روايات

رواية أنبض بقلب حبيبي الفصل الثاني عشر 12 بقلم عائشة حسين

رواية أنبض بقلب حبيبي الفصل الثاني عشر 12 بقلم عائشة حسين

رواية أنبض بقلب حبيبي الجزء الثاني عشر

رواية أنبض بقلب حبيبي البارت الثاني عشر

أنبض بقلب حبيبي
أنبض بقلب حبيبي

رواية أنبض بقلب حبيبي الحلقة الثانية عشر

رفضت تناول المحرمة منه لينال منها نظرة غامضة ارهقت دقات قلبه …سحب كفه الممدودة ووضع المحرمة داخل جيبه هاتفاً ببرود
-امسحي فكمك بقا .
صمتت ثم رفعت كفها ومسحت دموعها ،اخذت نفساً عميقاً ورفعت هاتفها تُقلب فيه ،أما هو فظل يختلس لها النظرات ولسان حاله يردد
-ولسه….ياماما كسر رقبه وتأديب وتهذيب واصلاح بعون الله .
ضج هاتفه بنغمة مخصصة
(أنت قلبك قاسي أوي اوي أنت مش بتحس كده وكده )
كز على اسنانه بغيظ فمن المؤكد أن ياسين من فعلها به كعادته السيئة …انتبه للاسم اللامع فابتسم بسعادة ووضع السماعات قائلا
-حبيبة قلبي .
قفزت نبضاتها خارجاً وتوقفت اناملها على الهاتف ،التفتت لتجد ابتسامته وشروده يحيطها فانقبض صدرها .
ضحكة عابثة منه فوتت،دقاتها للخرج بفزع
-وحشتيني بجد ياإيمي ….ايه مش هشوفك
صمتتتت اعقبه بضغطة علي ذر تشغيل الكاميرا لتظهر صورة الأخرى على هاتفة فيغمزها قائلا
-لا كبرتي بجد ،….احلوينا وشعرنا طول …
صرخه كتمتها داخلها .وهي تتمتم بذهول
-شعرها ……
ليسترسل براحة وقد اغمض عينيه ليهمس برضا ورقة
-وحشني الكلام معاكِ ياقلبي .
اتسعت عيناها واسقطت الهاتف من بين كفيها احدث صوتاً لكن الأخر لم ينتبه وظل على هيامه .
استغلت استرساله واغلاقه لعينيه لتنهض بخفه وهدوء ،تطالع شاشة الهاتف ،لتتاكل غيظاً وهي ترى فتاة غاية في الجمال تنساب خصلاتها فتزيدها بهاءاً وجمال ….
الأخرى قد رأت هنا عبر الكاميرا ونبهته لتلصصها لكنه رد ببرود ومواربه
-عارف ياقلبي .
تركها لو فتح وواجهها قد تتهور ،لكنه تركها تراقب أيمان وتتلصص حتى يقهرها أكثر وأكثر ..
حرك رأسه ليصطدم برأس صلبه ،تأوهت هنا وعادت لمقعدها ..ليلتفت لها سيف متسائلا ببرود
-خدي بالك …..ثم عاد لوضعه قائلا
-ولو أن اشك الدماغ دي تتأثر صراحة .
تابع سيف حديثة لايمان قائلا
-أيمي حاولي تيجي بجد مفتقدك علشان خاطري .
هتفت نجوى من فوق رأسه
-سيدي ياسيدي ….
ابعد سيف السماعات وابتسم لنجوى وهو يستدير
-دا تجسس بقا .
نظرت نجوى للهاتف وصاحت بسعادة واعجاب
-دي قريبتك …حلوة أوي .
اومأ سيف قائلا
-دي حته من قلبي ….حبيبتي وصاحبتي .
هتفت نجوى بإنشداه
-حلوة اوووي …ماتجيب اسلم عليها والنبي .
ضحك سيف بإستمتاع وازال السماعه واعطاها لنجوى قائلا
-خدي ياستي ….
تحدثت نجوى مع إيمان ضحكت وشاكست ،بينما كانت الأخرى ستموت كمداً من الغيرة والقهر …
رددت ببهتان وروح جريحة
-حبيبته وصاحبته كمان ،….ياعيني .
*******************************
-هو انت بتحب الرسم ..؟
هتفت بها ياسمين وهي تتابع انامله في حركتها وتنقلها على الورق ،ليردف قاسم دون أن يتوقف
-بحبه ….بحب أكتر ارسم طيور ورود …حاجات طبيعية…
أخذت نفساً عميق ،لتردف وهي تنظر لاناملة
-ارسم بيت صغير قدامه شجر وزرع وساقية بتلف ،والسماء ضلمة فيها غيم كتير …
توقفت أنامله ،داعبت نبرتها اوتار حزنه ليهمس بحاجبين منعقدين
-ليه السماء ضلمة .ليه مفهاش شمس او قمر .
ردت بعفوية قاتلة
-بشوفها كده ،وبصراحه أفضل الشمس رغم انها بتنور بس بتحرق والقمر رغم جماله بس دايما حزين ومكسوف .
ترك اقلامة ودفع اوراقه جانباً ،مايحدث فوق احتمال قلبه .عادت تطالع الطريق بشكل عادي وكأنها لم تؤلم قلباً أو ارهقت روحاً لمست احزانها ،حديثها عادياً لكنه لم يكن الا جبالا حملها على عاتقة
******************
تحايلت نجوى على سيف ليلعب معهم كرة القدم لكنه اعترض على اللعبة ووافق مبدئياً على الفكرة ،
هتف سيف بإقتناع
-تمام نلعب حاجه تانية ونستفيد ،حسأل سؤال وعايز أجابه .والي هتجاوب ليها الشيكولا دي… .لوح سيف بقالب الشيكولا فيما هتفن الفتيات متحمسين
-تمام يلا…
هتف سيف بترقب ماكر
الغرور والغضب ..اسلوب تحذير
واحد عايز صورته
اتنين المحذر منه ..الاعراب
تعالت الهمهمات الجانبية فيما جلس هو بأريحيه ينتظر ردهن ،ولكن طال الصمت كثيرا وبدا يتلاعب بلوح الشيكولا… .نفذ صبره ويأس لينهض هاتفاً
-كده هأكلها أنا ياحلوين سلام…
ليستوقفه صوت انساب على مسامعه كسينفونية عذبة راقت له ،
هتفت هنا بدبلوماسية وهي تعدل من حجابها متصنعة اللامبالاه
نوعه معطوف .المحذر منه ..الغرور والغضب
إعرابه :مفعول به منصوب بفعل محذوف وجوباً تقديرة احذر
احذر الغرور والغضب .
فغر الجميع افواههم بإعجاب شديد لهنا ،فيما ابتسم سيف برضا .واستدار قائلا بتصنع
-أنتِ اساسا مدخلتيش اللعبة وميحقلكيش اللعب معانا ،ولو كنتِ عايزه الشيكولا فأسف رجعت فكلامي
انفض الجمع… لكن هنا سارت واقتربت منه وهي تبتسم بإنتصار
-مستر… أنت اساسا مشرحتش اسلوب التحذير فالمدرسة… ثم صمتت لتردف بتهكم وهي تمط شفتيها
-بس شرحته لخطيبتك ،وأنت سألت ومتأكد مفيش غيري هيجاوب يامستر فحرام الظلم… التقطت منه لوح الشيكولا… وفتحته تتذوقة بنهم .مسترسلة لتُغيظة
-انت قاصد أن خطيبتك هي الي تاخده .
التوئ فمه ليعقد ذراعيه مجيبا بنبرة بارده
-تقصدي سابقاً… مال قليلا ليهمس بغرور ضاغطا على كل حرف
-خطيبتي سابقاً ياريت متنسيش… ياآنسه ،بلاش تلزيق… .
نفض غبار وهمي من على ملابسة وغادر تاركا لها خلفه بعد أن شملها بنظرة عابثة .
سار سيف حتى جلس بجانب ملك وتبادل معها الهمهمات الجانبية التي لا تخلو من ابتسامته ،أما المجنونة الأخرى فأختارت مشاكسة نجوى التي لم تكن عواقبها إلا عنف مفتعل من نجوى والمبرر تلعب بالكرة…
عمدت نجوى على تصويب الكرة لوجه هنا التي تعمدت السخرية من نجوى حينما وقعت ارضاً ،والأخيرة لم تفوت الفرصة واصابت هدفها ببراعة مدعية انها لم تقصد…
ونالت هنا اصطداما وارتضطام بالارض احدث جُرحاُ غائر في جبهتها اعلى عينيها تقدم سيف بخطوات اشبة بالركض ،اخرج محرمة ورقية وناولها لها… .ليهتف بعدها بإقرار
-يلا هنشوف صيدلية قريبة…
ضحكت نجوى بإستمتاع فيما غادرت هنا خلف سيف ،بحث حوله حتى وجد واحدة دخل يجذبها خلفه من كفها ،
تقدم الطبيب وقد رأي الدم وكف الأخرى الموضوعه على الجُرح… جهز المطهر والقطن ولاصقة جروح ..قست نظرات سيف وهو يلاحظ اقتراب الطبيب من هنا ومحاولتة نزع كفها… مما دعاه أن يقترب ويرمق الطبيب بنظرة تحذيرية متوعدة جذب منه القطن قائلا بحدة
-أنا هساعدها ماعليك غير بس تجيب المطلوب .
طالع الطبيب مساعدته بذهول من غضب سيف الغير مبرر ،حاول الطبيب زجرة وتعنيفه
فلم ينال غير نظرة جانبية قاسية وهتف بحدة مقرونه بكف ممدوده لجذب اللاصق الطبي
-لوسمحت اللاصق.
نظف جُرح هنا ووضعه وهو يتحاشى النظر لعينيها .
وماإن انتهى حتى دفع للطبيب نقودة وغادر ،أمامها بينما هي خلفه تتعثر خطواتها .
اقترب هامساً وهو يتطلع حوله بتأفف
-تحبي تشربي حاجه او تأكلي .
القت بوجهه نفخاً غاضب وسبقته للامام قائلة
-لا خليهملك يامستر .
همس سيف ببرود وابتسامة ساخرة
-وفرتي ،..يلا علشان نرجع أخرة الي يطلع رحلات فيها عالم تعكنن وتعكر المزاج .
وقفت تهتف بحدة
-معلش مزاجك اتعكر يامستر بس ارجع لميس ملك تروقهولك بقا .
دس كفوفه داخل جيوب بنطاله هامسة بنبرة هادئة
-وماله… .اقله بتفهم فالذوق .
زمجرت كقطة ،وزمت هاتفة بحنق
-عايزه أروح …!
توقف عن السير .واستدار واضعا كفيه على خصره مشيراً براسه
-ت أيه …؟
عقدت ذراعيها وحملقت فيه متابعه بتحدي
-مش طايقه حد ولا المكان وعايزه امشي .
بارعه هي في إخراجه عن طوره بل بارعه في اظهار غضبة وخروج عصبيته ،اشار لها قائلا بنبره ناهيه
-هنمشي كلنا مع بعض ،مينفعش حضرتك ترجعي لوحدك فوقت زي ده .
صاحت بغضب وهي ترفع حاجبها
-وأنت مالك ،أنا اصلا ….همشي لوحدي .
وازاها صياحاً فقد نفذ صبره من افعالها
-ياسلام …..طيب اعمليها وشوفي هيحصلك ايه ..؟
تقدمت خطوتين وهمست ببرود
-هرجع لوحدي حضرتك متقدرش تعملي حاجه اساساً .
كز على اسنانه وهو يحاصر نظراتها بشراسه
-اقدر بحكم مدرس وانتي طالبه ومن مسئوليتي مش اكتر من كده .
ابتسمت وهي ترفع ذقنها هامسه بغرور
-لاني أنا الي رافضه يكون لك سلطة عليا أكتر من كده مش لانك أنت رافض ولا نسيت .
قست ملامحه ،ضغطت بالملح على جرح احدثته بغبائها غافله بالعواقب اقترب لكنها ارتعشت خوفا من نظراته الغاضبه ،عاد للخلف متمالكاً غضبه ومسيطراً على انفعاله الكامن بصدره .
اشار لها بهدوء مصطنع
-امشي …
صمتت لتهدية نظرة محتقرة ،ليصرخ بهياج
-قدامي على الحديقة .
سارا معا حتى وصلا للحديقة ،تعمد إلهاء نفسه فيما تعمدت الأخرى إغاظته ،….فكرة شيطانيه لاتدري كيف سيطرت عليها لتغادر تاركة الجمع …..
انتهت الرحلة تفقد سيف الفتيات لكنه فوجئ بغيابها هي وملك ….
هتف تامر بهدوء
-ملك راحت تغسل ايدها وقالت اسبقوني ،
ليهتف سيف بغضب
-وهنا فين ..؟
تفقد تامر وقاسم الفتيات وعددهم ليتاكدو من صحة كلام سيف وإختفاء هنا .
اشار سيف للسائق قائلا
-نزلني وبعدها اقفل الابواب ،قاسم هيكون معاك ثم التفت لتامر قائلا
-تعالى معايا ياتامر .
ترجلا سيف وتامر من السيارة وعادا للحديقة يبحثان عن ملك وهنا ولكن لا أثر ،حاول سيف مهاتفة هنا لكن لا جواب ،بلغ منه القلق مبلغه واستعرت نيران خوفه ،
ظل يبحث في كل مكان ،فجأة توقف على أثر صرخة باسمه
-سييييييييييف .
عاد سيف لتامر قائلا
-سمعت الي أنا سمعته .
اومأ تامر وقد أخذ القلق مساراً على ملامحه ،ظل يبحث عن الصوت بجنون بينما غادر تامر وقد ادرك ان الأمر جلل ….
هتف سيف بقلق
-هننننننننا
لترد الأخرى بصوت مكتوم مرتجف
-س…..يف ..
دارت به الدنيا واهتزت نظراتها وقف تحت لهيب الشمس الحارق يحتضن رأسه بكفيه يكاد يبكي …
صوت قفزات بين الشجر والزروع جلب انتباهه وصدع بأذنه ليستدير بعدها ويعبر سور الحديقة …ليجد قطعة ارض ذراعيه جال بنظراته لتقع عيناه على هنا وملك تحاولان التملص من بين ذراعي رجلين ضخام الجثة ،هرول باتجاههم ،اشتبك مع واحد وقد استطاع افلات هنا منه ،تبادلا الضربات واللكمات التي ارهقت سيف ،لكنه صمد ببساله واستطاع قهر الأخر انتبه الرجل الأخر لضعف صديقة فترك ملك واتجه ناحية سيف لينال سيف منهم ما كاد يرديه قتيلا
احتضنت ملك هنا وظلا يصرخان باسم سيف ،وحينما انتهى الامر هتفت ملك بتحذير
-يلا بينا ياهنا
حاولت هنا التملص من قبضتها واللحاق بسيف قائلة
-اسيبه ..دا مستحيل امشي انتي ياملك .
حاولت ملك ثنيها لكنها لم تفلح تحت اصرار وعناد هنا ،تركتها وغادرت وحدها فيما صرخت الأخرى وتقدمت تدافع عنه بشجاعة زائفة ،وقدرة ضعيفه ،
همس سيف بتحذير
-ارجعي ….
اقتربت منه هنا ترتعش بجزع لما أصابه ،وهمس بخوف مش هسيبك أنا السبب انا الي حاولت امشي واهرب .
حاول احد الرجلين تقييد هنا …لكن سيف احتضنها بقوة نابعه من خوفه خبأها محيطاً لها بذراعيه متلقياً الضربات الرادعه له ،….همست ببكاء
-انااسفه ياحبيبي .
همس بصوت متقطع واهن
-اسكتي ….
اخرج واحداً مدية ولوح بها للأخر الذي ابتسم بإنتصار
لينال سيف ضربها انسابت على كتفه واحدثت جُرحا طويلا ،لكنه ظل يحيطها خوفا عليها فيما هي تتشبث به بقوة
ضحك الرجل وعاد لمحاولة جذب هنا .لينال سيف جرحا اخر على طول ذراعه .
وصلت ملك وقاسم والسائق وتامر ،ليفر الرجلان ويضيعا وسط النخيل والاشجار .
انهار سيف ،وفقد اخر ذرة يمتلكها من القوة ،صوت اصدقائه انساب على اذنه فأعلنت جفونه الاستسلام لخدر سرى بجسده المتألم ..أغلق عينيها على صرخات هنا المتوسلة ودموعها التي بللت ملابسه .
استلمته الطوارئ بسرعه وتم نزع ملابسه الممزقة لمداوة جروحه .
استلمت هنا ملابسة واحتضنتها فيما كانت دموعها لا تتوقف
همس عمرو وهو يمسد رأسها بحنان
-اهدي ياحبيبتي مش كده .
شددت هنا من أحتضان ملابسة قائلة
-أنا السبب ياعمرو عنادي ،عمل كل ده ياريتني فضلت قاعدة ومااصريتش امشي ……ثم هتفت وهي تطالع نظرات عمرو المتألمة
-مخلاش حد يلمسني ياعمرو بخدش ،دافع عني لأخر نفس وأنا الي أذيته وطردته .
ضربها عمرو مدعيا المرح
-أنتِ عبيطة هيسيبك ازاي ،حتى ولو زعلان مستحيل يسيبك تتأذي دا سيف وأنا عارفه كويس وعارف غلاوتك عنده .
مسح عمرو دموعها واشار لها قائلا
-روحي اقعدي مع والدته الست هتتجنن وياسين بيعيط زي العيال ….
نهضت هنا بتكاسل وثقل .اتجهت ناحية وداد جلست بجانبها تلقي براسها داخل احضانها تردد بجزع
-ادعيله ياطنط ،ربنا يخليهولنا …
ربتت وداد على ظهرها وهمست بهدوء اختلج بقلقها
-هيبقا كويس دا ابني وأنا عرفاه يااما اتحمل ..
اتجه عمرو ناحية ياسين وظل يهدأه ويحاول إلهائه حتى يكف عن البكاء كالصغار …
*************.
أفاق سيف من إغمائته وتم نقلة لحجرة عادية ،دخل ياسين راكضاً واقترب يحتضنه فتأوه سيف هامساً
-ياابني اهدى .
ضرب ياسين ذراع سيف قائلا
-هنا بيوجعك… ..ثم نَقل كفه مسترسلا ببلاهة مصطنعه
-طيب هنا… ؟
تأوه سيف من شدة الألم وهتف بضيق
-أنت عبيط يالا ماتهدا .
ضحك ياسين وانحنى يطبع قُبلة على كتفه هامساً
-الف سلامة عليك .
انتبه سيف لوجود والدته فطلب من ياسين مساعدته ليعتدل وتحريك الفراش ليرتفع به ،…
فتح سيف ذراعه السليمة .فأقتربت والدته تنثر فوق رأسه القُبلات وهي تهمس بمشاكسة
-مين الي يحضن مين ياولا .
همس سيف وهو يرفع كفها لفمه
-عارفك بتعيطي يادودو ،
همست وهي تستريح بجانبه
-الف سلامة عليك ياحبيبي .
هتفت وداد وهي تعتدل واقفة ،هقوم اصلي خلي بالك من اخوك ياياسين .
اشهر ياسين اسنانه مبتسماً بمكر
-متخافيش فعنيا .
جذب سيف ياسين من قميصة ليهمس بضعف
-ولا… هنا كويسة… ؟
تطلع ياسين ناحية النافذة المُطلة على ممر داخلي وعاد هامساً
-زي القردة ،… ..مبطلتش عياط من ساعة ما جات .
همس سيف متسائلا باهتمام
-ياسين… هي كويسة يعني مفهاش حاجه ،مفيش حاجه لحقتها ولاحتى خدش .؟
تأفف ياسين وردد بمصمصة شفاة
-قولتلك زي القردة ،بس هي خايفة تدخل معرفش ليه .
شرد سيف قليلا لينتبه لياسين قائلا
-بقولك ايه… ؟روح كده وسوسلها واقنعها تيجي .عايز اطمن عليها .
انتفض ياسين مردداً بغضب مفتعل
-ليه شيطان مثلا .
تأوه سيف بألم وهو يحاول التحرك ،ليهمس ياسين بخوف
-خلاص ياعم… هعمل ايه فقلبي الطيب .
غادر ياسين وخرج من الحجرة لتستقبلة هنا بترقب
-هو كويس ياياسين ..؟
هز ياسين رأسه وغطا عينيه بكفه مدعياً البكاء ليهمس بتقطع
-تعبان ياعين امه ،… .
اهتزت نظرات هنا وارتجف جسدها فزعاً لتعود لعمرو قائلة
-هدخل اطمن بنفسي…
همس عمرو وهو ينهض موازياً لها
-روحي ياحبيبتي .
دست أغراض سيف التي كانت ماتزال بين ذراعيها داخل حقيبتها لتركض ناحية الحجرة ،
وماإن اقتربت حتى أبطأت خطواتها ،وارتبكت… أخذت نفس عميق عبقت صدرها بالشجاعه لتخطو داخل الحجرة افلتت شهقة ملتاعة ما إن راته ممدداً شاحب الوجه خائر القوى…
بثت نفسها شجاعة وهمية وتقدمت بقلب مكلوم وأعين تغشاها الدموع…
بنبرة مبحوحة همست
-حمدا الله على سلامتك .
شعر بدخولها وكيف لا وهو ينتظرها لكنه أدعى عدم انتباهه وتفاجئه بها .
همس من بين اسنانه بضيق
-الله يسلمك…
شملها بنظرة متفحصة لجسدها ،مستغلا انحناء رأسها وانشغالها ،وماإن اطمأن لكونها أمامه الأن سليمة صحيحة لم تتعرض ولو لخدش بسيط ،تسربت الراحة لأوردته واطلق تنهيدة رضا مطمئنة…
ليستحضر بعدها مارد غضبة ويعنفها قائلا
-نعم ..حضرتك جايه ليه .
رفعت راسها لتلتقي بنظراته الحادة .تحاول الحديث فتتحداها الحروف وتخونها الكلمات عادت لأغلاق شفتيها ليباغتها بهتاف حاد ارعبها
-اطلعي بره ومتجيش تاني ياهنا لاني مش عايز اشوفك تاني .
همست بضعف ودموعها تنساب
-أنا عارفه إني غلطانه ياسيف ،أنا آسفه بجد…
عاد ليصرخ بحدة
-امشي من قدامي… .يلا ..ثم هتف معترضاً
-مره تاني… أنا مستر سيف او استاذ سيف غير كده مش مسموحلك .
تقهقرت للخلف حتى اصطدم ظهرها بحافة الباب تشبثت به لدقائق تستمد منه القوة ،ابتلعت حسرتها وخيبتها مع ازدراد ريقها الجاف ،وركضت للخارج…
دخل ياسين صائحاً بضيق
-ارحم ..يااخي البنت كانت هتموت نفسها عليك ولما هتعمل فيها كده خليتني ادخلها ليه ،ياابني روح اتعالج دا انفصام…
دخلت وداد على اثر هتاف ياسين الممتعض ،ليقترب ياسين قائلا
-احضرينا ياوداد ..وأنتِ مصلية وتعرفي ربك وطاهرة وشريفة ،البنت دخلت تطمن عليه بهدلها وطلعها هتموت من العياط… .
القت وداد نظرة لائمة على سيف لتهتف بحزن
-أنا مش محتاجه أعرف ياياسين أخوك في القسوة محدش يغلبة ،ولو نشف دماغه محدش هيقدر عليه… سيبه لما البنت تكرهه ومتستحملش قسوته دي علشان يرتاح .
اخرج ياسين لسانه هاتفاً بغيظ
-احسن ..يارب تسيبه… وتزهق منه .
ادار سيف رأسه للجهه الأخرى وحده يعلم أن دموعها كانت كخناجر تُصوب لصدره بلا رحمة ،وأنينها كان يشق صدرة ويحيل قلبه لفتات ….لكنه اراد تأديبها كما أذاقها حنانه فليذيقها قسوته ،…
**************************************
ظلت تجوب حجرتها بقلق يعصف بكيانها ،حتى استقرت وخرجت طرقت حجرته… منتظره رده
ليفتح قاسم وماإن يراها حتى يشيح برأسه قائلا
-في حاجه ياياسمين ..؟
هتفت وهي تطلق نظراتها القلقة بوجهه
-مستر سيف… ..اقصد متعرفش هو عامل أيه دلوقت ..؟
ثبات مزيف احاط به نفسه رغم انتفاضة دقاته ونزيف جُرح مشاعره الفتية ينزف بغزاره ،
ليهمس بنبره باطنها الحزن والوهن وظاهرها الهدوء
-كويس ياياسمين بخير …..ولما نروح المدرسه هخليكي تزوريه .
صفقت مستمتعه ولمعت عيناها ببريق السعادة لتهتف بإمتنان
-متشكرة أوي ياقاسم… عن أذنك ..
غادرت غير عابئة بقلب ذُبح بسكين تجاهلها ومشاعر وليدة توأد شيئاً فشيئاً وتختفي رويداً رويداً في غياهب ظلام القهر .
جلس على حافة فراشة بإنهاك يلعن قلباً خفق دون أن يهتدي لمن يخفق ،ضللته نظراته وانصاع القلب خافقاً بجنون لتنبت مشاعر جديدة بين صخور قلبة الجافة المفتقره للحياة…
كلما ضاقت انفاسه سلبها من بين حروفه ،اتجه ناحية جهازه وبدأ في الكتابه غرق بين حروف خيالها يزينها مرات بحزنه ومرات بسعادته .
*************************
هتفت صديقتها بذهول وهي تراها تُخرج أحدى لفافات التبغ من جيبها
-بتشربي سجاير يانوجا .
أخذت نفساً عميقاً ملبد بسعالها لتمدها لها قائلة
-جربيها هتعجبك أوي .
هتفت صديقتها برفض
-ولو عجبتني هجيب حقها منين مش كفايه عليا مصاريف مدرستي دانا حتى مش عارفه هدفع مصاريف دروسي منين .
ابتعدت نجوى وفتحت درج الكومود القاطن بجانب الفراش أخرجت مبلغاً لم تعرف عدده وناولته لصديقتها قائلة برضا
-خدي يابت دلعي نفسك .
همست صديقتها بإمتنان وشكر
-كفاية الي ادتهوني يانجوى .
ضربتها نجوى بخفه وهي تشاكسها
-خدي بس ،هو في بينا الكلام ده .
تناولتهم الأخرى ودستهم بحقيبتها قائلة
-ربنا يخليكي ليا يانوجا… .
ناولتها نجوى السيجار قائلة
-خدي وبطلي هبل ولو احتجتي حاجه تاني قوليلي.
أخذت نفساً طويلا لتهتف من بين السّعلات
-هتروحي لمستر سيف ؟.
هتفت نجوى وهي تتناول السيجار
-اكيد… .بس بيني وبينك هو محترم صراحة ..مش عارفه شريف حاطه فدماغه ليه ..؟
هتفت الاخرى بإستحسان ورضا
-كفاية مساعدته للطلبه الي مبيقدروش عالدروس ،والمجموعات الي بيعملها وقت الفراغ… .والي بيطلب منه حاجه بيعملهالو .
رددت نجوى بحسد وعيونها تلمع بكره
-يابخت هنا بيه .
ضربتها الأخرى قائلة بغمزة
-متنكريش أن هنا برضو محترمة وذكية وجميلة يعني تستاهلة زي ما يستاهلها .
ضحكت نجوى هاتفة بسخرية
-برضو خسارة في امها ،دي سيف ده مز ..مز .
ضحك الفتاتان بشدة على حديثهم ،طرقات على الباب انتشلتهم لتطفئ نجوى السيجار بسرعة وتتناول المنشفة التي بجانبها وتحاول تغيير جو الحجرة المعكر برائحة الدخان .
دخلت والدة نجوى متسائلة
-متعبتوش من المذاكرة يابنات ؟.
نظرت نجوى لصديقتها ،لتعود لوالدتها قائلة
-ياه دا احنا تعبنا اووي .
كتمت الاخرى ضحكاتها لتهتف والدت نجوى وهي تعود ادراجها للخارج
-طيب يلا تعالو كلوووو .
تعالت اصوات الفتاتين بالضحك .لينهضا بعدها لتناول الطعام .
**************************
هي مدركة مدى عواقب مافعلت من بداية طردها له حتى هروبها وتسببها له بما يعانيه ،لكنها رغم حزنها من قسوته لن تتنازل عنه ستصلح مافعلت بنفسها وتتغاضى عن قسوته فلن تلين قسوته إلا بحنانها وصبرها وهذا ماادركته مؤخراً ،هو عنيد لا يعاند قاسي لا يُقسا عليه لكنه رغم ذلك يمتلك حناناً يتدفق من بين مقلتية ويفيض من نبرته إن اراد ،ستتحمل حتى ترده ولما لا وهي اعلنت منذ ان احتضنها دفاعاً عنها ان قلبها ملكاً له…
خرجت من حجرتها توجهت ناحية عمرو الجالس امام التلفاز ..
حمحمت لينتبه .فاعتدل عمرو واقترب منها متسائلا بحنان
-نعم يانونه! .
همست بحزن وهي تتطلع لنظراته الدافئة
-أنت لسه زعلان مني.. ؟ .
مَسد عمرو خصلاتها قائلا بحنان
-لا ياحبيبتي… طالما عرفتي غلطك بس المهم تصالحي سيف وتعتذريله
همست هنا بإقتناع وهي تقترب منه ليضمها عمرو
-حاضر ياعمرو …بس ممكن اطلب طلب ..؟
ابعدها عمرو مجيباً بحيرة وفضول
-اتفضلي ياحبيبتي .
همست هنا برجاء
-اتصل بياسين واطمن على سيف علشان خاطري وحاول تكلم سيف وخليني اسمع صوته .
امتثل عمرو مشاكسا
-عيوني يانونه ،… .اخرج عمرو الهاتف واتصل بياسين ليطمينه لكن عمرو الح ليطمئن بنفسه على سيف .
هتف عمرو وهو يتطلع لهنا ،لكنه رص كلماته بسرعه وناول الهاتف لهنا حتى تستمع بنفسها رده وتطمئن
-ازيك ياسيف عامل ايه يابطل .
تناولت هنا الهاتف ونهضت تتجول بالشقة تحت انظار عمرو المشفقة ،تستمع لرده الواهن ونبرته الضعيفة
-تمام ياعمرو… .الحمدلله… هنا… .
كاد ان يُكمل سؤاله القلق عنها لكن أنفاس متحشرجة مكتومة وصلت تصفع مسامعه فتسربت دقات قلبه منه ،ليوقن بداخله انها هي ومااكد شكه عدم رد عمرو على حديثة .
سحب سؤاله عنها حتى لاتشعر بمدى قلقة عليها ،ولكن رغم ذلك اكمل حديثة حتى تطمئن عليه وتكف عن البكاء معتمداً في ذلك على انه يتحدث مع عمرو غير مدرك انها من تضع الهاتف على اذنها… .أشفق على حالها وواصل الحديث بعفوية مصطنعة لتهمس أخيراً
-ايوة هنا كويسة ،بس… ..كان نفسها تسمع صوتك .
باغتته بإعترافها ،ليرتبك ويتلعثم… ويهمس بعد ان حمحم مجلياً صوته
-طيب متشكر عن اذنك .
تعمدت إغاظته او ربما رسم ابتسامة عابثة على وجهه العابس
-تمام ياأبيه… اظن مسموحلي أقول ياأبيه .
وصلت لما ارادات… لانت ملامحه واحتلت الابتسامة وجهه ،لكنها لم تستطع رؤيتها او التأكد من انه ابتسم حقاً وانها حصلت بمشاكستها على أجمل ابتسامة عاشق .
همس بصرامة وحدة مصطنعه
-اه… تمام حلوة أبيه .ماأنتِ زي ياسين .
همست وهي تجفف دموعها
-لو في الغلاوة اتمنى حتى نص غلاوة ياسين عندك ،لو في درجة القرابة اعترض يااستاذي وبشدة… .أنا مش زي ياسين خالص ..ولا انت زي ابيه……
همس بانفاس لاهثة من حديثها
-اقفلي تعبان ..عايز انام .
همس برقة انهار امامها جليده
-هسيبك دلوقت تنام وترتاح بس انتظر مني اتصال الفجر وخلي تليفون ياسين معاك .
همس مُخفياً مشاعره المتاثرة
-سلااااااام
دون ان تتعمد وبكل عفوية رت همسة بأخر جن جنونه
-سلااااااااااااام ياحبيبي .
اغلقت وقد ادركت خطأئها ،تمنت لو رأته الأن ورأت تأثير كلمتها عليه فيما أما الأخر فقلبه يخفق بجنون ،ناولت عمرو الهاتف بعد ان حفظت رقم ياسين عن ظهر قلب ..
غادرت لتغسل ملابسه وتكويها ،بعد أن طبعت قبلة ممتنه على خد عمرو ،… .
هتف عمرو قبل ان تغادر هنا
-ماما بتسلم عليكي بتقولك هي هتيجي بعد يومين .
هتفت هنا بتاثر
-هي خالتو لسه تعبانه.. ؟ .
عمرو وهو يتجه بنظراته للتلفاز
-لا كويسه بس علشان تطمن عليها .
هزت هنا راسها بإقتناع
-تمام… بس اوعى تكون حكتلها حاجه وقلقتها
عمرو بعتاب ونظرة لائمة
-لا طبعا… يانونه أنتِ عارفه ماما كده وبتتصل عشر مرات قلقانه .
القت هنا قبلة في الهواء لعمرو قائلة
-تسلملي ياعموري .
سجلت هنا رقم ياسين على هاتفها قبل أن تنساه ،وغادرت لتنظيف ملابس سيف… ..
***********************************
ظل هاتفه يرن دون يأس من المتصل ،هو لم يستيقظ على رنينها بل كان ينتظرها ويضبط منبهه على صلاة الفجر حتى يستأثر بنعومة صوتها وهدير انفاسها وهو متيقظ فائق تماما لاستقبال هديرها الناعم .
همس سيف وهو يجذب ياسين من ذراعه
-قوم يالا رد على هنا .
زم ياسين شفتيه هاتفاً بحنق
-ارد ليه ..؟
قرصة سيف في ذراعه حتى استسلم ياسين قائلا
-هات خلاص ..
ناوله سيف الهاتف قائلا
-قولها نايم… .وتعبان .
فتح ياسين الهاتف قائلا
-الوووووو
تلعثمت هنا وارتبكت لتهمس بخجل
-ازيك ياياسين اسفه بتصل دلوقت بس حبيت اطمن على المستر .
همس ياسين بضيق
-حد يتصل دلوقت… لا وياريت حد يستاهل ومقدر ..يلا
-هو كويس ..صاحي ولا نايم ياياسين .
كتم ياسين ضحكته والقى نظرة متوعده على سيف ليهتف ببراءة
-هو نايم وبيشخر ،ولا ظبط المنبه علشان يصحى على ميعاد اتصالك ولا فضل ساعه مستنيكي ..ولا قالي رد عليها وقولها نايم ولا ببشاورلي دلوقت انه هيعاقبني ولا اي حاجه…
تقدم ناحية سيف الذي رفع يده حتى تأوه محسبناً
ليسترسل ياسين بضحكة
-ولا بيتحسبن فيا دلوقت علشان فتنت عليه .
همست هنا من بينا ضحكاتها المستمتعه
-حطله الفون على ودنه ياياسين غصب عنه .
ليصيح ياسين بسعادة
-ياعيني على البسكوت لما يجمد ويكبر ويبقا غُريبة…… .
وضع ياسين الهاتف على اذن سيف فتحدثت الأخرى قائلة
-صباح الفل والورد ،عامل ايه دلوقت… ؟
رد بنبرة جافه بارده
-تمام .
همست هنا بشقاوة
-يارب على طول يامستر ،
تأفف سيف ممتعضاً
-سلام
لتستوقفه هنا قائلة
-اه… ..
ملوش محل من الاعراب .
تسائل بفضول وحاجبين منعقدين
-هو ايه… ..؟
اطلقت ضحكة شقية لتهمس بمشاكسة
-الكدب يامستر…… اه وابقا اضبط منبهك على على اتصالي هيكون الساعه 10 .
همس بعفوية نهر نفسه عليها
-ليه 10… .
ليداري ضعفه زجرها بحدها
-طيب اقفلي سلام…
نال نصيبا من رقتها ودلالها رداً على حدته
-طيب هقفل علشان اكيد تعبان ،بس عايزه اقولك أن معايا درس من تسعه لعشرة ،علشان كده هتأخر في الاتصال .
هتف بغيظ مقروناً بنفخه متأففه احزنتها
-مسألتكيش وميهمنيش تتصلي ولا متتصليش تطلعي او متطلعيش .
انطفأت سعادتها وخفتت نبرتها لتهمس بحزن
-طيب ياسيف… أنا آسفه مش هتصل تاني مع السلامة .
اغلقت الهاتف ليدفع سيف عن اذنه بغضب فيهتف ياسين بضيق
-ليه كده يااخي… .والله هي امها داعيه عليها علشان ترتبط بواحد زيك عصبي ونكدي… .لا وهي بتموت فيك مش عارف على ايه…
انتهت وداد من تسبيحها لتهتف بضحكة
-اسكت ياياسين سيبه براحتة ،اخوك عارف امتى يشد وامتى يرخي ،ثم تطلعت لسيف متسائلة بنبرة ذات مغزى
-ولا ايه ياسيف… .الشدة متنفعش دايما ولا اللين .
هتف سيف وكأنه يدفع عن نفسه تهمة الصقت به
-محدش عارف هي عملت ايه ..؟
لوح ياسين قائلا
-بتدلع عليك .وبعدين ماقولنا صغيرة قولت اربيها… بتتراجع دلوقت ليه ربي بالراحة وبشويش .ولا انا الصغير الي هقولك ان الربايه عايزه اللين… .ومش اي لين ياكبير دي البسكوته يعني ضغطه زيادة هتتكسر .
تقدمت وداد تربت على كتف سيف قائلة
-الصغير أعقل منك ياكبير ،… .بس أنا عارفه ان ده حب زيادة مش قسوة .بس هقول ايه ربنا يسخرلها حبك بطريقة تانية
عدل ياسين من ملابسة هاتفا بزهو
-انا بقول أني خسارة فالبلد دي محدش مصدقني .
لوي سيف فمه مترقبا
-لما نشوف سيادتك هتكون ايه مع مراتك .
جلس ياسين ووضع ساق فوق ساق معبراً بشغف
ياابني أنا ميمشيش معايا البسكوت أنا عايز وحده اقولها بحبك تديني قلم .
ضحك سيف بشده حتى تألم ،… .تفتح وداد زراعيها ويتقدم ياسين دافعاً جسدة لحضن والدته ..
*************************************
دخلت الحجرة يتقدمها عمرو ،اعتدل سيف مرحباً بهم ،اقتربت هنا ومدت كفها ليحتويه سيف بين كفه ويضغط عليه بقوة ممادفعها لترفع نظراتها إليه… .سحبت هنا كفها وعادت لتجلس بعيداً بجانب وداد تراقبة وتتأملة عن كثب .
ومع انتهاء الجلسة تقدمت هنا واخرجت من حقيبتها بعض الكتب قائلة
-بعتهم ياسين لان معاه درس ضروري ،
ثم اشارت لحقيبة صغيرة مسترسلة
-هناك في هدوم بعتها ياسين… .وكمان في أكل وعصاير علشان تعوض .
همس بحبور وهو يشيح بعيداً عنها
-ماانا هعوض بس الصبر … .ياريت متتعبيش نفسك وتيجي أو تجيبي حاجه .
انحسرت ابتسامتها حتى تلاشت لتهتف بعتاب
-قولتلي متتصليش فجيت كمان مجيش ،… صمتت لتستسلم قائلة
-حاضر لو كان ده يرضيك مش هاجي .
تنحنح ليستوقفها قائلا
-ممكن تيجي مع الصف بكره عادي…… تامر كلمني وقالي جايين فعلشان محدش يشك فحاجه ممكن تيجي عادي .
تطلعت له من خلف كتفها هاتفة بحاجب مرتفع
-لا…… مش هاجي مع حد وسلام بقا يامستر .

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنبض بقلب حبيبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى