روايات

رواية اسكن أنت وزوجك الفصل العشرون 20 بقلم آية العربي

رواية اسكن أنت وزوجك الفصل العشرون 20 بقلم آية العربي

رواية اسكن أنت وزوجك الجزء العشرون

رواية اسكن أنت وزوجك البارت العشرون

رواية اسكن أنت وزوجك
رواية اسكن أنت وزوجك

رواية اسكن أنت وزوجك الحلقة العشرون

اتعلم ما هو قهر الرجال !
ليس اقسى واقهر من رجلٍ تم طعنه في شرفه من قبل امه .
❈-❈-❈
كان يقود سيارته بملامح قاتمة … عقله لا يهدأ وجسده كالبركان النشط … يقود بألم داخل صدره ينهشه … كيف ومتى ولما خانته !! … ايعقل ان كل ما حدث بينهما لما يكن سوا تمثيل !! …
في المرة السابقة طعن بظهره ولكن تلك المرة فإن فؤاده ينزف وروحه معلقة فيعيش ويشعر ب لحظات العذاب والألم .
لااا … لم يعد يحتمل خيانة او غدر … لم يعد القوى الصلب … لقد اصبح اضحوكة كالبهلوان على المسرح … لقد تم التلاعب به … والدته محقة … كان عليه ان لا يظهر ضعفه لها … كان عليه ان !! ،،، ان ماذا يا زين ! … ولكن لما هناك نقطة بعيدة خاصة بها … نور خافت يشوبه الظلام يذكره بمن هي ! … يذكره بكلماتها وحركاتها وعيونها ومشاعرها معه .
التوى داخله وابتلع تنهيدة مُرة في حلقه يتذوق الألم وهو يتذكرها بين يده … لقد عنفها … لقد اهانها … لقد دفعها فسقطت ارضاً متألمة امام عينه .
اغمض عينه بقوة يزعق بقوة كزئير أسد جريح … صارخاً بأسمها بعيون خانته وبكت تظهر قهر الرجال … يضرب بقبضته على طارة القيادة بقهر يشق صدره نصفين دون جرح .
❈-❈-❈

 

 

اما هى فوصلت منزل ابيها بعد عناء وتعب واجهاد … صعدت للاعلى وطرقت الباب ببطء كأنفاسها .
بعد ثوانى فتح ابراهيم يطالعها بترقب مردفاً _ مهرة !
طالعته من خلف نقابها بعيون غائرة ثم ارتمت بين يده فالتقطها بذعر صارخاً باسمها وهو يدخلها ويغلق بابه وينادى على عائشة التى اتت مهرولة تطالعها بذهول مردفة _ شو بها بابااا .
اردف ابراهيم وهو يسندها على الاريكة بحنو _ جيبي كاسة مية بسرعة .
اسرعت عائشة تركض للمطبخ وعادت تحمله وتناوله له واعطاها اياه وهو يجلس بجوارها ويحاول فك نقابها بحنو وهى تترك له امرها باستسلام وروحٍ خاوية كجزعِ نخلٍ تزاوره العواصف .
ارتشفت قطرات قليلة ومالت برأسها على ظهر الاريكة تغمض عيناها الباكية .
اردف ابراهيم بحزن وترقب _ شو صار يا عمرى .
فتحت عيناها وطالعته باجهاد تردف بقلبٍ ممزقٍ من ما حدث لها _ بابا … بترجاك خلينا نفل من هون هلأ … اذا اجى لهون رح يقتلنى بابا .

اتسعت عين ابراهيم وعائشة التى وضعت كفها على فمها بصدمة بينما اردف ابراهيم بذهول _ مين قصدك ! … زين !
اومأت ببطء تردف بخوف وقهر ودموع _ اخذ سلاحه وطلع وقال انه راجعلى … بترجاك بابا خلينا نفل هلأ ما حدا رح يقدر يقف بوجهُ .
تعجب ابراهيم وتسائل مصدوماً _ ليه شو صار !!
بكت بنواح وهى تتحشرج ويتلوى قلبها كأن هناك قبضة تعتصره مردفة بألم يمزق روحها بسكين صدِئ _ عم يصدق انى خنته بابااااااااا .
قالتها بصراخ وعذاب وبكاء يمزق انياط القلوب فاتسعت عين ابراهيم وعائشة التى هزت رأسها بعدم تصديق .
بينما اردف ابراهيم بعد صدمته _ شو عم تقولي بنتى ! … اي خيانة هاي ! … كيف بيصدق هالحكى عنك بنتى كيف !!
هزت رأسها ولم تعد تقوى على الحديث … عادت للصمت مجدداً … اغمضت عيناها تتحشرج بقهر .
بينما نظر ابراهيم بتشتت لابنته عائشة التى نزلت دموعها على حال شقيقتها
❈-❈-❈
في القصر
تجلس رابحة بترقب وقلق وهى تحادث محروس الذى ارسلته خلف ابنها مردفة عبر الهاتف _ ولدى فين دلوك ! … عيعمل ايه !
اردف محروس الذى يصطف جانباً يتابعه _ ادلّا على كذا فرع اتصالات يا هانم بس كلياتهم جافلين … عيدور على مركز اتصالات فاتح .

 

 

توترت لانكشاف امرها ولكن تحلت بالجمود فمؤكد لن يصل لشئ ببحثه واردفت بهدوء _ خليك وراه من بعيد … ولو حُصل حاجة عرفنى .
اغلقت معه ونادت على رانيا التى اتت اليها مهرولة فطالعتها رابحة بجمود متسائلة _ عملتى ايه فى التَلفون اللى وياكى !
اردفت رانيا بمكر وطمع _ اتخلصت منيه يا هانم زي ما جولتيلي متجلجيش .
اردفت رابحة بحدة وتهديد _ لو كلمة من اللى حُصل ده حد شم خبر بيها معيكفنيش موتك .
اومات رانيا بتوتر ثم اردفت بتساؤل _ اطمنى يا هانم … معيخرجش منى كلمة واصل … بس دلوك زين بيه معيدورش ورانا ! … انى جلجانة جوى لهى تجوله ويصدجها .
شردت رابحة قليلاً ثم اردفت بجمود _ لع … دلوك هو مبجاش طايجها ولا عيسمعها … خلاص أكدة هو جلعها من جلبه .
اشارت لها بيدها ان تغادر فغادرت تغلق الباب خلفها ثم شردت رابحة تردف بعمق _ مكانش جدامى غير الحل ده يا زين … البت دي بجت خطر على عهدك … عتنساها يا ولدى … عتنساها وعجوزك على كيفي وهتبجى وريث جوتى من بعدى انت وولادك اللى عتربيهم كيف ما ربيتك .
❈-❈-❈
بعد دقائق عدة من التفكير اردف ابراهيم بثبات _ فوتى عائشة ضبي اغراضك … رح نمشي من هون حالاً .
كانت مهرة مستكينة تستمع له بجسد مرهق اما عائشة فاردفت بترقب _ لوين بدنا نروح بابا ! … لوين بدنا نروح ونترك بيتنا وحياتنا … بالاساس ما ألنا حدا !
اردف ابراهيم بشرود _ ما بيصير نبقى هون بعد هلأ … زين الجابرى ما هيترك اختك … لازم نطلع من هون … نحن هون ما ألنا حدا بنتى .
نظرت عائشة بحيرة وحزن اليهما … تشعر ان زين الذى تعاملت معه مسبقاً لا يستطيع ايذاء شقيقتها فقط عليه ان يهدأ .
تنهدت واردفت بحزن _ طب لوين بدنا نروح بابا ! … وشو رح اساوى بمدرستى !
اردف ابراهيم بجدية _ المهم عندى هلأ بنتى يا عائشة … ها المخلوق كان رح يقتلها ! … شو رح انطر ! … مؤكد رح ييجي لهون وما بنقدر نوقف موجهُ … فوتى يالا ضبي اغراضك … لازم نمشي قبل ما حدا منن ييجي .
رفعت مهرة رأسها قليلاً تطالع والدها بترقب وحزن متسائلة بروح ممزقة _ لوين بدنا نروح بابا !
اردف ابراهيم بشرود _ ع المنصورة … ما حدا بيلاقينا هونيك … هونيك شيف سورى معروف كتير ومحبوب من الكل … أله صفحات ع الانترنت وعم يساعد اي سورى يروح بيلجأ أله … رح نروح لعنده … وهلأ بدنا نتحرك … ما ضل وئت .
وقف على حاله واتجه لغرفته يجمع اغراضه بحزن … فهو يعلم ان قوته معدومة امام قوة زين الجابري وعائلته … عليه ان يحمى بناته بأي طريقة حتى لو كانت الهروب … كان عليه ان لا يختار هذا المكان منذ وقتٍ طويل … لقد كان مخطأً في قراره … لم يجنى من هذه البلدة سوى قهر ابنته الغالية … ولن يجنى بعد هذه التهمة سوى القذف والاحكام العنيفة .
اما عائشة فكانت تبكى وهى تجمع اغراضها وتضعها في الحقيبة ومهرة تجلس مكانها تبكى وتفكر به وبنظراته لها وبعنفه معها الذى لم تتوقعه يوماً بعدما غمرها بحنانه واحتواؤه ورجولته ،،،، ينحرها حكمه عليها دون سماعها … الم يتذكر اي شئ لهما معاً … امحيت من ذاكرته كل لحظاتهما سويا !! … تعلم ان امر الرسائل غريب ومريب ولكنه لم يمهلها حق الرد … بل اصدر حكم الاعدام عليها دون مرافعة … وبرغم هذا فيؤلمها ما رأته في عينه … تعلم انه الآن في اسوء حالاته ولكنها لن تقبل ابداً بشكه بها … هي ليست كغيرها … فقط كان عليه التعمن في عيناها قليلاً حينها كان سيعلم حقيقة الامر .
بعد حوالي ساعة ترجل ابراهيم وبناته يغادرون منزلهم ثم اوقف سيارة آجرة واستقلوها حيث ستوصلهم الى محطة القطار المتجه الى القاهرة .
❈-❈-❈

 

 

في منزل عزيز
تجلس عليا في غرفتها كالعادة تتصفح هاتفها وتدردش الرسائل النصية داخل المحادثة الجماعية التى تضم الكثيرون من امثالها .
ارسل لها احدهم رسالة خاصة محتواها ( اهلا عليا … انا احمد من مصر مقيم في دبي … ممكن نتعرف ) .
رأت الرسالة وتعرفت على راسها فهو احد الشباب الذين تعرفت عليهم داخل المحادثة .
انتابها الغرور والتعالى وابتسمت وهى تقرأ الرسالة ثم ارسلت رداً محتواه ( اهلاً يا احمد … انا عليا من قنا … اكيد انت عارفنى … بس للاسف انا مش بتكلم مع شباب ع الخاص ).
على الطرف الآخر ابتسم ذلك الشاب ساخراً ولكنه ارسل ( انا أسف انى دخلتلك خاص وعارف ان ده ممنوع وضد قوانين الجروب بس انا معجب بيكي جدا … معجب بطريقتك في الكلام معانا وطموحك وانك نفسك تسافري وتلفى العالم لانى زيك بالضبط ).
زاغت اعينها والتوى فمها مبتسمة بحماس وهى تقرأ الرسالة ثم ارسلت ( حلو جدا انك تبقى طموح وتحقق احلامك … بس يا ترى اللى حواليك هيسبوك تعمل اللى انت عايزه !)
ابتسم بخبث وارسل ( وليه اسمعلهم بما انهم واقفين في طريق احلامى … انا راسم لنفسي هدف ولازم اسعى واوصله )
اعجبت بحديثه الماكر وتلاعبت بلسانها داخل فمها تفكر ثم ارسلت رداً تدعى الثبات والثقة ( برافو ،،، على العموم انا مضطرة انهى المحادثة لانى زي ما قولتلك مش بحب اتكلم خاص مع شباب … عن اذنك )
اغلقت الشات وتنهدت تشرد هل سيحدثها مرة آخرى ام كانت امهامها فرصة ولم تستغلها ! … اردفت بتأكيد وغرور _ لاء اكيد عيحاول يتحدت تانى … وياعالم يمكن يكون هو ده تذكرتى للخروج من أهنة … وابجى خليكي تتريجى عليا حلو يا اسماء انتِ ودكتور المجانين بتاعك .
اما في غرفة اسماء فكانت تتحدث مع عمر عبر الهاتف مردفة بتروى _ انى حجيجي نفسي اتعرف جوي على والدتك يا دكتور عمر … وهكون في انتظارها ان شاء الله .
اردف عمر براحة وتمهل _ وهى كمان يا اسماء من وقت ما حكتلها عنك وهى نفسها تشوفك … وبما ان عزيز به بلغنى بموافقته فأنا هحدد معاد في اقرب وقت واجبها هى ووالدى واجي نقرأ الفاتحة .
خجلت اسماء ولم ترد فتابع _ انا مرتاح اوى يا اسماء … حاسس انى اخدت قرار صح جدا لحياتى … وعارف انك اكتر انسانة مناسبة ليا … لانك اكتر حد هيحس بيا وهيتقبل اوجاعى وهيداويها …. وزى ما قولتلك احنا الاتنين هنكون دوا بعض .
ابتسم ثم اردفت بتوتر _ ان شاء الله يا دكتور عمر … ربنا يجدم اللى فيه الخير .
اردف بترقب _ خليها عمر بس يا اسماء … كلها كام يوم وهنبقى مخطوبين رسمي … هتفضلي تقوليلي يا دكتور دي لحد امتى !.
توترت وتنهدت بعمق ثم اردفت _ خدنى واحدة واحدة يا دكتور عمر … الوضع لساته جَديد عليا … مسيري عتعود عليك .
تنهد يردف بقبول _ معاكى حق يا سمسم … مع انى بدأت اتعود عليكي .
خجلت وابتسمت بصمت فتابع _ يالا انا هقفل دلوقتى علشان متأكد انك مش هتردى زي كل مرة وممكن تقفلي في وشي كمان ف انا هلحق نفسي واقفل … سلام يا سمسم .
اغلق معها وتنهد بارتياح بينما هى تمددت تنظر للاعلى بشرود … تشعر انها تعرفه منذ زمن …. روحه قريبة من روحها وافعاله محبة وقريبة من قلبها … هل اتى ليكون العوض !
❈-❈-❈

 

 

في ذلك الوقت كان زين يتمسك بهاتف مهرة الذى اخذه وهو يبحث عن اي فرع اتصالات ولكن الوقت تأخر والفروغ اغلقت ابوابها كما اغلق باب عقله في وجهها .
رفع هاتفه وهاتف مهندس الالكترونيات الخاص بشركته يردف بجمود _ دلوك الرجم اللى كنت جبتهولك جبل سابج لو عايز اوصله بأي طريجة اعمل ايه !!
اردف المهندس بصوت ناعس _ للاسف صعب يا زين باشا … لانه رجم مستعار … والشركة الرئيسية معترضاش تخرج اي سر ليك لان لا انت مباحث ولا هو امر مهم ف تحجيجات .
اغمض زين عينه بألم وتسائل _ جولي انت بس ع المكان اللى اعرف منه العنوان ده وانى عتصرف …
اردف المهندس بترقب _ الشركة الرئيسية دلوك جفلت … مواعيد العمل بتكون من سابعة الصبح ل ٦ بليل .
اغلق معه وتنهد بقوة ثم استقل سيارته وبدأ يقود عائداً وهو يقوم بالاتصال على احد المعارف الحكومية مردفاً _ كيفك يا نجيب باشا !
اردف نجيب والذى يكون ( لواء في الجيش كان قد تعرف عليه اثناء وفاة عبد الرحمن وبعدها بدأ يتعامل معه اللواء في عمل خاص بشركته حيث كان يريد مقاولون للعمل على ارضه ) _ اهلا يا زين بيه … اخبارك ايه !
اردف زين بنبرة جعلها هادئة _ تمام يا سيادة اللوا … بس ليا عنديك طلب لو سمحت .
اردف اللواء بترقب _ اتفضل !
اردف زين بترقب _ فيه رجم موبايل مش مسجل وعمل موقف واعر معايا وكنت عايز اعرف مين صاحبه … او موجعه … واللى عرفته ان دى اسرار معتطلعش غير للحكومة لاجل التحجيجات واكدة … لو بعد اذنك تعرفلى الرقم ده يطلع مين !
اردف اللواء بترقب _ بسيطة يا زين … اعرفلك الصبح لان حاليا مركز معلومات الاتصالات قفل … ابعتلي الرقم ع الواتساب وانا هجبلك بيناته .
التمعت فى عينه وحشية وتوعد وهو يردف شاكراً _متشكر جداً يا سيادة اللوا ..
اردف اللواء بتمعن _ ولا اي حاجة … انت شخصية مهمة في البلد واسمك وسمعتك سابقينك واكيد عارف هتعمل ايه … اهم شئ يا زين مافيش خروج عن القانون .
اردف زين بعمق _ اطمن يا سيادة اللوا … معنتعداش الاصول .
اغلق معه ونظر للامام بملامح قاتمة وتوعد … ساعات فقط وسيعلم هوية المتصل … ساعات ستمر عليه كسنين ضوئية ولكنه مجبر على الانتظار .
اسرع في قيادته ليعود لقصره وليري ماذا سيفعل معها … ولكن ماذا ان لم تخون يا زين !! … احسبت حساب هذا ! … لااا … كيف اذا ارسلت تلك الرسائل الخاصة ! … اتعنى انها خائنة ! …. لااا … لا اعنى شئ … فقط كف عن التفكير .
اغمض عينه وضغط على عقله ليتوقف ولكنه يأبى سماعه كما فعل هو معها .
❈-❈-❈
صعد ابراهيم وبناته على متن القطار المتجة الى القاهرة والذى سيتحرك بعد دقائق وهو يطالعهما بحزن … عائشة تتطلع من النافذة بعيون باكية وهي تودع المدينة التى احبتها واحبت اهلها .
مهرة تستند برأسها على حافة النافذة وعيناها مسلطة على الخارج … بين الامس واليوم اقدار دهر … من الاحتواء الى الفراق … من العناق الى التخلى … من الامان الى الخوف ..
شعور مؤلم يجتاح داخلها … تتذكره وتتذكر ملامحه التى تحولت الى سوداء مرعبة هزت قلبها البرئ … لن تغفر له … ستظهر برائتها وسيأتى اليها نادماً وحينها لن تغفر ولن تعفو ولن تسمع كما فعل … لقد قتل حباً وليداً ظنته سيدوم لآخر العمر وستقتله هي بحرمانه منها الى الابد .
تحرك القطار يودع قنا بذكرياتها ويتجه الى مدينة عابرة ستكون محطة لها لتنقلها الى حياتها الجديدة .
❈-❈-❈

 

 

وصل زين الى القصر .
اوقف سيارته وجلس يتنهد بقوة ويفكر في تلك القابعة بالاعلى … لا يعلم كيف يتصرف معها … هل يعطيها فرصة الحديث !! … هل تستحق هي ذلك !!
تنهد بألم يمزق قلبه ثم اخرج هاتفها وفتحه يضغط على الرسائل مجدداً ليزيد من قساوة قلبه الذى يحن اليها .
قرأ الرسائل بألم وصدر ملكوم وغضب … تنهد واغمض عينه لثوانى ثم فتحهما وتطلع للرسائل مجدداً … تسارعت نبضات قلبه بعنف في زحام متلهف وهو يعيد قراءة الرسائل بتعمن … ماذا !! … صعيدي !! … تلك الرسائل كتبت باللهجة الصعيدي … كيف !!
نظر للامام يبتلع لعابه بتشتت … اصبح صوت قلبه وعقله عالياً بعدما كان اشبه بالفحيح … يخبره ويجبره على سماعها ..
ترجل من سيارته وصعد درجات القصر الخارجية .
دلف بقلبٍ مهزوز وهو يتجه لدرجات السلم ليصعد اليها بقلبه الذي يسبق قدماه … خرجت رابحة من غرفتها على أثر صوته ونادت بحدة _ زين !
توقف يلتفت لها ويطالعها بترقب فأردفت بجمود _ انى طردتها من أهنة .
توقف قلبه وكأنه سقط من صدره على درجات السلم يبكى دماً بينما تصنم جسده وهو يطالعها وشعور غريب يجتاحه كأنه اضاعها للابد وضل طريقه .
نزل الدرجات مجدداً وتوقف امام والدته يردف بترقب وبطء _ طردتى مين !
نظرت لعيناه بعمق واردفت بقوة وجمود وكره _ مرتك … غارت من أهنة بلا راجعة .
ابتلع مرارة حلقه وهو يهز رأسه ويردف بعجز _ طرديها كيف ! … انى جافل عليها !
اردفت بجمود _ بعد ما مشيت واخد سلاحك فتحت ودخلتلها … وعرفت منيها اللى حُصل … اعترفت وجرت باللي عملته … كرشتها من أهنة ومعتخطيش الجصر تانى واصل .
انقبض قلبه ونظر لها بغضب يردف _ مين جالك تعملي أكدة !!! … مين جالك تتصرف مطرحى يا اماااااي !
اردفت بغضب مماثل وهى تراه يعود اليها _ وه !!! … جنيت ولا ايه !! … اسيبها أهنة لييه يا ولدى … ما انت طردت بت عمك بردك … ودي خاينة زيها وملهاش جعاد وسطينا .
اغمض عينه وهز رأسه بعنف … لا يريد مقارنتها بابنة عمه … قلبه لا يتقبل تلك التشابه ابداً .
تحرك للخارج فصرخت تردف بغضب _ رايح على فين يا ولدي !!
لم يرد عليها بل نزل واستقل سيارته يغادر … سيعيدها … سيعاقبها … سيسمعها … سيتعذب وسيحترق وسيهلك معها .
اما رابحة فنظرت الى أثره بصدمة … هل اصبح والدها اعمى بتلك الغريبة لهذه الدرجة … ايتجاوز امر خيانتها حتى لو كانت ملفقة !! …. ولكن لا لن تسمح بعودتها الى هنا ابدااا .
كانت شهد تقف اعلى الدرج تستمع بذهول وعيون باكية ثم اتجهت الى غرفتها مسرعة وتناولت هاتفها وحاولت الاتصال على مهرة .
رن هاتفها فنظر له زين وهو يقود فوجدها شقيقته … فتح الخط واردف بجمود وقهر _ عايزة ايه يا شهد !
اردفت شهد ببكاء وضعف _ زين ! … رجع مهرة يا زين … مهرة مستحيل تعمل أكدة يا اخوي … مستحيل تخون … دى عتحبك جوى يا زين … حرام عليك تظلمها يا اخوي ..
اغلق مع اخته وقاد يتطلع امامه بعيون لامعة لثوانى … بدأت تنزاح الغمامة من على عقله … تذكرها وهى تصلي وتتلو ايات الله وتتفوه بما يطيب القلب ويطمأنه … لا تخون فتاة تقرأ كتاب الله .
اردف بهمس ينزل على قلبه كجمرات نار حارقة وهو يهز رأسه يميناً ويساراً _ مستحيل تعمل أكدة … مستحيل .
قاد بسرعة الى منزل ابراهيم ولكنك تأخرت كثيراً يا زين الرجال .
وصل الى منزل ابراهيم … ترجل سريعاً وصعد للاعلى يطرق الباب ولكن لا رد … حاول عدة مرات حتى اصبحت طرقاته عنيفة ولكن لا رد ايضاً .

 

 

تنفس بقوة كأنه يركض منذ زمن واخرج هاتفه ثم قام بالاتصال على ابراهيم الشريف الذى رن هاتفه وهو شارداً في امر بناته .
اخرج الهاتف ونظر له بترقب ثم رفع نظره الى مهرة التى تطالعه وكان قلبها علم هوية المتصل ..
اردف ابراهيم بترقب _ زين .
اهتز قلبها بعنف من نطق اسمه ثم مدت يدها لوالدها فتنهد وناولها اياه … فتحت الخط ووضعت الهاتف على اذنها بصمت فاردف زين بغضب وتساؤل _ اخدت مرتي وروحت علي فين يا حج ابراهييم !
اهتز داخلها من صوته وبكت عيناها ثم اردفت بقوة وشراسة انثى مجروحة قررت ايقاظها _ لا بقى تقول مرتى .
تعالت وتيرة انفاسه وهو يستمع الى صوتها ونبرتها الحزينة والقوية … تنهد واغمض عينه يهمس بأسمها فتابعت هى بحدة وعذاب _ من هاللحظة انت صرت ماضي بالنسبة الي … ورح تندم زين … رح تندم علي يللي عملته معي … رح تندم لانك ما وثقت فيني … ولا رح اسامحك لو شو ما صار زين … لانه انا مو متل غيري … عم تفهم علي … ما رح اسامحك .
اغلقت الخط والهاتف بأكمله وسقطت دموعها وهى تبكي بقوة فعاد ابراهيم يعانقها بحزن وحنو وعائشة تطالعهما بحزن وتشتت .
اما هو فالآن تأكد انها لم تخون … تأكد انه اخطأ خطأ غفرانه مستحيل … تذكر جملتها حينما قالت ( اذا في يوم صار شى وغضبت واتصرفت بغضبك رح تخسر زين لهيك حاول تكون حكيم لحتى تضل دائماً كبير .)
ولكنه سيجدها وسيفعل المستحيل … وسيجعل المستحيل ممكناً وستسامحه وهذه قناعاته .
ظل ثابتاً لثوانى يفكر ثم رفع هاتفه يهاتفها مرة آخرى فوجده مغلق … تنهد وقام بالاتصال على احدٍ ما من.مساعديه الذين وظفهم لحماية مهرة واهلها خفيةً واردف بترقب _ دلوك تعرفلي ابراهيم الشريف اخد مراتى وراح على فين .
اغلق الخط ونزل الدرج ثم استقل سيارته وغادر ليبدأ بالبحث عنها هو الاخر فلن يهدأ الى ان يجدها .
بعد عدة ساعات من البحث في الشوارع والطرقات حيث لم يعد عقل زين يعمل بشكل صحيح مقنعاً حاله بأن ليس لهم مكان آخر يذهبان اليه سوى هنا لابد انهما ذهبا الى مكانٍ ما قريب وسيعودون .
رفع هاتفه يتحدث مع نفس الشخص مردفاً بغضب _ جول !
اردف الآخر بترقب _ جلبنا جنا كلياتها يا زين بيه … ملهمش اي أثر ..
اغلق معه وتنفس بقوة ثم تذكر صديقة مهرة … تلك التى تهاتفها دوماً … حاول تذكر اسمها ونجح في ذلك فعاد يهاتف الرجل مردفاً _ كان فيه واحدة رفيجة مرتى … اسمها لبنى محفوظ … اعرفلي عنوانها دلوك .
❈-❈-❈
اتى الصباح
كان زين في سيارته يغفو مائل الرأس ومكسور القلب ومنهزم الروح والوجدان … اضاع سكينته بيده … بعثر راحته وكنانته معها … تمكن منه غضبه واضاعها .
هاتفه الرجل واخبره بعنوان لبنى فادار سيارته وتحرك الى منزلها .
في نفس اللحظة ترجلت مهرة من القطار تحمل حقيبتها وحزنها وحبها ووجعها على عاتقها بثقل .
كذلك ترجلت عائشة ووالدهما الذى اردف بترقب _ رح فوت اقطع تذاكر للمنصورة واجى .
غادر وعاد اليهما بعد دقائق واتجهوا الى عربة قطار المنصورة .
كان قد وصل زين الى منزل لبنى وطرق الباب .
فتحت له بعد ثوانى والدتها التى طالعته بتعجب وكأنها تشبه عليه مردفة _ اهلا يا ولدي ! … عايز حاجة !
اردف زين بترقب _ هسأل بنتك سؤال يا حاجة وامشى علطول .
خرجت لبنى ترتدى حجابها وتطالعه بتعجب مردفة _ زين بيه ! … اهلا وسهلا … خير يا زين بيه !
اردف بترقب _ مهرة … شوفتيها ! … او جالتلك هي فين !
تعجبت لبنى واردفت بقلق _ مهرة ! … مش هي عنديك !! … انى مكلمتهاش واصل … بس اكيد لو مهياش عنديك تبجى في بيتها .

 

 

نظر لها بترقب ثم اردف _ جربي تتصلي على عائشة وتعرفي هما فين .
تعجبت من طريقته واردفت _ هو ايه اللى حُصل يا زين بيه ! … مهرة كويسة !
تنهد واردف بحزن _ مهرة معارفش هي فين … دورت عليها في جنا كلها معلجيهاش … كلمى عائشة عترد عليكي اسأليها هما فين .
تنهدت بضيق ثم اتجهت تحضر هاتفها وتهاتف عائشة التى رن هاتفها وهى بالقرب من مهرة فنظرت لها واردفت _ مهرة هاي لبنى !
هزت مهرة رأسها واردفت بحزن _ لا تردى عائشة … اكيد بيكون زين لقاها وراح لعندها … اقفلي موبايلك هلأ .
اومات عائشة واطاعتها واغلقت الهاتف فتعجبت لبنى واردفت _ جفلت في وشي ! … انى أكدة جلجانة عليهم … دول ملهمش حد أهنة واصل .
نظر لها زين بغضب ثم اندفع يغادر بتشتت وضياع لا يعلم اين يبحث …
استقل سيارته وقاد ولكنه توقف عندما رن هاتفه برقم اللواء نجيب .
اجاب زين متلهفاً يردف بترقب _ نجيب باشا ! … عرفت حاجة !
اردف نجيب بترقب وتعجب _ قولي يا زين … هو مش عنوان القصر بتاعكوا في ****** !
تعجب زين وضيق عيناه ثم اردف بترقب _ ايوة صُح يا سيادة اللوا …. عتسأل ليه !
اردف اللواء نجيب بتعجب _ اصل الموقع اللى ظهر ع احداثيات الرقم ده هو موقع القصر بتاعك … ده اللى قاله موظف الاتصالات اللى كلمته .
برودة اجتاحته وهو يشعر بتخدر اطرافه لثوانى بصدمة وصمت ثم اردف بهمس وذهول _ امى !
اردف اللواء مترقباً _ قولت حاجة يا زين !
تنهد بقوة ثم اردف بحسرة _ انى متشكر جداً يا سيادة اللوا … متأخزنيش انى لازم اجفل دلوك .
اغلق معه وهز رأسه بذهول لا يصدق … هل امه من فعلتها ! … هل وصلت الى تلك الدرجة من الدناءة والتلاعب بمصير الاشخاص !!
وضع رأسه على طارة القيادة واغمض عينه … يتمنى الموت الان عن هذا الشعور … فحضن الكفن احن عليه من والدته … ظلمة القبر اهون من ظلمة قلبها … حجر الرأس اكثر ليونة من قلب امه المتحجر عليه ..
نزل دموعه تسقط بجانب قدمه … بكى وتعالت شهقاته بألم وهو يتنهد كطفلٍ صغير … بكى بحرقة على امٍ استكثرت عليه السعادة والسكينة مع من احبها بصدق … استكثرت عليه راحة البال والخاطر والعيش بهناء مع من وجد في عناقها السكينة والراحة .
❈-❈-❈

 

 

بعد ساعتين
في المنصورة
في مطعم الشيف بدر الشامى وشريكه ياسر الفوى .
دلف اليه النادل يردف بترقب _ شيف بدر فيه ناس برا طالبين يشوفوك … راجل ومعاه بنتين وبيقول انه سورى .
نظر بدر لياسر بتعجب فأردف ياسر بهدوء _ سيب انت اللى في ايدك واطلع شوفهم .
اردف بدر بتريث _ تمام مصطفي روح لعندهن وقولهن انى جاي .
خرج العامل يخبرهم بما قاله واتجه بدر يغسل يده ثم خرج اليهما يطالعهما بترقب .
اتجه يمد يده لابراهيم ويردف مرحباً _ اهلين وسهلين … اتفضل كيف فيني اخدمكن !!
نظر ابراهيم لبناته بحزن وتنهد واردف _ انا اسمى ابراهيم الشريف … من حلب … عايش هون بمصر من سبع سنين … تحديداً بمحافظة قنا … وهدول بناتى التنتين مهرة وعائشة .
اردف بدر متعجباُ وهو ينظر بترقب للفتاتان _ قنا ! … مسافة بعيدة كتير … لكان شو صار معكن وكيف فيني اساعدكن !
نظر ابراهيم لابنته مهرة التى تطالعه بحزن من اسفل نقابها ثم عاد بنظره الى بدر يردف _ الحقيقة صاير مع بنتى مشكلة كبيرة … وانا سمعت عنك كتير وبعرف ان مافي حدا يقدر يساعدنا غيرك .
تنهد بدر بعمق يطالعهما بترقب ثم تسائل بتروى _ اكيد بساعد بس هلأ احكيلي شو صاير معكن … !!
زفر ابراهيم واومأ وبدأ يقص له ما حدث بصدق تحت انظار مهرة وعائشة المنكسرة .
❈-❈-❈
في قنا وصل زين الى القصر .
ترجل من سيارته يصعد الدرج ثم دلف القصر ينظر حوله بملامح قاتمة فوجد المكان هادئ ويبدو ان رابحة هانم لم تستيقظ بعد .
اتجه للمطبخ بحذر فرأته الخادمات ومن بينهن رانيا وحمدة اللاتان ارتعبتا حينما وقعت عينه عليهما .
دلف المطبخ واغلق الباب خلفه ثم التفت يتطلع على الجميع بعيون قاتمة ثم اخرج سلاحه من خصره وعمرهُ ثم وضعه على الطاولة التى تتوسط المطبخ و رفع نظره اليهن يتطلع عليهن بملامح سوداء مرعبة ويردف بجمود _ مين فيكوا اللى كانت عتلطع على الجناح بتاعى تاخد موبايل مرتى !
سقط قلب رانيا في ارجلها وحاولت حمدة التحدث ولكن خانتها الاحرف بينما اردف خضرة بخوف _حضرتك خابر يا زين بيه انا كنت عتطلع للست هانم اشوف طلباتها بس معرفش حاجة عن تليفونها واصل … كذلك اردفن الجميع مثلها الا من رانيا التى تنظر له برعب فالتفت يطالعها بعمق ثم تقدم منها حتى وقف امامها واردف بنبرة فحيح _ انى كنت عارف ان انتِ بس جولت اديكي فرصة تعترفي من نفسك … مش انتِ بردك احمد حافظ الهكر ! … مش انتِ بردك اللى لما امى جبل سابج نست الباسورد بتاع تليفونها جولتيلها انك عتعرفي تفتحيه ! …
كانت تطالعه برعب ثم هزت رأسها واردفت بتلعثم _ انى معملتش حاجة يا زين بيه …احلفلك على المصحف معملتش حاجة .
توسعت حدقة عينه برعب وهو يطالعها بتحذير ان تكف عن الكذب ثم اردف بجمود _ انى دلوك عايز اعرف الخطة العظيمة اللى خططوها سوا انتِ وامك … والا عفرغ السلاح ده في نفوخك وانتِ خابرة ان كلمتى عهد .
ارتعبت حمدة ودبت كفها في صدرها ثم اسرعت تقف امامه مردفة بنحيب وهى تدنو من يده لتقبلها _ احب على يدك يا زين بيه … بتى ملهاش ذنب … احنا كنا عنفذ اوامر الهانم الكبيرة … اللى جالتلنا عليه عملناه .
نفضها يبعدها عنه … اغمض عينه بألم … كان يعلم ولكنه اراد التأكد … كان يتمنى ان لم تكن هى الفاعلة … كان يرتعب من ان تتأكد ظنونه .

 

 

فتح عينه ونظر لهما نظرة متألمة واردف _ تطلعوا برا الجصر حالاً انتِ وبتك و ترجعوا للخرابة اللى كنتوا فيها ولو لجيت طفل صغير واحد بس فى جنا كلياتها عيشتكى منكم عتواجهوا زين الجابري على حج .
التفت يحمل سلاحه ودثره في خصره مجدداً ثم فتح باب المطبخ وخرج منه ينادى بصوت حاد قوى _ رااابحة هااانم !
خرجن الخادمات اللاتى نظرن لحمدة وابنتها بغضب واشمئزاز وحزن ووقفن على باب المطبخ تتبعن ..
وخرجت شهد على اثر نداؤه الحاد تقف اعلى الدرج تنظر لهيأته المزرية بحزن وقهر على ما وصل اليه .
خرجت رابحة من غرفتها بملامح ناعسة ،،، وقفت تطالعه بجمود مردفة _ عتزعج ليه يا ولد الجابري !
نظر لها بعمق وابتسم ساخراً واردف بقهر _ كنتى نايمة يا اماااي !! … ضميرك مرتاح ونايمة !
تصنم جسدها ونظرت له بتمعن ثم اردفت بجمود _ عتجول ايه يا واد انت !
اقترب منها حتى توقف امامها مباشرةً ونظر لعيناها بقوة وغضب واردف متسائلاً _ عملتى أكدة ليه !…. بزيداكى عااااد … استكفيييت يا اماااي .
توترت نظرتها ولكنها ظلت ثابتة تردف برأس مرفوعة وتكبر _ عملت ايه ! … مالك أكدة ع الصبح ! … كل ده علشان اللى ما تتسمى !
ابتسم بقهر ونظر ارضاً بانكسار ثم طالعها بعمق واردف _ جطعتى روحي يا رابحة هانم … حرجتيني حي يا امااااي … دا انى لو عدوك معتعمليش فيه أكدة ! … لو جاتلك جتيل عصعب عليكي عن أكدة …. مصعبتش عليكي يا اماي ! … متوجعتيش واني ماشي كيف لهبل معارفش رايح فين ولا جاي منين ! … ليييه يا اماي ! … لييييه أكدة وانتِ عارفة زين انى مجرب الخيانة وعتوجع … هي دي امومتك … هو ده حنان الام وطيبة جلبها اللى عمرى ما حسيتها منيكي !! … دا انى شكيت فيها ووثجت فيكي … مفكرتش فيكي لحظة واحدة انك ممكن تعملى فيا أكدة ! ..
كانت تطالعه بصدمة … كيف علم انها فاعلة … كيف انكشفت رابحة الجابري بهذه السهولة … نظرت له واردفت بحدة وانكار _ سيبك من كل الحديت ده وجولي انى عملت ايه !!
اومأ عدة مرات واردف _ انتِ خابرة زين يا رابحة هانم … خابرة زين اللعبة القذرة اللى لعبتيها … خابرة زين من وجت ما اتجوزت مهرة ودخلت حياتى وانتِ معترتاحيش … وانى اجول دي امك يا زين وليها جيمتها واحترامها وسط الخلج … بس توصل بيكي الدرجة أنك تطلعيها خاينة !! … تسبيها في شرفها وعفتها ! … مخفتيش من ربنا ! … جلبك اتخلع خلاص !!!
افرضي كان شيطانى غلبنى وكنت جتلت مرتي ! … كنت جتلت الانسانة الوحيدة اللى لجيت معاه راحتى … كنتى عترتاحى وجتهاااا !! …
تنهد بعمق وزفر بقوة يتابع بعيون حادة وغضب وانفاس لاهثة _ وبعد ده كله طردتيها برا الجصر … خوفتى ارجع واعرف انها بريئة ومعتعملش أكدة … خوفتى اصدجها واصدج كلامها لانك خابرة زين انى عحبها جوي … عتكرهيها كل الكره ده لييييه ! … عملتلك ايه من وجت من دخلت أهنة ! … جدمتلك ايه غير انها احترمتك !! … عدلت المايلة وجدمت الحب للكل أهنة … حتى اختى اللى انتِ طول عمرك عتعامليها كيف الأسرى رجعت الضحكة على وشها تانى … رجعتلها الحياة تانى …
صرخ بوجع وقهر متسائلاً بعدم استيعاب _ جوليلي على سيئة واحدة عملتهالك تستاااااهل انك تعملى فيها أكدة ! … رممت جروحى يا اماااااي … طيبت خاطرى بعد ما انتِ كسرتييييه !! ..

 

 

زفر بقوة وألم يشق صدره دون جرح يتابع وهو يطالعها بجمود _ دلوك انى هروح ادور على مرتى وارجعها … وهطلع من الجصر دي انى وهى وهاخد اختى معايا … وانتِ عتعيشي أهنة لحالك … مبجيتش عايز امومتك دي … بزيادة جوي اللى حُصل … خليكي أهنة مارسي جوتك وجبروتك على حيطان الجصر … لكن انى خلاص … من اللحظة دي مبجتش موجود في حياتك … ولا اختى عسبهالك … خلاص يا رابحة هانم معايزش لجب زين الرجال تانى … انى هعيش مع مرتي بعيد عن أهنة … هعيش زين وبس … سبتلك الجمل بما حمل يا اماي .
قالها والتفت يغادر ولكنها لم تحتمل ما تراه … يتجسد امامها اسوأ كوابيسها … زعقت بحدة واردفت وهى تتجه اليه وتديره بعنف من كتفه وتطالعه بوحشية وغل _ على جستى لو الغريبة دي رجعت تانى … على جستى لو ده حُصل … والا هترجع تلاجيني جاتلة حالي … فاااهم يا زين … هجتل حاااالي لو خرجت من اهنة .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اسكن أنت وزوجك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى