روايات

رواية أهداني حياة الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت الثالث والخمسون

رواية أهداني حياة الجزء الثالث والخمسون

رواية أهداني حياة
رواية أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة الثالثة والخمسون

وبينما هم في مزاحهم إذا ب حازم ينتبه فجأة لتلك الآتية من الجانب المقابل لأدهم فتحدث قائلااا :
-يا نهااار اسود مريم جاية علينا
-سيف بولولة : ووراها دينا وليلة والباقي
– حازم مشاركا صديقه : روحنااا ف داهية !!
جاءت مريم أولا ثم نظرت لزوجها ولتلك المرأة الواقفة أمامه شملتها بنظرة متفحصة واستشعرت بطبيعتها الأنثوية الخطر ف تلك الفاتنة التي تتحدث مع زوجها بميوعة ودلال ربما يكون بعض منه فطري ولكن الاكيد أن به جزء مصطنع لذا وقفت أمام ادهم متسائلة بجدية :
– خير مين حضرتها يا أدهم ؟؟وواقفة معاك ليه ؟؟
– أدهم بتوضيح : ديه مدام رولا كانت مريضة عندي من فترة أنا ولدتها وشافتني جت تسلم عليا عادي يا مريم وبعدين هي كانت واقفة معانا هي والدكتورة مش معاياا لوحدي
– تحدث سيف وحازم وهما يرفعا ذراعهما امامهما قائلين ببراءة مصطنعة : معانا احنااا ! ده احنا يدوبك لسه جايين
– رولا بابتسامة : أنتي بتكوني مرته ل دكتور أدهم ؟؟
– مريم بابتسامة صفراء وهي تمد يدها لتسلم عليها: أه يا حبيبتي أنا مراته الدكتورة مريم أهلا بيكي
– رولا بترحيب : أهلين بيكي حبيبتي عن جد أنتي محظوظة كتيييير مشان متجوزتيه لدكتور أدهم لانه عنجد هو رجال ما في منه شهم كتير ووقف معي وأنا كنت لحالي بمصر لما اتطلقت من جوزي واهلي ما كانوا هون لكن دكتور أدهم ما تركني وضل يطمني لحد ما ولدت بالسلامة لهيك سميته لابني ادهم منشان لما يكبر يصير رجال متله
– مريم بغيظ : لأ والله وكمان سميتي أبنك على اسمه عشان لما يكبر يكون زيه ده ايه الحلاوة ديه لأ بصراحة عندك حق فعلا أدهم مفيش زيه ولا ايه يا دكتووور
قالت كلمتها بينما تلكز زوجها في الخفاء والذي كان منشغل بالحديث مع سيف وحازم ف بينما كانت تتحدث هي مع رولا كان أدهم يتوعد صديقيه قائلا :
– يا واطي منك ليه بتلبسوهالي! مين دول اللي لسة جااايين؟
– حازم بصوت خفيض: استر علينا يا صاحبي عندنا ديه
وقبل أن يرد عليهما حتى وجد مريم تلكزه في كتفه وهي تحدثه بصوت خفيض مغتاظ بغيرة قائلة:
– محكتليش يعني يا أدهم عن مدام رولااا وعن وقفتك معاها
– أدهم : يا حبيبتي ده كان من فترة طويلة قبل منتجوز أصلا
– مريم بحنق : مش كنت بتكره الستات ومش بتطقيهم اومال ديه ايه رجالة؟؟
– سيف وحازم في نفس وااحد بصوت هامس سمعه صديقهم فقط : ديه صارووووخ
– أدهم متحدثا إليهم بغضب : أخرس يا كلب منك ليه متخلونيش أتكلم أحسن
– حازم برجاء: لأا أرجووك مراتك عاقلة عن جوز المجانين اللي احنا متجوزينهم وخصوصا ليلة

في تلك اللحظة تحديدا ظهرت ليلة وهي ترمق حازم بنظرة خطرة متسائلة :
-أيه يا سي حازم هو احنا نغيب شوية نرجع نلاقيكم واقفين مع اتنين ستات ميين دول ؟؟
تحدث حازم وهو يشير ل حمزة وأدهم ملصقا بهما التهمة حتى يخلص نفسه :
– ولا أعرفهم يا حبيبتي ديه الدكتورة بتاعت حمزة والتانية صاحبتها وكانت بتولد مع أدهم يعني ميخصوناش أصلا أنا وسيف كنا بنرتب الترابيزات والحاجة ومخدناش بالنا منهم أصلا ويدوبك لسة جايين وبصراحة يا ليلة يا حبيبتي أدهم وحمزة كانوا متنحين من ساعت ما شافوهم وانا وسيف عمالين نقولهم في ايه دول عااديين مالكم كأنكم أول مرة تشوفواستات كده وهما يقولنا هما دو ستات دول صواريخ لكن احنا كنا عمالين نستغفر ونقولهم اتقوا الله وحرام كده بس نعملهم ايه بقا رجالة عنيها فااارغة مبيملاش عنيهم إلا التراب مش صح يا سيف
– سيف بتأكييد : ايوه طبعااا أنا وحااازم أصلا ملناش ف الشكل ده من الستات الحلويين أوي دول بيجزعوا النفس
– حمزة وأدهم في نفس وااااحد بصوت هااامس : ااااه يا كلاااااب
– بينما تحدثت ليلة بعدم تصديق : لأ والله بقا حمزة وأدهم اللي كانوا عمالين يبصوا ويبحلقوا وانتا وسيف كنت بتستغفروا صدقتك أنا كده بقا يا بررريء

هنا ظهرت نسمة وندى اللائي تعرفن على الطبيبة مريهان على الفور من ذا الذي يخطأ هذا الشعر الأحمر الناري وتلك العيون الجريئة المرسومة باحتراف وقفت نسمة بتحفز بجانب شقيقتها ثم ابتسمت للطبيبة ابتسامة صفراء قائلة بدون ترحيب:
– أهلا يا دكتورة فرصة سعيدة
– الطبيبةمريهان بدلال : أهلا بيكي يا دكتورة شفتي ازااي الدنيا صغيرة
– نسمة باستخفاف : أه صغيرةأووي
كانت الأجواء على وشك الاشتعال ونيران الغيرة والغيظ تأكل في قلوب النساء من هاتين المرأتين الواقفتين مع أزواجهن لكن فجأة جاءت مليكة باكية وهي تجري ناحية والدتها ف تحركت مريم تجاهها ثم البقية من بعدها وما إن وصلت مليكة لاحضان والدتها حتى تحدثت باكية :
– أنا عايزة أروح يا مامي ومش عايزة افضل هنا

وقبل أن تجيبها والدتها اقترب أدهم منها وجذبها نحو حضنه بحماية متسائلا : — مين اللي زعلك يا مليكة قوليلي وأنتي هتشوفي أزاي بابا هيجبلك حقك ؟
– مليكة ببكاء : مالك يا بابي مش عايزني العب معاهم كورة وسايبني لوحدي وكل أما اقوله العب معاكم ميرضاش

كان مالك ومازن وأدم قد جاءوا خلفها حينما غضبت وجرت منهم شاكية فتحدث حمزة ل للثلاث صبية قائلا :
– طب يا ولاد ممكن تلعبوها معاكم ولو مش هتعرف تلعب كورة ممكن تلعبوا أي لعبة تانية عشان مينفعش هي تفضل لوحدها
– أما أدهم فتأفف متحدثا لمالك بغيظ : ممكن تفهمني يا سي مالك مش بتخليها تلعب معاكم ليه هي مش جاية تتفرج عليكم وانتو بتلعبوا وهي لأ ؟
– مالك بتسلط ذكوري لا يتناسب مع سنوات عمره الست : يا عمو مليكة مينفعش تلعب معانا كورة عشان هي لابسة فستان ولو وقعت جسمها هيبان وده مينفعش كمان احنا ولاد وممكن نخبطها من غير قصد وتقع تتعور
– أدهم وقد اقنعه كلام الصغير مما زاد حنقه فتحدث مجادلا : طب ملعبتوش لعبة تانية ليه عشان تقدر تلعب معاكم
– مازن متحدثا : هي يا عمو كانت بتلعب مع بنت تانية جنبنا ولما البنت مشيت هي جت وقالتلنا تلعب معانا ف مالك قالها لا وقالها تستني خمس دقايق بس هنخلص الماتش ونلعب لعبة تانية بس هي زعلت وعيطت وجريت واحنا جينا وراها عشان منسبهاش لوحدها
– أماء أدهم رأسه بتفهم ثم تحدث لطفلته بتوضيح قائلا : ليكااا انتي غلطتي المرادي وهما كان عندهم حق كان المفروض تصبري لحدما يخلصوا لعب زي ما أنتي لعبتي وبعدين تلعبوا سوا وبعدين مالك عنده حق مليكة بنوتة حلوة مينفعش تلعب كورة مع ولاد وكمان وهي لابسة فستان ممكن تخلي مامي تلبسك شورت او بنطلون عشان تعرفي تجري براحتك خلاص يا حبيبة بابا متعيطيش أخواتك كانوا خايفين عليكي
– اقترب آدم منها محاولا مراضتها : خلاص يا مليتة “مليكة ” متزعليش تعالي نلعب سوا أنا وأنتي خلاويص وبلاش تورة
“كورة “

قال جملته وقد أمسك بيدها يشدها لتأتي لتلعب معه هنا تحرك مالك بضيق من آدم وجذبها هو بقوة ناحيته ف تركت يد أدم وراحت بجانبه فتحدث مالك بضيق طفولي :
– لأ مليكة مش هتلعب معاك لوحدها هنلعب كلنا سوا
هنا تحدث أدهم بضيق:
– بقولك ايه أنتا وهو محدش يمسك ايد البت تلعبوا بالراحة وأنتي يا سي مالك بالراحة متشدهاش جامد كده وخد بالك منها
– مالك وقد ترك يدها لكنه سار بجوارها بعدما تاكد أن آدم تحرك للامام مع مازن
وما ان ابتعد الاطفال الاربعة حتى تحدث أدهم ل حازم موبخا :
– بقولك ايه يا حازم قولتلك لم ابنك عن بنتي شوفت الواد كان بيكلمني ازاي ولا لما شدها أنا قولتلك الواد ده مش مستريحله يا ابني ده مش طفل ده راجل وانسخط
– حازم بشماتة في صديقه: يا أدهوم خلااص بقا مش احنا قرينا الفاتحة من سنة أنتا بتنسى ولا أيه خلاص البت بقت تبعنا وبعدين الواد راضي وابوه راضي والبت راضية مالك أنتا ومالنا يا قاضي
– أدهم بغيرة : ده لما تشوف حلمة ودنك أنا ادي بنتي لابنك ديه هتبقا برنسيس مش هجوزها لابن الجنانيني
– حمزة مقاطعا : بقولك أنتا وهوه سيبكوا من الكلام على العيال اشكرووني لأني خلصتكوا من المصيبتين اللي كانوا هنا ومشيتهم بدل ما تبقى ليلة سودا على دماغكوا ولو أني بصراحة شايف انكوا تستاهلوا انتو الاتنين قالها وهو يشير على سيف وحازم مردفا عشااان واطييين اوي بقا عايزين تلبسوهالنا ماااشي
– حازم بصوت خفيض: مشيتهم فييين ؟؟ الله يسامحك بقا بتمشي الصواريخ ديه والمفروض كمان نشكرك
– سيف : هو أنتا فاكر لما أنتا مشيتهم كده مش هيحصل مشاكل وا انتا فاكر اصلا انهم صدقوا الكلام اللي احنا قولناااا يا ابني الستات مش بتنسى حاااجة اصلاااا دول أول ما هنروح هيبتدوا التحقيق مين دول وكنتوا واقفين معاهم ليه ؟؟واتكلمتوا ف أيه ؟؟
– أردف حازم : وسيل من السين والجيم لا ينتهي يبقا على الأقل كنا متعنا نظرنا شوية من الجمال الرباني اللي مشوفنهوش قبل كده ده
– أدهم بضيق من صديقيه : بقولك ايه انتا وهو ما كفاية بقا هزرنا وخلصنا يلا بقا نروح نكمل معاهم الترتيبات عشان نبدأ الحفلة بتاعتنا مش هنفضل طول اليوم بنتكلم عليهم

تحرك الشباب ناحية زوجاتهم وبعد عدة دقائق كان كل شيء قد تم اعداده وبدأ الاطفال في التجمع معهم وكان الاحتفال رائع على الرغم من بساطته والجلسة قد غلبها المرح والود خاصة عند جانب الشباب فقد انفصلا في المجلس مرة آخرى حتى يتحدث كل فريق على راحته دون تحفظات
وما أن انتهى الاحتفال حتى عاد كلا منهم إلى بيته بعدما وعدهم حمزة بتكرار الزيارة واتفقت نساء بيت حمزة الثلاث على مقابلة النساء الثلاث في بيت والدة حمزة حينما يرتبن للأمر ….

وفي بيت الشباب الثلاثة حازم وأدهم وسيف كانت النيران قد اشتعلت ما إن دلفت كل واحدة إلى شقتهاواختلت ب زوجها كان الناجي الوحيد من تلك الحرب الضروس هو حمزة لانه عاد لبيته بمفرده بينما البقية كانت الحرب قد بدأت وأولهما كانت مريم التي كانت نيران الغيرة تأكلها ما إن أبصرت تلك المرأة صارخة الجمال وهي تمدح في زوجها أمامها بهذا الشكل تذكرت يوم وقفته مع جوليا سلفا وما إن دلفت للشقة وتأكدت من وضع الاطفال في فراشهم حتى دلفت غرفتهما واغلقت الباب عليهما ثم تحدثت بعصبية وغيرة قائلة :
– ممكن أفهم بقا يا دكتوور ايه حكاية مدام رولااا ديه وليه محكتليش عنها قبل كده ؟؟مش معقول نسيتها ؟!
– أدهم مشاكسا : يالهوي هي وصلت ل دكتووور كمان لأ كده الموضوع كبيير بقا ولازم نحله ثم اقترب منها اكثر وقال هامسا ايه بتغيري عليا يا قلبي ولا ايه ؟
– ابتعدت مريم بغيظ قائلة : أدهم أنا ما مبهزرش أنا عايزة اعرف مين الست ديه وعلاقتك بيها ايه بالظبط ؟؟
– أدهم بدهشة : علاقتي بيها ؟؟مريم هو أنتي بتتكلمي بجد ؟؟ أنا من أمتا كان ليا علاقات ب ستات أصلا قولتلك كانت مريضةعندي عاادي زي أي واحده وكان ليها ظروف خاااصة ف طبيعي كنت أقف جنبها ك طبيب مش ك حبيب يعني أنا ممكن اقبل الغيرة لكن مستحيل أقبل الشك لأني مش محل شك أصلا يا مريم وبعدين أنا من أمتا كدبت عليكي ؟
– مريم وقد أعمتها نيران الغيرة ف تحدثت باندفاع ودون تفكير : لأ كدبت عليا يا أدهم وكتير ومتهيألي أنتا عارف وفاكر ده كويس
– أدهم وهو ينظر لها بعتاب قائلا : متهيألي يا دكتورة الكلام ده كان من زمان لأسباب انتي عارفها كويس وكان كله متعلق بموضوع واااحد وانا دفعت التمن غالي أوي وكنت ممكن اخسرك ومن وقت ما رجعتي وسامحتيني واحنا اتفقنا اننا منجيبش سيرة الموضوع ده ابداا واتقفل الكلام فيه من وقتها يبقا ليه جاية تفتحيه دلوقتي على العموم شكرااا يا بنت عمي على شكك فيا وانك بتكدبيني بعد السنين ديه وكأنك مش عارفاني وأديتي فرصة للشيطان يلعب بعقلك للدرجادي على العموم أنا هروح أنام النهارده جنب الولاد عشان اسيبك براحتك تصبحي على خير
لم ينتظر ردها وتحرك بغضب خارجا متجها لغرفة أطفاله لينام بجوارهم وما إن استلقى على الفراش حتى شعر بالضيق الشديد يعتريه خاصة وان زوجته أول مرة تشك به وتذكره بما حدث سلفا ومن ناحية اخرى لا يطيق البعد عنها ولا يستطيع أن ينام وهي ليست بأحضانه ….

أما على الجانب الآخر ف حينما خرج أدهم من غرفته غاضبا وترك مريم بمفردها شعرت بتأنيب الضمير يجتاحها لا تعلم لما قالت له ما قالت هي تثق به ثقة عمياء لكن حبها له وغيرتها عليه أعمت بصيرتها ف تصرفت بتلك الطريقة الهوجاء وتفوهت بتلك الكلمات الحمقاء دون أن تفكر فيها من الأساس وما إن استلقت على فراشهما وحيدة حتى انتابتها نوبة بكاء شديدة وما إن وصل صوت نحيبها لأدهم الناعس بالغرفة الآخرى حتى تحرك من مكانه سريعا متجها ناحية غرفتها بقلب وجل وما إن وصل ل هناك حتى أضاء الغرفة واتجه ناحيتها بفزع وهو يتفحصها بلهفة متسائلا :
– مريم في ايه يا حبيبتي مالك بتعيطي كده ليه ؟ في حاجة وجعاااكي ؟
– ازداد نحيبها دون أن تقوى عل الرد مما افقده اعصابه متسائلا مرة اخرى بعصبية : في ايه يا مريم طمنيني هتقعدي تعيطي وأنا واقف هتجنن قصادك
– مريم وهي تمسح دموعها المتساقطة على وجنتيها قائلة بحساسية مفرطة : أنتا كمان بتزعقلي يا أدهم بعد ما سبتلي الأوضة ومشيت
– أدهم برفق : أنا مش بزعقلك يا حبيبتي أنا قلقان عليكي وعايز اطمن وانتي بتعيطي ومش بتردي عليا وبعدين انا سبت الأوضة عشان الشيطان ميدخلش بينا أكتر من كده
– مريم وهي تندفع ناحية حضنه باكية وهي تتحدث بندم : أدهم متزعلش مني عشان خاااطري غصب عني والله أنا معرفش قولت كده أزااي وليه أنا بجد مفكرتش ومقصدتش أي حاجة من اللي قولتها بس أنا كنت غيرانة أوي عليك خصوصا لأنها حلوووة أوووي وطبعا أحلى مني بمرااحل
– أدهم وهو يرفع وجهها إليه ويبعد خصلات شعرها المتساقطة على عينيها قائلا بثقة وحب: مييين ديه اللي أحلى منك ؟! مفيش ف الدنيا واحدة أحلى منك على الأقل ف عيني وانتي عااارفة كده كويس أدهم ميملاش عينه إلا مريومة بنت عمه وحبيبته طول عمره يعني كل العياط ده يا عبيطة عشان كده خلاص يا ستي أنا مش زعلاان بطلي عياااط بقا
– مريم وقد عاودت البكاء في صدره وهي تحدثه قائلة : أنتا بتتريق عليا و بتشمتني كمان يا أدهم ؟؟
– أدهم وقد عقد حاجبيه مندهشا من هذه الحالة التي عليها زوجته لكنه سرعان ما خمن شيء فتسائل ليتأكد منه أو ينفيه : مريومتي هي البريود معادها أمتااا بالظبط؟؟؟
– توقفت مريم عن البكاء للحظات ثم أجابته وهي تشير بأصابعها قائلة : كمان 3 أيام تقريبا
– أدهم وهو يهز رأسه بتفهم وقد صح تخمينه ف ضحك قائلااا : أهااااا مش تقولي طيب يا قلبي على العموم بما أنك PMS*( هي الفترة التي تسبق موعد العادة الشهرية بعدة أيام وتكون فيها المرأة ذات مزاج سيء بسبب التغييرات الهرمونية الشديدة التي تمر بها في هذه الفترة) يبقا لازم أدهوم حبيبك يدلعك ويفرفشك لحد ما تفكي كده مش هو دا الدعم بردو يا متعلمين يا بتوع المدارس
– مريم وهي تلتصق بأحضانه قائلة : هتدلعني أزااي ؟
– أدهم غامزا : هثبتلك بالدليل العملي والبرهان أنا بحبك أد أيه وأن مفيش أي ست تانية ممكن حتى أحس بجمالها غيرك
– مريم بدلال : أنا محتاجة أتأكد فعلا يا دومي
– أدهم بمرح: لأ طالما دومي بقا يبقا أقوم أقفل الباب
قال جملته تلك وتحرك ناحية الباب ليغلقه ثم عاد إليها ليعطيها من روحه ما يخفف من مزاجها السيء ويسحبها لعالمهما الخااص ويغرقها في بحر عشقه لها الذي لا ينضب حتى مع مرور السنوات….
………………………

أما عند بيت سيف
فما إن هم سيف بوضع رأسه على وسادته لينام حتى اتت دينا وهي تحمل طفلته الباكية وتعطيها له قائلة :
– اتفضل يا بيه خد نيم بنتك عشان تبقا تعرف تعاااكس كويس
– سيف بخضة: أعاااكس مين أنااا !! أنا معملتش حاجة وبعدين أنتي عايزة تلبسيني أي مصيبة يا دينا عشان تديني بنتك وتلبسيهالي لأ أنا مليش دعوة
– دينا بعصبية: ليه هو أنا مش عارفك أنتا وحااازم ولا تكون فاكر اننا صدقنا الكلمتين الهُبل اللي انتا قولتهم أنتا وصاحبك على العموم مفيش فااايدة هتنيم البنت النهارده يعني هتنيمها وابقى ونس نفسك بقا أنتا وهي عشان انا هروح أنام جنب مااازن تصبح على خير يا سيفو
– سيف برجااء: دندون استني بس يا قلبي طب أنا هعمل أيه ف المصيبة اللي أنتي سبتهالي ديه و….
هنا صرخت طفلته باكية وكأنها فهمت ما قاله عنها ف نظر لها باستجداااء قائلا :
– لأ ابوس ايدك كفاااية عياط وصريخ النهارده أنا آسف مش قصدي سااامحيني أنا اللي ستين مصيبة وأنتي ملاااك بريء ثم تحدث بصوت خفيض :منك لله يا ديناااا …………..
وبعد حوالي نصف ساعة كانت الطفلة مازالت تبكي بصوت عال ولم تفلح محاولات سيف في تهدئتها عادت دينا لحجرتهما ومدت يدها لتأخذ الطفلة وهي تحدث زوجها قائلة :
– مش هعرف أنام وهي معاك وبتعيط كده هاتها مش هتهون عليا
– نظر سيف لها بحب قائلا : أنا كنت عااارف انك حبيبتي وأن حبيبك سيفو مش هيهون عليكي من اللي بتعمله فيا بنتك و…
– دينا بضيق مقاطعة: أيييه !! مين قالك أصلا أني بتكلم عليك أنا بقول على البنت هي اللي مش هتهون عليا مش حضرتك
قالت كلمتها الأخيرة وأخذت طفلتها من بين يديه وأدرات ظهرها له وهمت بالتحرك خارج الغرفة مجددا لكن سبقها سيف وهو يمسك بذراعها ليقربها منه قائلا :
– خلاااص بقا يا دندون خلي قلبك أبيض أنتي أصلا اللي مش هتهوني عليا تنامي وأنتي زعلانة مني أحنا كنا بنهزر مش أكتر وعلى العموم يا حبيبتي أنا اسف متزعليش
صمتت دينا ولم تجيبه فقربها إليه اكثر حتى كاد يلصق ظهرها بصدره ثم همس بالقرب من أذنيها قائلا بعشق لم تغيره السنين :
– وحياة سيفو حبيبك ما تزعلي يا دندون والله ما في ف قلبي غيرك ولا هيكون قلبي ده مدقش ومش هيدق غير ليكي
اصابتها كلماته في عمق قلبها فأضعفتها وانتصر عشقها له ف أدارت وجهها إليه ونظرت له بعشق خاالص متسائلة :
– بجد يا سيفو مش ممكن تحب غيري ف يوم من الأيام ؟
– سيف حينما رأى أن طفلتهما قد استكانت بين يدي والدتها وأغمضت عيناها وراحت في سبات عميق فتحدث متسائلا بصوت هامس حنون وهو يقربها إليه أكثر حتى باتت تقريبا بين ذراعيه هي وطفلتهما : عندك شك يا دندون ؟
– دينا وهي تحرك كتفها بدلال قائلة : تؤ

مد سيف يده وحمل طفلته ووضعها على الفراش ثم عاد لزوجته وقد غمرها بين أحضانه ثم رفع وجهها إليه وما إن هم بتقبيلها حتى استيقظت طفلته صارخة مرة آخرى ف صاح سيف بغيظ :
– بنت الكلب ديه مستقصدااااني والله باينها فاكراني جوز أمها أنا راااايح أنام جنب مااازن يمكن تهدا وترتاح وتنام
– نادته دينا وهي تضحك قائلة : تعالى بس يا سيفو متزعلش دلوقتي تنام
– أشاح سيف بيده قائلا بغيظ وهو يخرج من الغرفة : بلا سيفووو بلا زفت بقااا ابقي قابليني لو نامت تصبحي عل خير

…………..
أما في بيت حازم ف قد كانت الحرب بين الزوجين بدأت حينما تحدثت ليلة في باديء الأمر متسائلة :
– ممكن افهم بقا اخرتها معاك ايه يا سي حااازم كل أما اغيب عنك شوية الاقي عينك رايحة جاية على أي ست
– حازم مصطنعا البراءة : أناااااا !! أنا عمري ما بصيت على أي ست غيرك طبعااا يا قلبي بقا كده تتهميني ظلم أنا عااارف نفسي دايما مظلوووم معاااكي على العموم ربنا يسامحك
– ليلة بعدم تصديق: لأ والله وأنا بقا هبلة وهصدق الشويتين دول لأ يا حبيبي أنا عارفاااك كويس متستهبلش ومتأكدة أنك أول ما شوفت البت المفقعة أم شعر أحمر ريلت عليها
– حاااازم بمزاااح : أيه ريلت ديه بقيتي مؤرفة أوي يا لي لي ديه مش ألفاظ واحدة كانت عايشة ف ايطاليا أبداااا
– ليلة بتحذيير: حاااازم اتعدل ومتستهبلش بقا بتلبسها ف أدهم وفاكرني عبيطة وهصدق هو أنا مش عارفة ذوقك أيه يعني حلوة شوية وبعدين ديه كلها صناعي يا حبيبي الشعر الأحمر ده صبغة والوش متلطخ بجردلين بوية والجسم الله أعلم بيه بس أكيد فيه نفخ وشد ورفع وما خفي كان أعظم وشوية دلع ومياعة بترسمهم ومش حقيقي أصلا عشان توقع الرجالة اللي عينهم فارغة زيك
– حازم بمراوغة: يا قلبي يعني حد يسيب القمر الرباني ده ويبص على الصناعي ده أكيد يبقا مجنون
– ليلة وهي تلوي شفتيها بعدم تصديق قائلة : ثبتني كده مثلا ؟؟ أنا بتثبت بمزاجي وبفوت وبعدي بردو بمزاجي يا سي حازم
– حازم بمهادنة: ما خلاص بقا يا ليلتي بقا حد يكون معاه عجل بلدي عفي ومألوظ كده ويبص على اللحمة السوداني ؟؟
– ليلة وقد فغرت فيها بعدم تصديق لما قاله زوجها ثم علقت قائلة : عجل ؟؟ يا ليلتك الهباب عليك وعلى ألفاااظك تصدق أنا غلطانة أصلا إني واقفة بتكلم معاااك
– وقبل أن تتحرك تاركة أياه حتى جذبها من ذراعها قائلا بمرح : خد بس يا جميييل أنتا اللي العين عشقاك والقلب مغرم بهواااك رايداااااك يا حبيبي رايداااك خد يا غزااال بلااش عجل طالما بتزعل يا غزاال يا غزااال
– ليلة بنزق : مالك يا حااازم أنتا شارب حاجة يا حبيبي بقيت بتألف أغااني كمان وياريت عااارف بقيت بيييئة بجد
– حازم وهو يجذبها بقوة أكبر ناحيته قائلا : ما خلااااص يا وحش بقااا ما قولنا كنا بنهزر وأنتي عارفة أن أي حاجة بتحصل بتكون هزااار مش أكتر وعلى فكرة أنا لسة محاسبتكيش على كلامك ثم أردف متسائلا بقا أنا عيني فااارغة ثم غمزها قائلا بحب : طب بصي فيهم كده هتلاقيكي قاعدةومربعة ومفيش مكان لأي حد تاني جنبك
– ليلة وهي تحاول ابعاده عنها قائلة بغضب: مش هتااكل عقلي بكلمتين يا حاازم انسى
– حازم بمكر : أومااال هاكلهم بأيه هااا ؟
– ليلة بضيق: بطل طريقتك ديه ومش هتعرف تضحك عليا زي كل مرة
– حازم غامزا بوقاحة : تراهنيني ؟؟
– ليلة بتحدي: أرااهنك
وقبل أن تنهي كلمتها وجدته يرفعها فجأة بين ذراعيه وهي تؤرجح ساقيها بين ذراعيه بتذمر قائلة وهي تضربه بكفيها على صدره :
– نزلني يااا حاااازم نزلني والله اصوت وألم عليك الجيران
– ضحك حازم ثم همس لها بجرأة قائلا : وماااله يبقا اتصيت ببلاش
– لكزته ليلة بقوة في صدره قائلة : على فكرة أنتا قليل الأدب
– ضحك حازم مقهقها : ههههههه على فكرة أنتي دايما تنسي أنك مراتي وأنا جوزك عااادي يا لي لي وبعدين وطي صوتك بدل ما العيال يصحوا وساعتها يبقا الجيران أرحم
قال جملته وحملها لغرفتهما ثم أغلق بابها بقدميه
ثم وضعها على الفراش برفق واقترب منها ليكسب الرهان الذي يعلم مسبقااا أنه الرابح فيه دومااا لأنه يعشقها بحق بالرغم مما قد يفعله ويضايقها به لكنه لم ولن يعشق سواها هو فقط يعشق المزاح ويعشق أكثر استفزاز الأنثى المتمردة بداخلها ويعشق حب تملكها له ……
……………………….

وفي اليوم التالي وبينما كانت حلا تجلس بغرفتها حتى وجدت طرقا خفيفا على بابها فأذنت للطارق بالدخول والتي لم تكن سوى ندى شقيقتها والتي لم تعلم حلا إلى الآن أنهما أشقاء بالرضاعة
دلفت ندى للداخل وتحدثت بابتسامتها الهادئة :
– لولو فاضية نقعد نتكلم شوية ؟؟
– حلا بابتسامة : طبعا يا نودي تعالي يا قلبي
– جلست ندى بجوارها على الفراش ثم تحدثت بحنو قائلة : أنتي عارفة يا حلا أن من وقت ما جيت البيت ده وأنا اعتبرتك أختي زيك زي نسمة بالظبط أنتي عارفة كده صح ؟
– أماءت حلا برأسها موافقة : طبعااا يا ندى أنا كمان ربنا يعلم بحبك اد أيه أنتي مش مجرد مرات أخويا أنتي أختي اللي اتمنيت تكون عندي وربنا رزقني بيكي أنتي ونسمة بس ليه المقدمة ديه خير يا نودي أوعي تكوني عايزة تخلعي من حمزة
– ضحكت ندى قائلة : لأ خلاااص أخوكي مفيش منه مهرب ثم أردفت بجدية بس بصراحة يا حلا حساكي متغيرة أوي الفترة ديه مش أنتي حلا اللي عرفتها علطول سرحانة وقاعدة لوحدك مش بتضحكي ولا بتهزري زي عادتك في سر أنتي مخبياه عننا كلنا لما حمزة قالي موضوع زياد قولت يمكن هو ده لكن حتى بعد ما اخوكي عرف والدكتور اتفق معاه على المعاد اللي هيجي فيه هو وباباه ومامته تخيلتك هتكوني طايرة من الفرح زي أي عروسة وترجع ضحكتك اللي من ساعت ما عرفتك مفارقتكيش لكن اللي حصل عكس كده لسة قافلة على نفسك وساكتة والفرحة اللي كنت متخيلاها مش موجودة خاالص في أيه يا لولو اتكلمي معايا فضفضي فهميني في أيه وخليكي واثقة أن الكلام اللي هيتقال بينا مش هيطلع لأي حد
– حلا بتردد : مفيش حاجة تستاهل يا ندى كل الحكاية أن موضوع زياد ده ملغبطني وموترني ومش عارفة هل قرار ارتباطي بيه ده صح ولا غلط ؟
– ندى متسائلة : أنتي مش بتحبيه ؟؟
– حلا بحيرة صادقة: مش عارفة يا ندى هتصدقيني لو قولتلك إني مش قادرة أحدد حقيقة مشاعري ناحيته
– ندى بدهشة : طب وافقتي ليه على طلبه ؟
– حلا بصدق: زياد مش راجل هتقابليه كل يوم ف حياتك يمكن أصلا متقابليش واحد زيه طول عمرك محترم و جدع وراجل شهم حنين وطيب كوكتيل صفات صعب واحدة ترفضه
– ندى بعقلانية: بس بردو لازم مع كل ده يكون في ميل منك تجاهه يعني لو فيه كل الصفات ديه بس مش حساه زوج يبقا مينفعش تكملي كلميني بصراحة يا حلا أنتي حاسة زياد كزوج ولا لأ ؟؟طبعا أنتي فاهمة أنا قصدي ايه؟
– حلا وقد تفاجئت من سؤال ندى وقد هزت رأسها بتوتر : مش عاارفة يا ندى مفكرتش ف الموضوع ده
– ندى بعدم استيعاب: أومال وافقتي على أساس أيه لما كل حاجة مش عارفة لازم تعرفي وتتأكدي كمان يا حلا ده جواز مش لعبة اقعدي مع نفسك وشوفي أنتي عايزة ايه وبعيدا عن صفات دكتور زياد اللي لا خلاف عليها الأهم أنك تشوفي فيه زوج راجل عايزة تكملي معاه حياتك راجل هتكوني أنتي وهوه حاجة واحدة وتبقي عايزاه وشايفة فيه أب لأولادك
– حلا وقد تنهدت عاليا : حااضر يا ندى هفكر ويمكن لما أعرف اجاوب على اسئلتك ارتاح
– ندى بتساؤل : بس أنتي متأكدة أن مفيش حاجة تانية شغلاكي ؟
– حلا بتهرب: لأ يا حبيبتي مفيش حاجة واكيد لو في كنت هاجي وهتكلم معاكي
– ندى :توعديني يا لولو ؟؟
– حلا بابتسامة متوترة : اوعدك يا نودي
خرجت ندى من حجرة حلا وتركتها مع الأسئلة المعلقة بمفردها لا تعلم لما شغلت عقلها تلك الأسئلة على الرغم انها تعلم ان ارتباط زياد بها ليس إلا تلبية لطلبها والأمر برمته ليس بحقيقة لكن رغما عنها وجدت نفسها تفكر في الأمر والغريب أن التخيل في حد ذاته لم يكن غريب بل انها ما إن تخيلت زياد زوجها حتى شعرت بالدفء يغمرها لم تشعر ابدا أن أرواحهما مختلفة وجدت نفسها تتخيل وجودها معه في بيت واحد يتشاكسان في مرح وتنعم بأحضانه حينما تحتاج للدفء وجدت فيه السكن والمودة والرحمة تخيلته ابا حنونا كأبيه احبت هذا التخيل كثيرا فاقتربت أكثر وأكثر حتى رأته يهمس لها أحبك في كل وقت لمساته الحانية تشعرها بأنوثتها وحينما يقبلها تشعر كأن روحيهما اتحدت حتى صارت روح واحدة وحينما …..
قطع تخيلاتها صوت حمزة شقيقها يهتف باسمها من الخارج حتى تأتي لتتناول الغداء معهم
أجفلت حينما تذكرت كل تخيلاتها تلك مع زياد لا تعلم لما شرد عقلها كل تلك المسافة ف لولا نداء شقيقها كانت تخيلاتها قد اتخذت منحنى أخطر مما وصلت إليه نفضت رأسها بعنف وتحركت خارج الغرفة سريعا كمن يطارده الأشباح !

بعد عدة أيام على الهاتف بينما كان حمزة يحادث عمر صديقه حتى وبخه الاول حينما تذكر حديث زياد بشأن صديقه ف صاح فيه بغيظ قائلا :
– بمناسبة ندى ياريت تتلم بقا عشان انتا مفضوح أووي زياد لما قابلني عشان موضوع حلا كلمني عليك وقعد يسألني إذا كنت عرفتك بموضوع أن ندى اختي ولا لأ ونبهني بالمحسوس كده أن شكلك في مشاعر زيادة ناحيتها
– عمر بحنق : الله طب وهو ماله في مشاعر ناحيتها ولا مفيش ده يزعله ف أيه
– حمزة بضيق : انتا غبي يا عمر ! ده الدكتور بتاعها يعني ايه ماله وبعدين هو راجل محترم وميعرفكش وميعرفش نواياك ايه ف بيوصلي المعلومة وأنا بقا اللي احدد إذا كانت فيها حاجة ولا لأ
– عمر بغيظ: أنا مش فاهم دلوقتي يعني أنا مطلوب مني أيه
– حمزة بتأفف : مطلوب من سعادتك تاخد بالك لما تيجي تتكلم عن ندى وتتحكم في انفعالاتك وغيرتك ف أي أمر يخصها وإلا هيبقا شكلك انتا زفت والناس هتحكم عليك انك بتخون صاحبك وبتبص لمراته فهمت
– عمر بانفعال : حاااضر يا حمزة حاااضر مش هتكلم عنها اصلا مبسوط
– حمزة : ممكن تفهمني أنتا متضايق ليه اللي بقولهولك ده خوف عليك ف المقام الاول مش عايز حد يشوفك بصورة مش كويسة يا صاحبي
– عمر بضيق: فاهمك يا حمزة بس اللي مش فاهمه انتا مش قولتلي انك هتتكلم معاها وتشوف هي ليه بتعاملني كده وتعرفني اعمل ايه بدل ما أنا متعلق كده أنا حقيقي مش قادر ابعدعنها وف نفس الوقت مش عارف أزاي اقربلها وانتا مشغول وناسيني خاالص
– حمزة باعتذار : مش مسألة ناسيك يا عمر انت عارف الدنيا عندي اتلغبطت ازاي الفترة الاخيرة من اللي حصل مع نسمة لموضوع حلا للشغل لمليون حاجة فوق راسي محدش هيعملها غيري على العموم هروق بس من موضوع حلا النهاردة وبعدين نشوف موضوعك
– عمر متسائلا : يعني انتا مش هتيجي النهارده الجيم؟؟
– حمزة : ماشاء الله ايه الذكاء ده يا عمر يعني هسيب الناس اللي عندنا واجي عشان اقعد مع حضرتك ف الجيم اكيد مش هاجي النهارده على العموم بكره هجيلك ونتكلم
– عمر : ماشي اما نشوف اخرتها معاك هستناك بكرة بإذن الله
– حمزة : بإذن الله يلا سلام
– عمر: سلااام

وفي المساء حيث موعد زيارة زياد ووالديه لبيت حمزة
كان التوتر من نصيب حلا وزياد على حد سواء كلا منهما بداخله ما يقلقه لكن على الرغم أن الأمر متفق عليه بينهما وظاهره أنه مجرد ارتباط شكلي إلا أن هناك بداخل قلبيهما فرحة تطل على استحياء ..فرحة وإن اختلفت أسبابها لدى كلا منهما ….

اختارت حلا لتلك المناسبة فستان رقيق بلون حبات السكر مزركش بالورود الصغيرة متعددة الألوان وفوقه حجاب طويل باللون الكريمي وحذاء بنفس اللون مع لمسة بسيطة للغاية من مساحيق التجميل بعد اصرار وإلحاح من صديقتها يارا التي أصرت على الحضور اليوم لتكن بجوار صديقتها المقربة في يوم كهذا .. كانت طلتها رقيقة ورائعة على الرغم من بساطتها وقد برزت جمالها الهاديء

اما زياد فقد ارتدى قميص باللون الأزرق على بنطال باللون الكافيه وكان على الرغم من قصر قامته إلا أنه ظهر ب طلة ذكورية مميزة

وفي الثامنة مساءا حيث الموعد المحدد وصل زياد ووالديه لمنزل كريمة والدة حلا كان حمزة ووالدته في استقبالهم وبعد الترحيب دلف جميعهم حجرة الصالون في انتظار خروج العروس التي تأخرت قليلا
ظل زياد يتحدث مع حمزة ويتمازحان مع عبارات الترحيب بين الاخير مع والدي الأول بينما تحركت كريمة لحجرة ابنتها حتى تتعجلها للخروج
وحينما دلفت للداخل تحدثت بغيظ لابنتها :
– ايه يا حلا لسة كتير وبعدين شكلك جاهزة أومال متأخرة ليه ؟؟الناس مستنية العروسة وكده عيب
– ندى قائلة: هي خلصت بس مش عايزة تخرج
– كريمة متسائلة بدهشة : نعم ؟؟ ليه ؟؟
– ندى مجيبة بدلا من حلا : مكسوفة .. بس طالما حضرتك جيتي يبقا خديها ف ايدك بقااا
– كريمة بحنو وقد اقتربت من ابنتها وقد امسكت بكفها وشدت عليها بدعم قائلة : متتكسفيش يا لولي انا معاكي ثم توجهت ببصرها ل ندى متسائلة بس كده هي مش هتعرف تشيل الحاجة وتقدمها ثم اردفت بمزاح حتى تبدد خجل صغيرتها :وإلا العريس أو اهله هيتغرقوا وهيخلع قبل ما نلبسهاله واحنا ماا صدقنا واحد ابن حلال يجي يخلص ويشيل
– حلا بتذمر: ايه يا ماما يخلص ويشيل هو أنا جاموسة هيشتريها وبعدين بقا أنا ممكن أرفض أنا لسة موافقتش أصلا
– كريمة بجدية : طب بقولك ايه يلا بقا وبطلي رغي عشان احنا كده اتأخرنا وانتي يا ندى هاتي العصير معلش وحصلينا وبعد شوية يا نسمة هاتي يارا واخرجوا اقعدوا معانا
– نسمة بحرج: لأ ملوش لزوم يا طنط خلينا احنا هنا أحسن
– حلا : بقولك ايه يا نسمة متستهبليش انتو اخواتي يعني لازم تبقوا جنبي زي ما ماما قالتلكوا اعملوا
– يارا : حاااضر المهم انتي يلا بقا يا لولو الناس زمانهم زهقوا

في تلك اللحظة دلف حمزة بعدما طرق الباب ودخل بعدما سمحن له بالدخول وتحدث بضيق قائلا :
– ايه يا جماعة كل ده لسة مخلصتوش
– كريمة وقد اجابته نيابة عن ابنتها : لأ خلصوا يا حبيبي بس أختك مكسوفة
– حمزة بتهكم : مكسووووفة !! وده من امتا ده يا ست حلا لأ ده كده بقا لازم ناخد صورة للذكرى قال جملته واقترب من شقيقته وفتح كاميرا هاتفه ليلتقط صورة له معها لكنها خبأت وجهها بين كفيها وهي تهز رأسها برفض قائلة :
– مش عايزة اتصور يا ابيه بقااااا ومش عايزة اخرج
– حمزة بحنو : لأ هتخرجي يا حلوتي ف ايد موزة حبيبك
قال كلمته تلك وعلق ذراعها في ذراعه وخرجا معا من الغرفة متجهين حيث يجلس زياد ووالديه وما إن وصلا عند باب الحجرة حتى تراجعت حلا وهمت بالعودة لحجرتها لكن حمزة جذبها برفق وهو يربت على كفها بحنو حتى دخلت أخيرا
ما إن رآها زياااد بهيأتها الخجولة تلك وبإطلالتها الرقيقة حتى انفجرت دقات قلبه وهب واقفا وقد اتسعت ابتسامته المشهد كان حقيقي بدرجة لا تصدق ابدا انها مزيفة وهي بالفعل كانت حقيقية ففي تلك اللحظة تناسي زياد الاتفاق بينه وبين حلا فقط تذكر انها الآن أمامه بجمالها ورقتها انه الآن قد خطا نحوها خطوة تقربها منه وتقربه منها لن يترك شيء يعكر صفو فرحته الليلة ..أما حلا على الرغم انها ذكرت نفسها مرارا وتكرارا أن الأمر ليس حقيقيا إلا انها لم تستطع التخلص من خجل العروس وفرحتها التقت عيناها بعين زياد للحظة وهالها كم الفرحة التي تقفز من عينيه وتسائلت كيف استطاع أن يرسم تلك الابتسامة على شفتيه وتلك النظرة في عينيه إن لم يكن بداخله صدى لها كيف كل هذا لا يكن حقيقيا لم تطل دهشتها طويلا فقد قطع حمزة نظراتهما حينما تنحنح وهو يشير على والدة زياد حتى تتوجه حلا نحوها لترحب بها
– مدام نجاة والدة الدكتور ثم أشار على والده وبشمهندس احمد والده

اقتربت حلا من نجاة محيية أياها بخجل ف جذبتها الاخيرة من كفها وحضنتها بحب بينما اكتفت حلا بتحية والده من بعيد بصوت يكاد يكون مسموع :
– اهلا بحضرتك يا عمو ازيك ؟
– والد زياد بمزاح: والله يا عروسة من بعد ما شوفت العسل ده مبقاش زيي حد واخيرااا هيكونلي بنت حلوة ربنا حققلي أمنيتي بعد 20 سنة اهو الحمد لله

خجلت حلا من كلماته الرقيقة المداعبة لخجل الانثى بداخلها فاشتعلت وجنتيها احمرارا لكن انتباها شعور آخر بتأنيب الضمير ناحية والدي زياد ف كيف يمكنها أن تفسد فرحتهما فيما بعد حينما تنفصل عن زياد والأهم كيف تخدعهما الآن!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى