روايات

رواية أيغفر العشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الجزء الحادي عشر

رواية أيغفر العشق البارت الحادي عشر

رواية أيغفر العشق الحلقة الحادية عشر

_اتقدملي مهندس بترول، ووالده مستشار، وهو شخص محترم ولا غبار عليه زي ما بيقولوا، وقتها رفضت كالعاده بس جدي كان جاب أخره مني، فصمم أنه يجوزني له، وقبل، ولأنه كان جاهز وأكيد أنا كمان جاهزه اتفقوا علي ميعاد الفرح بعد شهرين، وعملنا خطوبه معزمتش فيها حد غير العيلتين ودي كانت رغبتي، حاولت طول الشهرين دول أكرهه فيا علي قد ما أقدر، أو حتي اثبتله أني مصلحش له، بس للأسف كان متفهم اوي ومهاود… معرفش بس كان بيسايسني وأي مشكله تحصل يعديها وييجي يصالحني رغم إن الغلط مني.. وفجأه لاقيت نفسي يوم الفرح.. رفضت الميكب ارتيست تجيلي البيت، وقلتلهم حابه اروح البيوتي سينتر، وقبلها بأسبوع كنت بجهز حاجتي، سحبت الفلوس الي في حسابي في البنك، وحطيتهم في حساب جديد بفيزا جديده، وكلمت لينا وهي الي رتبتلي السكن ده بحكم أنها عايشه قريب من هنا فكان سهل تلاقي سكن كويس وبسرعه، ويوم الفرح الصبح بدل ما اروح البيوتي سينتر جيت القاهره من وقتها معرفش عنهم حاجه..
جعد جبينه بضيق وقال :
_ وهتفضلي هربانه منهم؟
تنهدت بهدوء وردت :
_ غيث.. هم مسبوليش حلول.. غير أنهم أصلاً مبيحبونيش، أنا عمري ما حسيت معاهم براحه ولا حب دايمًا حاسه نفسي غريبه وسطهم.
_بس دول أهلك مهما كان..

 

 

نظرت له بمغزي وهي تقول :
_طب ماهم كمان أهلك.. ليه سبتهم؟
نظر لها بجديه وهو يقول :
_عشان هم مختاروش راحتي أولاً، مصممين يشيلوني ذنب غيري وقافلين دماغهم عن التفكير، وعشان أنا مش فارقلهم وإلا كانوا اتنازلوا عشاني أو عالأقل سمعوني..
أومأت بتفهم وقالت :
_بالضبط يا غيث.. أنا كمان كده، مفهموش رفضي للعرسان عشان مش قادره أدخل في علاقه جديده، مفهموش حبي ليك وجدي كان دايمًا يقلل منه ويقولي أنه تعلق وكلام فارغ مش حب، مختاروش راحتي ولا رغبتي والآخر يغصبوني علي شخص وجوازه مش عاوزاهم.. لحد قبل الفرح بيوم وأنا أقول لجدي مش عاوزاه.. بس ولا كأنه بيسمعني وفي الآخر قالي بلاش دلع بنات الي قولته وحكمت بيه هو الي هيمشي..عشان كده قررت أبعد.. أو أهرب مش فارقه.. حتي كتب الكتاب رفضت نكتبه غير يوم الفرح..
شرد بنظره بعيدًا لثواني ثم عاد إليها وهو يقول بنبره مهمومه :
_ أنا مش عاوزك تحسي أنك وحيده يا ملك، عارف أني معاكِ بس الست بتحتاج تطمن بأهلها حتي لو جوزها ده ملاك وبيعشقها بس وجودهم بيطمنها.. مش عاوز في مشكله بينا والحياه طبيعي لابد من مشاكل تحسي أنك محتاجه أهلك جنبك.. خايف مقدرش أغنيكِ عنهم مهما عملت..
نفت برأسها وهي تبتسم له بهدوء :
_ مش دول الأهل الي أطمن بوجودهم، لو بقوا موجودين مش هيبقي في حاجه اسمها أنا وأنت، حكايتنا مش هتكمل أصلاً.. غيث خلينا نبني حياه جديده تخصنا احنا وبس، عيله تانيه بعيده عن أهلك وأهلي بس عيله بجد، تكون كل مشاعرها صادقه حب واهتمام وتكاتف ، خلينا نعوض فيها الي ملقنهوش في عائلاتنا..
أمسك كف يدها بحب وقال بأعين صادقه :
_ أوعدك نبني الأسره الي نتمناها وهحاول بكل جهدي متحسيش في يوم أن ناقصك حد.. هكون عيلتك قبل ما كون جوزك وحبيبك، وأنتِ كمان اوعديني لو في يوم قصرت في حاجه من غير قصد تنبهيني ليها ومتسمحيش لأي حواجز تتبني بينا.
اتسعت ابتسامتها وهي تتنهد بحب وقالت :
_ أوعدك..

 

 

سحب يده برفق ليعود لموضعه كما كان ، ورفعت هي كوب الماء ترتشف منه قليلاً.. نظر لها ثواني ثم قال وهو يطالعها بملامح جاده :
_ ايه رأيك نتجوز بكره؟
توقف الماء في حلقها وهي تستمع لحديثه وأنزلت الكوب لتري نظراته الجاده التي تؤكد جدية حديثه !..
______(ناهد خالد) _______
وقف أمام غرفة الفحص برعب يحتل كل أنش فيهِ، منذُ دقائق دلفت مع الطبيب والممرضه للغرفه ورفضوا دخوله ليبقي واقفًا بالخارج تحترق أعصابه مع الأفكار السيئه التي تضرب عقله بلا هواده، قطع الممر ذهابًا وإيابًا لأكثر من عشر مرات حتي الآن، وهو يفرك كفي يده بتوتر بالغ ويمسد بكفه علي خصلات شعره بحنق من حين للآخر، توقف يزفر بضيق وهو يضرب الحائط بقبضته والقلق ينهش فيهِ، رأي إحدي الممرضات تمر بجواره فأوقفها وهو يقول بحده :
_ يا أنسه.
توقفت تنظر له بضيق سريعًا ما تحول لملامح هادئه وابتسامه تعلو شفتيها وهي تنظر لهذا الشاب الوسيم الواقف أمامها وقالت بنبره مائعه مبتسمه ببلاهه :
_أفندم؟ محتاج حاجه؟
زجرها بنظراته بضيق وهو يهتف بأعصاب تكاد تنفلت :
_ ادخلي أوضة الفحص طمنيني علي الحاله الي جوه بقالهم أكتر من ١٠ دقايق ومحدش خرج.
نظرت له بتفحص وهي تقول بهدوء بارد :
_ اهدي يافندم ١٠ دقايق مش كتير.. مال حضرتك قلقان ليه كده!؟
ضغط علي اسنانه حتي كادت تنكسر وقال من بينهم بحنق ظاهر :
_ ادخلي طمنيني علي الحاله.. صعبه دي؟
نفت برأسها بقلق من ملامح وجهه الصلبه وقالت :
_حاضر.. هدخل.
دلفت للداخل وزفر هو بضيق منتظرًا خروجها ولكن بعد ثواني وجد الطبيب هو من خرج، هتف بلهفه يتخللها القلق:
_ هي كويسه؟
أومئ الطبيب بهدوء وقال :
_ متقلقش حضرتك هي بخير، بس محتاجه تدخل العمليات .
بُهتت ملامح وجهه وهو يتسائل بخفوت ضائع :
_ عمليات!؟ ليه؟

 

 

رد الطبيب يطمئنه :
_متقلقش، هي بس الزايده ملتهبه عندها ولازم تستأصل وكويس أنها جت في الوقت المناسب وإلا لاقدر الله كان ممكن تنفجر جواها.
تحركت شفتاه يردد :
_ هي خطر؟
سأله الطبيب بتوضيح :
_العميله؟
أومئ بصمت وهو يشعر وكأنه عقله ليس معه الآن فقط يردد الحديث دون شعور منه..
_لا خالص متقلقش، كل يوم في ألوفات بيعملوها يعني عمليه سهله متقلقش وأنا عملتها كتير اوي قبل كده.
مسد جبهته بكف يده بتعب وهو يقول بحده :
_أنا عاوز أنقلها من هنا.
قطب الطبيب حاجبيهِ بتساؤل وقال :
_ليه؟
رد بجمود هادئ وقد بدأ عقله يعمل مره أخري :
_ دي كانت اقرب مستشفي ليا فاضطريت ادخلها بس أنا متعاملتش معاها قبل كده ومعرفش كفاءة الدكاتره ولا المستشفي هنا.
نظر له الطبيب بابتسامه بسيطه وهو يقول :
_ مش واثق فينا قصدك ؟
وبصراحه مطلقه رد يامن :
_ آه، أنا بتعامل مع مستشفي تانيه وعارف كفاءة الدكاتره فيها لكن أول مره أجي هنا ومعنديش استعداد أخاطر بيها.
أومئ الطبيب بتفهم :
_ صدقني لولا أنها مينفعش تتحرك لأنه خطر عليها ووارد متلحقش توصل بيها المستشفى وتنفجر الزايده لأنها ملتهبه جدًا أنا كنت سمحتلك تاخدها بس لمصلحتها بلاش، الممرضات بيجهزوها جوه للعمليات وخمس دقايق بالضبط وهبدأ العمليه هتلحق توديها المستشفى التانيه في عشر دقايق حتي!.. أنا اديتها علاج مؤقت عشان نكسب وقت وميحصلش انفجار للزائده بس العلاج ده لمجرد دقايق مش أكتر، ولو لقدر الله حصل انفجار هندخل في متاهات احنا في غني عنها، من صديد او إنسداد أمعاء وحاجات تانيه كتير.. فلو سمحت ثق فيا وإن شاء الله هتطلع كويسه.

 

 

أغلق عيناه بضعف وهو يشعر بنفسه مُحاصر قبل أن يفتحها ويومئ له بصمت موافقًا علي إجراءه للعمليه..
سار الطبيب خطوات بسيطه للأمام فأوقفه صوت يامن اللهوف وهو يقول :
_ممكن اشوفها قبل ما تدخل العمليات؟
أومئ الطبيب وهو يقول بهدوء:
_ تمام تقدر تكون معاها وهم بيجهزوها بس متحاولش تجهدها في الكلام.
هز رأسه بإيجاب وهو يتجه لغرفة الفحص فاتحًا بابها بقلب يدق بعنف لا يعلم أيدق خوفًا عليها أم توترًا لرؤيتها مريضه ورد فعله حينها، أم ماذا! ولكنه يدق بعنف كدقات الطبول ..
________( ناهد خالد) ______
نتجوز بكره؟ ليه ياغيث؟!
قالتها مالك بتعجب وهي تجد جديته المطلقه في الحديث..
زفر بهدوء وهو يقول :
_ ملك أنا مش بعد ساعه ايه الي هيحصل، صدقيني الأأمن ليا وليكِ نعجل جوازنا عالأقل هنكون سوا وهنقدر نواجه اي حاجه، وكمان بعد الي حكتيه الموضوع ميطمنش، مش وارد أهلي يبلغوا أهلك بمكانك وأنك هنا في القاهره..
قطبت جبينها بقلق وتسائلت:
_وهم هيعرفوا مكاني منين؟
_مني، سهل أوي يوصلولي بأي طريقه أبسطها الشركه ومن مراقبتي هيوصلولك.. صدقيني أنا مأمنش لغدرهم.
ذمت شفتيها بتفكير لثواني ثم قالت بقلق:
_وده الحل!
رد بثقه :
_طبعًا، طول ما أنتِ مراتي أهلك ملهمش حاجه عندك وأهلي مش هيقدروا يفرقوا بينا..
اقتنعت بحديثه واطمئنت لهذا الحل فهي تشعر بالخوف دومًا من أن يعثر عليها جدها وعمها، بعد فتره من الصمت قالت باقتناع :
_وأنا موافقه ياغيث.
_______(ناهد خالد) _______

 

 

_بابي أنت بتقول ايه؟!
قالتها رودينا بصراخ وهي تقف في وجه أبيها بعدما ألقي علي مسامعها عدم رغبة يامن في إكمال الخطبه.. تسارعت أنفاسها الغاضبه وأعينها تشتعل بنيران حارقه وهي تهدر بصراخ:
_هو البيه عشان الهانم بتاعته رجعت خلاص رماني مبقاش ليا لازمه.
قطب والدها جبينه بعدم فهم وقال :
_هانم مين؟؟
لوت فمها بسخريه وهي تقول بغيظ :
_الزفته تالا.. رجعت عشان كده هو رفض يكمل الخطوبه.
_وأنتِ عرفتي منين؟
هزت قدمها بغضب وهي تقول :
_شوفتها يوم خطوبتنا بس لما لاقيت يامن بيتعامل معاها عادي عرفت أنه معرفهاش وهي كمان كانت متجنباه فعرفت أنها مش هتعرفه هي مين، بس بما أنه بيلغي ارتباطنا دلوقتي يبقي يأما عرفها يومها واستعبط يأما هي عرفته بنفسها بعد ما مشيت.
رد والدها بهدوء:
_ عشان كده مصطفي فضل يقولي كلام ملغبط ومش مقنع… طب ما أنتِ عارفه السبب اهو متضايقه ليه دلوقتي؟ بعدين أنا من الأول اعترضت وقولتلك هو مش هينسي تالا مهما عملتِ وهتعاني معاه أنتِ الي صممتي يارودينا يبقي مترجعيش تزعلي.
نظرت للأمام بحقد وهي تردد :
_أزعل! لا مش هزعل خالص.
____(ناهد خالد) ________
_ قولتلك ياغيث ابويا وعمي عمرهم ما هيقبلوا بجوازك منها.
قالها صالح وهو يهاتف غيث الذي كان يقود سيارته عائدًا للمنزل بعدما تقابلت ملك مع لينا كي يذهبا للتسوق وشراء بعد المستلزمات..
زفر غيث بضيق وهو يقول :
_وأنا مش هرجع في قراري، أنا هتجوز ملك، وهفصل شغلي عنهم.. بقلك ايه يا صالح ماتيجي ابقي أنا وأنت وتامر هنا في الشركه الي في القاهره ونسيب الشركه الي في اسكندريه لهم.
رد صالح بتفكير :
_ ايوه بس هيبقي في فرق في النصيب، هيكون نصيبنا أكبر.
_مش مهم نعوض الفرق بفلوس ونخلص الشركه لنا احنا التلاته.
هتف صالح بهدوء :
_ أنا معاك ياغيث في اي حاجه..
ابتسم غيث مرددًا :
_جدع من يومك يابن عمي.. اجدع من عمي نفسه..

 

 

تعالت ضحكاتهما علي حديث غيث ثم هتف صالح بقلق :
_ ربنا يستر من الي جاي.
________( ناهد خالد) ______
فتح باب الغرفه ليرها مستلقيه علي فراش المرضي الأبيض مرتديه زي المستشفي الأزرق والممرضه تضع في يدها الكانيولا وهي مغمضة العينين وكأنها نائمه.. اقترب منها حتي أصبح بجوار الفراش تمامًا، نظر للمرضه بهدوء وأعاد بنظره لها يطالع ملامحها المتعبه والظاهر عليها الإرهاق بوضوح، همس بخفوت للممرضه ظنًا منه أنها نائمه :
_هي خدت المخدر؟
نفت برأسها وهي تنظر له بوله مجيبه :
_لأ.. ده الدواء المسكن الي الدكتور ادهولها مهدأ بيرخي الاعصاب.
أشاح بوجهه بعيدًا عنها بضيق وهو يعود بأنظاره لتالا، ظل يطالعها لثانيتان تقريبًا حتي شعر بأحد ينظر له رفع بصره ليجد تلك الممرضه السمجه مازالت تطالعه بجانب عيناها وهي تسحب سن الكانيولا المُدبب من يد تالا حتي أنها لم تنتبه لسنها البلاستيكي المفترض دخوله بالوريد ليخرج معها بدلاً من دخوله مُخرجًا بعض الدماء، كاد يعنفها وهو يتجه لها لكن قاطعه صوت الممرضه الأخري التي خرجت من غرفه ملحقه بالغرفه الموجودين بها وهي تنهرها بضيق :
_ الله! ماتخدي بالك يا دعاء السن طلع تاني، وخفي ايدك شويه المفروض تدخل العمليات بعد دقايق الدكتور هيبهدلنا لو جه لقاها لسه مجهزتش .
توترت وهي تري نظراته القاتله لها وهتفت بتلعثم :
_ معلش م.. مش قصدي.
نظرت لكف يد تالا وهي تمسح الدماء بقطنه لتعاود وضع الكانيولا مره أخري ولكن قبل أن تفعل وجدت من يقبض علي يدها بعنف وقوه، رفعت نظرها له لتجد أعينه تسكنها الجحيم وهو يهتف بقسوه مُحذره:
_لو مخفتيش من قدامي هيبقي آخر يوم ليكِ في الدنيا النهارده مش في المستشفى بس.
ابتلعت ريقها بصعوبه شديده وهي تستمع لتهديده وتري نظراته المرعبه التي تكاد تقسمها نصفين، أومأت برأسها عدة مرات برعب موافقه علي حديثه.. نفض ذراعها من بين يده بقوه لتعطي الكانيولا للممرضه الأخري وتركض للخارج..
زفر بضيق وعاد يقف بجوار تالا من الناحيه الأخري.. مال بجذعه عليها وهو يمد كف يده يمسد بهِ فوق شعرها بحنو بالغ وكأنه يريد أن يبعث لها الطمأنينه ومال أكثر حتي أصبح بجوار أذنيها فهتف لها بنبرة دافئه :
_ متخافيش.. هتبقي كويسه.
كانت تستمع لكل شئ يحدث وتشعر بهِ منذُ دلف للغرفه، واشتمت رائحة عطره المميزه، ولكن الدواء جعلها تشعر بالدوران والخمول، وأرادت أن تري ماذا سيفعل وكيف سيتصرف معها، تبعثرت مشاعرها ودق قلبها بعنف حين استمعت لنهره للممرضه فقد شعرت بألم طفيف في كف يدها ولكن خمول جسدها لم يجعلها قادره علي سحبه أو إعطاء رد فعل، وقربه منها حتي شعرت بأنفاسه تحاصرها ومن ثم تمسيده علي شعرها أزاد من ثوران مشاعرها وارتفاع دقات قلبها حتي مال للصخب والضجيج، ما إن استمعت لكلماته المهدأه حتي سالت دموعها من عيناها المغلقه تحسرًا علي غبائها الذي جعلها تترك رجل مثل هذا منذُ سنوات والآن تعض أيديها من الندم.
رأي دموعها فعلم أنها استمعت له، مسحها بكف يده برفق والتزم الصمت حين أدرك شعورها بهِ فقد ظن أن المهدأ جعلها تخلد للنوم..

 

 

وجدت نفسها تستطيع التحدث فهمست من بين شفتيها ببطئ وهي مازالت مغمضة العينين :
_ ي.. يامن..
تنهد بعمق وهو يجيبها بهدوء :
_نعم؟
ذمت شفتيها وكأنها علي وشك البكاء وهمست:
_آسفه.. س.. سامحني، أنت.. فاهم غل…
قاطعها وهو يمسد بكفه علي كف يدها الحره وقال بهدوء :
_الدكتور قال الكلام غلط، بلاش ترهقي نفسك.
همست مره أخري بتساؤل :
_لسه…ب..بتحبني؟
استمعت ل تنهيده صدرت منه وهو يقول بسخريه مُبطنه :
_ امتي أنكرت حبك.. ولا قولت أني بطلت أحبك.
دلف الطبيب ليقول للممرضه :
_ ركبتِ الكانيولا؟
_ايوه يا دكتور.
_طيب يالا الممرض هيساعدك هاتوها أوضة العمليات دكتور التخدير وصل.
اقترب الممرض من الفراش ليسحبه فهمست بلهفه بصوت أعلي قليلاً وكأنها ستكون المره الأخيره التي ستتحدث فيها :
_ أنا كمان.. بحبك.
التقطت أذنيهِ جملتها الأخيره وهو يتابع سير السرير ممسكًا بكف يدها الحر، تنهد بعمق وهو يطالعها بتصديق للمره الأولي منذُ اكتشف خداعها وهو يصدقها فمن يكذب وهو بين يدي الرحمن؟
___________(ناهد خالد) _____
_ الو؟
قالها غيث بعدما دلف شقته حينما وجد مكالمه من البنك الذي يتعامل معه وبهِ حسابه البنكي المحتوي علي الأموال التي يمتلكها..
_ أستاذ غيث الراوي؟

 

 

_ايوه أنا.
_مع حضرتك *** .
_أهلاً بحضرتك خير؟
_كنت حابب أبلغ حضرتك بتصفية حسابك تمامًا وسحب جميع الأموال الموجوده فيه بموجب التوكيل الي حضرتك عملته.
توقف في منتصف الشقه بصدمه وهو يردد بعدم استيعاب :
_ معلش مفهمتش تاني كده!؟
_حضرتك النهارده تم سحب جميع الأموال الي موجوده في حسابك البنكي بموجب التوكيل الي حضرتك عملته.
هز رأسه عدة مرات بعدم فهم وهو يردد :
_توكيل ايه؟ أنا معملتش حاجه..
رد الاخير بتأكيد :
_لا يافندم حضرتك عملت توكيل وبموجب التوكيل ده الشخص قدر يسحب الفلوس الي موجوده في الحساب والي بتبلغ ١٠ مليون و٧٠٠ ألف جنيه .
هتف بملامح باهته :
_توكيل بأسم مين؟!
استمع لصوت المتحدث يقول ما جعل أعينه تتسع بصدمه ويشعر أن أنفاسه تثاقلت عليه :
_ بأسم صالح مُحسن الراوي.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أيغفر العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!