روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل التاسع 9 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل التاسع 9 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الجزء التاسع

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث البارت التاسع

أولاد الجبالي الجزء الثالث
أولاد الجبالي الجزء الثالث

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الحلقة التاسعة

لا تعاتب شخصاً قلبه محطم ..
لا تسأله لماذا تغيرت …. !!
لماذا أصبحت بهذا السواد و هذا السوء ..؟!
هو لا يعلم ..!!؟؟؟
كل ما يعرفه أن بداخله كسور لا تجبر ….
ومن تخاف منه فى الواقع يأتيك فى أحلامك .
………
وهذا ما حدث لقمر عندما رأت نفسها فى أحلامها تقف بين يدى الله تصلى فريضتها .
ثم فجأة شعرت بأنفاس حارة من خلفها ، فأمتلكها الرعب ولكنها حاولت الثبات ولم تلتفت ولكن الشيطان حمدى لم يراعى إنها تقف بين يدى الله ، فانقض عليها بكل قوته ونزع عنها بقوة حجابها قائلا بصوت جهورى حاد : عملالى فيها ست الشيخة يا قمر وعتصلى !!
_ من ميتى الكلام ده ؟
_ ده احنا دفنينه سوا ، وياما قضينا ليالى متنساش سوا فى الحب والغرام على حساب المغفل براء .
فصرخت قمر متألمة ودب الرعب فى أواصلها وانتفضت جوارحها عند سماع صوت تألفه جيدا من ورائها ، فاهتزت أحبالها الصوتية ليخرج إسمه مهزوزا : حمممممممدى .
فارتسمت بسمة ماكرة على شفتيه مرددا : عيون حمدى ، وحشتينى يا بت ، ووحشتنى أيامك .
_ وأنا چى عشان نرچعها تانى من جديد يا عيونى .
فصاحت قمر :
_ بس أنا دلوك ست متچوزة يا حمدى وميصحش أعمل أكده تانى بعد ما وثق فيه واتچوزنى رغم كل عيوبى اللى مش يتحملها راچل ابدا .
فضحك حمدى وقال متهكما : هو أنتِ عتسمى مسالم ده راچل بعد اللى عمله معاكِ واتچوزك وهو عارف اللى فيها ، ده لا مؤاخذة خرونج .
_ واعتبريه أختك يا قمر ، وعادى حتى لو عرف إننا رجعنا للحب من جديد ، ممكن صوح يزعل هبابة بس أنتِ لما تمثلى عليه إنى ضحكت عليكِ تانى هيسامحك عشان هو جلبه كبير جوى .
فابتسمت قمر مؤكدة كلامه : ايوه جوى جوى .
هو طيب جوى وعيحبنى موت وعيسامحنى ، أنا خابرة .
فابتسم حمدى بمكر ثم مد ذراعيه لها وقال : مش بجولك ، تعالى فى حضنى يا قمر عشان أتوحشتك جوى جوى .
قمر بخجل : وانت كمان يا حمدى ، رغم كل اللى عملته معايا ، لسه جلبى عيحبك ومحبش غيرك يا جلب قمر .
لتسرع قمر لتعانقه بحرارة اللهفة والشوق ، فيشدد حمدى من عناقها ، ثم أفلت إحدى يديه وأخرج خنجـ.را يخفيه فى جيبه .
ثم حدث نفسه : سامحينى بجا ، من كتر حبى ليكِ مش هقدر أشوفك مع حد ولا حتى چوزك .
فمع السلامة يا جمرى ، ثم إنهال عليها بالطـ.عن فى ظهرها ، فصرخت ،فوضع يده على فمها كى لا يفتضح من صوت صراخها العالى .
ثم أخذ يطـ.عنها عدة مرات حتى يروى عطش الإنتقام الذى كان يشعر به منذ القبض عليه حتى هروبه .
حتى سقطت أمامه ميتة ، فابتسم وهو يزيل الد.م من على خـ.نجره : يلا فى ستين داهية ونشوفك بجا فى چهنم .
استيقظت قمر فور رؤية تلك الرؤية وصرخت : لااااا لاااا .
مش عايزة أموووووت .
لا هملنى فى حالى ، لا
ففزع مسالم من نومه واعتدل ليقول لها : مالك يا حبيبتى ، أنتِ تعبانة ولا ده حلم أكيد وحش ؟
_إستعيذى بالله من الشيطان الرچيم كده واتفلى على شمالك تلاته لانه من الشيطان.
_ بكت قمر مردفة بحزن : صوح ده شيطان ، شيطان .
ثم أخدت تتأمل فى وجه مسالم ، ودفنت رأسها فى صدره وهمست : انا بحبك جوى يا مسالم ، صدجنى .
_ انا عمرى ما شوفت راچل فى طيبتك وحنيتك وأخلاقك دى .
وصدقنى هفضل طول عمرى شايلة چميلك فوق راسى وهصون عرضك حتى لو فيها موتى وعمرى ما عخيب ظنك فيه بعد اللى عملته معايا .
_ وصدجنى انا عحبك جوى ، ومعاك عرفت يعنى ايه صوح حب حقيقى .
أحبك يا ملكت قلبى ، أحبك بكل كيانى.
وكأن ما خلق الحب إلا لأجلك .
فدعنى أنهل من بحر حبك
ولا تتركني لأهلك .
ثم حدثت نفسها : على قد من أنه طلع حلم ، بس خجلانة منيه ، كيف أعمل أكده وأرجع أخون بعد ما دوقت طعم الحلال وتوبت إلى الله ، يستحيل أعمل أكده ، يستحيل .
فقبل مسالم رأسها بحنو مردفا : وانا خابر ومتوكد يا جلب مسالم من أكده وخابر إنك بجيتى وحدة تانية خالص .
_ وعشان أكده انا عايزك تنسى اللى فات ولا تحطيه فى دماغك وتبطلى تعذبى نفسك أكده يا قمر .
_ ولا حتى تشكرينى عاد ، وعاملينى إنى چوزك وبس اللى عيحبك وأنتِ عتحبيه لنفسه مش عشان عمل حاچة .
تنهدت قمر بحرارة مردفة بندم : ياريت أقدر يا مسالم ، ياريت
عشان طيف الماضى بيلحقنى زى ظلى ، وعامل زى ما يكون وحش بيقرب منى وعايز يموتنى .
_ ونفسى أنساه لكن مش جادرة ، للأسف .
مسالم : ده شيطان عشان ييئسك من رحمة ربنا ويخليكِ حزينة طول الوقت ، فانتِ قاوميه وراضى قلبك الحزين ده وافرحى بحياتك الچديدة وقربك من ربنا سبحانه وتعالى.
قمر : ياريت يا مسالم .
ربنا مسالم على كتفها بحنو وقال : يلا إستعيذى بالله من الشيطان الرجيم وكملى نوم عاد .
إبتسمت له قمر وأجابته : بس هروح الحمام الأول ، مش خابرة طول الليل رايحة چاية على الحمام وبطنى مجلوبة أكده .
مسالم بقلق : ألف سلامة على الچميل ، تلاجيه دور برد عفش ، معلش ، جومى أنتِ للحمام وانا هقوم أعملك شوب لمون أكده يروق بالك ويهدى معدتك .
ابتسمت له قمر بحب مردفة : ربى لا يحرمنى منيك يا جلب قمر .
وعندما قامت قمر من الفراش ووقفت شعرت بإن الأرض تدور من حولها ، فأمسكت برأسها ، ثم لم تشعر بنفسها وهى تسقط أرضا مغشى عليها .
لينتفض مسالم ويصرخ: قمر .
ثم أسرع إليها وحملها بيده المرتجفة من الخوف ، ووضعها على الفراش ، حاول أن يوقظها بنثر العطر على مقدمة أنفها .
فاستفاقت مرددة بضعف : مسالم انت فين ؟
مسالم بقلق : انا إهنه جمبك يا جلبى ، ايه مالك عاد ؟
_ بدال تعبانة أكده جوى ليه مجولتيش أوديكِ للحكيم.
قمر بضعف : مش مستهلة ، واكيد ده شوية برد وعيروحوا لحالهم .
فحرك رأسه مسالم : لا انا قلقان جوى عليكِ يا قمر ، ومش جادر أشوفك تعبانة أكده واسكت .
_ أنتِ خابرة انى مليش غيرك فى الدنيا دى ، ولازم أطمن عليكِ .
قمر : متقلقش نفسك ، انا كويسة وهنام بس شوى وهقوم زى الفل .
مسالم : لا أنتِ مش عچبانى بقالك كام يوم ووشك أصفر ودبلان .
_ بصى انا مش هرتاح غير لما أعرف مالك , وعشان أكده أنا عخبط على الست الدكتورة اللى چمبنا ، تيچى تشوف فيه ايه وتطمنا .
قمر : بس الوقت متأخر جوى يا مسالم ، ده الفچر على آذان .
مسالم : لا ديما أسمعها فى الوقت ده عتصحى ولادها ، عشان المدارس .
هروح أخبط عليها .
ثم ذهب مسالم ووقف أمام شقتها ثم طرق الباب وتراجع للوراء فى خجل ، فأسرعت صفاء لإرتداء إسدالها سريعا لتعلم من يطرق الباب فى ذلك الوقت المتأخر وعندما رأت أنه جارها مسالم ،فتحت الباب وظهر على وجهها القلق مرددة : مسالم خير فيه ايه ؟
مسالم بحرج : آسف يا ست الدكتورة بس مرتى قمر تعبانة شوى وكنت عايزك تشوفى مالها ؟ وتطمنينى عشان جلبى مشغول عليها جوى .
فابتسمت صفاء مردفة : حاضر ثوانى أجيب شنطتى وجاية وراك .
لتفعل ما أرادت ، ثم ولجت إلى قمر
_ خير يا ست قمر مالك ؟
قمر بخجل وصفت لها ما تعانيه ، فابتسمت صفاء مرددة : أكده .
طيب خلينا نشوف .
فوضعت سماعتها على قلب قمر ،لتبتسم بفرحة عندما سمعت صوت دقات قلب مختلفة .
لتتأكد أن قمر حامل وقلب جنينها ينبض بالحياة .
صفاء ببشاشة وجه: ألف مبروك يا قمر ، الف مبروك يا مسالم مرتك حامل .
فتعلق نظر مسالم بعين قمر فى فرحة لا تستطيع الكلمات أن توصفها.
مسالم : بجد يا دكتورة ؟
صفاء : ايوه بچد وفى شهرها التانى على ما أظن ، ويلا من بكرة تاخدها وتابع عند دكتورة نساء عشان توصيها على نفسها والجنين وتتطمن أنت عليها .
ها نفسك فى ايه ، اكيد ولد صوح ؟
كل الصعايدة عيحبوا الولاد !
مسالم : لا عتصدجينى لو جولت نفسى فى بنت ، تكون شبه قمر أكده ، وفى حنيتها .
عشان أنا اتحرمت من امى بدرى وعايز بت تكون فى حنية أمى .
وعايز أسميها كمان شمس ، عشان أكده أكون جمعت فى بيتى الشمس والقمر مع بعض.
فضحكت صفاء مرددة : واكده انت الوحيد اللى تعيش فى النور عشان عندك الشمس والقمر واحنا لأ عاد .
فضحك مسالم وأجابها : كيف ده ، ده حضرتك النور كله .
صفاء بإمتنان : تعيش يا مسالم ، وربنا يجومها بالسلامة .
ثم اسنتأذنت للعودة لبيتها .
أوصلها مسالم إلى باب الشقة ، ثم عاد لقمر يضمها بحب ويقبلها بشوق مردفا : مبروك يا أم العيال .
قمر بفرحة : الله يبارك فى عمرك يا أبو العيال يا غالى .
_فرحان يا مسالم إن عيكون حداك عيال منى ؟
ابتسم مسالم وأجابه : كل كلام الدنيا مش عيوصف فرحتى يا قمرى.
ياااه ، عستنى اليوم اللى أشوف فيه جطعة منى ومنك جدام عينى ، وأحفظها فى جلبى وأجفل عليها برموشى ، عشان مش عتحمل فيها حتى ريح تصبها .
***
لم يغمض جفن لحمدى طوال الليل من التفكير ، وطال إنتظاره لشروق الشمس من أجل الإستعداد للترحيل والهروب .
فحدث نفسه : يكش يا واد عمى تطلع راجل صوح وتنفذ كل اللى أتفقنا عليه بالملى وميحصولش ولا غلطة ويعدى الموضوع بسلام أكده من غير دم كتير .
_ يااااه نفسى أوى فى اللحظة اللى أشوف فيها السما والحرية بعيد عن السجن وأرفه ده ، خلاص جربت أشق خلجاتى منيه .
_ ثم لمعت عيونه بالشر مردفا : وبس أرستأ نفسى أكده وأضمن إن الحكومة بطلت خلاص تدور عليه وساعتها أفوق للخاينة الدون ” قمر” وأعرف أندمها كيف على اللى عملته معايا وأشرب من دمها.
لتمر اللحظات بعد ذلك كالدهر عليه ، ثم وجد الجميع حوله يستعدون للترحيل ، فابتسم واستعد سريعا بقلب منشرح يطالع من حوله بنظرات طويلة وكإنه يقول لهم : هتوحشونى يا ولاد المركوب .
ثم أختلس النظر إلى حمدان الذى كان ينظر له الأخير بريبة من تصرفاته وشك أنه بالفعل سينفذ ما أخبره به .
فحدث حمدان نفسه : سيهرب من قدر الله إلى قدر الله .
ولو علم العبد ما فى الغيب ، لأختار الواقع .
_ بس خليه يعرف بنفسه حمدى ، ويرجع إهنه تانى ، والله أعلم ممكن ميرچعش كمان ويفارق الدنيا كلها وإكده يبقا ريح واستريح .
ليخرج بعدها حمدى إلى عربة الترحيلات ، وقد أوشكت الساعة المحددة فى الإقتراب .
وعلى الناحية الأخرى إستعد زرارة مع رجلين آخرين لتلك المهمة واعدوا لها العتداد من السلاح وسيارة مغلقة محصنة نوعا ما ، دون ارقام حتى لا يتبعها أحد من أفراد الشرطة .
_ ثم أخذوا طريقهم نحو المكان الذى حدده لهم حمدى على الطريق السريع ووقفوا على جانب الطريق فى انتظار العربة التى تنقل المساجين .
_ كانت كل لحظة تمر على حمدى فى الغربة ،تثير أعصابه ثم يحاول بكل جهد أن يكبت ويستكين حتى لا يشك به أحد .
_ وعندما وصلت العربة للطريق المنشود ، هب واقفا وزاغت عينيه من ذلك الشباك الصغير من عربة السجن .
ليأمره العسكرى بغلظة : إتنيل أجعد يا زفت يا جطران يا حمدى ، أنت فاكر نفسك فى رحلة هتبص من الشباك إياك .
فطالعه حمدى بعين حمراء كالنارة المتأجأة وحدث نفسه : ماشى ، هانت بس .
فجلس وبعد لحظات توقفت العربة فجأة فانقلب المسجاين على بعضهم البعض ، فحاول حمدى التماسك والإنزلاق من بينهم .
وسمع أحد العساكر يقول بفزع :يا ليلة مش فايتة .
_ ليتسمع حمدى لصوت إطلاق النار فصاح بفرحة : ايوه أكده ، سمعنى واشجينى.
_ صوب النار زرارة على الضابط المسئول عن نقل المساجين فارداه قتيلا ، أما العساكر فاستسلموا بعد موت قائدهم خوفا .
ليفتح أحدهم باب العربة بعد ما أمره زرارة.
لتنشرح أسارير حمدى عند رؤيته قائلا بفرحة : طلعت قدها وقدود يا واد عمى ، تعيش يا اخوى .
ثم نزل سريعا وعانقه بحب .
زرارة : مش جولتلك ، أنا جدها وجدود .
وبعون الله ، عتلاجينى يدك اليمين فى كل حاچة .
حمدى بإمتنان : ده عشمى فيك يا واد عمى .
والتفت بعد ذلك إلى باقى السجناء الذى كانوا فى حالة هلع وخوف لا يعرفون ما يصعنوا .
فحدثهم حمدى : اللى عايز يچى معايا ويكون من رچالتى يچى يا رچالة ، والشغل معايا بيچيب دهب .
_ ولى عايز يهرب لأى مكان براحته .
_ اما اللى راضى بحياة السچن والأرف يخليه عاد .
فنظر الجميع إلى بعضهم البعض بتفكير ، وقرر إثنين الهرب مع حمدى واثنين هربوا إلى مكان آخر .
وبقى آخرين عقلاء قال بعضهم الآخر : لااا انا مش هقضى اللى باقى من حياه هربان، انا أخلص اللى عليا واطلع واعيش بحريتى مش خايف أحسن .
حمدى : طيب على أكده ، بينا يا رچالة ، قبل ما الحكومة تشم خبر .
لينطلق حمدى معهم نحو بيت تمام الذى أعد له غرفة مجهزة أسفل منزله وشاركه بها ذلك الرجلين ( بهير وعزام ) .
وعندما انطلقوا ، سارع أحد العساكر بالأتصال بمديرية الأمن ليقص ما حدث ، ليصدر بيانا سريعا بالبحث عن الهاربين والأمر بعربية إسعاف لحمل جثة الضابط الشهيد .
*****
كان محمود على وشك مغادرة المنزل ، وتودعه نهلة فحاصرها بذراعيه واقترب منها بشدة ليقبلها .
فأبعدته عنها بخجل مردفة : عيب أكده يا محمود ، أمك تشوفنا عاد .
فضحك محمود مرددا ما قالته ساخرا : أكده وأمك .
اه لو سمعتك ماما ، اللى بتحبك عشان تتعلم منك الإتيكيت .
فضحكت نهلة مجيبة له : أنا بحس إنى مربوطة من لسانى مع الست والدتك يا محمود ، وعطلع الكلمة من طرف لسانى بالزج إكده ومش حساها ولا ليها معنى عندى .
_ لكن معاك انت بحب أكون على طبيعتى ولا تحب أكلم معاك زى ما بتكلم معاها .
فحرك رأسه محمود بنفى : لا أنا حبيتك حبيتك زى ما أنتِ كده يا قلبى.
فخليكِ على طبيعتك اللى بحبها ، ويلا بقا سلام عشان متأخرش .
فدعت له نهلة : ربنا معاك يا جلبى أنا .
ثم رن هاتف محمود ليجيب على الفور : أهلا سيادة اللواء
اللواء مصطفى : أنت فين يا سيادة المقدم ، ليه مش موجود على مكتبك .
محمود بحرج : فى الطريق أهو يا فندم .
اللواء مصطفى: طيب أسرع عشان فيه مصيبة ، لو متحلتش أعتبر نفسك مفصول عن العمل أنت وبراء باشا اللى إجازته خلصت ولسه حضرته موصلش .
_ بس ماشى خليه عنده لانى محتاجه هناك دلوقتى وحضرتك هتحصله .
اتسعت عين محمود مرددا بدهشة : أسافر الصعيد ، طيب حضرتك فهمنى اللى حصل .
اللواء مصطفى : فيه أن اللواء محمد كلمنى عن هروب واحد اسمه حمدى فى القضية اللى كنت حضرتك بتباشرها قبل ما تنتقل القاهرة ، هرب أثناء ترحيله بمساعدة ناس يعرفهم من خارج السجن وراح فيها الظابط المسئول عن ترحيله للأسف .
تفوه محمود بصدمة : حمدى هرب ، بس كده يا فندم حياة الشاهدة على القضية “قمر ” فى خطر ولازم يتعين لها حراسة فورا .
اللواء مصطفى: أتصرف يا محمود مع القادة هناك وبلغنى بلى هيحصل ، انا ورايا مصائب وأشغال هنا .
ثم اغلق الخط فى وجهه .
نهلة بفزع : فيه ايه يا محمود ؟
محمود : فيه أن إنسانة بعد ما الدنيا بدئت تضحكلها شوية ، هتغدر بيها وممكن تروح فيها بسبب انسان عماه رغبة الانتقام عن الحق .
نهلة بعدم فهم : بتكلم عن مين انا مش فاهمة حاچة ؟
محمود : مش وقته أفهمك يا نهلة ، أدخلى أنتِ دلوقتى وحضريلى شنطة سفر لبلدكم ، عقبال ما أروح المديرية ،أتابع الموضوع وأكلم براء أشوف هنتصرف إزاى ؟
نهلة : وأنا هنزل معاك مش هسيبك أبدا .
محمود بقلق : لا أخاف عليكِ، المجرم ده مش سهل ابدا .
نهلة بتصميم : لا لازم أسافر ، مش هجعد اهنه وأحط ايدى على خدى عاد ، أنا مش عطمن غير لما أكون معاك .
محمود : وأمى هتعمل ايه لوحدها ومين يسليها بالدروس بتاعتك .
نهلة بداعبة : وانا مالى يا أخويا جبلها سلاية بالكهربا ولا أجولك هتلها سيلينا تهوى على روحها عقبال ما نرچع .
فضحك محمود : ماشى كلامك يا نهلتى حضرى نفسك وربنا يستر .
ابتسمت نهلة وودعته ثم ولجت للداخل تحضر إحتياجاتهم وفى قلبها فرح للعودة إلى موطن أصلها الذى سيظل فى قلبها مهما بعدت عنه .
وفى الطريق أتصل محمود على براء ، ليبلغه بالأمر .
فلم يعطى براء أى أنفعال وكأنه لم يقل شيئا ولم يهمه الأمر.
فتعجب محمود بقوله : إيه يا براء ، هو مش بكلمك وبقولك الزفت حمدى هرب وقمر دلوقتى فى خطر .
فأغمض براء عينيه بألم متذكرا ما فعلته قمر وعشقيها حمدى معه ، تلك الخائنة التى تم تابت الف توبة ، ستظل فى عينيه خائنة الى أخر العمر ولم يصفو لها ابدا .
فالإنسان للأسف لا يسامح رغم ضعفه ، أما الله عز وجل فيصفح رغم قوته ما أعظمك يا الله .
ثم تحدث ببرود بعد زفير حار أطلقه منفثا به عن غضبه : ما يولعوا فى بعض عادى ، وأنا مالى .
_ مليش انا فى القضية دى يا محمود ، الله يخليك ، بعدها عنى ، انا ما بصدق أنسى شوى اللى حوصل .
_تجوم تشعل النار فيه من چديد ، الله يسامحك واتصرف بعيد عنى .
طعنتى فى قلبى وشرفى ، لا لا لن أسامحها أبدا
أنا ما قدمت لها غير كل حب وما قدمت لى غير كل ألم
محمود بحرج : أنا أسف يا براء , بس بعيد عن اى حاجة ، ده شرف المهنة ، وواجب علينا حمايتها مهما عملت ، وواجب برده نتحرى وندور على المجرم ده ، قبل ما يرتكب اى جريمة تانى .
_ غير كده وكده حضرتك مكلف بالعملية إجبارى، يعنى مفيش اى داعى للأعتذار ، فهمنى .
وضع براء يده على رأسه ونظر أمامه بوجوم وحيرة ، وزاد ترى تعابير وجهه من بعيد فتتعجب ويصيبها القلق ولكن لا تدرى ما يحدث ، فتركت وليدها مع ملك تهدهده ، فينام على صدر تلك الحنونة .
لتقترب هى من براء فتسمع قوله عبر الهاتف : خلاص يا محمود ، هتزفت وأشوف فينه ويا ويله منى ، عشان أكده فتح على نفسه نار چهنم لما يقع فى يدى .
_ أما اللى ما تسمى ، فده هيكون مهمتك أنت ، مليش دخل فيه .
محمود بتفهم : تمام يا براء ، ربنا يعدى المأمورية دى على خير .
_ وبقولك أنا خلاص قدامى نص ساعة وهرجع أخد نهلة ونبدء مشوارنا الصعيد .
وعايز أطلب منك طلب معلش .
براء : أمر يا محمود.
محمود : عايز أهل بيتك يستضيفوا نهلة عندهم ، عشان أى مكان تانى فى البلد فى الظروف دى مش هتكون أمان وهخاف عليها .
_ بس قولى هتكون فيه مشكلة أو إحراج للجماعة ؟
ابتسم براء قائلا بسخرية : يا هلا بمرات أبوى .
دى غالية علينا كلنا ، وفى مجام أمنا كمان .
فتجهم وجه محمود وتلون وجهه بحمرة الغضب قائلا بغيظ : براء أرجوك ، مش قولت ياريت تنسى الموضوع ده إنها كانت مرات أبوك ، ليه مش بتحترم مشاعر.
_ وغيرتى على مراتى يا أخى !
ثم أستطرد بقوله :
_ ولا أقولك خلاص ، هتصرف انا وأحطها فى اى مصيبة واقفل عليها .
_ ربنا يسامحها قولتلها تقعد ومصممة تيجى معايا ، تقولش طالعين رحلة .
فضحك براء : بس بس أعصابك ومعلش يا عمنا معدتش أكررها تانى .
_ متزمزجش بجا وعديها عاد .
_ ،وتعال بس وهاتها وهعملك أحلى عصير ليمون ليك وللبرنسيسة نهلة .
_ ده اكيد بانة أتوحشتها كتير يا أخى .
محمود بصدمة :باااااااانة .
لااااااا
أنا مش مستغنى عن مراتى يا جدع
فضحك براء قائلا : ليه عاد ، دى باااانة بلسم.
محمود : أنت هتقولى !

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى