة دماء
تبسمت الساحرة إليها بمكر شديد قائلة:-
-هل رأيت بشرية تعيش لألف عام
وقفت إيفن بذعر من هذا وخصيصًا بعد أن ذكرت الساحرة رائحة الدماء وكانت ترتجف خوفًا من أن تأذيها هذه الساحرة وتنتقم من هذه العالم بها بعد أن تقتلها وهى في مكانها، شمت الساحرة رائحة خوفها ثم قالت:-
-يعجبني خوفك، أنتِ أضعف بكثير من أن تكوني سلطانة..
كان الجميع مشغولين في الحرب وهذا الهجوم أم أريس كان يحاول البحث عن زوجته مع أي شخص وقد قسم الجنود بعضهم للمحاربة والأخر للبحث عن زوجته، كان يجرح كل من يراه بمخالبه في القلب مباشرًا، جاءوا الحرس بخوف شديد قائلًا:-
-لا يوجد أثر للسلطانة
تأفف بضيق وكاد قلبه أن يتوقف خوفًا وفزعًا عليها ليُتمتم بحزن شديد قائلا:-
-أين أنتِ يا إيفن؟
بدأت النساء في الداخل في التحول لمواجهة الأعداء والدفاع عن نفسهم، جاءت أريا إلى إيزابيلا لتقول:-
-يا سلطانة
ألتفت إيزابيلا إلى أريا بضيق ثم قالت:-
-أين سلطانتك يا أريا؟ ألم أخبرك بحمايتها
نظرت أريا حولها بقلق ثم قالت:-
-لدى ما أخبرك به؟
نظرت إيزابيلا لها بفضول ثم دخلت للغرفة المجاورة وقالت بحذر:-
-قفي بالخارج يا ماريا لا تجعلي أحد يتجسس على حديثنا
أومأت ماريا إليها وخرجت تراقب الطريق من الخارج فقالت بضيق:-
-ماذا هناك؟
اجابتها أريا بقلق مما ستقوله:-
-لقد رأيت فيرى تعود إلى غرفة السلطانة وحدها من الحفل ثم طنعت نفسها بالسكين والغريب أنها أخبرت السلطان أن هناك من هجم عليها بالغرفة وأخذ السلطانة
أتسعت عيني إيزابيلا بصدمة ألجمتها لتقول بتمتمة وهى تسير في الغرفة ذهابًا وإيابًا تفكر بهذا الحديث التي سمعته:-
-إذن، ما تحاولين قوله أنها فعلت شيء بإيفن وأصنطعت الجهل
أومأ أريا لها بنعم وهى تقول:-
-أنا لم أرى سبب أخر لفعلها هذا إلا هذا وأنها فعلت شيء بالسلطانة لكن ماذا ولماذا لا أعرف فهى كانت أقرب شخص لها وكانت السلطانة إيفن تثق بها كثيرًا أكثر منى
ألتفت إيزابيلا إليها بضيق شديد قائلة:-
-غبية، لقد أخترت البُعد عنك لأنها تعلم أنى من أرسلتك لها لكنها ذهبت إلى فيرى ونحن لا نعلم من أرسلها وماذا فعلت بها؟
أومأت أريا لها بنعم وهى توافقها على هذا الحديث لتقول:-
-أجل يا سلطانة
تنهدت إيزابيلا بهدوء ثم جلست على الأريكة الموجودة بصمت تفكر قليلًا ثم قالت بخفوت:-
-أذهبي أنتِ وكأنك لم ترى شيء ولا تخبري أريس بشيء وأنا سأجد السلطانة
كادت أريا أن تتفوه بالقليل من الحديث هاتفًا:-
-لكن..
قاطعتها إيزابيلا بجدية صارمة قائلة:-
-سأجدها ربما هذه يصلح الأمور بينى وبين أريس لذا لا تخبره بهذا وتضيع علي فرصة التصالح مع أبنى
أومأت أريا لها بنعم ثم قالت:-
-لك ما تريدين يا سلطانة
انحنت أريا إليها ثم أنصرفت لتدخل ماريا إلى الغرفة وكانت إيزابيلا شاردة جدًا وهى تفكر فيما ستفعله لتقول بحيرة:-
-أنقذها أم أتركها يا ماريا
ردت ماريا عليها بلطف:-
-لننقذ حفيدكم يا سلطانة
رفعت إيزابيلا رأسها للأعلى حتى ترمق ماريا بنظرها في صمت وأومأت إليها بنعم ثم قالت بخفوت:-
-أجل حفيدنا اولاَ
وقفت إيزابيلا من مكانها ثم ذهبت للخارج وكان ألاريس وجنوده بدأوا يسيطرون على الوضع بعد ان تسلل الكثير من المستذئبين خارج أرض أريس خوفًا من الموت على يده مثل البقية، أقترب مجموعة من الشباب من جايكوب وقال أحدهم:-
-لنذهب الآن
صاح جايكوب بغضب سافر قائلًا:-
-لن أذهب من هنا قبل أن أنتقم من قاتل ابنى
تحدث شاب أخر وهو يجذب جايكوب من يده قائلًا:-
-أريس سيقتلنا الآن، سنعود مرة أخرى أقوى لكن بقاءنا هنا سيقتلنا ولن ننتقم
ذهبوا سريعًا من أرض أريس، وقد بدأ الأمر يهدأ لكن أريس صاح بالجميع قائلًا:-
-أبحثوا عن السلطانة وإلا سأقتلكم جميعًا على تقصيركم في حمايتها
ذهب من المكان وعاد للقصر باحثًا عن زوجته، دلفت إيزابيلا إلى غرفة إيفن وكانت فيرى جالسة هناك لتقول:-
-ماذا حدث لسلطانتك يا فيري؟
نظرت فيري بذعر لوجود إيزابيلا ثم وقفت بهلع وهى تنحنى إليها لتكرر إيزابيلا سؤالها بحدة أكثر:-
-ماذا حدث لسلطانتك يا فيرى كيف أخذوها منكم؟
أجابتها فيرى بحزن مُصطنع قائلة:-
-لقد حاولت منعهم يا سلطانة
أقتربت إيزابيلا منها بخطوات مُخيفة أرعبت فيرى من مكانها لكنها ألتزمت الصمود وأخفت توترها وخوفها، وقفت إيزابيلا امامها وهى تقول:-
-كيف سمحتي لهم بأخذ حفيدى يا فيري؟ أنا سأقتلك إذا حدث له شيء
أبتلعت فيرى لعابها بقلق شديد ثم قالت:-
-لقد حاولت..
توقفت عن الحديث عندما مسكت إيزابيلا فك وجهها بقوة بيد واحدة ورفعت رأسها للأعلى كل تلتقي عيونهما معا وقالت:-
-لا يهمنى كم حاولتى وأنا لم أتي لأسمع مبررك يا فيرى عن تقصيرك، أنا يهمنى حفيدي
تركتها بقوة ثم التفت كي تغادر لكنها توقفت وبدأت في الحديث دون أن تستدير إلى فيرى وقالت:-
-سأعطيك مهلة قصيرة جدًا، حتى شروق الشمس إذا لم تظهر إيفن بصحة جيدة سأجعلك ترين أشعة الشمس بنفسك وتعلمين كم هي حارقة
غادرت الغرفة لترتجف فيري بخوف شديد من هذا التهديد وبدأت تفكر ماذا تفعل هل تذهب لتحتضرها أم تبقي كم هي متجاهلة ما حدث وكأنها لا تعلم شيء عنه، لم يجد اى منهم أثر لها ليتحدث جيوم بثقة قائلا:-
-لكن تأكد يا سلطان أن السلطانة لم تخرج من القصر وما زالت هنا
ألتف أريس غاضبًا منه ومن جميع الجنود وهو يصرخ بقوة قائلصا:-
-إذا كانت هنا فلتحتضروها لي
أومأ جيوم له بنعم ثم قال:-
-سأبحث عنها في كل ركن في القصر والغابة لكن تمهل قليلًا يا سلطان رجاءًا
أقترب أريس منه وهو يقول بتهديد شديد وصريح له:-
-أنا لن أهدا ولن أتهمل، جد إيفن يا جيوم قبل أن أحرق القصر بأكمله وأولهم أنت
أومأ جيوم إليه بنعم ثم جلس أريس على الأريكة بغرفته لا يعلم ماذا يفعل فألتزم الصمت وهو يكاد يجن جنونه بسبب غيابها، تأفف وهو يقف من مكانه فرأى القلادة المصنوعة من أحجار التاج تضيء وتطفي ليعلم أن التاج هنا، أخذ القلادة في يده وسار للخارج وبدأ يلف القصر كاملًا وكل ركن به وما زالت القلادة تضيء وتطفي ولم تستقر أبدًا على الضوء مما يعنى أن القلادة ليست قريبة من التاج، لم يترك زواية في القصر لم يسير بها أو يبحث بها عن زوجته المُختفية..
كانت إيفن جالسة بجوار الحائط وتتكأ عليه بتعب شديد من جلسوا لفترة طويلًا بهذه الوضعية وبطنها بدأت تؤلمها بقوة وهى تحاول كبح ألمها أكثر أمام هذه الساحرة اللعينة وبدأت أنفاسها تعلو شيئًا فشيء حتى وصلت صوت أنفاسها إلى أذني الساحرة فرفعت نظرها إلى إيفن وهى تقول:-
-تتألمين؟
أجابتها إيفن ببرود شديد وهى تصمد رغمًا عنها:-
-هذه الشيء لا يخصك أبدًا
ضحكت الساحرة كالمجنونة فاقدة للقوة العقلية وهى تقول:-
-تتألمين.. أنتِ تستحقين هذا
نظرت إيفن إليها بغضب من جملتها لتقول:-
-وماذا فعلت لك لأستحق هذا
نظرت الساحرة لها لتخفض إيفن رأسها أكثر وقالت:-
-البشرية التي تقبل البقاء هنا وتتزوج من مصاص دماء وتحمل منه تستحق هذا
صرخت إيفن بها بغضب سافر وهى سبب كل شيء لتقول:-
-أنتِ السبب، أنا من جلبتى لى كل هذا وصنعتي اللعنة لهم ، أنتِ من تستحقي الموت والعذاب لا بل تستحقين العيش في الجحيم كل ثانية تمر عليكي
زادت الألم أكثر من صراخها وعنفها بينما صرخت الساحرة بها بأنفعال شديد قائلة:-
-أصمتى قبل أن أقتلك أنا أحاول قدر الأمكان تمالك نفسى وكبحى عنك، لا تجعلينى أريكى كيف هو الجحيم وأنا أتناول ابنك أمام عينيكى
فزعت إيفن من تخيل ما تريده وعادت لمكانها هادئة لكن ألمها لم تساعدها في الهدوء وبدأت تفقد سيطرتها على هذا الألم والكبح ثم خرجت صرخة منها مكتومة لتنتبه الساحرة لها ونظرت نحو بتركيز شديد لتراها تتألم جدًا وصرخاتها بدأت تخرج منها رغمًا عنها وهى تعض شفتيها محاولة كبح الألم ومنعه من الخروج مما ساعدها أو بالأحرى لسوء حظها فتح رحمها لتشعر بمياه تبلل ملابسها فضحكت الساحرة بحماس شديد وهى تقول:-
-أنتِ تولدين!! هههه هيا هيا أولدي سأخذ حفيد إيزابيلا واصنع له لعنة خصيصًا هيا هيا
بدأت تشجعها بجنون هستري كى تولد على عكس إيفن التي أترعبت خوفًا من كلماتها وحاولت إلا تولد لكن هذا القرار ليس بخيارها فبدأت تبكى بخوف شديد وألم بعد أن سقط جسدها على الأرض من الألم وتمتم بضعف خوفًا من أن يخرج طفلها هنا وتأذيه هذه المرأة:-
-أريس أين أنت؟ لا تتركنى هنا يا أريس
بدأت تشعر بأن طفلها يتحرك كى يخرج من أحشاءها وهى تحاول جاهدة كبح هذا الخروج ومنعه لكن لا جدوى من المحاولة فهذا ليس بخيارها..
خرج أريس من القصر ليقابل جيوم فقال بلطف:-
-مولاي ما زالنا نبحث عنها
سار أريس بتعجل قائلًا:-
-لنجد التاج يا جيوم
بدأوا في التجول في ساحة القصر معًا للبحث عنها وما زالت القلادة بين يديه ليتوقف أريس فجأة عندما سمع صوتها في أذنيه مرة أخرى منذ فترة طويلة انقطع، سمعها تناديه بألم وبكاء ليفزع بهلع شديد لكن الصوت كان ضعيف ولا يعلم من أين يأتي ليركض مسرعًا للأمام وعينه لا تفارق القلادة باحثًا عن أي أشارة منها..
شعرت فيري بالخوف الشديد من إيزابيلا الشمس على وشك الشروق لتخرج من الغرفة وتسير إلى الدرج ومنه إلى السرداب ولم تنتبه إلى أريا التي تسير مع خلفها تراقبها، وصلت فيرى إلى الباب السري وتوقفت قليلًا تنظر حولها حتى تتأكد بأن الطريق أمنا فاختبأت أريا خلف الحائط لتفتح فيري الباب ودلفت إلى السرداب السري اولًا فتبسمت أريا بحماس وقد علمت وكرها السري لتعود إلى إيزابيلا سريعًا وقالت بحماس:-
-لقد تحركت يا سلطانة
وقفت إيزابيلا من مكانها وقالت:-
-لنذهب بسرعة
ذهبوا معًا لتقول أريا قائلة:-
-هذه الفتاة تملك طريقًا سريًا أعتقد أنه سيرشدنا إلى مكان السلطانة
وصلت أريا بها أمام الباب السري ثم قالت:-
-لقد دخلت هنا؟
توقفت إيزابيلا أمام الباب وقالت بجدية صاؤرمة:-
-أفتحوا الباب
فتحت ماريا وأريا الباب ليجدوا سردابًا سريًا مظلم، أخذت أريا فانوسًا ضوئيًا ودلفت أولًا في المقدمة ثم إيزابيلا ثم ماريا في الخلف لتقول إيزابيلا بضيق شديد:-
-كيف صنعت هذا السرداب أو علمت عنه؟
لم تجيبها أي منهن لتقول بجدية:-
-إذا كانت السلطانة هنا أنا سأقتل فيرى بنفسها، فقط أتاكد بأنها على صلة بما يحدث وهذا القلق الذي نحن فيه..
ظلوا يسيروا معًا حتى أقتربوا من النهاية لتنتبه ماريا للطريق ثم قالت بذعر:-
-يا سلطانة
أجابتها إيزابيلا بضيق شديد من ضيق هذا السرداب وظلمه هاتفًا:-
-ماذا يا ماريا؟
تحدثت ماريا بخوف شديد قائلة:-
-أليس هذا المكان بالقرب من الزنزانة المظلمة؟
توقف ثلاثتهم فجأة عن السير من كلماتها ونظر إيزابيلا إلي الأمام قليلًا ثم قالت:-
-أتقصدين أن فيري هي الجاسوسة؟
تمتمت ماريا بخوف أكثر قائلًا:-
-الكارثة الأكبر هى إذا كانت السلطانة هناك حقًا
ركض ثلاثتهم ذعرًا من بقاء إيفن في مكان واحد مع الساحرة وهى تحمل حفيدهما التي لطالما حاربت الساحرة وجود نسل لهم ولهذا وضعت اللعنة على التاج حتى تقطع نسلهم تمامًا ولا يملكون حفيدًا فماذا ستفعل إذا كان الحفيد معها بمكان واحد…
ظل يركض أريس في المكان بذعر ليري الضوء أستقر فألتف أريس باحثًا حوله ولم يجد سوى بوابة السجن ورفض فكرة وجودها بالسجن ليذهب في عكس أتجاه السجن لتعود القلادة للأطفاء مما أربكه وجعله خائفًا، ليسير نحو السجن فأستقر الضوء، فزع أريس من هذا الأمر وركض إلى السجن وكلما أقترب من المكان فتح الحرس الأبواب مُسرعين ودخل أريس إلى السجن وأمرهم بالبحث في جميع الزنزانات عن زوجته ولم يجدوا لها أثر، نظر أريس بحيرة من امره وهو يقول:-
-إذن ماذا؟
أجابه جيوم بحيرة من هذا الأمر قائلًا:-
-لقد بحثنا في كل مكان هنا ولم يتبقي ولا زنزانة واحدة هنا لم نبحث بها
تأفف أريس بعجز من الوصول لها لكن أتاه صوت الحارس قائلًا:-
-باقي الزنزانة المظلمة فقط
ألتف أريس إليه بصدمة ألجمته ودب الرعب قلبه وهو يتمتم بخوف شديد قائلًا:-
-مستحيل أن تكون إيفن هناك
سارت خطوتين للخارج لكن عاد بقلق وقال:-
-أفتح الزانزنة
نزلوا للقبو مع الحارس ليفتح الباب في اللحظة التي دخلت بها إيزابيلا للزانزنة من الباب السري وأتسعت أعين الجميع عندما رأوا فيرى بالداخل بجوار الساحرة وإيفن على الأرض فاقدة للوعى ودماءها موجودة حولها ببركة كبيرة وقد ولدت طفلها وهذه الساحرة اللعينة تحمله بين ذراعيه، تحدثت الساحرة بلهجة مُستفزة ساخرة منهم قائلة:-
-مبارك لقد جئكم ولدًا
كان الجميع في حالة من الصدمة ليسرع جيوم يأخذ من الطفل وأريا تقبض على فيري بينما جلس أريس على الأرض ينظر إلى زوجته فاقدة الوعي ووجهها شاحبًا وجسدها باردًا كقطة الثلج المُجمدة، لا يصدق ما حدث وعقل لا يتخيل مدى الرعب الذي عاشته هنا في هذه الساعات الطويلة مع هذه الساحرة، رفع رأسها قليلًا بلطف وهو يقول:-
-إيفن!
لم تجيبه إيفن لكن أتاه صوت الساحرة تقول:-
-لقد فقدت كل طاقتها في الولادةـ، ألا يجب أن تكافئني على مساعدتى لها في ولادتها
نظر أريس لها بغضب سافر ثم قال:-
-وكيف لا أفعل؟ سأعطيكى أكبر مكافئة تتمنيها
حمل إيفن على ذراعيه ووقف وقبل ان يغادر أستوقفه صوت الساحرة تقول بسخرية:-
-انتبه لطفلك يا أريس فأنت لا تعلم أي لعنة وضعتها به
نظر إليها بصمت قاتل والرعب تملكه من الداخل لتصدم الساحرة بصفة قوية على وجهها من يد إيزابيلا وهى تقول:-
-تجراى على فعلها وأنا ساريكى مدي بشعتي
أستشاطت الساحرة غضبًا من فعلتها وضربها لها لتقول:-
-لقد فعلتها يا إيزابيلا كما فعلتها بابنك بعد ولادته، هذا القصر لا بل هذا العالم لن يعيش في سلام أبدًا وهذه المرة اللعنة لا سبيل لتخلص منها يا إيزابيلا وأرينى بشعتك أنا مستعدة لذلك لكن الأهم أن تكوني أنتِ مستعدة لبشعتي
كادت أن تتحدث إيزابيلا ليقطعها أريس بنبرة حادة قائلًا:-
-ما رأيك أن ترى بشعتى أولًا وأنت حية، جيوم
نظر الجميع له ليقول أريس بغضب سافر قائلًا:-
-خذ فيرى لساحة القتل وأجعلهم يفتحوا نافذة هذه الغرفة كى ترى هذه الشيطانة ابنتها وهى تقتل امام أعينها
أتسعت أعين الجميع من هذا الحديث، ليتذكر أريس منذ قليلًا والحارس ينزل به للقبو قال:-
-لقد جاءت فيري أليها مرتين من قبل واليوم رأتها في الداخل رغم أنها لم تمر من بوابة السجن أبدًا
نظر جيوم له بدهشة وقال:-
-كيف هذا؟
أجابه الحارس بحيرة شديد قائلًا:-
-أنا حقًا لا أعلم لكن الأكثر دهشة ما سمعته
نظر جيوم له بفضول على عكس أريس الذي يسير يفكر بزوجته وأحتمالية وجودها بهذه الزانزنة فقال الحارس:-
-لقد قالت بالحرف الواحد أنا اليوم ساتنقم لك يا أمى وساجعلهم يدفعون ثمن ما فعلوا بأبي
ليعلم جيوم وأريس أنها ابنه هذه الساحرة، تتطلع الجميع بهم وجيوم يعطى الطفل لماريا ويأخذ فيرى من يد أريا لتبدأ بالصراخ خوفًا من موتها وهكذا الساحرة بدأت تصرخ بهلع قائلة:-
-ساقتلك يا أريس إذا فعلتها، أترك أبنتى في الحال، أتركوها
تبسم أريس لها بخفوت شديد منتصرًا لما يحدث ورؤيتها تتألم ثم قال:-
-تحملي غضبي وبشعتى فأنا تحملت لعنتك لألف عام والآن لنرى كم عام ستتحملين رؤية ابنتك أمامك تُقتل فأنا ساقتلها لألف عام …..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية التاج الملعون)