روايات

رواية أصفاد الصعيد الفصل الثاني 2 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الفصل الثاني 2 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الجزء الثاني

رواية أصفاد الصعيد البارت الثاني

رواية أصفاد الصعيد
رواية أصفاد الصعيد

رواية أصفاد الصعيد الحلقة الثانية

بعد مرور عشرين سنه …
توالت الأحداث بموت كبير الهواريه عاصم الهواري أحد عمدان القصر بعد تسليم حكم البلده ل ابنه الأكبر محمد الهوارى .. الذي حكم بالعدل واشتهر بحكمته الواسعه وأصبح محبوباً لدى أهل البلده.. وسلم له مهمه الحفاظ على أشقائه الذي قام بتنفيذها طبقاً لأحكام والده ..
لتتولي الايام ويأتي اليوم الذي استكان جسد محمد الهوارى على السرير الخاص بأبيه عاصم الهواري الذي رفض تغير حجرته بل اهتم بيها كل تلك السنوات منذ موت والده كان يقوم بتنظيفها بنفسه كل فتره ..
تطلع محمد بجانبه ليجد معشوقه فؤاده تجلس بجانبه بينما تلك الدموع تتمرد على وجنتيها وتبكي بحرقه وهي تسند ب جبينها على يديه التي تتمسك بيها بين يديها الحنونه..
ابتسم محمد وهو يقترب منها ليزيل دموعها قائلاً : مش عاوز اشوف دموعك يا نرمين قبل ما اموت عاوزك تجمدى كدا وتخلي بالك من ولادنا يا حبيبتي .. طول عمرك كنتي جنبي .. فاكره زمان لما سبتي مصر وجيتي هنا عشان نعيش سوا كنتي واثقه فيا ووقفتي قدام عمي لما قالك متروحيش الصعيد ..
وضعت يديها على ثغره وهي تقاطعه قائله بدموعها : فاكره يا محمد .. انا عمرى ما هستغني عنك كنت متاكده انك هتفضل في ضهرى وعمرك ما هتزعلني ودا اللى حصل يا ولد الهورايه بس ساعتها وعدنا بعض أننا هنفضل سوا مع بعض طول العمر ومش هنسيب بعض ..
استكمل محمد حديثه بإبتسامته التي لم تتمحي من ثغره قائلاً: ووعدنا بعض أننا مش هنتكلم مع بعض صعيدى واصل ..
ليبتسم كلا منهما وهم يستعيدوا تلك الذكريات ..
ليستكمل حديثه قائلاً : مش هسيبك يا نرمين حتي بعد ما اموت هيفضل طيفي قريب منك وهفضل ازورك على طول يا حبيبه القلب .. متأكد أن رحيم هيحافظ عليكى برموش عينه .. قولتيله اني عاوزه صح ؟
اؤمت رأسها بالايجاب قائله : قولتله امبارح وهو خد اول طياره وجاي علي طول .. زمانه على وصول ..
ليتفاجأ كلا منهما بدخول ريم الباكيه فهي بهذه الحالة منذ معرفتها بتعب والدها المفاجئ لتترك جامعتها فوراً لتترتمي بحضن والدها ..

 

 

 

 

رُبت محمد علي ظهرها قائلاً: متعيطش يا بتي ابوكي لساته مماتش ..
ظهر صوتها الباكي قائلة : متقولش كدا يا بابا انت مش هتموت .. هتفضل موجود معايا
ليتفاجأ كلا منهما بصوت رحيم الآتي من خلفهم قائلاً:
مالك يا بابا حصلك اي ..؟!
ابتسم محمد قائلاً بهدوء : قرب مني يا رحيم عاوز اتكلم معاك شويه ..
ليوجه نظره لنرمين قائلاً: خدي ريم وأخرجوا محتاج اتكلم مع ر حيم ..
اقترب رحيم من أبيه جالساً بجانبه .. لتظهر تلك الدموع ولكنها تأبي النزول .. ف رحيم هو النسخه الثانيه لجده عاصم يمتلك نفس الشموخ ويمتلك ايضا تلك العيون التي تشبه الصقر في حدتها..
ابتسم محمد قائلاً : كل لما اشوفك يا ولدى افتكر جدك عاصم .. كأنك صوره منيه يا ولدى نفس نظراته وشموخه ..
قاطعه رحيم محاولاََ تغير مجرى الحديث ..
ليتحدث قائلاً: امي لو شافتك بتكلم صعيدى هتزعل منك زى كل مره ..
ابتسم محمد على محاوله ابنه ..
ليتحدث قائلاً : محاولتك مش هتمشي عليا يا رحيم يا ولدى حافظك زى اسمي بالظبط وعارف انك مانع دموعك بالعافيه ..
ابتسم رحيم قائلاً : محدش يقدر يغلبك يا حج واصل بس متكلمش على الموت هتفضل عايش وتشوف عيال عيلنا يا حج محمد ..
ابتسم محمد على حديث ابنه قائلاً: اسمعني يا ولدى محدش ضامن عمره .. وانا مش ضامن بعد شويه هكون موجود ولا لا .. كنت حكيتلك قبل سابق عن عمتك سعاد وقولتلك أنها ماتت يا ولدى واكيد عمك مجدي مسكتش واصل لحد ما قالك اني جتلتها ودا اللى خلاك الايام متغير معاي ومكنتش عارف تسأل ازاى فاكرني ماخبرش اللي في عقلك يا رحيم ..
قاطعه رحيم قائلاً: وانا مصدقتش عمي يا ابوي .. انا قولتله انك مستحيل تعمل أكده .. انا حضرت ليك مواقف كتير مع اهل البلد وازاى كنت بتحل المشاكل بالعقل والحكمة وعمرك ما ظلمت حد .. ازاى اصدق انك جتلت عمتي وقتها ..
استكمل محمد حديثه قائلاً : عندك حق يا ولدى ساعتها انا مجتلتهاش وجدك كان عارف .. اوعي تفكر أن جدك كان ظالم أو جوى على الضعيف زى ما مجدي قال .. لا يا ولدى جدك كان شخص حكيم كل البلده كانوا بيحبوه ..ساعتها خلاني انا اللى أمسك البلده مكانه لانه عارف مجدي وعارف دماغه الواعره يا ولدي .. وعشان اكده هو طلب مني انى اجتلها وهو خابر زين اني معملهاش .. انا فعلا هربتهم عشان يتجوزوا وكنت عارف كل اخبارهم .. لحد ما جه يوم وعرفت ساعتها إن مدحت مات وروحت عشان ارجع عمتك سعاد وبنتها ملاقتهمش واصل معرفش اختفت كيف .. دورت كتير وبرضو ملاقتهاش يا ولدى وخايف اموت واني مكملتش وصيه وأمانه جدك الله يرحمه ..
قاطعه رحيم قائلاً: متجولش أكده يا ابوى هتقوم وهتبقي زى الفل ..
استكمل محمد حديثه وتلك الدموع فاضت من مُقلتيه قائلاً : عمتك وبنتها امانه عندك يا رحيم رجعهم وحافظ عليهم ورجعلهم حقهم .. خلي بالك من شقيقتك يا ولدي وامك حطها في عينك .. خليك عادل في حكمك يا ولدي انا كتبتلك كل حاجه .. انت هتكون من بعدي يا رحيم

 

 

 

 

ابتسم ليستكمل حديثه قائلاً: واياك تتكلم صعيدى قدام امك لحسن تتضايق منك .. اوعدني يا ولدي خليني ارتاح
ابتسم رحيم بين دموعها التي أصبحت كالسيل على وجنتيه قائلاً: اوعدك اني هحافظ عليهم وهحافظ على اسمك وهحكم بالعدل يا ابوي وهدور على عمتي وهجبها هي وبنتها وهديهم حقهم بس قوم انت بسلامه .. وهتكلم صعيدي قدام الكل إلا أمي عشان متزعلش ..
ابتسم محمد بإرتياح قائلاً: ريحت قلبي يا ولدي .. انا كدا اطمنت يا رحيم ..
لينطق الشهاده ويغمض عينيه ليذهب في ثبات ولكن تلك المره ذهب في ثبات أبدى لن يعود منه مره اخرى ..
نظر له رحيم بصدمه ليقترب منه أكثر بتلك الدموع التي تأبي التوقف.. ليضع يديه على نبضه ليجده توقف
اغمض عينيه وكأنه ما حدث الآن كان حلم بالنسبه له .. لم يعلم كم مر من لحظات وهو بتلك الصدمه وتلك الدموع تسقط بلا توقف ..
ولكن عليها التوقف الآن فهو أصبح واصي علي تلك الأشخاص الذي أصبحت بين ليله وضحاها مرتبطه به .. يجب أن يظل قوياً لأجلهم وليس لأجله..
ازال دموعه بقوه ليرتسم علي وجهه تلك الملامح الجامده والشامخه ليصبح النسخه المصغري من جده عاصم الهواري .. ليخرج للخارج ليتوالي تلك المهام التي أصبحت على عاتقه الآن ..
ملئت اصوات البكاء أرجاء القصر بل ارجاء البلده جميعها فالحاج محمد كانت افضاله تعم على الجميع ليتأثر الجميع بذلك الخبر الذي نزل عليهم كالصاعقة القويه ..
ملئت المقاعد بتلك الرجال اصاحب الرتب العاليه والمكانة المرموقة.. كان يقف رحيم كالاسد لم يظهر عليه الضعف بل ظهر عليه القوه التي ميزته عن غيره ..
بينما مجدي كان في عالم اخر يرسم آماله وطموحاته بأنه سيصبح هو المتحكم بتلك البلده بعد انتظاره تلك السنوات الطويله بدل شقيقه محمد .. فهو الوحيد الأحق بتلك المكانه الان بعد وفاته.. لم يعلم بأن هناك من سيتصدأ له ولكنه سيصبح أشد خصماً من الآخر
اقترب حسام من رحيم قائلاً : محتاج حاجه يا رحيم .. لو في اي حاجه قولي وانا جنبك في اى وقت ..
رُبت رحيم علي كتفه قائلاً: تسلم يا حسام .. دا المتوقع يا واد عمي
اقترب محمود من رحيم ليأخذه بداخل أحضانها قائلاً: لو عاوز اي حاجه قولي يا واد الغالي .. محمد مكنش اخوى الكبير لا دا كان ابوي بعد موت جدك الله يرحمه .. احنا جانبك يا ولدي متفكرش انك وحديك في اي حاجه ..
ابتسم رحيم قائلاً : تسلم يا عمي ..

 

 

 

 

بينما وليد ينظر لذلك رحيم بحقدِ فهو دائما ما يشعر بأنه أفضل منه .. حتي والده لا يمل ابداََ بإنشاء مقارنات بينه وبين رحيم ..
لا ينكر بأنهم يفضلون ذلك رحيم عنه لأنه أكمل تعليمه وذهب للخارج ليأخذ الدكتوراه ولكن هو ماذا فعل ..!؟
فقد جلس مكانه ليراقب ازدهار رحيم وذاك حسام المقربين من بعضهم البعض منذ الطفوله ..
*************************
توالت الايام واتي ذلك اليوم المحال ..
كانت تلك المرأة تجري وصوت نحيبها يعلو تدريجياً كانت على وشك فقدان صوتها .. لتستنجد بقصر كبير البلده بينما زوجها كانت ترتسم عليه تلك الابتسامه الخبيثه وهو على يقين بأنه سينجو من اتهامها لانه يعرف مجدي حق المعرفه ويعلم بأنه سيصبح كبير البلده بعد محمد وهناك اختلاف كبير بين مجدى ومحمد ..
هبطت رحيم مسرعاً عند سماع صوتها الباكي الذي يعلو بإنشاد اسمه .. بينما تقف ريم في الاعلي تشاهد ذلك الحدث بخوف جالي على وجهها ..
وقف رحيم في منتصف القصر وصوته يعلو بإعطاء الأوامر بدخول تلك المرأة لمعرفه ما يحدث ..
وقفت تلك المرأة أمامه قائله بين شهقاتها : انجدني يا رحيم بيه جوزى عاوز يجوز بتى غصب وهى لساتها صغيره دى مكملتش حداشر سنه يا بيه .. وعمك مجدي معاه وييقول أنه بقي كبير البلد ..
لتقترب من يديه نريد تقبيلها وصوتها التي الباكي يعلو بتلك الكلمات لإنجاد بنتها..
رُبت رحيم علي كتفيها قائلاً : متقلقيش يا حجه .. حقك وحق بتك محفوظ ..
لينادى بصوتِ عال قائلاً: ذكريا حضر الفرسه الخاصه بيا وجمع أهل البلده في الساحه وجوز الست الطيبه دى يكون حاضر ..
ليصعد الي غرفته ارتدى تلك العبايه الخاصه بجده والعمه الخاصه به .. ليصبح نسخه من جده عاصم الهواري..
نظر لنفسه في المراه بصمتِ غريب فاليوم سيتخلي عن أحلامه ليصبح صقر الصعيد ..
تفاجأ ب والدته التي تُربت علي يديه في فخر يختلط بحزن جالي قائله : خلاص خدت قرارك يا رحيم .. والدكتوراه يا ولدى ..
ابتسم رحيم قائلاً : المناقشه المفروض النهاردة بس انا اخترت اني اكون في مكاني دا دلوقتي ..
عمي مجدي لو مسك البلده دى هيخربها مش هيعمرها .. ولازم انفذ وصيه ابوي واخد بالي من حقوق الخلق اللي اتعلقت براقبتي ..
ابتسمت نرمين بتلك الدموع المتلألئة بداخل مُقلتيها قائلة : فخوره بيك يا رحيم … متاكده انك هتكون عادل بين الخلق وهتعرف تجيب حق المظلوم ..
لتستكمل حديثها قائله: عارف لو مكنتش مستعجل كنت اتخانقت معاك بسبب لهجتك دى ..
ابتسم رحيم مُقبل يديها .. ليتركها وينزل للاسفل ليجد حل لعمه ..
بينما هي تقف محلها ودموعها تمردت علي وجنتيها وهي تنظر لذلك الإطار الذي يبتسم فيه زوجها قائلاً : ابنك رحيم هيكون اد الوصيه يا محمد عمل نفس اللى عملته انت زمان .. ارتاح يا حبيبي ..
ليقفز بعقلها تلك الذكريات الخاصه بيهم لتغمض مُقلتيها لتشعر بذلك الطيف حولها ..
*****************************
صعدت رحيم على الفرس الخاص بيه منذ الصغر فهو يعد صديقه الوحيد ليذهب بيه الي تلك الساحه لمواجهه المجهول ..
بينما يجلس كلا من مجدى ومحمود وحسام ووليد في تلك الساحه كما قال رحيم لاكتشاف ما الأمر المجهول ذلك ..ويلتفون الأهالي في الساحه من حولهم وتلك المرأة الباكيه تقف أمامهم هي وزوجها المبتسم بأن مجدي سينصره على زوجته ..
دخل رحيم الساحه بذلك الشموخ الذي يميزه وتلك النظرات الحاده ليجلس على المقعد المخصص لجده وأبيه رحمهم الله بثبات ..

 

 

 

 

ليوجه تلك النظرات القاسيه لذلك الرجل المُلقب بزوجها الذي ارتعد منذ مجئ رحيم ..
ليتحدث رحيم قائلاً : عاوز تجوز بتك صغيره ليه يا سبع الرجال لا وكمان تمد يدك على زوجتك بطريقه دي .. مفكر أن محدش هيقفلها ولا اي يا عبخالق ..
ارتعد عبد الخالق من صوت رحيم الذي اتهزت له تلك القلوب احتراماً وخوفاً من هيئته التي تشبه هيئة جده ..
ليتحدث قائلاً : بتي وانا حر وعمك كمان موافق على اللى قولته يا رحيم بيه ..
جز رحيم على أسنانه لينظر لعمه وعينيه تتطاير منها النيران ..
ليعيد أنظاره ل عبد الخالق قائلاً : انا اهنه كبير البلد بعد ابوي يا عبخالق واللى أقوله يمشي علي الكل .. اياك مفكر أن محدش هيحسبك على اللي عملته اياك لا رحيم هيحاسبك بتك مش هتتجوز في السن دا والفلوس اللي خدتها من حسن ترجعاهله تانى لحد ما بتك تكبر وبعد أكده تشوف قرارها ..
ليقف رحيم بذلك الشموخ الذي الذي هابه الجميع بينما محمود كان ترتسم علي ثغره تلك الابتسامه فهو واثق من رحيم وبأنه قادر على حمايه البلده .. بينما كان القلق ينهمش قلبه من مجدي وقراراته الطأشه ..
تحدث رحيم بصوتِ عال ارتعدت بيه القلوب قائلاً : من اهنه ورايح اللى هيغلط هيلاقي حسابه .. والقصر مفتوح لاي شكوي لكان ومفتوح للكل ..
ليوجه حديثه لعمه قائلاً : وكبير البلده دى اسمه رحيم الهوارى محدش غيره ..
ليعدل عبائته ويصعد على الفرس الخاص بيه ليعود للقصر مره اخرى .. ليفكر مراراً كيف سيجد عمته وابنتها ..
بينما يتجلي الغضب على وجه مجدي ووليد ..
ليجول بخاطر وليد صوره تلك الفتاه التي علم بأنها الحبل لهدم رحيم الهوارى وهدم شموخه .. بالطبع لن يجد احسن من شقيقته لهدمه بيها ..
**************************
بينما على الجانب الآخر ..
تجلس بجانب والدتها الراقده في تلك الحجره وتلك الدموع تتجمد بداخل مُقلتيها ..
فهي طبيبه ولكنها تعجز عن علاج والدتها .. علاج والدتها يكلفها الكثير فهي باعت كل ما تملك والآن لا تعرف من اين تأتي بالتكاليف التي تحتاجها لإجراء العمليه الخاصة بوالدتها..
بكت فيروز بكل ما أوتت من قوة داعيه الله بأن تأتي بحل لتلك المشكله التي وقعت فيها ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أصفاد الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى