روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل السادس 6 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل السادس 6 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الجزء السادس

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث البارت السادس

أولاد الجبالي الجزء الثالث
أولاد الجبالي الجزء الثالث

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الحلقة السادسة

جلست نهلة مع والدة محمود تعلمها بعض من فنون الإتكيت ، حتى تكون متميزة بين صديقاتها فى النادى ..
ولكنها بعد أن شعرت بإحتياج محمود لها ، لم تستطع التركيز وشردت كثيرا ولاحظت ذلك والدته فابتسمت مردفة : طب كفاية كده النهاردة يا بنتى ، وأدخلى يريحى شوية وهدى اللى زمانه فقس جوه ده .
فابتسمت نهلة بحرج وقامت قبلت والدته بود مردفة : good night mam .
_ تصبحى على خير .
لتسرع بخطاها إلى غرفتها مع محمود ، الذى كان يفرك فى يديه بتوتر من طول إنتظارها .
ولكن عندما سمع وقع أقدامها وأقترابها منه ، تصنع النوم سريعا .
حدثت نهلة نفسها وهى فى طريقها للغرفة : چيالك يا حب .
واه لو تعرف إنى كمان هشتقلك كيف ما أنت بتشتقلى .
بس عتكسف عاد أبين ، مع إنى هموت فيك يا حوووودة .
ثم أخذت تدندن
على عش الحب وطير ياحمام على عش الحب الحب
قول للأحلام انا جاية أوام على عش الحب الحب
ثم وضعت يدها على مقبض الباب بيد لتفتحه واليد الأخرى قامت بقرص وجنتيها لتجعلها تتورد قليلا ، ثم ضمت شفتيها بحرج وولجت إليه ، لتتفاجىء بنومه .
فزفرت بضيق: انت نمت يا محمووود ، أنت يا حووودة ، يادى الليلة اللى مش فى بالى .
_ كده ، طيب ماشى
_ انا كمان هناااام
ثم توجهت نحو خزينة الملابس واختارت ما يناسب النوم من قميص قصير باللون الأسود وقامت بتبديل ملابسها به.
ومحمود على التخت يتظاهر بالنوم و يطالعها بنصف عين بمكر ، ثم بدئت ضربات قلبه تزيد من اللوعة والإشتياق وود لو قام وحملها وأغمرها بقبلاته ولكنه حدث نفسه : أهدى كده يا معلم وهى هتيچى وساعتها هتعلمها إزاى متقدرش تبعد عنك تانى .
وضعت نهلة عطرها المفضل الذى تسلل إلى أنف محمود فهمس : قلبى الصغير لا يتحمل .
ثم توجهت إلى الفراش بجانبه وجذبت الغطاء .
ليصيح بقلب مشتاااق : أخيرا .
ليقوم بهجوم ثلاثى الأبعاد ، ولكن كاد قلبه أن يتوقف عندما إلتفت إليها ، ووجدها فى ثوانى معدودة قد غفت وأصدرت سيمفونية شخير .
فشعر أن دماؤه تنسحب منه بالتدريج وأصفر جسده وحدث نفسه : لا مش معقول تنام بالسرعة دى !
_دى ولا واحدة أخدت بنج كلى ، مش هتنام بسرعة كده .
_ لا انا كده هروح فيها ، ولازم تصحى .
ثم اقترب منها يقبلها بنعومة مردفا : نهلة روح قلبى ، أصحى عايز أتكلم معاكِ فى موضوع مهم .
فأبعدته نهلة عنها بإحدى يديها مردفة بحنق : مش وقته هملنى عايزة أنام .
فنظر محمود لسقف الغرفة ورفع يده : يارب لو ده غضب منك عليه سامحنى ، لكن أنا مقدرش على كده .
_ دى ممكن تجيب أجلى وأنا فى عز شبابى .
الصبر من عندك يارب.
*****
إستطاع دكتور التجميل بمهارة أن يجعل مرام شديدة الشبه بتلك البنت التى لاقت حتفها فى ذلك الحريق .
فطالعت نفسها فى المرآة مرددة : مش بطال ولو أن ملامحى كانت أحلى .
بس كله يهون وأخلص من السجن اللى انا فيه ده وأخلص من شاهين .
لتستعد بالفعل للخروج بعد عدة أيام ، بعد أن تعافت من أثر العملية .
فولج إليها شاهين والحزن يكتسح عينيه مردفا : خلاص يا مرام ، مفيش فايدة ، هتخرجى وتسبينى.
_ مش عارف صراحة هستحمل بعدك إزاى ، بعد ما بقينا روح واحدة ، وهتوحشينى جدا .
_ وهيوحشنى أكتر شكلك القديم ، لإنى حاسس بشكلك دلوقتى ، انك بقيتى غريبة عنى ، لكن أنا متعلق بروحك اكتر ..
مرام باصطناع الحزن : انا هبعد عنك اه ، لكن صدقنى هسيب قلبى معاك .
_ انت أعظم راجل عرفته فى حياتى ، راجل بجد .
شاهين بفرحة : بجد يا مرام ، يعنى هنتقابل تانى كتير ومش هتنسينى.
مرام محدثة نفسها : انا نفسى أصلا أمحى اسمك من الوجود يا بارد ، بس اعمل ايه اللى ليه حاجة من الكلب يقوله يا سيدى .
مرام : طبعا عمرى ما هنساك وفى أول فرصة أقدر أشوفك مش هتأخر .
_ يلا أمشى بقا حالا ، عشان الجماعة اللى مستنينى أستلم الشقة ، وكمان مكتب الشغل .
_ سلام يا عمرى.
ليصبح اسم مرام من تلك اللحظة ” شاهندة سالم العمرى ”
فماذا يا ترى ستفعل مع براء ؟
******
تزوج جاسر من حسنية ، وعندها خلعت ثوب الفضيلة التى كانت تدعيه أمامه ليتزوجها .
_ ثم حاولت إحكام السيطرة عليه عن طريق إستخدام أسلوب الإغواء لكى يستمع لكل ما تقوله وتبث سموها فى إذنه ليرضخ لها .
جاسر : بجولك يا بت ما تجومى ترقصيلى شوية .
فضحكت حسنية بمياعة : بس أكده ، عيونى يا سيد الناس .
ده حتى فيه غنوة حلوة جوى ، عتلاقى وسطى هيرجص لحاله .
چاسر : بچد اسمها ايه وانا عشغلالك على التلفون .
حسنية : سطلانة .
والنبي تديني ياشيف
حبة دلع ف رغيف
علشان أشبع م الفرحة
واوفر المصاريف
عمالة الدنيا تلف تلف ومرقصانا
لتشرد حسنية فيما حدث قبل ارتباطها بجاسر .
إسماعيل : يعنى يا بت ، جولتى عتجيبى الراچل من جفاه عشان يتچوزك ومجاش لغاية دلوك .
مش هيچى ولا ايه ؟
حسنيه بدلع : كيف ده هيچى وهيچى كمان وتخليه كيف الخاتم فى صباعى ، وهيكون ولدك اللى مخلفتهوش وهنعيد أمجاد أبوه حمدان من جديد .
إسماعيل : ياريت ونفتحها بجا على البحرى ، بدل شغل الجطاعى ده ، عشان الواد جاسر ده خابر المعلمين الكبار اللى كان عيشتغل معاهم حمدان .
وكان ماشى كويس لولا جابر اللى عملنا فيها شيخ وخلاه يتوب .
فضحكت حسنية ساخرة : وانا هتوبه عن التوبة دى يا ابوى .
إسماعيل : تبجى بت ابوكِ بصحيح .
لتفوق من شرودها على معانقة جاسر لها قائلا بشوق: تعالى يا بت نكمل الدلع ده چوه .
فضحكت وسارت أمامه بتغنج ، وعندما دلفوا للداخل قالت له : جولى يا جاسر .
جاسر : أجول ايه، هو ده وجت كلام ، لا ده وقت شغل .
حسنية : بس إستنى عشان أنا روحى راحت لحاچة أكده ، اوصفهالى بس وبعدين أعمل ما بدالك .
جاسر : هى اى دى يا بت ، وانا أچبهولك ، ان شاء الله يكون لبن العصفور .
حسنية : خابر يا جاسر ، انا ياما مشيت جدام سراية منصور بيه ،واتمنيت يكون عندى زييها وإبجا أكده سيدة الجصر .
فضحك جاسر : وماله هى الأحلام ببلاش ، إحلمى يا بت .
تصنعت حسنية الغضب مردفة : عتتمخسر بيه يا جاسر .
_ ولا جصدك تجول إنى مشبهش يعنى أكمنى بت الجهوجى ومليش أسكن فى جصور .
جاسر : لا يا بت أنتِ تستاهلى كل حاچة حلوة فى الدنيا ، بس خلاص يعنى زمن منصور وحمدان ولى ، وانا بجيت على باب الله بشتغل مع اخوى جابر بالحلال ، والمهية يدوبك عتكفينا نعيش مستورين بالعافية .
حسنيه بصوت يشبه فحيح الأفعى : وايه اللى چابرك على المر ده ؟
_ ما تبعد عن أخوك ده اللى وجفلك زى المية فى الزور ، ونشوف حالك بره مع اى شغلانة توكلك الدهب زى زمان ونچيب الجصر ونعيش ملوك يا حبيبي.
قطب جاسر جبينه قائلا : جصدك ايه يا بت ، عايزانى إياك أرجع لأيام الشقاوة ، لا لا انا توبت وعاهدت جابر إخوى على أكده.
حتى أبوى لما بزوره بيجول إياك يا جاسر ترجع لسكة الحرام وأديك شايف حالى عامل كيف .
حسنية : أبوك بس عشان غشيم ومش فاهم الدنيا كويس ، لكن أنت حاچة تانية ، وانا واثقة إنك هتكون ولا ابن الجبالى فيه زمانه ومش هتوقع الا واقف .
فحرك رأسه جاسر : لا لا .
فذمت حسنية شفتيها بغضب ثم قالت : أكده ، طيب .
أوعى أكده عشان عايزة أنام لحالى النهاردة ، مزاجى أكده .
وانت روح نام چمب أخوك الصغير جاد .
فقام جاسر غاضبا بقوله : أكده يا حسنية ، عتساومنيى عشان أقرب منيكِ .
_ بس براحتك ، مش حرمة اللى عتمشينى عاد .
_ وماله هروح أنام مع اخوى .
فحدثت حسنية نفسها : لما أشوف مين اللى عيمشى التانى عاد .
*******
تجهز مسالم ذلك الرجل الذى يعد فريدا من نوعه فى ذلك العصر ، بعربة حنطور وزينها بالورورد والبلاليين .
ووقف بها أمام باب سجن النساء يتنتظر بفارغ الصبر خروج ” قمر ” التى تأخرت بعض الشىء .
حيث تجمع عليها السجينات ليحتفلوا بها بعد أن إرتدت فستان الزفاف وقاموا بإطلاق الزغاريد وغناء الأغانى الفلكلورية القديمة الخاصة بالمناسبات.
ثم حان الوقت لتودع هذا السجن الكئيب الذى قضت به اسوء أيام حياتها ولكنها حمدت الله على هذا الضراء الذى كان بمثابة منحة جديدة لها وحدثت نفسها : يااااه مش مصدقة نفسى ، إنى خلاص هطلع من إهنه واشوف نور الدنيا من تانى.
_وأعيش حياة تانية مع راجل اختارنى قبل ما اختاره واشترانى رغم عيوبى دى كلها .
_ اه لو أقدر أديله عمرى فوق عمره ، مش هرفض .
_ ياااه يا مسالم ، انا لو جعدت العمر كله تحت رچليك أخدمك مش هوفيك حقك عليه .
_ ربنا يقدرنى وأسعدك زى ما فرحتنى .
ثم خرجت لتجحظ عيناه من الفرحة عندما رأت ما أعده لها ، فبكت من الفرحة وتذكرت الفارق بين زواجها من براء الذى كان فى السر وبدون فستان أبيض وكانت تتلفت كى لا يراها احد .
وبين زواجها فى السر أمام كل الناس وبهذه الطريقة المبهجة .
قمر : يا سلام على الحلال قدام الناس كلها ، ليه طعم تانى ، مش اللى كنت فيه الأول كيف الحرامية .
ثم تقدم منها مسالم ودموع الفرحة فى عينيه ورفع يدها إلى فمه وقبلها قائلا : أخيرا القمر طلع عشان ينور حياتى .
_ حمدالله على السلامة يا روح جلبى .
_ نورتى العالم كله ونورتى دنيتى الصغيرة ، اللى بعون الله على قد ما أقدر هملاهم سعادة ليكِ .
_عشان تعوضك عن كل لحظة عشتيها عفشة .
بس صراحة حتة جمر جمر بالنقاب عاملة كيف الملائكة
مبارك عليكِ يا روح قلبي.
فطالعته قمر دون كلام بنظرة طويلة تتأمله ثم همست : بچد انت حقيقى يا مسالم جدامى ، وانا خرجت وهنچوز .
_ حاسه كإنى فى حلم وأتمنى ما جومش منه ابدا.
مسالم : لا حقيقة يا جلب مسالم ، وعتفرحى وتتهنى كمان .
ثم عاتقها بحب بين هتافات محبينه حوله والتصفير ولكن تدخل والدها هريدى بقوله : مش حولنا الحچات دى جدام الخلق عيب ، لما تروح بيتكم عاد .
فابتسم مسالم مرددا : حاضر ،يا عمى .
وسعى كده يا قمر متجبليش الكلام عاد .
ثم تقدمت منها ملك وعناقتها بحب مردفة: الف مبروك يا قمر وحمدلله على سلامتك وكفارة ان شاء الله يا حبيبتى..
وزى العسل النقاب عليكِ وعجبالى يارب .
قمر : الله يبارك فى عمرك يا غالية ، ربى ما يحرمنى منك .
باسم : مبروك يا قمر ، ربنا يسعدك .
ثم أخرج ظرف وأعطاه إياها قائلا : دى حاچة بسيطة بمناسبة الچواز .
تخرجت قمر ورفضت : لا معيزاش حاچة ، كفاية مچيتكم بالدنيا كلها .
باسم : لو مخدتيش هزعل والله .
ملك : متزعليش الدكتور باسم يا قمر ، ده زعله واعر جوى .
قمر : وانا اقدر بردك ، لتاخذه منه .
ثم ودعتهم ليحملها سالم فى على الجزء المخصص للجلوس فى عربة الحنطور ، ليبدء خطواته نحو منزلهم .
_ لتعيش حياة جديدة وفريدة من نوعها ولكن هل سيدوم صفو معيشتهم ؟
*****
جلست زاد فى غرفتها تحدث نفسها : يعنى عرفت انى خلاص فضلى كام يوم وأولد يا براء ومجتيش بردك تطل عليه .
_ عايز الولد ينزل وأبوه مش موچود ، لتضع يدها على بطنها تتحس جنينها وتحدثه : شوفت أبوك وعاميله من أولها يا ولدى .
_ عشان إكده أوعاك تطلع زيه ، مهتفهمش ومعندكش جلب ..
_ بس صراحة رغم أنه أكده ، بس وحشنى جوى ووحشنى حضنه ، بس ياما نفسى أملص ودانه عشان يحس بيه ..
لتتفاجىء بصوت تعلمه جيدا من ورائها يقول : هو مين ده اللى تملصى ودنه حضرتك !!
فاستدارت له زاد بفرحة وصاحت بحب ولهفة : برااااااء .
فابتسم براء لرؤية اللهفة فى عينيها والشوق لها ، فأسرع إليها ليعانقها بقوة هامسا : وحشتينى ، وحشتينى جوى جوى يا زادى .
فعقدت زاد حاجبيها وأجابته بتهكم : يا شيخ !!
_ لو كنت وحشتك كنت چيت بدرى عن إكده ، مش چى على أخر وقت .
براء بضحك : مهو انا أكده ، احب أجى فى المفيد على طول .
ألا جوليلى الدكتورة جالت هيشرف ميتى معاذ حبيب أبوه .
زاد : أكده يا براء ، يعنى انت چى مخصوص عشان إبنك مش عشانى ، طيب ايه رئيك مش هولد بجا .
فضحك براء : امال هتعملى ايه ، هتشفطيه عاد ، ولا أجولك نزليه على إسطوانة .
زاد بغيظ : هتتمجلس عليه إياك !
براء : لا انا أقدر
ثم استأذنت زهيرة للدخول مردفة بحزن : عايزاك فى موضوع أكده يا ولدى بينى وبينك ثم نظرت إلى زاد بحرج .
ففطنت زاد أن عليها الخروج لتتيح لهم التحدث بحرية .
فقالت : انا عروح أتمشى شوى فى الجنينة عشان الولد زهجان .
فضحك براء قائلا بسخرية : طبعا من كتر عمايلك زهجتيه .
فصكت زاد على أسنانها بغيظ مردفة: أكده يا براء ، والله لأخليه يعضك.
فابتسمت زهيرة مردفة : الله يقومك بالسلامة يا بنى ، أنتِ وعزة ما خلاص هى شهرها اللى هيهل ده .
زاد : امين يارب وجولتيلى عايزة تسمى البنت ايه عاد ؟
زهيرة : عتسميها ريحانة .
زاد : اسم جميل جوى ، ومن حلاوة الإسم بفكر أخدها لولدى معاذ .
ايه رئيك يا براء ، موافق صوح ؟
لتستطرد بجدية :
_ خلاص لما تشوف باسم اقرء معاه الفاتحة .
فوضع براء يده على رأسه عندما شعر بفوران الدم فى رأسه مردفا : فعلا أنا عايز اشوف باسم بس عشان يقسلى الضغط اللى على عليه ، إرحمنى يارب .
_ بجولك ايه يا تنزلى حبيبتى أتمشى واطلعى من دماغى وابقى حضرى للولد البامبرز الاول مش تخطبيله .
_ فرمقته زاد بغيظ ثم خرجت وأغلقت الباب بقوة ورائها .
براء بغضب : ماشى لما تطلعيلى .
زهيرة بضحك : معلش يا ولدى ، هى الستات أكده فى الحمل ، اللى بيجولوا عليها دى هرمونات الحمل ، بتكون كيف الشعرة أكده ، شعرة انبساط وشعرة نكد وانت وحظك بجا .
براء : خابر ياما وعلى جلبى زى العسل ، خابرة ليه !
_ عشان اللى عملته فيها كتير جوى وهى سامحت عشان جلبها ابيض وعتحبنى .
_ فكيف انا مستحملهاش فى حجات هايفة أكده .
ابتسمت زهيرة مردفة : ربنا يكملك بعقلك يا ولدى ، ويسعدكم ويهنيكم وتفرحوا بولدكم اللى هيجى بالسلامة بٱذن الله .
ثم تنهدت زهيرة بحرارة نابعة بحزن ، ليسئلها براء : مالك يا ست الكل ، شايلة ليه الهم إكده وانا موجود على وش الدنيا .
_ جوليلى ايه شاغلك وانا بأمر الله أحله ؟
زفرت زهيرة بضيق قائلة : بانة يا ولدى .
براء بقلق : مالها بانة ، انا جلبى حاسس بردك إن فيه حاچة لما شوفتها .
_ مش هى دى بانة اللى إعرفها ، شقية وبلسانين ، ووشها هيبوك الدم ، فچأة لجتها وشها أصفر وعتسلم عليه من غير روح أكده .
وعينيها فيها حزن وجولت هطمن بس على زاد اللى مغلبانى دى وبعدين أروح عاد اتكلم معاها وأشوف مالها .
زهيرة: بانة يا ولدى مصنتش النعمة اللى ايديها ،ودورت على الخراب بإيديها وقعدت تتعالى وتتكبر على چوزها وفاكرة نفسها أنه هيفضل طوعها طول العمر وهيتحملها مهما جالت ومهما إهانته جدامنا ، واخرته يزعل شوية ويعاود تانى ليها .
وادى أخرتها طفش يا ولدى بچاله بتاع تلت شهور أهو .
_ومش راضى يرچع ، مهما بعت فى مراسيل ليه ، وكمان باسم راح لحد عنديه وبردك رفض وقال صعب يعيش مع بانة تانى بعد اللى حوصل ، وان حاچة إنكسرت چواه من ناحيتها ومش هترچع تانى .
_ وهى يا حبة عينى رغم أنها هتكابر وتبين أنه مش همهمها ، لكن عتاكل فى نفسيها والحزم عشش عليها ، وأديك شوفت بنفسك .
_ أنها بقت واحدة تانية خالص غير اللى نعرفها ،مكسورة أكده وروحها تايهة.
تنهد براء بقهر على حال أخته قائلا : لا حول ولا قوة الا بالله.
ليه أكده يا بانة ، ده انا ياما حظرتك ووعيتك ، وجابر صوح راچل ملوش مثيل وبدال ده حالها دلوك يعنى معناها عشقته زى ما هو عشقها .
_طيب ليه أكده يا بنت الناس .
زهيرة : مجنونة هنعمل ايه بس .
بس صعبانة عليه أوى رغم كل حاجة.
وعشان أكده تعال على نفسك يا ولدى عشان حتى الولد الصغير وروح كلمه يمكن يسمع منك وربنا يهديه ويچى معاك .
فأومأ براء : أكيد يا ست الكل هعمل أكده ، دى بانة مهما عملت هتفضل الغالية ووصية أبوى الله يرحمه .
ابتسمت زهيرة وربتت على كتفه بحنو وقامت قائلة : ان شاء الله يخليك يا ولدى ويجوملك زاد بالسلامة .
ويلا عاد أنزل لمرتك المتزربنة دى وخدها على قد عقلها وأطلع ريح شوية وأشبع منيها ، وبعدها تروح يا ولدى لجابر وربنا يهدى سرهم .
امسك براء يد والدته وقبلها قائلا : عيونى حاضر .
*****
ولج باسم إلى غرفة عزة ليطمئن عليها ، وعندما رأته أسرعت إليه تحتضنه بحب مردفة : يااااه اخيرا چيت يا باسم توك ، ده أنا جولت إنك خلاص نسيت عزة .
طيب حتى لو نسيت عزة ، نسيت بتك اللى قربت تيچى للدنيا .
باسم : لا طبعا ولا نسيتك ولا نسيت بتى.
طمنينى عليكِ كيفك وكيف ريحانة الصغيرة ؟
عزة : بخير ، وأهى هانت وتچيلك يمكن ساعتها تقدر على انا مقدرتش أعمله .
باسم بإستغراب : هو ايه ده ؟
عزة : تنسيك حالك وملك المسيطرة على عقلك وجلبك شوى ، وتعرف أن فيه حچات تانية مهمة غيرها .
فتبدلت ملامح باسم للغضب وانفعل بقوله: إيه الهبل اللى عتجوليه ده !!
_ تبقى غلطانة لانى مفيش حاچة على وش الدنيا تقدر تنسينى “ملك ”
واصلا مفيش مقارنة خالص بناتهم ، ملك مراتى وحبيبتى ، وريحانة بنتى وجلبى ، ده حب وده حب تانى خالص .
فانفجرت عزة فى البكاء مردفة : امال انا إيه عنديك يا باسم .
انا فين من كل ده ؟
_ مجرد بطن شالت وبس ، مليش اى قيمة عنديك.
ومهما حولت أقرب منيك ، تبعد ومش شايف ولا حاسس غير بملك وبس .
لا انا تعبت تعبت من أكده ، وحرام عليك كمان .
تألم باسم من أجلها ودموعها التى تشعره بالاختناق ولكن حقا الأمر ليس بيده ، فالقلب له سلطان وهى تعلم بذاك ووافقت على ذلك ، فلما تتذمر الأن ؟
أطلق باسم تنهيدة حارة وحاول التلطف بعض الشىء معها ، حتى لا يتحمل إثمها ويبعث يوم القيامة وشقه مائل لأنه لم يعدل بين زوجتيه .
باسم بلطف : بس هدى نفسك يا عزة ، وايه اللى عتجوليه ده !
كيف يعنى ملكيش أهمية عندى ، ده كفاية إنك أم بنتى ، يعنى اكيد ليكِ معزة عندى ، وفى الاول والأخر أنتِ مرتى يعنى ليكِ حقوق عليه ولو قصرت فيها بيكون غصب عنى ..
لمس قلب عزة تلك الكلمات رغم أنها لا تدل على اى شىء ولا الحب التى تتمناه منه ولكنها رضيت بها واعطتها أمل أن يحبها باسم .
ثم حدثته بخجل : يعنى عيجى اليوم اللى تحبنى فيه كيف ملك ؟
فماذا سيجيبها باسم ؟
…..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى