روايات

رواية أغصان الزيتون الفصل السابع والسبعون 77 بقلم ياسمين عادل

رواية أغصان الزيتون الفصل السابع والسبعون 77 بقلم ياسمين عادل

رواية أغصان الزيتون الجزء السابع والسبعون

رواية أغصان الزيتون البارت السابع والسبعون

رواية أغصان الزيتون
رواية أغصان الزيتون

رواية أغصان الزيتون الحلقة السابعة والسبعون

||^ أغـصان الـزيتـون ^||
الفصل السابع والسبعون:-
الجُـزء الثـاني.
“وقد اخترتُها لتكون جيشي الوحيد.”
____________________________________
كان يتطلع لمعالم شُقته التي عاش فيها لسنوات، هي بالفعل محفورة في ذهنه؛ لكنه يحن من الآن لكل زواياها، حتى قبل أن يفقدها تمامًا بكامل إرادتهِ. أخفض “راغب” عيناه ونظر نحو مالك العقار، ثم انتقلت عيناه إلى المالك الجديد الذي اشترى منزله رسميًا وبسعر زهيد للغاية، وقال بنبرةٍ خاملة :
– أنا هشيل العفش بكرة الصبح، وحضرتك تقدر تيجي تستلم المفاتيح الجديدة آخر النهار.
– براحتك خالص ياأستاذ راغب، كده كده أنا مش هنتقل على طول.
نهض “راغب” وهو يختم حديثه ممتنًا :
– شكرًا.
صافحهم وسار أمامهم حتى بلغ الباب وفتحه :
– مع السلامة.
أغلق الباب من خلفهم، وعاد متخطيًا خطوات أقدامه بعجالة حتى بلغ غرفة نومه، فـ ضاق عليه صدرهِ من جديد، وعيناه تتجول في كل مكان كانت فيه، باتت شُقته مصدرًا للوجع من بعد فقدانها، لا سيما إيجاد رأسها المفصول في غرفته أيضًا، فـ حُرّم عليه النوم أو الراحة، بل أن حياتهِ تحولت للجحيم بعينهِ منذ ذلك اليوم المشؤوم. فتح حقيبته الفارغة وبدأ يضع ملابسه فيها بعشوائية مفرطة، وما أن امتلأت حتى تركها وفتح أخرى لـ يملأها أيضًا، وظل وضعه هكذا ما بين حركات عجولة مسرعة يريد بها الخلاص من هُنا بأسرع وقت.
***************************************
فتحت “سُلاف” باب السيارة وترجلت منها، ثم نظرت لسيارة الحرس الخاص بها، لتراهم مصطحبين “زيدان” إليها وهو يندفع بحركات متهورة للتخلص منهم، فـ زجرتهِ بنظراتٍ حامية وهي تهدر فيه :
– أخـــرس بــقـى صدعـتنـي!.. مش ده وليّ نعمتك اللي لازقله بقالك شهرين!.. ولا وقت دفع الفواتير كله بيهرب!.
رمقها “زيدان” مستنكرًا، وقد تفاقم غضبه حتى بلغ ذروته :
– ده انتي ولية قادرة، بعد كل المصايب اللي وقعتي الراجل فيها جاية تكلميني أنا عن الفواتير، صحيح إنك ولية بجحة.
هوت على وجههِ بصفعةٍ من أصابع رفيعة طويلة أصابتهُ بألمٍ بالغ، فـ جحظت عيناه مذهولًا من تجبرها ذلك، ليس هذا فحسب، بل أن أحدهم سدد له لكمة في منتصف معدتهِ جعلته ينحني متألمًا مُطلقًا صرخة عالية، فأشارت “سُلاف” إليه كي يتوقف :
– خلاص، خده معاك لحد ما نروح النيابة الصبح زي ما اتفقنا.
لم يكن “زيدان” في حالٍ يسمح له بالمقاومة، فتلك الضربة أخرست لسانهِ بالكامل وأصابت معدتهِ بتوعك حاد، فـ انجرّ معهم بسهولة حينما كانت هي واقفة بإستقامة تتطلع إليهم، فسألها “عِبيد” :
– هتعملي إيه لو مرضيش يتكلم قدام النيابة؟.
كانت واثقة للغاية وهي تجيب :
– هيتكلم يا عِبيد، أنا بفهم في البني آدمين كويس.
والتفتت كي تدخل لمنزلها، استعدادًا ليوم لن يكون سهلًا، ستضطر فيه للتخلّي عن حقدها كي تحقق العدل الذي عاشت محرومة منه، وقد أقسمت أن تعيش فقط من أجل تحقيقه.
**************************************
كان مُستلقيًا على فراشهِ، مُدثرًا بالغطاء الثقيل لئلا يتسرب إليه الهواء البارد فـ يرجف بدنهِ من جديد، فـ دخل عليه ولدهِ بعدما طرق الباب، وفتح إضاءة الغرفة بيسأل بعدها :
– انت نمت يا بابا؟.
تزحزح “مصطفى” قليلًا ليترك ظهرهِ مرتخيًا على الوسادة الطرية، ودعاه للدخول :
– تعالى يا راغب، كنت مستنيك.
دخل “راغب” وجاوره جلسته على الفراش، وقبل أن يهمّ بالتحدث كان “مصطفى” يسأله :
– عملت إيه يابني؟ بيعت شقتك خلاص؟.
أومأ “راغب” إيماءه مجيبة دون أن يفتح فمه، ثم زاغت عيناه بعيدًا على الفراغ قبل أن يسأله بترددٍ :
– ليه مأنقذتش يسرا يابابا؟؟.
والتفتت عيناه تنظر لوالدهِ بنظراتٍ معاتبة، وتلك الغمامة الرمادية تظلل على أحداقهِ، مُنذرة بفيضٍ من الدموع :
– ليه تعمل معايا كده؟.. كان في إيدك تخليها تعيش واستكترت عليها ده ليه؟.
تنهد “مصطفى” مستثقلًا أنفاسهِ، وأجفل جفونهِ هنيهه وهو يجيب :
– مكنتش اعرف يا بني، والله العظيم ما كنت اعرف، ولا عمري هختار أوجع قلبك واشوف عنيك بتبصلي كده يا راغب.. صحيح أنا كنت مراقب يسرا وعارف تحركاتها، بس مخطرش على بالي أبدًا إن ده يحصل، والراجل بتاعنا مقدرش يكشف نفسه ويتدخل، كل اللي عمله إنه صورهم من بعيد، ودي الحسنة الوحيدة في اللي حصل، واللي خليتك قاعد قدامي دلوقتي.
أخفض “راغب” عيناه الناظرة لوالدهِ، وأردف بنبرةٍ اتشحت بالحزن :
– أنا محبتش غيرها، حتى وانا عارف إنها مستحيلة بالنسبالي، وانا عارف انها مع راجل غيري وشايلة اسمه، مقدرتش أمنع نفسي.
وعاد ينظر لوالده مستكملًا :
– الغلّ اللي كبر معايا لأبوها عمره ما منعني أحبها، بالعكس.. دي كانت هتبقى مكافئتي بعد ما ناخد كل اللي عايزينه.
ربت “صلاح” على ذراع ولده مهونًا عليه :
– ربنا يرحمها يا راغب، اللي حصل ده ولا كان بأيدنا ولا لينا فيه ذنب يابني، ده ذنب ناس بتخلصه ناس.
انتقلت نظراته الحامية نحو والدهِ وسأله بجديةٍ صارمة :
– انت شمتان فيها؟؟
رفع “مصطفى” عن نفسه ذلك الذنب قائلًا :
– حاشا لله يا راغب، ده موت يابني.. والبنت معملتش حاجه تستحق عليها الشماته، أنا بس بفكرك بجملة قولتهالكم زمان، الأبناء هما اللي بيدفعوا فاتورة الآباء يابني، ياعالم مين عايز يأذي أبوها وأخوها فـ عمل كده في البنت!.
توقدت عيناه بنظراتٍ محمومة، وتبينت فيها رغباتهِ الإنتقامية الغادرة، وهو ينطق بنذيرًا شديد اللهجة :
– مش هسيبه، أيًا كان مين السبب مش هرحمه.
لم يرغب “مصطفى” في الضغط عليه وهو في هذه الحالة، فـ تماشى معه حتى لا يؤجج نيرانهِ المُضرمة :
– طيب، هنعملك اللي انت عايزه بس خلينا نتكلم بعدين.. أدخل ارتاح ونام والصبح له عنين.
نهض “راغب” واقفًا للمغادرة :
– مش عايز، أنا هخرج في أي حته مش طايق أقعد في أي مكان.
خرج “راغب” سامحًا لوالده بمساحة من الإنفراد، فـ استخدم “مصطفى” هاتفهِ لإجراء مكالمة، يطمئن بها على الوضع بالخارج. انتظر قليلًا فلم يجد جوابًا حتى انتهت المكالمة، دقيقتين وكان يستقبل مكالمة منه:
– أيوة يا نضال!.. إيه اللي حصل عندك طمني.
**************************************
بدأ الصباح الباكر بالأمطار الرعدية والأجواء الغائمة، فـ حرصت “سُلاف” على إبقاء المدفأة قيد التشغيل، لضمان أجواء دافئة لصغيرها النائم في عمق. تركته في فراشه الصغير ونهضت تستعد لبدء اليوم، بعدما قضت ساعات الليل القصيرة ساهرة على قضيته، فـ بذلت فيها أقصى ما لديها من تفكيرٍ محنّك وإعداد منضبط من أجل ضمان تبرئتهِ، والخروج من عُنق الزجاجة إلى الملعب الواسع من جديد. غلفت “سُلاف” وجهها بطبقات التجميل بعدما ارتدت عدسات لاصقة قاتمة اللون، ثم وضعت معطفها على أكتافها وسحبت حقيبتها وخرجت، لتلقى “أم علي” بالخارج، فـ أرشدتها لبضع ملحوظات :
– خلي بالك من زين، المفروض ياكل بعد نص ساعة.
– حاضر.
– ومتقفليش الدفاية ولا تعليها، كمان متخرجهوش من الأوضة أحسن ياخد برد.
– حاضر.
انطلقت “سُلاف” للخروج، فقابلت “عِبيد” بالخارج وبرفقته “زيدان” وبعضًا من الحرس الخاص، فـ تسلطت نظراتها عليه وهي تردف بـ :
– أظن عِبيد فهمك هتعمل إيه وتقول إيه قدام النيابة.
شبك “زيدان” أصابعه معًا وهو يزجرها بنظراتهِ المستنكرة :
– عارف.
فـ أنذرته “سُلاف” للمرة الأخيرة، كي لا يفكر في إمكانية الهرب أو التملص منهم :
– عارف لو فكرت مجرد تفكير إنك تلعب عليا!.
فـ تدخل “عِبيد” بدورهِ :
– متقلقيش يا هانم، زيدان جدع ومش هيورط نفسه معانا.
ثم ربت على كتفهِ بشئ من الحدة وهو يسأله :
– مش كده يا زيدان؟.
تأفف “زيدان” وهو يشدّ على ياقته قائلًا :
– خلصنا يا بهوات، وحياة ربنا لولا أبو البشوات أنا مكنتش صبرت عليكم ولا جيت المشوار المنيل ده.
فتح له أحد الحرس باب السيارة الخلفي، فـ جلس “زيدان” وهو يتمتم بكلمات مبهمة، حتى صفق الحارس بابه وجلس في الأمام، حينئذٍ كانت “سُلاف” تستقر بسيارتها جوار “عِبيد”، لتسديد هدف جديد لم تكن تطمح به يومًا؛ ولكنه هدف أتى حتى عُقر دارها، مغلفًا على طبق فِضة.
**************************************
كان الليل قدّ حلّ عليه وفقًا للتوقيت الأمريكي، حينما جلس بداخل شرفتهِ الواسعة ذات الترف الشديد، هُنا في مقاطعة فرانكلين بولاية واشنطن الأمريكية. بحث قليلًا عن الأخبار الهامة التي تخص مصر، بعدما انقطع عن المتابعة لأيام متتالية، ليتفاجأ بتلك الصدمة التي باغته، وحوّلت لون بشرته للبهتان الشديد. اعتدل “حاتم” في جلسته وهو يتلقى عبر المواقع الإخبارية المصرية خبر موت طليقته وإتهام شقيقها بقتلها، مرتكزًا بكامل مداركهِ على قراءة تفاصيل الخبر ومتابعة أهم ما تم تداولهِ حول القضية، لم يكن مصدقًا لحينٍ من الوقت، حتى تلك التفاصيل المرعبة في القضية لم يتقبلها عقله في وقتها، وإنما استغرق الأمر منه بعض الوقت حتى استعاد كامل استيعابه. ترك “حاتم” الجهاز اللوحي وقد علقت عيناه على الفراغ، ثم نعض عن جلسته مستعينًا بعصاه الطبية التي لم يتخلى عنها بعد، ثم دخل للمنزل باحثًا عن هاتفهِ حتى وجده، وبدأ بإجراء مكالمة لمسؤولة مكتبهِ :
– Helen, I want to book an urgent ticket to Cairo “هيلين،أريد حجز تذكرة سفر عاجلة للقاهرة”
صمت للحظات ثم تابع :
– Hurry up. “استعجلي الأمر”
أنهى مكالمته وترك الهاتف جانبًا، وبدأت رأسه تدور في العديد من المحاور، العديد من الأمور التي فكر فيها في آنٍ واحد، أولها من الذي تجرأ على قتلها بذلك الشكل الشنيع المرعب إن لم يكن هو فاعلها إذًا من الفاعل؟!.
***************************************
كان “صلاح” يتآكل من الداخل، وهو يرى تلك البغيضة التي يكرهها أمامه، بل وسيكون لها الأولوية للدخول أمام النيابة بجوار ولده، بعد كل ما فعلته لتلك العائلة!. رمقها “صلاح” بعدوانية مفرطة وسألها :
– أنا مش فاهم عايزة إيه بالظبط من ابني!.. و بأي وش جاية تدافعي عنه دلوقتي؟
تلوت شفتيها مثيرة قمة استفزازه، ثم هتفت بثقة مبالغ فيها :
– والله أسأل ابنك، هو اللي صمم أنا أدافع عنه.. يمكن فهم أخيرًا إنكم لا تصلحوا للمحاماة.
رمت كلماتها ودخلت أمام النيابة برفقة “زيدان” ، تاركة إياه كتلة من اللهيب المشتعل على موقد لا ينطفئ أبدًا. ضرب “صلاح” كفًا على كفّ، واقفًا بعجزٍ غير قادر على التدخل، حينها كلن “شافعي قد أتى إليه وفقًا لطلبه، باديًا على وجهه علامات مريبة، فما أن رآه “صلاح” حتى سأله :
– في إيه يا شافعي؟.
سحبه “شافعي” بعيدًا عن الجميع، إلى زاوية لن يسمعه فيها أحد، وتردد حينما بدأ يخبره :
– أنا عرفت راغب وحمزة متخانقين ليه.
تشوّق “صلاح” لمعرفة السبب وراء ذلك الإنقلاب المريب بينهم :
– إيـه! ؟.
ابتلع “شافعي” ريقهِ مستثقلًا عرض الأمر عليه، فـ نهرهُ “صلاح” بعدما نفذ صبره :
– ما تنطق يا شافعي.
تنحنح “شافعي” قبل أن يسرد عليه بإيجاز :
– حمزة عرف إن راغب والمرحومة يسرا كان في بينهم موضوع كده.
تغضن جبينه بدون فهم، أو أن عقبه رفض فهم وضع مخزي گهذا، فسأله مرتابًا :
– يعني إيه موضوع؟ موضوع إيه اللي بين راغب وبنتي؟.
أجفل “شافعي” جفونه موضحًا :
– يعني.. تقريبًا كانوا بيحبوا بعض.
قبض “صلاح” على عنقهِ وقد انفرطت أعصابهِ گفرط حبّات الرمان، وهدر فيه بلا هوادة :
– إنت بتقول إيه ياحـيوان انت ؟؟؟
نظر “شافعي” من حوله بعدما التفتت إليهم الأنظار، ثم حاول تخليص نفسه من أيادي “صلاح” قائلًا :
– ده اللي عرفته انا ماليش دعوة.. تقدر تسأل حمزة نفسه وهو ميقدرش ينكر.
دفعه “صلاح” بأقصى قوته و مرّ، فـ ارتطم “شافعي” بالحائط ارتطامًا موجعًا كتم بداخله آثاره المؤلمة، بينما اندفع “صلاح” بالخروج من هنا متعجلًا، فتعقبته عينا “شافعي” الشامتة، وهو يهمس قائلًا :
– أشرب بقى يا راغب، صلاح هيعمل منك لحمة مفرومة غير صالحة للإستخدام الآدمي.
****************************************
كان أمر الإفراج عنه وضع طبيعي ومضمون بالنسبة إليها، بعدما جهزت دفاعها المتين عنه، مُثبتة بالدلائل أن لا علاقة له بقتل شقيقته، بجانب عدم وجود “زيدان” بالقاهرة حينما وقعت جريمة القتل، مما سهّل عليها إثبات عدم تورطهِ في الأمر، وبالتالي إنهاء شكوك النيابة حول تلك الصور المرسلة إليهم، والتي أثبتت “سُلاف” إنها مأخوذة من أكثر من شهر ونصف عن طريق تسجيلات كاميرات المحال التجارية، التي أثبتت اليوم والتاريخ الذي تقابل فيه “حمزة” و “زيدان” ، مما أكد عدم تعلق قتل “يسرا” المروع بكلا الطرفين. خرج “حمزة” رافعًا رأسه بشموخ، بينما عيناه مغلفة بطبقة لامعة برّاقة، وكأن الدموع تستعد وتتجمع من أجل الإنسياب على صدغهِ؛ لكنه يمنعها بصعوبة شاقة للغاية. وصل “حمزة” برفقتها وبرفقة المجند حتى بوابات الخروج، من أجل الترحيل على المخفر لإنهاء إجراءات الإفراج، ليرى من مسافة ليست بعيدة تجمع حشد من مصوري الصحف ومراسلي القنوات الإخبارية الشهيرة في انتظار الحصول على أي خبر يخصه. كانت فرصته السانحة، فـ اصطادها قبل أن تتبخر منه في الهواء، طوّق كتف زوجته بذراعهِ، وشدّها إليه في عنوةٍ، فـ حملقت “سُلاف” وهي تحاول الخلاص منه هاتفة :
– انت بتهبب إيـه؟.
ابتسم “حمزة” وهو ينظر إليها بتعمقٍ وقال :
– الصحافة على البوابة والعين علينا، ياريت تضحكي.
اغتصبت غضبها وكأنما تبتلع حبّة دواء مُرة، بينما تجمع الحشد من حولهم وأمطروهم بالتساؤلات المتتالية، فأجاب “حمزة” بدون إطالة :
– النيابة اتطلعت على المستندات والأدلة وتأكدت من براءتي والحمد لله، وأنا واثق إن العدالة هتاخد مجراها واللي عمل كده في أختي مش هيفلت من العقاب.
وجه أحدهم سؤاله له :
– صحيح إن سيادتك رفضت تدافع عن نفسك وأصريت إن زوجتك هي اللي تتولى المهمة دي؟
كان سؤالًا صادمًا بالنسبة لـ “سُلاف” التي تماسكت بصعوبة، بل والصدمة الأكبر هي جوابه الغير متوقع، خاصة وهو يضمها بذراعهِ لصدرهِ في صورة حميمية متوددة :
– أيوة حصل، أنا لما اخترت سُلاف تكون مراتي كنت عارف إني هتسند عليها في أيام زي دي، وهي دي ميزة إن الست بتاعتك تكون جيشك الوحيد.
وشددّ عليها أصابعه أكثر، وهو ينعتها بلفظ “الجيش الوحيد”، متيقنًا إنه ترك تأثيره عليها، تأثيرًا لن يزُل بسهولة مهما حدث.
**************************************

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية أغصان الزيتون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى