روايات

رواية اسكن أنت وزوجك الفصل الرابع عشر 14 بقلم آية العربي

رواية اسكن أنت وزوجك الفصل الرابع عشر 14 بقلم آية العربي

رواية اسكن أنت وزوجك الجزء الرابع عشر

رواية اسكن أنت وزوجك البارت الرابع عشر

رواية اسكن أنت وزوجك
رواية اسكن أنت وزوجك

رواية اسكن أنت وزوجك الحلقة الرابعة عشر

حان وقت السعادة ،، آن اوان الاستمتاع ،، لقد شربنا كؤوس الحزن بما يكفى
&&&&&&&&&
ولجت شهد خارج الغرفة ونظرت لمهرة بحزن ثم اتجهت اليها تردف بهدوء _ حُصل حاجة !
نظرت لها مهرة بحزن واردفت بقلق وترقب _ زين كتير معصب … كل هاد صار بسبب وجود عائشة هون !!
هزت شهد رأسها تردف برأفة _ لع يا مهرة مش أكدة … متجلجيش زين عيعصب شوي ويرجع بخير .
خرجت رابحة بغضب من غرفة المكتب تنظر لها بغل وحقد ثم اتجهت اليهما ونظرت لابنتها بغضب مردفة _ بجيتي تخالفي اوامرى يا بنت عبد الرحمن …. بس انى هعرف ازاي ارجعك تحت طوعى صُح .
ثم لفت نظرها لمهرة التى تطالعها بتعجب واردفت _ وانتِ … ايامك أهنة بجت معدودة ….وجريب جوي هتخرجي من أهنة روحة بلا رجعة .
غادرت للخارج تاركة القصر بأكمله وتركت مهرة في حالة ذهول … خرجت اليها عائشة التى كانت تقف عند باب غرفة الطعام تستمع بخوف ونظرت لها بصدمة مردفة _ شو هاد يا اختى !! … معقول انتِ عايشة هون كيف !

 

 

نظرت له مهرة بحزن وتنهدت بضيق وصمت تفكر في زين واين ذهب وتركها في هذا القصر الملعون .
اما هو فكان يقود بدون وجهة معينة …. كلام والدته يتردد على عقله يشتته ويمزق داخله … هل حقاً مثلما اخبرته استباح حياة كانت لشقيقه وليست من حقهِ !! … هل خان شقيقه الغالي !! … هل بنى سعادته على ألم شقيقه حتى وان كان متوفياً !! .
اغمض عينه يقود بعبث لثوانى قبل ان ينبهُ زامور سيارة آخرى كادت ان تصطدم به … فتح عينه مسرعاً يغير مساره في آخر لحظة ثم توقف جانب الطريق يضرب بقبضته تارة القيادة بقوة .
وقف يتنفس بقوة … اتت هي على مخيلته … الآن فقط يعترف انه احبها … تعرف على هوية العشق معها … استشعر معها مشاعر جديدة على قلبه المبتدئ … احقاً خان اخاه ! … احقاً استحل حياة ليست ملكه ! … اولم تكن هذه وصية شقيقه له ! … اولم يأتيه في منامه وسلمها له بيده ! … كيف يلومونه الآن وعلى ماذا ! … ايلومون على العاشق لما هوى ! … ايلومون على المريض لما شفى … ايلومون على العاصى ان تاب ! … بأي حق يفعلونها !! .
*-*-*-*-*-*
اما رابحة فاستقلت السيارة المخصصة لها واخبرت سائقها ان يأخذها الى المقابر حيث يرقد عبد الرحمن بسلام .
لتبوح اليه بما لم تستطع عليه صبراً … لتخبره بما تخفيه عن الجميع … لتظهر خوفها هناك حيث لن يراها سوا الحى الذى لا يموت .
*-*-*-*-*-*
في الطريق العام كانت اسماء ووالدتها يستقلان السيارة الخاصة بهما حيث اطمئنتا لعدم وجود عزيز ف البلدة .
وصلتا اسفل بناية الطبيب عمر وترجلتا سوياً وصعدتا الى عيادته .
جلست اسماء تنتظر دورها مع والدتها بترقب واردفت خيرية متسائلة _ عتدخلي لوحدك والا ادخلى وياكِ !
تنهدت اسماء واردفت بتهمل وعيون شبه مغلقة _ خليكي يا ماما وانى هدخل لحالي … أكدة هكون مرتاحة اكتر .
اومأت خيرية بتفهم وجلست اسماء تستعد لمقابلته .
*-*-*-*-*-*

 

 

بعد حوالي ربع ساعة .
رفع زين رأسه وتناول هاتفه ثم ضغط عليه ورفعه ينتظر الرد ثم اردف بجمود _ جولي لمحروس يوصل عائشة بالعربية لحد بيتهم ويطمن انها طلعت .
اغلق الخط ونظر للامام بعيون سوداء ثم عاد يقود متجهاً الى القاهرة حيث عمه احمد .
عليه ان يسأل احداً يثق به كما كان يفعل عبد الرحمن … لن يرتاح الا اذا سمع كلماتٍ تطمئن قلبه وتريح خاطره التى حطمته والدته .
اما مهرة فتجلس في غرفتها شاردة وعائشة تحاول طمأنتها مردفة _ خلص مهرة روقي ! … بعتئد انه اخى زين حابب يضل لحاله شوي ورح يروق ويرجع … اذا بدك دقيله !
نظرت لها مهرة بعمق ثم اومات وتناولت هاتفها لتهاتفه ولكن قاطعها طرقات على باب الجناح فسمحت للطارق فكانت خضرة تردف باحترام وحنو _ مهرة هانم زين بيه جالي اجول لمحروس يوصل الآنسة عائشة لدارها .
نظرت لها عائشة تبتسم مردفة _مو قلتلك رح يروق ويرجع ! … روقي انتِ التانية !
اومأت مهرة وتركت هاتفها ثم وقفت تودع شقيقتها مردفة بهدوء _ سلميلي ع البابا كتير عائشة … واذا الي خاطر عندك لا تحكيله عن يللي صار هون … بلا ما ينزعج !
اومأت عائشة وعانقت اختها ثم اردفت بترقب _ اكيد ما رح قله … بس انتِ لا تزعلي … وع فكرة اخى زين طيب كتير … وبيحبك .
قبلت وجنتها وغادرت مع خضرة للاسفل بينما وقفت مهرة تستوعب ما قالته شقيقها وعلى اي اساس بنيت معتقداتها هذه !!.
لفت نظرها تنظر لهاتفها بترقب وتفكر اتهاتفه ام لا ! … ولكن لبت نداء قلبها واتجهت اليه تلتقطه وتجلس على الاريكة ثم قامت بالاتصال به وانتظرت ليجيب ولكن صدمها واحزنها عدم رده عليها .
*-*-*-*-*-*

 

 

دلفت اسماء الى غرفة الطبيب تردف بهدوء _ سلام عليكم .
رفع نظره يطالعها بابتسامة جميلة ويرد السلام ثم جلست مكانها تردف بترقب _ كيفك يا دكتور عمر !
اردف يومئ وعينه مسلطة عليها _ كويس جدا يا انسة اسماء ! …انتِ ازيك !
اومأت بهدوء _ زينة … بجيت انام جليل عن اللول … بس عيني وجعانى … يمكن من كتر البكى !
طالعها بعمق ثم اردف بهدوء _ مش يمكن ده اكيد … ليه مجربتيش تروحى ل دكتور نظر !
هزت كتفيها واردفت _ مش عايزة الوجع يزول … خايفة الوجع يزول اتعود ع الراحة … وارجع تانى احس بوجع اجوى .
نظر لها بعمق وصمت … طالعته بترقب ثم اردفت متسائلة _ عمرك فجدت غالي عليك يا دكتور عمر !!
طالعها بتعجب واردف _ ليه قولتى كدة !!
تنهدت تردف بترقب وصدق مستشعرة _ نظراتك وطريجة حديتك معايا … طريجتك معايا حساها جريبة من الجلب اكتر من هي شغل ودراسة واكدة ..
ابتسم بألم واردف _ واضح انك بتفهمى في المشاعر حلو اوى !
اومأت تردف بتأكيد وترقب _ يبجى حديتي صُح يا دكتور عمر … انت كومان فجدت غالي عنديك .
اخفض بصره لثوانى يومئ ويردف بألم _ ايوة … خطيبتى … كان باقي على فرحنا شهر بس … اتوفت منت*حرة .
صدمة الجمت لسانها وجحظت عيناها تطالعه بصمت اما هو فطالعها بالم ارتسم في عينه وهو يردف بابتسامة تخفي قهر رجل _ مهنتى في الطب النفسي مقدرتش تنقذ الانسانة الوحيدة اللى حبيتها … ولا قدرت تخفف عنى وجعى .
كانت في صدمتها تستمع اليه بينما هو تابع بألم وكأنه يريد طبيباً نفسياً يسمعه فاردف _ اتعرفت عليها في الجامعة اللى بعطى فيها محاضراتي … حبيتها في فترة زمنية قليلة جداً … اتعلقت بيها من طريقتها وعفويتها … وفعلا اتكلمت معاها وصارحتها باللي جوايا وهى رفضت بس رفضها مكانش كره او عدم تبادل وانما كان خوف … انا قدرت افهم ده كويس …. حاولت مرة واتنين وتلاتة ومستسلمتش وصممت اعرف سبب رفضها … وصارحتنى بللي صدمنى وقتها … قالتلي ان فيه شاب ف الجامعة بيبتزها بصور معينة ليها ..
تنهد يزفر بقوة ليهدئ من ألم قلبه واسترسل يبوح بمكنونه لا يعلم لما هي بالذات التى قرر اخبارها بذلك الألم _ لكى ان تتخيلي كمية الالم اللى عشتها بعد اعترافها ده … وبعدها علطول قالت لي انها حبتنى وان دي كانت غلطة في حياتها … ولانى اولاً طبيب واقسمت قدام ربنا انى اساعد المرضي … وثانياً بحبها وحاسس ان في امل متخلتش عنها … فضلت جنبها ودعمتها وطلبت منها اول حاجة يبقى بينا ارتباط رسمى لانى معيد وهى طالبة ومش عايز حد يسئ ليا او ليها … وفعلا اتخطبنا وحددنا الفرح بعد شهور قليلة وانا كنت واثق من نفسي فيهم انى هخليها تتخطى كل اللى فات وتعتبرها تجربة سيئة هتتعلم منها ف المستقبل … رفعنا قضية سوا ع الشاب ده وطبعا هو كان ليه معارف كتير وحاول كتير يتهرب من العدالة … بس انا كنت وراه دايماً برغم انها كانت خايفة .
صمت قليلاً يفكر لثوانى ثم تابع بألم وهو يخفض وجهُ ويشبك اصابعه ببعضهما _ صحينا تانى يوم لقينا صور ليها مالية المواقع … وكان ده زي انتقام منه على انى وقفتله بالمرصاد … وطبعا اهلها لما شافو الصور دي صدمتهم فيها كانت كفيلة بالنسبالها انها تنت*حر بقرص فوسفيد الالمونيوم … انت*حرت بعد ما كنا بنجهز كل حاجة في بيتنا … برغم انها صور مفبركة وكان واضح جداً ده بس للاسف خوفها من اهلها وخوفها عليهم وصلها لكدة .

 

 

رفع نظره الى اسماء يطالعها بملامح قاتمة واردف بغضب _ انت*حرت لانها ضعيفة … جبانة … انت*حرت وسابتلي ندبة جوايا مش هتتمحى ابدا .
كانت اسماء تستمع له بذهول وصدمة الا ان انتهى وتنهد بعمق وقد وعى على حاله فطالعها بصدمة من نفسه اولاً ومنها ثانياً …
ظلت تطالعه بقوة غير مستوعبة ما اردفه … لم تجد على لسانها اي كلمات فالتفت يميناً ويساراً بتوتر ثم وقفت هى تردف بتلعثم _ انى لازم امشي دلوك .
ولجت للخارج مسرعة دون اضافة المزيد واتجهت الى والدتها تردف قبل ان ينادى عليها _ يالا يا ماما نمشي .
اومأت خيرية بتعجب وتوقفت وغادرتا سوياً بالفعل اما هو فجلس شارداً يفكر لما هى الوحيدة التى اخبرها بسره !! … هل يمكن لان معاناتها تشبه معاناته !! … ولكنه يشعر الآن انه افضل … لقد وجد من تشاركه في حدث ترك اثر مؤلم داخله .
*-*-*-*-*-*
وصلت رابحة امام مقابر عائلة الجابري وترجلت ثم نظرت للسائق واردفت بجمود _ خليك واجف أهنة .
اومأ الرجل واتجهت هى تولج بعدما فتحت قفل المدفن الخاص بعائلتها ثم اغلقت عليها واتجهت تجلس امام قبر ابنها الفقيد الغالي .
تنهدت تزفر بقوة ووقفت تقرأ الفاتحة لهما … نظرت حولها جيداً لتتأكد من خلو المكان … اتجهت تملس بكفها على فتحة القبر الموصدة … سحبت نفساً قوياً لتهدئ به من نار صدرها .
ملامحها جامدة وعيونها حادة ولكن هناك نار لن تنطفئ .
جلس بجوار قبر ولدها ثم اردفت _ كيفك يا ضنايا ! … اتوحشتك جوي … مشيت بدرى يا ولدى … جولتلك خليك جاسي … الطيبين عيروحوا بدرى يا ولدى … العشج هيموت صاحبه يا ضنايا …

 

 

زفرت بقوة تهدئ من نارها ثم تابعت _ اخوك عشج يا عبد الرحمن … اخوك جلبه عيدج للغريبة … بس هو لساته صغير … ميعرفش ان العشج والغرام ضعف وتعب جلب … مفكرهم حاجة زينة !… لو الغريبة حست بعشجه ليها عتتملعن عليه … معتجدروش كيف ما انى جدرت ابوك وصنته … معتعملش وياه كيف مانى عملت … عتدوس على جلبه وعتخليه ذليل وسط الناس اللى بتعمله الف حساب … انى خابراها زين … جدرت توجعك في شباكها يا ضنايا ولفت عليك كيف الحية … كانت مفكرة انها عتدخل الجصر وهى مرتك … ولما املها خاب … لفت على ولدى الكبير … بس انى معسمحلهاش واصل … انى جعدالها يا ضنايا … معرتاحش غير لما اخوك يرجع زين الرجال .
زفرت بقوة ورفعت رأسها للاعلى بشموخ ثم نظرت للقبر واردفت بنظرة توعد _ نام وارتاح يا ضنايا … نام وارتاح يا ولدى .
وقفت بعدها تتجه الى قبر زوجها ونظرت له ثم تنهدت بقوة واردفت _ كيفك يا سي عبد الرحمن ! … شوفت انى كنت جد المسئولية ازاي ! … صدجتنى دلوك لما جولتلك ان الجوة والجسوة هما اللى عيبجوا … عيخلوا الكل يعملك الف حساب … وطلع حديتي صُح يا حاج … البلد دلوك كلياتها رجالتها جبل حريمها عيخافوا من رابحة الجابري ومحدش يجدر يكسرلها كلمة … وهفضل أكدة يا حاج … وولدى هيورث جوتى وجسوتى من بعدى .
رفعت رأسها للاعلى بشموخ ثم نظرت للخلف واتجهت تلتقط دورك الماء الموضوع لسقى الزرع وقامت برى الزرع الاخضر الموضوع امام القبرين ثم وضعتها مكانها ونظرت لهما نظر موعدة ثم عادت ترتدى قناع الجمود مجدداً وتولج للخارج بملامح حادة كعادتها .
*-*-*-*-*-*-*
بعد عدة ساعات
كانت مهرة جالسة تقرأ وردها اليومى بعقلٍ شارد في امر زين … رن هاتفها فصدقت والتقطته تطالعها بترقب قبل ان يتصاعد رنين قلبها كرنين الهاتف عندما وجدت اسمه … تنهدت تزفر بقوة ثم اجابت قائلة بحنو وترقب _ زين !!
كان يقف بسيارته أسفل منزل عمه الذى اخبره بقدومه … تنهد يغمض عينه على اثر صوتها وبرغم دقاته التى تسارعت الا انه اردف بجمود _ عائشة روحت !
تجاهلت سؤاله وتسائلت بترقب _انت لوين روحت زين !! .

 

 

تنهد واردف بترقب وصلابة _ اني في القاهرة … فيه موضوع خاص بفرع الشركة أهنة وجيت احله مع عمى ..
تسائلت بقلق وتوتر وخوف _ بدك تنام هونيك !!
صمت قليلاً جزء يخبره ان يغلق ولا يسمع نبرتها التى تضعفه وجزء آخر يحسه على طمأنتها … اردف بجدية _ هاجى بكرة او بعده … لما اخلص الموضوع ده وهاجى .
نغزها قلبها فجأة … كيف ستتحمل المكوث داخل هذا القصر بدونه !! … كيف ستنام هنا وهو ليس هنا !! … كيف ستشعر بالامان الذى اعتادت عليه في حضوره .
اردفت بخوف وقلق _ وانا كيف رح اضل هون لحالى !!
اغمض عينه وزفر بقوة يحاول تهدأة طوفان مشاعره التى تجول في عقله واردف قبل ان يغلق _ اجفلى بابك عليكي زين يا مهرة وانى هاجى بكرة .
اغلق الهاتف مسرعاً وتركها تنظر حولها بصدمة وقد تملكها الخوف من الآن … نعم يغادر ويذهب لعمله ولكنها تشعر بالامان في وجوده حول محيطها … اما الان فهو بعيد جدا عنها كيف ستنام !!
وقفت مسرعة تتجه لباب الجناح وتغلقه عليها ثم اتجهت تشعل التلفاز على احدى قنوات الكرتون وتمددت على الاريكة تنظر للتلفاز بترقب متعهدة ان لا تغفو الى ان يأتى .
اما هو فهاتف خضرة التى ردت عليه فاردف بنبرة آمرة جادة وحادة _ مهرة هانم فوج في جناحها … لو امى حاولت تطلع عنديها عرفيني طوالي … وعينك متغفلش عنيها يا خضرة غير لما ارجع … تمام !!
اردفت خضرة بطاعة _ على راسي يا زين بيه اطمن مهرة هانم في عنيا .
اومأ متنهداً واغلق يفكر في امر والدته … لما تفعل ذلك بدون اي رحمة او شفقة … لما تدوس على القلوب وتمر دون الالتفات !!
ترجل من سيارته وصعد البناية الذى يقطن بها احمد ليقص عليه ما حدث وليأخذ نصيحته الذى هو في اشد الاحتياج اليها .
&&&&&&&&&&
كانت اسماء تجلس في غرفتها … جفاها النوم وهى تفكر في امر الطبيب عمر … لم تكن تتوقع ان بداخله كل هذا القدر من الألم … كيف يقدم الدعم والمساعدة للغير وهو اكثر الناس احتياجاً لهما !!
بدأت تلتهى قليلاً عن التفكير في قصتها المؤلمة وهى تفكر في الألم الذى عاشهُ هذا الطبيب .
تنهدت ونظرت لحقيبتها بترقب ثم تناولتها واخرجت منها روشتة الادوية الخاصة به ثم دونت رقمه على هاتفها ولا تعلم لماذا قامت بالاتصال عليه .
فتح الخط واجاب بترقب _ الو !
تنهدت واردفت بترقب _ انى اسماء يا دكتور عمر .
لم يأتيها رد فتعجبت وتسائلت _ دكتور عمر !!
اردف بهدوء _ معاكى !

 

 

زفرت بقوة وتابعت _ انى بعتذر منك عشان مشيت أكدة فجأة … بس اصل انى …..
اردف يكمل عنها _ معندكيش رد وقتها … اكيد كنتى مصدومة … عمرك ما كنتى تتوقعي ان دكتور عمر استشاري الطب النفسي يكون جواه كل الوجع ده … مش كدة !
تنهدت تردف _ بالضبط … انى كنت بجولك على وجعى ف الاول وببجى خايفة عتفهمنى وعتفهم الوجع اللى بمر بيه ولا لع ! … اتاريك مجرب الوجع وجهرة الجلب .
ابتسم بألم واردف _ خلينى اعمل معاكى ديل … ايه رأيك !
اردفت بترقب _ خير يا دكتور … عتخليني دكتورة نفسية زيك ولا ايه !!
قالتها ساخرة ولكنه اردف بتاكيد _ بالضبط … انتِ تسمعيني وبس … انا محتاج شخص اتكلم معاه وانا متأكد انه مش هيقول كلامى لحد … وبصراحة انتِ الشخص ده .
شردت قليلاً تفكر ثم اردفت بقبول _ وانى موافجة … ومن دلوك هسمعك زين وهنصحك كومان .
ابتسم يتنهد براحة واردف _ تمام يا دكتور اسماء … يبقى اتفقنا .
*-*-*-*-*-*-*-*
يجلس زين مع عمه في غرفة مكتبه بعدما رحبت به ناهد ونيرة بود ووضعت له الضيافة وتركتاه مع عمه .
نظر له احمد بترقب وتسائل _ مالك يا زين ! … رابحة مزعلاك ولا ايه !!
تعجب زين عمه وطالعه يردف بتساؤل _ عرفت كيف يا عمى !
ابتسم احمد بهدوء ثم اردف بترقب _ رابحة بنت عمى ومرات اخويا وعارفها كويس … بس قولي عملت فيك ايه يخليك تسيب الصعيد وتيجي على القاهرة كدة !
في تلك اللحظة جاء معتز من الخارج وعلم من والدته بوجود زين واتجه ليسلم عليه ولكنه توقف عند باب المكتب يستمع بدون قصد عندما اردف زين بترقب _ معتحبش مهرة واصل يا عمى … لا جبل ولا ودلوك عتتجبلها … ومن غير اي سبب … تخيل عتجول انها سحرالي !! … مهياش متجبلة انى اتعامل وياها زين … وآخر حاجة جالتهالي لما جولتلها انها زينة في حجي وانى مرتاح معاها … ان راحتى دي كانت من حج اخوي يا عمى … اخوووي هو اللى كان بيحلم بأكدة وانى سرجت منيه الراحة دي … معجووول يا عمييي … شيفانى عفش للدرجة دي … انى خاااااين لاخوي يا عمى .
كان يتحدث بألم وقهر وغضب امام عمه الذى يستمع اليه بغضب من رابحة التى لم تتراجع عن افعالها الا بخسارة عزيز او صدمة قوية …
اما معتز فطرق الباب ودلف يطالع زين بترقب واتجه يسلم عليه بترحاب فبادله زين بسلام رجولي ثم جلس معتز يردف بترقب _ انا اسف يا زين انا سمعت كلامك بدون قصد .
تنهد زين بضيق ولكنه اومأ يطالع عمه الذى اردف بتساؤل _ انت اتجوزتها ليه يا زين !
نظر لعمه بعمق ثم اردف بصدق _ لما لجيت مش هامهها لا ارض ولا ورث كبرت في عيني … لما مهماش زين الجابري بجوته وجسوته اتهزيت ليها معرفش ليه !! … لما اخوي جالي ف الحلم وجالي اخافظ على امانته ليا … لما هدتتها بأهلها ووافجت علشان تحميهم … لما فكرت في كل كلمة اخوي كان عيجولها عن شخصيتها وربطت ده باللي شوفته منيها …حاجات كَتير خليتنى اختارها ولحد دلوك بردو محتار ومعرفش انى عملت أكدة ليه !
ابتسم معتز واردف بعمق _ انت حبيتها يا زين .
انصدم زين ونبض يساره ونظر له بضيق واردف بحدة _ حبيتها !! … كيف يعنى وامتى !! … ولا انت عتجول اي حديت وخلاص !… بجولك انى حااااسس انى خاين لاخوي !
اردف معتز بحدة واندفاع حبيب ملكوم _ خاين لاخوك ازاي واخوك بنفسه اللى موصيك عليها !! … خاين ازاي وعبد الرحمن بنفسه سلمهالك قبل ما يستشهد ! ..
اردف احمد بحدة _ معتز !

 

 

صمت معتز يومئ لوالده باحترام فأردف احمد يهدوء _ اهدى يا زين واسمعنى … وسيبك من كلام معتز خالص … دلوقتى انت بتقول انك سرقت حياة اخوك .. فهمنى ازاي لو سمحت !!
نظر لعمه بحيرة وعيون مشتتة واردف _ معرفش … امى جالت أكدة … يمكن لان دي الحياة اللى كان عيتمناها !!
قالها بألم ونغزة بقلبه فاردف احمد بصدق وتروى ليخفف عنه _ انت عارف ان اخوك عبد الرحمن حاليا شايف دنيتنا وبيضحك ! … اخوك دلوقتى في افضل مكانة ربنا سبحانه وتعالى وضعه فيها … اخوك هيتجوز من الحور العين والملايكة هتزفه وهيعيش مخلّد في اعلى مكانة ف الجنة … وانت جاي تقولي سرقت راحته وسعادته !! … معقول يا زين انت مصدق كلام وهم لمجرد ان رابحة قالته !! … ايه يا زين مش كدة دا انت زين الرجال زي ما بيتقال عليك في قنا !…ولا لانك سنة اولى حب ! …
انت عارف امك كويس وانت بنفسك قولت انها كارهة مهرة … ازاي اصلا تفكر كدة يابنى !! … يابنى امك بالنسبالها الحب الصح هو الخالى من اي مشاعر … امك بتحبكوا جدا ولكن بطريقة مختلفة تماماً … مشاعرها كلها واللي باقي منها دفنتهم مع اخويا عبد الرحمن … اومال انا ليه سبت قنا كلها وجيت عشت هنا ! … ف الاول كانت افعالها محتملة ومكنتش تقدر تتكلم من ابوك … لكن بعد موته اتحولت تماماً … بقت جبروت … وانت اكيد عارف ده لانك وقتها كنت واعى يا زين … واكيد بردو عارف ان والدتك علشان تبعدك عن حاجة لازم توجعك بالكلام … علشان كدة انا مش عارف انت ازاي سمعت كلامها ده وسمحتلها انها تشتتك كدة ! … دى مراتك يابنى !
كانت يطالع عمه بعيون ضيقه وعمق وهو يستمع اليه وقد شعر بالراحة تتسرب رويداً رويداً الى صدره ثم تسائل بترقب _ يعنى مهرة من حجي يا عمى !!
ضحك احمد واردف بتروى _ مهرة مراتك اصلاً يا زين … متخليش كلام حد يشتتك … وعايز اقولك حاجة … ربنا بيخطط لحياتنا افضل مننا حتى لو كان على شكل موت عزيز او خسارة املاك او او او … ربنا اراد ان يبعتلك مهرة عن طريق عبد الرحمن … وبعدها اراد انه يكرمه بالشهادة … بلاش تحط العقدة ف المنشار وتدمر حياتك يابنى واعرف وفسر مشاعرك صح … انت اتجوزت بنت عمك … ومحصلش نصيب لاسباب الله اعلم بيها … وانا عارف ومتأكد انك مرتحتش في الجوازة دي … ركز في حياتك دى كويس واتمسك بمراتك بما انك مرتاح معاها يا زين … واعرف اللى ليك واللى عليك … ولو عايز تعيش مرتاح متسمعش كلام رابحة … واوعى تعمل زي عمك … انا اخدت مراتى وسبت بلدى بسبب الكلام … صحيح اتمسكت باللي انا عايزه ومسمحتش لحد يمشيني على مزاجه … بس دلوقتى ندمت انى مواجهتش .

 

 

كان يطالع عمه الذى بكلماته وضع له مرطب على روحه ومسكن لالمه … التفت يطالع معتز الذى ضحك واردف بعمق _ بتحبها وباين عليك اوى .
طالعه زين بعمق ثم اردف بتساؤل بعدما ارتاح قليلاً _ وانت عرفت منين !! … كنت جربت الحب جبل أكدة ولا ايه !!
ابتلع معتز لعابه وتحمحم ثم نظر لوالده الذى طالعه بترقب ووقف يردف ويتهرب _ انا هروح اقول لماما تعمل العشا .
خرج وتركهما بينما اردف احمد بحنو _ قوم يا زين نتعشى سوا وبعدها ارجع على قنا … كان نفسي اقولك خليك معانا الليلة بس مش هينفع تسيب مراتك كدة … اكيد لما خرجت من القصر كان الوضع يقلق .
تنهد بعمق واردف _ صح يا عمى … انى دلوك جاعد أهنة بس جلجان عليها جوي .
وقف احمد يبتسم واردف وهو يربت على كتفه _ طب قوم يا ابن اخويا قوم دانت واقع خالص .
وقف زين مع عمه يتجه للخارج وهو يفكر بطريقة جديدة في كلام عمه مقارنة بكلام والدته وليترك عقله يميز ايهما اصدق … وليعطى لقلبه حرية الاختيار .
*-*-*-*-*-*-
في مكانٍ ما يبعد عن قنا .
يجلس عزيز في احدى المطاعم بعدما حدد له متولى موعد مع تلك المرأة التى اخبره عنها وها هى تجلس امامه تطالعه بجرأة مردفة _ مالك يا عزيز بيه جاعد جافش أكدة ليه !
تحمحم عزيز وطالعها بتعجب يردف بتعلثم _ جافش ! … لع انى زين اهو … انتِ كيفك !
ابتسمت بخبث واردفت _ انى كومان زينة … هنفضل نجضيها سلامات أكدة ! … ما تطلبلي حاجة !.
طالعها بتعجب من جرأتها ثم اشار للنادل الذى جاء واخذ طلباتهما ثم اردف بتساؤل _ هو اخوكى مجاش معاكى ليه !! … متولي جال ان اخوكى هو اللى هيجعد ويايا !
تنهدت بضيق ثم اردفت بحزن مصطنع _ لع يا عزيز بيه … علشان نبجى على نور انى يعتبر مجطوعة من شجرة … اخواتى آخر همهم انى … بعد موت امى وابوي عايزين يتخلصوا منى بأي طريجة … جوزونى لراجل كبير ف السن متجوز اتنين غيري … بهدلنى وبجى يضربنى ولولا الاستاذ متولي واولاد الحلال هما اللى طلجونى منيه … واخواتى وجتها ضربونى وبهدلونى … وكانوا عايزين يرمونى لواحد صاحبه لولا انى وجفت لهم بعد ما خلاص مبجاش عندى حاجة اخسرها .
ابتلع لعابه واردف باستعطاف عندما لاحظ دموعها _ طب خلاص عاد متبكيش … انى ممكن اتحدت وياهم واجولهم انى رايدك ف الحلال .
هزت رأسها تردف بخوف _ لع … معينفعش تتحدت وياهم واصل … معيرضوش يزوجونى لواحد غريب عنيهم ..
تعجب واردف متسائلاً _ اومال هعمل ايه ! … متولى جالي انى هتحدت وياهم ونتفج .
هزت رأسها تردف باصرار _ لع ابوس يدك …. متولي ميعرفهمش زين … شوف حل تانى .
تعجب واردف بتساؤل _ حل تانى ! … كيف يعنى ! … عتتزوجى من وراهم اياك !
ادعت الشرود ثم اردفت بدهشة مصطنعة _ طب تصدج فكرة زينة ! … خلينا نتجوز من وراهم يا عزيز بيه وانى عنيا ليك .
هز رأسه يردف بتوتر من ما هو مقبل عليه _ لع … ميفعش معايا الحديت ده …. انى هجوم امشي .
وقف ليغادر فاوقفته تتلمس كفه بدلال وتردف بمغزى وغنج _ أُجف بس يا عزيز بيه … دانى مصدجت وجعت في راجل زيك … ده الاستاذ متولى ياما جال عنك مواويل … انى قلبي حبك من كلامه عنيك .

 

 

توتر عزيز ورفع يده ثم نظر لها بتعمن ثم عاد يجلس واردف بتساؤل _ هو انتِ تعرفي متولي منين !!
توترت واردفت بمراوغة _ استاذ متولي يبجى جارنا وبييجي بلدنا يومين بالاسبوع … وهو اللى لحجنى من جوزى اللى جولتلك عليه … وياما ساعدنى … راجل طيب وابن اصول بس اخواتى معيهحبوش … مع انه عمل معايا اللى هما معملهوش واصل .
اومأ بتفهم ثم اردف بترقب وقلق _ على العموم خليني افكر ف الموضوع زين… انتِ اكيد خابرة ان انى ليا بيت وعندى بنات كبار … ومش عايزهم يعرفوا انى اتجوزت على امهم بعد السن ده .
اردفت بدلال وغنج وهى تطالعه بعمق _ عمر ايه بس يا عزيز بيه !! … دانت اللى يشوفج يجول عنيك شاب لسة متجوزتش .
ابتسم بسماجة واردف _ مش جوى أكدة … انى كبير ميغركيش الشكل .
اردفت بخبث _ انت مجامك كبير يا عزيز بيه .
نظر لها باعجاب ثم اردف بترقب _ تسلمى يا يسرا ..
بعد مدة عاد عزيز من لقاؤه ودلف منزله بترقب يتطلع حوله … اتجه الى غرفته ودلف ينظر للفراش الذى تتمدد عليه زوجته وخطى ببطء الى المرحاض .
دلف واغلق وبدأ يغتسل ثم عاد بعد دقائق واتجه يتمدد بجوارها بهدوء وهو يطالع ظهرها المقابل لوجه بعمق ويفكر في امر هذه المرأة … سيخطى خطوة ربما سيتغير حياته للافضل وربما يندم عليها … تنهد وفكر ليس هناك بديل … من حقه ان يتزوج مثنى وثلاثاً ورباع ومن حقه انجاب طفلٍ يحمل اسمه … اما عن تلك النائمة وكسرة قلبها وقهرتها فلا حساب له ولا قيمة … فظنه بها انها ستسامح … عاهدها طيبة … ولكن احذر فأنك ستصنع من الطيبة جبروت ايها ال عزيز !
تنهد وعزم امره ثم اغلق عينه ينام براحة بعدما اخمد ضميره ايضاً .
*-*-*-*-*-*-*-*
في منزل عادل المنصورى التى دلفت عليه والدته تطالعه بضيق مردفة بجمود _ العشا جاهز .
كادت ان تخطى فاوقفها وتوقف يتجه اليها ويطالعها بعمق ثم اردف بهدوء _ هتفضلي تعامليني كدة يا ماما ! … مش ناوية تسامحيني !
طالعته بعمق وعيون ثاقبة ثم هزت رأسها تردف بعدم تصديق _ كل اما ابصلك يا عادل واحنلك افتكر ان ابنى اللى تعبت عليه وربيته على الشهامة والاخلاص وانه ميحطش عينه على حاجة غيره افتكر اللى عملته مع زين .
غضب واردف بقهر وحدة _ خلاص بقى يا ماما … ارحميني بقى مش كدة ! … انا ماخونتش زين يا ماما انا حبيت … حبيت بنت عمه اللى قولت يمكن ميتجوزهاش لانه محبهاش … ولما عرفت انهم خلاص هيتجوزوا بعدت … اعمل ايه علشان تسامحيني وترجعى تبصيلي تانى على انى مش غلطان !!
التمعت عيناها بالدموع واردفت تهز رأسها _ مش قادرة يا عادل … مش قادرة يابنى … حبيت البنت الغلط يا عادل … وبما انك رجعت وكلمتها بعد ما اتجوزت صاحبك يبقى ملكش عندى عذر … اسامحك في حالة واحدة بس … لو زين سامحك .
تركته وغادرت تاركة الغرفة وهى تبكى اما هو فكور قبضته يعتصرها بقوة وهى يسحق فكه من شدة غضبه وتجاهل متعمداً هاتفه الذى يرن برقم عليا .
&&&&&&&&&&

 

 

في غرفة شهد
تجلس في غرفتها على هاتفها تنظر لصورة معتز بعيون هائمة وتردف هامسة كأنها تحدثه _ ممكن دلوك تكون عتفكر فيا كيف مانى عفكر فيك !!
ابتسمت بألم مردفة تعنف ذاتها _ عيفكر فيكي كيف يا مخبولة انتِ ! … مش لو فاكرك من اساسهُ … عيفكر في واحدة زيك ليه !! … يكونش بنات القاهرة جليلين ولا ايه !! … عيسيبهم كلياتهم ويفكر في واحدة محكوم عليها بالسجن مدى الحياة ! … ايه السبب يعنى يا شهد … بطلى توهمى نفسك بحبه عاد ! .
تنهدت بألم ثم ترجلت تخطى الى مرآتها وتطالع نفسها لثوانى ثم اردفت محدثة نفسها _ عايشة على امل حبه ليه انتِ … عتفكرى ان ممكن يحصل معجزة وهو كومان يكون عيحبك !! … تبجى غلطانة يا بنت عبد الرحمن … لان زمن المعجزات انتهى من زمان جوى .
بكت فجأة واذرفت دموعها وهى تتطلع لنفسها ثم تمسكت بزجاجة عطر بقوة وكادت ان تلقيها في المرآة ولكنها ترددت وارتعشت يدها خوفاً من ان تسمعها رابحة التى اتت منذ قليل لذلك اخفضت يدها مجدداً ونظرت لهيأتها بضيق حتى انها باءت تكره النظر في المرآة .
عادت مكانها ونظرت مجدداً لصوره التى احتفظت بها من صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك ) .
تنهدت بعمق تخفف من عبء صد،،،رها … اغمضت عيناها وكادت ان تغلق حاسوبها ولكن تصنم جسدها وجحظت عيناها حينما وجدت رسالة صادرة منه محتواها ( مين معايا !) .
كانت في حالة ذهول ثم فجأة عاد قلبها ينبض بعنف وثوران معلناً عن عشقه وضارباً بكلماتها منذ قليل عرض الحائط .
رأت الرسالة وظلت تطالعها بصدمة وتعض على شفت،،،يها لا تعلم ماذا تفعل ! ..
زفرت بقوة ثم وجدت رسالة جديدة محتواها (شهد !) .
لم تحتمل ما تراه … لم تجد اجابة الا ان اصابعها امتدت مسرعة من شدة ذهولها وقامت بحظر رسائله دون ان تجيبه .
تنهدت بعمق وشردت تنظر الى فعلتها بصدمة … لقد حظرت رسائله !! … يا الهى !! … هل ارسل لها رسالة !! … هل قال شهد !! … هل يفكر فيها … تساؤلات وتساؤلات لم تجد لها اي اجابة الا الذخول والدهشة ولولا ان الوقت اصبح متأخراً ومؤكد ان مهرة قد غفت لكنت ركضت لعندها واخبرتها بما حدث الآن .
اما على الجهة الآخرى فيجلس معتز بعد ان غادر زين واتجهوا الجميع الى غرفهم .
يجلس امام حاسوبه بقلبٍ صاخب حيث لاحظ لتوه التفاعل التى دونته على صورته .
تساؤلات تدور في مخيلته … ايمكن ان تكون هي ! … او هكذا يتمنى ! … لما تسرع وراسلها … اذ لم تكن هي ومؤكد ليست هي فما موقفه الآن خصوصا بعدما تم حظره !!.
تنهد بضيق يغلق عينه ويفكر بها … متى يحين اللقاء يا روبانزل خاصتى … متى سأصل اليكِ وانتشلكِ من هذا الحصار لتصبحى ملكة قلبي ومليكته !!
*-*-*-*-*-*-*
فجراً كانت مهرة ما زالت مستيقظة حيث احضرت لها خضرة الاطعمة ولكنها لم تتناول الا بعض اللقيمات القليلة بسبب جوعها الشديد واحساسها بالوهن .
كانت تتابع التلفاز بعيون مرهقة ولكنها تخشي النوم حقاً … تعجبت من حالها … فمنذ اسبوعان لو كان احد اخبرها انها ستشعر بالامان في وجود زين وستخاف في غيابه كانت ستضحك ساخرة … ولكنه بافعاله اثبت لها ان الامان كله بجواره … انفاسه التى تتصاعد اثناء نومه تطمأنها … رائحته في الغرفة تعطيها جرأة وشجاعة وسكينة تسكن القلب فتريحه … برغم قوتها وشموخها الا انها هشة في غيابه .

 

 

توقفت تتجه للمرحاض لتؤدي فرضها … عادت ترتدى اسدالها ووقفت تصلي وتدعو الله ان يطمئن قلبها .
انتهت بعد دقائق وسلمت ثم وقفت تخلع اسدالها لتظل بقميصها البيتي القصير … تنهدت وكادت تخطى للأريكة ولكنها انتفضت برعب عندما استمعت الى طرقات خفيفة على الباب .
انسحب قلبها للاسفل وتسارعت انفاسها وهى تخطى باتجاه الباب الذى وقفت خلفه ووضعت اذنها عليه بهدوء تستمع بصمت فأردف بصوت اعاد السكينة الى قلبها _ افتحى يا مهرة انى زين !
ابتعدت مسرعة تفتح الباب فوجدته امامها يطالعها بعمق وعيون مرهقة وهى تبادله بنفس الحالة لثوانى ثم فجأة القت بجسدها داخل احضانه فتصنم جسده لثوانى يستوعب فعلتها قبل ان تجتاحه مشاعر غريبة وجديدة تماماً على قلبه العاشق ..
احتواها ولف ذراعيه حولها ودلف بها الى جناحه يغلق بابه بقدمه ويعانقها بين يديه بحنو وحب واشتياق كأنها غائبة عنه لسنوات عدة … وهى ايضاً تعلقت به متناسية الدنيا من حولها … شعورهما كأنهما داخل بالون يحملهما ويجول بهما فوق السماء وبين الغيوم حولهما طيور الكروان المغردة … فإن آتى الأمان فعلى العالم كله السلام .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اسكن أنت وزوجك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى