روايات

رواية أيغفر العشق الفصل الخامس 5 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الفصل الخامس 5 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الجزء الخامس

رواية أيغفر العشق البارت الخامس

رواية أيغفر العشق الحلقة الخامسة

رفعت هاتفها علي أذنها تنتظر الرد من الطرف الآخر وهي تقف خارج مطار القاهره الدولي ، وما إن جاوب حتي هتفت :
_ أحمد تعالي خدني من المطار..
استمعت لصوته المذهول يهتف:
_مطار ايه؟؟
زفرت بملل وهي ترد:
_ ركز يا أحمد هيكون مطار ايه! مطار القاهره..
تسائل بذهول أكبر :
_أنتِ بجد جيتي؟
ردت بهدوء:
_ايوه..
أتاها رده السريع وهو يقول :
_ ربع ساعه وهكون عندك مسافة الطريق..

 

 

أغلقت الهاتف معه ووقفت تنظر للمكان حولها.. بلدها الحبيبه أخيرًا عادت إليها.. لا يمكنها وصف شعور الاطمئنان الذي تسرب لها منذُ وطأت قدامها أرض المطار.. دفئ.. وحنين..حنين لوطن وحنين لأشخاص يزيدون من حب المكان.. فالمكان وحده لا يوفر الحب والدفئ والحنين حين نغيب.. بل الأشخاص لهم دور مهم.. فمكان يسكنه من لا يهواه قلبًا يشبه القبر مهما كان جميلاً.. استنشقت الهواء بسعاده ومن ثم تعمقت أنظارها حين أتي ببالها ماهي مقبله عليه.. حرب ضاريه ستتسلح بها بكل الأسلحة كي تستطع مواجهته ولن تستسلم حتي تصل لمبتاغها أو تتأكد أنه قد نساها فتتركه رُبما يستطع أن يبني حياه أفضل بدونها..
_______(ناهد خالد) _______
أنتهت من التهام ال ( بيتزا) بأكملها بسعاده.. ورجعت بظهرها للوراء تمسد علي بطنها بشبع زائد.. استمعت لرنين هاتفها ووجدتها ” لينا”..
_ألو..
أتاها رد الأخيره تقول :
_ انزلي يلا أنا قربت عليكِ..
ردت بحرج وهي تحمحم بخفوت:
_ سوري يالينو روحي انتي بقي عشان كلت..
تسائلت لينا باستغراب :
_ كلتي ايه بس يابنتي! أحنا مش اتفقنا هعدي عليكِ ونروح لماما عشان عزمانا علي الغداء..
هتفت بحرج حقيقي فمن كثرة شغفها بالأكله المفضله لديها تناست عزومة والدة صديقتها :
_ والله هي جت كده سوري وسلميلي علي طنط واعتذريلها بالنيابه عني..
هتفت “لينا” بقلق :
_ ملك في ايه؟ أنا مش فاهمه الي بتقوليه ايه الي جت كده؟ ايه اللي حصل؟
ردت ” ملك” بخفوت:
_ اصل.. يعني.. غيث جبلي بيتزا واتغديت بيها..
استمعت لصرخة الأخيره قبل أن تقول:
_ ايه ايه؟؟؟ لا عيدي تاني كده، ولا اقولك احكيلي من الأول وبالتفاصيل…
سردت لصديقتها ماحدث بالتفاصيل! كما طلبت.. فاستمعت ل ” لينا ” تقول بحماس :
_ قولتلك، الواد مستني فرصه بس وينسيكِ كل الي حصل.. من الأول وأنا بقولك أنه مظلوم والظروف كانت أقوي منه.. الموضوع كان صعب عليكِ صحيح بس نلتمسله العذر برضو.. بس ميمنعش تربيه شويه عشان ميسبكيش تاني أبدًا..
ابتسمت ” ملك” وهي تقول:
_ نفس تفكيري.. وهعمل كده فعلاً.

 

 

تسائلت ” لينا” بذهول :
– يعني أنتِ بجد اقتنعتِ أنه كان غصب عنه؟ وهتديه فرصه؟
تنهدت بعمق تقول:
_ آه.. اقتنعت وهديه فرصه.. بس ميمنعش أني قلقانه لو مامته ماتت ف أعمامه وولادهم لسه عايشين.. مش يمكن يقفوا في وشه.. ووقتها وارد يتخلي عني تاني.. عشان كده محتاجه اتأكد أنه مش هيتخلي عني تاني.. وهيحارب عشاني..
حاولت ” لينا” إضافة بعض المرح فقالت:
_ المهم.. البيتزا كانت حلوه؟
ابتسمت بحرج وهي ترد:
_ آه.. يعني حلوه بصراحه..وفراخ زي مابحبها..
أتاها رد الأخيره المرح:
_ اوبا… لا كده هو كسب الرضا..
ضحكت بخفوت علي حديث صديقتها وأكملوا حديثهم في أمور أخري…
_______(ناهد خالد) ______
_ حمد الله على السلامة يا تولي…
كانت تستقبله بابتسامة انمحت فورًا ما إن نادها ” تولي” امتعضت ملامحها وهي تقول :
_ احمد لو سمحت بلاش الإسم ده…
انتبه لما قاله بعفويه منه فرد بابتسامه حرجه :
_ اووه.. سوري مقصدتش..
ابتسمت بمرح لترفع الحرج عنه وقالت:
_ عادي يا ميدو ولا يهمك.. يلا بقي وصلني عشان هموت وأنام..

 

 

استقلوا السياره فهتف أحمد متسائلاً :
_ ناويه علي ايه؟
نظرت له بجديه وقالت:
_ ناويه اعمل الي قولتلي عليه.. هعمل الي معملتوش زمان..
ابتسم بتشجيع وهو يقول :
_ طب هتبدأي ب ايه؟
نظرت أمامها بشرود وقالت :
_ أول حاجه اتأكد أني لسه في حياته.. سوري بس أنا مش هاخد بكلامك محتاجه اتأكد بنفسي.. فهعمل حاجتين.. أولها هحضر خطوبته من بعيد.. عاوزه اشوف تعامله معاها ازاي ووقتها هعرف إذا كنت في حياته ولا لأ.. تاني حاجه موجهه بينا لأي سبب كان .. عاوزه أتأكد من حاجه…
نظرت لأحمد نظره ذات معني فهمها هو علي الفور.. وأكملت :
_ وبعدها ييجي دورك في حاجه كده معايا.. وبعد كده هتيجي واحده واحده.
___________(ناهد خالد ) ______
في اليوم التالي…
اتجهت لباب شقتها تفتحه ما إن استمعت لجرسه يرن..
فتحت الباب فوجدت ” غيث” يقف أمامها ببنطال رياضي أسود وتيشرت رصاصي..
تنحنح بهدوء وهو يقول بابتسامه:
_ سوري لو ازعجتك.. بس كنت بعمل ليا فطار واحتست في حاجه مش عارف اتصرف فيها فقلت اسألك عارف إنك شاطره في المطبخ..
ابتلعت ريقها بتوتر من وقوفه أمامها ونظراته المتفحصه وقالت :
_ اتفضل..
_ هو أنا كنت بسلق بيض وبعدين بعد ربع ساعه شيلته وجيت اقشره لاقيته مستواش.. أعرف منين أنه استوي؟
قال جملته الأخيره وهو ينظر لها بتسبيل لعينيهِ، تاهت في نظراته الحانيه ولم تجيبه فعاد سؤاله بخفوت يقول :
_ أعرف منين أنه استوي؟
رددت ببلاهه وشرود:
_ هو مين؟

 

 

كبت ضحكاته بصعوبه وهو يقول :
_ البيض..
أخفضت بصرها سريعًا ما إن وعت لما تقوله وقالت بوجه محمر من الحرج والخجل معًا :
_ أسهل طريقه أنك تطلع البيضه من الميه وتسيبها لثواني لو قشرتها نشفت والميه اختفت من عليها يبقي استوت.. لو فضلت الميه علي القشره يبقي لسه ورجعها الميه تاني.. بدل ما تفتحها وتبوظ..
ابتسم بهدوء وهو يقول :
_ بجد مش عارف أشكرك ازاي..
أكمل حديثه بمغزي:
_ أصل الإنسان بيتمرمط وهو عازب.. كل حاجه بتعمليها لنفسك وحاجه منتهي الحزن..
وضعت كف يدها علي فمها وتصنعت أنها تسعل في حين كانت تكبت ضحكتها علي حديثه ومغزاه الواضح
.. و فجأه وجدت نفسها تعرض عليهِ أن تصنع له الفطور! :
_ لو حابب ممكن أعملك أنا الفطار..
اتسعت ابتسامته بشده وهو يتمتم :
_ بجد! ياريت…
انتبهت لما قالته.. فوبخت نفسها علي تسرعها قبل أن تهتف بتبرير:
_ بس ده رد لبيتزا امبارح.. يعني متتعودش علي كده..
قالتها وهي تغلق باب شقتها في وجهه!.. لا يهم المهم أن قلبها يلين…
_____(ناهد خالد ) ______
_ هو أنت كل ما اسألك علي حاجه تقولي اسألي صحباتك!
قالتها ” رودينا” بضيق عبر الهاتف وهي تتحدث مع ” يامن”.
زفر بنفاذ صبر وهو يقول بحنق :
_ ايوه أنا ايه دخلي في لون الورد بتاع الديكور يبقي أحمر ولا بينك أنا مالي!..
ارتفع صوتها بغضب وهي تقول :
_ ويوم الخاتم برضو أنت مالك!، حتي مختارتش الشبكه معايا، والفستان ابعتلك صورته تقولي حلو أقولك ده أحلي ولا أجيب الكحلي تقولي شوفي أنت ِ، ودلوقتي ت…..

 

 

قاطعها بغضب وهو يقول بحده مُخيفه وقد تحولت ملامحه للجمود الغاضب :
_ متعليش صوتك، و آه مليش دعوه كل ده شغل حريم مليش فيه.. ناقص تقوليلي احط روچ أحمر ولا أزرق!
قضمت شفتيها بغيظ وهي تتنهد بعمق كي تهدئ نفسها فهذه الطريقه الأكثر خطأ مع شخص ك يامن..
_ سوري يا يامن اتعصبت شويه بس أنا مضغوطه اليومين دول و…
قاطعها بحده وهو يقول:
_هعديها المره دي لأنها أول مره.. بس بعد كده متزعليش من رد فعلي.. مبحبش الصوت العالي ولما تتناقشي معايا يبقي بهدوء واحترام..
اغتصبت الهدوء وهي تجيب:
_ اوكيه يا يامن اوكيه…
________(ناهد خالد) _____
انتهت من إعداد الفطار له… ورغم برودها الظاهري إلا أنها لا تستطيع النكران أنها سعيده بداخلها.. تقف بمطبخها لتصنع فطار خفيف ل ” غيث”!، من ظنت أن قصتهما قد انتهت وأنها لن تراه مره أخري.. ها هو قريب منها بل وتحضر له الطعام!.. حقًا القدر دومًا يفاجئنا..
خرجت بصنيه صغيره عليها طعام الإفطار له.. اتجهت لشقته ورنت الجرس ثوانِ ووجدته أمامها بابتسامته المعتاده.. مدت له يدها بالصنيه وهي تقول :
_ اتفضل..
أخذ منها الصينيه وهو ينظر لمحتواها بشهيه كبيره.. نعم أنه مجرد طعام خفيف للإفطار بل ومعظمه لم تفعل فيهِ شئ سوي نقله للأطباق.. كالجبن واللحم المدخن ” اللانشون” و غيره.. ولكن يكفي أنها من فعلته.. نظر للبيض المسلوق وهو يقول :
_ ايوه كده ده البيض الي بجد مش الي كنت مقشره من شويه…
ابتسمت ابتسامه صغيره ولم تجيبه.. واستدارت لتعود لشقتها.. فاستمعت لصوته يهتف بلهفه ورجاء :
_ طب ماتستني نفطر سوا أكيد لسه مفطرتيش..
التفت له وهتفت ببرود جامد :
_ كده رديت عزومة البيتزا.. ياريت متتكررش تاني بقي عشان مش هقبلها…
أنهت حديثها واتجهت لشقتها بصمت…
نظر لها بتنهيده هادئه قبل أن يُعيد نظره للصنيه بين يده وهو يبتسم بسعاده.. فحبيبته قد أعدت له الإفطار…
تمتم بخفوت :
_ بشرة خير..
________(ناهد خالد) ____

 

 

تأنقت في ثوب أسود لامع طويل وتركت لشعرها الحريه مع لمسات تجميليه أزادت لجمالها … و قفت أمام المكان المُخصص لإقامة حفل خطبة ” يامن”.. أخذت نفس عميق… عميق جدًا.. وزفرته علي مهل قبل أن تقرر الدخول… فالأمر يشبه دخولك لمكان تتوقع أن تكون فيهِ نهايتك..
بالداخل…
كان يقف مع أحد أصدقائه القدامي في حين انغمست رودينا في الرقص مع أصدقائها والفرحه تشع من وجهها .. حين استمع لصديقه يقول :
_ اوبا.. حلوه البنت دي تعرفها يا يامن؟!
نظر يامن لما ينظر صديقه ليجد فتاه ترتدي ثوب أسود لامع تدخل من بوابة الدخول…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أيغفر العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى