روايات

رواية أحببت مشوها الفصل السادس عشر 16 بقلم أمنية أشرف

رواية أحببت مشوها الفصل السادس عشر 16 بقلم أمنية أشرف

رواية أحببت مشوها الجزء السادس عشر

رواية أحببت مشوها البارت السادس عشر

رواية أحببت مشوها الحلقة السادسة عشر

طرقت تالين على باب غرفة سما طرقتين متتاليتين ثم فتحت الباب وادخلت رأسها وهتفت : سما… هنا جت وعاوزه تدخل تشوفك
تجهمت ملامح الفتيات وعم الصمت على الغرفة ونظرت سما لفريدة بحزن فشغلت فريده نفسها بأن نظرت الي أدوات التجميل أمامها كي لا يظهر على وجهها اي شئ…هزت سما رأسها بيأس ثم قالت: تمام يا تالين دخليها
اومأت تالين ودخلت وأفسحت الطريق لهنا كي تدخل خلفها… دخلت هنا بإبتسامة مشرقة وصافحت الجميع بمودة حتى وصلت الى سما فضمتها بمحبة وقالت: ما شاء الله زي القمر يا سما… ربنا يسعدك يا حبيبتي ويفرح قلبك
ابتسمت سما وربتت على ظهرها وقالت: حبيبتي يا هنا تسلمي يارب
ابتعدت هنا وهتفت ببؤس وهي تنظر الي فستان سما وملامحها المزينة بحرفية: كان نفسي اكون معاكي من اول اليوم… بس للأسف كان عندي حالات كتير جدا في المستشفى ومكنش ينفع اسيبهم
ابتسمت سما بتفهم وقالت بمودة: ولا يهمك يا حبيبتي… البنات كانوا معايا وقاموا بالواجب وزيادة… ربنا يخليهم ليا
نظرت لهم هنا بإبتسامة وقالت: ربنا يخليكوا لبعض.. واتمنى تشرفوني كلكم في فرحي وتقفوا معايا كدا بردو… واعتبروني زي اختكم
أومأن الفتيات بإبتسامة لبقة دون رد.. ونظرن الي فريدة بطرف اعينهن فبلعت فريده الغصة في حلقها بصعوبة وهي تتخيلها عروس تزف الي سيف
ولم تتحمل تخيلاتها فأسرعت الي الخارج قائلة: انا هطلع اشوف فارس.. عشان كنت عاوزه منه حاجه
خرجت واغلقت الباب خلفها ووقفت تتنفس بعمق كى تهدأ وتكتم غصة البكاء التي كادت ان تخنقها
ولكن غفلتها دموعها وطرفت تنزل من عيونها تشاركها حزنها… غضبت فريدة من نفسها ومسحت وجهها بعنف وهي تتمتم: ميستاهلش يا فريدة.. ميستاهلش
هزت رأسها بقوة وشجعت نفسها وانزلت القناع الجليدي وخرجت تبحث عن اخيها
كان فارس واقف يشعر بالقلق والتوتر من اجل اخته حتى رأها تأتي من آخر الممر ففتح لها ذراعيه بصمت فأسرعت فريدة وألقت نفسها بين أحضانه ضمها فارس بشدة وهمس: انتي كويسة يا حبيبتي
سندت فريدة وجهها على صدره وأومأت برأسها إيجابا فرسم فارس ابتسامة حزينة على شفتية وقال: ايوا كدا… مفيش اي حاجه تستاهل انك تزعلي عشانها
هزت فريدة رأسها بصمت غير قادرة على قول شئ
فشدد من فارس من ضمه لها وهو يبثها دعمه وحبه لها
اقتربت تالين منهم ووضعت يدها على وجهها وقالت بدارما مبالغ فيها: اه… فارس وفريده لااااا انا مش مصدقة عنيا
كتم فارس ضحكته وابعد فريدة عنه بخوف مصطنع قائلا: تالين صدقيني هي اللي غرغرت بيا
نظرت له تالين بحزن مصطنع وغمغمت: مصدقاك يا حبيبي… وعارفه هي قعدت تبصلك بعيونها الزرقا دي فأنت مقدرتش تقولها لاء
هز فارس رأسه بتأكيد: ايوا عيونها الزرقا هي السبب
كانت فريدة تتابعهم بدهشة ثم انفجرت في الضحك وهي ترى تمثيلهم المتقن والمضحك في نفس الوقت
ابتسم فارس بسعادة ونظر لتالين بمحبة وهو يشكرها بعينيه ان حاولت أخراج فريدة مما هي فيه
بعد بعض الوقت
حضر فادي ووالدته وبعض من اقرابة واصدقائة
ورحب بهم سيف وفارس… ثم وقف فادي ينتظر عروسة حتى تخرج إليه
كانت سما تشعر بالخجل والتوتر الشديد وهي تخرج الي فادي الذي ينتظرها وهو يحمل باقة من الورد كي يعطيها لها اقتربت سما بخجل ووقف فادي يتأمل جمالها ورقتها الشديدة وملابسها المحتشمة
وحجابها الذي يزيدها جمالا على جمالها
مد لها باقة الورد فأخذتها بيد مرتعشة وهي تشكره
فأبتسم فادي بسعادة واتجه معاها الي المكان المخصص لهم جلست سما وجلس فادي بجانبها
وقال هامساً بصوت منخفض: مبروك يا ام فهد
كست الحمره وجه سما وهي تتذكر اول لقاء لهما حينما اخبرها انه ينوي ان يطلق علي ابنه اسم فهد كي يكمل مسيرة حرف الفاء في العائلة.. فهزت رأسها بلا معني غير قادرة على قول شئ من شدة خجلها
عند فارس وتالين
همس فارس بجوار أذن تالين قائلا : عقبالنا
اتسعت ابتسامة تالين وهتفت بتضرع: يارب
ضحك فارس على جنونها وقال وهو ينظر الي العروسين: سما وفادي لايقين على بعض جدا
أومأت تالين برأسها إيجابا وتمتمت وهي تتابعهم بمحبة: ايوا وحلوين اوي ما شاء الله… انا مبسوطه عشان سما جدا
سلط فارس عيونه عليها ممتن لوجودها المبهج بجواره وهمس: وانا كمان جدا
هتفت فريدة من خلفهم بغيظ: انتوا بترغوا في اي
نظرا إليها بمفاجأه فحشرت نفسها بينهما وابعدت تالين برفق قائلة: ابعدي كدا شوية عاوزه اقف جنب اخويا
نظرت لها تالين بتعالي ثم ابتعدت خطوة واحدة فتعلقت فريدة بيد فارس واخرجت لسانها لتالين بإغاظة فهزت تالين رأسها بيأس وهي تضحك على مشاغبتها معاها وفي دخلها تعلم إن فريدة ليست على ما يرام وتفعل ذلك كي تظهر بمظهر اللامبالي
وكانت محقة في ذلك ففريدة كانت تتابع هنا وهي تتحدث مع سيف وتتضاحك معه بقلب يتألم من كثرة الوجع
………………………..
في فيلا عمران
دخل آسر من باب الفيلا واتجه الي الدرج كي يصعد الي غرفته ولكن اوقفه صوت عمران الذي صدح بقوة: آسر
تشنج كتف آسر واستدار يتطلع إليه قائلا: نعم يا بابا
تحرك عمران وقال: ورايا ع المكتب
زفر آسر بضيق واتبعه مجبرا
دخل المكتب وقال: خير يا بابا عاوز ايه
ظل عمران يتطلع اليه بصمت لعدة دقائق وآسر يكتم غضبه بصعوبة حتي تكلم عمران أخيرا قائلا: انا قررت اخطبلك
نظر له آسر بدهشة وأردف بسخرية: والله بجد
أومأ عمران بجدية فقال آسر بتساؤل ساخراً: ومين سعيدة الحظ إن شاء الله
جاءه رد عمران الصادم: تالين السيوفي
اتسعت عين آسر بشدة وهتف برفض قاطع: مستحيل
شبك عمران يده على المكتب أمامه وقال بهدوء: مستحيل ليه
تلجلج آسر وهتف بتلعثم: عشان ع… عشان مبحبهاش
هز عمران كتفية وأردف: عادي تحبها بعد الجواز
هز آسر رأسه بنفي: لا لا مش هينفع
ضرب عمران على المكتب بيده وهتف بحده: آسر…. بلاش شغل العيال الصغيرين دا… انا خلاص قولت كلمتي وهتتنفذ
تنفس آسر بعنف يكتم غضبه وقال بتروي : بابا… انا شاكك ان ف.. ف.. فارس بيحبها
رفع عمران حاجبه وضحك بسخرية قائلا: فارس… اها… واي المشكله
شحب وجه آسر وغمغم: انت عارف صح
هز عمران رأسه فأردف آسر بحزن: وعاوز تحرق قلبه مش كدا
ضحك عمران ونظر لآسر بقوة وقال بمزاج رائق: ايوا انت كدا ابتديت تفهمني
تألم قلب آسر ونظر اليه بكره قائلا: بس انا مستحيل اعمل كدا
حرك عمران القلم بين يديه وهمهم بتفكير: اممم….مستحيل تعمل كدا… ليه بتحب فارس اوي… مش فارس دا اللي حاول يقتلك قبل كدا… مش هو بردو اللي حبسك وكان هيولع فيك
هز آسر رأسه بعنف كي يبعد الصور التي بزغت أمام عينه وهتف بنفي هستيري: لاء…لاء….. مش هو… مش هو… هو قالي لاء
تمتم عمران وكأنه حية تبخ سمها في أذن آسر: دا مكنش كلامك وقتها
هتف آسر مبررا: مكنتش في وعيي وقتها وهو اللي انقذني… مستحيل كان يعمل كدا وبعدها يحاول ينقذني مستحيل
تكلم عمران بجدية: هو اللي عمل كدا وأعترف بنفسه كمان
وضع آسر رأسه بين كفية وقال بتعب: كان وقتها عاوز يوجعني عشان اتهمته ومصدقتوش.. بس بعدها لما فكرت عرفت اني غلطان
هز عمران رأسه وهتف بقوة: لا مش غلطان يا آسر هو اللي عمل كدا… ومتنساش سالي اللي خدها منك وهو عارف انك كنت بتحبها
تذكر آسر خيانة فارس له وتألم قلبه وظل عمران يبخ سمه في أذن آسر حتى هتف آسر بسواد وكره: تمام.. موافق
اتسعت ابتسامة عمران بخبث وهو يتوعد فارس بداخله فهو ينوي ان يسلبه كل شئ حتى يعود الي كنفه مره اخرى
……………………
تعالت الزغاريد بشدة وفادي يضع خاتمه بيد سما التي كانت ترتجف من الخجل والتوتر حتى كادت ان تسقط الدبلة من يديها وهي تضعها بيد فادي الذي كان يطير من السعادة وهو يشاكسها ويزيد من خجلها… راقبتهم فريدة بمحبة وعيون دافئة وما إن رأت انشغال الجميع اتجهت الي الشرفة كي تستجمع قوتها التي انهارت بسبب رؤية سيف بجوار خطيبته التي اخذت مكانها… لمحتها عين سيف التي كانت تخونه وتبحث عنها دائما وما ان انشغلت هنا حتى اسرع خلفها.. دخل الي الشرفة ووقف يتأمل وجودها الذي يملئ قلبه بالدفئ ثم همس من خلفها : فريدة
اضطربت دقات قلب فريدة ودوت بصخب كمفرقعات العيد فأغضمت فريدة عينيها وهمست تعنف قلبها بسخط: اهدى واسكت انت السبب في اللي انا فيه
تحرك سيف ووقف بجانبها وقال بهمس حتى لا يخدش السكون من حوله: فريدة انا آسف
رفعت عيونها تنظر إليه بصلابة هي ابعد ما يكون عنها وقالت بسخرية : آسف…. آسف ع اي يا دكتور سيف… هو انت كنت دوست على رجلي من غير ما تقصد
تألم قلب سيف وهو يستشعر جرحها العميق بسببه فقال بندم: انا عارف اني جرحتك بس كان غصب عني كنت مقهور يا فريدة….. كنت شايف نهايتنا قدام عنيا فقولت ادبح نفسي واقطع كل الخيوط ما بينا عشان اقدر انساكي
لمعت عيون فريدة بالدموع وهتفت بصوت متحشرج: انت مدبحتش نفسك يا سيف… انت دبحتني انا…. انا ادمرت بسببك
بلع سيف الغصة التي سدت حلقة بصعوبه وقال: سامحيني يا حبيبتي انا آسف
ضحكت فريدة بسخرية والدموع تنساب على وجهها وهزت رأسها قائلة: اتأخرت اوي يا سيف.. اوي
هز سيف رأسه بنفي: لا متأخرتش… انا عندي استعداد اصلح كل حاجه ونرجع تاني لبعض
نظرت له فريدة بصدمه ولكنها مسحت دموعها بحده وهتفت: نرجع….. بس انا مبقتش عاوزاك يا سيف
تجهمت ملامح سيف وقال بحده: بتكدبي يا فريدة… انتي لسه بتحبيني زي ما بحبك
نفت فريدة بشدة وقالت بقوة: كنت بحبك… بس دلوقتي لاء خلاص… انت صفحة واتقفلت ومش هرجع لها تاني
تنفس سيف بعنف وصرخ: مستحيل… انا عارف انك بتقولي كدا عشان تجرحيني زي ما جرحتك
احمرت عيون فريدة وهتفت بعنف: انت ليه فاكر ان حياتي كلها بتدور حواليك… انت ليه مدي لنفسك اكبر من حجمك
جز سيف علي اسنانها وقال من بينهم بحده : عشان عارف ان كل حياتك بتدور حواليا فعلا يا فريدة… انتي اللي كنتي بتقولي كدا… اني كل حياتك
لمع الجنون في عين فريدة ولكزته في كتفه بقوة وهي تصرخ بهستيريه: انا بكرهك يا سيف… بكرهك… انت اكتر حد حبيته… واكتر حد كرهته
امسك سيف ذراعيها وكبلها بين احضانه وهو يشعر بالخوف عليها بسبب حالاتها الهستيريه هذه… ظلت فريدة تقاومة وهو يهدأها قائلا بهمس: خلاص اهدي انا آسف…. آسف
نشجت فريدة بقوة ودموعها تغرق وجهها ومازالت تغمغم: بكرهك… بكرهك
احتضنها سيف بقوة وهو يهدهدها حتى سكنت تماما وخف نشيجها وما ان وعت لحالتها حتى ابتعدت عنه ومسحت دموعها وتركته وركضت تخرج من الشرفة شيعتها عين سيف بحزن وهو يشعر ان قلبه تركه وفر خلفها كي يظل بجانبها ولم يرى تلك التي سمعت حديثهم منذ بدايته وخيط من الدموع ينساب على وجهها
بعد عدة ساعات
انتهى حفلة الخطبة على قلوب فرحة تحلم بالحياة الافضل وقلوب اخري تعاني من الآلم و أخرى تخطط كي تبدأ حياة جديدة بقرارات جديدة و لا تدري ان هناك من يخطط ان يحول بينها وبين سعادتها ومن سيحول حياتها الي جحيم
…………………..
بعد عدة ايام
كانت تالين تستقل السيارة بجانب فارس وهما عائدين من العمل عبثت تالين بمشغل الاغاني وتمتمت بسخط: مفيش ولا اغنية عدلة اي دا
زفر فارس بضيق: كفايه بقا يا تالين انا مش عاوز اسمع اغاني… دماغي صدعت
نظرت له تالين بحدة واغلقت المشغل بعنف وهتفت: خلاص قفلنا الزفت
عم الصمت على السيارة وتالين تنظر امامها وهي تكتف ذراعيها بعبوس
نظر لها فارس بطرف عينه وهو يرى حالتها المضطربه منذ ان خرجا من الشركة فهتف بمشاكسة: انا مش عارف انتي مضايقة نفسك ليه
نظرت له تالين بتعالي وهزت كتفيها بلا معني وقالت: وانا هضايق ليه… دي واحده مالهاش لازمه اصلا
هز فارس رأسه بتأكيد: ايوا بالظبط واحده ملهاش لازمه وانا واقفتها عند حدها
ضحكت تالين بسخرية: حصل واقفتها عند حدها
فعلا…. دا انا داخله عليكم وانت عمال تضحك وتهزر معاها
كتم فارس ضحكته وقال ببراءه : كنت بجاملها مش اكتر
تنفست تالين بعنف وهى تكتم غيظها كي لا تنقض عليه هو الاخر وهتفت: بس انا اللي غلطانه كان لازم اجيبها من شعرها
اتسعت عين فارس ونظر اليها مصعوقا ثم انفجر في الضحك
نظرت له تالين بغيظ وهتفت وهي ترفع سبابتها بتحذير: يكون في علمك اني دي آخر مره هسمحلك تحضر اجتماع مع الست دي من غيري…. لاما والله المرة الجاية ما هتعرف ايه اللي هعمله فيها
هز فارس رأسه بخوف مصطنع وقال: تمام اللي تشوفيه
نظرت له تالين واتسعت ابتسامتها برضا
بعد قليل
اوقف فارس السيارة أمام فيلا والد تالين فحملت حقيبتها وفتحت الباب فأوقفها صوت الذي قال فجاءه: بحبك
ارتفعت دقات قلب تالين وارتسمت ابتسامة جميله على شفتيها ونظرت إليه بعيون ممتلئه بالكثير من المشاعر المعلنة وغير المعلنة
فغرق فارس في سواد عيونها الذي يشبه بئر عميق لا قرار له
قطع فارس التواصل البصري بينهم وهو يتنحنح بحرج وهتف: هتنزلي ولا
هزت تالين رأسها كي تخرج من الحالة التي تلبستها وقالت: ايوا هنزل… سلام
نزلت واغلقت الباب وأشارت له ثم استدارت ودخلت الي بوابة الفيلا… ما ان اطمن على نزولها أدار السيارة واكمل طريقة
دخلت تالين الي الفيلا بوجه مضئ وابتسامة متسعة ولكن تلاشت ابتسامتها واضطربت دقات قلبها بخوف وهى تتمتم بصدمة: معاذ
وقف الشخص المسمي بمعاذ واقترب منها قائلا بإبتسامة عريضة: واخيرا يا تالي…. ينفع تخليني استناكي كل دا… بس انا معنديش مانع استناكي العمر كله
سقط قلب تالين بين قدميها وقالت بصوت هارب منها: انت وصلت امتى
رد معاذ بإبتسامة: النهارده الصبح
تدخل محمود الذي كان يتابع الحوار: اي يا تالي انتي مش فرحانه برجوع معاذ ولا ايه
نظرت له تالين بتوهان وقالت: هاا… اكيد فرحانه طبعا.. حمدلله ع السلامة يا معاذ
ابتسم معاذ وقال: الله يسلمك يا حبيبتي
هزت تالين رأسها وهتفت: انا هطلع ارتاح عشان تعبانه اوي النهارده
نظر لها محمود بلوم: انتي مش هتتعشي معانا ولا ايه
ردت تالين بتعب: لا يا بابي… انا عاوزه انام
تدخل معاذ بلباقة: خلاص يا عمي خليها ترتاح… واحنا الايام جايه كتير هنتعشي ونتغدى ونفطر كمان مع بعض
ابتسم محمود وهزت تالين رأسها واتجهت تصعد الى غرفتها
دخلت تالين الي الغرفة وجلست على الفراش ووضعت رأسها بين كفيها وهمست بإنهيار : يا نهار اسود هطلع من الورطة دي ازاي
………………….
دخل آسر الي غرفة مكتب عمران وقال: حضرتك طلبتني
هتف عمران بمزاج رائق: ايوا يا آسر ادخل
نظر له آسر بأندهاش وقال : في ايه
اتسعت ابتسامة عمران وسأل: تعرف مين وصل مصر النهارده
هز آسر رأسه بنفي فأدرف عمران بسعادة: معاذ السيوفي
شحب وجه آسر وكرر بذهول: معاذ
أومأ عمران برأسه إيجابا وقال: ايوا معاذ… اكتر واحد
بيكره فارس وبيتمنى يمحيه من ع وش الدنيا… تخيل هيحصل اي لما معاذ يعرف إن فارس وتالين بيحبوا بعض
شعر آسر بالضياع وغمغم: انا مبقتش فاهم اي حاجه… انت عاوز توصل لأيه بالظبط…. من كام يوم كنت بتقولي اخطب تالين عشان تحرق قلب فارس.. ودلوقتي انت بتقول معاذ هيعمل اي لما يعرف عن فارس وتالين …. انت كدا مش هتحرق قلب فارس… انت هتحرق فارس نفسه
هتف عمران بقوة: فارس هو اللي حرق نفسه بنفسه
شعر آسر بضيق التنفس فتنفس بعمق كي يهدأ الحالة التي اصابته ثم وقف وصرخ بقوة: انا برا اللعبه دي…. سمعت انا مش معاك… مستحيل اعمل في فارس كدا مستحيل
ثم تركه وخرج من المكتب وهو يردد الكلمات وكأنها ترنيمه تتردد على مسامعه بإستمرار
بعد بعض الوقت
وصل آسر الي فيلا عمران بصعوبة وهو يترنح من التعب ثم صعد الدرج ودخل الي غرفة فارس وهو غير قادر على التقاط انفاسه… فزع فارس وهرع إليه سريعا وهتف بخوف: في اي… في اي
ضاقت انفاس آسر بشدة وقال بصوت ضعيف متقطع: م م م ش عاارف اخ..د نَفسي هموت
سقط قلب فارس بين قدميه وقال وهو يسنده: اهدى مفيش حاجه… متخافش
اجلسه على الفراش وهرع الي الكومود واخرجه منه البخاج واقترب منه ووضعه في فمه وهو يساعده في إعادة انفاسه الهاربه منه ظل يعاني لدقائق حتي انتظمت انفاسه وخف شحوب وجه فأخرج فارس بعض الاقراص ووضعها في فمه وقرب كوب الماء من فمه كي يبتلعها
اغمض آسر عينيه فساعده فارس على الاسترخاء وخلع له حذاءه كي ينام براحه
ظل فارس ينظر إليه وهو نائم بخوف فآسر لا يتعرض لهذه الحاله إلا اذا تعرض للضغط الشديد والقلق والتوتر ماذا الذي يجري مع آسر كي يصل الي هذه الحاله المرعبة
بعد عدة ساعات
استيقظ آسر فأنتبه فارس له وسأل بلهفه : انت كويس
هز آسر رأسه بتعب وابتسامة حزينه ترتسم على شفتيه
سأله فارس بخوف: اي اللي حصل وخلاك توصل للحاله دي
رد آسر بصوت ضعيف: مفيش حاجه
ضحك فارس بسخريه وهتف: اكدب ع حد غيري…. انا حافظك زي خطوط ايدي يا آسر
اشاح آسر بوجهه بعيدا فأردف فارس: عمران بيخطط لأيه المره دي
ابتسم آسر بسخرية وقال بضعف : المرة دي هنروح احنا الاتنين فيها يا فارس
جعد فارس حاجبيه وسأل: يعني اي مش فاهم
بلع آسر ريقه بصعوبة ورد: معاذ رجع مصر
هز فارس رأسه وسأل: معاذ مين
رد آسر بصعوبة: معاذ السيوفي
ابتسم فارس وهتفت بهدوء: حمدلله ع السلامة.. اي المشكلة
اتسعت عين آسر وصرخ: اي المشكله… انت مش في عقلك ولا اي يا فارس
ربت فارس على كتفه وقال: طب اهدى بس وبلاش تتعصب
اغمض آسر عينيه وقال: صدقني يا فارس انا مش مطمن عمران ومعاذ هيتفقوا مع بعض ومتنساش العدواة القديمه اللي ما بينا فهيدمرنا احنا الاتنين
شرد فارس يسترجع كل ما حدث في الماضي وقال: ولا يقدر يعمل حاجه
هز آسر رأسه بيأس وهتف: متتطمنش اوي كدا معاذ زي الحية بيقرصك من غير ما تحس… ومش بعيد يدمر عمران نفسه قبلنا
حك فارس رأسه وقال بعد تفكير: يبقا احنا المفروض نكسب معاذ لصفنا
جعد آسر حاجبيه وسأل: هنعمل كدا ازاي
ابتسم فارس وقال بشرود مفكرا: انا هتصرف متقلقش
حرك آسر رأسه وتمتم بشكل فكاهي : انا مش مطمن
انفجر فارس في الضحك وشاركه آسر وكلا منهما خائف من القادم الذي يحمل الكثير في جبعته
……………………………..
دخل الى الغرفة بخطوات بطيئه غير محسوسة
وظل يتحرك في الظلام كشبح مخيف حتى وصل الى الفراش فجلس عليه وقرب وجهه من تلك النائمة بعمق يتأمل ملامحها رائعة الجمال بعيون تمتلئ بالرغبة والخبث والتملك مرر يده على وجهها بمشاعر حسية جريئة حتى نزل الى رقبتها فأنتفضت من نومها وصرخت بفزع حتى ملئ صراخها الفيلا بأكملها

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أحببت مشوها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى