روايات

رواية أميرة القصر الفصل الثاني 2 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الفصل الثاني 2 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر البارت الثاني

رواية أميرة القصر الجزء الثاني

أميرة القصر
أميرة القصر

رواية أميرة القصر الحلقة الثانية

قاد يوسف السيارة بسرعه غير آبه لخطورة الطريق الغارق بالمياه ورغم برودة الجو كان يرتدى قميص البذله بدون سترتها وكان عمر جالسا بجوارة وحزام الأمان مشدود حوله قابضا على جانبى مقعده ونظراته القلقه تتنقل بين وجه يوسف الشاحب والطريق الغير واضح المعالم من وراء خيوط المطر والتى عجزت مساحات الزجاج عن ملاحقتها , أخذ عمر يتلو أيات من القرآن ويبتهل الى الله كى يصلا سالمين وتكون جينا بخير .
وصلت دقات قلب يوسف الى أعلى معدلاتها عندما وصل اخيرا الى وجهته , كان الشارع خالى من السيارات والمارة .. تزينه الأشجار الضخمه من الجانبين على مسافات متفرقه , ترآى له من بعيد انوار سيارة الشرطه على الجهه اليمنى من الطريق وقد ألتفت حولها مجموعة من الناس دفعتهم حشريتهم الى تحمل الطقس السئ والوقت المتأخر.
أوقف يوسف سيارته بجوار سيارة الشرطه والمجموعة المتحلقه حولها ونزل منها يجر قدميه جرا يتبعه عمر وكان المطر قد توقف الا من بضعة زخات مزعجة كانت تتقاذفها الريح وتلقى بها على وجوههم .
صمت الجمع الواقف ينظرون الى الوافدين بفضول وكانت عينا يوسف على سيارة جينا البورش الحمراء التى صعدت مقدمتها على الرصيف وتهشمت مقابل شجرة ضخمة وحاول أن يقدر مدى الضرر الذى يمكن ان يكون قد لحق بسائقتها .
رفع نقيب الشرطه رأسه اليهما وهما يتقدمان بأتجاهه وقال عمر
عمر: سيادة النقيب .. انا عمر فراج .
ألتفت عمر الى حيث يوسف وأستطرد
عمر : ويوسف سليمان.. احنا..
قاطع يوسف عمر وسأل بنفاد صبر وقد عبرت نظراته الزائغه عن مدى ما يعانيه من خوف واضطراب
يوسف : هيه فين ؟
أبتسم نقيب الشرطه يطمئنه
نقيب الشرطه : احنا ما نعرفش بالظبط الأنسه راحت فين لكن كل اللى اقدر اقولهولك انها خرجت من الحادثه سليمه الحمد لله .
ألتفت الضابط الى احد الرجال الواقفين خلفه بجوار امين الشرطه وأشار اليه بالتقدم
تقدم رجل يرتدى جلباب اهل الصعيد ويضع كوفية كبيره من الصوف ترفرف بفعل الريح حول رقبته وعمامه ملفوفه بحرفيه حول رأسه
سحبه الضابط من ذراعه الى الأمام وقال
الضابط : مصطفى يبقى غفير العمارة اللى على أول الشارع .. وهيحكلكوا اللى حصل.
وكانت اشارة البدأ لينطلق لسان مصطفى ويديه
مصطفى الغفير : انا جولت اللى حصل للبيه الظابط ..الأنسه اللى كانت سايجه العربيه الحمرا معليهاش غلط ..السواج اللى كان جاى بعربيته من الناحيه التانيه كان سايج بسرعه وخد الملف عالواسع ولولا ستر رابنا وان الأنسه كانت مهديه عند الملف وعشان تتفادى اللى الله ياخده صاحب العربيه التانيه تقوم العربية الحلوة الغالية دى تدشدش وعربيته هوه اللى ما تسواش تلاته ابيض واللى اخرها سوج الخرده مايجرالهاش حاجه.
سأل يوسف بلهفه
يوسف : المهم هيه .. جرالها ايه وراحت فين؟
مصطفى الغفير: هيه خرجت زى الفل .. انا كنت معاها .. وجفتلها تاكسى .. وجبل ما تمشى عطتنى تلتميت جنيه ووصتنى على العربيه احرسهالها لحد ما تبعت حد ياخدها .
أخرج يوسف نفسا متهدجا كان يحبسه داخل صدرة .. وتمتم عمر
عمر : الحمد لله ان جينا خرجت من الحادثه بخير .
وتابع الغفير
الغفير : ولما اتأخرت اصراحه انا جلجت اصل عربيه زى دى هم يا بيه .. دى عايزه وردية شرطه تحرسها.
ثم نظر الى نقيب الشرطه واستطرد
الغفير: لامؤخذه يا بيه
رمقه ضابط الشرطة بضيق
وقف يوسف يمسح على رأسه بعصبيه وكل الأفكار السوداء عن الخطف والأغتصاب والقتل عادت لتتدافع الى رأسه تكاد تفتك بعقله وهو يقف عاجزا عن التصرف .. هاتفها مغلق و صديقتيها الوحيدتان لا يعرف لهما عنوان وكانت ظنونه التى يحيكها له الخوف تزداد سوءا وقتامه مع مرور الوقت وكل هذا وهو يحاول ان لا يجعل جدته تشعر بما يعانيه حتى أتصل صديق عمر من مديرية الأمن يخبره بالحادثه وتحققت اسوأ ظنونه وتحولت الى واقع مرعب يطل بوجهه القبيح ولكنها خرجت من الحادثه بخير وأختفت كشعاع نور انبثق له من العتمه ثم عاد واختفى بلمح البصر وعادت الظنون تسحبه من جديد داخل طياتها ولن تكف عن تعذيبه حتى يراها امامه سالمه .
تردد مصطفى الغفير للحظات ثم أخرج هاتف محمول من جيب جلبابه العميق ومال بجانبه على يوسف بحركه تبدو طريفه وسأله بصوت منخفض نوعا ما
الغفير : لامؤخذه يا بيه .. هيه العده دى تبعكم ؟
هب عمر للرد بلهفه
عمر : دا موبايل جينا .. عشان كده تليفونها مقفول على طول.
نظر الغفير الى الهاتف بحسرة وناوله ليوسف الذى فتحه بلهفه يشاركه عمر اياها ولكنه وجد ان الهاتف لا يفتح الا برقم سرى فسب ولعن وضرب مقدمة سيارته بقدمه أحباطا وغيظا وحاول عمر تهدئته.
شد نقيب الشرطه الغفير من ذراعه بعيدا عن يوسف وعمر وسأله بحده
الضابط : مقولتليش ليه انك لقيت موبايل جنب العربيه؟
الغفير : مانا لو جولتلك يا بيه كنت هتحرزه ولو ما طلعش بتاع صاحبة العربيه مكنتش هشوفه تانى… والا ايه؟
أطبق النقيب شفتيه بغيظ
******
جلس امير وراء عجلة القياده وفى المقعد المجاور له جلست شقيقته ريهام تشيح بوجهها عابسه بأتجاه النافذة المغلقه وفى المقعد الخلفى جلست جينا وقد احاط شعرها الأسود الكثيف بوجهها الرائع الجمال وقد برقت عيناها الزرقاوان الواسعتان بغضب مكبوت , تحدث امير اليها من خلال المرآه الاماميه وعيناه تتغزلان بها
امير : خلاص يا ستى فكيها بقى .. قربنا نوصل اهوه .
قالت جينا بسخريه لاذعه
جينا : نوصل ؟.. دا بسرعة السلحفة اللى انت ماشى بيها هنوصل الفجر .
أحتج أمير قائلا
امير : ما غصب عنى انت مش شايفه الشوارع غرقانه مايه ازاى
أشاحت جينا بوجهها وهى تشعر بالقلق مما ينتظرها فى البيت
قالت ريهام بصوت محبط
ريهام : وانتى يعنى عشان خايفه من يوسف .. تضحى بيا انا واخويا فى حادثه.
أعتدلت جينا فى مقعدها بحده وضربت ظهر مقعد ريهام بقبضتها بقوة دفعت ريهام الى الأبتعاد بظهرها متأوهه وتنظر الى جينا مستنكرة .
قالت جينا بغضب
جينا : تصدقى بالله انت ما عندك دم .. انتى عارفه انى خرجت من وراهم عشان احضر عيد ميلاد حضرتك فى جو نيله … ويوم اسود زى اليوم اللى اتولدتى فيه.. وتحصلى حادثه وعربيتى تتكسر ومع ذلك وعشان متزعليش روحتلك .
ريهام : انت هتزلينى يا جينا عشان حضرتى عيد ميلادى .
جينا : اذلك ؟ .. دانت اللى ذلتينى .. وعدتينى انك هتوصلينى البيت بدرى وبصى
الساعه كام دلوقتى؟
ريهام : يعنى كنتى عايزانى اسيب ضيوفى وانزل .. ما قولتلك اخلى امير يوصلك.
جينا : اه وماله .. اخرج من البيت هربانه وارجعلهم فى نص الليل مع شاب فى عربيته.. اصل انتى ماتعرفيش اللى مستنينى فى البيت بسببك؟
تابع امير الشجار بامتعاض
قالت ريهام تغيظها ضاحكة
ريهام : ومن امتى بيهمك .. نسيتى السهر والرقص لوش الفجر؟
ألقت جينا على ريهام نظرة ناريه , لقد فعلت هذا عندما كان يوسف مسافرا لتغيظ زوجة عمها وتضايقها وعندما عاد وعرف بما فعلت اثناء غيابه كان غضبه لا يطاق ومنعها من الخروج وبعد تدخل من جدتها سمح لها بالذهاب الى النادى فقط وبرفقة حسام وهدير والعودة برفقتهما وكان هذا نوع آخر من العقاب فكلاهما لا يذهب الى النادى الا فى الأجازة الأسبوعيه فقط غير أن صحبة هدير وحدها عقاب فى حد ذاته .
قال امير عاقدا حاجبيه
امير: صحيح يا جينا .. مش ملاحظه انك مكبره الموضوع شويه؟
جينا : أقولك أيه .. شكلك غبى زى اختك .. سوق وانت ساكت.
عبس امير من فظاظتها معه وهو الذى يأمل فى ان يثير اعجابها ذات يوم ولكن يبدو أن هذا اليوم لن يأتى قريبا
******
شعرت كريمان بالقلق الشديد على امها وقد حاولت ضبط ضغطها دون فائده , أستدارت الى حسام وقالت
كريمان : ماتقوم تنام عندك محاضرات بدرى .
رد حسام بأستنكار
حسام : انام ازاى من غير ماطمن على جينا .
صرخت سارة بأنفعال وهى تراقب سيارة امير تدخل من البوابه وجينا تترجل منها
سارة : جينا جت.. حسام اتصل بيوسف وعمى عمر .
أشرق وجه فيروز وأعتدلت فى مقعدها وقد غادرها التعب فجأة مما جعل كريمان تنظر اليها بدهشه
فيروز : جت بجد .. الحمدلله.
ثم أعتدلت فى مقعدها وأستدركت قائله بغضب مصطنع بعد رؤيتها لوجه ليلى الساخر
فيروز : مش عايزة اشوفها .. قولولها ماتكلمنيش .
علقت ليلى ساخرة
ليلى : والنبى ايه؟
******
وقفت جينا بجوار نافذة غرفتها تقضم ظفر أبهامها بقلق وجسدها متوتر داخل بيجامة النوم , عندما عادت وجدت كتيبة الأعدام فى انتظارها ينقصهم عشماوى الذى خرج للبحث عنها , لم تتخيل انهم سوف يعرفون بحادثتها فتملك منها الرعب وكالعاده استخدمت الوقاحه للتسترعلى خوفها ولم تتأثر الا لبكاء جدتها , أنها لم تتعمد أن تقلقها عليها لقد أرادت فقط حضور عيد ميلاد صديقتها ولأنها كانت تتوقع الرفض من يوسف ذهبت دون ان تخبره وما حدث بعد ذلك كان رغما عنها , الحادثه وهاتفها الذى نسيته ولا تعرف أين وعدم وفاء ريهام بوعدها فى ايصالها الى البيت فى وقت مبكر ولم تأخذ فى الحسبان أن تنهار الدنيا بهذا الشكل .
انتفض جسدها برعب عندما سمعت صوت زمور سيارة يوسف فراحت تتلفت حولها كفأر فى المصيده يبحث عن منفذ للهرب وأصطدمت بحافة الفراش وتأوهت وهى تعدو بأتجاه الباب.
******
استلقت فيروز فى فراشها رافعه ظهرها على مجموعه من الوسائد وبيدها المصحف الشريف تقرأ فيه تستمد من آياته الطمأنينه وراحة البال بعد ليله طويله من القلق كاد قلبها المريض أن لا يتحملها .
فتحت جينا الباب ودخلت ثم أغلقته وهى تقول
جينا : يوسف جه …. خبينى يا نانا .
أندست جينا تحت الغطاء بجوار جدتها وألتصقت بها وجسدها النحيف يرتعش .
صدقت فيروز وأغلقت المصحف ثم ربتت على ظهرها وفى عينيها حنان ممزوج بالأسف وتمتمت
فيروز : كان عليكى بأيه ده كله بس؟
سمعا أصوات من الخارج لأبواب تفتح وتغلق بعنف صاحبتها خطوات غاضبه وبعد ثوان قليله كانت تقترب من حجرة فيروز , توتر جسد جينا وألتصقت اكثر بجدتها
طرقه واحده وفتح الباب بقوة ودخل يوسف بوجه عاصف , أتسعت عينا فيروز فزعا للمزاج الأجرامى الذى يبدو عليه وقد ألتصق قميصه المبتل بجسده وشعث شعر رأسه ,
صرخ يوسف غاضبا وهو يتقدم من الفراش وعيناه على جسد جينا المنكمش
يوسف : اومى ياختى ..
ثم رفع الغطاء عنها وسحبها بقسوة يوقفها على قدميها يهزها بعنف متابعا
يوسف : كنتى فين؟
حاولت ان ترد بشجاعه رغم شحوب وجهها فخرج صوتها مرتعشا
جينا : كنت فى عيد ميلاد ريهام .. ولو مش مصدقنى اتصل بيها.
ترجته فيروز قائله
فيروز: اهدا يا حبيبى عشان خاطرى .
يوسف : ايه صعبانه عليكى ؟.. تفتكرى انها فكرت فينا ولا حتى جه على بالها اننا ممكن نقلق عليها ..دى معندهاش دم ..عملت حادثة بعربيتها وسابيتها فى الشارع وراحت تسهر مع اصحابها .. وتليفونها ضاع ولا همها تتصل تطمنا عليها .. نولع بجاز مش كده .
أطرقت فيروز رأسها بنكد وعضت جينا على شفتها السفلى تحاول وقف ارتعاشتها والدموع تلمع فى عينيها
رنين هاتف جينا قطع على يوسف كلامه فأخرجه من جيب سرواله دون ان يترك ذراعها
قالت جينا بدهشه
جينا : تليفونى .. لاقيته فين ؟
صعقها بنظرة شرسه ونظر الى شاشة الهاتف ثم قربه من وجهها وسألها بحده
يوسف : رقم مين ده اللى من غير اسم ؟
أبتلعت جينا ريقها وهزت رأسها نفيا
جينا : ماعرفش.
يوسف : ردى وشغلى السبيكر .
فعلت ما طلب وردت بصوت متحشرج
جينا : الو مين؟
أتى صوت امير عبر الهاتف ناعما كسولا
امير : دانا يا حبى ايه الأخبار؟
أتسعت عينا جينا وحدقت بذعر فى وجه يوسف الذى أحتقن بشده
وتابع امير عبر الهاتف ضاحكا
امير : ايه.. ابن عمك المفترى عمل معاكى ايه؟
فرقع صوت يوسف كالسوط
يوسف : ابن عمها المفترى ده لما يشوفك هيفصل راسك عن جسمك ياكلب.
حاولت جينا الأفلات من قبضة يده وهى تقول
جينا: والله العظيم انا..
قاطعها يوسف بصوت رجت له الجدران
يوسف : اخرسى
******
أمتقع وجه امير وهو ينظر الى هاتفه المحمول برعب ووقفت ريهام عن الأريكه وأثار الدمار الناجم عن حفلة عيد ميلادها فى كل مكان بالمنزل , أقتربت من شقيقها ضاحكه
ريهام : ايه .. لطشتلك وقفلت السكه فى وشك ؟
هز امير رأسه نفيا
امير: مش هيه.
ريهام : مش هيه ؟.. يعنى ايه مش هيه ؟ .. الرقم طلع غلط ؟
امير: لأ مش غلط .. جينا ردت عليا الأول وبعدين ..
قطع جملته وحدق فى وجه ريهام وتابع بنكد
امير : واضح انى عملتلها مشكله مع ابن عمها .
شهقت ريهام وقالت مصدومه
ريهام : يوسف اللى كلمك ؟
رد بحنق
امير : تقصدى اللى هددنى بالقتل .
لكزته بقوة فى كتفه
ريهام : مانا قولتلك ماتتصلش.
عقدت حاجبيها بقلق وتابعت
ريهام : يا عينى عليكى يا جينا .. زمانه بيسحلها دلوقتى.
******
وقف عمر امام خزانة ملابسه ينهى اغلاق ازرار سترة بيجامته فى حين أستلقت كريمان فى الجانب الأيمن من الفراش وقد سحبت الغطاء حتى وسطها وفى يدها كوب ماء وقرص دواء مسكن أبتلعته وكان يأتيهما صوت يوسف الغاضب عاليا
قالت كريمان بأمتعاض
كريمان : يوم متعب وباينله كده مالوش اخر .
سحب عمر مقبض الباب ليخرج فسألته كريمان بحده
كريمان : انت رايح فين؟
عمر: انت مش سامعه .. مايصحش نسيبهم كده.
كريمان : يعنى يصح اللى عملته .. خليه يربيها.
صوت اغلاق باب بعنف أعقبه سكون تام , قالت كريمان هازئه
كريمان : خلاص يا سيدى ارتاح اهى الخناقه خلصت وتلاقى جينا لسه حته واحده على بعضها ما تقلقش عليها .
أعاد عمر أغلاق الباب ومازال العبوس على وجهه وقال
عمر : كان المفروض يا كريمان انك تتدخلى وتتكلمى مع البنت .. انت عمتها واقرب لها من ليلى وخصوصا ان امها بعيد عنها.
كريمان : اتكلم مع مين ؟.. انت ما شوفتش الطريقه اللى كلمتنا بيها لما رجعت .. دا حلال كل اللى عمله فيها.
دلف عمر الى الفراش وهو يتثائب
عمر: الموقف اللى اتحط فيه انهارده كان صعب ..الله يكون فى عونه .. انا اتشاهدت ولا ميت مرة وانا معاه فى العربيه وانا متخيل كل الأفكار السوده اللى كانت بتدور فى دماغه وهوه سايق .. و كنا خلاص طالعين على مديرية الأمن لما حسام اتصل بينا وقال ان جينا رجعت .
كريمان : ويا سلام على اللى عملته الهانم لما رجعت .. كل اللى يفتح بؤه معاها تبجح فيه .. وبصراحه انا ابتديت افهم موقف ليلى واايده كمان .. جينا بقت عبئ علينا كلنا ..وخصوصا بعد ماخلصت الجامعه ومبقاش فى حاجه تعملها غير قلة راحتنا.
عمر : قصدك يعنى ان جينا تروح تعيش مع ليليان فى بريطانيا؟.. لا يوسف ولا امك هيقبلوا بحاجه زى دى حتى ولو جينا نفسها طلبت ده.
كريمان : ماظنش ان يوسف بعد اللى شافه منها الفترة الأخيرة وخصوصا موقف انهارده هيبقى عنده مانع زى الأول .
عمر : انتى لو تعرفى يوسف كويس مكونتيش قولتى كده .. نامى يا كريمان واضح ان العيا اثر على دماغك .
عبست كريمان وسحب عمر الغطاء حتى ذقنه وتابع
عمر : الجو برد اوى .. ناقص ينزل حبت تلج ونبقى كأننا فى اوروبا .
******
صوت المطر المنهمر على زجاج شرفة حجرتها كان كنقرات الأصابع على طاوله خشبيه.
للحظات وقفت ليلى تواجه جدار علقت عليه صورة زوجها الراحل تتأمل الوجه الوسيم بحقد
ليلى : مت وسيبتلى ذنوبك أكفر عنها بدالك .. زرعت بينا نبته شيطانى .. انا وأبنى اللى هنحصد مرارها .. قولتلك سيبها لأمها ما سمعتش كلامى .. لو كنت شفت خوفه ولهفته عليها الليله دى كنت قدرت المصيبه اللى أنا فيها .
مسحت بعنف دمعه سالت على وجنتها .. من اين أتت هذه الدموع ؟.. لقد بكت لسنين من أجل زوجها تستجدى منه نظرة حنان أو حتى شفقه وبعد ان كشفت حقيقته لم تجد دموعا لتذرفها على نفسها وندمت بمرارة على حبها لأنسان بخل عليها بمشاعرة وسحق زهرة شبابها تحت وطأة خيانته .. فهل أقترب اليوم الذى ستضطر فيه الى البوح بالسر وفطر قلب أبنها بيدها ؟ .. هزت رأسها بمراره … وهل من سبيل أمامها غير هذا ؟
******
أستلقى يوسف فوق غطاء سريره وذراعيه وراء رأسه بعد أن أخذ حماما ساخنا ليعيد به الدفئ الى عظامه التى نخرها البرد , راح يحدق فى السقف بوجه كئيب , لقد أنهك الليله نفسيا لدرجة شعر معها بأنه استنزف كل المشاعر الأنسانيه بداخله , سحب نفسا عميقا وزفرة بقوة لعله يستطيع أن يخرج معه الحمم البركانيه التى مازالت تغلى وتفور داخل صدره ثم أنقلب على بطنه وأغلق عينيه بقوة يحاول ان يستجدى النوم لكى يطرق جفونه ولكن عقله الذى مازال مفزوعا آبى ان يسمح له , بسببها لم يعد يعرف راحة البال ولكن من أين له بها وباله تسكنه فتاة مثلها تحول كل يوم فى حياته الى جحيم من الخوف والقلق عليها .
******
تقلبت جينا فى فراشها بوجهها الباكى وشعرها ينتشر على وسادتها ثائرا كثورة المشاعر بداخلها انها لم تفعل شيئا تستحق عليه كل ما جرى … تعامل بقسوة وتحرم من أشياء يتمتع بها غيرها , هذه ليله من الليالى التى تشتاق فيها الى وجود عمها .. الى حنانه وتفهمه فالكل هنا ضدها يعدون عليها أن89فاسها وتحركاتها ولقد أصبح يوسف بعد موته كريها ينساق وراء حقدهم وأفتراءهم عليها , لو كان مازال حيا لما تجرأ أحدا منهم على مضايقتها .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى