روايات

رواية أطياف الفصل السابع 7 بقلم هنا عادل

رواية أطياف الفصل السابع 7 بقلم هنا عادل

رواية أطياف الجزء السابع

رواية أطياف البارت السابع

رواية أطياف الحلقة السابعة

كان وليد عمّال يصرخ بصوت عالي وبيقول:
– عفاريت..عفاريت يا ماما، عفاريت يا وائل، الحقونيييي.
كانت امي بتصرخ على صراخه لكن بعض لحظات بالظبط ابتديت تظهر لينا كلنا، انا وامي واخويا شوفناهم، كانوا حوالينا فى كل مكان، اصواتهم مرعبة جدا ومخيفة، ولانهم متجسدوش لينا بشكل مادي ملموس، ابتدوا يظهروا على الحيط خيالات واضحة على ضوء الشمع، رعب ما بعده رعب واحنا شايفين شياطين كتير ظاهرة قدام عنينا بتفاصيل مرعبة على الحيطان، وهنا ابتديت اردد ايات القرأن بالعافية، اصواتهم كانت مخيفة، بس مع ايات القرأن رجع النور من تاني وهما ابتدوا يختفوا، امي حاضنة اخويا وليد وعمالة تعيط وترتجف هي وهو وتقول:
– اللهم احفظنا، عفاريت..عفاريت يا وائل، احفظنا واحمينا يارب.
رديت بتوتر وخوف مالهوش حدود بحاول اداريه:
– استهدي بالله ياماما، مفيش حاجة اهو، يمكن احنا كنا بنتخيل، انا قرأت القرأن علشان انتم تهدوا شوية بس، لكن مفيش حاجة.
حاولت اخليهم يهدوا ودخلت اوضتي وانا قلبي مقبوض وخايف، قفلت ورايا الباب وانا بفكر فى حجم الكارثة اللى انا فيها، عارف انها كبيرة عليا، وفى نفس الوقت مش قادر اتكلم فيها مع حد من اهلي ولا هينفع احكيلهم حاجة، مع خوفي وتفكيري ده لاحظت وجود دم على الارض، دم من اول باب الاوضة لحد سريري:
– غريبة!! منين الدم ده؟
مشيت خطوات ورا الدم ولقيته واصل لتحت السرير، كنت خايف لكن وطيت اشوف فى ايه، والدم ده نهايته ايه؟ لكن اللى شوفته وقف قلبي من الرعب، لما لقيت كلب اسود ضخم تحت سريري، كلب عبارة عن اشلاء، جسمه تحت سريري ومقطوعة رجليه وايديه عن جسمه ومرميين بينزفوا دم ريحته بشعة تحت السرير، ومن صدمتى وانا مبرق عيني فجأة اتحدفت عليا من تحت السرير ومن غير ما اعرف مين وازاي…رأس الكلب..الخضة خلتني اترمي على ضهري على الارض واتحدفت فوق مني تاني الرأس، كانت ضخمة، بتنزل دم، من رعبي دموعي نزلت وفجأة فتحت عيون الكلب فى وشي بشكل مرعب، كان مبرق فيا بنظرات مخيفة جدا، رأس بس من غير جسم، لقيت دموعي بتزيد ومش قادر افضل مفتّح عيوني، غمضت وابتديت اردد اية الكرسي، برددها وانا بتنفض من جوايا وقلبي هينط برة جسمي، رددتها لحد ما لقيت نفسي بفتح عيني وانا خايف…لكن…لكن مفيش حاجة، كل اللى شوفته اختفى، ولا اثر للدم، ولا اشلاء الكلب، ولا اي حاجة خالص، قومت بتعب وارهاق غيرت هدومي واتوضيت ومسكت المصحف اقرأ فيه لحد ما نمت من غير ما احس، لكن مكنتش مرتاح فى النوم، كل شوية اصحى مخضوض ومرعوب، احس ان فيه حد قدامي ووشه فى وشي بيتنفس فيا حرفيا، اصحي مرعوب الاقي مفيش اي حاجة حواليا، انام تاني واحس ان فيه حد بيهمس فى ودني:
– سِراء…سِرااااء.
اصحى من النوم مفجوع وملاقيش اي حاجة برضو، لقيت نفسي مش مرتاح ولا عارف انام قررت اني افضل صاحي، مسكت المصحف تاني بعد ما رجعت اتوضيت وقعدت اقرأ لحد الفجر، صليت الفجر ورجعت سريري مسكت المصحف ومش فاكر قرأت فيه تاني ولا لاء، بس نمت وهو فى حضني، محسيتش غير وتليفوني بيرن، فتحت عيني على صوته ولقيت اسم(اطياف) على الشاشة:
– صباح الخير يا وائل.
رديت:
– حبيبتي صباح الخير، عاملة ايه؟
اطياف:
– انا تمام، بقولك يا وائل انا وماما روحنا الشقة نضفناها ومسحناها، ماما بتقولي هننقل العفش امتى للشقة؟
قولتلها:
– شوفي وقت ما يناسبكم انا جاهز، لو عايزة من النهاردة تمام.
اطياف:
– خلاص، تعالى خد الاجهزة وديها الشقة النهاردة وبعد بكرة ننقل العفش.
رديت:
– خلاص تمام، هعدي عليكم بعد المغرب.
أطياف:
– حبيبي يا قذاف.
اتصدمت:
– نعم؟ قذاف مين؟
أطياف بأستغراب:
– ايه قذاف ده؟ بقولك حبيبي يا …
قولتلها بضيق:
– لاء يا اطياف، انتي قولتي قذاف.
اطياف:
– وائل، بقولك انا مقولتش كده، انت هتكدبني؟
رديت وقولتلها:
– خلاص، يبقى انا مخدتش بالي، بقولك يعني انتم خلصتوا الشقة وروحتوا ولا لسة هناك؟
اطياف:
– لاء، احنا هناك لسة.
قولتلها:
– طيب اعدي اخدكم اوصلكم واخد الاجهزة من عندكم ارجعها الشقة؟
أطياف:
– طيب ثواني اسأل ماما..
لحظات ورجعتلي اطياف تاني:
– خلاص يا وائل، تعالى خدنا ودينا البيت وخد الاجهزة بالمرة.
قولتلها:
– خلاص تمام، هجهز واجيلكم…يلا يا حبيبتي فى حفظ الله…لا اله الا….
اتقفلت السكة فى وشي من اطياف من قبل ما اكمل الجملة، لا كان عندها استعداد تسمع ولا ترد على جملة زى دي، قومت من مكاني اطمن على ماما وعلى وليد لكن لقيت ان مفيش اي حد فى البيت، بصراحة قلقت اقعد لواحدي، ولأن لسة شوية وقت على ميعادي مع اطياف قررت اني انزل من البيت واكلم مروان صاحبي اقعد معاه شوية، فعلا ده اللى حصل وقعدت مع مروان ولقيت نفسي بقوله:
– تعرف حد بيعرف فى حوارات الجن والعلاج منهم ولا ايه؟
مروان بأستغراب:
– جرى ايه يا ريس؟ ايه ياعريس هتفضحنا ولا ايه؟ انت اتلبست يا صاحبي؟
مهتمتش بصراحة بكلام وتهريج مروان، لكن قولتله:
– بسألك تعرف حد يكون سالك ومش بتاع كلام وخلاص ولا ايه الكلام؟
مروان بأستغراب:
– فى ايه يا وائل؟ انت عايز حد يربطلك العروسة ولا ايه؟
رديت عليه بأنفعال وصرخت فى وشه تقريبا:
– ياعم ما تبطل هطل فى الكلام بقى، ما ترد زى خلق الله، ولا اقولك، انا اصلا غلطان اني اتكلمت معاك فى حاجة من الاساس، عيل تافه.
كنت سايبه وهقوم لكن مروان مسك فى ايدي وقاللي بجدية:
– فى ايه يا وائل مالك بس؟ هو الموضوع جد ولا ايه؟ فهمني طيب.
قعدت معاه وابتديت احكيله شوية حاجات، مش بالتفصيل ولا قولتله عن ان الحالة هي اطياف خطيبتي، لكن فهمته ان ده حوار مع حد معرفة، وبسبب قربي منه ابتديت اسمع واشوف حاجات غريبة، وبتحصل معايا حاجة مش طبيعية، هنا رد عليا مروان وقاللي:
– بص، انا سمعت ان حد تبع امي حصل معاه حاجات شبه اللى بتحكي عنها دي، لكن انا معرفش التفاصيل، استنى اتصل بأمي واسألها.
فعلا اتصل مروان بمامته وسألها، وردت مامته وقالتله:
– يااااه، ده موضوع قديم يا مروان، انا فاكرة وقتها راحوا لواحدة ست مبروكة كده معرفش مكانها فين، حتى معرفش عايشة ولا ميتة، ده حوار من سنين…فى حاجة ولا ايه؟
مروان:
– اه يا ماما، عايزك تعرفيلي طريق الست دي.
امم مروان:
– فهمني يابني طيب؟
مروان:
– مش وقته يا ماما، يلا يا حبيبتي شوفيلي ايه الدنيا وهستنى تكلميني.
ام مروان:
– خلاص يا حبيبي، اقفل اكلمهم وارجعلك تاني.
قفل مروان مع مامته وحكالي اللى اتقال، بعد عشر دقايق اتصلت بينا مامت مروان وقالتله:
– مكانها فى بورسعيد يابني مش فى اسكندرية، وعطوني العنوان بالتفصيل.
اخدت العنوان من مروان وقررت اني هاخد اطياف وحماتي وحمايا ونروح تاني يوم، لكن أطياف كان لها رأي تاني:
– وائل، مش وقت اللى انت بتتكلم فيه ده خالص، انا عايزة افرح بالفترة دي، خلاص الفرح فاضل عليه اسبوع.
قولتلها:
– حبيبتي، انا عايزك تكوني كويسة، واكيد مش عايزك متحسيش بفرحتك….
قاطعتني اطياف:
– علشان خاطري يا وائل، خلي الكلام ده لبعد الفرح، بلاش نبوظ فرحتنا بالسكة دي دلوقتي، وعد مني نعدي من الفرح بس وانا من بعده هكون جاهزة معاك لأى حاجة هتطلبها، خلينا بس نفرح بفرحنا.
حاولت كتير تقنعني، مكنتش عارف ان اللى بتحاول دي هي سِراء مش أطياف، كانت بتحاول لأنها خايفة على قذاف يتأذى، بس للأسف قدرت تقنعني فعلا، أطياف من جواها تعبانة وبتتمنى تخلص من اللعنة اللى عايشة فيها، لكن قذاف فى اوقات معينة بيحتل تفكيرها ويسيطر عليه علشان يلغي تفاصيل واحداث معينة بتحصل معاها لو حسيت ووعيت ليها يمكن تساعدها تفوق من اللى هي فيه، علشان كده بيلغي وجود عقلها واحساسها فى الاوقات دي وبيتحكم هو فيها، ويخليها تفكر وتسمع وتحس باللي هو عايزه وبس، يمكن لو اطياف عرفت بموضوع الشيخة دي كانت سافرت قبل مننا، لكن هو قرر يلغي عقلها واحساسها ويسيب سِراء اللى تتعامل بدل منها علشان تسيطر عليا وتقنعني بأني اقبل اللى قالته…وفعلا كان لازم اقتنع، علاقة قذاف بأطياف الفترة اللى قبل الفرح كانت مؤذية ليها جدا، كان بيمارس معاها كل انواع العذاب حرفيا، عاشت اسواء ايام فى حياتها الفترة اللى قبل الفرح، لكن فى الناحية التانية كنت بحاول اقرب من ربنا اكتر، ذكره مش بيفارق لساني، مفيش وقت فاضي فيه الا لما استغله فى الصلاة والدعا، مكنتش بطفي القرأن من الهاند فري فى اي مكان، ده اه كان بيضعف من قدرته فى السيطرة عليا انا…لكن برضو مكانش ساكت ولا بعد…ووصلنا اخيرا لحد الليلة اللى قبل الفرح، وبعد نص الليل رن تليفوني برقم واحد من اتحاد ملاك العمارة اللى شقتي فيها، اترعبت وانا برد:
– ايوة يا استاذ وائل، انا بكلمك اقولك ان الشقة بتاعتك النار قايدة فيها و خارجة من كل مكان، احنا اتصلنا بالمطافي بس لسه موصلتش، هنحاول نلحق اي حاجة…
قفلت الخط فى وشه وقومت اجري وانا بتصل بمروان وخدت ابويا ومروان جالي تحت البيت وطلعنا على الشقة…لاء، مش الشقة، كوم الرماد، اه شقتي اللى هتجوز فيها بكرة النار اكلتها كلها…كانت عبارة عن رماد وبس، محدش قدر يسيطر على الحريقة نهائي ومفيش حاجة اتلحقت، شوفت المنظر قعدت قدام باب الشقة وانا بتحسر على شكلها و بعيط قصاد الناس كلها بصوت عالي وقهرة، شقايا وشقى ابويا كله راح، فرحتي اتكسرت برغم محاولاتي اني افرح، كل اللى بنيته اتهد لكن اللى حط ناهية الحكاية ابويا ومروان لما دخلوا يبصوا على الشقة ومعاهم ناس من الجيران وطلعوا ماسكين فى ايديهم حاجات جديدة بأكياسها وابويا بيقولي:
– هدوم اطياف بكياسها زى ما هي يابني، الحاجة الوحيدة فى الشقة اللى متدمرتش.
عيطت اكتر وعرفت ان دى مش مجرد حريقة..ده هو، هو اللى عمل كده واخيرا نجح فى اللى كان عايزه، خدت قراري وانا مش هينفع اكمل مع اطياف، مش هقدر اتحمل اي خسارة تانية، لأن الخسارة كبيرة اوي ويعالم الخسارة الجاية هتكون ايه؟ مش هتحمل يكون ابويا او امي او اخويا..لازم مكملش، ومجرد ما اخدت القرار ده وفى لحظة ظهر قدام عيني قذاف مبتسم ابتسامة مرعبة بكم اسنان وانياب مالهاش عدد ومن خوفي قولت:
– اعوذ بالله من….
قبل ما اكمل الكلمة كان اختفى من قدامي، وجه تاني يوم والميعاد اللى المفروض اروح اخد فيه اطياف من عند البيوتي سنتر وهربت…مروحتش…مروحتش ومش هروح..حتى لو اتبعتوا ناس للبيت يشوفوني بعد ما بقيت الساعة 10 بليل…محدش لقاني.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أطياف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى