روايات

رواية أنا جوزك الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء سعيد

رواية أنا جوزك الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء سعيد

رواية أنا جوزك الجزء الحادي عشر

رواية أنا جوزك البارت الحادي عشر

رواية أنا جوزك الحلقة الحادية عشر

بمنزل صالح بغرفة النوم…
عاد من يوم شاق بعمله و أول ما أتى بعقله هو الصعود لغرفته معها، أراد بشدة أن تكون أول وجه تقع عليه عينه بالمنزل، فتح باب الغرفة ليراها تجلس على الأريكة الموضوعة بصالة الجناح تشاهد أحد الأفلام الرومانسية القديمة.
أراح جسده بجوارها ثم أخذ جهاز التحكم ليأتي بأحد ماتشات كرة القدم، زفرت بضيق تعلم أنه يود إخراجها عن شعورها لتفقد السيطرة على لسانها و تتعامل معه..
أكملت المشاهدة معه دون كلمة ليزفر بضيق قائلا :
_ أنا مش بحب الست النكدية.
رفعت حاجبها إليه بسخرية مردفة :
_ أنت اللي يدور وراك يتأكد إنك مش طايق نفسك من الأساس…
إبتسم إليها و اعتدل بجلسته ليبقى وجهه أمام وجهها الجميل، رفع ذقنها إليه بأحد أصابعه و بدأ يفقد سيطرته مثل العادة أمام سحرها الخاطف للأنفاس، قرب وجهه منها ثم وضع قبل صغيرة على أنفها…
يحاول التصالح معها دون أن يتنازل عن جزء و لو شبه معدوم من رجولته الطاغية دائماً، تركته يفعل ما يريد حتى حملها و ذهب بها للفراش ظلت ساكنة حتى وصلت لمرحلة قررت بها الوقوف هنا…
وضعت كفها على صدره تبعده عن عنقها مردفة :
_ مش عايزة…
حدق بها بتعجب قائلة :
_ يعني إيه مش عايزة؟!..
أبتعد عنها بغضب و إهانة كبيرة له كرجل يستحيل أن يتحملها، أما هي جلست على الفراش براحة نفسية تشعر بالانتصار على غروره الأعمى، ابتسمت إليه إبتسامة باردة ثم قالت :
_ أنا مش بنت ليل عشان تعمل معايا كدة أنا مراتك يا دكتور، فريح نفسك و ريحني لما تحس إني مراتك بجد و عايز مني طفل أبقى قرب غير كدة مش عايزة، فبلاش تلعب معايا هتبقى خسران…
هو لم يسمعها من الأساس آخر شيء وصل لعقله أنها لا تريده جملة واحدة فقط تتردد على أذنه ” مش عايزة” نيران اشتعلت بداخله و لن يستطيع اخمادها، من تلك المرأة التي تجرأت على صالح الحداد و قالت له لا؟!… أخذ نفس عميق يعود به إلى هيبته ثم أردف بقوة :
_ لو كان في نسبة واحد في المية إننا نكمل سوا دلوقتي انتهت، لمي كل هدومك و من بكرة ترجعي بيتك خلاص يا حضرت المحامية اللعبة خلصت ارتاحي…
رفعت رأسها إليه بشموخ قائلة :
_ كنت عارفة إنك هتهرب و مش هتقدر تكمل عشان توصل…
رمقها بنظرة محتقرة قبل أن يرد بقوة قبل أن يترك لها الغرفة :
_ ده مش هروب بس أنا ماليش مزاج ألعب عشان أوصل لحاجة مش عايزها أساساً.. بالليل مش عايز أشوفك لا في الجناح و لا في البيت كله…
______ شيماء سعيد _____
بمنزل شعيب…
كان يجلس مع باقي عائلته و عائلة غادة بالحديقة، ليسمع صفير سامر شقيق غادة دار بوجهه للخلف ليري من هذا الذي خطف انتباه الجميع حتى غادة لتتسع عيناها بذهول، كتلة من الجمال تسير بطريقة ربما يراها البعض عادية إلا أنه يراها مثيرة و مثيرة جداً، فستان أصفر يظهر بياض وجهها و ترفع خصلاتها على شكل كعكة…
ابتلع ريقه بخشونة كأنه لا يوجد معهم أحد، انتبه على هذا اللعين سامر الذي قام من مقعده ركضا إليها ثم سحب كفها لتسير معه قائلا لشعيب بمرح :
_ بنتك دي أول ما تكمل 18 سنة محجوزة ليا..
هل رأيتم من قبل أحدهم يحترق و يخرج دخان من كل مكان به دون قطعة نيران واحدة؟!.. نعم يا سادة فهذا شعيب الحداد بلا فخر، صك على أسنانه مشيراً لها بعينه أن تقترب و تجلس بجواره إلا أنها لم تعطي إليه أدنى إهتمام…
غصب وجهه على الإبتسامة قائلة :
_ صافية مش هتتجوز إلا بعد الجامعة و الدكتوراة كمان مش كدة يا حبيبة بابي..
نظرت إليه ببراءة أصابت قلبه بالرعب من ردها ثم ابتسمت لسامر إبتسامة مهلكة قائلة :
_ مهو أنا ممكن أعمل كل ده مع سامر يا بابي، مش كدة يا سامر.؟!..
أومأ إليها سامر عدة مرات بطريقة بلهاء، لم يقدر على كتم غيظه أكثر من ذلك هي تلعب معه دون عدل، اندهش الجميع من صريخه الصغيرة قائلا :
_ مفيش حاجه من الكلام الفارغ ده أنتِ طفلة عندك 13 سنة قومي من هنا حالا…
طردها بشكل صريح و هذا بث بداخلها شعور كبير بالحرج، نطرت اليه بعتاب و سقطت دموعها لا يعلم إذا كانت تلك دموع حقيقية أم تمثيل مثل كل أدوارها العظيمة، رق قلبه لها كان سيأخذها بين أحضانه يطبطب على قلبها..
كان سامر أسرع منه عندما قام معها قائلا بحنان :
_ سيبك منه يا حبيبتي ده راجل رجعي، تعالي معايا نقعد جنب حمام السباحة…
أومأت إليه بحزن ثم قالت قبل أن تذهب معه :
_ أنت بابي وحش مش كفاية سبتني سنين من غير أب و لما بقيت معاك مش عايز حتى تبقى حنين عليا، بجد الله يسامحك… خلي غادة الوحشة دي تنفعك أنتوا الاتنين شبه بعض..
رفع حاجبه لها كأنه يقول “عظمة على عظمة يا ست ” أول ما اختفت عن عينه قال والد غادة بهدوء :
_ تصرفاتك غلط يا شعيب البنت لسة جديدة في حياتك محتاجة منك شوية إهتمام مش غضب على أسباب تافهة…
لم يرد هو بالأساس لم يسمع أي كلمة من الآخر عينه على مكان اختفائها مع هذا اللعين سامر، شعرت غادة بالحرج لترد بدلا عنه على والدها :
_ شعيب كمان معذور يا بابي، فكرة أنه يبقى أب فجأة لبنت في سن المراهقة صعب عليه جداً، أول ما نتجوز هتعامل معاها أنا بإذن الله…
ردت عليها السيدة أنعام والدة شعيب بابتسامة :
_ عندك حق يا غادة يا بنتي تعالي نعمل القهوة سوا…
لم يتحمل تلك الثرثرة من الجميع أكثر من ذلك ليقوم من مكانه بلا كلمة دون أن يرد على نداء غادة عليه، بخطى سريعة وصل لمحل حمام السباحة لتصعد النيران بقلبه و هي تراها تسند رأسها على كتف سامر…
صرخ بقوة :
_ صافية.
دارت بوجهها إليه رأت علامات الاجرام واضحة على تقاطيع وجهه و في ثانية واحدة كانت تركض للغرفة و هو خلفها تحت صدمة سامر…
بالأعلى…
أغلقت عينيها بقوة خائفة لا بل مرعوبة من نوبة جنونه القائمة عليها، ثانية و الأخري و كما توقعت بالفعل رأت باب الغرفة أصبح على الأرض..
بخفة جسد أصبحت فوق الفراش تأخذه سد منيع يمنعه يقترب منها، وقف على الباب صارخاً بها:
_ انزلي يا بت معاكي ثانية تكوني قدامي..
هزت رأسها عدة مرات رافضة و هي تشير إليه بعدم الإقتراب:
_ أوعى تفكر تقرب يا بابا معقول هتمد إيدك على بنتك عشان شتمت الست غادة حبيبتك..
جن جنونه أكثر، تتناقش بموضوع و هو يكاد يفقد عقله بسبب أفعالها، كل ما يدور بقلبه نيران كلما أعاد مشهد عناقها مع هذا الأحمق سامر..
رغم أنه من وضع بينه و بينها حد إلا أنه يغار عليها بجنون، بخطوة واحدة جذبها من خصلاتها بقوة هامسا بفحيح:
_ بت بلاش تخلي جناني يطلع عليكي، الولد ده حضنك ليه ؟!…
رمشت عيناها عدة مرات ببراءة لا تليق على ملابسها و أفعالها:
_ في إيه بس يا بابا حضرتك بوست طنط غادة و سامر خطيبي فيها ايه يعني لما أحضنه إيه الفرق مش فاهمة..
_ العيب إنك بنتي يا بنت شعيب الحداد..
عضت على شفتيها مردفة ببعض الدلال :
_ مهو عشان بنتك لازم تفرح لأني لقيت نصي التاني…
أرادت أن تصل به إلى حافة الجنون و هو مرحب بكل ما يعيشه معها، بلحظة واحدة كان يقفز على الفراش بجوارها ليسقط بهما سويا، ابتلعت لعابها بتوتر من هذا القرب مردفة بتقطع :
_ أنت بتبصلي كدة ليه…
رفع وجهها إليه أكثر بأحد أصابعه ثم همس :
_ مبهور بيكي كذبتي الكذبة و كمان صدقتيها، أنتِ مراتي يا صافية و أنا جوزك…
رمشت بعينيها مجيبة عليه بنفس الهمس :
_ بس أنت مش عايز تعترف بده..
قام من فوق الفراش بلا كلمة ثم حملها بين يديه مثل قطعة من الزجاج يخشى عليها من الكسر، سار بها حتى غرفة نومه أغلق الباب عليهما ثم وضعها على الفراش قائلا :
_ أعترفت بس مش كدة أنا كمان عايز أثبتلك و أثبت لنفسي الاعتراف ده…
حدقت به بتوتر و عدم فهم قائلة :
_ مش فاهمة.
اقترب من وجهها عينه على شفتيها لن يتركها اليوم يخشى أن تبتعد عنه لذلك سيضعها و يضع نفسه أمام الأمر الواقع أخذ نفس عميق قبل أن يقول بقوة و اصرار :
_ بحبك…
قالها ثم هبط على شفتيها مقبلا اياها قبل أن يأخذها بحنان ليبدأ معها أول سلالم هذا العشق، مراعي جداً كونها صغيرة، بريئة، عفوية…
بعد ساعة انتهى بهما الأمر و هي تضم جسدها إليه، ليسألها بلهفة :
_ بتحبيني يا صافية…
لم تقدر على رفع وجهها أمامه من شدة الخجل و لكنها قالت بنبرة صوت متحشرجة :
_ لو قولت آه أبقى بكذب عليك و لو قولت لأ أبقى بكذب على نفسي…
________ شيماء سعيد ______
بمنزل صالح بغرفة المكتب..
أخذ يتابع بعض الأعمال المتراكمة عليه و عقله شارد من تغيرها الجذري معه، بعدما كانت تركض خلفه هنا و هناك أصبح ينتظر أي كلمة تجمع بينهما بأي حوار، دق باب الغرفة ليترك القلم من يده و يزيل نظارته الطبية يعلم من على الباب فهو من أمر برؤيته…
أراح ظهره على ظهر المقعد قائلا بنبرة جامدة :
_ أدخل…
دلف حسن للغرفة منتكس الرأس يخجل من رفع عينه بعين صديق عمره، إبتسم إليه صالح ببرود مشيرا له بالجلوس ثم قال :
_ سامعك قول كل اللي عندك…
ابتلع حسن لعابه بقلق، آخر شيء يريده هو خسارة صالح، فمنذ نعومة أظافره و هما معا على السيء قبل الأفضل، حتى بزواجه من حبيبة تزوجها لأنها جزء لا يتجزأ من صالح الذي قبل أن يكون صديقه فهو شقيقه، ضم يديه الأثنتين بتوتر قائلا :
_ عارف إني ممكن أكون دلوقتي في نظرك ندل، بس حبيبة هتفضل طول العمر فوق رأسي مش حتة ورقة هي اللي هتفرق بنا…
حرك صالح رأسه نافيا و عينه عادت للورقة الموضوعه أمامه مجيبا بنبرة جليدية :
_ مالكش دعوة بأختي إسمها من بعد ما قولت لها أنتِ طالق متحرم على لسانك، خلينا فيك أنت حبيت و أنت داخل على الأربعين و عيالك واحد في إعدادي و البنت قدامها سنة و تبقى زي أخوها، حاسس بكسوف من نفسك و الا خراب بيتك و ضياع عيالك عادي بالنسبة لك…
خفض رأسه مرة أخرى بخجل من نفسه، صالح فعل كما يفعل دائماً يضعه أمام المرايا و يقول له شاهد كم أنت غبي، رفع رأسه مردفا بضياع :
_ زعلان و مكنتش عايز أخرب بيتي بس حبيبة غالية جداً تستاهل تتحب مش تعيش مع واحد متجوز عليها و بيحب غيرها..
ضرب صالح علي المقعد بقوة ثم أردف بابتسامة هادئة :
_ عندك حق حبيبة غالية و أنا بغبائي أدتها لواحد رخيص و الاتنين مينفعش يبقوا في مكانة واحدة، من النهاردة اللي بنا شغل بس لحد ما أقرر هعمل فيك إيه يا عريس الهنا مش فرحك بالليل برضو..
قبل أن يرد عليه حسن بأي كلام دق هاتفه برقم أحد رجاله الذي لا يظهر إلا وقت المصائب فنظر لصالح قائلا بقلق :
_ ده عطا…
اعتدل صالح بجلسته ثم أشار إليه بالرد قائلا :
_ مستني ايه ما ترد عليه… و أفتح الاسبيكر…
أومأ إليه حسن ثم نفذ ما طلبه منه مردفا بنبرة خشنة :
_ خير يا عطا في إيه؟!.
رد عليه عطا بخوف :
_ و هو من امتا بييجي من ورايا خير يا بيه، أنا أتصلت على صالح باشا مردش…
نظر صالح لموضع هاتفه ليراه على وضع الصامت، فهدر بغضب قائلا :
_ أخلص يا زفت قول عندك ايه؟!..
_ في جوا بيتك خاين يا صالح باشا، و دلوقتي حالا لازم تاخد كوبايه العصير اللي في ايد المدام ده مسموم…
سقط قلبه أرضا و هو يسمع رنين صريخها بالأعلى باسمه :
_ صالح..
_____ شيماء سعيد ______
رأيكم ؟!..
صالح
سمارة
شعيب
صافية.
اقتباس صغير من شر الحليم 🔥
دارت وجهها بصدمة بعدما سحب حزام الروب ليسقط على الأرض، أعطت إليه ظهرها و لزيادة الاحتياط وضعت يديها الاثنين على عينيها صارخة :
_ أنت بتعمل إيه يا قليل الأدب مش تعمل حساب إن في حيوانة معاك في الاوضة..
رد عليها ساخرا :
_ و من امتى في بني آدم بيتكسف يغير قدام حيوان، و بعدين بلاش أوفر مش أول مرة أكيد تشوفي راجل عريان…
أجابته بتلقائية بريئة :
_ لا و الله العظيم أنا أول مرة فعلاً أشوف راجل عريان بالشكل القليل الأدب ده…
ارتدى التيشيرت بعد انتهائه من الجزء الآخر من الملابس مردفا بوقاحة :
_ يبقى العيب في حبيب القلب مش فيا، أول ما ترجعي القاهرة دوري له على دكتور شاطر.
للحظة لم تفهم ما يريد إيصاله لها، بعدما أدارت وجهها إليه دون حساب لشيء مقتربة منه بغل واضح :
_ مالكش دعوة بجوزي إياك أسمه ييجي على لسانك فاهم و الا لأ؟!..

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنا جوزك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى