روايات

رواية أطياف الفصل السادس 6 بقلم هنا عادل

رواية أطياف الفصل السادس 6 بقلم هنا عادل

رواية أطياف الجزء السادس

رواية أطياف البارت السادس

رواية أطياف الحلقة السادسة

الشيخ ردد قران كتير ومع ترديده للقرأن حصلت حاجة كانت سبب فى ان عماد يتنفض من جواه، الشيخ كان بيقرأ ايات محددة ومعينة لأنه حس بحاجة متكلمش فيها، الأيات اللى قرأها كانت سبب فى ان أطياف…قذاف..يختفي من قدامه، اه اللي راح مع عماد للشيخ جابر كان قذاف مش اطياف، اطياف لسه فى البيت، لسة فى سريرها، قذاف مسمحش لأطياف تروح مشوار زى ده، الشيخ جابر له سُمعة وسيط معروفين بأنه بيقدر يطرد الجن، بيقدر يعالج، وده اللى قذاف مش هيسمح بيه، وعلشان كده قدر يخدع عماد ويروح هو معاه بدل اطياف، ولما اختفى من قصاد جابر وعماد مع ترديد ايات القرأن كان عماد بيرتجف من جواه ومن برة كمان، لأن الشيخ جابر مش اول مرة يعالج حالة بالشكل ده اتعامل مع الموضوع بهدوء، كمل اللى بيعمله علشان يقدر يحصّن نفسه بعد ما عرف ان الجن اللى مع اطياف مش جن مسلم…ولا جن سهل التعامل معاه، خلّص قرأة واخد وضع الاستعداد لشرح اللى حصل لعماد علشان يخليه يهدا شوية، لكن اول ما جه يتكلم قطعت الكهربا..وبرغم ان الدنيا نهار، الا ان المكان حواليهم بقى ضلمة وكأنهم فى عز الليل والقمر مظهرش كمان، ابتديت تظهر اصوات مخيفة حواليهم، وحاجات كتير بتهبد فى بعضها، وفحيح مرعب كتير، وكلام مش مفهوم وصوات، واول الشيخ جابر ما شاف كل ده ابتدا يردد ايات القرأن لأنه عارف ان ده حصنه الوحيد، لكن عماد اللى اتغير، فى الضلمة ملامحه مش باينة لكن صوته اتغير وتخن وابتدا يقول كلام مش مفهوم ويهجم على الشيخ جابر، لكن الشيخ جابر بيرجج:
– اعوذ بكلمات الله التامات، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
اترمى عماد على الارض والنور ابتدا يرعش ويروح ويرجع، برق الشيخ جابر عنيه وهو باصص على الارض مكان ما عماد مرمي، عمال يتنفض ويطلع لفوق فى الهوا ويتهبد على الارض ويصرخ ويعوي، والشيخ جابر برغم صدمته وذهوله الا انه مستمر فى الترديد لحد ما رجع النور، وصوت عماد اختفى… وفجأة:
– لا حول ولا قوة الا بالله، استاذ عماد..استاذ عماد…حد يبلغ الحكومة ياللي برة.
قعد جنب عماد على الارض وهو مصدوم من اللى حاصل، عماد غرقان فى دمه وعنيه عمالة تنزف وفاضية تقريبا، عرف الشيخ جابر اللي حصل، قذاف وقت التحصين قرر انه يأذي عماد على اللى عمله، دخل جسمه لكن مع استمرار جابر فى التحصين مقدرش قذاف يستمر جوة جسم عماد، ومن الالم خرج من جسمه…لكن مخرجش والسلام، ده خرج من عنيه، ضيعهاله ومش عارفين اذا كان ضيع عنيه بس، ولا كمان فارقت روحه الدنيا، فعلا البوليس جه، وبعد الحقيقات مقدروش يوصلوا لسبب ملموس، وعلشان طبعا مش هيعترفوا بأن اللى حصل ده نتيجة وجود جن، قرروا ان السبب يكون طبي، وبعد المعاينة والتحقيقات ونقل عماد للمستشفى اتصلوا على اهله ييجوا يستلموه، طبعا كانت كارثة وصدمة، رجع عماد بيته لكن من جواه بيتمنى لو كان مات، مش قادر يتحمل انه يعيش اعمى…يعيش كأنه ميت..ده احساسه، اول ما اطياف شافت ابوها بالحالة دي مقدرتش تتحمل، دخلت اوضتها وقفلت على نفسها وابتديت تعيط، تصرخ بصوت بتحاول تكتمه، تلطم على وشها، بتلوم نفسها:
– انا السبب، انا ليه موجودة لحد دلوقتي؟ انا ليه مش بأذي نفسي وبس؟ ليه كمان اللى حواليا يتأذوا؟ ليه مش بتاخدني وترحمني وترحم الناس اللى مالهاش ذنب فى اللعنة دي؟
كانت بتدعي على نفسها ومن جواها احساس بالذنب رهيب، لحد ما فجأة ظهر قدامها، ظهر قذاف بصورته المرعبة اللى اتعودت تشوفها من سنين، هو مش بقاله يوم ولا شهر ولا سنة بس، ده معاها من زمن طويل، برغم انها كل مرة بتشوف صورته المرعبة دي، وكل مرة بتحس بالخوف، لكن المرة دي خوفها كان مختلف، واقف يبص لنظراتها له وجسمها اللى بيرتجف من الخوف وهي عنيها ثابتة عليه…كيان طويل جدا، بعين واحدة بس فى نص رأسه، اسنانه وانيابه كتير جدااااااااااااا ومعندهوش شفايف، عنده أيد واحدة بس ومفيش فيها غير صوابع، شكله مرعب بكل الأوصاف، لكن خوفها منه المرة دي مش من شكله بس، لاء، خوفها بسبب ان اذاه ابتدا يطول اهلها، ابتدا يبقى حقيقة مش عليها هي بس، أذاه هي شافته بعنيها اول ما ابوها دخل من باب البيت، خوفها كان مختلف وهو حس بالخوف ده…وعلشان كده قرر انه فى لحظة يتحول ويتجسد فى هيئة انسان…شاب وسيم جدا، رياضي وشعره ناعم ولامحه رجولية تخطف العين والقلب، قرب منها وهو قادر فى لحظة يسيطر على تفكيرها ويلغي خوفها، عنده قدرة على التملك منها من زمان لانها مبتقاومش، مش بتحاول تساعد نفسها، مسك ايديها وقالها بصوت ناعم هادي:
– سِراء، متخافيش، انا قذاف حبيبك، عماد كان عايز يأذي قذاف حبيبك ويخلص منه، كان هينهي على حياتي.
برغم الغضب والكره اللى جوة أطياف، الا انه كان قادر يخليها تفكر فى اللى هو عايزها تفكر فيه بس، اما سِراء فده الأسم اللى هو مسميها بيه فى عالمهم، كمل قُرب منها وقالها تاني:
– حبيبتي انا كنت بحافظ على حُبنا، ده كان عقاب على اللى عمله وعلى اللى حاول انه يوصله، عاقبته علشان ميفكرش يكررها تاني..استسلمي يا سِراء، استسلمي وتعالي معايا..تعالي معايا للعالم بتاعي، مملكتي..باطن الأرض، هناك العالم بتاع حبيبك وهيكون العالم بتاعك، انا بقالي سنين معاكي عايش بينكم، تعالي معايا لحياتي ولأرضي يا سِراء..تعالي يا حبيبتي…تعالي مع حبيبك وجوزك…تعالي.
مد ايديه الاتنين ليها وهي كمان ابتديت تمد ايديها وتقريبا ابتديت تفقد كل وعيها وكانت فى طريقها للمرواح معاه، لكن فجأة باب اوضتها اتفتح واختفى قذاف من قدامها وقالت مودة:
– أطياف، وائل برة جاي يطمن على بابا، اطلعي سلمي عليه.
جهزت اطياف وطلعت تسلم على وائل، كان باين عليه انه زعلان جدا من اللى حصل لهم، اتكلم تاني وفتح موضوع الجواز، وقال:
– انا عارف انه مش وقته خالص، لكن اعتقد اننا لازم نستعجل الجواز، لازم اكون جنبكم اكتر علشان الوضع دلوقتي محتاج وجودي.
عماد بيأس وحزن:
– انا موافق يا وائل، خلينا على اخر الشهر نتمم كل حاجة.
وائل:
– وعلشان الوضع اللى احنا فيه كلنا ده، معلش لو الفرح يكون عائلي علشان بس الظروف يا عمي…حضرتك ووفاة ضياء.
اتوافق على الكلام، وبرغم ان أطياف بتتشتت ما بين قذاف ووائل، الا انها فرحت باللي اتقال، كانت باصة لوائل ومبتسمة ابتسامة من قلبها، برغم انها مش عارفة ايه الصح من الغلط لكن فرحت، وقذاف مسمحش بأنها تحس بالفرحة دي، والوقت اللى هي باصة لوائل فيه ومركزة معاه ظهر هو من وراه علشان يشتت تفكيرها وميسمحش لها بالموافقة، مستحيل يخليها لغيره، لكن لاول مرة اطياف تتجاهل وجوده وتركز عنيها على وائل، من جواها حابة تقول لقذاف:
– انا اختارت حياتي، اختارت اللى هكمل معاه.
لكن هو رفض ده، وعقابا ليها وخلال تركيزها مع وائل بدأ قذاف يرسم على وشها الصلبان من تاني…وعنيها ابتديت تنزف دم.
في اللحظة دي بقى انا كوائل، فهمت كل حاجة، اتخضيت فى البداية وقومت وقفت مكاني وانا بقول:
– بسم الله الرحمن الرحيم، اعوذ بالله.
مبقاش فيه مجال للتشكيك فى حقيقة اللى بيحصل، اللى قولته ده اذى اطياف وخلاها تترمي على الارض وتجيلها نوبة من النوبات اللى اشبه بالصرع لكن ألعن، هنا حماتي انفعلت وقالتلي:
– بسسسس… اسكت يا وائل، اسكت بدا ما تتأذى زى عماد اتأذى..اسكت.
كنت واقف مش مستوعب، لكن حماتي قالت:
– استنى بس تهدا اطياف وتدخل اوضتها، واحكيلك وافهمك كل اللى بيحصل، اللى حصل لعماد ده مش زى ما اتقال…الموضوع غير كده خالص.
سكت فعلا وساعدنا أطياف واستنينا لحد ما هديت خالص ودخلناها اوضتها فى سريرها، طلعنا وقعدت مامتها وقالت كلام مالهوش علاقة باللي قاله حمايا فى البداية:
– الموضوع مالهوش علاقة بهالة يا وائل، اه هي هالة ماتت فعلا، وقعت من اللبعة فى الملاهي زى ما قالك عماد، لكن حالة اطياف مالهاش علاقة، حالة اطياف مش نفسية يا وائل، الحكاية دي حصلت من اكتر من سنين، لما اتقدم لأطياف اول عريس وكان ابن عمتها، اتفقنا وتاني يوم لما جه يلبس الدهب حصلها الحالة اللى حصلت قدامك يوم ما عماد اتكلم معاك، ومن يومها كل ما يتقدملها عريس يتكرر نفس اللى بيحصل ده لحد ما العريس يطفش ويهرب منها، الحالة دي بتحصل كل ما بيظهر فى حياتها عريس، واحنا غلبنا معاها، دكاترة وشيوخ مسبناش لكن…مفيش فايدة، محدش عرف يعملها حاجة، واللعنة مش بتنتهي.
كنت لسة هتكلم، لكن حماتي مسمحتش بده وكملت كلامها وهي بتقولي:
– انا عارفة انت عايز تقول ايه، وحاسة باللي عندك، وعلشان اكون بعفيك من الاحراج انا عارفة انت شاري قد ايه، وعارفة انك جدع وشهم ومش كتير اللى زيك، لكن يابني حقك تتراجع عن الاتفاق، ثواني اجيبلك حاجتك من جوة، ربنا يكتبلك الاحسن يا وائل.
قامت حماتي لكن مقدرتش امنع نفسي من اني امنعها من اللى هتعمله:
– ايه يا طنط ده؟ مين قالك كده بس؟ انا اسف فى اللى هقوله لو فيه جرأة شوية، لكن انا بحب اطياف وعايز اتجوزها، بحبها وعايزها مراتي ومش عايز اسيبها، وانا معاها وهساعدها، صدقيني يا طنط لو سيبتها هي مش هتخف، انا معاها وجنبها وهنعدي من كل ده، ومن بعد الجواز مش هرتاح غير لما كل ده ينتهي…مع بعض هنلاقي حل.
طبعا موقف بالنسبالهم خلاهم عايزين يحطوني على دماغهم، بدأنا الاستعجال فى التجهيزات لكن ابتدا قذاف يظهر بشكل مؤذي…اه ابتدا يظهرلي…بدأت انا كوائل اشوفه، وفي يوم وانا طالع البيت بليل قطعت الكهربا على السلم، ومش عارف ازاي اتحدفت عليا القطة السودة المرعبة دي اللى ابتديت تزوم بطريقة ترعب، اتخضيت واترعبت، طلعت اجري وانا بردد اسم الله لحد ما دخلت البيت وجريت على اوضتي اخد نفسي، انا عارف انه مش هيسيبني، ابتديت اقرأ قرأن، واول ما عملت كده فجأة وانا بولع النور كل اللمض اتحرقت، صرخت لأمي من وانا فى الاوضة وقولتلها بصوت عالي:
– ماما…ولعي قرأن بسرعة.
محدش فاهم حاجة، ولا انا هقدر احكي حاجة، والوضع كمان مش سهل انك تكون عارف ان انت بتحارب شيطان ومطلوب منك تهزمه، اه انا قررت التزم بالتحصين والصلاة والأوراد، لكن هو مصمم يحارب، واول ما امي شغلت القرأن الكهربا اتقطعت فى المنطقة كلها، وبرغم الخوف والرعب اللى جوايا الا اني حاولت اولع الشمع، امي واخويا الصغير كمان كانوا بيولعوا شمع زيادة، الدنيا ليل والكهربا لما قطعت بقينا مش شايفين كفوف ايدينا، لكن لما ولعنا الشمع وصرخ اخويا وليد برعب ابتديت اخد بالي من اللى بيحصل مع ضوء الشمع…وامي كمان ابتديت تصرخ اول ما لاحظت.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أطياف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى