روايات

رواية أيغفر العشق الفصل السابع 7 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الفصل السابع 7 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الجزء السابع

رواية أيغفر العشق البارت السابع

رواية أيغفر العشق الحلقة السابعة

– الف مبروك يا حبيبتي .
قالها ” أحمد ” بابتسامه سعيده وهو يقبل جيبنها , ابتسمت بدموع لامعه في أعينها وهي تقول :
– الله يبارك فيك يا حبيبي , أنا مبسوطه أوي حاسه أني بحلم .
– لا مبتحلميش الحمد لله ربنا كرمنا .
تحدثوا معًا لثواني قبل أن تدير لينا بأعينها في الغرفه وهي تتسائل :
– اومال تالا فين ؟
شهق أحمد بصدمه وهو يقول :
– ياخبر أنا سبيتها بره مع يامن هطلع الحقهم.
_____( ناهد خالد )____

 

 

هذه فرصتها وإن لم تستغلها ستكون حمقاء , ليس هناك فرصه أنسب من هذه , رُبما هذا يغير كل ترتيباتها ويفسد خططها التي وضعتها قبل أن تأتي لهنا , ولكن أليس ترتيبات الله أفضل ! , الخطبه لم تكتمل , والمواجهه قد أتت مبكرًا في أنسب وقت فأن انتظرت رُبما يكمل خطبته وتتعقد الأمور أكثر …
ابتلعت ريقها بتوتر شديد وهي تنظر له برعب يتمكن منها فهي لا تضمن ردة فعله , تعلم أنها ستكون سيئه ولكن لأي درجه لا تعلم …
هتفت بصوت مرتجف :
– يامن … أنا … أنا ..
ما إن هتفت بأسمه بنبرة صوتها العاديه حتي تجمدت ملامحه بصدمه , وكأنه أصبح تمثال منحوت ! تفنن صانعه في إظهار الصدمه علي وجهه وليست الصدمه فقط بل يصاحبها عدم استيعاب , ذهول , صوتها لا يخفق في معرفته أبدًا , نبرة صوتها التي يحفظها بقلبه وجوارحه قبل أذنه , تحركت شفتيهِ تهمس بخفوت :
– تالا !
التقطت أذنها همسه فعلمت أنه عرفها , حينما تحدثت معه قبل قليل خرج صوتها متحشرجًا فغير هذا من نبرة صوتها وللحق كانت مقصوده , خشت أن يعرفها من صوتها ولم تكن قد قررت أن تكون المواجهه بينهما الآن , وهذا هو ما حدث فهو بالفعل قد عرف صوتها قبل أن تكشف هويتها .
عضت شفتيها بتوتر كبير وهي تنظر لملامحه التي تتغير تدريجيًا لغضب سيعصف بها , التمعت عيناها بالدموع وهي تحاول التحدث أكثر من مره ولكنها تشعر وكأن لسانها قد عُقد .
خرج أحمد من الغرفه فوجدهما يقفان أمام بعضهما وملامحهما غير مبشره بالمره , ابتلع ريقه بتوتر وعقله يستنتج أن المواجهه تحدث الآن وأنه قد عرف هويتها وهذا يعني أن الحرب علي وشك الإندلاع .
اقترب منهما حتي أصبح بينهما فهتف بقلق :
– يامن ..دي ..ا..
قاطعه يامن وهو ينظر له نظره حارقه أخرصته تمامًا , فهو قد استفاق من صدمته أخيرًا واستفاق من تفحص ملامحها التي لم يراها يومًا ورسم لها صور كثيره في عقله الباطن ولكن جميعها لم تكن هي , لم يتخيلها بالشكل الصحيح فهي أجمل مما تخيل , وأجمل من الصور التي رسمها في خياله , نظر لها مره أخري والغضب يسيطير علي ملامحه بأكملها وقال بفحيح مُرعب :
– امشي من وشي .
اهتزت ملامحها وتعالت أنفاسها وهي تقول بخوف ورجاء:
– يام…

 

 

– متنطقيش اسمي علي لسانك .
صرخ بها بغضب جامح وأعينه تتسع بتحذير مُرعب , حاول أحمد تدارك الأمر فقال وهو يحاول أن يهدأه :
– يامن اهدي واسم….
نظر له بغضب وهو يدفع يده التي امتدت لجذبه بعيدًا عنها , رفع سبابته مشيرًا إليه بتحذير :
– ابعد عن الموضوع ده متخلنيش اخسرك , وحسابنا بعدين .
هتفت تالا برجاء :
– طب اسمعني أن…
اقترب منها بخطوه واحده واسعه فأصبح أمامها تمامًا ومسك ذراعها بيده بقوه تكاد تكسره وهو يقول بأعين حمراء من الغضب :
– ورحمة أخويا الي ما كان عندي أغلي منه لو ماختفتيش من وشي وبعدتي عن طريقي خالص لهتندمي علي الي هعمله فيكِ , أنا مش طايق أشوف وشك وماسك نفسي عنك بالعافيه فبالذوق غوري من طريقي , أنا عارف أن وقوفك هنا عشان صاحبتك مش عشاني , بس وجودك في الخطوبه وظهورك في الوقت ده تحديدًا بيدل علي أنك بتخططي لحاجه , فانسي كل الهبل الي في دماغك عشان متزعليش مني .
أنهي حديثه وهو يدفع ذراعها من بين يده ويبتعد بخطي واسعه عنيفه تكاد تدك الأرض من أسفلها , نظرت بعيناها المغشاه بالدموع لظهره وهو ينصرف , تساقطت دموعها بوهن وهي تمسك ذراعها بوجع , رغم آلمها إلا أن قلبها كان يخفق بشده وهو بهذا القرب منها ويده تلمس ذراعها , أليس هذا بجنون أن لاتهتم لآلمها وتفكر فقط في قربه!..
اقترب منها أحمد وهو يقول بمواساه:
_ معلش يا تالا اعذريه.. هو كمان اتفاجئ بوجودك واحنا عارفين انه مش هيتقبلك بسهوله.. ولا ايه؟
أومأت برأسها بصمت وهي تمسح دموعها الملطخه لوجنتها وقالت بخفوت :
_ هروح بس الحمام اغسل وشي وادخل للينا..
تركته قبل أن يجيبها وذهبت وهو ينظر لها بشفقه يعلم أنها ستعاني مع صديقه..
_________(ناهد خالد) ______
_ عجبك العشا؟
تسائل بها ” غيث” بابتسامه هادئه وهو ينظر ل ” ملك” التي تأكل بهدوء أمامه… وضعت الملعقه ونظرت له بجديه وهي تقول :
_ هو الأكل حلو.. بس بصراحه مش عارفه أكل..
قطب جابينه باستغراب وقال:
_ ليه؟

 

 

رفعت حاجبها الأيسر بتهكم وهي تقول :
_ يمكن عشان مش عارفه أخد راحتي وأنت من وقت ما قعدنا عينك عليا… حاسه أني متراقبه ونظراتك ليا موتراني مبعرفش أكل وأنا حاسه أن حد باصصلي..!
حمحم بحرج وهو يبتسم باقتضاب قائلاً :
_ خلاص كُلي وأنا هبص بعيد…
صمت قليلاً ثم أردف بابتسامه محبه :
_ رغم أني يحقلي افضل باصصلك للصبح مش وأنت ِ بتاكلي بس.. ملامحك وحشاني.. والمحب ميولامش علي اشتياقه!.
تخضبت وجنتيها بحمرة الخجل وهي تستمع لحديثه وتري نظراته التي تكاد تخترقها..
رأي خجلها فأراد أن لا يحرجها أكثر فهتف :
_ طيب يلا كملي أكلك عشان أوريك ِ هديتك..
اتسعت عيناها بذهول وهي تقول :
_ هو لسه في هديه!؟
رفع حاجبه بجديه قائلاً :
_ طبعًا لسه فيه، وفيه حاجه تانيه بس بكره مش النهارده..
أنتهت سريعًا من طعامها كي تري هديته.. وضعت السكين والشوكه من يدها وهي تقول بحماس :
_ يلا وريني هديتي.
ابتسم لها بحنان فهي تبدو كطفله صغيره تتحمس لرؤية هديتها بأعينها اللامعه بشغف وملامحها المنتظره بفضول وشفتيها التي تعلن عن ابتسامه صغيره هادئه..
رفع من جانبه صندوق كبير نسبيًا ووضعه فوق الطربيذه بعد أن رفع العامل الأطباق.. نظر لها بهدوء وهو يقول :
_ افتحي يلا..
ابتسمت بحماس وهي ترفع غطاء الصندوق لتتسع عيناها بصدمه وهي تنظر لما بداخله…
______(ناهد خالد) ______
أغلقت باب المرحاض خلفها بعد أن تأكدت أنه خالي من البشر.. وقفت أمام المرآه التي تعلو الحوض وهي تنظر لذاتها في المرآه… تنظر لملامحها بشرود.. هي لا تركز في ما تراه في المرآه هي تركز في شئ آخر… ذكري من الماضي..
(فلاش)

 

 

كانت تجلس في مكتبها بمستشفي من أكبر مستشفيات القاهره في الطب النفسي.. دلف لها الممرض وهو يقول :
_ دكتوره تالا.. دكتور وجيه عاوز حضرتك في مكتبه..
أومأت بهدوء وهي تقف تلتقط معطفها الطبي :
_ تمام..
اتجهت لمكتب ” وجيه السمنودي” صاحب المستشفى ورئيس مجلس الإداره.، والأهم أنه أشهر طبيب نفسي بالبلاد بل وعمل فتره في الدول العربيه المجاوره وذاع صيته هناك…
_ مساء الخير يادكتور..
رد بهدوء :
_ مساء النور تعالي يا تالا..
جلست أمامه وهي تنتظر حديثه ولم يطيل حين قال :
_ تعرفي مصطفي الشعراوي؟
جعدت حاجبيها بتذكر وهي تقول :
_ مش ده صاحب شركة travel للسياحه..
أومأ بهدوء وقال :
_ بالضبط هو، جالي من سنه كده عشان اعالج ابنه ،
” يامن الشعرواي” شاب صغير لسه دلوقتي عنده حوالي ٢٧ سنه، عنده اكتئاب حاد.. ، دخل في حاله نفسيه صعبه بعد حادثه حصلتله وهو عنده ٢٥ سنه من سنتين ونص تحديدًا فقد فيها أخوه التوأم.. ولأنه كان هو الي سايق حمل نفسه المسؤليه كامله، بالأضافه أن أخوه ده كان أقرب حد له وأغلي حد عنده.. فالموضوع كان أصعب من أنه يتحمله.. فضل سنه حابس نفسه ورافض اي تواصل مع العالم الخارجي ولا حتي مع والده ووالدته، وبعدها خرج لشغله وحياته بس زي الآله ودايمًا عصبي و حاله متغير تمامًا.. وفي الأهم من كل ده..
نظرت له بفضول وقالت :
_ هو ايه؟
” باك”..
انتفضت من ذكرياتها علي صوت هاتفها.. أخرجته فوجدتها لينا..

 

 

ردت بهدوء :
_ايوه يالينا.
اتاها صوتها القلق :
_ أنتِ فين يا تالا؟
تنهدت بهدوء وقالت :
_ أنا جايه اهو..
أغلقت معها وهي تعيد نظرها للمرآه وهتفت بمراره :
_ يارتني ما قبلت حالتك ولا قبلت أعالجك.. يارتني رفضت و قتها.
________( ناهد خالد) ______
_ يامن.
هتف بها ” مصطفي” والده حين دلف للفيلا..
توقف يتنهد بعمق ليهدأ قليلاً ثم التف له وقال :
_ نعم يا بابا؟
وقف مصطفي أمامه وقال :
_ ايه الي حصل في الخطوبه ده؟
رد بملل :
_ حضرتك شوفت لينا مرات أحمد وقعت وروحنا بيها علي المستشفي..
قامت والدته وتدعي ” نسمه” وهي تسأله بهدوء :
_ هي كويسه يا حبيبي؟
نظر لها وهو يجيبها بهدوء :
_ آه الحمد لله كويسه، طلعت حامل..
ابتسمت والدته بسعاده وقالت :
_ بجد!، الحمد لله ان ربنا كرمهم ييجي بالسلامه إن شاء الله..
غمغم بهدوء :
_ إن شاء الله.
تسائل مصطفي بهدوء:
_ وهتعمل ايه في الخطوبه؟

 

 

ذم شفتيهِ بضيق قبل أن يتنهد بعمق استعدادًا لما سيقوله :
_ بابا، بصراحه أنا حاسس إني اتسرعت وهظلم رودينا معايا، أنا عارف أنها بتحبني عشان كده شوفتها أنسب واحده ليا، قلت بحبها ليا هتخليني أحبها وتنسيني ت.. الي قبلها، بس اكتشفت إني غلطان، أنا للأسف معنديش استعداد اديها فرصه حتي تقرب مني.
تغيرت ملامح وجه أبيه بغضب وهو يهدر بهِ :
_ أنت بتقول ايه! أنت جاي تكتشف ده بعد ما تقدمت لها وحددتوا الخطوبه وكل حاجه اتفقتوا عليها!، هتروح تقول لأبوها ايه معلش ياعمي مش عاوز بنتك!، هتقوله أنا عيل ورجعت في كلامي!؟
نظر لوالده ثواني دون أن ينطق بحرف، وكأنه يخترقه بنظراته قبل أن يقول بسخريه مُبطنه :
_ وياتري هيفضل ده كلامك لو قولتلك أن تالا رجعت..
____________(ناهد خالد) ________
اتسعت ابتسامتها أكثر وأكثر وهي تجلب تلك الدميه من الصندوق، دُميه جميله ترتدي فستان وردي اللون وذو شعر أسود علي هيئة ضفائر، ابتسمت بسعاده وهي تهتف :
_ الله أنا بحب العرايس اوي..
ابتسم بحب وهو يقول :
_ عارف، عشان كده جبتهالك، عمومًا البوكس ( الصندوق) ده في كل الي بتحبيه.
نظرت له بحماس وهي تمد يدها في الصندوق مره أخري فوجدت صندوق صغير بداخله فتحته لتجده مليئ بجميع أنواع الشيكولاته التي تحبها، وضعته جانبًا بأعين لامعه لتتفحص باقي محتويات الصندوق والتي كانت عباره عن ( زجاجه عطر من ماركتها المفضله، و سلسال من الذهب الأبيض الذي تفضله رقيق تتدلي منه فراشه صغيره، وخاتم مماثل للسلسال، والبوم جميل من الخشب جمع بهِ جميع صورها التي كانت معه)..
انتهت من محتويات الصندوق لتنظر له بأعين دامعه بامتنان شديد وهي تقول :
_ كل ده عشاني!
ابتسم بصدق وهو يقول بأعين تجمعت بها مشاعره :
_ كل ده ميجيش ربع الي تستاهليه، لو كنا متجوزين اعتقد الوضع كان هيبقي مختلف..
قطبت حاجبيها باستفهام فأكمل :
_ في حاجات لو جبتهالك دلوقتي مش هتقبلي تاخديها لكن وأنتِ مراتي هتقبلي.. زي سفريه حلوه ل إيطاليا أو باريس أو حتي المالديف.. زي فيلا أحلي تكون بأسمك وتشطبيها علي ذوقك.. حاجات كتير.. بس بصراحه أنا متقيد وأنا بجبلك الهدايا دي.. فحاولت اجمع الحاجات الي بتحبيها.

 

 

سالت دموعها وهي تقول :
_ للدرجادي بتحبني!
رفع حاجبيهِ باستنكار وهو يقول :
_ رغم سؤالك الغريب، والمفروض أنك عارفه حبي ليكِ بس هقولك الخلاصه.. الحب الي يستمر ٤ سنين والطرف التاني غايب ومش موجود وكان الأمل منعدم أنه يرجع في يوم، ومع ذلك الحب مقلش ولا لحظه يبقي حب حقيقي وقوي وميتقاسش بدرجات .. أنا حبيتك يا ملك وأنتِ مش قدام عيني، حبيتك وأنتِ غايبه وراعيتك في غيابك وعيني مبصتش لغيرك ولا قلبي مال لغيرك..
كانت دموعها تتساقط وهي تستمع له وتري الصدق في عيناه.. وصرخ قلبها بها أن تكف عن تعذيبه أكثر من هذا، فلا داعي لفقدان العديد من السنوات يكفي ما فقدوه..
امتد كف يده ليتمسك بكفها وهو يقول :
_ ممكن تبطلي عياط..

 

 

همست له وهي تمسح دموعها :
_ غيث..
همهم بنبره دافئه :
_ نعم؟
نظرت لعيناه بعمق وقالت بابتسامه ساحره :
_ أنا مسامحاك…كفايه الي ضاع منا.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أيغفر العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى