روايات

رواية على ذمة عاشق الفصل الثامن عشر 18 بقلم ياسمينا أحمد

رواية على ذمة عاشق الفصل الثامن عشر 18 بقلم ياسمينا أحمد

رواية على ذمة عاشق الجزء الثامن عشر

رواية على ذمة عاشق البارت الثامن عشر

رواية على ذمة عاشق الحلقة الثامنة عشر

فى الساحل ،،،،،
كان يجلس اياد فى الحديقة شارد الذهن ،بينما ملئ الصمت صوت هاتفة فتحرك ببهدوء ودس يده الى جيبه ، وسحب هاتفه
وحدق اليه بدهشه
فكان الرقم لزوج خالة حنين ….
استجاب اخيرا لجرسه المتواصل ؛ثم نفخ فى ضيق وهتف:
– اهلا ازيك يا عمى
كان صوت فتح الله غير جيد بالمرة يوحى بان هناك كارثة حلت به
اجابه بإيجاز :
– كويس …بس قول لحنين تبقي تروح لأهلها فى البلد ،،اه ومتنساش تروح معاها عايزين يتعرفوا عليك ،
اندهش اياد من حديثه المتسرع وعدم دخوله فى تفاصيل خاصه بحنين او اهتمامه بالسؤال عنها
ومع ذلك سأله بتوجس :
– طيب تكلمها
اجابه نافيا :
– لا أنا مش فاضى ،البركة فيك إبقى سلملنا عليها انت
واغلق الهاتف دون أن يزيد كلمه واحدة
امسك اياد هاتفة ونظر اليه مطولا ولا يخفى عن وجه ايا من علامات الدهشة ،من تلك المكالمة التى أتت له على غرار وانتهت
بلمح البصر ،فهتف مستنكرا :
– دا ايه الراجل العجيب دا
*************************************************************
ايطاليا،،،،،،،
– وابقي المساعد بتاعك
ابتسم زين ،،ورفع حاجبه بتحدى :
– بتلوى دراعى ..هاااا
حدقت خلفة وانتفضت مذعوره ،،وصعدت الكرسى واخذت تصرخ برعب
_لالالالالالا……………….
اقترب منها زين بحذر ووضع يده على مسدسه من تحت الجاكت فى حالة تأهب للاسوء ليكون بالقرب منها ،ويرى ما ترى
قالت وهى تضع يدها على فمها بصراخ حاد جعل االزبائن تلتف حوالها بقلق فقد كان صوت صراخها عاليا وصاخب
– اقتله ،اقتله ارجوك
ظل زين يوزع نظره اليها والى ما تنظر فى توجس وهتف متسائلا:
– فى ايه ؟ مين اللى اقتله ؟ مافيش حد ؟
اشارت بأصابع مرتعشة نحو طاوله جانبية وحرك بصره نحو ما تشير بقلق ،على ما يبدو امرا هام
وهتفت بصوت متقطع فزع :
– فــ ــ ــ ــأ ر …..
لطم جبهته بعنف بالغ والجم غضبه وهو يهتف من بين اسنانه :
– الصبر يارب ،هقتلها
ترجته بصوت مبحوح :
– اقتله ارجوك
بدء الهمهمات من حولة ،فى تساؤل الناس من حولة عن سبب هلعها الى هذة الدرجه تحدث لمن حوله بالايطاليا ليهدئ الهرج والمرج الذى حدث على فجأه
– اعتذر ،،، لديها فوبيا من الجلوس صامته !
تحرك الناس من حوله وهم ينعتوهما بالجنون ،اثر حالة التوتر الذى انتشرت بسبب صراخها،بينما امسك هو يدها وانزلها من
على الكرسى ، وهدر بنبرة متعصبه :
– اعمل فيكى ايه ؟!
تابعت بنفس نبرة الخوف
– اقتله ،ارجوك
هدر بضيق بالغ وقد بلغ الغضب لدية مبلغه :
– اقتل ايــه ؟ دا جالو سكته قلبيه منك حــرام عليكى
اخرج بطريقة سريعة الحساب ووضعه على الطاوله وجذبها خلفه بعنف ،،وتمشى بجوارها بخطوة سريعه ولاحظت فرح سكوته
تحدثت بتوتر وقلق فملامحه جاده للغايه :
– معلش اصلى بخاف من الفيران
حرك فمه بسخريه تامه ..وهتف دون ان ينظر اليها
– فيران هو احنا فى بدروم بيتكوا
تطلعت الى وجهه فى دهشه:
– اه فار هو انا مش بشوف ولا ايه
اجابها بجمــود :
_.دا هاميستر بتاع صاحب المحل ياجاهله
اجفلت عينيها لمحاولة الايستعاب ،لتهدر بتساؤل:
– مش هو اسمه ماوس بالانجليزى ؟!
نظر لها زين بجانب وجه وهو يتابع السير نظرة مستهترة :
– دا لا هو فار ولا هو ارنب نوع لذيذ وبيتربى عادى ،،واسترسل بمزحه وممكن يتاكل
اشاحت وجها وعلامات الاستياء علت وجهها :
– يععععع …..هرجع
ابتسم زين ومن ثم قهقه عاليا حتى توقف عن السير وانحنى الى الامام من كثرة الضحك وقفت معه فرحه ، ونظرت له جيدا
لمحاولات استشاف اى امر جعله منتشيا الى هذه الدرجه
وسئلته بإهتمام :
– فى ايه !!!! بتضحك على ايه ؟
تمالك نفسة وهدر وهو يحتفظ بإبتسامته :
– اصل انا مش متخيل انك عايزة تبقى المساعد بتاعى واما يجوا يعذبوكى عشان يعرفوا المعلومات يقولوك اتكلمى احسن هنحطك فى اوضة الفيران ،،وتعترفى
وضعت يدها على وجهها، واحتقنت نبرتها وهتفت:
– لا يعملوا اى حاجه غير الفيران ،انا بترعب منها فعلا
توقف زين عن الضحك ونظر لها بتعجب ،وسئلها :
– نعم ،بتقولى ايه ؟! يعملو اى حاجه
ازاحت يدها وقد تنبهت لما لفظته ،وهتفت بتوتر :
_لا مش اى حاجه اى حاجه ،انت فهمت ايه ،الا( دي ) والفيران وحاجه كمان وبلاش الضرب
كشر زين عن انيابه وهدر بسخريه
– نبقي نعملك اوبشن ساعتها ،ياما نذنبك وخلاص ،
وضيق عينه وقال فى غضب ،
– عليا النعمه انتى ما تنفعى كومبارس حتى ،انتى هتشلينى
لوت فمها بضيق وهتفت بتذمر :
– ليه كدا كنت قربت اقنعك ، منه لله الفار يارب ينقرض
زين رفع حاجابيه فى تعجب وشار بإصبعه نحوها:
– بردوا فار ..امشى يابت من قدامى
سبقته وهى تركل الارض بقدماها كالاطفال وظلت تهمهم
– بت انا مش بنت ومش بحب الفيران
تبعها زين مبتسما على تلك الطفلة المتمردة المجنونه التى ترفع ضغضه فى ثانية وتضحكه دون ادنى مجهود منها بعفوية
مر منتصف النهار وشعر اياد بالضجر فقرر الذهاب الى حنين التى صنعت بينها وبينه الاف الحصون المنيعه وهى الى جواره
صعد بإتجاه غرفتها،،وتوقف ليهدئ انفاسه الاهثة ،ثم طرق الباب عدة طرقات،،جعلت دقات قلب حنين تتسارع ،واتجهت نحو الباب بسرعه
و فتحت له سريعا :
كان لا يريد شيئا كل ما اراده هى ، اتى ليراها فقد اشتاق لها وهى تحت نظرة تنحنح فى حرج من ذلك الصمت
وحاول تصنع الجدية بقدر المستطاع :
اياد،،احمم ااممم ،مش هنتغدا ولا ايه ؟
اخفضت راسها واجابت بهدوء
– حاضر هنزل احضره فورا
كان يطلع اليها بشوق يريد رؤية عيناها الذى اشتاق اليهم حقا ، ابتلع ريقه وهتف بصوت لاهث:
– لا اجهزى هنتغدي برة ،ما تتاخريش
وجذبه نفسه عنوه كى يبتعد عنها ،وحتى لا يخطى ويجذبها الى احضانه ،بقوة وشوقا
بينما هى ،،،
علقت بصرها به ونظرت الى ظهره ،بخيبة فقد ذهب وهو غاضبا منها لاتعرف كيف ترضيه ولا حتى كيف تحبه
*************************************************************
فى الصعيد ،،،،،
فى منزل عائلة البدرى الكبير
كان برهان يتحدث مع اخوته على الافطار ،بضيق وتأفف:
_راح الخسيس ولا سأل وانا جولتله يجيب البت وجوزها نتعرف عليه ،دى البت من وهى عندها عشر سنين ما نعرفوش شكلها ايه
تحدث اليه اخيه الاخر سعيد بضيق مماثل :
– احنا اللى غلطنا اننا طلعناها برانا ،الله يسامحك يا عب مجيد يا خوى
تنحنح صوت اجش اتيا من باب السراية المفتوح وكان ذلك هو عبد المجيد،،جسم ضخم ملامح قاسية شارب اسود وانف طويل
وعيون حادة وكتف عريض يتدلى من اعلاه وشاح بنية ، يبدو علية القوة والقسوة تغلفة هيبه خاصة وهو ممسك عصاة الابنوسية ويحركها فى الارض بجلال واستعلاء
وهتف بسخط ،وهو يتحرك نحوهم :
– اهو جاه عبد المجيد اللى ربنا هيسامحه ،عشان بتحدته فى سيرته
التفت نحوه برهام …وهدر بنبرة ساخره:
– اهلا يا اخوى والله عشت وبتاجى ع السيرة زى ولاد الحلال
هتف عبد المجيد فى غضب :
– يوووه ..بكتنى يا خوى كل ما تشوفنى
باغته برهام بنبرة غاضبة ومحتدة:
– ما ببكتكش بس اديلى ياجى شهرين ما شفتكش
شرع عبد المجيد فى الجلوس وتأفف قائلا:
– بشوف مصالحى يا اخى تزعلك دى
لقد كان برهام اخيه الاكبر ويقدره عبد المجيد ولا يجادله كثيرا:
– لا ما تزعلنيش. يزعلنى ان بتك اتجوزت وانت نايم فى العسل اهناك مع السنيورة الجديده
علا وجه الدهشه وظهرت علامات الصدمة عليه و هتف بغضب بالغ :
– بتى اني ،،،،،، بدر بتى اني والله لااقطع خبرها م الدنيا كلتها
ضحك سعيد بسخريه وهو يهدر :
_كانو ما فكرهاش
استكمل برهام بسخرية :
_بتك ،الكبيره حنين نسيتها اياك
استوعب حروف اسمها التى كاد ان ينساها واحتقن وجه اثر مرور ذكرى امها الحزينه وشعر بأحاسيس مختلطه فقد غرق فى
ملذاته ليدفن تعذيب ضميره واشك على نسيان ….ولكن الان عاد يبتسم اليه ماضيه فى انتصار
ادار وجهه بتبرم
– انا مالياش بنات غير بدر
عض سعيد على شفتيه ونهض وهو يهدر :
– انا جايم يا خوي بدل ما عيحصل خناج
ورحل مسرعا تاركا نصيبه الدهشة والاستنكار لاخيه برهان..الذى صاح متعجبا :
– واه واه ،عترميها تانى بعد السنين دى كلتها
الجما غضبه فى وجود اخيه الاكبربرهان والذى يحترمه بشدة:
– حد جالها ما تسالش على ابوها كل السنين دى كولتها ..
صاح فى وجه برهان وحرك يده بعنف فى وجه
– ما بكفياك ظلم بقى يا عب مجيد ،البت مالهاش ذنب فى حاجه ،فى اللى انت عاملته
هدر غير مبالى:
– ومين جالك انى عملت حاجه
صاح برهان مؤكدا :
– لع عملت ،والبت دى بتفكرك بالى عملته ،وما عايزش تشوفها عشان ما تفكركش بعملتك السودة
بزياداك ،بجى يا اخوى ،هى مش اتجوزت خلصنا
قالها بنبرة رجل لا يعرف لذنب اثر رجلا قاسيا نزع قلبة وخلف مكانه حجرا
لم يتوقف برهان برغم حديث اخية الغير مبالي وهتف فى استنكار:
– اكده من غير سؤالات .البت دى لحمنا ودمنا برضك ،ويتيمه الام ومش هتبقى يتيمه الاب كمان مش هنسبها لحد
يستغلها ولا يجول عليها من غير اهل واعمامها يسدوا عين الشمس ،ومين جوزها…. فتح الله وانت خابره زين ،لازم
نعرفوا اتجوزت مين ونعرفوا احنا مين وان ليها ضهر
شرع عبد المجيد بالقيام فى وهدر فى تأفف وغير مبالاة :
– اما تعرفو ابجوا جولوا ،سلام عندى مصالح اقضيها
************************************************************
فى الساحل
انتظرها اياد بجوار المسبح يتذكر تعلقه برقبته عندما اوقعها هنا ،احببها نعم حد الجنون ولكن هى اطفأت شعلة حبهم برفضها
قاطعت شروده بصوت هادئ
– انا جاهزه
استدار ..بخفه وتأمل هيئتها بشغف حقيقى حيث كانت كالفراشة فى فستانها البمبى بحزام ابيض نفس لون طرحتها وعقدا متدلى بالون اللبنى الهادى يخلطه بعض من حبات الخرز الصفراء والفضيه
وقفت تفرك اصابعها بتوتر اثر تفحصه المطول لها
فاق من شروده وادرك ارتباكها و هتف بإيجاز :
– يلا …
خرجا معا دون ان ينبث بكلمة دخل العربه اذا كان حشد من الحراسه حوله كان يرعب حنين فإلتصقت به
نظر لها نظرة جانبيه استشف منها رهبتها حتى وان اختلاف مازال قلبه معلق براحتها
فأشار لهم ان يبتعدوا فإستجابوا سريعا
تقدم احداهم بفتح باب السياره ولكن تحدث هو بنبره صارمه :
– انا اللى هسوق خليكوا هنا
حاوط خصرها وادخلها العربه ليتاكد من طمئنيتها
وتحرك نحو الباب الاخر ودخل العربه وادار المحرك وانطلق
ظلت تفرك اصابعها ببعض ونتظر اليهم وهو يختلس النظر بينها
وبين الطريق من تحت نظارته السوداء ،كان يفكر كيف يخبرها
بمحادثه زوج خالتها ويخشى انزعاجها من عدم محادثته هو شخصيا
وقد اخترع تلك الحجة خصيصا ليهيء لها جو مناسب لالقاء عليها الخبر
وصلا الى وجهته اخير وقف و ترجل من السيارة …واتجه نحو الباب الاخر ليفتحه نزلت عنه حنين وفى صمت
امسك يدها بعد تردد منها و اتجه نحو المطعم المكشوف اذا رحب به العاملين بحفاوه ..وقادوه بإهتمام نحو افضل طاوله من حيث الموقع حيث انها تطل مباشرا على البحر
نظر لها مطولا ولكى يقدر على الافصاح المكالمه السريعه وتوتر اذا يخشى ضيقها واخير افرج عن الكلمات بهدوء:
– …عمك .بابا فرحه اتصل
رفعت رأسها بإهتمام والتمعت عينها ببريق وهتفت :
– بجد ،كنت فاكراهم نسيونى
ابتسم اياد ابتسامه مبهمه وسكت عن الكلام
اردفت هى اثر سكوته بقلق :
– هما فيهم حاجه ،كويسين يعنى
حرك راسه فى نفى :
– لا هما كويسين ،كان متصل بس عشان يقول ان عمامك عايزينك تروحى البلد عشان عايزين يتعرفوا عليا
رقت عينيها بالدموع واشاحت بوجها بعيد فى صمت
بينما ،تفحص وجها اياد وقال مستفهما:
– انتى زعلانه عشان ما كلمكيش
عادت من شرودها واجابت فى لامبالاه :
– عمى فتح الله ما يتزعلش منه انا عارفة انه عمره ما هيسأل
استطرد سؤالا جديدا طرحه هو بإهتمام :
– اومال مالك سرحتى لى لما قولتلك
اختذلت انفاسها ومرت كل الذكرى السيئة من جديد امامها ،وتحدثت بأسئ :
– مش عايزة ارجع هناك تانى
تحمس اياد وقال مندفع :
– ما تخفيش من حاجه وانا معاكى ،واذا كان على والدك انا على اتم الاستعداد بمقابلته
لم تخفى دهشتها من رد فعلة الحاضر والذى دفعها لسؤالة:
– يعنى انت موافق تروح هناك
اسبل عينيه وبدئت عينيه فى التحدث عن عمق عشقه ومحاولة لفعل المستحيل فى رؤيتها سالمه ، واجابها بصدق :
– مستعد اروح وياكى اخر الدنيا
اخفضت رأسها وسكتت تماما
نظر بعيدا نحو البحر وتلاعبت به الافكار نحو ها طاره يرى فى عينها عشق وطاره يرأى ظلمه يتخبط بها ، يعشق تلك التى تاخذه الى سماء وتهوى به الى الارض دون سابق انذار
تناولا طعام الغذاء فى صمت تام من كلا الطرفين
*************************************************************
فى ايطاليا ،،،،
عاد زين وفرحة من الخارج
اتجهت فرحة الى غرفتها بتبرم ،بينما هو تمدد الى الاريكه لتابع عملة عبر هاتفه الخلوى
جلست فرحة الى طرف فراشها
بأسي فقد افسدت عليهم رحلة التنزه ،بسبب الفأر
وتجسدت امامها صورتها الغاضبة ليبدأ الحوار بين شد وجذب وصاحت بها :
– انتى اية ما عندكيش دم
حركت قدمها بعصبية :
– يوووو ه انتى تانى
تانى وتالت وعاشر مانتى اتجننتى ،تقدرى تقوليلى انتى رايحة معاه على فين !
– يا بنتى ما انتى شايف اهو طلع ظابط ، زى الفل
– بتعملى اية يا فرحة فى نفسك مش كفاية هربتى من اهلك ،كمان قاعدتى هنا بإردتك
– وانا هعمل اية ؟ اديكى شايفة اللى بيحصل هربت و من غير اخطط لحاجه ظهرلى هو ونجادنى اقولة لا وكمان طلع ظابط ومش اى ظابط دا ظابط مخابرات
اسيبه لى دا هو الامان بالنسبالي
– حبتيه يا فرحه
تنهدت بعمق وهتفت ….. ايوة
– كدا يا فرحة خليه ينفعك
اخرجت لسانها وهتفت
– هينفعنى
***************************************
فى الساحل ،،،
خرج حنين واياد من المطعم
و تمشى الى جانبها وقال بهدوء :
– تحبى نتمشى شويه
اجابت بإيجاز :
-ماشى
ظل يعتصر رأسه ليخلق معها حديثا ..فلم يجد يعاندة كبرياؤه ويدفعه قلبه ،اما حنين كانت تفكر فأن تخبره ان ما حدث لها
مجرد حادث ليس الا ولم تكن محاولة انتحار فهى تشعر بالذنب حيال حالة الصمت الذى تعتريه الان لقد كان دائم الحماس وهو الى جوارها
ولكن قاطع تفكيرهم صوت مستفز
– ايااااااد ،ازيك ،وحشتنى موت .
انها لينا السعدى
ملكة جمال وخطيبة السابقة ذوا القوام الممشوق والشعر البنى اللامع
ترتدى فستانا ابيض مزركش بالورود الحمراء لا يتعدى الركبه ومكشوف الكتفين وقبعة مستديرة حمراء
ملامحها منتظمه بداية من العيون الناعسة والانف المنحوت والشفاه المنتفخة وبشرتها البرونزية اللامعه اقتربت منهم وهى
تضع عطرا نفاذ واقبلت على اياد تحضنه بميوعه وتطبع قبلة ناعمة على وجنته بإستفزاز
لم يمانع اياد بسبب تيار الضيق الذى اعتراه عندما رأها وقف متصلب جامد التعبير يصك اسنانه من فرط غضبه
و بينما حنين تابعتها وهى تشتعل غضبا من تللك الوقحة
جذب اياد حنين الى احضانه وقال من بين اسنانه ليحرج لينا :
– اقدملك حنين مراتي
دفعته حنين وابتعدت
ابتسمت ابتسامة ساخره ونظرت لها بتفحص مستفز من اعلى رأسها الى اخمص قدمها وقالت :
– مش بطاله يا دودى ،تأخذ يومينها
نظر لها اياد شزرا وزمجر بغضب فى عينيه يسبق حديثه :
– لـــينا ،متتجاوزيش حدودك واعرفى ان انتى بتكلمى عن مرات اياد الاسيوطى
قاطعته قائلة ببرود مستفز :
– براحه يادودى ما تنساش انى انا كمان كان ليا نصيب فى الاسم دا ….
لوى فمه بضيق :
– اديكى قولتيها بنفسك ….كان فعل ماضى
تركته يقول ما يقوله ومالت الى كتفه بدلال مستفز
جعل حنين تندهش وابتعدت عدت خطوات فى تأكل داخلى لم تفصح عنه غير بإحتقان وجهها
تحدثت لينا فى اذن اياد بصوت هامس :
– طيب احنا عاملين بارتى صغير بمناسبه تصوير الاعلان بتاعى الجديد ،تعالي ومش هيبقى كان وضع اياد يده الى جيبه ونظر لها من تحت نظارته السوداء ومال قليلا لأذنها وقال مبتسما متصعنا البرود :
– مش هاجى ،عارفه ليه؟عشان بقرف منك
حاولت لينا ان تسيطر عن غضبها ،لكى تنجح خطتها فى احراق تلك المسكينه التى تقف بعيدا وترى المشهد حميمى للغايه
…ابتسمت من جديد لينا وداعبت بإصبعها ارنبه انفه :
– بس ما تقدرش تنسانى ،هستناك عشان اثبتلك
احتضنت حنين نفسها اثر شعورها بالاستياء من تلك التى اغتصبت حقوقها واقتربت من زوجها بهذا الشكل الحميمى
واوجعتها وتسببت لها فى الم لم تدرك بشاعتها وشعرت بتكرار المعاناه، اذا رأت تلك اللعوب لينا كما شاهدت ابيها وزوجته الجديدة فى نفس المشهد المماثل
ابتعدت عنه ملوحة وهى تهتف بصوت عالىا:
– هستناك ،ثم عادت للخلف وكأنما نسيت شيئا ..
نظرت لحنين مرة اخرى وملئت فمها سخريه وقالت :
– مبروك يا مدام ،وامالت قليلا الى اذونها
لتهمس بصوت فحيح :
– اللون مش لايق عليكى على فكرة .افتكر انى بنصحك نصيحه غاليه لازم تعملى بيها
كان اياد ادار وجهه ينفخ فى ضيق ويمسح وجهه فى غضب ويهمهم بكلمات غير مفهومه ….اما حنين كادت ان تنفجر فى البكاء
التفت اليها اياد محاولا تمالك اعصابه وهدر بعصبية :
– يلا بينا
ادارت وجهها الى بعيد وقالت بنبرة متحشرجة :
– لا ….عايزة ارجع
وضع يده على جبينه ،ونفخ فى ضيق :
– احسن
…………….،،…………
عادت حنين الى الفيلا بوجه غاضب ، حاولت اخفاؤه
القى بثقل جسده على الأريكة كان متعب للغايه،ومستاء
وبدء فى فرك شعره بعصبية وهتف بصوت واهن :
– ااااخ
صكت اسنانها بعنف :
– انا عايزة امشى
التفت اليها وكأنه لم يسمعها
– قلتي ايه ؟!
اغمضت عينها واعادت ما قلته :
– عايزة ….امشى
نهض من مكانه وهو يكور يده محاولا السيطرة على غضبه المشتعل :
– حنين ….فى ايه ؟
ابتعدت عنه قليلا وهى تبتلغ غصة مريرة :
_احنا قاعدين نعمل ايه !مش خلاص كدا ؟ عملت اللى انت عايزة !قاعدين نعمل ايه تانى رجعنى تانى لاهلى !
ضغط اياد بقوة على راسه يقاوم كم الصداع الذى غزا رأسه بعنف
وقال بضيق متناهى :
_انتى لسه فاكرة انى مقعدك معايا …عشان الاتفاق بس ،لسه مش مقتنعه بيا ،لسه رافضانى بسبب اللى عمله ابوكى ،
وازدا غضبا وعلا صوته وصرخ
– انا مش هو انا مش هو مش عبد المجيد البدرى
اجفلت عينها بحزن وسقطت من عينيها الدموع رغما عنها لمجرد ذكرى ابيها الاليمه والذى شاهدتها منذوا قليل شبيهته من قبل
اخير انفرج شفتيها بعد صمت ليس بقليل قالت بألم
– اومال اتجوزتنى لي ؟
صدمت اياد دون وعي منها فقط كانت نواياه خبيثه ..لم يتوقع هذا السؤال الذى جمد الدم فى اوصاله وزاد توتره :
– …………
التوى فم حنين بسخريه والتفت اليه وقالت بنبرة متحشرجة :
– شفت …يبقى احنا كدا خلصنا
التمعت عينيه بشرارة غضب وامسك ذراعها بعنف :
– انتى ازاى تقولي كدا …..انتى عايزة ايه ؟
قالت بنبرة بارده :
– رجعني ….لأهلي
اتسعت عيناه بضيق :
– انتى عايزة ترجعي الصعيد عايزة تسبيني وترجعي لابوكى شايفانى اسوأ من ابوكي
رفعت رأسها …..ونظرت للفراغ
هزهها بعنف وبغضب :
– لا ردى ، ردى عليا
ازاحت يده ،ببرود متناهي وهتف بإصرار :
– قولت عايزة امشي
ضيق عينه واشتعلا غيظا ،وهتف بحنق بالغ وعند لحظى فى ايلامها كما المته :
– ماشي …يا حنين عايزة تمشى هنمشى عايزة ترجعى الصعيد هرجعك الصعيد
نظرت اليه وأولته اهتمامها ..
امسك ذراعها بقسوة وعلق بصره فى بؤبو عينها و استرسل كلامه بحدة
– ومش هطلقك … واذا كان على اتفقنا يبقى انا كمان لسه ما اخدتش كل اللى عاوزه لما ابقى اما اشبع منك.هــســيبــك
ترك يدها بقوة كادت ان تسقط .ولكن تمالكت نفسها سريعا واستندت الى الكرسي
بينما هو انطلاق نحو الدرج فى سرعه وصارخ بكل عنف:
يـــــــــلا
انتهى صوته عند بداية السلم وسمعت صوت تحطيم عالي قادم من غرفته ..افزعها بدأ اياد نوبة غضبه
حطم كل ما فى الغرفة بغير ترتيب تلك المزهريه الزجاج التحف والميداليات ومن ثم كل ما اعترض طريقه…..
المته من اطمئن اليها ،المته تلك التى كان مستعد ان يواجه العالم من اجلها المه فاق صبره جعله يتمزق ،صرخ بصوت ضائع فى صوت التحطيم
– عايزة تمشى …تمشي
تمشى…بس تسيب قلبي ….امشي يا حنين بس سيبي قلبي …
كان اياد فى زورة غضبه فهو ايضا يعانى من الخيانة بشكل اخر
………………………………………………………………………………………..!!!!!!!!

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية على ذمة عاشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى