روايات

رواية أنا وزوجاتي الفصل الثامن 8 بقلم دعاء عبدالحميد

رواية أنا وزوجاتي الفصل الثامن 8 بقلم دعاء عبدالحميد

رواية أنا وزوجاتي الجزء الثامن

رواية أنا وزوجاتي البارت الثامن

رواية أنا وزوجاتي الحلقة الثامنة

“أنا وزوجاتي”
الحلقة الثامنة (حريم مؤنس)
______________
‏كل ما البنت تحط لنفسها حدود في كل حاجة كل ما قيمتها بتزيد عند ربنا وفي عيون الناس، ومش اسمه تعقيد أبدًا مهما الدنيا اتغيرت من حواليكِ، الكل باع نفسه واتخلوا عن مبادئهم أنتِ صح، الحياء والأخلاق بيكونوا رزق من ربنا مش أي حد يطولهم.
“ربنا يهدينا وإياكم ويرزقنا حسن الخاتمة”.
_______________
تنحنح مؤنس وهو يشير لملك وحفصة ثم قال:
-ودي حفصة، ودي ملك.
قاطعته هي بسؤالها:
-أخواتك؟
لوت ملك فمها بسخرية وأجابتها بدلًا عن مؤنس:
-لأ يا أختي، مراتاته.
توسعت أعين آسية من الصدمة وتصنّمت في مكانها، ظلّت تشير بإصبعها إلى زوجتيه وهي تنظر إليه ويدها ترتعش، تريد منه توضيحًا لما قيل، ولكن كل ما وجدته هو الصمت والنظر إلى الأرض، ذهبت إليه بأعين دامعة وهي تسأله بصوت مضطرب بعد أن ابتلعت ريقها بصعوبة:
– مؤنس..قولي إن دا مش حقيقة، هما بيكدبوا عليا صح؟
صمت ولم يرد عليها، فقط ينظر لها وهو لا يستطيع تبرير موقفه، وضعت كفها على وجهه بحنو وقد سقطت دمعتها وهي تكمل أسئلتها:
-أنت قلتلي أنت سندي ودعمي وهتساعدني صح؟ فاكر لما كنت بتقنعني نتجوز قلتلي هتسعدني وتفرحني، قلتلي أن أنت انجذبت ليا، قلتلي أن أنت أول مرة تحس بالشعور دا وأنك مبسوط، معقول كنت بتكدب عليا.
اقترب منها وأمسكها من كتفيها وهو يدافع عن حاله بصدق:
– والله ما كنت بكدب، صدقيني كل كلمة قلتها كانت حقيقة ومن قلبي، ولسة عند كلمتي، أنا سندك يا آسية اوعي تفقدي ثقتك فيا.
صمتت وقلبها يتقطع من الحزن، أما حفصة تقدمت منه وعاتبته هي الأخرى:
-أنت اتجوزتها؟ صح اللي هي بتقوله دا؟ ليه؟ ليه تعمل فيا كدا؟ اتجوزت عليا مرة وجرحتني وسامحتك، لكن ليه تجرحني تاني وتتجوز عليا تاني؟ دا أنا محبتش في الدنيا دي قدك، أنت أبو بناتي واللي ليا في الدنيا، حرمتك من إيه عشان تتجوز غيري؟ فاكر يا مؤنس أول يوم جوازنا لما قلتلي هكون ليكِ محمد وأنتِ تكوني ليا عائشة؟ وقتها قلتلي عمري ما هجرحك أو أزعلك أبدا، بس أنت مجرحتنيش بس، أنت كسرتني وقطعت قلبي مليون حتة في كل جوازة.
جذبتها ملك للخلف ووقفت هي أمامه وهي تقول بحزن دفين:
-على الأقل أنتِ اتعودتي شوية والصدمة عليكِ خفيفة، أنتِ اتجوز عليكِ قبل كدا، إنما أنا؟ أنا أول مرة يتجوز عليا، ليه تقهرني كدا؟ عملتلك إيه عشان تسيبني وتبص لغيري؟ أنا كنت بقيدلك صوابعي كلهم شمع وأفرشلك الأرض برموشي عشان ترضى، بس في الآخر أنت جيت على قلبي ودوست عليه، فاكر لما جبتلي عروسة هدية في عيد ميلادي وقلتلي بحسها شبهك، وقتها قلتلي إني ملامحي رقيقة وأنك عمرك ما شوفت حد بالجمال دا، ليه يا مؤنس رد عليا ليه عملت فيا كدا؟
صرخ في وجههم جميعا من التُّهم الموجهة إليه بعدم إيفاءه بالوعد:
-بــــس، إيه هتحاسبوني؟ والله عال، آخرتها الحريم بقت هي اللي تتكلم وتعاتب؟ أنا معملتش حاجة غلط عشان كلكم تحاكموني كأني مجـرم، أنا حققت شرع ربنا، ولو واحدة فيكم حست إنها اتظلمت في يوم يبقى ليها حق تتكلم، وحيطان البيت دا تشهد على كدا، وأنتِ يا آسية متحكميش على حاجة قبل ما تعيشيها، أنتِ هتعيشي هنا زيك زيهم معززة مكرمة ولو قصرت في حقك ابقي ازعلي.
أول من ردت عليه كانت ملك التي تمتلك بعض الجرأة للنقاش معه:
-أنت مفكرتش باللي عملته دا بابي ممكن يعمل فيك إيه؟ أنا ممكن أخليه يشيلك من الشرطة بحالها وتقعد في البيت من غير شغل.
لوح لها بيده بعد اهتمام وهو يقول:
-أنا مبخافش من حد واللي عندكو اعملوه.
ثم نظر إلى آسية –التي لم تتحمل الصدمة فجلست على الأرض– وقال:
-وأنتِ هتقومي ولا هتفضلي قاعدة كدا؟
قامت السيدة فرح وساعدتها في القيام وهي تقول بحنان الجدة:
-قومي يا حبيبتي اطلعي أوضتك مع جوزك أنا موضباها بنفسي، قومي زمانك تعبانة من السفر ومحتاجة ترتاحي.
قامت آسية دون أن تتحدث وهي تجر قدميها بخيبة وانكسار تسير خلف زوجها الذي حمل الحقائب وسبقها وكأنها منقادة.
أما ملك توجهت للجدة وهي تسألها باندهاش:
-يعني أنتِ كنتِ عارفة أنه اتجوز ومخبية علينا؟
جلست الجدة بلا مبالاة وهي تجيبها:
– وفيها إيه لما يتجوز؟ حفيدي وعايز يدلع نفسه أقوله لأ؟ وبعدين هو لسة صغير ومن حقه يفرح مع دي وينبسط مع دي وأهو كله في الحلال مش أحسن ما يروح للحرام؟
نظرت لها حفصة بدهشة وهي تقول:
-يعني أنتِ موافقاه في اللي عمله؟ عجبك كل يوم والتاني يدخل علينا بواحدة؟
التفتت لها ملك تسألها بحنق:
-قصدك إيه يا حفصة؟ أنتِ مضايقة مني يعني؟
لوت حفصة فمها وهي تجيب:
-أنا مش مضايقة منك وأنتِ عارفة إني اتعودت عليكِ وأنك زي أختي الصغيرة، بس دلوقت دخل علينا بالتالتة بعد كدا يدخل بالرابعة بعد كدا يقعد يطلقنا واحدة ورا التانية عشان يجيب غيرنا ويفرح وينبسط على رأي تيتا.
توترت الجدة وهي تقول:
-لا لا مش هتوصل لكدا يعني، طلاق إيه؟ لأ أنا لا يمكن أسمحله يعمل كدا أبدا.
تحدثت ملك بقلق:
-إيه دا يعني أنا ممكن يطلقني؟
أخذتها حفصة تحت ذراعها وربتت على كتفها وهي تطمئنها:
-لا يا حبيبتي أنتِ عارفة مؤنس بيحبك أد إيه ومش ممكن يطلقك.
ثم وجهت حديثها إلى جدتها تقول:
-أنا بس عايزة أسألك سؤال يا تيتا، لو عندك بنت كنتِ تقبلي جوزها يعمل فيها كدا؟
جاوبتها الجدة برفض:
-لأ طبعا دا أنا كنت كسرتله رقبته.
ثم أردفت بلين ونبرة حائرة:
-بس دا بردو حفيدي وعايزاه يتهنى ويعيش حياته.
لوت ملك فمها بسخرية بعدما سقطت دمعة على خدها بينما وجهت حفصة حديثها لموسى الصامت:
-وأنت يا موسى ساكت يعني من ساعة ما أخوك دخل علينا بيها، عاجبك يعني اللي هو بيعمله دا؟
وأخيرًا عبّر عن رأيه قائلا:
-أنا مش عارف هو بيعمل كدا ليه وهيستفاد إيه من جوازاته كل شوية؟ أنا احترت فيه بجد.
اعتدلت ملك وألقت باقتراحها على الجميع:
-أنا من رأيي أن احنا لازم نقف له كلنا ونعرفه إن اللي بيحصل دا مش هينفع ولازم يطلق البتاعة اللي جابها دي.
اعترضت الجدة على حديثها قائلة:
-لأ، أنتِ عارفة مؤنس مبيمشيش معاه الكلام دا وممكن يقلبها عليكم، متخربوش على نفسكم ومتعملوش مشاكل مع الجديدة، المهم دلوقت نحاول نشغله ومنخلهوش يدور على الرابعة.
تساءلت حفصة بعدم فهم:
-أيوة عايزانا نعمل إيه يعني، هو احنا بنبقى عارفين أنه هيتجوز؟
-قوموا بس ناموا وخدي بنتك اللي نامت على نفسها دي عشان الوقت اتأخر وأنا هبقى أتكلم معاه.
هكذا قالت الجدة، بينما في الأعلى كانت تجلس على الفراش وتستند بيديها عليه وتنظر للأرض أمامها، أما هو وضع الحقائب وفتح الشُّباك ووقف أمامه يفكر في كل شيء، توجّه إليها بهدوء وبدأ الحديث قائلا:
-أنا..
قاطعته وهي ما زالت تنظر للأرض:
-طلـقني
تسمّر موضعه من الصدمة وحاول أن يتحكم في غضبه وحدثها بهدوء كي تلين:
-اهدي بس يا آسية أنتِ بتقولي كدا عشان اتفاجئتي، لكن صدقيني لما تعرفيهم هتحبيهم.
قامت بغضب وصاحت بصوت عالٍ توبخه وكأنه طفل صغير:
-وليه مقلتش أنك متجوز؟ ليه كدبت عليا؟ أنت قلتلي أنك مش متجوز وأنا زي الهبلة صدقت، ما أنا غريق ومحتاج قشاية يتعلق فيها، عملتلي البحر طحينة وغرقتني في العسل وخليتني أصدق إن الحب ممكن يجي من أول نظرة زي ما أقنعتني، بس الظاهر كنت مخدوعة، وأنت كنت كـداب، كــــداب.
صرخت في آخر كلمة مما جعلته يصرخ قبالتها:
-بــــس، اسمعي أما أقولك، أنتِ صوتك هنا ميعلاش، أنا هنا الراجل وكلمتي هي اللي بتمشي، محدش بيعلي صوته عليا في البيت دا، وطـلاق مفيش طـلاق، مش هتسيبي البيت دا إلا على قـبرك وساعتها بردو هتكوني على ذمتي، يعني معايا دنيا وآخرة، وإن كان عليا مكدبتش عليكِ في حاجة، عايزة تصدقي براحتك مش عايزة عنك ما صدقتي.
تهكمت من حديثه قائلة:
-هه وهو أنت بطريقتك دي هتشوف جنة؟
قال قبل أن يتركها ويخرج:
-والله ربنا اللي بيحاسب، وحتى لو دخلت النـار ما أنتِ هتبقي معايا بردو.
جلست على الفراش تمسكه بغيظ وهي تنظر للباب الذي أُغلق للتو، تشعر بنيران تأكل في صدرها من الغضب، أما هو بعدما خرج من عندها توجه إلى غرفة أخيه الذي وجده يستعد للنوم وقال:
-معلش يا موسى هضطر أبات معاك النهاردة.
رد موسى عليه قائلا:
-آه ما هي الجديدة كنسلتك بعد اللي اكتشفته عنك وأنت ملكش عين تروح للقدام.
ضيق مؤنس بين حاجبيه بضيق وقال:
-بقولك إيه يا موسى أنا مش فايقلك، بالله عليك اسكت وأنت ساكت.
ارتفعت ضحكات موسى ورنّت في أرجاء البيت وهو يقول:
-حلوة اسكت وأنت ساكت دي، لأ واضح أن الحريم مفعولهم اشتغل.
اغتاظ مؤنس من ضحكات أخيه ولكن سرعان ما لانت ملامحه ثم ابتسم وأخيرًا ضحك بهدوء وهو يقول:
-طب وسع كدا شوية خليني أنام جاي هلـكان.
____________
في مكان آخر كان يتسطح على الفراش في غرفته بعدما أطفأ مصباح الكهرباء، فكانت الغرفة مظلمة إلا من نور القمر الذي تسلل من الشُّباك، كان يتحدث في الهاتف بهدوء في جو مليء بالمشاعر ومُزيّن بالغرام، تحدث في كلام خاص بهما بعدما طمأنها على عودته من السفر بسلام وقال:
– عارفة يا نوران؟ أنا مبسوط أوي إن خلاص هشوفك بكرة، مين يصدق إن قعدت أسبوعين من غير ما أشوفك؟
ابتسمت وهي تقول:
-أنت محسسني أنك مكنتش بتعرف تشوفني خالص، أومال الفيديو كول اللي كل شوية مزهقني بيه دا إيه؟ دا مكنش بيعدي يوم غير لما نتكلم.
ضيق بين حاجبيه بعدم رضا وهو يقول:
-فيديو كول إيه؟ أنا لو مشوفتكيش كل يوم وجها لوجه واتطمنت عليكِ بنفسي أبقى مش مقتنع، وبعدين الفيس تو فيس دا في مسكة إيد غمزة عين حاجة حلوة يعني.
ضحكت قائلة:
-آه قول كدا بقا، وبعدين هو أنت مخلّي؟ أنت في أي وقت وفي أى مكان شغال همس وغمز.
-ألاه مش مراتي؟ وبعدين أنا مستني الشهر اللي فاضل دا بفارغ الصبر.
تنهدت بهدوء وابتسامة:
-هانت يا مشاري، مين كان يصدق أن أنا وأنت نكون لبعض؟ الأول كنت بشوفنا مختلفين جدا ومش نافعين لبعض، لكن دلوقت؟ دلوقت بقول مينفعش غيرك يكون نصيبي.
عدل من ياقته الوهمية بغرور وهو يقول:
-يا بنتي أنا محدش يقاومني، كفاية بضحككم.
-أنت هتقو…
قاطعها هو بهمسه:
-شششش اصبري متتكلميش.
رمى هاتفه بجواره وفرد ذراعيه بإهمال وتصنع النوم، دخلت والدته تطمئن عليه فوجدته نائما فأحكمت عليه الغطاء وخرجت، أما هو بمجرد خروجها اعتدل مرة أخرى وأمسك هاتفه واستمع لصوت انغلاق باب غرفتها، ثم عاد يُكمل حديثه مع زوجته:
-ها يا حبيبتي؟
-………..
-لأ دي ماما وأنتِ عارفة عندها لازم ننام من العشا ولو قعدت للساعة عشرة حداشر يبقى كدا سهرت جامد وتقعد تشتم فينا.
-……….
-هي ملهاش دعوة بكلم مين، بتقعد تقولي مراتك معاك طول اليوم كلمها بالنهار، ما بالك بقا احنا قربنا على الفجر.
-……….
-عادي تلاقيها صحيت تدخل الحمام ولا تشرب.
-……….
-سيبك بس من الكلام دا قوليلي كنا بنقول إيه؟
____________
كان يجلس على مائدة الطعام ويأكل برفقة أهله، كام ينظر لها بين الحين والآخر، انتبه على حديث أخته الموجّه لأخيه وهي تقول:
‏-أحسن حاجة أن أنتو قررتوا تستقلوا بنفسكم هنا بعيدا عن الشركة في الإمارات، والأحسن وأحسن أنكم هتفضلوا هنا معايا علطول.
رد عليها جلال قائلا:
-أيوة بس دا مش معناه أن هفضل ساكن معاكِ في البيت كتير، هحاول أشوف بيت قريب من هنا بردو عشان أبقى جنبك.
-اخص عليك يا جلال ما البيت واسع أهو وأنا ما صدقت أن أنتو جيتوا وعايزاكم جنبي، وكمان عايز تحرمني من ريم وأمها بعد ما مليتوا عليا البيت؟
-يا ستي هنطلّ عليكِ كل شوية بس لازم يكون لينا بيت هنا يعني.
توجهت راوية بحديثها إلى رحيم وهي حانقة:
-وأنت يا رحيم؟ هتسيب هنا أنت كمان.
جاوبها رحيم وهو ينظر إليها مرة وإلى شوق مرة أخرى:
-ها؟ أنا؟ لأ أنا لازق هنا مقدرش أسيبك أبدا، وبعدين أنتِ واحشاني أوي أوي، وكمان يرضيكِ أجيب بيت جديد وأروح أعيش فيه لوحدي؟
دعت له إيزيس هذه المرة:
-ربنا يرزقك ببنت الحلال اللي تملى عليك البيت وولادها يتنططوا حواليك كدا يا رب.
-يـــا رب، أيوة يا أم سليم ادعيلي الدعوة دي كتير أصلي محتاجها أوي.
قال ذلك ثم نظر إلى شوق التي تنحنحت بإحراج وقامت وهي تقول:
-احم الحمد لله.
حذرته راوية قائلة:
-خف نظرات، مش مناسبة ليك.
رفع كتفيه بلا مبالاة وهو يقول:
-والله أنا اللي هتجوز وأنا اللي هقرر مين مناسبة.
-مش لما تبقى توافق بيك أساسا.
-إيه دا هي ممكن متوافقش؟
-كل واحد عنده أسبابه.
-طب ابقي لمحيلها كدا وشوفي رأيها إيه.
قام جلال وهو يقول له:
-طب قوم يا أخويا مش وقت جواز احنا لسة بنبتدي شغلنا هنا، ومتنسيش يا راوية الافتتاح يوم الخميس إن شاء الله.
-إن شاء الله يا حبيبي بالتوفيق.
___________
في التاسعة صباحا استعد مؤنس للذهاب إلى عمله ثم خرج من المنزل واستقل سيارته ورحل، أما عن زوجين العيون المترقبة فـ بمجرد خروج مؤنس صعدت كل منهما إلى أعلى متوجهتين إلى الغرفة المرادة، طرقتا الباب بشدة وكأنه زلزال، ردت من في الداخل بفزع:
-مين؟
-افتحي يا عنيا احنا ضرايرك.
انكمشت آسية على نفسها وهي ترد عليهم بخوف:
-أنتو عايزين مني إيه؟ وبعدين أنا أعيش طول عمري حرة ولا يكون ليا ضرة.
سخرت منها ملك وهي تقول:
-ما احنا جايين نحررك يا شابة، يا أختي افتحي هو أنتِ فلسطين؟
تحدثت حفصة بهدوء مصطنع وهي تقول:
-احنا جايين نباركلك يا عروسة وجو الضراير بقى أمر واقع يا حبيبتي افتحي.
بلعت آسية ريقها بخوف ثم فتحت الباب ببطء، ولكن في لحظة واحدة كان الباب على آخره نتيجة دفع ملك له، التي دخلت واحتضنت آسية عنوة حتى كادت تخنقها وهي تقول:
-ألف مبروك يا عروسة ألف مبروك يا حبيبتي.
ثم همست لحفصة التي تقف بجوارها:
-لأ طرية.
همست لها حفصة بالمقابل:
-طب اوعي أما أشوف، اوعي كدا خلصتي البت.
ثم جذبت ملك وفعلت مثلها وهي تخبط على ظهرها بقوة وكأنها ترحب بها:
-له حق يا أختي، له حق يلزق جنبك أسبوعين في إسكندرية، وقال إيه طالع مأمورية، حلوة وزي القمر ربنا ياخدك.
ابتعدت آسية عنهما بصعوبة وهي تهتف بغضب:
-في إيه أنتِ وهي؟
اقتربت حفصة وهي تقول ببراءة مصطنعة:
-لا يا حبيبتي مفيش حاجة، بس متأخذنيش عايزة أسألك سؤال عشان أنتِ امبارح كنتِ لابسة نقاب ومشوفناش وشك، بشرتك دي طبيعية ولا بتحطي عليها منتجات صناعية؟
جذبتها ملك وهي توبخها:
-بشرة إيه يا حفصة احنا في إيه ولا في إيه أى ماسك هيحل الموضوع، قوليلي يا عروسة القوام دا عاملاه إزاي؟ طول عمري نفسي أتخن بس مش عارفة قوليلي لو في خلطة سحرية ولا حاجة وأنا أجيبها.
اعترضت حفصة على حديثها وهي تقول:
-إيه يا ملك الأسئلة الغريبة دي خلطة إيه؟ ما أنتِ مش بتاكلي وعايشة على التنفس وعلطول أقولك اتعلمي مني، خلينا في المهم حلوة العباية القرمزي اللي بنص دي يا عروسة نايلون دي ولا ستان؟
ابتعدت آسية مرة أخرى وهي مندهشة مما يحدث، مدت إصبعها تحذرهم:
-بقولك إيه أنتِ وهي، شغل النـسوان دا مش هيمشي معايا؟
وضعت حفصة يدها على صدرها باندهاش وهي تردد:
-شغل نسـوان؟ احنا بنعمل شغل نسـوان؟
بينما انقضت عليها ملك وهي تقول:
-احنا بقا هنوريكِ شغل النسـوان على أصول.
جرت منهما آسية للخارج وهي تصيح:
-يا مـــــؤنس، يا تيـــــتا إلحقـــــــوني.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنا وزوجاتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى