روايات

رواية إنذار بالحب الفصل العاشر 10 بقلم نور زيزو

رواية إنذار بالحب الفصل العاشر 10 بقلم نور زيزو

رواية إنذار بالحب الجزء العاشر

رواية إنذار بالحب البارت العاشر

إنذار بالحب
إنذار بالحب

رواية إنذار بالحب الحلقة العاشرة

♡♡ الأخيـــــــر ♡♡
سمعت “نور” عن القبض علي “نيللي” و “عامر” وألحاق التهمة بهما بجدارة من مهارة المحامي، جمعت أغراضها فى حقيبة سفر صغيرة وخرجت من الغرفة لترى “سميرة” تبكي بحزن على مغادرتها فقالت:-
-هتوحشينى يا نور والله
-أنتِ أكتر، أبقي تعالي زورينى
قالتها “نور” بحزن شديد على مفارقتها لهذه السيدة التى كانت أنيستها فى هذا المكان، غادرت مع “زين” وهى تبحث عنه بنظرها لكنه لم يخرج من غرفته ولم يراها للمرة الأخيرة، أخذها “زين” بسيارته إلى منزلها وأثناء قيادته رأى دموعها التى تكبحها بصعوبة بين جفنيها من مغادرتها وهو يعلم جيدًا أن الحُب زرع بذوره داخل قلوب هذا الثنائي لكنهما أختاروا الفراق والرحيل، تحملت كثيرًا كابحة وجعها من هذا الفراق وهى تدهس قلبها بقسوة ومشاعره فى قرارها بمغادرتها عنه بعد حصولها على الطلاق منه، وصلت للمنزل لترى “منه” أمامها فى أنتظارها وبمجرد رؤية صديقتها هرعت إليها باكية ولم تقوِ على السيطرة على وجعها أكثر من ذلك، ضمتها “منه” بإشفاق وحزن على حالة صديقتها، أخرج “زين” الحقيبة من السيارة ووقف يراقب هذا العناق الحزين وصوت بكاءها يعلو وشهقاتها تجعل جسدها ينتفض بين ذراعي “منه”، فتح باب المنزل بالمفتاح وأعطاها المفتاح بعد أن جففت دموعها وقال:-
-إحنا ركبنا باب جديد مصفح وكمان باب حديد وقفلنا كل الشبابيك والبلكونة بالحديد عشان الآمان يعنى، أنتِ عارفة غلاوتك يا دكتورة عندنا ولو أحتاجتي أى حاجة متتردديش لحظة فى الأتصال بيا على الأقل وهتلاقيني عندك
أومأت إليه بنعم وهى تمسح أنفها فى كم فستانها بحزن من بكاءها ليغادر “زين” وهو يشير لـ “منه” بأنه سيتصل بها فأومأت إليه بنعم، أغلقت الباب جيدًا وجلست مع “نور” التى جهشت فى البكاء بأنهيار وضعف فضمتها “منه” بحزن على حالها وقالت:-
-أنا اللى غلطانة يا منه، أنا اللى حبته رغم كل عيوبه وكراكيبه، أنا كنت عارفة حقيقته وعارفة هو مين وأتنيلت وحبيته، بس دا عشان حسيت أن ليا سند بعد بابا، حسيت أن فى حد ممكن يمسك أيدي ويطمني، هو اللى طمني وقالي متخافيش يا منه، أنا كنت محتاجة لسند وضهر أتسند عليه فى الدنيا دى ونسيت أن سندي الأول هو ربنا يمكن عشان كدة أنا أستاهل كل الوجع اللى جوايا، أنا أستاهل الأذي دا عشان مصونتش قلبي ومختارتش له اللى يستاهله ويصونه وينفع له ولا اللى يتقي ربنا فيه وفيا، أنا اسأت الأختيار وقلبي كان الثمن
ربتت “منه” على ظهرها بلطف مُشفقة عليها وقالت بحنان:-
-متستاهليش يا روحي، لكن هى قلوبنا كدة مالهاش سلطان وعمر الحب ما كان إختيار ولا كان بأيدينا، إحنا بنقع فى الحب مرة واحدة كدة بنلاقينا أتعلقنا وحبنا البني أدم دا من غير ما نحس ،مش بمزاجنا والله
ظلت تبكي وهى تضرب قلبها بقبضتها بقوة من الألم الذي تشعر به ويعتصر قلبها فتمتمت بحزن:-
-أنا كنت عايزة أشوفه مرة أخيرة يا منه، سُليمان قسى عليا
مسحت “منه” دموع صديقتها بلطف وساعدتها فى الهدوء والتوقف عن البكاء فدلفت “نور” إلى المرحاض تأخذ حمام دافئ وبدأت “منه” تصنع الطعام لهما فى المطبخ………
__________________________
مر أسبوع وهو لا يعلم كيف مر هذا الأسبوع عليه دون رؤيتها، يقتله الشوق ورغبته برؤيتها لكن كبريائه يغلبه أكثر وأكثر، قلبه يعتصره الألم والوجع، لم يكن مُدركًا أن طبيبته الصغيرة وفتاته المُدللة سكنته هكذا، جاء إليه “زين” بهدوء وجلس أمامه مُشفقًا على صديقه وقال:-
-سُليمان ، كنت عايزك فى موضوع
أطفى “سُليمان” السيجارة بلا مبالاة وقال:-
-قول
-الشباب ، فيهم أتنين بيحبوا
نظر “سُليمان” ببرود له وهو من صنع قانون لا للحب بمملكته وجماعته بنفس اللحظة هو ذاته من سقط فى الحُب هائمًا وقد فُتن قلبه بها، تابع “زين” بجدية:-
-وعشان أكون صريح معاك هم ثلاثة ، وعشان أكون صريح أكثر أنا الثالث يا سُليمان ، أنا بحب
-منه صح!!
قالها “سُليمان” بثقة رغم نبرته الباردة ويده تترك بالقلم على المكتب فأزدرد “زين” لعابه بهدوء وقال:-
-اه
تبسم “سُليمان” باسمة باردة:-
-كنت عارف أن الدكتورة سرقت قلبك ، بس يا تري عندها علاج ليك
شعر “زين” بأنه يتحدث عن نفسه وأن “نور” من سرقت قلبه وتركته مريضًا دون علاج لهذا الحُب، تنحنح بلطف وقال:-
-أنا علاجي أنى أتجوزها
ضحك “سُليمان” بسخرية ووقف من مكانه مُنهكًا ثم قال بهدوء:-
-اللى عايز تعمله أعمله يا زين أنا ماليش دعوة واللى عايز يتجوز منهم خليه يتجوز …..
خرج من المكان منهكًا ويائسًا كأنه شاخ رغم شعر رأسه الأسود، لكنه الآن أصبح كرجل عجوزًا على وشك الموت ومفارقة الحياة بمفارقة الحبيبة، فراق الحبيب مُميت، يُسلب الروح، يخطف الأنفاس، يفلق القلب، تبكي الجفون ويفقد العقل صوابه فكيف يفارقُ الخلّ الخليلا…؟
____________________________
ضحكت “منه” بسعادة مع “نور” يوم تخرجهما وكلا منهما لا تصدق أنها قد حصلت على حلمها ونجاحها وأخيرًا أصبحت طبيبة رسمية وتملك شهادة بهذا الحلم، جاء “مالك” بباقة ورود حمراء مُبتسمًا وقال:-
-مبروك يا نور
تبسمت “نور” بلطف إليه وقالت:-
-مبروك لك أنت كمان يا دكتور ، محدش يقولي يا نور أنا من النهاردة ميتقاليش غير يا دكتورة نور
ضحكوا ثلاثتهم معًا فقال “مالك” بعفوية وسعادة:-
-طبعًا دكتورة وأجمل دكتورة كمان
شعرت “نور” بحرج من كلماته وخصيصًا بعد أن جثو على ركبته أمامها وأخرج علبة صغيرة بها خاتم يتقدم لطلبها للزواج أمام الجميع وسط قاعة الأحتفال فتبسمت “منه” بسعادة على عكس “نور” التى أرتجف قلبها حزنًا والصدمة ألجمتها لكن قاطع صدمتها حديث “مالك” يقول:-
-أنا معجب بكِ يا نور وعايز أتجوزك
تنهدت بألم شديد فى قلبها ورغم مرور هذا الوقت وهذه السنوات لكن قلبها ما زال عالقًا هناك مع هذا الشيطان الذي سرق قلبها كما يسرق كل شيء كأنه مارس عمله عليها، جاء “زين” بهذه اللحظة حاملًا باقة ورود اللافندر لأجل “منه” ودُهش من هذا المشهد و”منه” أكثر الأشخاص متحمسة لهذا العرض الرومانسية وقالت بحماس:-
-وافقي يا نور، وافقي … وافقي
بدأت تصرخ بصوت عالي والجميع يرددون وراءها فتنحنحت “نور” بحرج وقالت بتلعثم :-
-مالك أنت حد كويس أوى وكل البنات تتمني واحد زيك بس أنا معنديش حاجة أديهالك ، لا قلبي ولا عقلي هعرف أديهملك ولو وافقت هبقي بظلمك وأنا مقدرش أظلم حد
وقف أمامها بحرج وتوقفت “منه” عن الحديث بضيق من تصرف صديقتها التى ما زالت تتشبث بهذا الرجل الذي لم يحاول مرة واحدة حتى فى رؤيتها أو التقرب إليها وتركت يد “زين” بضيق من صديقه الذي دمر قلب صديقتها، تحدث “مالك” بجدية وبسمته ما زالت لا تفارق شفتيه بأمل:-
-أظلمينى يا نور، أظلمينى بس أدينى فرصة أقرب لك وصدقينى هخليكي تحبني وتتقبلني…. هخليكي تحبني من حُبي ليكي
تبسمت “نور” بلطف وعفوية ثم قالت بحزن ظاهرة فى نبرتها:-
-أنا أسفة بس …… عن اذنك
أخذت شهادتها ورحلت من المكان فتذمرت “منه” على “زين” وألقت بالورود فى وجهها ليقول:-
-وذنب امي أنا أيه؟
تحدثت “منه” بضيق شديد قائلة:-
-مش صاحبك السبب فى كسرتها وحزنها
أخذ خطوة نحوها بدلال وقال ببسمة:-
-أديكي قولتي أهو صاحبي مش أنا، هتشيلني ذنبه أنا ليه بقى؟ إفتراء وظلم وخلاص
خرجت من القاعة عابسة وهو يسير خلفها ببسمة تنير وجهه على عبوسها الطفولي فقال:-
-يا بنت الناس أستني بس، أنا أول واحد نفسي أجيبه من قفاه وأجوزهاله تاني وربنا، أنتِ متعرفيش حياته عاملة أزاى وهو بيقاوح وبيعاند نفسه
ألتفت “منه” إليه بغيظ شديد من كلماته وأستدار إليه فقالت بعناد:-
-ولما هو بيعاني مختار البُعد ليه؟ ما يروح لها ولا هو مستني هى اللى تروح لحد عنده وبالمرة تشتري له الشبكة وتطلبه للجواز ….. رجالة أخر زمان
قهقه ضاحكًا بعفوية عليها وأخذ يدها فى قبضته يسيران معًا ثم قال:-
-سيبك من رجالة أخر زمان دى وخليكي فى الرجالة اللى هنا دى، هنتجوز امتى يا بت طلعتي عين اللى خلفوني
ضحكت “منه” عليه مُتناسية غضبها وقالت بلطف:-
-قولتلك مش عايزة أتجوز دلوقت
قوس شفتيه بحدة غاضبًا من رفضها لتقول بلطف مازحة معه:-
-خلاص متكشرش، أبقي تعال حدد مع بابا ميعاد الفرح
تبسم “زين” بحماس وقال:-
-بليل هكون عندكم وأقول يا عمي أنا تعبت من الخطوبة اللى طولت دى وعايز أتجوز
قهقهت ضاحكة معه على مزاحه، أوصلها إلى منزلها ثم عاد إلى المنزل ودلف إلى المطبخ، وجد “سميرة” تجهز الطعام فحمل طبقين معها وهو يحكي لها عن قرار زواجه من “منه”، رأى “سُليمان” ينزل من الأعلي ؛ لتناول الطعام فقال بخباثة:-
-ومش هتصدقي النهاردة فى حفل التخرج حصل أيه؟ عارفة مالك اللى حكيتلك عنه زميلهم فى الجميع …. طلب أيد نور للجواز
نظرت “سميرة” له بأندهاش ثم إلى “سُليمان” الذي جلس على المقعد بغضب يأكله من الداخل والغيرة تقتله الآن بعد أن علم أنها ستذهب إلى غيره فتنهدت “سميرة” بهدوء وقالت:-
-غير الموضوع يا زين، وأقعد كُل بقي
نظر إلى صديقه بخباثة وهو قد ألقى بوجهه رصاصته التى ستقتله من التفكير وربما تتمكن من تحريك هذا الوحش وتذيب الثلج الذي جمد قلبه………..
_____________________________
وصلت “نور” إلى منزلها بعد يوم طويل فى المستشفي، دلفت للمنزل بجسد مُنهك وألقت بجسدها على الأريكة وهى تنزع حذاءها وحجابها مهمومة بعد أن أخبرت “منه” أنها ستوافق على الزواج من “مالك” ربما يطيب قلبها وروحها المجروحة منه حتى شعرت بأحد خلفها فأنتفضت من مكانها بذعر وقبل أن تصرخ وضع يديه على فمها لتتسع عينيها على مصراعيها حين رأت وجه “سُليمان” هذا الوجه الذي أشتاقت لرؤيته لسنوات طويلة، تأمل عينيها وهو يحكم فمها بيده ورغم ذلك صرخت عينيها بهذا الشوق ،العتاب والحزن ممزوج بسعادتها، تجمعت دموعها فى عينيها من قسوته عليها فقال بلطف:-
-لو كنتِ مراتي دلوقت كنت خدتك فى حضني ومطلعتكيش منه لحظة واحدة
أبتعدت عنه بحزن وقالت بضيق:-
-أنت دخلت هنا أزاى؟
اعطاها المفتاح ثم قال:-
-وثقتي فيا لدرجة انك مفكرتيش تغير كالون الباب اللى أنا ركبته
-أطلع برا يا سُليمان، أنا جايلي ضيوف ولازم أجهز
قالتها بعناد من كبريائه حتى بعد أن جاء إليها لكنه ما زال متكبرًا، جذبها من يدها بقوة وقال بغضب مكبوح بعد أن سمع من “زين” أن اليوم سيأتي لها “مالك” لخطبته:
-تجهزي!! عايزة تتذوقي لحد غيري، دا أنا أدفنك حية قبل ما تعمليها
تذمرت من حديثه ودلفت إلى الغرفة بغيظ من بروده، خائفة من أرتباك قلبها أمامه ومر الوقت وهو لم يغادر فبدأت تبدل ملابسها وتستعد لاستقبال الضيوف أمامه غيظًا منه وفى حضوره، لفت حجابها ووقفت خلف الباب تستمع بأذنيها إذا كان بالخارج أم لا لكنها
صُدمت عندما رأته أمامها فصرخت “نور” بذعر من ظهوره فى غرفتها وتطلعت به بعد أن دفعها فى الحائط بالقوة ووضع مسدسه فى منتصف رأسها، أبتلعت لعابها بقلق منه لا تصدق أنه هنا أمامها، تمنت لو أختبئت من العالم بين ذراعيه، تمتمت بضعف وما زال قلبها عالقًا معه ولا يقبل الذهاب إلى غيره ولو مرور الكرام:-
-أيه اللى جابك هنا؟
تفحصها من الرأس لأخمص القدم كانت جميلة بفستانها الوردي وحجابها الذي يحيط رأسها، لم يري عروس بجمال فتاته الصغيرة، تحدثت بخفوت:-
-أنتِ هتتجوزيه؟
أبتلعت لعابها بقلق خوفًا منه فقالت بحزن وقلبها لا يقوى على تحمل فكرة زواجها من رجل غيره:-
-اه، هتجوزه يا سُليمان
أنزل مسدسه بضعف رغم أنه يتمنى قتلها للتو حتى لا تذهب إلى غيره فقال:-
-أنتِ مش هتتجوزي غيري يا نور، حتى لو حكم الأمر أنى أقتله وأنتِ عارفة أن القتل أسهل ما عليا
لم تتحمل كبريائة فلو نطق بكلمة حُب واحدة لركضت إليه لكن غروره يقتلها ويمزق قلبها أربًا ،ضربته بقوة فى صدره تبعده عنها بصراخ مُنفعلة:-
-عارفة أنك قاتل ومجرم ودا اللى واجعنى، دوننا عن كل الناس يوم لما حبيت، حبيت واحد ميعرفش غير القسوة وأزاى يقتل
تأملها فى صمت عن أى قسوة تتحدث وهو لم يكُن بهذا اللين إلا معها، طبيبته الخجولة ذات القلب الصغير، رغم أوجاعه من رحيلها وتركها ليده فى طريقه الموحش إلا أن قسوته لم تخلق لها، حدق بعينيها الجميلتين عن قرب ، شوقه لها يضرب أوتار قلبه وتشعل نيران ضلوعه لا يرغب سوى بضمها حتى تخمد نيران هذا الشوق، تحدث “سُليمان” بنبرة خافتة وهادئة خائفًا من رد فعلها:-
-سيبتنى يا نور، هونت عليكي
تنفست بصعوبة من قلبها الجريح، لم تكن سوى فتاة بريئة وقعت فى طريق زعيم عصابة وقاتل مأجور، تمنت الهرب لكن قلبها أوقعها فى شباكه .. هذا القلب البريء ترك كل رجال العالم وأحب أوحشها قسوة وخطر، تمتمت “نور” بحزن قائلة:-
-أنا معنديش حاجة أديهالك يا سُليمان، أنا حذرت أن طرقنا مختلفة، أنت من عالم وأنا من عالم تاني خالص مكانش لينا اللقى ولا حتى نمر على بعض مرور الكرام
اخد خطوة نحوها بخوف من فقدها نهائيًا، هتف بعيني حزيتنين ولهجة واهنة :-
-هتغير، والله يا نور عيني لأتغير عشانك، اديني فرصة بس وهثبتلك دا، أستنيني بس استنيني أصفي حساباتي وهجيلك لحد عندك
-محدش بيتغير، أنت بتكدب على نفسك يا سُليمان أنت عمرك ما هتتغير ولا هتعرف تصفي حياتك، أنت أعدائك فى كل مكان واللى بيكرهوك أكثر من اللى بيحبوك، أنت ماشي تعادي فى كل اللى تقابله
صرخت به بانفعال جنوني من هذا الرجل، فتحت باب الغرفة وخرجت منه فقال بهدوء:-
أنا بحبك يا نور، وحقك عليا أنى وحش كدة، حقك علي عيني يا نورعيني من جوا
ألتفت إليه بدهشة من هذه الكلمة التى سمعتها فقالت بعناد:-
-أمشي يا سُليمان
تنحنحت بحرج من كلماته وهو يتقدم نحوها بخطواته فعادت للخلف بتوتر منه حتى أرتطم ظهرها بالحائط فقالت بخجل:-
-سُليمان
حاصرها بيديه فى الحائط وقال بتهديد واضح:-
-إياك تنطقي أسمي مرة تانية أما متلومنيش على اللى هعمله
أبتلعت لعابها بأرتباك وتوردت وجنتيها خجلًا ثم قالت:-
-طيب أمشي
نظر فى عينيها بهدوء نظرة مليئة بالعشق الذى يحمله بداخله وسألها بنبرة هائمة :-
-أمشي؟
تنهدت بحيرة وخوف من الرد عليها ويرحل حقًا من جديد ودقات قلبها تقتلها الآن بهذه اللحظة لرؤيته فقالت:-
-أنت جاي ليه؟
-وحشتيني يا نور
قالها بجدية صارمة ورغم هذه الصارمة لكن هذه الكلمة سرقت ما تبقي من عقلها وهى لا تستوعب أنها تستمع لهذه الكلمة من هذا الوحش المتحجر، تابع حديثه بجدية:-
-أدينى فرصة يا نور، انا هتغير عشانك والله مش يمكن ربنا سترها معايا فى كل اللى عملته عشان أتغير بجد معاكي وليكي
تحدثت بجدية قائلة:-
-هتسيب كل حياتك الحرام وتنساها يا سُليمان
اومأ إليها بنعم ثم قال بلطف:-
-أنا فضيت العصابة كلها وبطلت أشتغل فى المشبوه
تحدثت “نور” بنبرة حزينة وعينيها ترمقه رغم سعادتها لما تسمعه وتنازله عن الكثير لأجلها:-
-بس مالك حرام وبيتك من مال حرام وعربيتك، الحرام لسه موجود معاك يا سُليمان
تركها وأبتعد عنها يسير نحو الأريكة وقال بأغتياظ شديد:-
-أنتِ عايزة أيه يا نور، أموت أحسن عشان يعجبك
سارت خلفه بضيق من كلمته وتحدثه بحماس وعفوية:-
-لا، عايزك تبدأ بالحلال ومفيش ذرة واحدة حرام كفاية الذنوب اللى شايلها اللى محتاج تكفر عنها الباقي من عمرك
صرخ بأختناق من حديثها قائلًا:-
-حرام أيه؟، كان فين الحلال لما الدنيا وقسوة الناس فرضوا عليا الحرام، عدل أيه اللى بتكلمي عنه يا نور، أنهى عدل لما طفلة مكملتش تسع سنين يغتصبوها قصاد عيني ويقتلوها بوحشية
أقتربت “نور” منه بعيون باكية على دموعه التى انهمرت من جفنيه مع حديثه عن أخته، رفعت ذراعيها إليه تجفف دموعه بلطف وبدأت تربت على ذراعه بدلال وتهمس فى أذنه قائلة:-
-أنا مش عايزة غيرك يا سُليمان، انا هفضل معاك وجنبك لحد ما نصلح اللى فات بس نبدأ صح، أرمي كل حاجة حرام وأقفل بابه نهائي وأرمي المفتاح فى البحر وربنا غفور رحيم وبيقبل التوبة
أبتعد عنها بأنكسار وحزن ثم أخذ وجهها بين راحتي يديه وقال:-
-خليكي معايا يا نور متسبنيش
اومأت إليه بنعم فتبسم بهدوء إليها ، أتصلت على “منه” تخبرها بأن هذا المقلب الذي أخترعته حتى يتحرك هذا الصنم فضحك “سُليمان” على غفلته ووقعه فى الفخ منها، أغلقت الهاتف ونظرت إليه فقال بحنان:-
-تطلع منك أنتِ يا ملاك ، ماشي ليكي يوم تعالى هأخدك معايا مشوار
تعجبت من طلبه، أخذها بحليها وجمالها إلى مكتب المأذون ليعقد قرآنه عليها وهذه المرة لم تجادله أو تطول فى تفكيرها، عاد معها إلى منزلها فأخذته إلى أحد الغرف وقالت:-
-دى هتبقي أوضتك موقتًا
سحبها من يدها بقوة لترتطم بصدره فطوقها بذراعيه بأحكام وقال بهمس:-
-هو أنا كتبت عليكي عشان تقوليلي أوضتك
تنحنحت بخجل منه وقُربه منها مُتحاشية النظر إليه وقالت:-
-أتلم يا سُليمان إحنا أتفقنا أنك تصلح حياتك الأول وبعدين …….
لم يقوِ قلبه على تحمل النظر إلى وجهها البريء وبسمتها التى تنير وجهها وتسرق قلبه وتسلبه عقله فقاطعها بسحبه إليها للداخل رغمًا عنها وأغلق باب الغرفة بذراعيه …..
____________________________
فى حديقة منزل “نور” المزينة بالورود البيضاء كان هناك بعض المعازيم والضيوف وأولهم أهل “منه” و”سميرة”، فتح باب المنزل ليخرج “زين” أولًا يتبأطأ يدها فى ذراعه وهى ترتدي فستان زفافها الأبيض اللؤلؤي وتلف حجابها وفوق رأسها طرحة فستانها اللؤلؤي مثله تمامًا، خرجوا أولًا ثم خرجت “نور” مع “سُليمان” وهو يمسك يدها متشابكين الأصابع وهى ترتدي فستان زفاف أبيض مصنوع الحرير يليق برقة هذه الفتاة التى تشبه حورية من الجنة، وتضع فوق حجابها تاج فضي وكأنها ملكة متوجة على عرش قلبه، بدأت الترحيبات من الجميع والأغاني تعلو والثنائيان يرقصان معًا تحت زغاريط النساء والسعادة تغمر الجميع…
وقفت سيارة فان سوداء أمام المنزل وبداخلها بعض الرجال المُلثمين وسائرهم يحملون الأسلحة المعبأة بالطلقات النارية القاتلة حتى إشار الرجل الذي يجلس بجوار السائق بأن يبدأوا وقال بنبرة حادة بتهديد:-
-أنا عايز رأس سُليمان الصياد………
النهــــــــــــايـــــــــــة …………….
تمت بحمد الله ” نور زيزو”

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إنذار بالحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى