روايات

رواية اخر نساء العالمين الفصل الثالث والستون 63 بقلم سهيلة عاشور

رواية اخر نساء العالمين الفصل الثالث والستون 63 بقلم سهيلة عاشور

رواية اخر نساء العالمين الجزء الثالث والستون

رواية اخر نساء العالمين البارت الثالث والستون

رواية اخر نساء العالمين الحلقة الثالثة والستون

كانوا يجلسون في أُلفةً واضحه بينهم وهم يحتسون اكواب الشاي الدافئه التي تشبه قلوب افراد هذه العائله كانوا يتحدثون ويمرحون وتغمرهم طيبة قلب هذا العم مدني وزوجته واثناء هذه الجلسه قفزت هبه فرحا وهي تصرخ ضاحكه من قلبها حيث تلقت رساله عبر برنامج واتس اب تحمل الصوره التي التقطتها زهره لأختبار الحمل الخاص بها… تعجب حسام كثيرا منها وخصيصا ان لديه بعض الخفايا التي جعلته متوتر ومضغوط قليلا تحدث اليها وهو يحاول اخفاء توتره
_خير يا هبه في اي؟
نظرت له وهي ترفع الهاتف امامه بإبتسامه واسعه وصادقه: زهره حامل يا حسام… ربنا بيحن علينا علشان نفرح شويه عقبال لما الحق يرجع لأصحابه يارب
نظر لها وقد سعد بشده من اجل صديقه واخيه الروحي ومن اجل زهره ايضا فهو يَعدها بمثابة اخته… تحدث مدني بحب صادق: الف مبروك يا بني ربنا يكملها على خير وعقبالكم يا ولاد
تحدثت زوجته بوجهها البشوش: دا انا يومها هفرق شَربات على الحاره كلها دا يبقى يوم المنى لما يجيلنا حتة عيل يملى علينا حياتنا ويبقى ابنك يا حسام
نظر لهم بحب كبير فهم مثال للعائله الطيبه لو كان الامر بيده لكان ظل معهم دائما فهم دائما ما يشعروه بأنهم عائلته الثانيه…. قاطع فرحتهم دق هاتف حسام ليتعجب من رقم المتصل وتمنى ان يكون ما يدور في رأسه ليس صحيح فأجاب بتردد
_ايوه يا بني خير
_الحق يا حسام باشا…. ضاحي خد سميه هانم ومش عارفين رايح بيها فين
_يعني اي خدها مش فاهم…. وازاي مش عارف راح بيها فين وانت لازمتك اي بوقفتك عندك دي
_والله يا باشا انا بعمل اللي عليا وانت عارف رقبتي فداكوا… بس احنا لاقيناه فجأه شايلها وركب بيها عربيته ومحدش اي حد مننا معاه انا لحم كتافي من خيركم يا باشا عمري ما اخون ابدا
زفر حسام بضيق وهو يحاول تمالك اعصابه حيث انه يعلم حق العلم ان الرجال الذين زرعهم وسط رجال ضاحي على قدر عالي من الثقه ودائما ما كان يونس يقف جوارهم وكانوا يعملون لديه ودائما ما كان يغمرهم بالعطايا والمال تحدث اليه وهو يضغط على اسنانه من الغضب: طيب اقفل دلوقتي… د ولو عرفت اي حاجه تعرفني على طول
اثناء تحدثه في الهاتف كانت هبه تحاول لأكثر من مره الاتصال بزهره ولكن لا رد مما زرع القلق في قلبها فهي منذ دقائق فقط كانت تهاتفها
_حسام… زهره مش بترد ما تكلم يونس كده تشوفها معاه ولا اي بقالي كتير برن قلقت عليها
_انا كده كده رايحه دلوقتي
_طب يلا… استنى هاخد حاجتي
ازدرق ريقه بصعوبه وهو يقول لها بصوت متخشرج: انت هتفضلي هنا مش هتيجي معايا يا هبه…. المشوار اللي انا رايحه مينفعش تكوني فيه معايا
امتلك الرعب قلبها فنبرته كانت لا توحي بالخير ابدا: يعني اي يا حسام مش انت رايح ليونس انا كمان هاجي معاك اطمن على زهره….. هو في اي انا مش فاهمه حاجه
امسك يدها بلطف يربت عليها بحنان ومن ثم جذبها بين احضانه يبث فيها الطمأنينه قائلا: معنديش وقت اشرحلك بس كل اللي عاوزه منك تدعيلنا يا هبه…. وعلشان خاطري لو بتحبيني اوعي تسيبي بيت عم مدني حتى لو غبت عنك شهور
اظلمت عينيها بتيه وهي لا تفهم اي شيء مما يقوله.. وضعت يدها على وجهه وبدأت عينيها تتجمع بها الدموع: انت بتقول اي يا حسام… يعني اي هتغيب عني وادعي لمين انا مش فاهمه حاجه يا حسام علشان خاطري فهمني في اي
اغمض عينيه بقوه فبدأت الامور تزداد سوء ويجب عليه الرحيل قبل ايذاء سميه او اي من البقيه… قربها اكثر اليه يحتضنها بقوه وهو يأخذ انفاسه بقوه: ثقي فيا يا هبه ارجوكي ثقي فيا وبس تمام
امأت برأسها من بين دموعها الغزيره وهي تقول: واثقه فيك يا حسام….. انت اول شحض يحسسني بالأمان في حياتي ربنا يردك ليا بالسلامه يا حبيبي
مد يده يمسح دموعها وقلبه يعتصر الما فهو يعلم ان ذلك اليوم سيكون صعبا للغايه على الجميع قبل مقدمة رأسها وهو يزفر انفاسه بضيق ومن ثم مد يده يخرج ورقه مطويه من جيبه ويعطيها لها
_دي علشانك يا هبه… افتحيها بعدين بلاش دلوقتي فيها كلام مهم اوي اكيد هيفرحك جدا… انهى حديثه وهو ينظر للعم مدني وزوجته بإبتسامته المعتاده: مراتي امانه عندك يا عم مدني وزي ما وصيتك يا راجل يا طيب اشوفكم بخير
ودعه الجميع بحراره وهم يدعون له ويرجون الله ان يعود لهم سالما…. اما هبه كانت تلوح بيدها له وعيونها تزرف الدمع وما ان اُغلق الباب حتى أرتمت بين احضان زوجة مدني تبكي بحرقه من شدة الخوفه على زوجها وهول الصدمه التي تعرضت اليها……….
**********************************
في الحاره
كان يونس ومصطفى واحمد يعملون بجد فقد كان ليديهم الكثير من الاعمال المتراكمه اثناء يوم عُرس المعلم حسن….. كان يونس شارد الذهن بما فعله وخطط له وفي نفس الوقت يشعر بشعور عدم الراحه لا يعلم ما سببه واذ فجأة وجد هاتفه يصدح بالرنين فأمسكه بتكاسل من ضغط الافكار لديه ووجده رقم غير مسجل بالهاتف زفر بحنق وهو يجيب فأتاه صوتٌ لم يود ابدا ان يستمع اليه وكان صوت هذا البغيض ضاحي قائلا بإنتصار
_ازيك يا ابن مهران…. وحشتني اوي قلت اسمع صوتك كده واطمن عليك اخر اخبار سمعتها عنك انك بقيت ميكانيكي مش لاقي تاكل
زفر وهو يسبه بأبشع الالفاظ والاخر يقهقه وعلى نفس حالة البرود الذي يملكها: اي يا بس يا عم يونس… انت لي تعرف اللي ليك معايا دلوقتي مش هتتكلم كده خالص دا انت هتقلي يا ابيه
زاد غضبه بشده وهو يكور قبضة يده ضاغطا عليهت بقوه: عايز اي …. لخص
اجابه الاخر بمكر ونبره بغيضه يملؤها الشهوه: تعرف طلعت تستحق كل اللي بتعمله علشانها دا… انا طول عمري بقول عليك حظك حلو اي الجمال دا حتى في الفقر والطنك اللي انتو فيه زي القمر سبحان اللي خلقها ملكة جمال
أُصفر لون يونس وهو فهم ما يرمي عليه ذلك اللعين داعيا في نفسه ان يكون ظنه خاطئا اظهر البرود والتماسك امامه قائلا: انت بتقول اي يا جدع انت ما تتكلم زي الناس
ضحك ضاحي بشر وهو يقول: طب بقلك اي هرن عليك فيديو كده اوريك حاجه هتعجبك اوي… افتح كده
بالفعل لم تمر إلا ثواني قليله وصدح صوت الهاتف من جديد معلنا عن هذه المكالمه فضغط يونس على زر الاجابه فإذا بهذا المدعو ضاحي يجلس ارضا وهو يرجع رأسه للوراء براحه كبيره ويبتسم بمكر وعينيه على ما بجانبه بلذه وشهوه ظاهره على ملامح وجهه ومن ثم نظر ليونس والذي بدأ القلق الحقيقي يظهر جَليا على وجهه قائلا بإبتسامه لزجه
_ها يا يونس جاهز… واحد… اتنين… ثلاثه
ومع نطقه لأخر رقم وجه كاميرا الهاتف المحمول على وجه زهره والتي كانت نائمه بملابس الصلاه الخاصه بها لا حول لها ولا قوه ولا تشعر بأي شيء من حولها…. وما ان رأى يونس ذلك حتى اسودت عينياه من القلق والغضب وبدأت عروق وجهه ويديه ان تبرز بطريقه غريبه ومخيفه وبدأ يصرخ بأسمها لدقائق ولكن دون جدوى فأتاه صوت الضاحك اللعين هذا
_اي يا يونس…. يا راجل الحب بهدله برضو بس تصدق انا عندي استعداد اتهبدل عمري كلو بس اصحى على الوش دا كل يوم… اهدي كده ليطقلك عرق ولا حاجه…. انا قلت اطمنك عليها اطمنوا خالص زهره معايا وسميه معايا اه صحيح قول لمصطفي سميه كده شكلها هتمو-ت ولا اي بقالها ساعه عماله تقول بطني بطني دي في السابع لسه مش شهر ولاده يعني…. مع السلامه يا يويو
ومن ثم اغلق المكالمه في وجه هذا الذي وبالمعنى الحرفي هربت الد-ماء من عروقه ثانيه واثنان وثلاث ووقع الهاتف من يده التي شُلت حركتها فجأه ونظر امامه بضياع…. كان يتابع كل هذا مصطفي والصبي احمد اللذان كان حالهم لم يختلف كثيرا عنه فهوا تلك الصدمه عليهم ليس بالقليل ابدا ولكنهم افاقوا على صوت ذلك الك-سر فقد ركل يونس احدى الالات الحديديه على اللوح الزجاجي الكبير بقوه فوقع ارضا متحولا لفُتات صغير اصبح مظهره حقا يُرعب اي حد…. اخذ مفاتيح سيارته والتقط هاتفه من الارض وذهب راكضا نحو المنزل فهم مصطفي سريعا باللحاق به والغضب يكسو وجهه هو الاخر فعلى الرغم من موقفه من سميه الا انها زوجته وحبيبته وام طفله القادم وزهره ابنة عمه وزوجة اخيه واخته الروحيه فكيف لذلك الدنيء ذا الايد الملوثه بأن يفعل ذلك بهم
_اقفل الورشه يا احمد وخلي المفاتيح معاك….
نفذ احمد ما طُلب منه بجسد مرتجف من الخوف على تلك العائله التي اوته ومدت له يد العون والمسانده…. ومن ثم قرر ان يعاونهم الاخر فخطر في باله الذهاب للمعلم حسن فهو يعلم بأمر الصداقه القديمه بينه وبين والدهم المرحوم مهران
**********************************
دلف للبيت بطريقه همجيه وهو يدفع الباب بقوه ومن ثم دلف لغرفته ومصطفى يحاول تهدأته ولكن دون جدوى… فتح احدى الادراج وأخرج منها سلاحه الناري وبدأ في ملؤه بالطلقات بهوجائيه وغضب وسار متوجها نحو الباب فوقف مصطفي امامه كحائل حتى لا يذهب
_ انت رايح فين…. ممكن تهدى بقا علشان نعرف نتصرف
ضغط على اسنانه بغيظ وهو يزيح مصطفي من امامه بقوه
_ابعد من وشي يا مصطفى احسن ليك… سيبني في حالي وملكش دعوه خالص انت فاهم
لم يهتم مصطفي لحديثه فهو يعرف مدى جماحة غضب اخيه وانه بالفعل ممكن ان يق-تل احدهم وهو بهذه الحال…. زفر بحنق وهو يحاول المرور من جوار مصطفي ولكن دون جدوى مما جعله يصرخ في وجهه بقوه ومعالم الا وعي تظهر على وجهه
_هو انا بكلم نفسي… بقلك ابعد من وشي السعادي غور
_مش هبعد… لازم تهدى انت كده هتضيع نفسك وتضيعهم معاك اهدي يا يونس
امسكه يونس من تلابيب ملابسه بعيونه تكسوها الحمره القانيه وبدأ في الضغط عليه وكلما ضغط كلما زاد وجهه حمره وبرزت عروقه اكثر واكثر حتى بدأ مصطفي في الاختناق ومن كثرة غضب يونس لم يلاحظ فكل ما يراه الان هو ان زهره بيد هذا المعتوه….. ولكن مع ارادة الله جاء حسام في اخر لحظه وعندما وجد هذا المنظر امامه حتى تدهل سريعا وحاول جاهدا ابعاد يونس عن مصطفي هادرا به بعضب
_انت اتجننت يا يونس… اي اللي انت بتعمله دا
طفح به الكيل فهولاء يتسائلون ويتحاكون وهو قلبه تغلي الدماء خوفا على حبيبتة روحه فهم بالذهاب مره ولكن صده حسام بقوه ليرجع خطوات للوراء وهو ينظر له بغيظ ليتحدث حسام موضحا الموقف
_ انا مستنى مكالمه علشان اعرف مكان سميه وزهره فين…. لان حتى سميه نفسها ضاحي نقلها من القصر النهارده من كام ساعه والعيون اللي ليا ميعرفوش حاجه
تحدث مصطفي وقد ظهرت على وجهه علامات الضياع: العيون اللي ليك!…. هو في اي بالظبط
تنفس حسام بقوه: في كتير اوي… ولازم نتكلم علشان نعرف هنتصرف ازاي وكمان جه الوقت اللي تعرفوا تطورات القضيه الحقيقه علشان خلاص النهايه قربت…. نظر ليونس برجاء وهو يقول: يونس ارجوك اتوسل ليك لازم تقعد وتسمعني يا صاحبي ارجوك……
**********************************

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اخر نساء العالمين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى