روايات

رواية اختلاج روح الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم لولي سامي

رواية اختلاج روح الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم لولي سامي

رواية اختلاج روح الجزء التاسع والعشرون

رواية اختلاج روح البارت التاسع والعشرون

اختلاج روح
اختلاج روح

رواية اختلاج روح الحلقة التاسعة والعشرون

البارت ٢٩
بغرفة مهرة بعد أن أنهت مكالمتها مع نهي ظلت جالسة مكانها تفكر في رسالة معتز لها وهل حقا تصرف بالأمر ام انه يخدعها؟
ولما اختار نهي خاصة لابلاغها ؟ ولما كل هذه التحذيرات بعدم دلوفها من المنزل ؟
اختارت كثيرا واضطربت أثر كل هذه المدخلات ولكن أسعدها خبر أنه تصرف ولكن كيف تصرف ؟
هل مجرد أنه قرر الابتعاد عن أحمد دون مواجهه كما يفعل دائما يعترض بصورة سلبية ؟
ام أنه أخبر أحدا بما يخطط له احمد بهدف التحذير ؟
ام أنه واجه احمد باخطاءه وحاول نصيحته ؟
وكأن معتز كان يستمع لخواطرها ويشعر باضطرابها فمعروف عن المحب أنه يشعر بحبيبه .
وبالفعل في وسط تفكيرها وجدت اتصال من معتز لا تعرف اتجيب ام لا ولكنها لديها اسألة كثيرة تريد الإجابة عنها فأمسكت بالهاتف واجابت بصوت خافت بالكاد صعد من حجرتها/ الو
معتز باشتياق جارف/ يااااه وحشتيني اوي ووحشني صوتك.
عاملة ايه يا مهرة ؟
تحمحمت مهرة لتجلي حجرتها وتحاول لملمة مشاعرها التي تبعثرت مع اول كلمة منه فقالت باختصار/ الحمد لله.
ليسألها معتز / نهي كلمتك يا مهرة ؟ بلغتك باللي عايز اقولهولك؟
لترد مهرة برد مختصر برغم رغبتها في سؤاله عما يدور بداخلها فقالت/ اه كلمتني وقالتلي .
ليرتاح معتز ويحاول تأكيد رسالته أو الأخري يحاول فتح مجال للحديث معها ربما تتجاوب مع حواره فقال/ انا اتصرفت زي ما قولتيلي على فكرة وكلمت آسر وبلغته بخطة احمد ، ومش بس كدة انا كمان حاولت انصح احمد يبعد عن الطريق ده بس للاسف حسيت أن شيطانه غالبه فكنت عايز أكد عليكي متطلعيش من البيت خالص الايام ده .
ابتسمت مهرة وسعدت من داخلها أنه أصبح أكثر إيجابية أكثر مما توقعت فخرجت كلماتها دون شعور منها قائلة/ بجد فرحانة فرحانة اوي انك عملت كدة.
لا تعرف إحساسه الان بعد سماعه لكلماتها ااااه لو كانت أمامه لزرعها بداخل ضلوعه واغلق عليها ذراعيه .
انفرجت اسارير معتز قائلا/ بحبك ، بحبك اوي يا مهرة ربنا يخليكي ليا وتنوريلي دايما الطريق.
رمشت باهدابها عند نطقه بكلماته تلك وكأنه ايقظها على نتيجة كلماتها فحاولت تهدأة حالها وتغيير مسار الحوار فسألته مجددا / ممكن اعرف سبب اني مخرجكش الايام ده ليه ؟
شعر معتز بمحاولة تهربها فاحترم رغبتها فهو يعلم كم خجلها الذي اذابه عشقا فحاول أن يرد على سؤالها ولكن بتهرب فهو لا يريد الإفصاح عما يتوقعه الان فقال/ مش هقدر اقولك حاجه دلوقتي علشان اللي عندي مجرد احساس مش اكتر بس برضو الحرص واجب .
لتومأ مهرة برأسها وكأنه يراها ثم ردت عليه/ أن شاء الله.
ليسرع معتز محاولا إطالة الحوار اكثر قائلا/ علي فكرة انا بخطط لشركة جديده هستقل بيها لوحدي وان شاء الله هتكوني معايا فيها ، مهرة انا بحبك بجد وعايزك شريكة حياتي كلها .
عادت الابتسامة تشق ثغر مهرة وتضطرب أنفاسها فاطبقت شفتيها وحاولت تنظيم أنفاسها قبل ان ترد بحيادية تامة محاولة إنهاء المكالمة قبل تطورها في هذا الاتجاه قائلة/ربنا يسهل يا مع…. مستر معتز ، عن اذن حضرتك .
وأغلقت الخط سريعا واضعه يدها على صدرها محاولة تهدأة قلبها الذي كاد أن يخرج من بين ضلوعها راقصا من فرحته.
فشعرت حينها أنها فعلت الصواب حين قررت الابتعاد حتى تستطيع اتخاذ قرارا صائبا فقد ابتعدت عما تحب مراضاة لله فقد ارضاها الله برد لها ما تحبه وبصورة افضل مما كانت تتخيله ،فلم تكن تتوقع أنه سيصبح هكذا .
ام معتز بالجانب الآخر بعد أن اغلق الخط وشعر بفرحة عارمة وكأنه امتلك الدنيا وما فيها ،
شعر بسعادة لم يشعرها في وسط ملذاته السابقه فعلم أنها كانت ملذات زائفة تنتهي لذتها فور انتهاء الحدث ولكن هذه السعادة يشعر أنها ستدوم وأنه في بداية الطريق الصحيح .
………………………………………
في المشفي خرج آسر من غرفة الطبيب بعد أن أطلعه على نتيجة التحاليل الأولية لفتنة وظل يهرول في ممر المشفي حتى يلحق جودي وهو يردد جملة واحدة/ لا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم واحيانا أخري يحمد ربه على ابتعاده عنها حتى وصل الي غرفتها وقبل أن يطرق على الباب سمع حوارهم بالداخل/ أنا عايزة اعترفلك باعتراف خطير يا جودي بس ارجوكي سامحيني علشان انا حاسة اللي فيا مش كويسه.
جودي بتعجب من حوارها فقالت محاولة طمأنتها/ انا سمعتكي اتفضلي ومتقلقيش صدقيني هتبقي زي الفل أن شاء الله.
فتنة بصوت واهن/بصراحة احمد زميلك اللي كان زققني على آسر جوزك علشان اشغله، وهو اللي خطط لكل خطواتي .
سعلت قليلا ثم أكملت/ انا بصراحة مكنتش عارفه هدفه الحقيقي ايه علشان احمد حويط مبيقولش كل حاجه لاي حد بس كان كل اللي هامنني اني كنت بفكر اني هتجوز اسر واتنغنغ في نعيمه شويه ويا عالم يمكن كنت اتوب على ايده، انا مكنتش كدة ،انا كنت بنت زي اي بنت نفسي احب واتحب ووقعت في واحد زي احمد اوهمني بالحب لحد ما بقيت ماشية وراه زي العامية ووقعت في المحظور ومن ساعتها بقيت من ايد ده لايد ده وبحاول استمتع باللي انا فيه ماهو مبقاش في أيدي حاجه تانية لحد وقعت في ايد احمد وبقي بيشغلني لحسابه أوقع فلان اتدلع على علان علشان يمشي صفقاته ويحقق أهدافه وفي الاخر بنرجع لبعضنا.
جحظت أعين جودي لما سمعته فلم يخطر ببالها أن احمد بهذه الوضاعة ولكن لما ؟ لما فعل كل هذا ؟ لما كان يريد التفرقة بينها وبين اسر ؟
سمع اسر ما قالته فتنة وكاد أن يدخل لها بكل غضبه ويخنقها بأيديه ولكن فكر ان يذهب الي احمد اولا لينتقم منه فجعل وجهته باب المشفي وقبل الولوج منه توقف مكانه مرة أخري عندما تذكر مرض فتنة وأنها كانت اخر مرة رآها بها كانت بصحبة احمد بشقتها وهنا سحب كمية كبيرة من الهواء عندما أدرك أن العقاب الإلهي قد سبقه وارتاح قلبه وهدات نفسه ورجع مرة أخري إلي الغرفة وهو بطريقة صدح هاتفه فأخرجه من جزلانه ليري اتصال يزن فأجاب عليه فورا /
أيوة يا يزن عملت ايه او وصلت لايه؟
يزن بكل هدوء/ متقلقش يا باشا كل حاجه خلصت وعندي اعترافات كاملة عن الواقعة ولو حابب اجيبلك احمد من قفاه حالا اجبهولك ،بس قولت اشوفك الاول علشان ننظم خطواتنا وكدة كدة هو خلاص مش هيعرف بعمل حاجه.
أطلق آسر تنهيدة استراحة ثم قال/ تسلم يا يزن متعرفش انت شيلت عني هم قد ايه ،دانا عرفت بلاوي دلوقتي لما اشوفك هحكهالك ، وبالنسبة لاحمد خلاص تقدر تقول ربنا اخدلي حقي وزيادة والله
يزن ببساطة/ تمام يا بشمهندس ربنا يعينك، على العموم انا تحت إشارة منك ومتقلقش خالص واتصرف براحة راحتك .
اغلق آسر الهاتف وقد وصل لغرفة فتنة مرة أخري فطرق الباب ودخل بعد أن أُذن له وجد جودي مبتسمة بوجهه فهم اسر سبب ابتسامتها ثم حاول طمأنة فتنة عندما سألته عن نتيجة التحاليل فقال لها متهربا/ التحاليل عند الدكتور هيشوفها وهيقولك علي اللي فيها بس هو دلوقتي مشغول فمعرفش يشوفها ،هستاذن انا وجودي ونبقي نجيلك تاني نطمن عليكي أن شاء الله، حمدالله على السلامه.
ثم استقام وسحب ايدي جودي والتي كانت مستسلمة بدورها واستاذن وخرجا ولم يخبرها بنتيجة التحاليل وترك هذه المهمه على الطبيب كما طلب منه .
ذهبا آسر وجودي معا بعد عناء طويل وكأنهم كانا بمارثون يلتقطون أنفاسهم بصعوبة ثم توجها إلي السيارة عازماً أن يكمل ما كان يرتب له منذ يومين مضوا قبل أن يوقع بينهم هذا الشيطان في أن يأخذها لمكان بعيد يفصح لها عن اعتذاره وكل مكنونات صدره .
استقلت السيارة لينظر كلا منهم للآخر وكلا منهم يحمل بعيونه حديث طويل ولكن الذي كان يجمع بينهم لمعة الحب التي كانت بعيونهم مازالت مشتعلة ومتوهجه وربما أكثر من الاول لتسأله جودي قائلة/ احنا رايحين فين؟
ليبتسم اسر قائلا/ سبيلي نفسك النهارده خالص .
ثم أدار محرك السيارة منطلقا وكأنه يطير بها الي مكان راقي .
دخلا بكازينو على النيل قد شهد علي بداية تعارفهم وجلسوا على نفس المنضدة والتي وجدوها بالصدفة خالية وكأن الزمن يعيد نفسه ليسمح لهم بالبداية مجددا.
حاولت جودي قطع الصمت وحرب النظرات التي بينهم فقالت/ كنت عايز اقولك على اللي فتنة قالته .
_سمعت …….سمعت للاسف كل حاجه وعرفت قد ايه انا كنت اعمي ومين الشيطان اللي كان داخل يوقع بينا واللي انا للاسف اللي سمحتله يدخل ما بينا.
حاول اسر تقديم كل كلمات الاعتذار لها فإذا كان يوجد شيطان أوقع بينهم فالهم الأكبر عليه أنه هو من سمح لهذا الشيطان بفرصة الدخول الى حياته .
جلس آسر وجودي على المنضدة بالمطعم ثم امسك آسر كفي جودي بين أيديه وقربهم من شفتيه وطبع قبلة طويلة ومعبرة ليبث لها اعتذاره وامتنانه أنها مازالت بحياته.
آسر بنبرة راجية صادقة /جودي انا فعلا اسف، وحقك فوق راسي وعارف اني مهما اعتذرت مش هوفيكي حقك.
انا عايز اعترفلك اني كنت فعلا غبي ومش شايف قدامي، مشوفتش قد ايه انتي كنتي متمسكة بيا وحاولتي ترجعيني عن طريقي باكثر من طريقة، مشفتش البيت الدافئ اللي كان بيجمعنا، مشفتش الجو الأسري اللي بجد ميتعوضش ولا بكنوز الدنيا ، مشفتش الامان وراحة البال اللي كنت عايش فيهم، مقدرتش وقفاتك جنبي وتحملك لظروفي ، وانك ولا مرة اشتكيتي.
بس مهما هبرر لنفسي مقدرش أنكر أن انسياقي وراهم كان جزء كبير لدخولهم حياتنا بالشكل ده .
علشان كدة مهما اعتذرت مش هعرف اديكي حقك بس اقدر اقولك اؤمري وانا انفذ، اللي تؤمري بيه هعملهولك واعتبريه عربون صلح بس المهم انك ترجعيلي وتسامحيني على اللي فات .
استمعت جودي الي كلامه والدموع تتساقط من عيونها ثم سحبت يدها من يده عند انتهاء حديثه فاستشعر آسر بالخطر من هذه الفعله فحاول تصحيح جملته السابقة/ اؤمري باللي انتي عايزاه غير انك تبعدي عني مش هقبل بيها ابدا.
ابتسمت جودي نصف ابتسامه وقالت له/ الموضوع كبر فعلا عن أنه يتلخص في مجرد اعتذار .
مش عارفه اقولك ايه يا آسر بعد كل اللي قولته .
بس مهما اوصفلك مش هقدر اوصف احساسي وقت ما عرفت أو شفتك بالوضع…..
وضع اسر يده فوق فمها قائلا/ ارجوكي متكمليش انا مش مسامح نفسي ابدا علي لحظة جرحتك فيها ، بس عندي امل تديني فرصة تانية ، وحياة حبنا ، وحياة ابننا .
انا طالب منك تكوني اكرم مني وتسامحيني .
رأت جودي الدموع تترقرق في عيون آسر فعلمت أن الوضع جليل بالنسبة له وايقنت صدق كلماته ومشاعره فقالت محاولة إلمام مشاعرها المضطربة /اكيد مش هقدر انسي حبنا ولا بيتنا ولا انس اللي بينا .
وعلشان كده حبيت أبلغك قراري اني مش هرجعلك ولا انت هترجع لشقتك تاني الا لو طلبتني تاني من والدي ، وساعتها هفكر، وانت شوف بقي ممكن تعمل ايه علشان تخليني اوافق ارجعلك ولا لأ .
شفت الابتسامه ثغر آسر ممسكا بيدها مرة أخري وطبع قبلة حانيه بداخل كفها بعثر بها مشاعرها ثم نظر لها قائلا/ دانا اطلبك من والدك ومن انس ومن اللي رايح واللي جاي كمان ، بس انتي ترضي عني.
ابتسمت جودي وخجلت من كلماته ونظراته الوقحة فنظرت للاسفل .
……………………………………………..
في الشركة ظل احمد يزرع ارض مكتبه ذهابا وإيابا منتظر اتصال او رسالة من حمدي يبلغه فيها بما حدث ولكنه لم يتصل ، أخذ يتصل هو عليه مرارا وتكرارا ولكن دون اجابه فارتدي جاكته والتقط مفاتيحه وهاتفه وسجائره وانطلق لوكر ملذاته ينسي نفسه الوقت ويشغل باله بأمر اخر .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اختلاج روح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى