روايات

رواية أصفاد الصعيد الفصل الرابع عشر 14 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الفصل الرابع عشر 14 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الجزء الرابع عشر

رواية أصفاد الصعيد البارت الرابع عشر

رواية أصفاد الصعيد
رواية أصفاد الصعيد

رواية أصفاد الصعيد الحلقة الرابعة عشر

يقف في ذلك البهو المظلم يتطلع امامه وخلفه لعله يرى ذلك الشخص الذي حدثه عنه والده ..
آتاه ذلك الصوت الضخم من خلفه قائلاً: اهلا بوليد الهواري..
اقترب وليد من ذلك الشخص ليقف امامه وهو يتطلع إليه وتلك الصفات الذي حدثه والده عنها يرها امامه في ذلك الشخص ..
كان يمتلك عيون حاده وكأنها نيران متوهجه ورغم الكبر الذي بلغه لم يؤثر ذلك علي جسده الفارغ الطول ويرتدى ذلك الجلباب البني وعصاه الغليظه الذي تعذب الأرض أسفلها …
ابتسم وليد ليتحدث قائلاً: اهلا ب سليم النجعاوي ..
جلس كلا من سليم و وليد مقابل بعضهم البعض ..
ليتحدث سليم قائلاً: عينك بتشع كره لرحيم يا واد مجدى ..
خرج وليد من صمته قائلاً: بيني وبينه حساب ولازم اصفيه..
لينظر له متسائلا: بس انت ليه بقي بتكره رحيم ..
نظر سليم أمامه وتلك الذكريات تهاجم خلايا عقله بينما يعلو دقات فؤاده التي تزيده حقداً..
ليتحدث قائلاً: حسابي قديم مع ابوه محمد الهوارى وجده عاصم واللي هيدفع الحساب دا رحيم دلوقت..
نظر له وليد بإهتمام قائلاً: واي سبب العداوه دى .؟!
استكمل سليم حديثه قائلاً: مش مهم تعرف دلوقت .. المهم أن العدو واحد يا واد مجدى ..
ابتسم كلا منهما بينما عقولهم تدور فيها الكثير من المخططات للوقوع برحيم الهوارى …
***************************
شعرت فيروز بالنعاس يسيطر عليها لتتركهم وتصعد للاعلي لعلها تجده مستيقظ لتتشكره علي ذلك الدعم الذي قدمه لها بدون مقابل ..
وقفت أمام باب الغرفه تتأخذ نفسا عميقا لتهدء من خفقات فؤادها التي لم تدرى لما يدق بتلك الطريقة..
ظلت تدق علي باب الغرفه ولكن لا رد عليها لتتاخذ الخطوه وتفتح باب الغرفه ..
نظرت فيروز لذلك الواقف أمامها وهي تنظر له وذلك الشعور يتسرب لفؤادها..
جلست بجانبه وهي تستمع لصوته في قراءة القرآن كان صوته عذاباً هادئاً..
انتهي رحيم من صلاته ليوجه نظره إليها وعلامات التعجب علي وجهه فمازالت نظراتها متعلقه به ولم تنتبه بأنه أنتهي..
افاقت فيروز من شرودها لتعيد انظارها للاسفل .. ليضرب الخجل وجنتيها
لتتحدث بهدوء قائله : تقبل الله ..
ابتسم رحيم علي تلبكها الواضح ليتحدث قائلاً: منا ومنكم يا فيروز ..
ليعيد نظره إليها مره اخرى قائلاً: كنتي عاوزه حاجه ؟!..
لم تعد تعلم اين اختفت الكلمات ، لتحاول اعاده ترتيبها من جديد ..
لتتحدث قائلة: كنت عاوزة اشكرك جدا علي اللي عملته معايا النهارده ..
ابتسم رحيم قائلاً: هو انا عملت اي يا فيروز ؟..
استكملت حديثها قائلة: انك ساعدتني اني اتاقلم هنا وكمان اني قعدت مع خالو محمود ..

انطلقت منه الضحكات بينما هي تنظر له بهدوء ..
لتتحدث قائلة: هو في اي ..هو انا قولت حاجه غلط ولا اي !
وتحدث رحيم بين ضحكاته قائلاً: عارفه لو حد اهنه سمع كلمه خالو دى هيحصل اي ..
تبدل ارتباكها لمشكاسه تكمن بمُقلتيها قائله : مالها خالو يعني انت اللي لغتك دى مش فاهمه ليها حاجه اصلا ..
اقترب منها أكثر قائلاً بمشاكسه اكبر : مالها لغتي بقي يا بت البندر ..
ابتعدت عنه لتتحدث قائلة: بت البندر احسن منك يا ابن الصعيد انت ..
انطلقت ضحكاته أكثر قائلاً: حلوه ابن الصعيد دى ..
ابتسمت فيروز قائله بكبرياء : انا عمرى ما اقول حاجه غلط اصلا ..
اقتربت منه قائله بصوتِ يغلبه الهدوء عكس ما كانت عليه منذ لحظات : انا عاوزه اقولك اني هفتح العياده تاني من بكرا ..
توقف عن ضحكاته قائلاً: احنا لسه معداش علي فرحنا تلات ايام يا فيروز ..
استكملت حديثها قائلة: ايوه عشان في حالات ليها مواعيد ومتابعه الحمل بتاعها وانتوا هنا الصراحه جايين علي الست اوى ومفيش اهتمام وحالتهم متهوره كمان ..
ابتسم رحيم قائلاً: خلاص افتحيه من بكرا يا ستي ولا تزعلي نفسك .. وكمان عاوز اقولك لو في اي انواع ادويه غاليه ومش موجوده هنا قولي ل ذكريا ينزل يجبهم كلهم واديهم للناس ببلاش .. انتِ عارفه الظروف هنا عامله ازاى ..
ابتسمت فيروز وذلك الشعور الذي يتمكن من فؤادها يزداد لتتحدث قائلة: ما انت كويس اهو.. اومال بتقلب ساعات ليه !..
ارتسمت علي وجهه تلك الابتسامه قائلاً: لبسني عفريت ايوه ..
ابتسم كلاهما بينما نظرات رحيم تتابع فيروز باهتمام واضح .. كاد أن يتحرك من أمامها للخروج ولكن أوقفها صوته قائله : ممكن اطلب طلب تاني ؟
اعاد أنظاره إليها مره اخرى قائلاً: اكيد طبعاً قولي اللي عاوزاه من غير ممكن ..
استكملت حديثها قائلة: انا سمعتك وانت بتقرأ قران وكان صوتك حلو اوى وباين انك متمكن .. هو انت حافظ القرآن ؟
ابتسم رحيم قائلاً: ايوه حافظ القرآن من صغري ابويا كان دايما يقولي القران والصلاه اهم حاجه في حياتك يا ولدى وهو اللي كان بيحفظني القران علي طول لحد ما ختمته وانا عندى ١٢ سنه وكنت كمان بقول خطبه الجمعه اهنه قبل ما اسافر ..
_ اي دا هو انت سافرت يا رحيم ..
استكمل رحيم حديثه قائلاً: لا دا موضوع طويل محتاج كوبايه قهوه ونقعد نتكلم فيه للصبح ..
لينظر إليها قائلاً بتمعن: بس قوليلي كنتي عاوزه اي الاول ؟!
أغمضت فيروز مُقىتيها وهي تهم بإجابته قائلاً: بصراحه كدا عاوزاك تحفظني القران ..
لتستكمل حديثها بسرعه قائله : انا علي كنت بحفظ بس وقفت لحد الجزء العاشر ومكملتش .. فيعني طالبه منك أن…
أوقفها رحيم عن استكمال حديثها قائلاً: دا واجبي يا فيروز انتِ دلوقتي مراتي يعني المفروض احفظك القران كله كمان لو مش حفظاه.. واهو منه يا ستي كمان أراجع عشان منساش وتسمعيلي انتِ كمان ..
قفزت فيروز من مكانها قائله بسعاده يشعر بيها الواقف أمامها رحيم ..
لتتحدث قائلة: هنبدا من امته بقي .. ؟
ابتسم رحيم قائلاً: تليمذتي مجتهده وعاوزه تبدأ بسرعه ..
لتجيبه سريعاً قائله : دا انا شاطره جدا بص انا هبهرك ..
انطلقت ضحكاته من جديد قائلاً: طيب لما نشوف .. انا دلوقتي هنزل عقبال ما تصلي العشا اللي فاتتك يا هانم وهطلع نشوف هنبدا باي وهيبقي دا معادنا ..
انطلقت فيروز من أمامه قائله: هدخل اتوضي عشان اصلي ..
لتتركه مع ابتسامته التي تزداد تدريجياً وهو يراقب طيفها أمامه ..
***************************
جلس مجدي وهو يفكر في وليد وماذا فعل الان وهل قابل سليم النجعاوي ولا لا ..
اغمض عينيه وهو يتوعد ل رحيم الذي فرقه عن ولده الوحيد بتلك الطريقه ..
اقتربت منه وداد في هدوء وهي تشعر بذلك الحزن المسيطر على والدها ولكن لا تعلم ماذا حدث أو اين ذهب وليد وتركهم كل ما تعلمه بأن هناك مشكله حدثت بين وليد ورحيم وعقابها ذهاب وليد من البلده..
واخيرا خرجت عن صمتها وهي تقترب أكثر من والدها قائله : اجبلك تتعشي يا ابوى أو اعملك حاجه تشربها ؟!
اؤمي مجدي رأسه بالنفي ..ليتحدث قائلاً: كرم رجع من السفر يا بتي ومحمود كلمني عشان كتب الكتاب بس انا مش هقدر اعمل فرحك وشقيقك غايب عشان أكده هيكون كتب كتاب وهتخشوا وخلاص مفيش فرح ..
ابتلعت وداد غصه في حلقاها وحلمِ اخر تلاشي فكلما تمنت أن تتزين في يوم عرسها وان تعيش تلك الليله بكل التفاصيل التي تتمناها..
أغمضت عينيها لتتحدث قائلة: اللي تشوفه يا ابوي ..
أسرعت لداخل غرفتها وهي تتذكر كل ما حدث منذ صغرها .. فرت دمعه من مُقلتيه ..
افاقت من حزنها علي صوت الهاتف واسمه يزين الشاشه .. أزالت تلك الدمعه الهاربه ليحل محلها تلك الابتسامه وهي تمسك الهاتف وذهبت لذلك اليوم الذي اتي لها كرم بذلك الهاتف ليستطيع الإطمئنان عليها وهو بالخارج حتي بإنه نشأ خلاف بينه وبين شقيقها علي امتلكها لذلك الهاتف ولكن الفوز كان من نصيب كرم .. ليصبح الهاتف ملك كلها ..
اتي صوت الهاتف مره اخرى معلن عن اسمه مره اخرى ..
ابتسمت وداد لتتحدث قائلة: السلام عليكم..
بينما علي الجانب الآخر جلس كرم بعدما نهش القلق فؤاده لتأخرها علي الرد عليه ..
ليتحدث قائلاً: مش قولتلك ابقي ردى عليا علي طول انا بقلق عليكي يا وداد ..
اتسعت ابتسامتها لتتحدث قائله: مكنتش سمعاه..
استكمل حديثه قائلاً: ولا يهمك يا ستي .. المهم طمنيني عامله اي وعملتي اي في غيابي ؟..
تلاشت ابتسامتها وهي تتذكر الروتين اليومي فهي لا تعمل ولا تفعل سوى اعمال المنزل فقد حُرمت من كل شيء..
اجابته وداد قائله : كالعاده شغل البيت مش ورايا غيره ..
شعر كرم بذلك الشعور الذي شعرت بيه ليتحدث قائلاً: بكرا تبقي مراتي علي سنه الله ورسوله ونلف الدنيا كلها و الاهم اني كلمت ناس اعرفهم عشان هتعدي ثانويه عامه تاني عشان تدخلي الجامعه اللي عاوزاها ..
قفزت وداد من مكانها قائله: بجد يا كرم بجد ..
ابتسم كرم ليستكمل حديثه قائلاً: انا قولتلك حاجه قبل أكده ومعملتهاش اياك ..
فرت ضحكه من ثغرها علي حديثه الصعيدى بينما علي الجانب الآخر شعر كرم بأن فؤاده يضرب الطبول اثر ضحكاتها تلك ..
استكمل كرم قائلاً: فاضل يومين علي كتب كتابنا يا وداد وهتبقي خلاص حلالي .. شوفي لو ناقصك اي حاجه اخدك بكرا أنتِ وعمتي ونروح نجيبها ..
ابتسمت وداد قائله: حاضر هشوف كدا وهقولك بس غالبا مفيش حاجه ناقصه غير اني اعمل الفستان بس ..
قاطع كرم حديثها قائلاً بسرعه : لا متعمليش فساتين انا جاي بكرا مع المفاجآه بتاعتي ..
سابقته وداد قائله: مفاجاه اي ..
استكمل حديثه في اتجاه آخر لعله ينقذ ما تم افساده من قبله الآن فقد أوشك علي فضح المفاجاه..
تحدث قائلاً: انا بقول نامي كويس عشان بكرا انا جاي بدرى..
ابتسمت وداد قائله: تصبح على خير..
اجابها كرم قائلاً: وأنتِ من اهلي يارب ..
أغلقت الهاتف وهي تضع يديها علي فؤادها وهي تشعر بذلك الحب الكامن بفؤاد كرم اتجاها ..
**********************************
انتهت فيروز من أداء فرض العشاء.. جلست علي سجاده الصلاه وهي تتلو بعض الآيات التي اعتادتها دائما ..
تفاجأت ب رحيم الذي يهم للجلوس أمامها وبيديه المصحف الخاص به ..
نظر إليها رحيم قائلاً بهدوء : هنبدا من الجزء الاول وكل يوم هيكون دا معادنا للتسميع وناخد الجديد..
اؤمت فيروز رأسها بالايجاب وتلك الابتسامه تزين ثغرها ..
بدأ رحيم بتلاوه الآيات وفيروز تردد خلفه في تأني وهدوء حتي لا تخطئ في التجويد..
كان يزداد ذلك الشعور الذي بدأ يتسرب لداخل فؤادها ..
انتهي رحيم من التلاوه وهو يؤكد عليها للحفظ جيدا للتسميع غدا ..
ابتسم رحيم قائلاً: لو حفظتي كويس انا هجبلك هديه ..
قابلته ابتسامتها قائله: وعد ..
استكمل رحيم قائلاً: وعد ..وريني شطارتك بقي
كادت فيروز أن تنزع حجابها ولكنها انتبهت بأنها أمامه لتعيده من جديد بسرعه وهي تؤنب نفسها ..
امسك رحيم يديها بهدوء .. ليتحدث قائلاً: انا جوزك يا فيروز يعني مش حرام انك تقلعي الحجاب قدامي ولا انك تتنفضي كدا لما تقلعيه قدامي ..
نظر إليها مره اخرى ليستكمل قائلاً: وقولتلك كذا مره انا عمرى ما هاذيكي ولا هعمل حاجه أنتِ مش راضيه عنها ..
ابتسمت فيروز وهي تنزع حجابها ليتددلي شعرها علي كتفيها..
كان ينظر إليها كالمسحور .. ف شعرها يشبه موجات الليل في ذلك السواد المتميز بيه كان شعرها غجرى ويصل لمنتصف ظهرها ..
نظرت إليه فيروز مره اخرى قائله : اهو يا سيدى عشان اثبتلك اني مش خايفه .. واصلا انا اللي يإذيني ممكن اخلص عليه خالص ..
رفع يديه في استسلام لتنطلق ضحكاته علي تلك المشاكسه..
“عصافيرُ يحسبنَ القلوبَ من الحبِّ فمنْ لي بها عصفورةٌ لقطتْ قلبي وطارتْ فلما خافتِ العينُ فوتها أزالتْ لها حباً من اللؤلؤ الرطبِ فيا ليتني طيرٌ أجاور عشها فيوحشُها بعدي ويؤنسُها قربي”
انتبه رحيم لهاتفه المعلن عن اتصال ما ..
تبدلت ملامح رحيم كلياً وهو يرى هويه المتصل .. لاحظت فيروز تبدل ملامحه ..
لتوجه نظرها إليه قائله : في حاجه يا رحيم ولا اي ؟!
ابتسم رحيم ليبث لها الطمأنينة قائلاً: مفيش حاجه دا اتصال مهم هرد عليه وهاجي علي طول ..
اؤمت فيروز رأسها بالايجاب ومازال الشك يتلاعب بفؤادها..
تركها رحيم وذهب للاسفل ليدخل المكتب الخاص به ..
صدح هاتفه من جديد ليهم بالرد عليه..
_ الو
آتاه صوت الظابط المتواصل معه قائلاً: هتطلع الجبل بكرا زى ما اتفقنا يا رحيم ..؟
ظهرت شبه ابتسامه علي وجه رحيم قائلاً بثبات: من امته رحيم الهوارى بيرجع في كلمته يا جمال بيه ..
استكمل حديثه بشده قائلاً: بس في جديد ولازم نتكلموا فيه ..
آتاه صوت الظابط مره اخرى قائلاً: هستناك بكرا يا رحيم بيه في مكتبي ونشوف هيحصل اي
اغلق رحيم هاتفه وقد احتدت ملامحه وهو يعيد ترتيب أفكاره بعد تلك الأخبار الذي حصل عليها ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أصفاد الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى