روايات

رواية أقدار بلا رحمة الفصل العاشر 10 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة الفصل السادس 10 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة البارت العاشر

رواية أقدار بلا رحمة الجزء العاشر

رواية أقدار بلا رحمة
رواية أقدار بلا رحمة

رواية أقدار بلا رحمة الحلقة العاشرة

– حنين!!
نظرت لها الفتاة للحظات حتي اتسعت عيونها وقالت :
– براء!! دي أنتِ
ثم نهضت من مكانها بسرعه و احتضنتها و كأنها مثل الغريق الذي وجد قشه صغيره أمامه، نظرت لها براء بصدمه و في لحظة تذكرت كل أيامهم في الملجأ سويا، ضحكاتهم و دموعهم، و لكن ما الذي حدث لها حتى تصل إلى تلك الحالة، أردفت براء :
– أنتِ إيه اللي جابك هنا و مين اللي على إيدك ده و شكلك مبهدل كده ليه!
تكونت بعض الدموع في عيون حنين لتقول بقهرة :
– الدنيا هي اللي وصلتني لهنا .. ده أبني
– أبنك! يعني متجوزة .. ايه اللي مقعدك هنا في عز البرد ده
تنهدت حنين بتعب لتقول براء :
– مش وقت كلام .. قومي معايا يلا
نظرت لها حنين بتساؤل :
– هنروح فين
– بيتي .. أكيد مش هسيبك في الشارع كده .. قومي يلا و لما تهدي تفهميني كل حاجه
أبتسمت حنين و جاءت لتنهض من مكانها و لكنها تأوهت بألم، شهقت براء بفزع و قالت :
– في إيه مالك!
– لا متقلقيش .. أنا بس من كتر السقعه عضمي بيوجعني لما أجي أتحرك كده
نظرت لها براء بحزن ثم ساعدتها و حملت أبنها عنها و رجعت بها الي البيت، قلقت فاطمه على براء و أحست أنها قد تأخرت قليلاً، أخذت هاتفها حتي تتصل بها و لكن في تلك اللحظة وصلت براء الي البيت و رنت جرس المنزل فذهبت فاطمه بسرعه حتي تفتح لها، أردفت :
– اتأخرتي ليه يا بنتي قلقتيني عل..
و توقفت فجأة عندما وجدت براء بصحبة فتاة أخرى، أبتسمت بتحفز و قالت :
– معلش يا بنتي ماخدتش بالي .. اتفضلوا
دخلت حنين برهبه الي المنزل و معها براء و أخيراً جلسوا سويا و في تلك الفتره نام أبن حنين بين أحضانها و ذهبت براء الي المطبخ حتي تخبر فاطمه أن تعد لهم بعض الطعام و لكنها قبل أن تخرج من المطبخ امسكتها و قالت:
– مين دي يا براء .. أنتِ دخلتي و مفهمتنيش حاجه!
– دي واحدة من اخواتي في الدار يا ماما .. مش عارفه أيه اللي وصلها لهنا بس حالتها متبهدله أوي مكنتش أقدر اخليها في الشارع اكيد

 

 

– أنتِ واثقة فيها يعني؟
– أيوه متقلقيش .. أنا بس بستأذنك أنها تبات هنا النهاردة لحد ما أعرف إيه حكايتها
– أكيد يا بنتي .. مادام واثقة فيها خلاص غير كده الوقت أتأخر يادوب ترتاحوا
أبتسمت براء و خرجت الي حنين لتجدها تنظر الي البيت بتساؤل، فجلست أمامها و قالت:
– أنا مش مصدقه أنك قاعده قدامي دلوقتي! أنا عايزه أعرف كل حاجه إيه اللي حصل فيكي و إيه اللي وصلك لهنا؟
تنهدت حنين بضيق و قالت:
– بعد ما مشيتي من الملجأ و أنا الدنيا بهدلتني يا براء .. بعد ما مشيتي فضلت اعيط أربع أيام مكنتش مستوعبه إني ممكن مشوفكيش تاني خلاص و كنت قلقانه عليكِ و عماله أفكر إيه اللي حصل فيكي
– أنا كنت عارفه أننا هنتقابل لاني واثقة في ربنا .. بس مكنتش اتمني اني اقابلك و أنتِ بالحالة دي .. أنتِ اتجوزتي أمتى و فين جوزك و أزاي سايبك تفضلي في الشارع كده!
ترقرقت الدموع في عيون حنين و انفجرت في البكاء و كأنها كانت تنتظر تلك الجملة حتي تبكي، زاد قلق براء عليها و تساءلت ماذا حدث لها حتى تصل إلى تلك الحالة، و بعد لحظات هدأت قليلا و بدأت في الكلام، أردفت:
– بعد ما مشيتي ب٣ سنين كنت كملت ال ١٨ سنه ولازم أخرج من الملجأ، في الوقت ده في راجل كان بيجي يزور الملجأ كتير و كان مرتاح ماديا .. وقبل ما أخرج بيوم قالولي اني عاجبه الراجل ده وأنه عايز يتجوزني على سنة الله ورسوله .. طبعا أنا فرحت جدا خصوصاً أنه كان مش كبير اوي في السن و مكنش متجوز .. كانت فرصه كويسة ليا بما إني مش عارفه هقابل إيه وافقت علطول و انا كنت عارفاه كشكل قبل كده فقولت مش مشكله هتعود عليه ..
أول شهرين عدت كل حاجه على خير لحد ما بدأت اكتشف فيه حاجات كتير وحشه بس قولت مش مشكله و عديت كل حاجه عشان مكنتش عايزه بيتي يتخرب خصوصاً اني أني مليش حد غيره .. أنا كان نفسي أخلف جداً بس كل شهر مكنتش بطلع حامل .. تعبت و نفسيتي تعبت و استغربت أن معاملته اتحسنت معايا شوية بس قولت مش مشكله .. وانصدمت لما عرفت بالصدفة أنه كان بيحطلي برشام منع الحمل في الاكل عشان مش عايز يخلف مني .. بيقولي انا مش عارفلك نسب اصلا .. قولتله طب ليه اتجوزتني مادام ما أنت بتستعر مني كده ..
نظرت لها براء بتأثر و قالت:
– وقالك إيه؟!
صمتت حنين بخجل و حزنت على قدرها، قالت بحزن:
– اتجوزني عشان كان عايز يبيعني بعدها ..
شهقت براء بصدمة و قالت:
– إيه!! يعني إيه وضحي
– كان ناوي بعد ما يتجوزني بسنه ولا اتنين أنه يسافر بيا لأي دولة عربية و بعدين يبيعني .. و طبعا أنا مليش أهل محدش هيسأل عليا
– ينهار ابيض! ده بني آدم حقير!
صمتت حنين بقهرة فقالت براء:
– و هربتي منه أزاي و خلفتي ابنك ده منين
– بعد سنتين طلعت حامل و خبيت عنه الموضوع .. لحد ما حجم بطني فضحني .. ضربني كتير وقتها والحمدلله أن ابني محصلهوش حاجه .. و بسبب حملي كل اللي كان في دماغه أدمر .. و لما مبقتش مفيده بالنسباله رماني في الشارع بمجرد ما ولدت .. و رجعت أنا و أبني و في الشارع تاني
– ووصلتي إسكندرية أزاي؟
– كان في واحده بنت حلال بتشغلني معاها ببيع مناديل أو اي حاجه .. في يوم قالتلي انها نازلة اسكندرية بيقولوا الشغل هنا كويس قالتلي تعالي معايا جيت .. هي كده كده مش فارقة .. بس بعد ما جيت معاها ملقتش مكان أفضل فيه .. ملقتش غير الرصيف اللي قدامي .. أنا اتبهدلت اوي يا براء .. من يوم ما مشيتي انا مشوفتش يوم حلو .. الحمدالله على كل شيء
نظرت لها براء بدموع و قالت:

 

 

– كل ده موجود في قلبك يا حنين .. وأنا اللي كنت فاكره أن الدنيا جت عليا
أبتسمت حنين بحزن، نهضت براء من مكانها بدون أي مقدمات و احتضنتها و قالت:
– متخافيش من حاجه أختك هنا .. انا مش هسيبك ترجعي للبهدله دي تاني خلاص .. و الايام الحلوة هترجع تاني انا مش هسيبك يا حنين .. انا عيلتك كلها مش عايزاكي تخافي و محدش هيقدر يجي عليكِ تاني
بكت حنين كالأطفال، لم تكن حنين ذو الإثنان وعشرون سنه بل تلك الفتاة التي بعمر الخامسة عشر، و بعد لحظات أبتعدت عنها و قالت:
– بس أنتِ اختفيتي فين بمجرد ما خرجتي يا براء .. ناس كتير كانت بتيجي تسأل عليكِ كل يوم .. كنتِ محبوبه من الكل
– ناس زي مين؟!
صمتت حنين للحظات ثم أبتسمت و قالت:
– زي يامن ..
تغيرت ملامح براء وقالت:
– مش عايزه الموضوع ده يتفتح يا حنين .. الشخص ده كان صفحة في حياتي و اتقفلت خلاص
– ليه يا براء
– خلاص بقى يا حنين .. غيري الموضوع
– عموما انا من ساعت ما مشيت من الملجأ و أنا معرفش ايه اللي بيحصل هناك .. بس أنتِ لازم تحكيلي ايه اللي حصلك في السنين دي
و في تلك اللحظة دلفت فاطمة و بيدها الطعام، وضعته أمامهم و نهضت براء حتى تساعدها وقالت:
– تسلم ايدك يا ماما .. روحي ارتاحي دلوقتي أنتِ تعبتي النهاردة
– ماشي يا حبيبتي .. بس لو احتاجتوا حاجه أنا صاحيه
ثم نظرت إلي حنين وقالت:
– حبيبتي البيت بيتك ها مش عايزاكي تتكسفي مننا
– ربنا يباركلك شكرا
أبتسمت فاطمة وذهبت الي غرفتها، نهضت براء من مكانها و كانت ستذهب الى إحدى الغرف لترتبها حتي تنام بها حنين ولكنها أمسكتها من يدها لتوقفها، أردفت:
– أستني أنتِ رايحه فين .. أنتِ مقولتليش ايه اللي حصلك بعد ما مشيتي من الدار

 

 

أبتسمت براء وقالت:
– معقول هنخلص كل الكلام النهاردة ولا إيه .. انا عايزاكي تنامي و ترتاحي و بكره نتكلم .. يلا
نهضت حنين و معها براء واتجهت الي إحدى الغرف حتى تقيم فيها، نظرت حنين حولها برهبه ثم جلست على السرير بتوتر فقالت لها براء:
– أنا في الاوضة اللي جمبك لو احتاجتي أي حاجه تعاليلي
– انا مش مصدقة اللي بيحصل معايا .. من كام ساعه بس مكنتش عارفه هعمل ايه و هفضل ابات في الشارع لحد امتى .. لو حد جالي قبل كام ساعه و قالي اني النهاردة هنام في بيت وانا مش سقعانه مكنتش هصدق .. أنتِ ظهرتي منين يا براء!
أبتسمت براء و جلست بجانبها ثم قالت:
– محدش عارف تدبير ربنا هيوصلنا لفين .. ربنا ليه حكمته في كل حاجه بتحصل معانا .. انا عايزاكي تهدي و تنامي دلوقتي عشان أبنك محتاجك .. يلا تصبحي على خير ..
ثم خرجت من الغرفة و تركت حنين بمفردها، ترقرقت الدموع في عيون حنين و تركت ابنها على السرير و سجدت على الارض و ظلت تبكي بانهيار، و كأنها كانت تنتظر تلك الفرصه حتي تخرج كل ما بقلبها، سمعتها براء و هي تبكي ولكنها تركتها، لم تكن الدنيا راحمه حتي مع هذا الملاك الصغير ..
في اليوم التالي، استيقظت براء باكراً بنشاط على غير عادتها كل يوم و ذهبت الي حنين بسرعه و معها بعض الملابس من خزانتها لتجدها تطعم أبنها، وعندما رأتها كانت سوف تنهض من مكانها ولكن براء منعتها و جلست بجانبها، أردفت:
– لا ارتاحي .. أنا جيت اطمن عليكِ بس .. اتفضلي
ثم مدت يدها بالملابس لتمسكها حنين بتساؤل:
– ايه دول؟
– قومي خدي دش و غيري هدومك كده عشان هنخرج
جرى الخوف في أوصال حنين لتقول:
– هتمشوني! انا عملت حاجه طيب والله ما قربت من حاجه طول الليل
نظرت لها براء بصدمة وقالت:
– إيه اللي أنتِ بتقوليه ده! لا طبعا
أحست براء بمدى رهبه حنين فجلست بجانبها وقالت:
– حنين حبيبتي .. أنا عارفه أنك شوفتي كتير بس خلاص والله .. انا من النهاردة معاكي و كل حاجه هتبقى كويسة .. وعد مني اعيشك احلى سنين عمرك مفيش زعل ولا عياط ولا قهر تاني .. هفضل معاكي لحد ما تبني نفسك واحده واحده .. بس بلاش تخافي أرجوكي احساسك ده بيقتلني
أبتسمت حنين بدموع وقالت:
– انا أسفه يا براء بس غصب عني .. شوفي كل كلامك ده و برضو خايفه انا مبقتش بعرف أحس بالأمان
– انا هعلمك يا ستي .. انا كمان كنت زيك كنت فاكره أن كلها فتره و ماما فاطمه و بابا جمال يتخلوا عني .. بس اديني معاهم بقالي سبع سنين أهو

 

 

نظرت لها حنين بتساؤل فقالت براء:
– عارفه انك مستغربه مين دول .. دي حكايه طويلة اوي نبقى نحكيها في الطريق قومي يلا عشان اعرفك على بابا جمال أنتِ مشوفتيهوش أمبارح
أبتسمت حنين و نهضت من مكانها و حضنت براء، قالت:
– شكراً أوي يا براء .. أنتِ اللي ليا في الدنيا أرجوكي اوعي تتخلي عني أنتِ كمان
– خليكي واثقة فيا
تنهدت حنين براحه ثم ذهبت لتبدل ملابسها المتسخه من الشارع ..
عند يامن ..
في الصباح الباكر، استيقظ يامن بقلق وسرح في أفكاره كان بُعد كريم عنه يزيد لحظة عن لحظة و كأنه ليس صديق عمره، ظل هذا الإحساس بداخله حتى هذا اليوم و قرر أن يواجه صديقه بما يشعر به فليس من عادته أن يخبئ عنه شيئاً لفترة طويلة، جهز نفسه واتصل به ليرد عليه كريم:
– الو
– عايز أشوفك ضروري
– وانا كمان .. كنت لسه هكلمك
– كويس
– نتقابل في المكان بتاعنا اللي على الكورنيش .. كمان ساعه
– اشمعنا كمان ساعة؟
هروح اطمن على ملك قبل ما اجيلك عشان كنت عند ياسر
صمت يامن للحظات وزاد تساؤله عن سبب قرب كريم من ياسر تلك الفترة، أردف:
– تمام يا كريم .. هستناك
أبتسم كريم ثم خرج من المكان واتجه الي بيته ليجد والدته مع ابنته تلاعبها، ذهب إليهم وحمل هو أبنته واتجه بها الي غرفتها و ظل يلعب معها لوقت طويل حتى أحست هي ببعض النعاس فحملها بين يديه ووضعها في سريرها وقبلها من جبينها، أبتسمت الفتاه الصغيرة ببراءة ثم غطت في نوم عميق و خرج كريم من غرفتها و من البيت بأكمله واتجه إلى المكان الذي سوف يقابل فيه يامن، وبعد ساعات وصل إليه ليجده جالس بهدوء، جلس بجانبه وساد الصمت للحظات حتى قال كريم:
– عارف أنك زعلان مني
– كويس أنك حاسس أنك قصرت في حقي
– أنا عارف .. بس غصب عني يا يامن
التفت له يامن بعصبية وقال:
– غصب عنك أزاي يا كريم! انت فجأة بعدت عني ولا بقيت تتكلم معايا حتى كل كلامك بقى مع ياسر .. أنت مش شايف أن ده غريب شوية
– احنا بينا شغل عشان كده كلامنا الفتره دي زاد
– ميخصنيش السبب يا كريم أنا ليا بيك أنت .. أنت اتغيرت فجأة أنا عملتلك حاجه طب؟
– لا اكيد
– طيب ليه بتعمل كده .. أنا مبقتش فاهم حاجه وشغل ايه اللي مع ياسر وانا معرفهوش
– تبع الشركة
– الشركة اللي هي اصلا بتاعتنا! كريم هو أنت مخبي عني حاجه؟
– هخبي عليك إيه يا يامن
– طيب اومال في إيه .. حاسس إنك عارف حاجه ومش عايز تقولي
– الموضوع مش كده .. أنا آسف حقك عليا بس بجد أنا مكنش قصدي تزعل مني ولو أنت مش غالي عليا مكنتش جيت لحد هنا .. خلاص بقى
صمت يامن للحظات فقال كريم بمزاج:
– طيب تعالى نروح نتغدى في المطعم اللي أنت بتحبه
– مليش نفس
– قوم بقى متبقاش رخم .. أنا اللي عازمك متقلقش
– لا والله .. متشكر يا سيدي
نظر له كريم للحظات فابتسم يامن رغما عنه و صافح صديق عمره و نهض الإثنان من مكانها بعد أن تم صلحهما، استقلوا السيارة و انطلق بها كريم نحو أحد المطاعم وفي تلك الأثناء صدع هاتف كريم رنينا وكان في جيبه فحاول أن يخرجه من جيبه

 

 

ويرد عليه فقال يامن:
– حاسب يا كريم مش وقت مكالمات دلوقتي
– ممكن تكون مكالمه مهمه أستنى
وأبعد نظره عن الطريق لحظة حتى يخرج هاتفه، وفجأة ظهرت شاحنه كبيرة في الطريق واحدثت ضجه عالية فصرخ يامن:
– حاااسب!!!

يا ترا ايه اللي هيحصل؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقدار بلا رحمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى