روايات

رواية اركازيا الفصل الخامس 5 بقلم إسماعيل موسى

رواية اركازيا الفصل الخامس 5 بقلم إسماعيل موسى

رواية اركازيا الجزء الخامس

رواية اركازيا البارت الخامس

اركازيا
اركازيا

رواية اركازيا الحلقة الخامسة

الاجمل من الحقيقه، رحلة البحث عنها، لأن الحقيقه بحد ذاتها قد لا تروق لنا.
ان اللهاث خلف الأسرار مدفوع بالفضول شعور ممتع حتى انك لا تدرك الجهد الذي بذلته مدفوع بذلك النواح الثائر بداخلك.
مره قضت فتاه لامباليه عشرة أشهر بالبحث عن خطاب دس أسفل باب منزلها، محاوله فك شفراته، مدققه بنوعية الخط، باحثه عن رغبت صاحبه.
تلك الفتاه كانت هي ذاتها، لورين والتي بدورها وقد غرقت في بئر الأسرار تحاول فك شفرة قصر رائع وجميل تقطنه وحدها او هكذا هو الواقع صحبة شاب غامض، وسيم وانيق، جنتلمان وحزين.
لورين من نوعية الفتيات العنيدات، منذ ذلك اليوم وأخذت على عاتقها مهام وظيفتها كمدبرة منزل بكل حزافيرها، وذلك يعني ان تعرف كل صغيره وكبيره داخل القصر ولا مانع أن تحشر انفها بشئون ذلك الشاب حتى تدفعه للكلام.
جعلت تدقق في خزانة ملابسه، أغراضه القديمه، موسيقاه، ساعته، احذيته، تتفقد جدار القصر قطعه قطعه وهي تدق بيدها على الحيطان باحثه عن ثغره، أو باب سحري لما لا؟
كانت تصتدم كل مره باب مغلق عنوانه القبو.
كانت قد اتخذت قرارها، صنعت فنجان قهوه حملته لسيدها ولم ترحل مثل كل مره، جلست بمقابلته وهي تكتب على ورقه بيضاء.

 

 

اريد مفتاح قفل غرفة القبو المغلقه دومآ.
لماذا؟
لانه قصري الان مثلما هو قصرك، وانا لا أقبل بوجود أسرار هنا!!
اذا كنتي تعتبريه قصرك، لماذا رفضتي النقود؟
انت تخلط الأمور ببعضها يا سيدي، أنا أتحدث عن وظيفتي كمدبرة منزل، وليس النقود التى تفضلت بها!
كانت أول مره ترى عيونه الواسعه ذات اللون الأزرق عندما حدق بها، رمقها بتركيز وهو يعاينها، ربما بوقت اخر، لا تنسى أن الشهر الأول لم يمر بعد.
وماذا سيحدث بعد الشهر الأول؟
الكثير من الأمور، صمت اعقبه تنهيده.
هل يمكننى أن افهم ما يحدث هنا على الأقل؟
لورين، اليس ذلك اسمك؟
أجل!
اعتبري تلك الغرفه، ذلك الباب ليس من ضمن مهام وظيفتك.
انت لا تثق بي؟
ولماذا قد افعل؟ ما السبب الذي يضطرني ان اثق بأي بشرى؟
لاشيء وكل شيء، لا يمكن لانسان ان يعيش بمفرده يا سيدي؟
أنا يمكننى ذلك، لطالما فعلتها.
فعلتها، لكن هل انت سعيد؟

 

 

كان الحديث قد بدأ يشد انتباهه فترك الكتاب الذي يقرأه ومنحها كل تركيزه.
ما السعاده؟ كيف يعرف من حولك انك سعيد او تعيس؟
لا يمكن لأي شخص ان يشعر بما في داخلنا.
كان على وشك إنهاء حديثه عندما قالت، أنا يمكننى!
بدرت منه ضحكه زادته وسامه، رفع خصلات من شعره الناعم انسابت على وجهه، وسحب سحبه مديده من لفافة التبغ شكلت لوحه من الدخان الأزرق فوق رأسه!!
ثقتها بنفسها بدت هائله، لم يرمش لها جفن ولم تتحرك أطرافها بعصبيه.
اشار لكتاب وطلب منها ان تحضره، كان كتاب صغير له خلاف احمر، وضع الكتاب أمامه قبل أن يتنهد، فتح الكتاب على منتصفه، كانت هناك ورده حمراء متروكه، ناشفه ومهروسه، اذا تمكنتي من اعادة تلك الورده لحالتها الأولي حينها يمكننى ان اصدقك!!
ترك الكتاب بين يديها ورحل ، بول وفرجيني لبرناردين دي سان بيير، لم تكن قرات الروايه من قبل!!
حملت الروايه ونزلت للطابق الأرضي، حيث كان ذلك الشاب قد تخلي عن ملابسه وغاص بمياه البحيره يسبح نحو العمق، كان يسبح بقوه ضاربآ المياه بذراعيه كأنه يجلدها،، هناك عندما اقترب من البجعات التى أجفلت وهربت، كر راجعا.
فتحت الروايه وبدأت تقرأها ونسيت كل ما حدث قبلها، كانت تلك عادتها عندما تقرأ.
لم تشعر بالوقت، وفاتها موعد فنجان القهوه، لأنها عندما رفعت رأسها كانت الشمس قد اختفت وبدأ الليل يرخي سدوله.
نحت الكتاب جانبآ، صنعت فنجان قهوه وصعدت به مسرعه نحو الطابق العلوي.
لم يكن ذلك الشاب موجود، مسحت المكان ببصرها حتى حدود الغابه، لم تبصر شيء.
تأوهت بضيق، حملت الفنجان وعادت مره أخرى تنتظر عودته،
حاولت استغلال الوقت فأنهت الروايه بكل بؤس وحزن.
كان الليل قد انتصف ولم يحضر الشاب، لكنها فكرت كم هي غبيه لان الشاب يملك طريق اخر للوصول لغرفته.
صعدت درجات السلم وهي تلهث حيث غرفته لكنها لم تجده، مشت تجاه الشرفه كانت خاليه.
بطريق عودتها فتحت كل الغرف وكانت خاليه، تأكدت انه لم يحضر بعد.

 

 

جلست على أحدا المقاعد تنتظره لكن الليل طال وغالبها النوم، نامت مكانها.
انها لا تحلم، كانت نائمه بغرفتها أسفل الوساده بملابس الأمس، هزت رأسها تتذكر، أخر شيء تتذكره انها كانت جالسه على المقعد بالرواق قبل أن تنام.
كيف استطاع ان يحملها دون أن تشعر به وهي ليست نحيفه لذلك الحد، كان جسمها اوزاوي رخو.
صعدت للطابق العلوي دون تتناول افطارها او حتى تبدل ملابسها، وجدته هناك مكنب على كتاب مطرقة الساحرات.
عذرآ، هل قمت بحملي لغرفتي بالأمس ولم اشعر بك؟
واحده بواحده اجابها دون أن يلتفت إليها، كان يشير لنوبة سكره التى ساعدته خلالها للوصول لغرفته.
لم تتمالك نفسها وبدرت منها ضحكه، كانت قد قدمت خصيصا لتؤنبه على فعلته الرعناء وجدت نفسها تتأمل ذلك الوجه الخالي من التعابير.
متى عدت بالأمس؟
بعد نومك مباشرتآ.
ومتى كان ذلك، أنا لا أتذكر!؟
حوالي الثانية صباحآ.
هل يمكننى أن اسأل أين كنت؟

 

 

وهل ذلك يهمك؟
ترددت قبل أن ترد!
لا، قالتها وانصرفت.
كانت مسروره بما فعلته، لا تعلم لماذا، استطاعت اخيرا ان تقول لا، وكلها لهفه للحديث معه.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اركازيا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى