روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الخامس 5 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الخامس 5 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الجزء الخامس

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث البارت الخامس

أولاد الجبالي الجزء الثالث
أولاد الجبالي الجزء الثالث

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الحلقة الخامسة

كرصاصة أخترق كلام بانة قلب جابر ، فأدماه ، وحدث نفسه : إظاهر صوح زى ما بتقول الحب مش كله حاچة ، وشكلى إكده هندم على چوازى منك يا بنت الحسب والنسب .
_ وإظاهر إنى غلطت لما سكت كتير على طبعها الصعب وكنت بحاول أداويه بالحب وأعدى وأغفر لكن للأسف كنت غلطان وطلع صوح اللى عيكتبوه على الفيس بوك
” لما تتنازل عن حقك ديما هيفتكروه حق مكتسب ليهم ، وساعتها مش هتقدر تكلم عشان انت اللى عملت فى نفسك كده من الأول ”
لذا طالعها جابر بنظرة طويلة محملة بالعتاب واللوم قائلا بصوت مقهور : تشكرى يا بنت الأكابر وكتر خيرك لغاية أكده ، إنك استحملتينى عاد .
_ وصوح كيف ما جولتى الحب كيف الهم وللأسف أبتليت بيه .
شعرت بانة من صوت جابر الملىء بالحزن بإنذار خطر وحدثت نفسها : ايه اللى هببتته وجولته ده !
_ مفيش فايدة فى لسانى المتبرى منى .
_ بس انا خابرة جابر عيحبنى وبعديها كيف كل مرة .
لذا حاولت التبسط والمرح بقولها : ايه يا جابر ، اوعى تكون بردك أتزرزرت من كلامى ، انا بضحك معاك يا راجل .
لكن انت جوزى وحبيبى وأبو ولدى انا كنت أجصد جاسر بس .
_ لتصيبها الصاعقة التى جعلتها تتجمد فى مكانها حين قال دون تردد أو ضعف
جابر بقهر : لاااا يا بت الجبالى معدتش ينفع كلام ولا إعتذار .
حلو جوى أكده ، وانا خلاص عرفت حالى انا ابن فلاح ومش متعلم وكيف ما بيجولوا رحم الله امرىءٍ عرف قدر نفسه .
وعشان أكده حليتك من الارتباط بيه يا بانة .
وهتخدى حريتك يمكن ربنا يبعتلك النصيب اللى كنتِ عتتمنيه .
فاتسعت عين بانة ودق قلبها بشدة وبكلمات متعثرة: جصدك ايه يا جابر ؟
جابر بتأكيد : جصدى زى وضوح الشمس يا بنت الأكابر.
بانة أنتِ طااا ، فصرخت بانة ووضعت يدها على فمه مردفة بترجى مصحوب ببكاء شديد : لاااااا يا جابر ، ده انا أموت فيها .
_ أوعاك تجولها ، اه حقك تزعل منى ونتصالح ومتهونش عليك بانة كيف كل مرة .
_ لكن تهملنى لاااا يا جابر ، أرجوك .
جابر بإنكسار : صدجينى ، مبجاش ينفع .
ثم أخرج تنهيدة حارة مردفا : سلام يا بانة ، وخلى بالك من غيث .
وهبجا أبعت جاد يچبوه ليه أشوفه فى المصنع .
قال جابر كلماته تلك ولم يحاول النظر لعينيها الباكيتين كى لا يضعف أمامها ، فكم كانوا دوما سر ضعفه .
ثم التفت ليغادر ، فأمسكت بانة بذراعه وشهقاتها من البكاء تمزق قلبه مردفة : جابر .
جابر : انتهى يا بانة ، متحوليش عاد .
ثم نزع يدها وخطى خطوات سريعة ، ليقف فجأة عند سماع صوت زجاج يتهشم ، بعد أن حطمته بانة بزجاجة عطر لتنفث عن غضبها وصرخت بقولها : أنت فاكر نفسك مين يا جابر ، عشان تسبنى انا بانة الجبالى .
_ أكده ، ماشى .
_ انا خابرة انك هتچيلى تانى راكع وتبوس الإيادى .
وانا اللى أجول لأ .
فابتسم جابر ابتسامة صفراء ممزوجة بمرارة الايام وحدث نفسه : متلومش الا نفسك يا جابر .
ثم أسرع للمغادرة من القصر ، متوجها نحو مصنعه .
يا صدمتي في أكثر الناس ويا خيبة ظنوني
يا ضيق صدري
لا ذكرت إني عليهم ما كذبت
يا طعنة خلتني انسى من سبايبها طعوني.
أفزع صوت الزجاج المتهشم ،قلب زهيرة وملك وزاد .
أما عزة سمعت ولكنها كانت فى حزن يعميها عن الأهتمام بأحد .
ولجت فى بادىء الأمر زهيرة إلى بانة فوجدتها تفترش الأرض وتضم رجليها إلى صدرها تبكى وغيث الصغير يبكى .
فأسرعت زهيرة لحمل الطفل فى بادىء الأمر .
زهيرة بفزع : الله اكبر ، حصل ايه يا بنتى .
ثم حدثت الصغير : أصمله عليكِ عليك يا حبيبى ، بس بس .
ثم ولجت ملك وزاد .
زاد بقلق: خير ، حوصل ايه ؟
أما ملك فأسرعت إلى بانة وساعدتها على النهوض مرددة : حبيبتى يا بانة ، سلامتك .
جلست بانة على طرف فراشها تبكى وتنظر إلى وليدها بحزن ، بعد أن تركها جابر .
ولكنها لم تستطيع قول ما حدث لتكبرها فحدثتهم : مالكم عتبصولى ليه أكده ؟
_ مفيش حاچة ، شكله أكده اكتئاب الولادة اللى عيجولوا عليه باين .
طالعتها زهيرة بشك ولكنها لم تتكلم حتى تنفرد بها وتعرف ما حدث .
زاد بلطافة :ليه بس أكده يا حبيبتى ، اكتئاب ايه بس وليه ؟.
_ ده حتى معاكِ جابر چوزك يتحط على الجرح يطيب وشيلك من على الأرض شيل .
_ مش أخوكِ اللى مش بيريحنى حتى بكلمة، وكلامه كله أكده رصاص ومفهوش حنية واصل .
ثم حدثت نفسها : بس أعمل ايه عحبه بردك وأموت فيه
تلومني الدنيا إذا أحببتُه
كأني أنا خلقت الحب واخترعته
كأنني على خدود الورد قد رسمته
كأنّني أنا التي للطير في السماء قد علمته
ثم أستطردت بقولها :
_ تصورى أكلمه عاد فى التلفون اجوله تعبانة ، عتيچى امتى هتدلى مصر ميتى تودينى للدكتورة .
_ يجول ، أسيب الشغل و أنزل عشان حضرتك بتدلعى .
_ ما عندك أمى ولا بانة تاخديهم .
فحدثت بانة نفسها بقهر : ايوه ، بس انا معرفتش أصون عاد النعمة اللى كنت فيها .
_ وانتم كمان شكلكم حسدوتنى ، ايوه ده عين وصابتنى .
أشارت زهيرة على زاد : بردك أكده يا زاد !
_ عشان جالها مرة ، عشان خابرة ومتوكدة أنه مزنوق فى الشغل اليومين دول وكله فوق رأسه ، بعد ما محمود أتجوز نهلة .
وكمان جالها وهو مطمن عليكِ عشان خابرة انك بين أهلك وناسك .
_ لكن جبل أكده ، كنتِ أول ما يحس صوتك بس تعبان يچرى يا حبة عينى يچى على ملأ وشه ، يطمن عليكِ .
وأنتِ خابرة الطريق طويل كيف من القاهرة الصعيد .
صكت زاد على أسنانها بغيظ مردفة : يعنى بردك كان چه بنفسه ويعاود تانى ، وهو كله مش من ابنه عاد ولا ابن الچيران
فضحكت زهيرة : ابنه عاد لوحده اياك .
_ الله يهدى سركم يا بتى ، روحوا وانتم عاملين كيف الجط والفار أكده .
فضحكت ملك : صوح يا حاچة .
فرمقتها زاد بحدة قائلة :خليكِ محضر خير يا ملك .
فأردفت ملك بحرج : وانا مالى عاد ، انا مش عايزة غير ربنا يجومك بالسلامة .
_ جوليلى عتسمى الولد ايه ؟
زاد : عنسميه معاذ بإذن الله.
ملك ببشاشة وجه : الله اسم چميل ، ربنا يچيبه بالسلامة .
على كده عزة عتجيب عروسة ، ونچوزهم لبعض .
فضحكت زاد : ايوه .
وهنا صرخت بانة : أطلعوا بره مطيجاش صوت چمبى .
فأمرت زهيرة ملك وزاد بالإنصراف مردفة : روحوا ريحوا انتوا عاد ، وانا اتكلم مع بانة كلمتين .
شعرت ملك وزاد بالحرج ثم غادروا دون أى كلمة.
لتجلس زهيرة فى أمام بانة مردفة : جوليلى اللى حوصل ومتخبيش عليه حاچة ، لانى خابرة من عينيكِ أنه فيه حاچة حصولت وواعرة جوى كمان .
فبكت بانة والقت بنفسها على صدر والدتها مردفة بقهر : جابر هملنى ياما تصورى ، وكان عيرمى عليه يمين الطلاق كمان لولا انى لحقته ..
وبعدها هملنى ومشى وحال ايه عيبعت اخوه الصغير عشان ياخد ابنه يشوفه .
_ بس ابدا مش عخليه يشوفه ، وهندمه على اللى عمله فيا ده .
_ هو كان يطول يچوزنى أصلا ، دى آخرة التنازل .
_ شوفتى ياما اللى حصلى من ابن حمدان ، ابن المچنونة .
لتطلق بانة صرخة بعد أن أتمت كلماتها تلك ، حيث صفعتها زهيرة على وجهها ، صفعة قوية مردفة بإنفعال : والله ما حد مچنون غيرك يا بت الجبالى .
_ ارتحتى إكده لما ضيعتى چوزك من يدك يا خايبة.
_ بس انا اللى غلطانة انا وابوكِ الله يرحمه عشان دلعناكِ كتير جوى ، لغاية ما شوفتى نفسك بزيادة .
_ وضيعتى النعمة اللى كانت فى يدك ، اللى كان الكل عيحسدك عليها .
_ فاكرة نفسك مين عاد يا بتى ، ابوكِ الله يرحمه مكنش يملك غير وظيفته وبس ، أما الجصر والهيلامان ده ، ده اللى عمله عمك ممدوح بالحرام وده مفروض يخلينا نطاطى روسنا فى الأرض مش نتكبر يا فالحة .
بانة ببكاء : حرام عليكِ ياما ، عتضروبينى وتعاتبينى ، بدل ما تروحى تكلمى معاه وتجوليله عيب أكده .
زهيرة بحنق : عيب ايه ، يا أمو العيب أنتِ ، ده أنتِ اللى كلك عيوب وهو كتر خيره كتير إستحملك عشان بيحبك وأستحمل صوتك العالى واهانتك ليه بالكلام حتى جصادنا من غير ما تستحى.
_ وياما جللتى منه ، مش خابرة على ايه !!
بانة بكبر : ايوه انا معايا شهادة وهو لأ .
زهيرة بسخرية : جتك خيبة ، شهادة إيه يا موكوسة ، ده أنتِ محصلتيش دماغ عيل فى رابعة ابتدائى ، أما هو بسم الله ماشاءالله ، دماغه توزن بلد ، عشان الموضوع مش بالتعليم يا بانة.
_ انا جايمة وسيباكِ تبكى يا بانة ، عشان اللى زى چابر ده ، يتبكى عليه العمر كله .
بانة : يعنى ايه هتسبينى أكده من غير حل ، ولا تحاولى انتِ واخوى ترچعهولى ، عشان حتى غيث الصغير.
زهيرة بنفور : لااا خابرة ليه ؟
_ عشان خسارة فيكِ .
ثم التفتت وغادرت زهيرة وتركتها تبكى ندما على ما فعلته معها .
ولكن كان قلب زهيرة يأن لها ولكن ادعت الثبات حتى تجعلها تشعر بما فعلت بنفسها وتندم .
ولكنها دعت الله ( ربنا يهدى سركم يا بتى ويرچع جابر ليكِ الطيب الأمير ، ولو اروح انا ليه وابوس يده ، بس عشان خاطر الولد الصغير ) .
******
حمدان مع حمدى فى السجن
سخر حمدى من حمدان لمدوامته على الصلاة والقرآن وبكاؤه المتواصل ندما على ما فعله فى حياته.
حمدى : خلصت صلاة يا سيدنا الشيخ حمدان .
قام حمدان عندما سمع صوت حمدى من على مصلاته ، ثم انحنى ليجذب المصلية ونفضها فى الهواء ثم استغفر قائلا : خير يا حمدى ، عايز حاچة .
حمدى ساخرا : هأو يا سيدنا ، عايز سلامتك .
_ ثم اتبع سخريته نظرات حادة قائلا : بجولك ايه يا حمدان ، كل اللى عتعمله ده ميخليش عليه يا راچل يا كبير.
_ ده احنا ندفنينه سوا ، فبطل شغل المشيخة دى مش عليه عاد .
استغفر حمدان قائلا : استغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة الا بالله.
_ بجولك ايه يا حمدى ، اه خابر إننا كنا دافنينه سوا ، بس خلاص انكشف وكل واحد منينا خد جزاؤه .
_ وكيف ما جولت انا راچل كبير ، يعنى مبجاش فى العمر بقية ، وهقابل وجه كريم .
_ وعشان إكده ، عايز أقابل ربنا وانا يستغفر وأصلى ونادم على اللى عملته فى نفسى ، وأتوسل إليه يقبل توبتى ، لعل وعسى من رحمته يغفرلى ويسامحنى .
_ فايه مضايجك من إكده يا حمدى ، هملنى بجا وسبنى لحالى .
_ احنا خلاص مفروض مفيش بينا مصالح ، ولا عاد بينا كلام .
_ كله انتهى .
_ ونصيحة منى يا حمدى ، عشان انت شباب لسه ، أول ما تخرج من إهنه اشتغل وكد بالحلال ، لان زى ما أنت شايف الحرام عمره ما يدوم وأخرته عفشه وعذاب من ربنا .
فضحك حمدى : والله يا مولانا ، اللى هداك أكده يهدينا .
بس انا لسه جدامى شوية على التوبة دى ، مش قبل ما أعمل جرشين للزمن عشان اتوب وانا مستور ، مش أشحت .
حرك حمدان رأسه بآسى مرددا : مفيش فايدة يعنى .
طيب چيلى ليه يا حمدى ؟
_ انا جولتلك خلاص انا توبت إلى الله ، وكمان انا مش ضامن أخرج من إهنه وممكن أموت كمان فى السجن .
_ فعايز منى ايه ؟
حمدى : لا يا راجل متجولش أكده ، جال تموت جال إهنه .
حمدان : انا عمرى خمسين سنة ، حط عليهم تأبيدة يعنى خلاص حسن الختام .
حمدى بمكر : وتحط ليه ، وايه يجعدنا إهنه يا حمدان ؟
فضيق حمدان عينيه وتساؤل: امال هنجعد فين ، هيفسحونا إياك .
فضحك حمدى ، ثم همس : لاااا هنُهرب .
فشهق حمدان : نُهرب كيف !!!
_ انت إتجننت ، انت عارف أنه ممكن لو قفشوك وانت بتهرب ممكن يدوك رصاصة تچيب أجلك ، أو يسلطوا عليك الكلاب تنهش لحمك ، ولو حتى عرفت تهرب ، هيجبوك أكيد طالت المدة أو جصرت وساعتها هتندم لأن العقوبة هتزيد وهتتحبس انفرادى عشان تكلم نفسك وتچن .
حمدى بنفور : أباى عليك راچل فقر صحيح ، ليه كل ده !
تفائل ، المهم نطلع من المخروبة دى ، ومش مهم يحصل إيه بعد كده .
_ اه ياما نفسى حتى أطلع من إهنه وأنفذ أول هدف فى دماغى وهو كتل اللى ما تسمى دى ، وان شاء الله بعد ذلك يعدمونى ، المهم اخد بتارى منيها وساعتها هموت مستريح .
ضيق حمدان عينيه وتسائل : جصدك قمر ؟
حمدى بغضب : وهى فى غيرها ، هى السبب فى اللى احنا فيه دلوك .
حمدان بتروى : بالعكس أنا نفسى أشوفها عشان اشكرها ، عشان هى السبب فى إنى فوقت لحالى قبل فوات الأوان ، والحمد لله انى فيه نفس أذكر الله ، مش زى ممدوح عاد إتكتل.
يلا ربنا يسامحه بجا .
فانفعل حمدى : أنت مش أدروشت بس ، لا انت اتهبلت يا حمدان .
_ وانا غلطان اللى حولت معاك ، بس جولت أعمل بأصلك يا حمدى وخده معاك وابدئوا من جديد .
_ بس خلاص خليك إهنه وموت إهنه يا حمدان ، لكن أنا طالع للدنيا تانى وهعمل ما بدالى ومفيش حاجه هتقف جصادى ..
حمدان بيأس : الله يهديك يا حمدى ، عشان خابر هتندم جوى ، بس ساعتها عاد مش هينفعك الندم لأن القدر هيجول كلمته .
حرك حمدى شفتيه بإستياء مردفا : وفر نصايحك لحالك ، بس أوعاك تقول كلمة أكده ولا أكده من اللى جولته ، الا والله أعچل انا بأجلك إهنه كيف ما انت رايد .
حمدان برؤية ثاقبة من خبرته فى الحياة : لا انا مش هقول حاچة ، مش عشان خايف منيك يا حمدى , لانى خابر نهايتك عاد وزى ما أكون شايفها جصاد عينى دلوك .
_ وكيف ما جولتلك المكتوب ملوش مهروب .
حمدى بسخرية : ايه بجا مكشوف عنك الحچاب كمان يا سيدنا .
طيب كويس بردك إنك عتحط لسانك چوه خشمك .
ثم أشار له بيده ، سلام يا مولانا .
*****
مرام مازالت فى مستشفى شاهين تروادها كل يوم فكرة فى التخلص من براء ولكن سرعان ما تتراجع من أجل أن تعد العدة من أجل ذلك اليوم لتكون قوية ، لذا عملت فلى البداية أن تسترجع علاقتها مع القديمة مع رجال الأعمال وتستغل نقطة الضعف فى كل واحد منهم حتى لا يفشى بأمرها .
_ ثم عادت تستأنف عملها فى تهريب المخدرات عن طريق تجار تعاملت معهم فى الخفاء .
_ وهكذا حتى أصبحت فى وقت قصير تعود لسابق عصرها ، ولكن كان ما يكدر صفوها هو ملازمة شاهين لها .
مرام بنفور : انا خلاص جبت أخرى من الراجل ده ومبقتش طايقاه ولا طايقة القعاد هنا خلاص وعايزة أخرج من الجو الكئيب ده وصراخ المجانين اللى هنا ، اللى كل شوية يصحونى من النوم .
_ بس أروح فين وانا مطلوبة للعدالة وممكن ينقبض عليه فى اى وقت .
_ أعمل ايه وإزاى أخرج وأخلص من المجنون شاهين ده .
وبينما هى تحدث نفسها ، سمعت صوت صراخ وهرج ومرج فى الخارج ، فأسرعت لترى ما فى الأمر .
_ لتفزع عندما رأت دخان كثيف والسنة لهب متصاعدة من إحدى الغرف .
_ وأصوات العاملين تنادى : حد يتصل بالمطافى بسرعة .
فولجت سريعا مرام إلى غرفتها لتختبىء خوفا من أن يصيبها شىء .
ولكن سرعان ما وجدت شاهين قد ولج إليها ليطمئن عليها قائلا : الحب عامل ايه ، طمنينى عليكِ ؟
مرام بفزع : ده انا كنت هموت من الخوف ، حصل ايه بره والاسعاف وصلت ولا لسه ؟
شاهين : لا مفيش داعى خلاص ، وقفنا بالحريق بس للأسف البنت اللى كانت جوه ، اتحر.قت وماتت .
مرام بلا مبالاة : عمرها بقا وخلص ، ودى مجنونة يعنى ، واهلها مش هيزعلوا عليها ، فى داهية يعنى .
فأكد شاهين قولها بحركة من رأسه : على رئيك ، ده هما أصلا من ساعة ما رموها هنا مسئلوش تانى ، بس كانوا دافعين مبلغ كبير يكفى عشر سنين قدام .
فشردت مرام للحظات وصممت ، فقطع شرودها صوت شاهين قائلا : ايه مالك سكتى ليه فجأة !
مرام : فكرت فى حاجة كده ، هتخلصنى من الحبسة دى وأخرج للدنيا من جديد .
عبث شاهين فى خصلات شعره وسئلها : إزاى ؟
_ وليه ده انا مصدقت وجودك جنبى يا روحى .
فتقدمت منه مرام تتغنج بخطوتها وتعلقت بعنقه قائلة : قد كده بتحبنى يا شوشة .
شاهين بحب : اوى ، اوى .
_ ليلتهم شاهين شفتيها التى تدعوه للإقتراب منها أكثر وأكثر ، وتركته مرام تلك المرة حتى ينفذ لها تلك الخطة التى خطرت فى بالها .
وهى أن تعيش باسم تلك البنت التى إلتهمها الحر.يق ، وتخرج للدنيا مرة أخرى بشخصية أخرى للتعايش بحرية كما فى السابق .
لتفعل مثل ما فعله ممدوح مع أخيه ، فى إقتباس شخصيته والعيش بها .
اتسعت عين شاهين مرددا : فكرة جبارة صح يا حبى .
مرام : تمام ، يبقى ننفذ والنهاردة يا شاهين .
_ عرفت هتعمل ايه ؟
شاهين : ايوه ، هنحط البنت فى عربيتك ، وفى الطريق الصحراوى نولع فى العربية .
_ ولما تيجى الشرطة تعاين هيعرفوا أنها عربيتك ، وان الجثة المحروقة اكيد أنتِ ، وأصلا مفيش حد هيجى يتعرف عليكِ ويأكد أنه أنتِ أو لا ، لانه هيخاف من المسئولية أنه ليه صلة بيكِ
مرام بابتسامة صفراء : هو ده .
بس عايزاك حالا برده ، تجيب ليه أوراق البنت دى وصورها ، عشان أشوف شكلها ايه ،وتجبلى دكتور تجميل يكون ثقة .
يحاول بقدر الإمكان يغير ملامحى لملامح قريبة منها ، عشان محدش يشك فيه لما أخرج من هنا واتعايش بشخصيتها .
شاهين: سمعا وطاعة ، بس يعنى .
ضيقت مرام عينيها وسئلته : بس ايه ؟
شاهين بخبث : كلك نظر ، وانا خلاص معدتش قادر أبعد اكتر من كده .
فزفرت مرام بضيق ولكنها أزعنت له بكامل إرادتها كى يفعل ما طلبت منه ، كما أقدمت على تصوير لقاءهم الحميمى هذا .
كى تستخدمه ضده وتهدده به ليخاف أن تهتز صورته فى المجتمع إن هددها أن يفشى بأسرها للعدالة .
****
زفر براء بضيق أثناء تواجده فى مكتبه قائلا : يعنى سيادة المقدم محمود زمانه غرقان فى العسل ، وانا اللى غرقان لشوشتى فى الشغل .
ومش عارف أنزل البلد أطمن على العسل بتاعى اللى مچننى يا ناس .
_ وحشتينى جوى يا ناس ، ونفسى أشوف شكلك عاد وأنتِ بجيتى زى شوال البطاطا وجربتى تفجسى زى الفرخة عاد .
_ وعلى قد اللى تعمليه فيه وكل مقلب غير التانى ، بس أحبك اكتر يا روح الجلب .
فأنتِ زادى وروحى وعشق الأبدى .
*****
جلس محمود فى غرفته ينتظر على أحر من الجمر ، نهلة التى كانت تجلس مع والدته تعلمها فنون الإتيكيت .
فأخذ يصك على أسنانه بغيظ ويدور حول نفسه فى الغرفة ، حتى فقد صبره وخرج لهم قائلا : إيه يا نهلة مش كفاية الدرس لغاية كده ، وتيجى للغلبان اللى قاعد على نار مستنيكِ جوه ، تديله درس فى الإحياء .
فتوردت وجنتيها خجلا ، فمد يده إليها قائلا : يلا يا حبيبتى ، بينا ، عشان ننام .
لتنهره والدته بقولها : إيه قلة الذوق دى يا سيادة المقدم ، مش شايفنا مشغولين ، لو عايز تنام روح نام محدش حايشك.
لكن إحنا قاعدين شوية .
ثم إشارات إلى نهلة : مش كده يا نهلة ولا أنتِ كمان عايزة تنامى .
نهلة بحرج : لا يا مامى ، مش عايزة .
ثم حاولت كتم ضحكتها قائلة : خش أنت يا بيبى نام ، عقبال ما أخلص مع مامى .
فتح محمود فمه ببلاهة مرددا : مامى ، وبيبى .
الله يرحم يا نهلة ، يمٌه وسى محمود .
ثم إلتفت ووضع يده على رأسه التى تكاد تنفجر من الغيظ قائلا : انا اللى جبته لنفسى ، وعلمتها .
ما كانت زى الفل فى البلد .
إرحمنى يارب ، واه يانى وايه العمل دلوقتى مع الليدى نهلة وامى كمان

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى