روايات

رواية أيغفر العشق الفصل السادس 6 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الفصل السادس 6 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الجزء السادس

رواية أيغفر العشق البارت السادس

رواية أيغفر العشق الحلقة السادسة

نظر للفتاه التي دلفت للتو من بوابة الدخول تتألق بفستانها الأسود اللامع وشعرها الطليق الذي بعثت فيهِ نسمات الهواء.. ووجها الحسن المُزين بقليل من لمسات التجميل..
أعاد نظره لصديقه وهو يقول :
_ لو عجباك بجد روح اتعرف عليها يكش تتوب علي ايدها..
نظر لها صديقه بتقييم وهو يقول:
_هي بصراحه حلوه ومستبعدش أني أتوب علي ايدها فعلاً.. بس هي صاحبة رودينا؟ تعرفها يعني؟..
أعاد ” يامن” أنظاره لها قبل أن يقول بجهل :
_ لا مش عارف.. بس دي أول مره أشوفها.. يمكن تكون صاحبة رودينا أنا معرفش كل صحابتها..
_ طب ماتسأل رودينا عليها..

 

 

نظر له بسخط وقال:
_ وليه اللفه دي ماتروح تتعرف عليها..
نظر صديقه لها مره أخري قبل ان يقول :
_ يعني… شكلها جد شويه.. فقلقان تصد معايا..
_تصد ليه يابني هو أنت بتعاكسها! أنت عاوز تتعرف عليها مش أكتر..
_هي مين دي؟
قالها ” أحمد” وهو يأتي من خلفهم متسائلاً عما سمعه من حديث ” يامن “…
رد ” يامن” وهو يشير بنظره علي الفتاه التي وقفت بجانب ” لينا”! زوجة أحمد…
_ بنتكلم علي الي واقفه مع مراتك دي.. هي تعرفها منين؟
نظر ” أحمد” لما يشير إليه فرأي زوجته تقف مع ” تالا”!.. توترت ملامحه وهو يحاول أن يبدو ثابتًا وأجاب :
_ دي.. صاحبة لينا.. ليه؟
رد صديقهما الثالث قائلاً :
_ عاوز أتعرف عليها..
توترت ملامح ” أحمد” أكثر ووجد نفسه يقول :
_ لا دي مرتبطه.. وهتتخطب قريب..
رفع ” يامن ” حاجبه بدهشه :
_ بجد!.. ملكش نصيب فيها بقي دور علي غيرها..
قال الأخيره بضحكه خفيفه وهو يطالع صديقه..
انسحب ” أحمد” من بينهما بهدوء واتجه ل ” تالا” و ” لينا”…
_تالا..
التفت له وهتفت بابتسامه مُصطنعه:
_ ازيك يا أحمد.
أومئ برأسه بخفه وقال بجديه :
_ يامن شافك وسألني عليكِ..

 

 

اتسعت أعينها بصدمه وهي تبتلع ريقها بتوتر وقالت:
_ سألك عليا ليه؟ هو عرفني؟
هز رأسه برفض وهو يقول :
_ لأ.. واحد صاحبنا شافك وكان عاوز يتعرف عليكِ، فسئل يامن ويامن سألني لما شاف لينا معاكِ وقولتله أنك صاحبة لينا..
غامت عيناها بسحاب الحزن وهي تردد :
_ كان عندي أمل يعرفني..
ردت لينا بتبرير :
_ هيعرفك ازاي بس يا تالا.. بعدين كده أحسن عشان متحسيش أنك تحت ضغط.
هزت رأسها بلا معني وهي تسأل أحمد قائله :
_ هو فين أنا دورت عليه بعيني ومشفتوش!
_ علي شمالك واقف عند آخر طربيذه..
تسارعت دقات قلبها بتوتر.. لا تعلم أتنظر له!.. أستستطيع الصمود بعدها!.. تموت شوقًا لرؤيته ولكن بداخلها مشاعر كثيره متضاربه.. شعرت بيد ” لينا” توضع فوق كتفها وكأنها تدعمها…

 

 

نظرت لها بجانب عيناها بمغزي فوجدت ” لينا” تشجعها بأعينها.. وبالفعل التفت ببطئ شديد كي تراه… وقد حدث.. أنه هناك تمامًا كما وصف أحمد.. يقف بجانب شخص آخر يتحدثان سويًا.. يرتدي بذله رماديه فاخره أنيقه كعادته.. ومشط شعره كما كانت تحب دومًا.. ولحيته التي تعشقها مازالت كما هي جميله مُهذبه.. مشطت ملامحه بأعينها المتلهفه والتي امتلأت بفيض من الدموع وهي تطالع ملامحه المشتاقه إليها كاشتياق الظمأن للماء بعد الجفاف.. تساقطت دموعها دون شعور منها فوجدت لينا تحذرها قائله :
_ تالا.. تالا أنتِ بتعيطي الناس هتاخد بالها…
انتبهت لنفسها علي حديث صديقتها فمسحت دموعها بهدوء وأشاحت ببصرها عنه فأن بقت هكذا حتمًا لن تتحكم في نفسها أكثر…
تمسكت في يد صديقتها تستمد القوه للصمود..
بعد قليل كان يتجه لعروسه ليجلس بجوارها ليضع خاتم الخطبه في إصبعها وينهي الأمر…
جلس بجوارها وأعينها تتابعه بوجع فاق تحملها..
أمسك خاتم الخطبه في يده ووجه أنظاره له بصمت.. وفجأه وجد ذهنه يشرد بذكريات بعيده..
( فلاش)
كانت تسير بجواره وهي تتمسك بكف يده.. استنشقت الهواء بعمق وهي تقول :
_ الله ريحة جو الربيع حلو اوي.. في ريحة ورد كده تحفه…
ابتسم بحب وهو يقول :
_ الحقيقه أن الريحه جايه من جنبي مش من الجو..
تخضبت وجنتها بخجل وهي تقول بمرح كي تواري خجلها :
_ بكاش… يعني أنا ريحتي تشبه ريحة الورد!
هز رأسه بنفي وهو يقول بابتسامه:

 

 

_ الورد الي ريحته تشبهلك…
رفعت حاجبيها بذهول وهي تقول بابتسامه:
_ مبتفشلش تبهرني دايمًا.. وايه كمان؟ قولي كلام كتير حلو يا يامن لأن الساعه عدت ١٢ وعندي جفاف عاطفي ناو..
ضحك بخفوت يقول:
_ وده ملفتش نظرك أن المفروض نروح مثلاً! الوقت اتأخر وبنلف من بدري..
نفت برأسها تقول:
_لأ، زهقااانه ومش عاوزه أروح، بعدين أنا مبحسش بالوقت وأنا معاك..
توقف فجأه وهو يبتسم بحب :
_ وأنا بحبك.
وكانت أول مره يقولها لها.. أول مره تنطقها لسانه صراحةً وكانت مفاجأه وما أجمل المفاجأت حين تكون هكذا…
( باك)…
استفاق من شروده علي يد ” أحمد” وهو يهزه بحرج من صمته والأنظار قد التفت حوله…
_ يامن روحت فين؟
نظر له بأعين تائهه وكأنه للتو استفاق من دومته وانتبه لما يفعله.. نظر للخاتم بين يده ولرودينا التي تنظر له بقلق.. أحقًا سيرتبط بها! هو لا يستطيع نسيانها ولن يفعل… نظر لأحمد مره أخري بنظره ذات مغزي فانحني له صديقه ليقترب منه ” يامن” ويهمس له في أذنه بخفوت :
_ مش هقدر…
كانت جمله واضحه لما يريد فعله… لا يريد إكمال الخطبه!.. نظر له صديقه بصدمه فوجد نظرات الآخر جامده ، جاده.. ابتلع أحمد ريقه بتوتر وهو ينظر لمن حولهما ومن ثم نظر لزوجته الواقفه بجانبه وأعاد نظره ليامن ومال عليه هامسًا له:
_ لبسها ووقع الخاتم..
ثلاث كلمات مقتضبه فهم يامن معناها فنظر لرودينا وهو يقول بابتسامه مصطنعه :
_ سوري يا رودينا بس كنت موصي أحمد علي هديه ليكِ بس شكله نسي..
تنهدت براحه وهي تؤمئ له بإيجاب قائله:
_ مش مهم يا يامن..
وفي وسط حديثهما مال أحمد علي زوجته يهمس لها :
_ اقعي..
نظرت له مضيقه بين حاجبيها ببلاهه فأعاد حديثه :
_ اقعي..

 

 

قالها بتحذير شديد وهو يبرق بعيناه… ففهمت أنها يجب أن تسقط! فلتفعل…
وفي نفس اللحظه أوقع ” يامن” الخاتم قاصدًا لينحني لجلبه فيكسب بعض الثواني التي كانت كفيله لكي
تقع فيها ” لينا”..
ساد الهرج في الأرجاء وانتفض يامن متجهًا لصديقه الذي برع في تمثيل الخوف علي زوجته التي ترفض أن تفيق..
وعلي بُعد كانت تتابع المشهد من بدايته.. من وجع لرؤيتها مشهد كهذا ل استغراب لسكون يامن.. لفضول لمعرفة ما يقوله لأحمد ثم ما قاله لرودينا.. لزعر حين رأت لينا تتهاوي بين أيدي زوجها…
_________(ناهد خالد) _______
أنتابها القلق حوله فاليوم لم تراه أبدًا… تُري أمل من استرضائها بهذه السرعه!؟.. قررت أن لا تشغل بالها بهِ.. وبالطبع هذا ما أقنعت نفسها بهِ… وقفت في شرفتها تستنشق بعض الهواء ولكن حانت منها التفاته لشرفة شقته المجاوره فوجدت الشقه تبدو معتمه… تُري أليس بالداخل؟.. نهرت نفسها علي تفكيرها الزائد بهِ ووقفت مغمضه العينين لتستمتع بمداعبة الهواء لخصلات شعرها..
استمعت لصفير يأتي من الأسفل.. فتحت عيناها باستغراب ونظرت لأسفل الشرفه فاتسعت عيناها حين وجدت ” غيث” يقف مرتدي بذله سوداء وقميص مماثل ويبدو في أبهي صورهِ، ويمسك بيده عدة بلانين حمراء اللون ومكتوب عليها باللون الأسود.. قطبت ما بين حاجبيها بدهشه واستغراب.. استمعت له يشير لها بيده بمعني الهاتف… اتجهت للداخل فوجدت هاتفها يرن بأسمه.. أجابت علي المكالمه لتستمع لصوته الهادئ يقول :
_ اطلعي البلكونه…
خرجت للشرفه كما طلب فوجدته ينظر لها وقال :
_ هرفعلك بلونه بلونه حاولي تمسكيها واقرأي الي عليها..
كانت البلانين من الهيليوم سهلة الصعود وكما أنهما يسكنا في الطابق الثاني فالموضوع أسهل…
أمسكت أول بالونه بعد أن ترك سرحها ل ترتفع لها، نظرت لما كُتب عليها :
” my first & last love.”
“حبي الأول والأخير”
رفع الثانيه فأمسكتها لتجد قد دُون عليها :
” please, forgive me”
” أرجوكِ، سامحيني”
والثالثه كُتب عليها بالعربيه :

 

 

” يشهد الله أني لم أبتعد راغبًا، ولم يكن البعد هينًا، فكان أشبه بنار تكوي قلبي، وكم تمنيت أن يجمعني الله بكِ ودعوته كثيرًا فقد كنتِ دعوه ثابته في صلاتي وها قد.. استجاب”..
أدمعت عيناها وهي تقرأ كلماته المنبعثه من قلبه..
أمسكت الرابعه فوجدت عليها :
” سأكون أسعد رجل في الكوكب إن مننتي عليا بمسامحتك والعوده لسابق عهدنا “…
نظرت له بالأسفل ودمعه تسللت لتسيل علي وجنتها فوجدته يرفع لها بالبالونه الأخيره ودُون عليها :
_” habby birthday my sweety ”
” عيد ميلاد سعيد حبيبتي ”
وفي نفس اللحظه التي كانت تقرأها فيها كان يقول لها عبر الهاتف :
_ كل سنه وأنتِ منوره حياتي يا ملك..
تساقطت دموعها بسعاده ولم تجيبه مازالت مذهوله من تذكره ليوم ميلادها الذي نسيته هي! .. فاستمعت له يُكمل برجاء :
_ ممكن النهارده بس تنسي كل حاجه وتنزلي نسهر سوا.. عاوز يوم ميلادك يبقي ذكري حلوه دايمًا.. لأن مفيش يوم أحلي منه..
صمتت لثواني تفكر، وجدتها منتهي السخافه إن رفضت بعد ما يفعله هذا، خاصًة وهي بالفعل قد سامحته، هتفت له بخفوت قبل أن تغلق المكالمه :
_ ربع ساعه وأنزل..
أما بالأسفل فقد تنفس براحه بعدما سمع جملتها الأخيره… ربع ساعه فقط! أنه باستعداد أن ينتظرها ربع قرن بأكمله…
____________(ناهد خالد) ________
_ يعني كان ده وقته يغم عليها!
قالتها رودينا بحنق شديد وهي تتحدث مع علياء في حين تقف في المستشفي مُجبره تنتظر أن يطمئنوا علي لينا..
_ عشان تعرفي أنها خطوبه نحس يكش نتعظ..
أردفت بها علياء بسخريه وتهكم وهي تطالع صديقتها..

 

 

حدجتها رودينا بضيق وفضلت الصمت…
وقفت تالا أمام باب غرفة الفحص بقلق واضح في حين يجوارها أحمد يقف ببرود فهو من أخترع هذه الأكذوبه كي ينجي صديقه من تلك الخطبه، ويامن يقف علي بعد قريب منهما يطالع تالا بتخبط.. لمَ يشعر أنه يعرفها!، حين اقتربت منهما بعدما وقعت لينا، شعر حينها بدقات قلبه تتسارع بشكل غريب.. غريب للموقف وللقرب من هذه الفتاه التي يراها للمره الأولي، في حين ليست غريبه عليهِ فهي هذه الدقات التي كانت تتسارع وهو يشعر بحبيبته المخادعه بالقرب منه، كان يشعر بها من قبل أن تصدر أي صوت يدل علي وجودها وربما قبل أن تدلف للمكان المتواجد بهِ.. الأمر غريب حقًا ولا يعرف ماذا أصابه..
خرج الطبيب من الغرفه وهو يقول:
_ فين جوزها!؟
نظر له أحمد باستغراب فقد توقع أن يقول أنها بخير وليس لديها شئ وانتهي الأمر :
_ أنا يادكتور..
ابتسم له الطبيب وهو يقول :
_ مبروك المدام حامل..
اتسعت أعين أحمد ويامن بشده وصدمه بالغه.. قبل أن يهتف أحمد بعدم استيعاب :
_ مين الي حامل؟
رد الطبيب مبتسمًا :
_ مراتك.. بس واضح أنها لسه في الشهر الأول من خلال اسئلتي ليها.. ودكتور النسا هيفيدكوا اكتر.
ردد أحمد بتخبط :
_ احنا… احنا بقالنا ٤ سنين متجوزين ومحصلش حمل والدكاتره قالوا الموضوع محتاج وقت….
_ واهو الوقت خلص، وربنا أراد، مبروك..
ابتسم بسعاده بالغه وهو يردد :
_الله يبارك فيك… لينا حامل يا يامن..
قالها وهو ينظر لصديقه بسعاده اقترب يامن منه واحتضنه بسعاده مماثله من أجل صديقه وهو يقول :
_ ألف مبروك يا غالي.. ييجي بالسلامه..
_ يارب ..
قالها أحمد وهو يبادله الاحتضان..

 

 

كانت تالا في غاية السعاده فهي تعلم كم عانت صديقتها منذُ اخبرها الأطباء أن حملها سيأخذ بعض الوقت وربما الكثير… هتفت بصوت خافت سعيد :
_ مبروك يا ميدو..
ابتعد عن يامن وهو ينظر لها بسعاده :
_ الله يبارك فيكِ يا وش السعد مجتيش من زمان ليه أنتِ!
نظرت له بتحذير فشعر بما يقوله فقال :
_ طيب… انا هدخل للينا..
اقتربت رودينا من يامن لتقف بجواره هامسه له بشئ لم تسمعه تالا التي حزنت ملامحها وهي ترجع للخلف مبتعده عنهما…
_ يامن.. بابي بعت السواق تحت هنزل أنا وعلياء عشان نمشي..
رد بهدوء :
_ ماشي يا رودينا روحوا انتوا..
نظرت له بتساؤل تقول بضيق :
_ طب هنعمل اي في الخطوبه الي باظت دي..
نظر لها لثواني بتقييم ومن ثم هتف بهدوء :
_بعدين يا رودينا… نتكلم بعدين..
لوت شفتيها بضيق ومن ثم اتجهت لعلياء ليذهبا…
أما هو فأخذه الفضول تجاه تلك التي اتخذت موضعًا بعيدًا عنه… يعلم أنها تريد ترك فرصه لأحمد أن يختلي بزوجته قليلاً لذا لم تحاول الدخول..
اقترب منها بهدوء حتي وقف أمامها علي بُعد مناسب.. رفعت نظرها له وتسارعت دقات قلبها وهو بهذا القرب منها..
هتف بهدوء :

 

 

_ أنتِ صاحبة لينا؟
تشوش بصرها اثر الدموع التي تراكمت في مقلتيها.. أنه أمامها يراها ويتحدث لها وتشعر بأنفاسه قريبه منها..
جعد حاجبيهِ باستغراب للدموع التي احتلت عيناها فجأه فهتف بتساؤل :
_ أنتِ بتعيطي ليه؟
انتبهت لنفسها فخفضت بصرها وهي تجيبه بصوت متحشرج:
_ لأ أبدًا.. بس فرحانه للينا وكنت خايفه عليها.. أنا صاحبتها آه..
أومئ بهدوء وهو يقول :
_ أنا يامن صاحب أحمد..
هزت رأسها والتزمت الصمت لتجده مازال أمامها يطالعها باستغراب.. فمن الطبيعي أن تعرف نفسها توًا..
توترت حين قال :
_ متعرفتش بيكِ!
هزت رأسها بتوتر وهي تنظر له ببهتان فلم تضع حسبانًا لهذه المواجهه الآن..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أيغفر العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى