روايات

رواية اركازيا الفصل التاسع 9 بقلم إسماعيل موسى

رواية اركازيا الفصل التاسع 9 بقلم إسماعيل موسى

رواية اركازيا الجزء التاسع

رواية اركازيا البارت التاسع

اركازيا
اركازيا

رواية اركازيا الحلقة التاسعة

كانت الشمس مستلقيه في الشرق مرتاحة البال ترسل أشعتها الدافئه على البحيره والقصر، قن الدجاج، متسلله بين أفرع الأشجار على العشب الأخضر.
وكان هناك سرب اوز يسبح بمحازاة الضفه لكن بعيد عنها على غير عادته، تولين التى إستيقظت تشعر بنشاط وحيويه مشت تجاه قن الدجاج، كان عليها ان تفعل اي شيء دون رغبه حقيقيه ان تفعله.
كانت الدجاجات ثائره لتأخر وجبة الطعام، وديك عصبي له عرف مموه يقطع القن بمزاج متعكر كعسكري الدرك قبل أن يتوقف ويدور حول نفسه في نفس النقطه كل مره.
البيض مبعثر وبعضه تالف سقط من مؤخرة الدجاجات ببقع صلبه نتيجه لرعب الليله الماضيه.
كان الوضع فوضاوي كثوره بلا قائد إذا اغفلنا دور الديك العصبي حيث أن الدجاجات اخذت بالصياح فور رؤية تولين.
جمعت تولين البيض ونشرت البذور وعمت الفرحه مجتمع الدجاجات حتى الديك نسي برستيجه واندفع ليزاحم الدجاجات واخذ نقره من دجاجه غاضبه او غائره، يصعب تحديد ذلك على مؤخرته.
حملت تولين سلة البيض وبعد ان خرجت من القن قاصده القصر الخالي انصرف بصرها للبقعه التى كان الذئب يعوي خلالها بالأمس، وفكرت في نفسها ان الشمس ساطعه ولا مانع من إلقاء نظره على المكان.
وهي ماشيه لداخل الغابه لاحظت ان باب القصر الجانبي مفتوح وقالت إنها ستغلقه بعد عودتها.
عندما وصلت تلك البقعه، صرخت ما هذا بحق الجحيم؟

 

 

كانت معظم أفرع الأشجار مكسوره ومبسوطه على الأرض بما يشبه سرير من أغصان وأوراق الشجر.
تعمقت اكثر داخل الدرب الذي صنعته الذئاب ووجدت بقايا ظبيه نافقه، بطنها مشروخه وامعائها علي العشب، اي وحشيه يمكنها ان تفعل ذلك؟
لا شك انه ذئب ضخم متوحش او مجموعة ذئاب ورغم ان الجو نهار الا انها شعرت بخطوره لوجودها بتلك البقعه المخيفه، ليس كل إنسان يعجبه مظهر الدماء!!
عادت تولين للقصر، بدلت ملابسها، ارتدت قميص احمر بياقة عنق طويله، وبنطال استريتش اسود ضيق دست آخره بجورب زهري وحذاء ازرق ماركة شنل، وقادت السياره تجاه المدينه حيث انه يوم التبضع.
استغرق منها ذلك أربعة ساعات كامله وعندما رجعت كانت الشمس قد مالت ناحية الغرب، نقلت المشتريات لداخل القصر واغلقت باب القصر قبل أن تتذكر باب القصر الجانبي والذى نسيت ان تغلقه.
صعدت غرفة رجل الأسرار الوسيم، حركت خزانة الملابس وفتحت الباب، هبطت درجات السلم وكان هناك صوت يتناهي لاسماعها فتوقفت على السلم مرتعبه.
ارهفت سمعها، سمعت انين طويل لحيوان ، شغلت النور لتجد ذئب ضخم ملتصق بالجدار يلعق جرح كبير بقدمه.
صرخت من الرعب وركضت خطوات للخلف فتعثرت وسقطت متدحرجه على الأرض بجوار الذئب الذي لم يحرك ساكنآ.
بسرعة سرعوف وقفت لتهرب قبل أن تلتهمها انياب الذئب، لكن الذئب كان غير قادر على الحركه ويئن من الألم، رغم ذلك وصلت باب القصر المفتوح وهي تنظر خلفها، تأكدت ان الذئب لا يتبعها، فتجرات ووقفت، كانت أنفاسها متسارعه تكاد تشعر انها ستهرب منها، بعد دقيقه من الهلع تمالكت نفسها وعادت بخطوات قصيره للخلف.
وقفت على باب القصر تحملق بالذئب المصاب، والذى لأول مره يبادلها نظره مماثله، كانت نظره متوسله مرتعبه اكثر منها،
حتي لو كنت مصاب لا يمكننى الاقتراب منك !!
احاد الذئب نظره عنها وعاود لعق جرحه الكبير!

 

 

ظلت تفكر ما عليها فعله؟ وان أصوب حل ان تحضر البندقيه وتقتله
قبل أن يعاودها شعور الشفقه مره أخرى.
وكأن الذئب يقرأ تفكيرها فرمقها بأكثر نظرة استسلام وتوسل رأتها بحياتها.
قالت تولين وهي ترفع يديها بتذمر !! حسنآ! ماذا تتوقع مني أن أفعل بحق الجحيم؟
واستمر الذئب يرمقها بتلك النظره التى اخترقت قلبها.
حسنا سأقترب، لكن لا تحاول مهاجمتي؟ موافق!؟
لم يحرك الذئب رأسه مع ذلك اقتربت منه بحذر قبل أن تضع يدها على قدمه المصابه وتمشي راحة يدها عليها، استسلم الذئب لتلك المداعبه ووضع رأسه على الأرض وهو يتألم.
كان الجرح عميق وبشع مما دفعها ان تشيح وجهها بعيد عنه، سوف يقتلك ذلك الجرح، اللعنه!!
فكرت بما يمكنها فعله، اسمع لست طبيبه لكن لدينا حقيبة اسعافات أوليه وربما يمكننى تقطيب جرحه، عملت مساعدة جراح لفتره قصيره، لكن هناك سؤال عليك أن تجيب عليه، هل كنت الذئب الذي يعوي الليله الماضيه؟
لم يرفع الذئب رأسه، وبخت نفسها، أنه مجرد حيوان بائس،
انتظر هنا سأعود بسرعه.
أحضرت شنطة الاسعافات الاوليه وفتحتها، سأقوم بتقطيب الجرح هل تفهمني؟ ستشعر ببعض الألم ارجوك لا تهاجمني؟
لأول مره يوميء الذئب برأسه عدة مرات.
رغم رعبها قطبت جرحه ووقف الذئب ساكنآ بجسده، فعلت أقصى ما بوسعي!
نظر الذئب لجرحه قبل أن يعاود لعقه مره أخرى، بعدها هز قدمه وشعر بالألم فرقد مره أخرى.
ليس بتلك السرعه، عليك أن تستريح لبعض الوقت، سآسمح لك بالمبيت هنا؟
موافق؟
حني الذئب رأسه.
سأرحل الأن؟ لا تحدث جلبه، وارجوك لا تلتهمنى؟

 

 

عادت لداخل القصر غير مصدقه لما فعلته، كانت مندهشه ومنزهله لجرأتها، اعدت وجبه خفيفه والتهمتها باستمتاع، لكن قبل ان تنتهي فكرت ان الذئب ربما يكون جائع؟
ماذا يمكنها ان تقدمه له؟ حقيقه لا تعرف ما يأكله الذئب، ثم إن فكرت تقديم دجاجه له لم تروقها!؟
كان هناك لحم بالثلاجة وضعته على صنيه وسارت تجاه الذئب، وجدته نائم يلعق جرحه، قالت وهي تقرب اللحمه منه، لا أعلم أن كان ذلك يعجبك، لكن لا أملك اي شيء اخر.
لعق الذئب اللحمه بلسانه قبل أن يلتهمها، تابعته وهو يأكل لدقيقه، اغلقت باب القصر الجانبي وجنحت لغرفتها.
اذا علم رجل الأسرار الوسيم ان هناك ذئب بالقبو ربما يقتلني؟
رجل الأسرار الوسيم؟ أين اختفيت بحق الله؟
كان الليل قد انتصف ومعه انهال عواء الذئاب القريب، لم تتمكن من النوم وصعدت للطابق الثاني حيث الشرفه الواسعه، وجدت البندقيه بالشرفه وهي لا تتذكر انها نسيتها هنا مع ذلك أسعدها ذلك!
سمعت تقصف فرع شجره قبل أن يظهر ذئب يحوم بجوار القصر، كانت تلك المره الأولى التى ترى خلالها ذئب يمشي بمثل ذلك القرب، كان الذئب يقتفي أثر شيء ما، وعندما أحدثت حركه رغم عنها نظر تجاهها وراح يعوي بصوت مرتفع!.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اركازيا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى