رواية أقنعة بشرية الفصل الأول 1 بقلم إسراء الشطوي
رواية أقنعة بشرية الجزء الأول
رواية أقنعة بشرية البارت الأول
رواية أقنعة بشرية الحلقة الأولى
صدر صوت بعدما وضعت طبقان علي المائدة ، كان يُتابعها بعيناه ، ثُم تحركت لرُخامة المطبخ سحبت شفشق به عصير بُرتقال جلست وهي تضعُه علي المائدة ويدها علي ظهرها أثر التعب ف هي تسهر مع رضيعتها مُتقلبة المزاج تستيقظ وتخلد للنوم في أوقات مزاجية
حركت المعلقة داخل صحن المكرونة
نظر لها بعدما تذوق الطعام البسيط قائلًا:
– تسلم إيدك يا حبيبتي
لوت شفتها بضيق قائلة:
– تسلم إيدي علي إي ! ، علي المكرونة بس مفيش طعم يكسر المكرونة حِته لحمة فراخ بانية أسكُت ونبي يا أيوب
أستغفر ربه ثُم قال:
– اتكي ع الصبر يا هانم ، ربنا أمرنا بالصبر
قالت بضيق:
– منا صابرة وساكتة ، شايفني قومت شديد ف شعري
نظر لها ثُم أكمل أكله
قطمت أظافرها قائلة:
– عاوزه فلوس أجيب أكل عشان أخواتك اللي جاين بُكرة ، مش هبان قُصادهم قُليلة
قال بدون أن يرفع عيناه:
– هتلاقي فلوس ف دُرج الكومدينو خُدي اللي يكفيكي
أبتسمت وهي ترتشف العصير
نهض أيوب قائلًا:
– أنا هنزل الورشة
نهضت وهي تمسك يده قائلة:
– أنت لحقت دانت لسة جاي من الشركة ، ملحقناش نُقعد سوا
قبل مُقدمة رأسها قائلًا:
– أكل العيش بقي ، نُقعد بليل يا حبيبتي
كور وجهها بين يده قائلًا:
– لو أحتجتي حاجة كلميني ، ومتتعبيش نفسك ف شُغل البيت كفاية عليكي الواد
أبتسمت قائلة:
– حاضر يا حبيبي ، في حفظ الله
أتجه الباب قائلًا:
– ونعمه بالله
فتح الباب وأغلقه خلفه كان باب بضلفتين به زُجاج وما يُسمي بالشيش حتي نعرف من يطرُق علينا
يُقيمان في حارة شعبية من حواري القاهرة .. الشقة كانت عُبارة عن غُرفتان وصالة ومطبخ وحمام ليست واسعة وليست ضيقة للغاية ولكن تستُرهم ، أيوب يعمل في الصباح موظفًا في شركة الأسمدة يحصُل علي مُرتب ألف وخمسمائة جُنية وفي المساء يعمل ف ورشة المعلم لُطفي حتي يستطيع أن يُلبي أحتياجات هانم وأبنتُه الرضيعة خديّجة
*في الحارة
يجلس أيوب أسفل السيارة يُصلحها ، وبالجهة المُقابلة يجلس ناصر في مَحلُه المُختص ب بيع وشراء وأصلاح الأجهزة بجانبة صديقة باسم
نظرات ناصر كانت مليئة بالحقد والغل من ناحية أيوب
رآه باسم نظرات ناصر الموجهة لأيوب ليهتف قائلًا:
– إي يا عم هتفلق الواد بعينك
ناصر بنبرة غاضبة:
– أنا فعلا هفلق دماغ أُمه ، مبقاش غير أبن المبقعة يأخد حاجة ناصر كانت عينُه عليها
نظر له قائلًا:
– فضناها يا ناصر ، مش هنفتح الموضوع ده تاني بقي عندُهم طفله ، عاوز إي تاني عشان تقتنع أنها مش ليك شيل الواد من دماغك
صك علي أسنانه بضيق قائلًا:
– مفضناش حاجة ومش هشيلو ويا أنا يا هو
*أمام الورشة
يجلس لُطفي علي مقعد خشبي أمام الورشة وفي يده شيشة يسحب نفس عميق ليخرُج دُخان يتناثر علي وجهه ، وعيناه لأعلاه علي بلكونة أيوب يُتابع هانم وهي تنشُر الغسيل وتلف علي رأسها حجاب بعشوائية يظهر بعض من خُصل شعرها
*عند أيوب
يخرُج من أسفل السيارة ويداه بها شحم يمسحها في العفريتة ، ثُم يخرج فوطة صغيرة من جيبة يمسح بها عرقة قائلًا:
– العربية دي أتشطبت بقت عروسة خلاص
حرك لُطفي عيناه من أعلاه لأيوب قائلًا:
– الله ينور ، شايف العربية دي صاحبها جابها أمبارح بليل مدمرة زي ما أنت شايف عاوزك تصلحها وتخليها عروسة زي صاحبتها
يسقُط العرق من جبينه قائلًا:
– في إي شُغل تاني متعطل
حرك رأسه لأعلاه قائلًا:
– لاا
نظر له ثُم نظر لأعلاه كي يرآه ما يشغل باله لُطفي ، صك علي أسنانه بغضب بعدما عرف إلي ما ينظر تلك المعلم ، فهو يعرف أنه قذر مُتزوج من أربعة ومازال ينظر ل حريم غيره …
أتجه لأعلي قائلًا:
– بعد أذنك يا معلم هطلع الحمام وجاي
بدون أن ينظُر له سحب نفس من الشيشة قائلًا:
– أذنك معاك يا أخينا ، متتأخرش
ثُم قال بصوت مُنخفض:
– بقي الفرس ده يتجوز المعفن ده ، حُظوووظ
سحب نفس الشيشة وظل يُتابعها بعيناه
*في الأعلي / داخل شقة أيوب
فتح الباب ودخل قائلًا بصوت مُرتفع:
– هااانم هااانم
تركُض من البلكونة بيدها قميص بيتي قائلة وهي تنهج:
– إي اللي طلعك يا خويا محتاج حاجة
أقترب منها ومد يده يُعدل من لفه حجابها قائلًا:
– كام مرة قولتلك تظبُطي حجابك قبل ما رجلك تعتب جوه البلكونة
مدت يدها بتوتر تُعيد علي ظبط حجابها قائلة:
– مختش بالي والله يا أيوب ، مصدقت خديجّة نامت قولت ألحق أنشر
قبل رأسها بحنية قائلًا:
– مش بزعقلك يا حبيبتي بس أنتي عارفة أن محبش حد يشوف حاجة منك حتي لو خُصلة من شعرك
رتبت علي كتفة قائلة:
– بتغير عليا
سحب القميص من يدها قائلًا:
– لا بغير علي المعلم ، أكيد بغير عليكي يا هانم
رفع أمامها القميص قائلًا:
– يتنشر ورا فاهمة
سحبتُه من يده قائلة:
– متقلقش بنشر حاجتي كُلها ورا وحاجتك قُدام
تحدث قائلًا:
– الشهر الجاي أول قبض هجبلك منشر داخلي
تحدثت قائلة:
– ليه التكاليف دي بس أحنا أولآ بكُل قرش
تحدث قائلًا:
– لاا هجيب منشر داخلي عشان محدش يشوفك ، مفيش نقاش مفهوم
أبتسمت قائلة:
– مفهوم يا سيد الناس
تحدث قائلًا:
– أنا نازل عاوزة حاجة وأنا طالع
لوت شفتها قائلة:
– أنت طلعت ف إية ونازل ف إية بس
تحدث قائلًا:
– شوفتك بالمنظر ده ف طلعت يا هانم
أبتسمت قائلة:
– بتناديني ولا بتزعقلي
ضحك بخفه قائلًا:
– لا المرادي بزعقلك
– تحرك للخارج وأغلق باب الشقة خلفه ، توجهت داخل البلكونة تُكمل عملها
*داخل شقة في حي راقي
تتحرك فتاة داخل الغُرفة وعلي أُذنها هاتفها تُهاتف أبن عمها
تلك الفتاة تُسمي جّنات
جّنات بنبرة صوت رقيقة:
– مع صحابك فين يا شريف
شريف بنبرة مُنخفضة:
– وطي صوتك يا بت ، بقولك إي لما أرجع هكلمك
جّنات بعصبية:
– شِرريف متعصبنيش ، فييينك
تحدث قائلًا:
– يخربيت نكدك يا شيخة
تحدتث بعصبية:
– أشتري عُمرك
شريف بضيق:
– علي القهوة
جّنات بعصبية:
– وعمو يعرف الكلام ده لاا ، إي رأيك أتصل أقولوا
تحدث قائلًا:
– مشربتش غير سجارتين وبس أهمدي بقي
جّنات بخوف عليه:
– علي أساس السجارتين دول مش هيأذوك مش كده ، شرريف بطل أهمال ف صحتك مدايقنيش
تحدث بنبرة حُب قائلًا:
– يا واد أنت خايف عليا
ضحكت بخفة قائلة:
– رخم علي فكرة وأقولك أنا مش خايفة عليك أصلًا
أبتسم قائلًا:
– أصلًا ! ، منا عارف يا حيلتها دانتي دايبة فيا
خجلت قائلة:
– متتأخرش ، وكلمني لمًا تروح مفهووم
شريف بحُب:
– مفهووم يا حبيبتي ، سلاام
أغلقت الهاتف بعدما ودعته ، تسمع أصوات من الخارجة ، لتعرف أن والدتها و والدها يتشاجران كالعادة
تحركت للخارج تَقُف ويدها مُسندة علي الباب قائلة بملل:
– بتتخانقو ليه المرادي
نظرت لها والدتها ( لُبني ) قائلة بنبرة مُرتفعة:
– خُشي جوه يا بت أنتي متدخليش
تحدث والدها ( عُمر ) قائلًا بهدوء:
– جّنات أدخُلي اوضتك لأما تروحي لحد من أخواتك متدخليش
– ثُم سحب زوجته وتحركان لغُرفتهم
توجهت جّنات ل غُرفة أُختها التؤام ( جايدة )
فتحت باب الغُرفة ودَلفت للداخل
جايدة بصراخ:
– مش في أُم باب تخبطي علييه
رفعت حاجبها قائلة:
– والله ! ، وده من أمتا
جلست بجانبها علي الفراش قائلة:
– بتعملي إي ؟
جايدة بسُخرية:
– بامية أغرفلك
ضربتها علي كتفها بخفه قائلة:
– مش ناقصة ظرافتك
نظرت لها قائلة بجدية:
– بابا وماما بيتخانقو
تحدث بملل:
– أعملُهم إي ؟
جّنات بضيق:
– هو أنا بقولك عشان تقوليلي كده ، عاجبك الخناقات اللي بينهُم يا جايدة
جايدة بدا مُبالاة:
– كبري دماغك سبيهُم دول حياتهم
تحدث قائلة بنبرة مُتأثرة:
– أكبر دماغي إزاي أنا نفسيتي مدمرة بسببهُم ، لازم يعرفوا أن خناقاتهُم بتأثر علينا بالسلب
تحدث جايدة قائلة:
– جّنااات متقرفنيش ، روحي قوليلهم الكلمتين دول
نهضت جّنات قائلة بضيق:
– علي فكرة أنتي بقيتي رخمة ، والطريق اللي أنتي ماشية في غلط
نهضت جايدة وسحبتها من تي شيرت البجامة قائلة:
– ملكيش في فااهمه أمشي ولا أقعُد خليكي ف حالك ومتركزيش معايا ياريت تركزي مع سي شريف بتااعك فااهمة
دفعت يدها قائلة:
– متمسكنيش كده ، وملكيش دعوة ب شريف
تسطحت علي الفراش مرة أُخري قائلة ببرود:
– أتحرقوا مع بعض ، بس ملكيش دعوة بحياااتي سامعة
تحركت للخارج قائلة:
– براحتك ، إن شالله تولعي يا جايدة
نظرت لها بعدما خرجت قائلة بغضب:
– مُتخلفة
*داخل غُرفة لُبني وعُمر
لُبني بضيق:
– هنروح عند أخويا مينفعش أقولو لاا مش هنجيلك أصل سي عُمر مستكبر يجي الحارة
عُمر بنفاذ صبر:
– خُلاصة الموضوع ، أنا مبحبش أيوب أخوكي ولو روحت هتخانق معاه ف روحي أنتي وعيالك وسبيني ف حالي
لُبني برفعة حاجب:
– والله ! ، طب إي رأيك يا عُمر لو مجتش معايا هروح لأبوك وأقولوا علي اللي عملتوا من ورا في المُستشفي
سحبها من معصمها بقوة قائلًا:
– أنتي بتهدديني يا لُبني
لُبني برفعه حاجب:
– ااااه يا عُمر بهددك
∮
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقنعة بشرية)