روايات

رواية أميرة القصر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الجزء الثاني والعشرون

رواية أميرة القصر البارت الثاني والعشرون

أميرة القصر
أميرة القصر

رواية أميرة القصر الحلقة الثانية والعشرون

فى ثوان معدوده كانت فى غرفتها تغلق بابها بالمفتاح من الداخل وأنفاسها لا تهدأ , وقفت فى منتصف غرفتها تحيط جسدها المرتعش بذراعيها ماذا لو لم تأتى ليلى ؟ ماذا كان يمكن أن يحدث بينهما ؟ راحت تدور حول نفسها تفكر بعقل مشوش … أنها لا تفهم لماذا رغب فى تقبيلها .. ماذا أراد أن يثبت لها ؟ كان يعبث بمشاعرها وهذه قسوة منه فهو يعرف كم تحبه وتحارب مشاعرها تجاهه , لم يكن فى نظراته أى حب… كان غاضبا وكأنه يكرهها , ومن أين ظهرت وصية عمها تلك ؟ .. ماذا تفعل أكثر مما فعلت ؟ ألقت بنفسها على الفراش وأنسابت دموعها .
******
هرج ومرج فى قسم الطوارئ فى المستشفى العام وقد تعالى صراخ الممرضات وتدافع رجال الامن يحاوطون المكان ويخرجون المرضى وزويهم ليحاولوا السيطرة على الوضع .. وجاءت كريمان مسرعه من مكتبها عندما وصل اليها خبر أن هناك مسلحا يحتجز طبيبين فى غرفة الكشف كرهائن , شقت كريمان طريقها وسط المتجمهرين
كريمان : أيه اللى بيحصل هنا ؟
أستدار اليها أحد أطباء قسم الطوارئ
الطبيب : جابت الأسعاف ست وأبنها عاملين حادثه وحالتهم حرجه وكل سراير العنايه عندنا محجوزة حاولنا نفهم جوز الست أنه لازم ياخدهم لمستشفى يكون عندهم أمكانيات أفضل .. لكنه رفض يفهم وشتم الدكاترة والممرضات ولما أستدعينا الأمن عشان يخرجه دخل أوضة الكشف عند دكتور مروان ودكتور باسل ومعاه مطوه وبيهدد لو أبنه ومراته جرالهم حاجه هيقتلهم .
قالت كريمان بغضب
كريمان : يعنى أيه يقتلهم ؟.. هيه غابه .. أطلبوا البوليس فورا.
تقدم منهما الدكتور وائل
دكتور وائل : والبوليس هيعملك أيه يادكتورة .. الراجل مستبيع .. لو خسر مراته وأبنه معندوش مانع يخسر روحه هوه كمان .
أستدارت اليه كريمان بغضب
كريمان : أنت بتدافع عن واحد مجرم ضد زمايلك يا دكتور .
دكتور وائل : المجرم ده ما بيطلبش فديه .. ده بيطلب حقه فى أن أبنه ومراته يتعالجو وننقذ حياتهم من الموت .. وبدل ما نطيب خاطرة ونساعده ونديه أمل .. نقوله بكل برود مانقدرش نعملهم حاجه يالا شيلهم عى كتفك وهما غارقانين فى دمهم وروح دور على مستشفى ترضى تعالجهم .
كريمان : أنت زودتها يا دكتور .
دكتور وائل : لايا دكتورة .. دى هيه اللى زايده لوحدها .
ثم نظر الى زميله وسأله عن مكان المرأة وأبنها وما مدى سؤ حالتهما , وبعد أن فحصهما طلب من الطبيب الأتصال بغرفة العمليات وتجهيزها فورا ووقفت كريمان تشاهد ما يحدث دون أن تتدخل وهى ترى الأطباء والممرضات ينصاعون لأوامر الدكتور وائل دون جدال .
طرق وائل على باب حجرة الكشف فصاح الرجل بصوت هستيرى من الداخل يقول
الرجل : هقتلهم لو مراتى وأبنى جرالهم حاجه .
وائل : مراتك وأبنك دلوقتى فى أوضة العمليات .. أطمن أن شاءالله هيكونوا بخير .
الرجل : أنت بتكدب عليا .
دكتور وائل : والله مابكدب عليك .. طب فى حد من أهلك هنا .
الرجل : أمى وأخويا .
وائل : أخوك أسمه أيه ؟
الرجل : مرتضى .
أستدعى وائل أحد رجال الأمن وطلب منه البحث عن شقيق الرجل وأمه بين الناس بالخارج وبعد دقيقه عاد رجل الأمن يصطحب أمرأه عجوز ترتدى عبائه سوداء تبكى بحرقه وبجوارها شاب لم يتجاوز العشرين من عمره تسكن المراره والغضب عينيه .
وائل : مرتضى أخوك والست والدتك موجودين معايا أهم .. هيطلعوا بنفسهم يطمنوا أن مراتك وأبنك دخلوا العمليات .
وافق الرجل أن يقتنع بشهادة شقيقه وأمه وعندما رجعا وأخبراه أن الطبيب كان صادقا فيما قال
الرجل : مش هخرج غير لما أطمن عليهم الأول .
فكر وائل مليا ثم قال بهدؤ
وائل : أبنك أحتمال يحتاج نقل دم .. وأحنا عايزين نعرف فصيلة دمك والا مش عايز تنقذ حياة أبنك .
فتح الباب على الفور وخرج الرجل بوجه شاحب وعينان حمراوان من البكاء يشمر عن ذراعه بسرعه وقد سقطت المطواه من يده على الأرض .
******
عادت كريمان الى البيت تشعر وكأن حدادا يعمل فى رأسها , جاءت الشرطه وألقت القبض على الرجل وقد ذهب معهم بهدؤ بعد ان أطمئن أن زوجته وأبنه خرجا من العمليات وأستقرت حالتهما , جزء من الأطباء والممرضين تعاطفوا مع حالة الرجل والبعض الأخر هدد بالأضراب أن لم تتوافر لهم الحمايه اللازمه أثناء عملهم .
مرت بحجرة هدير فدخلت لتطمئن عليها فوجدتها تجلس وراء مكتبها منكبه على مذاكرتها
كريمان : بنوتى الحلوة عامله أيه ؟
أبتسمت لها هدير أبتسامه لم تصل الى عينيها
هدير : الحمدلله .
أقتربت منها كريمان تنظر اليها بقلق
كريمان : مالك ياحبيبتى ؟.. هوه عبدالرحمن ماجاش النهارده .
نظرت اليها هدير بحده
هدير : يجى والا ما يجيش دى حاجه ماتخصنيش .
جلست كريمان على المقعد المواجه لمكتبها
كريمان : أنتو زعلانين من بعض والا أيه ؟
كان وجه هدير شاحبا وهى تجيب بأنفعال
هدير : ماما .. عبدالرحمن يبقى خطيب جينا والمفروض ما يبقاش بينا أى حاجه تخلينا نزعل من بعض ولا نصالح بعض حتى .. أنا مش هغلط غلطة يوسف تانى وأعلق نفسى بواحد هوه ملك لواحده تانيه .. والمرادى الواحد ده خاطب .
أغتاظت كريمان من أبنتها التى بدأت تتحدث مثل أبيها
كريمان : واضح أن أبوكى ملا دماغك .
هدير : بابا عنده حق .. ثم أن مش بابا لوحده اللى شايف أنى واحده واطيه بتحاول تسرق خطيب بنت خالها .. نانا مابقتش طايقه تبص فى وشى وبابا مخاصمنى وحسام فى الرايحه والجايه يقطم فيا وأنتى السبب يا ماما .
نظرت اليها كريمان بذهول
كريمان : بتلومينى عشان بفكر فى مصلحتك ؟
هدير : وهيه مصلحتى لازم تكون على حساب مصلحة غيرى .
قالت كريمان بحده
كريمان : أنتى قولتى أنك حاسه أنه بيحبك وأنك كمان بتحبيه .
هدير : غلطت لما سمحت لنفسى أحس بكده وده مش من حقى .. أنا قولتله الكلام ده لأنى مش عايزة أنزل من نظره ونظر نفسى أكتر من كده .
وقفت كريمان وقالت بغضب
كريمان : أنتى غبيه .. جينا ما تستهلش واحد زى دكتور عبد الرحمن .. دى لا مهتمه بيه ولا هتعرف تقدرة .. لأنها بنت تافهه ومغرورة ومكانها الطبيعى جنب أمها فى العالم التافه اللى عايشه فيه .
بكت هدير بصمت .. أنها تحب عبدالرحمن فعلا ولكنها لا تريد أن تخسر أحترامه وأحترام عائلتها لها
هدير : أنا أخدت قرارى يا ماما ومش هتراجع عنه .
صرخت كريمان فى وجه أبنتها بغضب
كريمان : خلاص أتفلقى .
أستدارت لتنصرف ففوجئت بجينا تقف عند الباب تنظر اليها بغضب .
وقفت كريمان وجينا يحدقان فى بعضهما البعض للحظات , أنتبهت هدير لوجود جينا فوقفت بحده وهتفت بجزع
هدير : جينا ؟
شعرت بالخجل الشديد وأطرقت برأسها وعادت الدموع لتسيل على وجهها
قالت جينا ببرود الى عمتها
جينا : بعد أذنك يا عمتو سيبينى مع هدير شويه لوحدنا .
قالت كريمان بحده
كريمان : وأنتى عايزة منها أيه ؟
هدير : من فضلك يا ماما سيبينا لوحدنا .
ستتحمل أى كلام جارح ستقوله لها , أنها تستحق
خرجت كريمان رغما عنها وأغلقت جبنا الباب فى وجهها .
******
قطع عبدالرحمن حجرته ذهابا وأيابا وهاتفه المحمول بيده , لقد أصبحت معاملة عائلة جينا له سيئه جدا بعدما لاحظوا أهتمامه بهدير التى تغيرت بدورها فى طريقة تعاملها معه فقلل من ذهابه الى بيتهم وحاول التواصل مع هدير عبر الهاتف ولكنها لم تعد ترد على مكالماته فذهب اليها فى جامعتها وتحدث اليها بصراحه عن مشاعرة تجاهها فصدته وطلبت منه أن يتركها وشأنها وذكرته أنه خطيب أبنة خالها ولم تعطيه فرصه ليشرح لها الوضع الحقيقى , فغضب من جينا التى أوقعته فى هذا المأزق وقرر أن يكون حازما وصارما معها فطلب مقابلتها وحذرها ان لم تخبر عائلتها بالحقيقه فسوف يفعل هو ذلك وكان رد فعلها أن ضحكت بشده فقال لها بحنق
عبدالرحمن : أنتى بتضحكى على أيه ؟ الموضوع بالنسبالى مش مضحك أنتى ما شفتيش جدتك بقت بتعاملنى أزاى .. ومابقاش فى حد فى عيلتك طايق يبص فى وشى .
جينا : أنا مش بضحك عليك على فكرة .. أنا بضحك على نفسى .
ثم وعدته بأنها ستصلح بينه وبين هدير ولكن مصارحة عائلتها بالحقيقه ستأخذ بعض الوقت , وها هو ينتظر نتيجة وعدها له .
رن جرس هاتفه وعندما رأى رقم هدير راح يقفز من الفرحه
******
ألقت جينا بنفسها على الفراش , لقد أستطاعت أن تخرج هدير وعبدالرحمن من بؤسهما .
أخبرت هدير عن الطريقه التى ورطت فيها عبدالرحمن فى هذه الخطبه المزعزمه وعندما سألتها هدير متشككه عن السبب وراء فعلتها ردت
جينا : حبيت أعمل فرقعه فى حفلة طنط ليلى عشان أضايقها لكن الموضوع أنتشر بسرعه والرجوع عنه بقى صعب .
ولأول مره تحصل على عناق من هدير ولأول مرة أيضا تراها سعيده الى هذا الحد , لم تكن سيئه جدا من داخلها كما كانت تعتقد , أنه تأثير أمها السئ عليها , وتذكرت تلك الكلمات الحاقده التى سمعت عمتها تتفوه بها وكم آلمها أن شقيقة والدها الوحيده لا تهتم لها ولم تشعر بتأنيب الضمير وهى تتآمر ضدها وتحاول سلبها خطيبها .
تنهدت بحسرة لقد تصالحت سارة مع شريف وهدير مع عبد الرحمن وقريبا يوسف مع أيمان .. فبعد ما حدث بينهما فى حجرة المكتبه راحت تتجنبته وتتفادى الأماكن التى يتواجد بها وقد حاول هو أكثر من مرة أن يستوقفها ليتكلم معها ولكنها كانت تجد الحجج للتهرب منه .. يجب أن يفهم أنها لا تريده ولا تريد شفقته وأنها لا تبالى بوصية عمها مادام يحب غيرها لن تقبل أبدا أن تعيش مع رجل قلبه ملك لأمرأة أخرى
تنهدت بقوة وسألت نفسها .. لماذا مازالت هى هنا؟.. كانت ليلى محقه طوال الوقت , عندما كانت تقول أن لا مكان لها بينهم وأنها لا تنتمى الى هذا البيت.. أغلقت عينيها تستلهم الراحه , لقد آن الأوان لها لترحل وتترك الجميع يعيش فى سلام .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى