روايات

رواية أقدار بلا رحمة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة البارت الثاني والعشرون

رواية أقدار بلا رحمة الجزء الثاني والعشرون

رواية أقدار بلا رحمة
رواية أقدار بلا رحمة

رواية أقدار بلا رحمة الحلقة الثانية والعشرون

– الست عاليا والدة حضرتك تعبانة والاسعاف جت أخدتها من شوية
انتفض يامن من مكانه وقال:
– إيه!! ليه حصل إيه
– معرفش يا بيه والله هي راحت على المستشفى علطول
– هو جرالها إيه مش فاهم
– أنت عارف يا بيه أنها بتحب تجري شوية كل يوم الصبح .. النهاردة وهي خارجه لقيتها تعبانة شوية قولت أطمن عليها لقيتها وقعت في الأرض مصبرتش والله أتصلت بالإسعاف علطول .. أنا قولت ابلغك عشان تكون عارف يا بيه ربنا يباركلك في عمرها
– تمام تسلم يا عم متولي .. مستشفى إيه اللي راحتها
– اللي قريبة من البيت هنا مش فاكر أسمها والله
– خلاص عرفتها
ثم أنهى يامن معه المكالمة ونهض من مكانه سريعاً وبدل ملابسه في ثواني، شعرت به براء فنهضت هي أيضاً من نومها وعندما وجدته بكل هذا القلق قالت:
– في إيه مالك؟
– أمي تعبانة جداً وفي المستشفى

 

 

انتفضت براء من مكانها وقالت:
– نعم! ليه مالها
– معرفش يا براء هروح أشوف مالها
– أستنى أنا هاجي معاك
– لا خليكي أنتِ
– لا .. هاجي معاك أنا كمان عايزه أطمن عليها
نظر لها يامن للحظات ولم يتمكن من منعها، بدلت براء ملابسها وتركت ملك مع فاطمه وجمال وخرج الإثنان وذهبوا إلى المستشفى حتى يطمئنوا على عاليا، وعندما وصلوا إليها ظلوا يبحثون عنها لدقائق حتى وجدوها بأحدى الغرف نائمه بتعب، اتجه يامن و براء إلى الطبيب المسؤول من حالتها و قال له :
– لو سمحت ممكن تطمني علي والدتي .. حصلها ايه؟
– الحمدالله ربنا سترها .. والدتك كانت داخله على أزمة قلبيه بس بستر ربنا لحقناها قبلها
– طيب ممكن أدخل أطمن عليها؟
– أكيد .. هي حالياً بترتاح بمجرد ما تتحسن هسمحلها تخرج بس مش هوصيك برضو .. خلي بالك منها المره دي ربنا سترها المره الجاية مش عارف إيه اللي ممكن يحصل
– لا بأذن الله مش هيحصلها حاجه تاني .. متشكر جداً يا دكتور
– العفو
دلف يامن ومعه براء إلى غرفة والدته، ظلت براء واقفه عند باب الغرفة ودخل يامن و عندما شعرت به عاليا فتحت عيونها و نظرت له بحزن، نظر يامن إلى والدته ولأول مره يراها بتلك الحالة، وجهها الشاحب وعظام وجهها التي بارزة ودموعها التي ظهرت في عيونها ما أن رأته، أتجه إليها بحزن وجلس أمامها، ظل يطالعها للحظات ثم أمسك يدها وقبلها، وأردف :
– حقك عليا
– كده يا يامن .. أسبوعين متسألش عليا ولولا اللي جرالي ده ولا كنت هتسأل عني برضو
– انا ببقي عايز أكلمك واجيلك بس أنتِ اللي عامله حدود بينا من ساعة ما اتجوزت
و كادت عاليا أن ترد و لكن في تلك اللحظة دخلت براء من عند باب الغرفة و عندما رأتها عاليا انتفضت من مكانها و قالت :
– أنتِ ايه اللي جابك هنا!
نظرت براء ليامن و قالت :
– ممكن تسيبني معاها شوية .. بعد اذنك
طالعها يامن للحظات ثم استجاب لها و خرج من الغرفة و جلست براء أمام عاليا الذي ظلت تطالعها بقلة حيله ثم قالت:
– جايه عشان تشمتي فيا وأنا في الحالة دي مش كده
– أنا جيت عشان أطمن عليكِ .. مليش ذنب بشعورك اتجاهي بس أنا كان لازم أطمن عليكِ
– أنتِ السبب في شعوري ده .. أنتِ سرقتي أبني مني من زمان أوي
– أنا عمري ما أسرق منك أبنك .. وحتى لو عايزه مش هعرف لأنه حته منك وأنا مقدرش أعمل كده
– أنا قولتلك إني مش هقبلك .. وافقتي واتجوزتيه ليه
أبتسمت براء بحزن وقالت:
– عشان بحبه .. عشان مش قادرة أشوف غيره أب لأولادي .. أنتِ من زمان مش عايزاني ولا حباني لمجرد بس اني اتربيت في ملجأ .. رفضاني لمجرد أن مليش عيله ولا أهل .. رفضاني عشان شايفه أني أقل من ابنك بمراحل

 

 

صمتت براء للحظات ثم أكملت :
– أنتِ أذتيني نفسياً .. عارفه يعني إيه توصلي حد أنه يكره نفسه لمجرد أنه اتظلم .. أبويا ظلمني وأنا صغيره لأنه مكنش عايز بنت .. كان عايز ولد يشيل أسمه .. وأمي ظلمتني لما فكرت في نفسها وبس ولو كنت فضلت معاهم مكنتش هبقى كويسه نفسياً .. الخطوط اللي بمشي عليها في حياتي هي من تدبير وكرم ربنا .. في خلال السبع سنين دول رزقني بعيله تانيه أحسن من أهلي الحقيقين .. و بقيت ناجحة في شغلي جداً .. و للأسف مهما أعمل برضو مش هتشوفي مني غير براء البنت اليتيمة
طالعتها عاليا للحظات بصمت فقالت براء:
– لينا كلام كتير لسه .. بس لما تقومي بالسلامة .. عن أذنك
قالت براء تلك الجملة وخرجت من الغرفة ليبدأ عقل عاليا بالتفكير في كل كلماتها، وعندما خرجت براء أتجه إليها يامن وقال بقلق:
– قالتلك حاجه؟
– مفيش حاجه يا يامن .. أنا كنت عايزه أطمن عليها بس
طالعها يامن للحظات ثم قال:
– براء .. أنا أول مره أشوف أمي بالحالة دي .. أنا فعلاً قصرت معاها بس غصب عني أنا عارف أنها مش هتقبلك عشان كده كنت بحاول نبعد عن أي مصدر يأذينا .. بس أنا مش هقدر أكون بعيد أكتر من كده أنا أمي محتاجاني .. مهما كان اللي حاصل بيني و بينها بس مينفعش اسيبها بالحالة دي
صمتت براء وظل يامن يطالعها بتساؤل ينتظر ردها على كلامه حتى قالت:
– عارف أنت لو مكنتش قولت كده دلوقتي .. أنا كنت تخاف على نفسي
– يعني إيه؟
أبتسمت براء وقالت:
– اللي ملهوش خير في مامته ملهوش خير في حد .. مهما كان إيه اللي حاصل بينكم
أبتسم لها يامن وعانقها بحب، وبعد أيام تحسنت عاليا وسمح لها الطبيب أن تخرج ولكن يامن صمم أن تبقى في بيته تلك الفترة حتى يهتم بها أكثر وسوف يترك لها حريه الاختيار فيما بعد، رفضت هي في البداية ولكنها وافقت في نهاية الأمر، لا تنكر أن لديها فضول لتعرف كيف تسير حياة أبنها بدونها وهي مثل أي أم تريد أن تطمئن عليه، خرجت عاليا من المستشفى برفقة يامن وبراء وكانت تجلس في السيارة بصمت تام حتى وصلوا وبمجرد أن صعدوا لشقتهم حتى سمعوا صوت صياح عالي و فرحه من فاطمه و قد فزعت عاليا في البداية و ابتسم يامن وبراء، اردفت فاطمه:
– ألف حمدالله علي السلامة يا عاليا يا حبيبتي .. مينفعش تكوني كده مش بتاخدي بالك من نفسك ليه كده تقلقي يامن عليكِ
نظرت لها عاليا بتعجب وقالت:
– مين دي؟!

 

 

ضحك يامن وقال:
– دي ماما فاطمه .. في مقام والدة براء و أكتر
نظرت لهم فاطمه بدهشة وقالت:
– يوه .. أنتوا لسه هتتكلموا الاكل هيبرد يلا .. عملتلكم شوية أكل من تحت ايدي إنما إيه هتحبوه اوي
اتجهت اليها براء و قبلت يدها وقالت:
– أنتِ تسلم ايدك يا ست الكل .. اكيد هنحبوا و هو أنتِ بتعملي حاجه وحشه برضو
– ماشي كلي بعقلي حلاوة
ضحك الجميع وكانت عاليا تنظر لهم بدهشه و تعجب، هي لم تشعر يوماً بدفيء العائلة كما شعرت به بمجرد أن دخلت إلى الشقة، جالت بنظرها في المكان وأبتسم لها يامن فنظرت له للحظات وصمتت، وخلال فتره بقائها معهم كانت براء تهتم بها كثيراً رغم كل الكلمات التي كانت تسمعها من عاليا، ورغم عصبيتها عليها في تلك الأوقات إلا أن براء تحملت كل هذا و ليس من أجل يامن، بل لأنها أرادت أن تزيل المسافات بينهم، و في إحدى المرات كانت عاليا جالسة في الشرفة غارقة في أفكارها وتتذكر كل شيء رأته منذ أن دخلت إلى هذا البيت، تذكرت إهتمام براء بها و بعائلتها، تذكرت اهتمامها بعملها والإخلاص له رغم كل تلك الضغوط، تذكرت معاملتها الطيبة ليامن، وأخر شيء تذكرت معاملتها الجميلة من فاطمه وجمله واحدة خرجت منها وهي:
– ست غريبة عنها و بتعاملها بالحنية والطيبة دي .. وأنا أم جوزها مش كده معقول كان العيب فيا .. معقول أنا اللي كنت غلط .. لو كنت حنينه عليها من البداية معقول كانت تعاملني زي فاطمه كده
وفي تلك اللحظة دلفت إليها براء و بيدها علاجها وقالت:
– ده ميعاد الدواء اللي قبل الأكل أتفضلي .. شوية والأكل هيكون جاهز وعندك
أخذت عاليا الدواء منها و تناولته و جاءت براء لتخرج و لكنها توقفت حين أمسكت عاليا يدها، ألتفتت براء بتساؤل لتجد الدموع بعيونها ولأول مره تراها براء تبكي، مسحت دموعها بقلق وقالت:
– في إيه مالك .. حاسة بحاجه وجعاكي؟
– أيوه .. قلبي واجعني
– ثواني هتصل بالدكتور وهجيلك
أمسكتها عاليا مره أخرى وقالت:
– الدكتور مش هيقدر يداوي وجعني .. أنتِ اللي تقدري
– أنا؟!
صمتت عاليا للحظات وقالت:
– أنا ظلمتك كتير وجيت عليكِ .. أنا عايزه اقولك أني أسفه على كل حاجه عملتها معاكي وأتمنى تسامحيني .. أنا أسفه لو اذيتك في يوم بس أنا كنت معميه عن الحقيقة .. وهي أن الإنسان مش عيله و فلوس و مركز .. في حاجات تانيه أهم من كل ده .. أنا وافقت أني أجي هنا عشان أشوف أبني مبسوط ولا لا .. وأنا اتوجعت لما لقيتني كنت حرماه من كل الاستقرار ده .. أنا كنت قاسيه عليكِ أكتر ما دنيتك قاسيه بس أنا كنت فاكره أن ده الصح .. كنت فاكره أنك مش مناسبه ليه .. حقك عليا
أبتسمت براء بدموع وبدون أي كلمات عانقتها بحب لتنصدم عاليا أكثر من ردة فعلها و أدركت أنها فعلت الصواب، أبتسمت وعانقتها ولأول مره ودلف يامن عليهم في تلك اللحظة ليجدهم هكذا، ظل واقف مكانه للحظات لا يعرف هل ما يراه حقيقي أم لا واقترب منها أكثر لتبتعد براء عن عاليا قليلا، نظر لهم يامن بعيون متسعة و أردف :
– اللي أنا شوفته ده بجد! أنتِ حضنتيها

 

 

أبتسمت عاليا وقالت:
– أيوه .. من النهاردة براء بقت بنتي وأنا هحاول أصلح حتى لو جزء صغير من اللي أنا عملته معاها .. أنا كل اللي يهمني أنك تكون مبسوط يا يامن أنت أبني .. يمكن كانت طريقتي غلط في الأول بس خلاص العمر بيجري وأنا مش عايزه أموت وأنت بعيد عني
قالت براء:
– بعد الشر عليكِ بلاش الكلام ده
أبتسمت عاليا و أردف يامن بصدمه:
– ده بجد! يعني خلاص كده مفيش صراعات تاني ولا خناق تاني .. بجد والله العظيم
ظل يامن يكرر تلك الكلمات بصدمه و فرحه كبيره لا يصدق أنه وأخيراً حصل على ما كان يتمناه منذ سنوات وعندما وجدت عاليا كل تلك الفرحة بعيونه أبتسمت و عزمت على أن تعوضهم وتعوض نفسها عن ما فاتها كل تلك السنوات، ظل يامن يهتف بحماس حتى اتجهت إليه براء و قالت:
– من النهاردة حياتنا كلها هتبقى سعادة وبس
ثم نظرت إلى عاليا وقالت:
– صح مش كده
أومأت عاليا برأسها وفي تلك اللحظة دلفت إليهم فاطمة وحنين ومعهم ملك، نظرت حنين بفرحة يامن وقالت بتساؤل:
– أيه ده هو في إيه؟
قالت يامن:
– في أن خلاص من النهاردة مفيش صراعات تاني ولا بُعد تاني .. ماما اتقبلت براء
نظرت له حنين بعيون متسعة وقالت:
– بجد!! يعني خلاص كده
أومأ يامن برأسه بفرحه فضحكت فاطمة واتجهت إلى عاليا وقالت:
– حمدالله على السلامة كنتِ محتاجه كل ده عشان تتقبليها دي براء زي العسل تتحب بسرعه بس مش مشكلة المهم انكم بقيتوا حلوين سوا هاتي حضن
ثم احتضنتها بسرعه وابتسمت عاليا رغماً عنها، ولأول مرة ترى شخصية لطيفة كشخصية فاطمة تلك لم تنكر أنها تدفعها للضحك في بعض الأحيان، نظر يامن إلى براء بحب واحتضنها بفرحة كبيرة وهمس لها:
– حُبنا انتصر .. اتغلبنا على العالم وبقينا لبعض يا براء .. بقينا عيلة وكل العقبات اللي كانت في طريقنا راحتي خلاص .. أنتِ بقيتي مراتي حتى أمي اتقبلت وجودك في حياتي خلاص
أبتسمت براء وترقرقت الدموع في عيونها وقالت:
– كل ده بفضل كريم بعد ربنا أكيد .. هو اللي جمعنا ووفى بوعده معايا .. الواحد عدى عليه أيام صعبه وكنت فقدت الأمل من كل حاجه لو حد جالي قبل فتره وقالي إني هتجوزك في الأخر مكنتش هصدق
أبتسم يامن وقال:
– حلمنا بقى حقيقي أهو
صمتت براء للحظات ثم قالت:
– بس أتصدق فيك شبه فعلاً من بطل مسلسل حب أعمى
– نعم؟
– لا متاخدش في بالك
ضحك الإثنان ولاحظت براء شرود حنين فاتجهت إليها وقالت:
– حنين .. مالك في ايه؟

 

 

– لا مفيش حاجه .. محمد أبني بيعيط هروح أشوفه
وقبل أن تتحرك قالت براء:
– أنتِ متأكدة؟
– أيوه يا براء
ثم ذهبت من أمامها بسرعه، توقفت براء مكانها بتعجب ثم عادت إليهم مرة اخرى، عادت حنين إلى غرفتها وأغلقت على نفسها! ترا ماذا حدث لها؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقدار بلا رحمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى