روايات

رواية أعادت لي هويتي (ليالي الفهد 2) الفصل الخامس عشر 15 بقلم سارة أحمد

رواية أعادت لي هويتي (ليالي الفهد 2) الفصل الخامس عشر 15 بقلم سارة أحمد

رواية أعادت لي هويتي (ليالي الفهد 2) البارت الخامس عشر

رواية أعادت لي هويتي (ليالي الفهد 2) الجزء الخامس عشر

رواية أعادت لي هويتي (ليالي الفهد2)
رواية أعادت لي هويتي (ليالي الفهد2)

رواية أعادت لي هويتي (ليالي الفهد 2) الحلقة الخامسة عشر

كانت جنه قد وصلت بأمان إلى أقرب نقطة وبعد وصولها بحوالى ساعه إستمعت لصوت احدهم عبر اللاسلكى يتحدث مع ضابط من الموجودين فى النقطه
ويخبره ان المهمه قد إنتهت ولكن للأسف انهت معها حياة الضابط المسئول عن الإقتحام وجنديان وإصابة آخرين .
صدمه ألجمت قلبها قبل لسانها ، غصة تملكت حلقها
صورته تحلق امام عيناه ولا تترك مخيلتها تتذكر أول يوم خطفت فيه ودلفت ذلك المكان ، كم كان الرعب يتملكها ويصيب قلبها ترتجف خوفا لمجرد علمها انها فى يد إرهابيين لا يعرفون الله ، أسهل ما لديهم هو قطع رأس احدهم كما تقطع رأس الدجاجه ، لا تهتز قلوبهم لتلك الجريمة البشعه .
ولكن دائما كانت ترى انه غيرهم ، تشعر بالراحة لرؤيته
فكان كلما جاءت عينيه عليها يزيحها بسرعه متمتما ببعض كلمات الإستغفار.
كانت دائما تعمل فى ذلك المكان تحت أنظاره ولاحظت انه يراقب كل الفتيات المخطوفات مثلها دون ان يرفع نظره لهن الا هى التى كان يجبر ان يتابعها من حين إلى آخر مع إلتزامه بالإستغفار .
حتى تلك الساعه التى رآها فيها من يدعونه الأمير فراج وانبهر بجمالها وقرر ان تكون ملكه ، استنجدت به بنظراتها كثيرا ، كانت دائما تخاف من نظرات الضابط أمل المعروفه فى تلك الخليه بأم عمار زوجة أبو عمار وعلمت من الفتيات ان اطلق عليهم ذلك الإسم لانهم لا ينجبون .
قرر زين فى تلك الساعه ان يكشف أوراقه وينهى مهمته بقتل فراج ومن معه وصولا إلى غالب رأس الحيه
تذكرت جنه لحظة وجودها معه بغرفة فراج وإبتسامته ومعاملته لها ، ظلت تبكى وتبكى ولم تعلم كم مر عليها من الوقت حتى وصلت السيارات والمدرعات إلى تلك النقطه ورأته جنه وهو ينزل من السياره ويسير بعيدا
شعرت ان قلبها تسارعت دقاته فرحا وليس حزنا وقلقا
كانت تتابعه أينما يذهب ولكنه كان فى عالم آخر
لا يشعر سوى بألم وفاة صديقه أمام عيناه
تكلف زين باعادتهم من أرض سيناء إلى القاهره وصعدوا واحده وراء الاخرى فى سيارات مؤمنه لرجوعهم وأثناء صعودهم وقعت عيناه عليها ووقفت لثوانى تتأمل ملامحه ثم صعدت إلى السياره .
بعد طلوع النهار كانت السيارات قد وصلت إلى القاهره
واختفى زين عن انظار جنه واتجه إلى مسكنه وبدل ملابسه ونظف جرحه وذهب إلى المستشفى ليتم تسليم جثامين الشهداء إلى اهلهم
كانت اللحظه صعبه عليه وعلى أهالى الشهداء ،
وقعت عيناه على سيده كبيره فى السن وزوجها الذي يرتدى جلباب فلاحى يقفون امام المستشفى ينتظرون استلام جثة شهيدهم وبجانبهم فتاه شابه على حالة من الصدمه لم تبكى ولكنها تنظر أمامها وكأنها غير واعيه لكل ما يحدث حولها
اقترب منهم زين يساندهم فى إبتلائهم
زين: البقاء لله وربنا يصبركم
هتفت السيده بصوت ضعيف وعيون إحمرت من البكاء
ابنى يا ساعدة البيه ، ابنى كان عريس
ثم أمسكت يد الفتاه وقربتها لها : ابنى كاتب كتابه على البنيه دى الاجازه اللى فاتت وكان نازل الجمعه الجايه يتجوز ويتهنى بعروسته ، عملتله الكحك والحلو كله ليلة امبارح ، جانى خبره وانا قاعده قدام الفرن عشان اسوى الكحك واوزعه عالناس ويفرحوا معايا
سيبت اللى فى ايدى وجيتله جرى لما جانى الخبر
عملاله كحك بالفرح والزغاريط عشان الناس يقولولى ألف مبروك وعقبال ما يملى عليكى البيت عيال
النهارده نوزعوه رحمه عليه ويقولولى ربنا يرحمه
هتف والد الجندى الشهيد : ابنى يا بيه كان سندى هو دا دونا عن عيالى كلهم اللى كان يقولى انى تحت رجليك يا أبا
الوحيد اللى كان مريحنى ويقولى انى عكازك يا أبا
كنت مستنى فرحته وروحت اشتريت جلبيه جديده عشان ألبسها فى فرحه واشرفه قدام زملاته
احتضن زين الرجل الكبير وهو يبكى بحرقه لا يعلم اذا كان يبكى صديقه ام يبكى ألم ووجع تلك العائله التى انقلب حالها ومنزلهم البسيط الذي انطفأت انوار الفرح به وتبدلت بصوان لعزاء عريس الجنه .
ذهب زين إلى عائلة الجندى الآخر والتى كانت عباره عن ثلاث فتيات ووالدتهن القعيده
زين: البقاء لله
ام الشهيد : الدوام لله
زين: انا مش عارف أقولك إيه
ام الشهيد: قول الله يرحمه يابيه ، ابنى مات شهيد
طول عمره كان شقيان على اخواته البنات من بعد ما أبوهم مات وسابهم ،وهو يا حبيبي مسابش شغلانه إلا واشتغل فيها من صغره ، كان حنين عليهم وكان سندهم وحاميهم رغم انه صغير ، بس مكانش حد يستجرى يبصلهم محبه فى أخوهم عشان عارفين ان محمود ابنى غلبان وطيب وواقف مع البلد كلها اللى بيزرع فى ارضه واللى بيبنى بيته واللى عنده ميتم ولا فرح كان محمود اول اللى يروحوا ويساعد كانه واحد منهم ، مفيش حد كان يقدر يبص لاخواته عارفين انه على قد طيبته وجدعنته دى راجل وبيخاف على اخواته وبيقفلهم وان حد زعلهم كان يهد الدنيا ، كان أحن عليهم منى ولو ابوهم الله يرحمه كان عايش مكانش بقا حنين عليهم قد محمود .
زين بوجع وعيون اصبحت جمرا من شدة حزنه : محمود مماتش ياست ام محمود ،وان كان هو مش موجود فربنا موجود وانا بعد ربنا ، مش هسيبكم وكل فتره هتلاقونى عندكوا بسأل عليكوا واى حاجه تحتاجوها انا موجود وتطلبوها كأنكم بتطلبوها من محمود بالظبط .
أم محمود : ربنا يباركلك يا بنى ويبارك فى عمرك ويردك لأهلك سالم غانم ما يوجع قلبهم عليك أبدا
زين: ربنا يباركلك ويتقبل دعاكى ويصبر قلبك عليه
ام محمود : آمين يارب يا ابنى .
ابتعد زين بعد ان جاءه اتصال من رقم غريب
زين: السلام عليكم
الآخر :لا سلام على كافر
إشتعلت النيران فى جوف زين ولكنه اجاب بهدوء عكس ما بداخله : اخلص وهات اللى عندك
الآخر : انا لن أرحمك يا كافر وستتمنى الموت مما سأفعله بك .
زين بلا مبالاه : الراجل إللى يبقى قد كلمته وانت لو راجل نفذ
الآخر: سأنفذ وسأقتلك ولكن بعد أن تسترد قواك بعد قتل صديقك الكافر
زين: لا ومستنى ليه لو راجل خلص عشان اروح لصاحبي
الآخر : ما ينقذك انى حرمت دمائكم أربعين يوما حدادا على أخى الذي قتلته ولكن بعد الأربعين يوم انتظر نهايتك بأبشع موته
زين: احنا بقا مش بتوع حداد احنا هناخد حقنا وقتى وقبل ما تنتهى فترة حدادك على الكلب اللى راح ، هيكونوا كلابك بيستعدوا لحدادك .
أنهى زين المكالمه ليصرخ الآخر بعلو صوته : سأقتله
بعد مرور أسبوع لم يخرج إبراهيم من مسكنه ولم يرى نور ولا اى شخص منهم سوى الخادم الذي يدخل له الطعام فقط
فى صباح يوم الجمعه خرج سليم من المنزل ليجد إبراهيم يقف فى شرفة غرفته
سليم : إبراهيم
إبراهيم: نعم !
سليم : مالك مش باين ليه ومش بتخرج من الاوضه ابدا ،مش هتصلى الجمعه ولا أيه ؟
إبراهيم بتوتر : اا الجمعه ا اه هصليها بعد شويه
سليم: تصلى ايه بعد شويه الجمعه مبتتأجلش
إبراهيم: اه اه ما انا عارف اناااا
سليم بتفهم : بتعرف تتوضي يا إبراهيم
إبراهيم بدون وعى : اه نور عرفتنى
سليم باستغراب: نور ! طيب اتوضي وتعالى يلا وبسرعه عشان الخطبه هتبدأ وبابا سبقنى
دلف إبراهيم ليتوضأ وهو لا يعلم عن ماذا يتحدث سليم واى خطبه هذه ولكنه نسي طريقة الوضوء وحاول تذكر كلمات نور وأسس الوضوء كما علمته حتى انتهى وخرج ارتدى ملابسه وذهب مع سليم إلى المسجد القريب من البيت .
ليجدا فهد يجلس بين المصلين يستمع إلى خطبة الجمعه
حين دلف إبراهيم ووقعت عيناه على فهد شعر بالقلق والتوتر ولكنه أشار لهم ان يجلسوا بجانبه ويستمعوا إلى الخطبه .
بدأ إمام الجامع فى إلقاء خطبة الجمعه والتى كانت تتحدث عن الإسلام والمسلمين وعن الإساءه إلى الدين الإسلامي وان تلك الفكره المصدره للغرب ولغير المسلمين ترجع إلى الارهابيين والمتطرفين وترجع أيضا لبعض المسلمين المتهاونين فى أمر دينهم وإبتعدوا عن ربهم واتجهوا إلى رفاهية الدنيا وسارت أكبر همهم
ونسوا أن هناك يوم الوعيد ، يوم سنحشر فيه جميعا لن ينفع امرئ شئ سوى عمله وقربه من الله
كيف أصبح الآن شباب المسلمين لا يعلمون شيئا عن دينهم اين نحن الآن وأين الصحابة أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كيف أصبح الشباب يرتدون ماحرم الله من ملابس تشبه ملابس النساء بألوانها وبريقها وما يفعلونه فى
رأسهم ويتشبهون بمن لا دين لهم ، والفتيات ايضا فى تلك الأيام كلما خلعت الفتاه ملابسها كلما أصبحت متحرره وذات مستوى ، علما بان منذ زمن كان الفقير هو من لايجد الملبس ويكشف لحمه اليوم الغنى هو من يكشف لحمه ، هناك الكثير من الذكور ولن نطلق عليهم رجالا، لان لا رجل يترك لحمه عرضة للناس ويفرح به ويتباهى فالديوث لا يدخل الجنة .
هل التكنولوجيا هى سبب فساد أخلاق أبنائنا ؟
نعم هى سبب فى فساد كل شئ
منذ زمن كانت العائله تجتمع ليتحدثوا ويتناقشوا ودائما يكون موضوع النقاش يخص الدين وكانت المعلومات تتبادل بشكل صحيح من الكبير إلى الصغير
كان هناك رجالا وليس ذكورا حين تصرخ احدى الفتيات من مضايقة أحدهما بلفظ يجتمع الناس لحمايتها ، اما اليوم تذبح فتياتنا وأبنائنا أمام الناس وكل من يقف يمسك هاتفه ليصور الحوادث ويصبح الأول انتشارا على مواقع التواصل الاجتماعي .
الغرب صدر لنا أفكاره السيئه وللأسف أصبحوا أولادنا يتعاملون بطريقتهم ، أصبحنا فى خطر والخطر يلاحقنا أينما نكون ويلحق صغارنا عبر الهاتف والإنترنت
اليوم يا أمة الإسلام يجب ان نقف يدا واحده لنصدر إسلامنا لكل العالم ، لنرفع من شأن ديننا ، لنوضح للناس ان ديننا برئ كل البراءة من إستهتار البعض منا
نرجو يا إخوانى ان نفعل ذلك قبل ان نتحدث ونبدأ بتغيير أنفسنا قبل غيرنا ، يجب علينا منع أطفالنا وابنائنا من الجلوس بالهاتف طويلا وان هناك أوقات معينه لذلك
الهاتف يكون مثل جريدة الصباح كل يوم نقرأها لوقت قليل وتترك
يجب على كل ام وكل اب تفريغ بعض الوقت لأبنائهم ومشاركتهم الحديث واخذ رأيهم فى بعض المواضيع الهامه التى يسمح لهم التحدث بها ، يجب علينا منع ابنائنا من افشاء كل أسرارهم على مواقع التواصل الاجتماعي ، بيوتنا ليست للعرض والاشهار امام الناس
فكم من عين قتلت وطلقت وخربت بيوتا ، وكم من فتاه فضحت بسبب صورها وافشائها لحياتها الشخصيه امام الجميع متباهيه بصورها وباب حياتها المفتوح لكل شخص ليكشف عن أدق تفاصيل حياتها .
إستمرت الخطبه إلى ان أذن الإمام مناديا لإقامة الصلاة
وقف إبراهيم بينهم يصلى بخشوع لا يعلم ما يجب قوله ولكنه يشعر بطمأنينه وهو بين يدى الله .
إنتهت الصلاه وسلم الرجال على بعضهم وجاء دور فهد أن يسلم على إبراهيم فنظر له قليلا ثم سلم عليه
وخارج المسجد وقف فهد مع شيخ المسجد وبعض كبار القريه .
عمدة البلد : مش تعرفنا بضيوفك يافهد يا ابنى
اشار فهد لإبراهيم الذي اقترب منه وهتف: دا إبراهيم يبقى قريبنا وكان عايش بره مصر ولسه راجع
شيخ المسجد: بسم الله اللهم بارك ، يعنى عايش بره مصر ومحافظ على دينه وصلاته ربنا يحميك يا ابنى
هنا تبدلت نظرة فهد لابراهيم لينظر ارضا وهو يرد على الشيخ
إبراهيم: شكرا يا شيخ
الشيخ : انا اسمى الشيخ عبدالله
إبراهيم: اتشرفت بيك ياشيخ عبدالله
الشيخ : إحنا اللى اتشرفنا بمعرفتك والبلد نورت بوجودك يا ابنى .
فهد: تسلم يا شيخ عبدالله .
ذهب إبراهيم مع سليم متجها إلى المنزل وهو يتلفت حوله يرى منظر جميل لكل هؤلاء الرجل يخرجون من المسجد بهدوء وعلى وجوههم ابتسامه بسيطه وهادئه تنم عن راحتهم بعد أداء تلك الصلاه ، ويرى ان كل منهم يعود إلى عمله ومحله الذي اغلقه ويفتحه مره اخرى
إبراهيم: انا كنت لسه هسألك ياسليم ليه كل المحلات مقفوله كدا ، بس اللى فهمته انهم قفلوها عشان الصلاه
سليم : طبعا ربنا سبحانه وتعالى قال فى كتابه العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)”
صدق الله العظيم
إبراهيم: يعنى كل الناس بيقفلوا محلاتهم ويخرج ا يصلوا ؟
سليم: هو دا المفروض انه يحصل وبيحصل فى قريتنا هنا قليل لما حد ميخرجش لصلاة الجمعه ، اما كمسلمين فى كل مكان اكيد بيكون فيه تقصير من بعض الناس .
أومأ له إبراهيم وهتف : سليم انا ممكن أطلب منك طلب؟
سليم: أكيد
إبراهيم: عايزك تعلمنى كل حاجه عن الدين الاسلامى ارجوك
سليم : يا سلام ، دا انا اللى أرجوك تخلينى اعلمك واكسب فيك ثواب
إبراهيم: ازاى يعنى ؟!
سليم يعنى كل ما اعلمك حاجه فى الدين وانت تعمل بيها انا هاخد عليها الاجر زيك بالظبط
إبراهيم : بجد !
سليم : طبعا وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)
إبراهيم بلهفه : خلاص يا سليم فى حد تانى هيعلمنى
شك سليم فى أمره وعن من يتحدث ولكنه اخفى ما يفكر به وضحك
سليم : ايه يا عم انت مستخسر فيا اخد ثواب فيك ولا ايه ؟
إبراهيم: لا بس فيه حد عايزه يعلمنى وياخد الثواب دا عشان هو يستاهله اوى وانا عايز اقدمله اى حاجه
سليم : عموما الدين مليان حاجات كتير حلوه تقدر تتعلمها وكل حرف بناخد اجر عليه .
إبراهيم: شكرا يا سليم
سليم: على ايه ا……
قاطعهم صوت فهد ينادى سليم
سليم : نعم يابابا
فهد : هات إبراهيم وتعالى على البيت عشان هنتغدى سوا
سليم: حاضر يا بابا
وبالفعل ذهب إبراهيم مع سليم متمنيا ان يرى نور التى مر أسبوع ولم يراها .
رحب به فهد وخرجت ليالى التى كانت ترتدى نقابها والدكتوره زينه التى كانت ترتدى جلباب وجلباب وحجاب هى الاخرى ورحبوا به وبعد قليل نزلت نور الدرج وهى ترتدى عباءه جميله باللون الأزرق وبها زركشات من اللون الأبيض وحجاب من نفس لون الزركشات فمن يرى جمالها وبرائتها فى تلك الملابس لا يصدق انها هى نفس الفتاه التى كانت تضرب بالأسلحه وتفجر سفن وتقتل رجالا يذكروا فى التاريخ بشرهم وقوتهم وتغلبت عليهم تلك الجميله .
تسارعت دقات قلبه وعلقت عيناه عليها لتحدق له نور ليبعد انظاره عنها والا قتله فهد و دفنه سليم فى الحال
ابعد إبراهيم نظره عنها بصعوبه حين وضع سليم يده على كتف إبراهيم وكأنه إنذار وهتف : تعالى اقعد يا إبراهيم.
جلس إبراهيم فى مكان معين وبعد قليل لاحظ خروج فهد وسليم ومعهم والدة نور إلى الخارج
إبراهيم بلهفه : نور
ذهبت نور اليه : ازيك يا إبراهيم
إبراهيم: مش كويس خالص يا نور ،انا جيت عشانك ومن وقت ما رجعت مشوفتكيش
نور : إتعود على كدا يا إبراهيم ، انا فى حياتك دلوقتى فتره وهتعدى .
إبراهيم: طيب ممكن على الاقل فى الفتره دى أقدر اشوفك فيها ، وتخليكى عند وعدك ليا
نور : وعدى
إبراهيم: مش قولتى قبل كدا انك هتساعدينى اتغير وانا بتغير ، عايزك تعلمينى كل حاجه عن الدين ، انتى الوحيده اللى رجعتينى هنا وقدرتى تغيرى أفكارى
ودايما بحس انى محتاج حد يفهمنى ويشجعنى
ومش هقدر أستوعب الكلام من غيرك .
نور : حاضر يا إبراهيم
ثم امسكت هاتفها واخرجت منه خط مصرى واعطته له هاتفه : امسك الخط دا وخليه معاك وانا هكلمك عليه من رقمى واى حاجه تحب تسألنى فيها إسألنى
كادت ان تذهب ولكنه أوقفها
إبراهيم: إستنى
وقفت نور فهتف إبراهيم: انتى جميله أوى فى اللبس دا
شعور غريب بداخلها ولكنها استحرمته وهتفت : شكرا
بس أول حاجه هعلمهالك هى غض البصر
إبراهيم: يعنى ايه ؟!
نور : يعنى متبصش لحاجه حرام
إبراهيم: حرام ازاى يعنى ؟ انتى حرام !
نور : أى واحده لا تجوز ليك حرام تبصلها ، افتكر كلامى معاك يا إبراهيم واحنا فى فرنسا
إبراهيم: بس انا مش قادر مبصش ليكى
لتانى مره يخترق قلبها بكلماته دون قصد
نور: على فكره لما تبص للحرام وانت قاصد ربنا مش هينولهولك وعمرك ما هتمتلكه وحتى لو امتلكته ربنا مش هيباركلك فيه ، لما عينك تيجى على واحده نزل عينك بسرعه واستغفر
إبراهيم: صدقينى عينيا مش بتيجى غير عليكى انتى بس وبتدور دايما عليكى فى كل مكان
يا الله من ذلك الإبراهيم وكلماته التى تطيح بقلبها وتسارع دقاته وتجعلها تجاهد نفسها الا يقع قلبها أسيرا لكلماته
نور : لما عينك تيجى عليا إستغفر يا إبراهيم ،قول إستغفر الله العظيم
إبراهيم: لما إستغفر ربنا هيخلينى امتلك اللى بتمناه ويبارك فيه ؟
نور بصدمه ألجمتها لا تعلم بماذا تجيبه لينجدها من تلك اللحظه دخول فهد وسليم ومعه رجل وشابان وتدخل ليالى ومعها إمرأه وفتاه شابه
انصدم إبراهيم حين وقع نظره على الرجل وتلك المرأه
وظل واقفا يوزع نظراته بينهم
حتى إقتربت تلك المرأه إليه بحب وحنان أمومى ومدت له يدها بحركه تلقائيه كانت تفعلها له فى صغره
تحك اصبعيها لبعضهما ليصدر عنهما صوتا وهو يضحك
لتعيد فعلتها تلك المره وهو امامها شابا .
تحدقت عين إبراهيم بها وسالت دموعه من عيناه ليرد لها تلك الحركه فتصرخ باسمه ويصرخ هو أاااامى
ويرتمى فى أحضانها ويجسو على ركبتيه بها وهى تبكى فراقه طيلة هذه السنوات الضائعه من عمرهما
ظلت الام تهتف بإسمه : إبراهيم
إبراهيم: أااامى وحشتينى يا امى ، ازاى كنتى عايشه
انا كنت بموت كل يوم بسببك ، عشت أصعب سنين عمرى وانا بشوف فيديوهات لتعذيبك وألمك يا أمى
ش شوفتهم شوفتهم وهما بيضربوكى بالرصاص
امى انا انا اانا محتاجك اوووى محتاج افضل فى حضنك سنين ، انا لحد اللحظه اللى شوفتك فيها كان عندى شك فى وجودك عايشه .
ثم هتف بدون وعى : يمكن رجعت عشان نور ، ق قصدىع عشان نور قالتلى انك موجوده لكن مكنتش مصدق انى هشوفك ، لسه ملامحك متغيرتش ، لسه عينيكى بتحمر اووى مجرد ماتبكى لسه شامم فيكى ريحة حنانك يا أمى .
إحتضنته والدته كأنها تريد إدخاله بين ضلوعها وكأنها تتمنى ان يعود جنينا فى أحشائها ليطمئن قلبها من وجوده بالقرب منه .
وبعد وقت طويل من الاحضان والبكاء التفت إبراهيم إلى والده الذي أغرقت الدموع عيناه ووجنتيه
فوقف امامه مقبلا يده هاتفا : سامحنى
بس اللى شوفته مكانش هين ، اللى كنت فى وسطهم مش بنى آدمين ، على قد ما كانوا ماليين قلبى بالسواد كنت بحاول اخبي جزء معين فى قلبي أشيل قيه ذكراياتنا اللى كنت كل اما افتكرها قلبي بيألمنى وبيتقطع ، يمكن الذكريات دى اللى ساعدتنى اتغير وساعدت نور تغيرنى .
أمسك والده يده وجذبه إلى أحضانه بلهفه وظل يحتضنه لوقت طويل يحاول ان يشبع من ولده الغائب عنه لسنوات من الوجع .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (روايةأعادت لي هويتي (ليالي الفهد 2))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى