روايات

رواية أنا وزوجاتي الفصل الثاني عشر 12 بقلم دعاء عبدالحميد

رواية أنا وزوجاتي الفصل الثاني عشر 12 بقلم دعاء عبدالحميد

رواية أنا وزوجاتي الجزء الثاني عشر

رواية أنا وزوجاتي البارت الثاني عشر

رواية أنا وزوجاتي الحلقة الثانية عشر

“أنا وزوجاتي”
الحلقة الثانية عشرة (ثلاثة يطلبون الزواج)
______________
“بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ”
“قُل يَـٰعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِم لَا تَقْنَطُواْ مِن رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ٭ وَأَنِيبُواْ إِلَىٰ رَبِّكُم وَأَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ”
أسرفت على نفسك في الذنوب؟ بعدت عن ربنا؟ اتلهيت في مشاغل الدنيا وحاسس إن ربنا مش هيقبلك؟ الآية دي ليك، ربنا بيقولك “لَا تَقْنَطُواْ مِن رَحْمَةِ اللَّهِ” يعني اوعى تيأس وتقول مستحيل ربنا يغفرلي، دا بيوضحلك بعد كدا وبيقولك “إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ” يعني كثير المغفرة والرحمة أيا كان الذنب طالما تبت منه، طب بعد ما عرفنا كدا المفروض نعمل إيه؟ ربنا بيقولك “وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُم وَأَسْلِمُواْ لَهُ” يعني ارجع لربنا وتوب قبل ما يحل عليك العذاب وساعتها مش هتلاقي حد ينصرك ولا ينجيك.
______________
ابتسمت شوق بحماس وهي تخبرها:
-اسكتي مش الست دي عندها أخ جنتل كدا وقمور أوي و…
قطع حديثها صوت أتاها من الخلف جعلها تدور بصدمة وفزع
-مكنتش أعرف أني شاغل البال وبقيت محور حديث بين البنات وبعضها.
أنهى كلامه بغمزة قبل أن يجلس قبالتها على طاولة موضوعة أمام المنزل.
أغلقت الهاتف وحاولت أن تستجمع شجاعتها ولكن خانتها الكلمات عندما خرجت متقطعة تدل على توترها:
-أنا أنا..أنت هنا من امتا؟
ضحك بعدم تصديق على توترها المبالغ فيه من وجهة نظره وهو يهدئها:
-خلاص خلاص اهدي مالك اتوترتي كدا ليه؟
رمشت عدة مرات ونظرت في اتجاهات عشوائية وهي تجيب عليه بنفي:
-لا لا مـ مش متوترة ولا حاجة.
ابتسم باتساع وهو يرفع حاجبه بتسلية ثم قال:
-ما هو باين، عموما يا ستي أنا حسيت إني مضايق فقلت أخرج أتمشى شوية في الجنينة والآخر لقيت بنوتة كيوتة كدا قاعدة تجيب في سيرتي مع الناس.
قال كلماته وأراح ظهره على الكرسي باستمتاع مما جعلها تودّ لو تنشق الأرض ثم تبتلعها، نظرت للأسفل وهي لا تعلم بماذا ترد ولكن الجدية في حديثه الآتي جعلها تسترد ثباتها:
-شوق، بعيدا عن اسمك المميز واللي لايق عليكِ جدا أنا كنت قلت لراوية أختي تكلمك في موضوع كدا بس شكلي أنا اللي هفاتحك فيه.
ضيقت شوق بين حاجبيها باستغراب مستفهمة بقولها:
-موضوع إيه؟
حمحم بإحراج وهو ينتقي الكلمات المناسبة لهذا الموقف قبل أن يقول:
-بصراحة أنا شخص لعوب، أنا عارف إن دي مش حاجة كويسة أفتخر بيها أو أعترف بس الكلام اللي هقوله محتاج أني أعرفك كدا، وأنا مسافر كنت بصاحب بنات عادي ودي عندهم حاجة عادية أن يكون عندهم فريند شاب وكدا، حتى قبل ما أسافر كنت بقابل وأتعرف وكنت واخد الموضوع تسلية وبعيش يومين، لكن يعلم ربي أني عمري ما جرحت واحدة أو عشمتها بحاجة وخليت بيها، كانوا بيبقوا عارفين من البداية أنها صداقة وبس وكانوا بيبقوا موافقين.
رفعت كتفيها بعد فهم وهي تبدي رأيها:
-هو بعيدا عن طريقتك الغلط وإن مفيش حاجة اسمها صحوبية بين ولد وبنت بس أنا مش فاهمة بردو أنت ليه بتقولي كدا.
أرجع شعره للخلف كحركة تلقائية توضح توتره ثم مسح على عنقه وهو يخبرها بما ينوى الإقبال عليه:
-بصراحة بقا أنا أنا بطلت كل دا، أو بمعنى أصح نويت أبطل صحوبية وكدا وكنت بدور على حد يكون شريك حياتي.
-خطوة حلوة جدا، استمر على كدا وإن شاء الله ربنا يرزقك بالبنت اللي تستاهلك وتستاهلها.
حك ذقنه ثم سألها وهو يدقق النظر جيدا في ملامحها وحركاتها في انتظار جوابها:
-شوق، رأيك فيا إيه؟
توترت قليلا وهي تقابل سؤاله بسؤال آخر:
-رأيي فيك إزاي؟
نظر لها باهتمام وهو يوضح لها:
-يعني، كزوج..شخصية..شكل..روحي هيئتي كدا يعني.
-احم..يعني هو أنت..ما شاء الله يعني..شخص كويس أظن..هو أنا معرفكش كويس بس كل إنسان فيه حاجة حلوة وحاجة وحشة، أهم حاجة يكون الحلو أكتر ومنسيبش الوحش اللي جوانا يكبر ويسيطر عالحلو ويداري عليه، أما بقا الشكل فدا مش محور اهتمام أوي في الزواج وإن كان مهم بنسبة ٤٠٪ لأن ياما في ناس شكليا حلوة بس متطيقش تقعد معاهم ثانتين على بعض، وفي ناس تقعد تقول لأ دا شكله مش لطيف خالص وإزاي أهله عارفين يعيشوا معاه بالشكل دا في حين لما تتعرف عليه بيبقى أعز على قلبك من ناس تانية كتير وبتتعود على شكله ومع الوقت من حبك ليه هتحب شكله كمان، شخصيتك بقا حاساها سطحية وساعات بتعمل حركات هبلة كدا خاصة لو لو…
ضحك بشدة على كلمتها الأخيرة وهو يسألها بغمزة:
-خاصة لو إيه.
ابتسمت بتوتر وهي تجيبه:
-يعني أقصد لو عايز تلفت نظري وكدا.
ابتسم بمشاكسة وسألها مرة أخرى:
-يعني أنتِ عارفة إني بلفت نظرك؟
لم ترد عليه ورمشت بعينيها فاعتدل في جلسته وبدأ في محاورتها بجدية:
-بصي هو أنا عارف إن الشكل مش مقياس للزواج وإن أهم حاجة الاحترام بين الطرفين والمعاملة الطيبة، لكن أنا مش سطحي زي ما أنتِ فاهمة، أنا في الشغل حاجة وفي البيت حاجة ومع صحابي حاجة، وبحاول مخلطش بينهم، أصل أنا في البيت إيه اللي هيخليني أتعامل برسمية وقواعد وقوانين، البيت اتخلق عشان نكون على راحتنا ونعمل فيه اللي احنا عايزينه ومنقدرش نعمله برا، والحركات الهبلة اللي بتقولي عليها دي الواحد بيحاول يخرج بيها من ضغط الشغل ويضحك وينبسط، أصل مفيش حاجة مستاهلة الواحد يشيل هم ويزعل عشانها أهم حاجة صحتي.
عقبت على حديثه بجدية مماثلة لطريقته في الكلام:
-أرجع وأقولك أنا بردو معرفكش كويس عشان كدا ممكن تلاقيني قلت حاجات مش فيك.
-وأنتِ متعرفيش رأيك دا مهم عندي إزاي.
استقامت في جلستها معلنة نهاية الحديث وهي تعتذر:
-طيب أنا بعتذر عشان قعدتنا دي في حد ذاتها غلط وأنا مضطرة أدخل.
وقف قبالتها بلهفة رافضًا مغادرتها وودّ التحدث معها أكثر، فهو يعجبه طريقة تفكيرها وردودها المقنعة والجميلة في نفس الوقت، لذا استوقفها دون تفكير:
-استني..شوق هو أنا لو اتقدمت لواحدة من رأيك هتوافق عليا؟
-والله دا بيختلف على حسب هي مين وبتفكر إزاي وعايزة شريك حياتها بمواصفات معينة، ودا هيختلف من واحدة للتانية لكن اللي واثقة منه أنك شخص تستحق حد كويس.
سألها مجددا وهو يترقب الجواب على أحر من الجمر:
-طب ولو الشخص دا كان أنتِ؟
ارتفعت دقات قلبها وشعرت بحرارة تسري في جميع جسدها، تساءلت بارتباك وهي تفرك يديها في بعضهما:
-أنا إزاي؟
-أنا عايز أتجوزك يا شوق.
قالها صراحة دون خوف من أي شيء، أراد فقط أن يعبر عن ما يشعر به.
مسحت وجهها عدة مرات رغم عدم تعرقها، لكن الحرارة التي كست وجهها جعلتها لم تستطع الرد على كلامه، أُقسِم أنها حاولت مرارًا وتكرارًا أن تُخرج صوتها لكنه خانها وبقى صامتًا، التفتت تغادر لكنه كان أسبق حينما التفَّ ووقف قبالتها وسألها بأعين متلهفة للإجابة:
-ردي عليا ساكتة ليه؟
أغمضت عينيها بألم وهي تبتلع غصة وقفت في حلقها وأجابته وقد تجمعت الدموع في عينيها:
-أنا منفعكش صدقني، تستاهل حد أحسن مني بكتيــر.
قالت الكلمة الأخيرة بوجع ظاهر مما جعله يرفض قولها بقوة:
-لأ يا شوق أنتِ حد كويس صدقيني وأنا عايزك، أرجوكِ اقعدي بس نكمل كلامنا.
-أرجوك أنت سيبني أدخل.
هبطت دموعها بعد قولها هذا مما جعله يندهش من بكاءها، هو لم يطلب شيئا يخالف الدين والأخلاق، هو فقط أراد الزواج ووجد فيها الزوجة التي تناسبه، ظنَّ أنَّ بكاءها بسبب اعترافه في البداية بأنه صَادَقَ الكثير من الفتيات لذا وعدها بصدق:
-حتى لو قلتلك أني هتغير عشانك؟
-اتغير عشان نفسك لأن لو اتغيرت عشان حد بمجرد ما الشخص دا يختفي من حياتك هترجع زي الأول وأكتر، وأرجوك شوف حياتك بعيد عني أنا ما أنفعكش.
رمت كلماتها في وجهه وتركته وذهبت للداخل، أما هو فوقف يتألم وهو ينظر لها، هو لم يتعلق بها للحد الذي يجعله يتألم لفراقها ولكن ما أوجعه هو رفضها له وقد كان يظن أنها ستوافق، آه..تبا لذلك القلب الذي يجعلنا نركض خلف أناس لا يهمهم أمرنا.
____________
في يومٍ من الأيام في بيت لم يخلُ من الكآبة منذ ما حدث، تحديدًا في غرفة امتلأت بدموع الحزن والقهر، زيّن جدرانها الظلام رغم طلوع النهار، أنِست بصوت البكاء الدائم، غرفة ودّت لو انكمشت وتضاءلت حتى تضم صاحبتها وتواسيها وتمسح عبراتها، غرفة فُتِح بابها للتو ودخل منها رجل بقلب متحجر، لم يرأف بـحال ابنته ولا بقلبها الجريح، بل زاد في جحوده بحديثه الذي جعلها تمـوت مرة أخرى بعد موتتها الأولى:
-ازيك يا هاجر يا بنتي، إيه هتفضلي حابسة نفسك كتير لا بتاكلي ولا بتشربي عشان خاطر عيل ضفرك برقبته؟
رغم قلة كلامها لكن عندما يتعلق الأمر بإهانة من تعلق به قلبها فلن تصمت، لذا خرج حديثها غاضبًا وهي تسترد حقه:
-صالح مش عيل يا بابا، ومش عشان هو شخص بسيط تهينه وتقلل منه، الناس اللي شبه صالح محيلتهاش غير كرامتها عشان كدا هتلاقيها غالية عندهم أوي، وطول ما أنا عايشة مش هسمح لحد أنه يقلل منه أو يجيب سيرته بسوء.
رفع والدها حاجبه بسخرية واستهزاء وهو يردف:
-بس بس مالك محموقة عليه كدا؟ سيبناه يا ستي هو وكرامته ومش جاي هنا عشان أتكلم عنه لأنه مش شاغلني أساسًا ومش عايزه ياخد حتى مساحة من وقتي في الكلام عنه، أنا جاي أقولك طلعيه من دماغك وركزي في حياتك وقومي كدا خدي شاور يفوقك واجهزي كدا وظبطي نفسك عشان حسام ابن عمتك جاي النهاردة.
ضيقت بين حاجبيها باستغراب ثم تساءلت وقد انقبض قلبها:
-جاي ليه؟
-إيه جاي ليه؟ جاي يطلب إيدك.
صرخت هاجر في وجه والدها بصوت شديد يحمل في طياته وجع وذل:
-يا بـــابـــا حـــرام عليـــك، حس بيا عشان خاطري، أنا مش هتجوز غير صالح، ومش هحب حد غيره، وهو أنا مش رفضت البجح دا كذا مرة جاي تاني ليه؟ جاي ليــــه؟
وقف والدها بقوة وتحدث كذلك:
-اسمعي يا بت أنتِ، أنا ساكتلك من بدري وأقول يومين وتهدى وتنساه، أنتِ هتجيبي العيل بتاعك دا لحسام الدكتور اللي له مكانته ووضعه؟ وبعدين الراجل بيحبك وعايز يتجوزك وطلبك مني كذا مرة حتى بعد ما رفضتيه، أنتِ هتقابليه النهاردة وتقعدي معاه وتضحكي وتوافقي عليه عشان قسمًا بالله لو عملتي غير كدا همحيلك اسمه إيه دا من على وش الدنيا، وساعتها بدل ما بتعيطي عليه هنا هتروحي تعيطي عليه عند قبره، أنا قلت اللي عندي.
قال كلماته وأغلق الباب خلفه بقوة جعلته يُصدر صوتًا عاليًا، أما هي فقد انقبض قلبها خوفًا وقلقًا، هو صادق في وعيده، إن لم تفعل ما أمرها به فبالتأكيد سينفذ تهديده ويقـتل من سكن قلبها، هو والدها وهي تعلم أنه إذا وضع شيئا برأسه لم يهدأ حتى يفعله.
_____________
كان أهل البيت جميعهم يجلسون في البهو يتسامرون، الحكاوي المصرية تملأ المكان وأصوات الأطفال تزيّنه وضحكات الجدة وأفعالها المسلية تضفي عليه شيئا من البهجة والسرور، أكملت الجدة حديثها وهم في استعداد تام لما تسرده عليهم:
-المهم لحد ما كبرت وأنا بكره اسمي وكل يوم أتخانق مع بابا عالاسم اللي سمهولي، إيه مفيدة دا؟ أنا عمري ما كنت مفيدة أساسا.
تعالت ضحكات الجميع بينما سألتها آسية بحماس:
-طب وغيرتيه إزاي؟
جاوبتها الجدة بمكر ودهاء:
-استنيت لما أتجوزت عشان يبقى ليا حد أستخبى فيه من بابا لما يعرف أني غيرت الاسم، لأن مفيدة دا كان اسم تراثي بالنسبة له، اسم مامته بقا وبيقدسه، فـ إزاي اتجرأ وأغير الاسم، المهم روحت أنا وجوزي وكان وقتها بقا الأسماء المنتشرة جيهان وعبير وهاجر وكان وقتها في أسامي غريبة وجديدة زي مايا وجنى ونانسي وفرح وقال إيه سما وأرض وشمس والحاجات دي، المهم أنا بقا مسكت في اسم فرح وقلت هسميه يعني هسميه، جوزي يقولي يا بنتي شوفي اسم قيمة غير دا واقترح عليا اسم هناء، قلتله هناء حلو بس مش عايزاه ومسكت في فرح وقلت طلاق تلاتة لأسميه، وعشان جوزي كان مدلعني ومش بيقولي على حاجة لأ سمع كلامي وبقيت من يومها فرح قنديل.
ضحك الجميع على تفكيرها وسلطتها بينما عقبت آسية على حديثها مرة أخرى باستغراب لأنها لم تعلم عنهم أي شيء:
– فرح قنديل؟ إيه دا هو أنتِ من نفس عيلة جوزك؟
جاوبتها حفصة بدلا عن الجدة:
-ابن عمها.
اندهشت آسية وهي تضحك بعدم تصديق:
-يعني مفيدة اللي كنتِ على اسمها دي كانت ستُّه؟
ضحك موسى وهو يلقي كلمة كالحجر كعادته:
-أصل تيتا كانت ولية قادرة وجدو كان بيحبها.
قامت الجدة خلف حفيدها بالعصا وهي تهتف بذهول:
-أنا ولية قادرة يا اللي مشوفتش رباية؟ يا خسارة تعبي فيك وفي الآخر مطمرش.
وقف موسى بعيدا عنها يهز وسطه وهو يدندن:
-كدا مطمرش، كدا مطمرش.
-هقطملك وسطك اللي فرحان بيه وبتهزه دا.
قالت ذلك وهي تجري خلفه مجددا، بينما الجميع يضحك عليهما قام مؤنس ووقف بينهما لكي يفصل عراكهما وهو يضحك:
-خلاص يا جماعة استهدوا بالله دا شيطان ودخل بينكم.
وقف موسى خلف مؤنس ثم أخرج لسانه لجدته وهو يقول:
-اللي ليه أخ يبقى ضهر ليه وسند ميضربش.
وقفت فرح مكانها وسألت مؤنس بحنق:
-أنت بتقويه عليا يعني؟
كاد مؤنس أن يجيبها لولا العصا التي كادت تسقط فوقه بغتة وعندما حاول الرجوع للخلف تعركل في أخيه مما تسبب في وقوع موسى وهو وقع عليه بظهره وكانت هيئتهما مضحكة للجميع، وبذلك قد أخذت الجدة حقها منهما وعادت موضعها وهي تبتسم بانتصار، بينما كانت علامات الحنق بادية على مؤنس الذي ذهب يصلح بينهما فوقع هو في الفخ، قام كل منهما واستأذن موسى من أخيه بجدية أن يذهب معه إلى مكان بعيد عن الجميع نسبيًا لأنه يريد أن يتحدث معه في موضوع هام، جلس كل منهما وسأله مؤنس باهتمام:
-خير في إيه؟
فرك موسى يديه في بعضهما وهو يقول:
-بصراحة في عروسة كدا عايز أتقدملها.
رفع مؤنس حاجبه ثم سأله:
-حب ولا صالونات؟
نفى موسى برأسه وهو يسرد على أخيه كل ما في جعبته بالتدريج:
– لأ صالونات.
ابتسم مؤنس باستغراب وهو يعلق:
-غريبة! أهو أنت بالذات كنت بقول مش هتتجوز غير واحدة تعرفها.
-ما هو بصراحة لما شوفتها حسيت شكلها مألوف، كان فيها شبه من واحد صاحبي عزيز عليا أوي وطلعت أخته وهما ناس محترمين جدا وأنا عايز أخطبها.
ابتسم مؤنس باتساع ثم ربت على فخذ أخيه وهو يقول:
-كبرت يا موسى وخلاص هتدخل القفص، عموما قولي هما من عيلة مين وساكنين فين وأنا هسأل عنهم وهاتلي رقم أبوها أخد منهم ميعاد نبقى نروح نطلبهالك.
قفز موسى فرحًا وقبل وجنة أخيه بسعادة بينما احتضنه مؤنس بحب، قطع هذه اللحظة الجميلة رنين هاتف مؤنس فأخرجه ليرى المتصل فإذا به مشاري صديقه، فتح الخط قائلا بمرح:
-إيه يعم لحقت أوحشك ما أنا لسة سايبك من كام ساعة
-ما أنت سيبتني ومشيت من هنا وجالنا قضية جديدة من الناحية التانية.
سأله مؤنس باستغراب:
-قضية إيه دي؟
جاوبه مشاري ببساطة:
-قضية قـتل.
-يا ساتر يا رب، هي الناس دي مش هتبطل قرف بقا؟
-لأ ولسة لما تعرف إن اللي قـتلوا اتنين ستات.
توسعت أعين مؤنس وهو يعلق:
-إيه جو ريا وسكـينة دا؟ عموما الموضوع دا عايز دماغ رايقة وأكون معاك عشان نفهم كل حاجة بالتفصيل.
-ما هو دا اللي كنت لسة هقوله، أنت تيجي بدري وتعمل حسابك هتطول معايا عشان نفهم القضية المعقدة دي ومتسيبنيش زي كل يوم وتخلع.
-لأ إن شاء الله متقلقش.
-طيب المهم القضية دي متحولة من إسكندرية عشان هما مش لاقيين المجـرمين لأنهم هربانين وبقالهم كتير بيحاولوا في القضية ومنجحوش، أنا بعتلك صور البنتين اللي هندور عليهم عالواتساب عشان شكلنا داخلين على أيام شقا.
-خلاص تمام.
أغلق الهاتف مع صديقه ثم فتح تطبيق التواصل الاجتماعي “الواتساب” وفتح رسالة صديقه وأمامه صورة تجمع الفتاتين، احتلت الصدمة معالم وجهه وأخذ ينظر لإحدى الفتاتين مرة ويرفع رأسه وينظر لزوجته التي اندمجت مع العائلة وتضحك معهم مرة أخرى، بان الغموض على ملامحه وهو يفكر قبل أن يرى زوجته تقوم وتتجه للداخل بسرعة، قام وذهب خلفها وفي نيته الكثير.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنا وزوجاتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!