روايات

رواية أهداني حياة الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت الثاني والأربعون

رواية أهداني حياة الجزء الثاني والأربعون

رواية أهداني حياة
رواية أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة الثانية والأربعون

-حمزة : ما عمر معايا أنا مش لوحدي
-نسمة : وهو عمر دكتور ؟!! مش هيعرف يتصرف وإن كان على ماما هقولها أن في واحدة صاحبتي ابنها تعبان وكانت قالتلي أروح اشوفه بس أنا نسيت وأنك هتاخدني توصلني ف طريقك
-حمزة محاولا الاعتراض : بس يا نسمة أ ….
-نسمة مقاطعة اياه : حمززة مفيش بس خلاص أنا قولت هاجي معاك يعني هاجي معاك كفاية أوي اصرارك أنك تروح وتسيب المستشفى وأنتا بالحالة ديه
وفي تلك اللحظة أتاهما صوت كريمة تخبرهم بأن الغداء جاهز وتطلب منهما أن يجلسا على المائدة بانتظار الطعام
تحركت نسمة وقالت لكريمة بمزاح :
-معلش بقا يا كركر شكلي مش مكتوبلي آكل من صنية المكرونة ديه سخنه بس بقولكوا أيه تسيبولي نصيبي أوعي حد من الاتنين دول ياكل نصيبي هزعل وأجيب ناس تزعل
-كريمة بتساؤل : ليه مش هتاكلي؟؟ مش جعانةولا أيه ؟؟
-نسمة بتبرير: جعانة بس بصراحة مش أوي لكن افتكرت أن واحدة دكتورة زميلتي ابنها تعب وكلمتني الصبح وقولتلها هعدي عليها بعد الشفت لكن روحت ونسيت ومفتكرتش إلا لما كلمتني دلوقتي قولتلها أنا جاية في الطريق أهوه وهستغل الفرصة أن حمزة باشا ناازل ف هيوصلني ف طريقه
-نظرت ندى لشقيقتها مستفهمة فلكزتها شقيقتها برفق وهمست لها : هروح معاه عشان اتطمن على الجرح وهبقا اكلمك أطمنك
-حلا بدهشة : موززة نااازل تاني رايح فين مهو لسه جاي ؟
-كريمة : صحيح يا حمزة رايح فين تاني ؟؟
-هنا تحدث حمزة بدلا من نسمة قائلا بثبات : هروح فين يعني الشغل أكيد هو أنا ورايا غيره ولا هما وراهم غيري اتصلوا بيا وقالولي لازم أروح حالا تقريبا مفيش حد فالادارة غير حمزة بااااشا مصر ههههه
-حلا باستفهام : صحيح يا مووزة هو انتا اترقيت ف نفس مكانك ولا هتروح مكان تاني ؟؟
-حمزة : لسة معرفش يا حلوتي القرار أتمضي بس متبلغتش رسمي بيه اللوا راشد هو اللي قالي
-حلا : مش عارفة أزااي الراجل السكره ده يبقا أبو بريهان خاانوم شتااان بجد
-حمزة بمرح محاولا نسيان ألمه : شتاااان !! والله كبرتي يا أوزعة وبقيتي بتقولي شتااان ممكن بعد كده تقولي حيث أن أو ربما
-حلا بمرحها المعتاد: ماشي يا أبيه اتريق عليا اتريق أنا اللي بكره هبقاااا وتشوفوا أسمي تبكوا وتقولوا كان قريبنا تتباهوا بيه وتحكواا
ثم بدأت بتحريك يدها بعشوائية بحركة أشبه بحركات الرقص التي يقوم بها الشباب في الأفراح فوقفت أمامها نسمة تقلدها بمرح
-حمزة غير مصدقا ما يرى وهو يضرب كفا بكف : لا حول ولا قوة إلا بالله ناقصكوا مطوتين وأزازة بيرة في الايد التانية ويبقا كده فرح شعبي واتنين شبيحة بيرقصوا أعووذ بالله يلاااا يا ست نسمة عشان متأخر ولا بقولك ايه مع نفسك أنتي اقعدي اتغدي وبعدين أنزلي
-نسمة وهي تسبقه ناحية الباب : لأ لأ حد يلاقي توصيلة مجانية ويسيبها!! المكرونة هتستناني لكن التوصيلة هي اللي مش هتستنا
-حمزة وهو يتحرك خلفها بخطوات بطيئة نسبياً: مصلحجية أووي البت أختك ديه يا ندى يلا سلااام يا جماعة ثم توجه ببصره لوالدته مستطردا : ماما هبقا أكلمك لما أعرف بس غالبا هروح على الشقة هناااك محتاج ارتااح أووي
-كريمة بحنو: مااشي يا حبيبي بس أهم حاجة متنساش تطمني عليك لما تروح
-حمزة : حاضر عنيا يا ست الكل سلااام يا حلوتي سلااام يا ليلو
-ندى بقلق : سلام يا حمزة ابقى كلمني
-حمزة : حااضر عنيا
أغلق حمزة الباب خلفهما وتوجها للمصعد وما إن دخله وأغلق بابه عليهما حتى أطلق تأوه طويييل مكتوم اقتربت منه نسمة لتطمئن عليه ف غزا أنفه رائحة عطرها القوي فابتعد عنها قليلا والتزم الصمت بعدما أصبح التوتر مغلفا الأجواء من حوله وأخيرا وصل المصعد للطابق الأرضي لا يعلم لما شعر بأن تلك اللحظات الفائتة مرت كأنها ساعات وجود نسمة معه في مكان واحد بات يربكه بشدة ويثير في نفسه مشاعر لم تزره من قبل…ارتسمت البسمة على شفتيه تلك القصيرة هزت جبل الجليد الذي يسكن بداخله يبدو أنها لم تهزه فقط بل أنها صهرته بحرارتها وعنفوانها وتلقائيتها !!
لاحظت نسمة ابتسامته ف تسائلت بفضول
-ممكن أعرف أيه سر الابتسامة ديه ؟
-ارتبك حمزة قليلا لكنه لم يظهر ذلك لتلك الواقفة تترقب جوابه فتحدث بمزاح : مش عااارف ليه الناااس بتدخل ف حياااة كل الناااس يلا يا بنتي أنا تعبااان
كانا قد وصلا ل سيارة عمر الذي كان قد ركنها خلف البناية وما أن رآهما قادمين نحوه تقدم تجاه صديقه ليسانده وتسائل متعجبا :
-هي الدكتورة جت معااك ليه ؟
-أجابت نسمة نيابة عنه : هاجي معاكم الشقة عشان اطمن على الجرح لأنه شاكك أنه اتفتح
-عمر بقلق : أنتا حاسس بأيه يا حمزة ؟؟
-حمزة بإجهاد واضح: أنا كويس يا عمر مفيش حاجة بس يلا بينا لأني مش طايق الهدوم اللي عليااا
أدخل عمر صديقه في المقعد المجاور له وركبت نسمة في المقعد الخلفي ثم جلس هو خلف المقود وأدار سيارته منطلقا ناحية بيت والدة حمزة القديم
بعد دقائق ليست بالطويلة وصل ثلاثتهم أسفل البناية خرج عمر أولا وتوجه ناحية صديقه ليساعده وأخيرا وصلا الطابق المنشود أمام باب شقته أعطى حمزة المفتاح ل عمر الذي أداره داخل الباب سريعا وما إن انفتح الباب ودلف حمزة للداخل حتى خلع السترة التي كان يرتديها فوق قميصه حتى لا ترى والدته الضماد الملفوف حول جسده وألقاها أرضا ثم تبعها بالقميص الذي كان يشعر انه كاد يلتصق بجسده
جلس على الكرسي أمامه صاحبه تأوه عمييق من جرحه الذي يشعر أن الألم فيه باات لا يطااق وكأن النيران قد اشتعلت به
كانت نسمة مازالت تقف على أعتاب الغرفة تنظر إليه بخجل تعجبته في نفسها لم تكن يوما تلك الفتاة الخجول أو ربما لم يحدث ما يثير حياؤها لا تعلم لكنها الآن ما إن رأت حمزة وهو يخلع عنه ثيابه شعرت بالخجل الشديد يعتريها خاصة أن هذا الوقح لم يبال بوقوفها أو ألمه بالفعل لا يحتمل وبينما هي في شرودها سمعت صوته يصيح بها متألما :
-يا دكتووورة هتفضلي واقفة عندك للصبح وسايباني بتوجع كده تعالي شوفي الزفت ده حصله ايه
اقتربت نسمة بينما عمر لم يقو على مشاهدة هذا المشهد فهو لا يرغب بذلك ولا يقو عليه فرؤية الجروح تثير غثيانه لا يعلم سببا لذلك لكن هذا ما يحدث
تحركت نسمة للخارج مرة آخرى لاحضار حقيبتها الطبية التي بها بعض المستلزمات التي قد تحتاجها ثم عادت داخل غرفة حمزة طلبت منه أن يتوجه ناحية الفراش ويستلقي عليه حتى يسهل مهمتها ف صاح هو مناديا باسم صديقه حتى يأتي لمساعدته ف هو لا يقو على فعل ذلك بمفرده وبالفعل أتي عمر وساعده في الاستلقاء على فراشه ثم خرج مجددا من الغرفة
اقتربت نسمة وبدأت في قص الضماد الملتف حول جزعه وأخيرا ظهر الجرح امتدت اصابعها لتتفحصه برفق ف تشنجت عضلات صدره ألما لكنه لم يصدر صوتا انكمشت هي شفقة عليه حينما رأت الاحمرار الذي يحاوط جرحه لكنها اطمئنت أن الجرح لم يفتح وهذا هو الأهم ف نظرت له بغيظ قائلة :
-الجرح ف بداية التهاب بسبب الحركة والقعدة والفرك جرح زي ده محتاج راحه في المستشفى مش فرهدة ولبس قد كده معرفش أنتا بتفكر أزااي!! يعني كان هيحصل أيه لو قعدتلك يومين في المستشفى لحد ما الجرح يلم شوية الحمد لله أن الجرح مفتحش أصلا ربنا ستر لكن دماغك ديه صعبه حقيقي
-حمزة بهدوء ودون خجل : أنا بخاف من المستشفيات مش بس بكرهها
-نسمة بعدم فهم مرددة ما قاله حمزة : بتخاف من المستشفيات ؟ يعني أيه وليه ؟؟
-حمزة بابتسامة واهنة : بخاف من المستشفيااات يعني عندي فوبيا يا دكتورة ثم اردف ساخراً :ايه مخدتيهاش ف سنة أولى طب ديه
-نسمة بسخرية مماثلة : ها هاها سنة أولى طب ولا سنة أولى نصب
-حمزة باشمئزاز من سخافة مزحتها : حاولي متتكلميش تااااني لحد ما أنسى الألشة السخيفه بتاعتك ديه
-نسمة بجدية : طب بجد بقا بتخاف من المستشفيات ليه ؟
-حمزة باختصار: لينا معاها ذكريات وحشة وعشان كده مش بحبها أنا وحلا وبحس لما بدخلها إني لازم أخرج منها ف نفس الوقت
-نسمة: طيب بص أن هنزل اجيب شوية حاجات من الصيدلية وهجيلك علطول
-حمزة باعتراض: خليكي وقولي ل عمر اللي أنتي عايزاه
-نسمة بسخط : وهوه فين سي عمر نفسي أفهم مش هنا معانا ليه
-حمزةبابتسامة : مبيحبش يشوف أي منظر جرح بيرجع
-نسمة بعدم فهم : بيرجع ايه ؟
-حمزة ضاحكا : لأ مش بيرجع حاجة واخدها بيرجع زي الحوامل كده
-نسمة وهو تضحك بصوت عال دون أن تتمالك نفسها : هههههه طب وهو حامل في الشهر الكام ؟؟
-هنا دلف عمر متحدثا بغضب إليهما :لأ أنا قاعد بره وسامعكم منك ليها مهو الحفلة مش هتبقا عليااا مبحبش أشوف منظر أي جرح بتقرف عاادي يعني
-نسمة وهي تهمس لحمزة بصوت خفيض : هو ده صاحبك من زماان ؟؟ متأكد يعني أنه مش سيكي ميكي وعيل نايتي ؟؟
-حمزة وهو يضحك بصعوبة بسبب جرحه : لأ اطمني هو بس مرهف الحس حبتين
-نسمة : مرهف الحس بس متأكد يعني مش حاجة تانية ؟؟
-حمزة بمزاح: توء توء مرهف بس
-عمر بغيظ منهما : هااا خلصتوا تريقة ولا لسه على العموم الحساب يجمع
-حمزة وهو يكتم ضحكاته ويتحدث لنسمة بصوت خفيض:بقولك أيه لمي الدور بدل ما يتقمص وميرضااش ينزل
-نسمة بصوت منخفض لكن وصل لعمر : أييه ده هو عيووطة وقماااص كماان
-عمر : هو مين ده اللي عيوطة يا دكتورة على ما تفرج يا بنتي لولا إني متأكد أن حمزة وندى لا يمكن يضحكوا عليا كنت افتكرتك عيلة ف تالتة اعدادي
-نسمة بغيظ : أنا دكتورة على ما تفرج يا كاابتن ورق يا ابني روح اشتغل شغلانه تانية أنتا آخرك كابتن على فريق الجمباز للاطفال تحت سن ال 7 سنين كماان
-حمزة بجدية : بااااااس انتو الاتنين أنزل يا عمر هاات الدوا والحاجات اللي عايزاها نسمة أنا تعبااان وانتو واقفين تردحوا لبعض
-عمر وهو يعض على أسنانه بغيظ : ماااشي عشان خاطرك أنتا بس يا صاحبي
تحرك عمر للخارج بعدما رمق نسمة بغيظ وفي المقابل أخرجت له لسانها مغيظة أياه أكثر وما إن أغلق الباب خلفه حتى صاح حمزة بنزق :
-أيه مش نخف هزار شوية ولا أيه ؟؟
-نسمة بتذمر: هو أنا هزرت مع حد غريب في الشارع والنبي متعملش زي ندى يا حمزة
-حمزة : أولا بلاش تقولي والنبي ثانيا مش كل ما هقولك حاجة تقوليلي متعملش زي ندى طالما حاجة غلط وعارفين أنها غلط منعملهاش
-نسمة بسخرية: أنتا ليه بتحسسوني أنكم بتتكلموا مع عيله ف اعدادي على رأي عمر مش قادرين تفهموا إني كبيرة كفاية عشان أقدر اتصرف زي ما أنا عايزة ومن غير وصي عليا
وقبل أن ينطق حمزة وجد الباب يفتح ويدلف عمر ومعه الشنطة التي بها الأشياء التي اشتراها أعطاها لنسمة التي نظرت له بسخرية قائلة
– أنا هغيرله على الجرح هتقف ولا تخرج بره أحسن
-عمر : لأ هخرج بره لحد ما تخلصي
-نسمة وقد خبطت مقدمة رأسها بتذكر : أوووبس نسييت الشاش معلش يا كابتن تنزل تجيبهولي بسرعة
-عمر بنزق : تاااني … مااشي بس فكري كده ناسية حاجة تاني ولا خلاص
-نسمة : لأ خلاص هات الشاش وبإذن الله مش هنحتاج حاجة تاني
تحرك عمر للأسفل مرة آخرى وبقت نسمة مع حمزة
اقتربت منه وبدأت في تطهير جرحه ووضع بعض الدهانات الطبية الملطفة عليه حتى تهدأ من احمراره وما إن شعر حمزة بلمستها المباشرة عل جسده شعر بعضلات صدره تنقبض لا ألما فقط بل تأثرا بلمستها تلك كما أن رائحة عطرها التي غمرته قد فاقمت شعوره المفاجيء بالرغبة في قربها أكثر بل والأسوء رغبته في ضمها لصدره عند تلك النقطة تعالت وتيرة أنفاسه وشدد على خصلات شعره وهو يستغفر في سره كثيرا
هنا علم الحكمة من منع المرأة من التعطر خارج منزلها فالأوامر الربانية سواء كانت في شكل آية أو حديث عن رسوله الكريم لم تقال عبثا ف الله وحده أعلم بالنفوس البشرية فهو خالقها إن رائحة العطر مع رائحة جسد صاحبته تختلف من إمرأة لآخرى وحقا الأمر مثير جدا ويحرك الغرائز بشكل سيء ظل حمزة يدعي ربه أن تنتهي مما تفعله نسمة بسرعة وقد قرر بينه وبين نفسه أن تكن تلك المرة الأولى والأخيرة التي يسمح لها بالاقتراب منه فألم جرحه أقل وطأة من ألم قلبه من قربها وتأثيرها عليه لقد اختبر هذا الشعور اليوم مرتين أن ظلت تأتيه يوميا وتساعده حتى يشفى جرحه ستتبدل كل حساناته التي فعلها بحياته لسيئات لذا ف نيران جرحه حتما لا تقارن بنيران الآخرة وبينما هو في شروده حتى فوجيء بنسمة تتحدث قائلة :
-خلصت .. حمزززة أييييه أنتا نمت ايدي خفيفة للدرجادي صح طبعااا
-اغتصب حمزة ابتسامة ليرسمها على شفتيه عنوة ولم يعقب سوى بكلمة واحدة قالها بصوت متحشرج : شكراا
-نسمة وقد ابتعدت أخيرااا فتنفس حمزة الصعداء فقالت : عفواا بس خلي بالك أنتا ممكن تسخن ثم خبطت على مقدمة رأسها بتذكر
وأردفت أوووبس أحنا نسينا نجيب الخافض عشان لو حصل سخونية تفتكر لو قولت للكابتن ينزل تااني هيضربني
-جاء عمر من خارج الغرفة وهو يحمل في يده الشاش الطبي و بعض المشروبات الباردة لثلاثتهم وتحدث متسائلا: مين ده اللي هيضربك ؟
-تنحنحت نسمة ثم قالت : هااا مفييش ثم أردفت بمداهنة كنت لسه بقول ل حمزة أن كابتن عمر ده اجدع واطيب وأحن صاحب وأن مفيش زيك ف الدنيا وأن مهما تعبته مبيزهقش ودايما تلاقيه ف الخدمة وأنك من الرجالة اللي زي الكنووز كده ومحظوظ اللي عنده صاحب زيك
-ابتسم عمر ساااخرا ثم قلب عينيه بينهما قائلا : ووصلة النفاق ديه بقا وراها ايه قولي قولي عايزة أيه ؟؟
-ابتسمت نسمة ببراءة قائلة : في دوا بس نسيت أقولك عليه ومحتاجينه ضروري ممكن تجيبه؟؟
-عمر بتذمر : تاااني قصدي تااالت لأ بقا ما تفتكري حاجتك مرة واحدة
-نسمة بتلقائية :معلش معلش خليها عليك المرادي يا موررري وإن شاء الله تبقى آخر مرة
-تحدث عمر بضيق قائلا : هو أنتي بتكلمي عيل صغير هتضحكي عليه لما تدلعيه أوووف والله لو حتى لو نسيتي حاجة تاني ما أنا نازل
تحرك عمر للخارج وفتح باب الشقة لكنه تذكر أن النقود التي معه ليست كافية فأغلق الباب مرة آخرى ودخل الغرفة الآخرى التي وضع بها حقيبته الصغيرة التي بها نقوده وهم أن ينزل لكنه سمع صوت حمزة يتحدث ل نسمة موبخا وقد ظن أنه خرج بالفعل قائلا :
-أيه الطريقة اللي اتكلمتي بيها مع عمر ديه متهيالي إني قولتلك قبل كده لازم تاخدي بالك في تعاملك مع الرجالة ولازم الحدود في التعامل مش نقف نهزر ونضحك ونتدلع لأ وبتقوليله موررري !!
-نسمة بتأفف وهي تلف له الشاش الطبي لتضمد جرحه : ممكن أفهم أنا عملت أيه غلط أنا كنت بهزر عاادي
-حمزة بانفعال مغاير تماما لطبيعته الهادئة المرحة : كل حاجة بتعمليها غلط يا نسمة من أول لبسك ل ريحة برفانك اللي نبهتك ليها قبل كده أكتر من مرة ل كلامك مع أي راجل غريب عنك وكأنه من محارمك
-نسمة بضجر: أوووف راجل غرييب عني مين ؟؟وهو عمر غريب وبعدين ممكن تهدا شوية عشان الانفعال ده غلط على الجرح
-حمزة بعصبية : ملكييش دعوة بأم الزفت وأيوووه يا نسمة عمر غرييب أماال أخوكي وحتى أنا كمااان غرييب عنك ووجودك معايا دلوقتي غلط حتى لو قصدك مساعدة بس بردو مينفعش وبعد كده أنا هنزل أغير على الجرح ف أي مستشفى قريبة أو حتى اتفق مع أي ممرض يجيي يغيرلي عليه لكن وجودك ف بيت واحد مع راااجل لوحدك ده حررااام ومينفعش وغلط
-نسمة بتبرير: ما هو عمر موجود
-حمزة بغيظ : يااادي عمر ما هو راجل هو التاني أنا قولت وأنتي هتسمعي الكلام يا نسمة أنتي مش هتيجي البيت ده تاني ألا لو كانت ندى معاكي مثلا غير كده لأ صمت للحظات ثم تحدث باندفاع متسائلا أنا عايز أفهم أنتي في حاجة بينك وبين عمر ؟؟
-نسمة وقد قطبت جبينها بعدم فهم متسائلة : حاجة ؟؟ حاجة أيه ؟؟
-حمزة بنرفزة: معرفش بس طريقتك في الكلام معاه فيها أريحية بزيادة وساعات تقعدوا تتهامسوا بصوت واطي وتتضحكوا ودلوقتي بتدلعيه وتقوليله مورري كل ده مش عادي يعني ممكن تكوني مثلا معجبة بيه أو بتكراشي عليه زي ما بتقولوا أو يمكن بتحبيه
-نسمة وقد أنهت تضميد جرحه وابتعدت عنه وألقت عليه بنظرة عاتبة أصابت قلبه مباشرة ثم تحدثت قائلة : أنا مبحبش عمر ومش معجبة بيه ومفيش أي حاجة من اللي أنتا بتقولها ديه أنا بتكلم معاااه عااادي أنتا بس اللي بتكبر المواضيع ثم تحدثت بسخرية وأردفت زي ندى
-حمزة باندفااع: أيه جاب سيرة ندى دلوقتي ولا هي ديه الحجة اللي كل لما تلاقي نفسك غلطتي تعلقي عليها أخطائك
-نسمة بعصبية : أخطااائي أخطااء أيه نفسي أفهم أنا عملت أيه اصلاا
-حمزة بغضب وغيرة: أسلوب حياااتك كله مش صح تصرفاتك كلها عك وبعدين لو ديه طريقة تعاملك مع أي راجل وده العااادي بتاعك زي ما بتقولي يبقا دييه ملهاش أسم تاني غير أن ده مسخرررة وحضرتك متعرفيش أي حاجة عن الصح والغلط الحلال والحراام
-نسمة بعصبية : مسخرررة !! أنتا بتقولي أناا كده تمااام ممكن افهم بقا أنتا ماالك ها فهمني أنتا مالك بيا أنا حرة سيبني في حياتي الغلط وخليك انتا ف حياتك الصح
-حمزة بتراجع : أنا ..أنا كنت بعاملك زي أختي
-نسمة باندفاع : أنا مش أختك أنا مجرد أخت مراتك مش بتتكلم ف الصح والغلط بقا
-حمزة : أنا كنت عايز أعرفك الحلال من الحرام عايزك تتصرفي صح
-نسمة بتهور : الحلال والحرام أنا عارفاهم كويس أويي ومش مستنياك أنتا أو الست أختي عشان تعرفوني اتصرف أزااي ولا تكون فاكر أن كلكوا قديسين وأنا العاهرة اللي فيكوا
-جحظت عينا حمزة من لفظ العاهرة التي أطلقتها نسمة على نفسها للتو ف صرخ بها قائلا : أنتي أتجننتي أزااي تقولي على نفسك كده
-نسمة وهي تضحك ساخرة : طالما أنا مش كده يبقا أنتو كمان مش قديسين كل واحد فيكم ليه أخطاء ربنا محطكوش قضاة على الناس كل واحد يراجع نفسه ويصلح غلطاته بدل ما يدور على غلطات غيره أنتا مثلا يا حمزة هزارك مع الدكتورة النهارده كان صح أو خليني أكلمك بطريقتكم كان حلااال سلاااامك على أي ست حلااال وجودك مع ندى ف أوضتك لوحدكم بالساعات وأحنا نايمين وأنتو بتستغفلونااا والمفروض قال ايه أنكو مكتوب كتابكم بس ده صح ؟؟هتقولي مهي تبقا مراااتي لكن عرفا وقداام الناس أنتو مكتوب كتابكم محدش فيكم بيلتزم بالصح والغلط عايزني أنا بس اللي أمشي على هواكم اللي تشوفوه صح أعمله ولو خرجت عن الخط اللي انتو راسمينه أبقا وحشة لا معلش طز ف رأيكم ميهمنيش من هنا ورايح محدش يقولي أعمل أيه ومعملش أيه متهيألي أنا كبيرة كفاية ولما أحب أعمل الصح هعمله ف ياريت توفروا نصايحكم ل نفسكم
قالت ما قالت وخرجت مندفعة من الغرفة نحو باب الشقة ولم تلتفت لنداءات حمزة المتكررة باسمها وفي ثوان كانت خارج شقته بعدما صفعت الباب خلفها بعنف
هنا وفي تلك اللحظة خرج آخر مندفعا من الاتجاه الآخر وبالطبع قد علمتم هويته هو ذلك المختبيء بالغرفة الآخرى وقد سمع ما تفوهت به تلك الحمقاء التي انصرفت بعدما تركته والدماء تتصاعد في رأسه ونيران غيرته قد أعمته عن تمييز ما قد يقدم على فعله ويندم عليه ، توجه حيث يقبع صديقه وما إن رآه حتى لكمه بعنف في وجهه قائلا :
-بقا بتقولي أنها أختك يا حيواااان وأنتا مقضيها معاااها طب ليييه هاااا ليه الحوار اللي ألفته عليا أيه البضاعة معجبتكش ولا لقيتها مستعمله وعايز تخلع فقولت تلبسها للزبون وتبقا بجمييلة
لم يكن حمزة بقادر على استيعاب ما يتفوه به عمر ونسمة من قبله عن ماذا يتحدث هؤلاء الأغبياء ولكن مع أنهاء صديقه كلمته الأخيرة كان قد بدأ يلم بأطراف الموضوع ف تحامل على نفسه ووقف ليقترب من صديقه ويرد له لكمته وهو يصيح به :
-مش أختي يا حيووان اللي يتقال عليها كده أنتا بتمشي ورا كلام واحدة غبية ومتعرفش حااجة وبعدين مين قالك أصلا إني هجوزهالك متهيألي أنك أنتا اللي كنت هتمووت عشان تخليها تحبك وهي أصلا مش عااايزاااك ويوم ما أفكر اجوزها بعد يوسف الله يرحمه هجوزها راااجل..راااجل يعرف يحافظ عليها ويصون كرامتهااا ومن هنا وراييح ملكش دعوة بيها نهائي ولا حتى ألمحك ف مكان هي فيه تمام كده
صمت عمر للحظات وكأن النيران التي اشتعلت فجأة انطفأت فجأة أيضا واخيرا انتبه لما قاله وفعله بصديقه المصاب صحيح هما قد اعتادا على التناوش باللكمات لكنه مصااب تبا لغيرته الحمقاء كما أن ما قاله ليس بهيناً عل الأطلاق عبث بخصلات شعره بعشوائية ثم حك مؤخرة عنقه بتوتر وأخيرا ابتلع ريقه كل تلك ردود الافعال قد لاحظها حمزة جيدا وترجمها عقله بسرعة أن لغة جسد عمر تعني أنه نادما على ما تفوه به ، هو حقا نادما يعلم ذلك قبل حتى أن يرصد حركات جسده ويترجمها هو يحفظ صديقه عن ظهر قلب أنه متسرع عصبي حينما تتحكم فيه غيرته ولا يستطيع التحكم بها ابتسم بداخله ف صديقه يبدو كأبطال الروايات الحمقاء لم ينبس حمزة ببنت شفة بل أنه لم يأتي بأيه ردة فعل بعد لكمته التي صوبها في وجه هذا الأحمق والتي لم يسددها له لأنه نطق بتلك الكلمات التي يعلم جيدا أنه لا يقصدها بل أنه ربما حتى لا يدرك ما قاله هو فقط كان يشعر بالغيرة مما سمع من الحمقاء الآخرى لذا سدد لكمته تلك حتى يعيده إلى صوابه ويعيد له عقله الذي أطارته نيران غيرته ودفعته ليتفوه بما قال كان يتابع حيرة صديقه في صمت ليرى ماذا يفعل ؟؟ وماذا يقول بعدما حدث أو ربما أعطاه الفرصة ليعيد ترتيب أفكاره واخيرا فتح عمر فيه ليتحدث وهو ينظر بالاتجاه الآخر لصديقه دون أن يمتلك الشجاعة لينظر في عينيه ويواجهه فقال بتردد :
-حمزة أنااا ثم ابتلع لعابه ل يردف أ….
-وقبل أن يتم جملته قاطعه حمزة قائلا : أنتا فوقت !! ورجعت لعقلك ولا لسة غبي ؟؟
-عمر وهو يشدد على خصلات شعره بعنف : أنااا عاارف إني غبي وبعك الدنيا لما بتعصب أنا آسف يا صاحبي متزعلش مكنش قصدي أمد ايدي عليك ولا اقول اللي قولته بس كلام نسمة جنني
-حمزة بسخرية : مجرد كلاام جننك أمال لو شوفت بعينك هتعمل أيه لازم تشغل عقلك قبل ما تتحكم فيك عصبيتك أو تعميك غيرتك أنا سامحتك عش…
-قاطعه عمر بفرحة : بجد؟ بجد سامحتني يعني مش زعلان و…
-حمزة بقرف : أنتا مااالك ياااض بتتكلم كده ليه والله شكلك هتطلع ….. وبعدين أنا قولت سامحتك ومكملتش كلامي أنا سامحت ف حقي لكن حق أختي لأ ولسه عند كلاامي أنا لا يمكن أجوز ندى لواحد زيك ده طبعا لو هي طاقت تبص ف وشك من الأساس ساعتها أنا اللي هرفض مش عشان الهرتلة بتاعتك لأ عشان غبي وندى مش عايزة راجل غبي لو غار عليها ممكن يأذيها
-عمر باندفاع : أنا لا يمكن أأذيها أنتا متعرفش أنا بحبها قد ايه عشان كده مستحيل أفكر حتى أعمل حاجة تضرها أو توجعها
-حمزة بانفعال: ما تحترم نفسك يا بني آدم أنتا وتراعي كلامك شوية وتاخد بالك أنك بتتكلم مع أخوهااا و…
قطع حديث حمزة رنين هاتف عمر برقم والده فأشار الاخير بيده لصديقه حتى ينتظر ليحادثه وبالفعل فتح الخط وبدأ في التحدث إليه قائلا
-أيوه يا بابااا .. اه لسة مع حمزة .. ورق أيه بس .. يا حبيبي مش هينفع .. اه باايت معاه النهارده .. هتصرف أزاااي يعني
حينئذ وجد عمر الهاتف يسحب من يده وقد التقطه صديقه الذي بدأ يحادث والده بمرح قائلا :
-يا خاالد باااشا شوف حضرتك عاايز أيه من الواد ده وهو هيجيبهولك ملكش دعوة باللي بيقوله .. أنا بخير يا عمي والله هو تلاقي ابنك بس بيتحجج بيا .. لأ الحمد لله بقيت أحسن .. ابعتله بس أنتا الحاجات اللي عايزها على الواتس وهو هيجبهالك النهارده بإذن الله .. لأ هنتقابل قريب أكيد بإذن الله .. ماشي يا حبيبي سلااام
أغلق حمزة الهاتف وأعطاه لعمر الذي كان ينظر إليه بصدمة وأخيرا فاق من ذهوله وتحدث قائلا :
-أنا مش هسيبك وأروح ف أي حتة أنتا مينفعش تفضل لوحدك بحالتك ديه
-حمزة باصرار : بقولك ايه أبوك عايز الورق والحاجات بتاعته ضروري وأكيد يعني مش أختك الصغيرة هي اللي هتروح توديهاله وبعدين أنا بقيت كويس متشغلش بالك بيا ثم إني مش طايقك اصلاا ولا عايز اشوف وشك
-عمر بمزاح متحدثا بصوت أنثوي مائع: وأهوون عليك تزعل مني يا سي حمزة بعد العشرة اللي بينا ديه كلها لأ أخس عليك اخس
-حمزة ضاحكا بسخرية : ها ها ها دمك تقيييل أووي وإن كان دور الست لايق عليك مش بقولك شكلك في الآخر هتطلع …
-عمر بخبث: مش لو كنت مزعلتش الدكتورة كان زمانها بتطمن عليك كل شوية ومكنتش هبقا قلقان عليك لكن ماشاء الله طفشتها بعد الدبش اللي حدفته ف وشها
-حمزة متسائلا: هو أنا كنت غبي اوووي ؟؟
-عمر ساخرا : اغبى مني والله
-حمزة : هو انتا سمعتنا أزااي مش المفروض أنك نزلت عشان تجيب الدوا اللي ناقص
-عمر موضحا: مفيش نسيت الشنطة اللي فيها الفلوس رجعت اجيبها حضرتك افتكرتني نزلت وهاتك يا تقطيم فيها لحد أما طفشتها بس الصراحة هي غسلتك وشطفتك ونشرتك ..صمت للحظات ثم قال متسائلا بس أنتا ليه قولتلها كده ؟؟ وليه كلمتها بالعصبية ديه ؟؟
-حمزة بضيق : عااادي أنا عملت الصح هي مقبلتوش براحتها أنا بنصحها لله
-عمر غامزا : لله بردو هههههه .. كنت غيرااان صح ؟؟
-أجفل حمزة من سؤاله لكنه تهرب قائلا: غيرران وهغير ليه وبعدين قولتلك نسمة ز..
-قاطعه عمر متسائلا مرة آخرى بثبات وثقة: كنت غيرااان يا حمزة ؟؟
-نفخ حمزة بضيق ثم أومأ برأسه بتأييد دون حديث
-ابتسم عمر متسائلا : بتحبها ؟؟
-لوى حمزة شفتيه قائلا : مش عااارف
-عمر : بس أنا عااارف .. صمت ثوان ثم نطق بهدووء بتحبها يا صاحبي
-حمزة بنزق : حتى لو ..الموضوع مش سهل .. مش سهل أبداا يا عمر الموضوع يكاااد يكون مستحيل
-عمر بعدم فهم : لييه ؟؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى