روايات

رواية أهداني حياة الفصل السادس والخمسون 56 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل السادس والخمسون 56 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت السادس والخمسون

رواية أهداني حياة الجزء السادس والخمسون

رواية أهداني حياة
رواية أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة السادسة والخمسون

– عمر وقد رمقه بنظرة لم يفهمها حمزة ثم تحدث قائلا : ومين قالك أصلا إني موافق على الجوازة ديه
– حمزة وقد رفع حاجبيه بدهشة : وحياة أمك ؟! يعني انتا بعد كل وجع الدماغ اللي عملتهولي وكل شوية بحبها بحبها جااي دلوقتي لما انا اقولك انك هتتجوزها تقولي مين قالك إني موافق ده حتى لو هزار ف هو هزار بااايخ
– عمر بجدية : ومين قالك انه هزار أنا بتكلم جد وجد جدااا واه بحبها ولسة بحبها وعمري ما حب ولاهتجوز غيرها
– حمزة بعدم فهم : لأ أنا كده مش فاااهم حاجة خااالص ما تفهمني اللي ف دماغك يا صاحبي
– عمر موضحا : أنا مش عايز اتجوز ندى بالشروط بتاعتكم ديه لأن جوازي منها بالشكل ده مش جواااز أصلا أنا موافق عل الجواز بس مش على ورق ولا تكون النية كده وأهلي هيعرفوا ويحضروا كتب الكتاب عشان يكون في اشهااار عشان الجوازة تبقى صحيحة لكن الهبل اللي أنتو بتقولوه ده هو اللي أنا رافضه
– حمزة : عمر أنتا عارف موقف ندى منك والأهم موقفها منها الجواز بشكل عام بعد يوسف الله يرحمه ورفضها أنها تتجوز أي حد مقدرش اجبرها فجأة على انها تتجوز واحدهي أصلا رافضااه واطلب منها يكون جواز حقيقي لا يمكن هتوافق
– عمر: متهيألي أنك عارف صاحبك يا حمزة أنا اكيد عمري ما هجبرها على حاجة مش عايزاها لا هقبلها عليها ولا على نفسي ورجولتي أصلا وممكن تفضل عندك ف البيت زي ما هي طلبت كأننا مخطوبين بس وهي عارفة أنها مراتي فعلا الجواز مش لعبة وحوار الجواز على ورق ده ممكن يمشي ف فيلم أو روايه لكن ف الواقع لأ وحتى لو بيحصل زي ما حصل بينكم ف أنا رافضه عايزها تدي نفسه فرصة تفكر فيا تعرفني اكتر تشوفني عن قرب يمكن تغير رأيها فيا مش يمكن ساعتها تلاقي نفسها عايزاني ولو يا سيدي بعد ما الأمور تتحل لقت أنها مش قادره تكمل معايا ومصرة على الطلاق أكيد هطلقها مش هخليها على ذمتي بالغصب يعني
– حمزة مجادلا : طب وأهلك هتقولهم أيه فجأة كده نمت وصحيت ولقيت نفسك عايز تتجوز وهتلاقي مليون ليه وازااي اتفتحوا عليك ومش هتلاقي عندك إجابة عليهم
– عمر: متقلقش من موضوع بابا وماما ده هعرف اظبطها والحمد لله انهم ميعرفوش ندى ولا أنها مراتك ثم خبط مقدمة رأسه بتذكر بس البت سلمى عااارفة انها مراتك لان ندى هي مدرسة العربي بتاعت فصلها بس بردو محلولة هتصرف المهم أن اختك توافق على كلامي ده
– حمزة وقد تنهد مفكرا : وديه اقنعها ازاااي بالكلام ده ديه مجرد ما قولتها الفكرة كانت هتغتالني يستحيل هتوافق
– عمر بمكر : خليني اقابلها وأنا هقنعها
– حمزة برفض : نعم يا روح امك ايه………
– عمر مقاطعا : يا عم هو أنا بقولك هقابلها لوحدي ما أنتا هتيجي معاها بس لازم نتكلم أنا وهي لوحدنا يا حمزة يعني أنتا هتبقا موجود بس قاعد بعيد عننا شوية ومتهيألي ده مش غلط ولا حرام ده حقي
– حمزة بغيظ وهو يجز على أسنانه: أنتا عيل مستغل بشكل ..عاااارف يا واد يا عمر أنا نفسي ف ايه دلوقتي
– ضحك عمر قائلا : هههههه طبعا عااارف يا صااااحبي
قال كلمته ثم وقف قبالة صديقه الذي وقف هو الآخر واشتبكا معاا وتناوشا باللكمات والضربات حتى همدت قواهم ف جلسا على الأرض وهما يلهثان من التعب
……………

على جانب آخر كانت أحداهما تمسك الهاتف بيدها وقد عزمت أمرها واتخذت القرار بعد تفكير دام لفترة ليست بالقليلة بحثت عن رقمه حتى وجدت ضالتها ضغطت على زر الاتصال سريعااا جرس اثنان ثم اتاها الرد من الجانب الآخر
– بريهاااان هااانم كنت متأكد انك هتكلميني صحيح اتأخرتي عليا بس المهم انك اتصلتي
– بريهان بتلعثم : بص أنا ..أنا فكرت وقررت إني هبقا معاك وهنفذ الخطة اللي تخلصني من ندى مرات حمزة بس بشرط هو ميحصلوش أي حاجة ومتأذيهوش بأي شكل
– كريم بخبث : طبعا طبعااا يا هانم متخافيش كل اللي عايزه انه يطلقها وأنا اتجوزها وساعتها مليش دعوة بيه
– بريهان : طب دلوقتي الخطوة الجاية ايه ؟
– كريم : نتقابل ونتفق عل كل حاجة قابليني بكره الساعه 8 ف نفس المكان بتاع المرة اللي فااتت
– بريهان : تمام

أغلقت بريهان الخط مع محدثها وقلبها في صدرها يخفق كقرع الطبول من الخوف والتوتر لا تعلم هل ما تفعله هو الصواب أم لا لكن انتهى أمر التراجع فقد خطت الخطوة التي لا رجعة فيها وانتهى الأمر ….

أما في الاسكندرية فما إن عادت نسمة لبيت والدتها وقد التزمت حجرتها لا تخرج منها إلا قليلا ولا تتحدث إلا بالنذر القليل
كانت والدتها تلح عليها مرارا وتكرارا لتعلم سبب تغييرها وبالطبع لم تنسى ابدا أن تلمح بأنه حتما شقيقتها ندى هي السبب في حالتها تلك
وفي إحدى الأيام دخلت حجرة ابنتها الصامتة كعادتها منذعودتها من القاهرة نظرت لها بغيظ قائلة :
– لأ مهو أنا لازم افهم انتي فيكي ايه ؟انتي مش نسمة بنتي اللي اعرفها علطول قاعده لوحدك ومبتخرجيش خااالص ويوم ما خرجتي وقولتي هتعملي شوبينج روحتي اشتريتي لبس مش شبهك خاالص وحاجات غريبة ايه بقا كل ده بركااات الست اختك ندى هااانم اللي من ساعت ما رجعتي من عندها وأنتي حد تاااني كأن حالك اتشقلب يا عالم عملت فيكي ايه هي وأهل جوزها ولا…
– قاطعتها نسمة بغضب مكبوت صارخة : كفاااية بقا يا مامااااا ارجوكي ارحميني كفاااايه اللي أنا فيه واللي بالمناسبة ندى ملهاش علاقة بيه أختي اللي بتتكلمي عنها هي وجوزها واهله كانوا شايلني فوق راسهم كانوا بيعاملوني كأني أختهم ندى اختي وجوزها وأهله هما اللي وقفوا معايا ف المصيبة اللي كااانت هتحصلي واللي حضرتك كنتي السبب فيها مش هماااا
– والدتها متسائلة بدهشة : مصيبة ؟؟ مصيبة ايه وأنا السبب فيها ازااي ايه الست ندى لعبت ف عقلك وقلبتك على امك ف المدة القصيرة ديه و…
– نسمة بعصبية : محدش قلبني عليكي يا ماما ندى اختي طول الوقت كانت عايزة مصلحتي كانت خايفة عليا يمكن أكتر منك على الأقل كانت بتحاول معايا عشان افرق بين الصح والغلط كانت عايزة ربنا يبقا راضي عني حتى لو بطريقة جافة شوية لكن حضرتك بقا كل اللي كنتي مهتمة تعلمهوني هو ازااي ابقا ليدي ؟ازاي ابقى حلوة والبس واتشيك بدون ما اراعي اللبس الشرعي اللي ربنا قال عليه
– والدتها بسخرية: ماااشاء الله وخلتك بقيتي ست الشيخة زيهااا بركاااتك يا مس ندى معقولة أنتي مش فاهمه يا غبية أنها غيرانة منك عايزاكي تبقي مقفلة ومعقدة زيها وماااله اما الست تبقى حلوة وتهتم بمظهرها وجمالها ايه الحرام أو الغلط ف ده
– نسمة : تهتم بجمالها حاجة وتفرج نفسها للناس حاجة تانية ده اللي حضرتك معرفتهونيش وأنا غلطت لما مشيت وراكي مش هلومك لوحدك لاني عندي عقل والمفروض كنت استخدمه وافكر بيه قبل ما امشي وراكي زي العامية أو يمكن عشان كلامك كان على هوايا وبسطت كل حاجة ف حياتي اتعاملت مع كل الرجالة عادي لبست اللي أنا عايزاه وأنا عارفة انه مجسم وبررت لنفسي وقولت ما كل البنات بتلبس كده وبردو قولت عادي مسمعتش كلاام ندى وقولت زيك هي اللي مزوداها يمكن لو كنت سمعت كلامها مكنش حصل اللي حصل
– والدتها بنفااذ صبر : وهو ايه بقا اللي حصل ومخلي سيادتك بتهاجميني بالشكل ده ؟
– نسمة بألم للذكري القريبة التي مازال جرحها غائراا في صدرها ووشمت في عقلها : واااحد حاول يعتدي عليا ولولا ستر ربنا وجوز ندى كان زمانه اغتصبني يا ماما وكل ده عشان كنت راجعةمن شغلي بلبسي المجسم اللي كان مخليني ليدي حلوة كل العيون بتبحلق فيها واللي مكنش بيمد ايده كان بيمد عينه وعمل فيا كده عشان ركبت معاه الاسانسير لوحدنا بالرغم من تحذير ندى ليا اكتر من مرة إني مركبش لوحدي مع أي رااجل وطبعا عشان زرعتي جوايا أن ندى مزوداها اعتبرت ده كمان من ضمن الأفورة وركبت معاه وعشت ابشع عشر دقايق ف حياااتي عرفتي حصل ايه يا ماما عرفتي أنا فياااا ايه توقفت عن الحديث ل ثوان حتى تلتقط أنفاسها التي تهدجت جراء انفعالها وهي تقص على والدتها ما حدث لها ثم أردفت ومش بس كده يا ماما أنا روحت قدمت بلاااغ ف القسم واللي وقف معايا فيه بردو كان حمزة جوز ندى اللي مهتمش لأسمه أو شكله ومقالش مليش دعوة هو واهله مسابونيش لحظة وأختي اللي دايما ظلماها معاكي واللي عمرك ما حسستيها غير بالكره بدل ما تكوني مكان امها اللي ماتت وسابتها اختي اللي كانت دايما بتحاول تقف قصاد الغلط اللي بتزرعيه فيااا هي اللي كانت بتساعدني اخرج من الحالة اللي كنت فيها

كانت والدتها تستمع لها بعدم تصديق وقد عقدت المفاجأة لسانها فلم تستطع ان تتفوه ببنت شفة فأردفت نسمة بسخرية قائلة :
– ايه يا ماما مالك ساكتة ليه مصدومة ولا مش مصدقة اللي حصلي ولا يمكن مش عارفة تردي تقوليلي ايه هاا لسة عايزة تقوليلي انك كنتي صح ف أفكارك اللي زرعتيها جوايا من وأنا صغيرة
– والدتها بعصبية : أنتي بتقولي ايه ؟؟ازااي كل ده يحصلك وأنا معرفش أزاي تخبي عليا حاجة زي ديه ايه ملكيش ام
– نسمة : أنا كنت ف عاالم تاني بين إني بحاول استوعب اللي حصل واروح القسم عشان اتابع البلاغ ونيابة وكشف طبي وحاجات عمري متخيلت إني ممكن اتعرضلها ف يوم من الأيام وندى يا ماما هي اللي أصرت إني مقولكيش حاجة عشان متخضيش عليا
– والدتها بسخرية : عشان متخضش عليكي ؟؟ ولا عشان تفضل هي بس اللي ف الصورة وتعمل انها واقفة جنبك وتسمم أفكارك من ناحيتي والظاهر انها نجحت وخلتك قربتي تكرهيني
– نسمة وهي تضحك بعصبية: أنتي بتقولي ايييه ؟ هااا لأ بجد فهميني كدااا كل اللي هاامك هو اني مقولتلكيش وأنك تشوهي صورة اختي وتطلعيها شريرة بأي شكل مفرقش معاكي اللي حصلي ولا اهتميتي تعرفي ازااي ولا تطمني عليا ؟؟
– تحدثت والدتها بدفاع قائلة : أنا مش قادرة افهم ايه علاقة أن حد اتحرش بيكي ب اللبس أو بركوب الاسانسير معاه يعني المحجبات الملتزمين اللي زي اختك محدش بيقرب لهم مسمعتيش ومشوفتيش حوادث اغتصاب وتحرش لأطفال حتى يعني ملهاش علاقة باللبس ولا بالتصرفات
– ندى بتهكم : عمرك ما هتعترفي أنك غلط يا ماما اه عندك حق فعلا بتحصل حوادث زي اللي بتقولي عليها بس بيبقوا مظلومين وكل الناس بتدافع عنهم هما نفسهم مبيحسوش بتأنيب الضمير ولا انهم عليهم جزء من المسئولية أو أنهم السبب ف اللي حصلهم بشكل من الاشكال لكن أناااا أنااا يا ماما كنت بموووت وأنا بسمع كلام من الناس عني وإني استاهل اللي حصلي كنت بمووت وأنا شايفة ف عنيهم إني لوكنت حافظت على نفسي ولبست اللي يسترني مكنش ده حصل عاارفة كنت مكسوفة وانا واقفة قدام صااحب حمزة والحيوان اللي اعتدى عليا بيقول قدامه مهي لو كانت ساترة نفسها مكنش عيني طالتها وجننتني حسييت اني رخيصة اووي وأنتي السبب رخصتيني بدل ما تعلميني ازااي ابقا غاالية لما احترم نفسي واخااف ربنا واحط حدود ف علاقاتي بالرجالة ومقولتليش إني هكون ساعتها معقدة زي ما بتقولي على اختي وكل ده عشان هي ملتزمة بشرع ربنا وصاينة نفسها ل راجل واحد بس اللي هو جوزها .
– والدتها بغيظ وكأنها بواد آخر : ممكن افهم أصلااا ليه قدمتي بلاااغ وعملتي الفيلم ده والفضايح ديه .. حادثة وحصلت وربنا سترها معاكي تقومي تفضحي نفسك اكيد ديه كانت شورة أختك وهي اللي كبرتها ف دماغك ديه بقا اللي بتحبك فضحتك وخلت الكل يتكلم عنك وقضية وتحقيقات ليه ده كله ؟
– نسمة وهي تحملق ف والدتها بدهشة : ليييييه ؟؟ حضرتك بتسألي ليه عشااان ده حقي عشان الحيوان اللي سمح لنفسه يلمسني لازم يتعاااقب ..عشان ميفكرش يكررها مع غيري.. عشان مش هقدر انسى اللحظات اللي عدت عليا وأنا معااه محبوسة ف الاسانسير وهو مكتفني وكاتم نفسي عشان يعمل فيا ما بداااله ..عشان نااااري مش هتهدااا إلا لو خد جزاؤه اللي بتقولي عليها حادثة وعدت صدقيني معدتش ولا هتعدي ابدااا أنا من ساعتها وأنا بصحى كل يوم من النوم مفزوعة وأنا بحلم بنفس اللي حصل بيتكرر تاني وكل مرة بسيناريو أفظع وعلى فكرة ندى مش هي اللي قالتلي اعمل كده أنا اللي طلبت واصريت على ده ووقفت قصاد حمزة عشان ميقتلش اللي عمل فيا كده وقولتله هاخد حقي بالقانون
– والدتها بحقد : ما كنتي سبتيه قتله ولا غوره ف داهية وكنتي ساعتها هتبقى خدتي حقك ولا عشان تحافظي على جوز السنيورة اختك تفضحي نفسك وف الآخر لا هو ولا هي هينفعوكي تقدري تقوليلي لو جه حد يتقدملك وعرف بالقضية ديه هيكمل ولا هيفكر حتى يقرب منك ..أنتي بغبائك وبتشجيع اختك الغبية اللي زيك ضيعتي مستقبلك ف عريس مناااسب ليكي شوفي هي لما اتجوزت اتجوزت مين طول عمرها ناصحة وبتعرف توقع الرجالة اللي هما يعني جوزها الأولاني ظابط والتاني كمان ظابط مش خايبة زيك حتى زميلك الدكتور معرفتيش توقعيه وتخليه يتجوزك شوفيها بتعمل أيه وقلديها على الأقل هتقلديها ف حاجة تنفعك ،أنتي لااازم تروحي تسحبي البلاغ ده وتتنازلي عن القضية ديه وانسي اللي حصل ولو معرفتيش تنسيه دلوقتي الزمن كفيل بيه هينسيكي كل حاجة
– نسمة بعدم تصديق: ماما هو أنتي فعلااا بتتكلمي جد ؟؟ لا قوليلي حقيقي الكلام ده أنتي مقتنعة بيه كل اللي هامك هتجوز ازااي والفضيحة والهبل ده أنتي حتى مش هامك أنااا!! صمتت للحظات شعرت فيها أنها مهما تحدثت فلن تغير معتقدات والدتها الخاطئة لن تؤثر في مشاعرها تجاه شقيقتها ولن تحصل على دعم والدتها لتتجاوز تلك الصدمة حينئذ تنهدت بضيق ثم قالت منهية الحوار عند هذا الحد : خلاااص يا ماما بعد أذنك ممكن تسيبني لوحدي أنا مش عايزة اتكلم ف حاجة دلوقتي
– والدتها بغضب: يعني ايه مش عايزة تتكلمي أنا مش هسيبك لدماغك ولأختك وتفكيرها الغبي يضيعوا مستقبلك
– نسمة بسخرية : ياريتني كنت سمعت كلامها من زمااان معلش يا ماما بعد أذنك أنا هنام تصبحي على خير

قالت كلمتها الأخيرة ومالت على جانبها وتصنعت النوم فلم تجد والدتها بد من ترك الغرفة والخروج منها مرغمة على إنهاء المناقشة حاليا وتأجيلها لوقت آخر!!
أما نسمة فما إن خرجت والدتها حتى اعتدلت على ظهرها بينما عيناها تحملق في سقف الغرفة ودموعها تنساب على خديها بصمت تحرك شفتيها بمناجاة خالقهااا وهي تدعوه بكلمة واااحدة بطياتها الكثير من الدعوات الغير منطوقة فقط كلمة يااارب هي ما تقولها وهي تعلم أن الله مطلع على قلبها وما فيه وكفيل بما ألم بها من هم وغم وقادر على رفع هذا الثقل الذي يجثم على صدرها ….

……….

على الناحية الآخرى كان حمزة مترددا بشأن أخبار ندى برغبة عمر في الحديث إليها بمفردهما وقد قرر ألا يخبرها برفض صديقه شروطها خاصة أنه على يقين تام أنها لو علمت ذلك سترفض هي الآخرى فكرة الزواج منه من أساسها فقرر ألا يخبرها بكل الحقيقة ويترك أمر أقناعها لصديقه وإن كان يشك في ذلك لكن ما باليد حيلة
طرق باب حجرتها وما إن أذنت له بالدخول حتى دلف وجلس بجوارها على الفراش ثم تنحنح متسائلا :
– أحممم أزيك يا ليلو؟
– ندى باستغراب: أنا الحمد لله يا حمزة بس ليه محسسني أنك لسه شايفني دلوقتي ما احنا كنا مع بعض الصبح ثم اردفت بتوقع قائلة :شكلك عايز تقول حاجة صح ؟
– حمزة وهو يحك رقبته من الخلف بتوتر قائلا : بصررراحة اااه
– ندى باستغراب : طب متقول علطول من أمتا في المقدمات ديه بينا صمتت للحظات ثم عادت متسائلة ولا هي حاجة تزعل وعشان كده خايف تقولهالي
– حمزة بتردد : لأ هي حاجة عادية ومتزعلش خاالص صمت ل ثوان ثم زفر قائلا بسرعة ودون توقف :بصي بقا من الآخر عمر عايز يقعد يتكلم معاكي لوحدكوا الأول قبل ما نتمم موضوع الجواز ده ولازم تقعدي معاه
– ندى بتحفز : نعم !! يعني أيه يقعد معايا لوحدي ؟؟وليه ؟؟وازاي انتا تسمحله بحاجة زي ديه يا حمزة لأ وبتقولي لازم كمان
– حمزة بهدوء : ممكن تهدي يا ندى أنا أكيد هكون معاكي بس لما تيجوا تتكلموا هقعد على جنب وبعدين ده حقه وحقك أنتي كماان ومفيهاش حاجة
– ندى بضيق : ده لما يكون جواز بجد يا حمزة
– حمزة بجدية : هو الجواز فيه هزار يا ندى يعني أيه لما يكون جواز بجد الجواز مش لعبة
– ندى : حمزة انتا فاهمني كويس وعارف أنا قصدي أيه يعني أن جوازنا مجرد جواز على الورق عشان الزفت اللي اسمه كريم يبعد عني وعشان انتا تطمن وبالرغم من رفضي إني ارتبط ب صاحبك ده بالذات
– حمزة : مهو لحد الآن أنا بردو مش فاهمم سر رفضك ومعاملتك الوحشة لصاحبي وبدون مبرر أو سبب مقنع واحد
– ندى بغيظ : قولتلك مفيش سبب بعينه عادي يعني
– حمزة بمهادنة : طيب ممكن بعد اذنك يا أختي يا حبيبتي تتنازلي وتيجي على نفسك عشان خاطري وتيجي معايا وتسمعيه
– ندى بتأفف: حااضر يا حمزة حاااضر بس خليك فاكر أن كل اللي بيحصل ده عشان خاطرك أما نشوف أخرتها
– حمزة بابتسامة : اخرتها كل خير بإذن الله خلاص يبقا بكره هنقابله قبل شغلي تمام
– ندى بضيق: الأمر لله
……….
وفي اليوم التالي كان قد اتفق كلا من حمزة وعمر على اجراء المقابلة في صالة الألعاب الرياضية خاصته قبل مواعيد العمل بها ليكونا على راحتهما أكثر من أي مكان بالخارج وبالفعل حضرت ندى مع شقيقها في الموعد المحدد وكان عمر باستقبالهما وقد قابل ندى بابتسامة قد استفزتها كثيرا لكنها لم تعلق ….

رحب عمر بصديقه أولا ثم أماء برأسه ل ندى محييا اياها من بعيد قائلا :
– ازيك يا انسة ندى يارب تكوني بخير
– ندى بابتسامة صفراء : بخير الحمد لله وهكون بخير أكتر لوحضرتك قولت الكلمتين اللي جايبني مخصوص عشان تقولهوملي
– عمر باستفزاز : طب مش لما تقعدي وتشربي حاجة أنتي أول مرة تيجي المكان هنا لازم نعمل معاكي الواجب
– ندى بضجر: شكرااا مش جاية عشان اشرب ولا آكل خير حضرتك كنت عايز تكلمني في حاجة اقدر اعرف ايه هي ؟
– عمر : طيب اتفضلي نقعد هناك أنا وانتي ونتكلم
– ندى : ممكن نتكلم هنا عادي اتفضل اتكلم انا سامعاك
– عمر باصرار : لأ معلش الكلام مينفعش على الواقف كده
ثم نظر تجاه حمزة الذي فهم رغبة صديقه بالحديث مع ندى بمفردها فأستأذن منهما قائلا :
– طيب يا ندى أنا هقعد هنا قدامك لحد ما تتكلمي أنتي وعمر عشان تبقوا براحتكم
– ندى بتأفف : مش شايفة انه ليه لازمة انك تقعد بعيد ممكن تفضل معانا متهيألي مفيش بيني أنا والكابتن اسرار عشان نقعد لوحدنا

– عمر بتصميم : لأ معلش يا آنسة ندى أنا مُصر أننا نتكلم لوحدنا وحمزة معندوش ماانع ده غير انه موجود ف نفس المكان متهيألي ده مش هيضايق حضرتك
– ندى بفظاظة : لأ هو من ناحية هيضايقني ف هو هيضايقني بس الأمر لله اتفضل حضرتك خلينا نخلص
– عمر متجاهلا حديثها الفظ : اتفضلي
جلست ندى أمام عمر الذي ظل لبضع لحظات صااامت فقط يتأملها بعيناه دون أن ينبس ببنت شفة ربما أراد الارتواء من ملامحها عن قرب ربما أراد أن يستمد القوة من عيناها حتى يستطيع اقناعها بما يريد أو ربما كان يرغب في سبر أغوارها ليعلم سبب كرهها له ورفضها الشديد له الظاهر من نظرة عيناها إليه لم يستطع أن يبقا مع أفكاره طويلا لأنها قد قاطعت شروده بتأفف قائلة :
– مهو أكيد حضرتك مش جايبني هنا عشان تفضل ساكت وباصصلي كده
– أخذ عمر شهيقا طويلا ثم زفره ببطء ثم تحدث بهدوء قائلا : ممكن بعد أذنك يا انسة ندى تهدي شوية لأنك بالشكل ده مش هتعرفي تسمعيني أصلا
– ندى بهدوء مصطنع : أنا هاادية خاالص وزي الفل وسامعة حضرتك اتفضل
– عمر بابتسامة : تمام طيب أولا كده بالنسبة لموضوع جوازنا أنا راافض تماما موضوع الجواز على الورق و….
– ندى وقد وقفت متفاجئة بما يقول ثم تحدثت بتحفز : يعني ايه رااافض وأنا مش هقبل غير بكده ولو حضرتك مش موافق على الجواز بالشكل اللي أنا عايزاه كده يبقا خلاص ملهاش لازمة القعدة ديه وشكرا ليك
– عمر بحزم : اقعدي يا ندى واسمعي كلامي للآخر لو سمحتي
– ندى برفض: ميتهيأليش بعد رفضك في كلام يتقال
– عمر مكرراً: بعد اذنك اقعدي واسمعي كلامي للآخر
– ندى بعصبية : أديني قعدت اتفضل كمل
– عمر بتوضيح : أنا قصدت إني رافض فكرة أن يكون الجواز مشروط لأنه كده هيبقا مش جواز شرعي الجواز يعني عرض وقبول يعني أنا هتقدملك وحضرتك هتوافقي مش هنمثل أننا موافقين وطبعا ده مش معناه أبداا إني هجبرك تقبليني كزوج أو اطالبك بأي حقوق أنتي مش عايزاها لكن بردو من جواكي لازم تكوني قابلة فكرة جوازك مني وتديني الفرصة إني اعرفك بنفسي واكسب قلبك ولو ده محصلش وكنت مصممة على الطلاق ساعتها اكيد هطلقك مش هسيبك على ذمتي وأنتي مش عايزاني يعني ومش بس كده الجواز هيكون بعلم أهلي واهلك وهيكون كتب الكتاب ف مسجد وهيكون في اشهاار لأني حريص أن جوازي منك يكون شرعي مفيش حاجة تبطله
– ندى بتساؤل : ليه ؟؟
– عمر وقد رفع حاجبه بعدم فهم :هو ايه اللي ليه ؟
– ندى بتوضيح: ليه أنتا حريص أن جوازي منك يكون حقيقي ومش باطل هتفرق معااك ايه بالرغم انك عارف إني أصلا رافضة الجواز بشكل عام بعد جوزي الله يرحمه
– عمر وقد صمت ل ثوان وقد قرر في تلك اللحظة تحديدا البوح بما يثقل كاهله ونفض الحمل عنه ف تنهد عاليا ثم قال بمباشرة ودون مواربة: عشااان بحبك وعايزك تبقي مراااتي
– صدمت ندى من اجابته المباشرة والصريحة وقد اهتزت دواخلها جراء اعترافه الذي أصاب قلبها برعدة قوية فقالت بصوت متهدج : أنتا بتقول ايه ؟؟ بتحبني !! امتا وازااي ؟؟ ويعني ايه عايزني مراتك ؟
– عمر باعتراف : بحبك من زمااان يا ندى من قبل ما تتجوزي جوزك الله يرحمه واليوم اللي جيت فيه عشان اعترفلك بحبي لقيتك بتقوليلي أنك اتكتب كتابك وحاولت انساكي وسبت اسكندرية وجيت القاهرة بس معرفتش انساكي ابداا ولا عرفت اشوف ولا احب حد غيرك ولما شوفتك مع حمزة اليوم اللي جينا فيه الشقة ولقيتك مع الحيوان اللي كان بيحاول يخدك معاه غصب عنك كنت هقتله يومها طلبت من حمزة إني اتجوزك بداله لكن هو رفض احتراما لكلامه معاااكي كنت بمووت كل يوم وأنا بتخيل انك ممكن تحبي صاحبي كنت بمووت وأنا شايفك قدامي لكن مش من حقي حتى ابصلك كنت خاايف حمزة يحبك أو أنتي تحبيه روحي اتردتلي بس في اللحظة اللي عرفت فيها انكوا اخوات و…
– ندى وقد قاطعته باندفاع قائلة : ايه اللي انتا بتقوله ده أنا معنديش استعداد اسمع أي كلام تاني زي ده وطالما الموضوع كده يبقا فكرة جوازنا أصلا مرفوضة
– عمر برجاء: لو سمحتي يا ندى خليني اكمل كلامي للآخر اديني فرصة فرصة واااحدة عشان اثبتلك إني جدير بيكي وأدي لنفسك فرصة يمكن يمكن تحبيني
– ندى برفض قاطع : أنا لا يمكن أحبك أو احب غيرك انا ل يوسف وبس وعمري ما هكون لراجل تاني ابدا
– عمر : يوسف مااات الله يرحمه بس أنا وانتي عايشين وطول ماحنا عايشين وقلبنا جوانا هنحب ونتحب مينفعش نحكم على قلبنا بالموت لمجرد أن حد بنحبه مات أرجوكي يا ندى وافقي حتى لو محبتنيش خليكي واثقة إني هحميكي بروحي قبل جسمي وعمري ما هأذيكي ف يوم من الأيام وبعد ما الخطر يبعد عنك وعايزانا ننفصل هحققلك رغبتك وهيبقا كفاية عليا الايام اللي كنت حاسس فيها إنك ملكي إني من حقي ابصلك واكلمك وأنتي حلالي
– ندى بغضب و دون انتظار: وأنا مش موافقة ومش هوافق بعد أذنك
همت بالتحرك بعدما أولته ظهرها لكنه أوقفها قائلا :
– ندى مترديش دلوقتي خدي وقتك في التفكير وهستنا موافقتك تبلغيها ل حمزة أنا معنديش استعداد اسمع أي جواب غير أنك موافقة
– ندى بغيظ : طب وعلى ايه تنستنى رأيي أصلا ما ترد انتا مكاني
قالت كلماتها وتحركت بخطوات غاضبة تجاه شقيقها الذي ما إن رآها آتيه نحوه حتى تحرك هو الآخر باتجاهها متسائلا :
– ها اتفقتوا علي ايه ؟موافقة ؟
– ندى : أنتا كنت عارف اللي هيقوله ومع ذلك خلتني اجي أقابله ؟
– حمزة وقد ضيق بين عينيةمتسائلا : هو قالك ايه ؟
– ندى بعدم تصديق : يعني انتا مش عااارف ؟
– حمزة: متهيألي اللي قالي انه هيقولوه ميضايقش للدرجة دي واكيد هو قالك حاجة تانية أنا معرفهاش ممكن تفهميني بقا قالك ايه عصبك وضايقك بالشكل ده؟؟
– ندى : أبقا اسأل صاحبك ويلا بقا عشان مش عايزة أفضل هنا اكتر من كده

سبقته ندى حيث سيارته بينما نظر حمزة لصديقه متسائلا بصوت خفيض :
– الله يخربيتك انتا قولتلها ايه خلتها شايطة كده ومش طايقة نفسها؟؟
– عمر ببساطة : مفيش قولتلها إني بحبها وعايز اتجوزها جواز صحيح
– حمزة بعدم تصديق : نعم يا اخويااااا !! قولتلها ايه ؟انك بتحبها !! ومستني منها ايه بقا إن شاء الله تسكت وتبص ف الارض ويبقا السكوت علامة الرضا ونقرا الفاتحة ونبل الشربات ثم أردف بغيظ انتا مجنووون يا عمر
– ندى وهي تنادي شقيقها : يلااا يا حمزة
– حمزة : حاااضر جااي اهوه ثم نظر لصديقه قائلا : وانتا ؟؟ انتا منك لله بجد أكيد دلوقتي هي هتعند وهترفض خااالص
حينما هتفت شقيقته باسمه حتى اجابها بصوت عاال : حااااضر

قالها وتحرك ليركب سيارته وينطلق عائدا معها ل شقة والدته

أما ندى فما إن وصلت حتى اتصلت ب زياد وما إن وصلها صوته الرخيم حتى حدثته بلهفة قائلة:
– دكتور زياد محتاجة أشوفك النهارده ضروري ف العيادة في حاجة حصلت ومحتاجة اتكلم معاك فيها
– زياد بعملية : تمام خلااااص تعالي على الساعة 8 كده هستناكي ونتكلم
– ندى بامتنان: شكرا ليك جدا
– زياد : على ايه يا استاذة ندى ده شغلي ودوري إني أكون موجود وقت ما تبقي محتاجاني هستناكي ف المعاد بإذن الله
– ندى : بإذن الله يا دكتور سلام
– زياد : سلام
أغلق زياد الخط مع ندى ثم تذكر حلا واشتاق لسماع صوتها فاتصل بها على الفور لحظات وأتاه صوتها الناعس الذي اربكه بشدة كان رقيقا حنون يشع دفء عاد من شروده على صوتها المتسائل :
– زياد انتا سامعني ؟؟
– فاق من شروده بها ثم اجابها قائلا بثبات مصطنع : اه سامعك يا حلا معلش اسف صحيتك من النوم مكنتش اعرف انك نايمة وبعدين ده مش وقت نوم اصلا ديه الساعة 6 !!
– حلا بلامبالاة : عادي حسيت بإرهاق ف نمت شوية ..في حاجة ولا ايه ؟
– زياد بارتباك: لأ مفيش قصدي يعني كنت بكلمك عشان أقولك أننا بكرة هنروح المستشفى عشاان هنبدأ ف كورس جلسات حديد عشان نرفع نسبة الهيموجلوبين شوية
– حلا بخوف : طب وديه هاخدها أزاي يعني ؟
– زياد بطمأنة: متخافيش الموضوع بسيط خاالص ديه حقن حديد بنحطها في محلول ملح وبنركب كانيولا في ايدك ولما بتخلصيه بنشيلها
– حلا : بس الكانيولا ديه اكيد هتوجعني لما اجي اركبها
– زياد : ديه شكة بسيطة وأنا هكون معاكي وإن شاء الله مش هتحسي بحاجة خاالص
– حلا بحيرة: وهنقول ل حمزة أيه المرادي بقا ؟؟
– زياد: متخافيش بابا هيكلمه وهيقوله ان ماما هي اللي هتركب حقن الحديد ديه واننا عايزينك معاها عشان احتمال يكون عندنا شغل ومش عايزين نسيبها لوحدها
– حلا بضيق : وهنفضل نكدب عليه كل شوية كده أنا حقيقي مش عارفة اتعامل معاه على طبيعتي نهائي خايفة عيني تيجي ف عينه ساعتها هيعرف إني بكدب عليه نفسي كل ده يخلص بقااا
– زياد بثقة: كل حاجة هتعدي يا حلا متشليش فوق طاقتك انتي بتكدبي عشان خايفة عليه يعني عشان مصلحته هو وبعدين أنتي مش بتعملي حاجة غلط قولتلك قبل كده لازم تبقى هادية عشان كل حاجة تبقا كويسة التوتر ده هيضر مش هيفيد ابدااا
– حلا بتأثر : أنا آسفة يا زياد شيلتك فوق طاقتك وحملتك همي ووجعت دماغك ودخلتك ف دايرة أنت ملكش دعوة بيها بس ربنا هو اللي حطك ف طريقي قدرك بقا واكيد ربنا هيجازيك خير على ده
– زياد : بجد هزعل منك لو قولتي الكلام ده تاني لأني مش شاايف إني عملت أي حاجة ولا شيلت فوق طاقتي ولا الكلام العبيط ده أنتي أحلى قدر ثم اردف بمزاح وبعدين في واحدة بعد كام يوم خطوبة تقول الكلام ده لخطيبها أين الرومانسية أنا لا أراهااا
– حلا : خطيبها ! مش بقولك أنتا صدقت بجد اننا مخطوبين ولا بتحلي التدبيسة اللي دبستهالك عشان ميبقاش شكلي وحش
– زياد: تصدقي بالله ديه أحلى تدبيسة ادبستها ف حياتي وبعدين مين اللي شكلها وحش هو في أحلى من كده
– حلا بخجل: زياااد لوسمحت مش بحب الكلام ده حتى لو بتقوله جبر خاطر ليا
– زياد متحدثا إلى نفسه: ليه مصممة تخليني ابقى مدلوق قدامها مش هترتاح إلا لما اقولها اللي ف قلبي كله ويحصل اللي يحصل بقا ..فاق من شروده على صوتها وهي تحدثه متسائلة :
– ايييه روحت فين
– زياد : هاااا.. معاكي اهوه المهم أنا هعدي عليكي أنا وماما الصبح الساعة 9 بإذن الله
– حلا بحرج: بإذن الله بس كده هتعب مامتك كمان معايا مش لازم تيجي وتتعب نفسها كفاية أنتا موجود وبعدين شغلك هتعمل في أيه ؟
– زياد: ممكن متشغليش دمااغك أولا ماما هي اللي عايزة تيجي مش أنا اللي قولتلها ثانيا شغلي أنا مظبطه واخد شيفت مسائي ممكن بقا كفاية قلق
– حلا : حاااضر
– زياد بحنو : هتكملي نومك ولا خلاص هتصحي ؟
– حلا : لأ معتقدتش هنام تاني خلاص أنتا قلقتنني واللي كان كان وطالما صحيت مش هعرف ارجع للنوم تاني
– زياد باعتذار : معلش أسف والله بس مكنتش اعرف أنك نايمة ثم أردف بمزاح ممكن جناب سعادت حضرتك تسامحيني على الغلطة الفظيعة ديه
– حلا وقد اجابته بمرح مماثل : خلااص عفونا عنك وامرنا لله
– زياد : شكرا يا ستي كتر خيرك طيب مش عايزة حاجة مني
– حلا برقة : شكراا
– زياد : يلا سلاام وتصبحي على خير
– حلا :وانتا من أهل الخير سلاام

أغلق زياد الخط ثم وضع وجهه بين كفيه وهو يحدث نفسه بصوت مسموع :
– هتعمل ايه يا منيل لما تخف وتسيبك متقربش منها أكتر من كده عشان متتعلقش بيها
ابتسم بسخرية من نفسه ثم تنهد قائلا : هو أنا لسه هتعلق ما أنا غرقت فيها يلا الله المستعااان

وفي الثامنة مساءا موعد زيارة ندى ل زياد ف عيادته وما إن جلست أمامه حتى تحدثت بتوتر قائلة :
– في حاجة حصلت مضايقاني أووي ومش عارفة اعمل ايه واللي مضايقني اكتر هي حيرتي ديه واللغبطة اللي أنا فيها
– زياد بهدوء : طيب اهدي كده بالراحة وفهميني ايه اللي حصل
– ندى : هحكيلك ………..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى