روايات

رواية أيغفر العشق الفصل الثامن 8 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الفصل الثامن 8 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الجزء الثامن

رواية أيغفر العشق البارت الثامن

رواية أيغفر العشق الحلقة الثامنة

_ قولتي ايه؟
قالها بأعين متسعه بعدم تصديق لما سمعه، أحقًا فتحت له الدنيا ذراعيها أخيرًا، أسيرتاح بعد شقاء السنوات السابقه والتي ربما بلغت الست سنوات منذُ عرف أهله بها وبدأت المعاناه، معاناه تحولت لعذاب في سنوات غيابها عنه، هل انتهي كل هذا وستبدأ تتلون دنيته باللون الوردي المُحبب!
ابتسمت علي ملامح وجهه المذهوله وقالت ببطئ كي يستوعب كلماتها :
_ بقلك.. أنا.. مسامحاك.. ياغيث.
انتفض من جلسته واتجه ل مقعدها وهو يمسك ذراعيها ليجعلها تقف أمامه وأخذ يسألها بلهفه وأعين تكاد تبكي من السعاده :
_ أنتِ سامحتيني.. يعني خلاص مفيش بُعد تاني!.. يعني هنتجوز و…

 

 

ضحكت بأعين دامعه لسعادته وقالت :
_ غيث.. غيث اهدي الناس بتبص علينا .. ايوه سامحتك ومفيش بُعد تاني ان شاء الله.
كاد يحتضنها بدون وعي منه فسعادته جعلت عقله غائب في السعاده فقط.. وضعت يدها علي صدره بأعين متسعه بتفاجئ وهي تدفعه للخلف وقالت بحده :
_ ايه ده رايح فين!؟
استفاق لما كان سيفعله فرفع كفه يملس علي مؤخرة رأسه بحرج وهو يقول بابتسامه مرتبكه :
_ آسف.. مش قصدي..
عاد للجلوس علي كرسيهِ وأعينه تنضح بالسعاده وابتسامه جميله تزين ثغره وسألها بلهفه :
_ ها هنتجوز امتي؟
رفعت حاجبها باستنكار قائله:
_نتجوز! علي طول كده! هو مش المفروض تتقدملي الأول.
أومئ برأسه سريعًا وقال :
_ آه، أكيد ، تحبي أجيلك امتي؟
ضيقت عيناها وهي تسأله :
_ هتيجي لوحدك؟
قطب حاجبيهِ باستفهام وهو يقول :
_ يعني ايه؟ اومال هجيب مين؟
أخذت نفس عميق ببطئ قبل أن تزفره بمهل وتقول :
_ هتجيب عمامك معاك.. ولا ماستهلش تجيب عيلتك كلها وتيجي تخطبني!

 

 

نظر لها بصدمه.. أتشترط أن يأتي معه أعمامه لخطبتها!، هي تعلم أنهم لن يوافقوا عليها من الأساس وإن اضطروا الرضوخ لرغبته سيرضخون مرغمين ولكن يأتون معه لطلبها للزواج منه؟!!!!
__________(ناهد خالد) ______
– تالا رجعت؟!
تسائل بها مصطفي بصدمه حقيقيه وكأنه لا يصدق أنها قد عادت بالفعل..
رد يامن بسخريه يتواري خلفها الكثير من الألم :
_ آه تخيل.. بكل بجاحه راجعه بعد الي عملته وبعد هروبها من سنين.
تنهد مصطفي بتعب وهو يقول :
_ يابني قولتلك كل الي حصل زمان مكنش مترتبله ومكنش حد منا متخيل أن الموضوع يوصل للي وصله، أنت ليه مصمم إننا اتفقنا عليك وكنا قاصدين نوجعك بالشكل ده، أنا كنت عاوز مصلحتك وهي كمان كانت بتسعي معايا أنك تكون كويس وترجع يامن الي كان قبل الحادثه.. تالا ما أجرمتش يا يامن بس أنت الي شايف أن أنا وهي اتفقنا عليك وخدعناك.
مسد جبهته بيده بتعب وقال بإرهاق وملل :
_ بابا.. كل الي بتقوله ده ملهوش داعي، وبالنسبه لموضوع رودينا فأنا قلت الي عندي فيه، يا تخلصه أنت مع صاحبك ويا أخلصه أنا.
زفر مصطفي بضيق وقال :
_ خلاص يا يامن، هشوف أنا هخلص الموضوع ازاي..
ابتسم بجانب فمه بسخريه.. فهو قد تراجع في موقفه بمجرد علمه بأن شريكته قد ظهرت بعد هروبها منذُ سنوات..
______( ناهد خالد) _____
_ ليه ندخل اعمامي في الموضوع؟!
قطبت حاجبيها بغضب بدأ يلوح في أفاق ذهنها وقالت :
_ نعم! يعني هتتجوزني من وراهم؟
نظر لها بجديه وهو يحدجها بنظراته المحذره :
_ كنت عملتها زمان.. بس أنا مش عاوزهم يتدخلوا بينا أصلاً هعملك الفرح الي تحلمي بيه في المكان الي تحبيه ومصر كلها هتعرف جوازنا.. بس أنا مش عاوز أدخلهم في حياتي يا ملك أرجوكِ تفهميني ومتعقديش الأمور.
حسنًا ماذا ستريد أكثر من هذا! سيعلموا بجوازهم وسيعلم الجميع.. هي من الأساس لا تريد أن تراهم ولاتريدهم في حياتهما المستقبليه، يكفيها أن يعلموا بأنه سيتزوجها.. يكفيها بأن يقف أمامهم ويعلن عن رغبته في الزواج بها هكذا تسترد كرامتها أمامهما فمن تركها قديمًا لأجلهم سيتمسك بها الآن لأجلها هي..
_ ماشي يا غيث.. مش هعقد الأمور.
ابتسم بسعاده وهو يقول :
_ طيب.. ايه رأيك نحدد الفرح الشهر الجاي؟
اتسعت عيناها بذعر وهي تردد :
_ ايه حيلك.. الشهر الجاي ايه! مش بالسرعه دي.. مش في خطوبه!

 

 

رد باستنكار :
_ ماشي يا ملك هنعمل الخطوبه.. بس اكيد مش هنفضل سنه مخطوبين.. احنا نعرف بعض كفايه يا حبيبتي ليه المماطله!؟
نظرت له بتردد فحديثه صحيح فهما يعرفان بعضهما منذ سنوات فلا داعي لإطاله مدة الخطبه، ولكنها تشعر بالتوتر ورُبما هذا طبيعي!.. زفرت بهدوء وهي تقول :
_ مش عارفه.. بس شهر قليل يا غيث، أنا كمان لسه مخدتش علي رجوعك وأوقات بحس إني بحلم وأنك لسه مرجعتش عاوزني أخد علي وجودك معايا وتبقي جوزي في شهر!..
ابتسم بوله وهو يقول :
_ الله، حلوه كلمة جوزي أوي.
تخضبت وجنتها بحمرة الخجل وقالت بضيق مصطنع :
_ يوووه، أنا بقول ايه وأنت بتقول ايه!
تحولت نبرته للجديه وهو يقول :
_ ماشي خلاص نتكلم جد، احنا نعمل الخطوبه آخر الأسبوع والفرح بعد شهر ونص يا ستي ايه رأيك؟
ذمت شفتيها بتفكير لثواني ثم قالت :
_ ماشي.. بس هنتخطب كده من غير عرض جواز؟
رفع حاجبيه بتفاجئ مصطنع وقال :
_ ايه ده أنا معرضتش الجواز عليكِ ! لا ازاي حالاً أعرضه.
مد يده ليأخذ الخاتم الذي جلبه لها هديه وهو يقول :
_ معلش بقي هستلف منك الخاتم عشان معملتش حسابي بصراحه..
ابتسمت بعدم تصديق وهي تراه يفتح علبة الخاتم وينحني أمام كرسيها علي إحدي ركبتيهِ وقال بابتسامه واسعه :
_ أول حب دخل لقلبي، وأول بنت شغلت بالي، وأوعدك أنك تكوني الأخيره، تقبلي تحني عليا و تتجوزيني؟
هزت رأسها سريعًا بحب ودموع فرحه تتلألأ في عيناها وقالت :
_ أقبل..
وقف وأمسك كف يدها برقه ووضع بهِ الخاتم، فاستمعا لتصفيق من حولهما، أشاحت ملك بوجهها بعيدًا بخجل، وجلست علي كرسيها تحاول تجميع شتات نفسها مره أخري..
أما عنه فظل ينظر لها بابتسامه غير مصدقًا ما حدث فجأةً وأنهما سيتزوجا بعد عدة أسابيع.. يعلم الله أنه لم يتخلي عنها ولم يغدر بها، ولكنه كان مضطرًا واختار رضا والدته علي حبه وشقيقة روحه.. ويبدو أن الله يكافئه فيسر له الأمور وجعل قربهما أسرع مما ظن ..
_________( ناهد خالد) ______

 

 

جلست في غرفتها بعدما عادت من المستشفى وأطمئنت علي صديقتها، تممدت فوق الفراش بعدما أخذت حمام دافئ وغيرت ثيابها، أغمضت عيناها تستدعي الهدوء، ليس الهدوء الخارجي الموجود بالفعل، بل الهدوء الداخلي البعيد عنها الآن، مواجهته لم تكن سهله، مقابلته والوقوف أمامه لم يمر مرور الكرام، لم يكن سهلاً عليها رؤيته بعد كل هذه المده، بعد كل هذا البعد، كانت تشتاق له بشده، ولكنها رغم رؤيته لم تروي اشتياقها بل زاد!، عادت بذاكرتها لليوم الذي كان يحدثها فيهِ الطبيب وجيه عن حالة يامن الشعرواي ابن صديقه العزيز..
((فلاش))
تسائلت باستغراب :
_ ايه الأهم؟
تنهد قبل أن يجيبها :
_ الأهم واللي والده جه هنا عشانه، أنه لما عمل حادثه فقد فيها أخوه وفقد كمان بصره..
رددت بتفاجئ :
_ أعمي!
أومئ قائلاً :
_ايوه هو أعمي حاليًا، بس دكتور العيون الي والده عرض حالته عليه أكد أن في عمليه لو عملها نسبة أنه يسترد بصره ٨٠٪، يعني نسبه كويسه جدًا، بس هو رافض، وشايف أنه لما يفضل أعمي يبقي بيكفر عن جزء بسيط من ذنبه..
قاطعته باستفهام :
_ تقصد ذنب موت أخوه الي هو مشيله لنفسه؟!
_ بالضبط، هو شايف أنه السبب في موت أخوه، وإن فقدانه للبصر في الحادثه عقاب من ربنا له، وفرصه يسدد جزء من شعوره بالذنب، لما يفضل عايش في الضلمه بقيت عمره، فرافض تمامًا يعمل العمليه.. وعشان كده والده لجألي.. عشان لازم يتعالج الأول ويخرج من الحاله الي هو فيها، ويقتنع أن موت أخوه قضاء وقدر وملوش ذنب فيها وأن كلها مجرد أسباب، ولو كان أخوه هو الي سايق برضو كان مات، بعدها هيقتنع بسهوله يعمل العمليه ويكون كويس.. عشان كده بعتلك، أنا عاوزك تمسكي حالته.
نظرت له بدهشه وقالت :
_أنا!؟ اشمعنا؟

 

 

رد بعمليه :
_ أنا طول السنه الي فاتت معرفتش أجيب معاه نتيجه، هو أصلاً مش مديني فرصه أنا قابلته ٣ مرات بالعدد في خلال السنه ومفيش مره فيهم سمعني حتي، هو معندوش استعداد يبقي كويس وكأنه بينتقم من نفسه وكده ضميره بيستريح، عشان كده فكرت فيكِ أنتِ صحيح لسه بقالك سنه بس ممارسه للمهنه رسمي بس شاطره وأنا واثق فيكِ.. وعندي خطه ممكن تفيدنا مع حالته..
نظرت له بفضول وهي تقول :
_ وايه الخطه يا دكتور؟
_ إن يامن ميعرفش أنك دكتوره نفسيه، هنرتب لمقابلتك بيه وكأنها صدفه، وتحاولي تقربي منه لحد ماتبقوا صحاب ويثق فيكِ ويحكيلك عن حياته ووقتها ييجي دورك أنك تساعديه وهتعرفي بمل سهوله عشان هيتقبل كلامك وهيبقي عنده استعداد يسمعك..
ردت بقلق:
_ ايوه بس، لما يعرف أني دكتوره وكنت بضحك عليه ممكن تحصله انتكاسه..
_ تالا، وقتها هيكون بقي كويس وأنتِ الي هتعترفيله بنفسك، هو وقتها هيكون اتعالج من الحاله الي فيها حاليًا وهيكون رجعله نظره وحياته استقرت واحساسه بالذنب اختفي وكل ده بفضلك أنتِ مش هيسيب كل الي كنتِ السبب فيه ويقف عند كدبك عليه، بعدين في مهنتنا ده مش كدب دي حيله، حيله تنقذي بيها مريضك لما تكون كل الحلول متقفله في وشك ويكون معندوش استعداد أنه يساعدك تعالجيه بأنه حتي يسمعك!، وكمان علاقتك بيه هتبقي بحدود وده دورك، متحاوليش تاخدي مكانه مهمه عنده عشان لم تعترفيله بالحقيقه متبقاش صعبه وخدت منحني تاني..
نظرت له بتردد وكادت تجيبه أنها قلقه من الأمر ولا تريد خوض هذه التجربه فليفكرا في حل آخر وليس هذه الطريقه التي تحمل مخاطر هم في غني عنها، ولكن قاطع حديثها دقات فوق الباب تابعها دخول رجل يبدو في منتصف الخمسينات من عمره، يرتدي بذله أنيقه ويبدو عليه الترف، علمت هويته حين استمعت لصوت ” وجيه” يرحب بهِ :
_ أهلاً يا مصطفي اتفضل..
إذن هو مصطفي الشعراوي من كانوا يتحدثون عن ابنه للتو…
جلس وعرفه وجيه بها وسرد عليهِ أيضًا خطته فبدأ مصطفي في الحديث لها وهو يقول :
_ ابني بيضيع مني، ودي مش مجرد كلمه بقولها بتبالغ في حالته لأ، دي حقيقه.. بحسه…بحسه مش حاسس بالي حواليه، وكأنه في غيبوبه، معظم الوقت سرحان، وأوقات بكلمه والاقيه بيرد بحاجه غير الي بقولها أصلاً، فاقد التركيز في حاجات كتير، مفيش بس غير الشغل هو الي بيركز فيه، مش بيركز.. بيهرب فيه من التفكير، في أيام بيفضل في الشغل يوم كامل مبياخدش راحه أبدًا، وأيام تانيه بينام اليوم كله ومبيقومش غير بالعافيه..
قاطعته وهي تعلق علي حديثه :
_ بيهرب..

 

 

– بالضبط بيهرب، غير أكله الي بالعافيه بياكل وجبه في اليوم.. وجبة ايه دي متجيش ربع وجبه بعد محايله من والدته، ورفض أنه يعمل العمليه.. قلبي بيتقطع علي حاله وهو محتاج الي يوجهه بس مش فايدي حاجه أقدر اعملهاله.. وكمان دكتور العيون قالي أن الحاله النفسيه هتأثر علي نسبة نجاح العمليه الي ممكن توصل ٩٥٪لو حالته النفسيه كويسه.. وممكن تنزل ل ٢٠٪لو حالته النفسيه سيئه.. وكل ده كوم والي بقي بيحصل من حوالي شهرين كوم تاني…
اشتعلت عيناها بفضول وهي تقول باهتمام :
_ايه اللي بيحصل.؟
نظر لها بحزن جلل وهو يقول :
_ابني بقي بيهلوس… باسمعه بيتكلم مع أخوه الله يرحمه وكأنه شايفه لدرجة… لدرجة أنه بقي بيطلب وقت الغدا وجبتين وبيسيب التانيه له….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أيغفر العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى