روايات

رواية القاسي الحنين الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم بسنت جمال

رواية القاسي الحنين الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم بسنت جمال

رواية القاسي الحنين الجزء الحادي والعشرون

رواية القاسي الحنين البارت الحادي والعشرون

رواية القاسي الحنين الحلقة الحادية والعشرون

أفاق حازم مرهقا بشدة من العملية ، لا يستطيع التحدث من شدة تعبه ولكن طمأنهم الطبيب أنه عرض لكمية البنج الذى تناوله ، أما عن الحركة فكما توقع الطبيب فحازم لا يشعر بقدميه، ولن يستطيع المشي مرة أخرى إلا بالمواظبة على جلسات العلاج الطبيعي مع العلاج النفسي .
صلاح : مالك يا حازم شكلك متضايق ، مش تحمد ربنا على إللى احنا وصلنا ليه .
حازم بتعب : ألف حمد وشكر طبعا.
صلاح : الدكتور بيقول دى معجزة ، ربنا كريم ورحيم بينا أوى.
حازم بابتسامة : كله بفضل دعواتك ليا.
صلاح : كله بفضل ربنا.
حازم : ونعم بالله ، عاوزين نكلم ماما نطمنها إنى عملت العملية .
صلاح : حاضر .
في القاهرة في فيلا حازم
نبيلة بلهفة : أيوة يا صلاح ، طمنى على حازم ، أوعى تقول إنه دخل العملية من غير ما يكلمنى، ده بقاله يومين مسمعتش صوته ، أوعى يكون تعبان.
صلاح : اصبرى يا نبيلة ، حازم أهو وزى الفل ، وعمل العملية ونجحت الحمد لله .
نبيلة بصراخ : إييييه ؟ عمل العملية ؟ امتى وإزاى ؟ طيب هو ، هو كويس ، طيب أسمع صوته .
صلاح مهدئا : اهدى بالله عليك ، أهو جنبي وهو إللى طلب نكلمك ، معاك أهو.
حازم بوهن : أيوة يا ماما.
نبيلة ببكاء : حازم ، ابنى ، حبيبي.
لم تستطع الحديث وأخذت تبكى وتبكى حتى أتى على صوتها كل من في المنزل ، تجمع حولها الجميع بخوف وذعر.
على بخوف : في إيه يا ماما؟
نبيلة ببكاء : حازم ، حازم ، العملية ، العملية.
لم يفهم منها على شيئا ، أخذ الهاتف منها حتى يعرف ماذا حدث؟
على بترقب : ألو ، مين ؟ حازم عامل إيه يا حبيبي؟ إيه بتقول إيه ؟ بجد … طيب طمنى عليك … أنا مش مصدق نفسي … ألف حمد وشكر ليك يارب … طيب ارتاح … ارتاح أنت … أنا على أول طيارة وجايلك … مفيش نقاش … اقفل أنت وارتاح .
أغلق على الخط ، واحتضن والدته ، وأخذت تبكى بين أحضانه ، الجميع يبكى فرحا على نجاة حازم ، داعين الله أن يتم شفاؤه على خير.
نبيلة : أنا جاية معاك .
على بحنان : مش هقدر أقولك لا .
سافر الجميع نبيلة وعلى وفارس وكريم إلى لندن ، لم تقدر أروى على السفر بسبب أولادها ، أما ياسمين طلب منها على أن تظل مع أروى ، كانت هذه الزيارة نقطة تحول كبيرة فى حالة حازم النفسية ، شعر بحب الجميع ، رأى السعادة داخل عيونهم ، هذه الفرحة أعطته دافعا كبيرا على مواصلة العلاج ، برغم تعبه الشديد إلا أنه أصر على المواصلة.
يجلس حازم مع أصدقائه فارس وكريم يتنافشون في أمور عدة في العمل .
فارس : ارحم نفسك بقى واطمن الشغل كله تمام.
كريم : ولا أنت مش واثق فينا .
حازم بابتسامة : لا إزاى ، ده أنا من غيركوا مكنتش عرفت أعمل الشركة ، ولا قدرت أوقفها على رجلها .
كريم : يبقى تطمن وترتاح عشان صحتك.
حازم بتردد : فارس ، مفيش أخبار عن فرح ؟
فارس بمشاكسة : قول كده من الأول عمال تلف وتدور عشان تسأل عليها .
حازم : اخلص وقول أخبارها إيه؟
فارس: زى الفل ، اشترت محل ، وبدأت تشتغل ، والكل يشكر في شغلها أوى ، اسمها بيكبر بسرعة .
حازم بمرارة : ربنا يوفقها ، أى حاجة تحتاجها ساعدها يا فارس بس طبعا من بعيد لبعيد.
فارس : أكيد يا صاحبي .
كريم : اتشطر أنت بس وخف بسرعة عشان ترجع لها تانى.
حازم : تفتكر هينفع ؟؟؟
كريم : أكيد لما تعرف أسبابك هتسامحك ، خلى عندك أمل.
حازم : إن شاء الله.
كريم : لو تحب تنزل مصر وتكمل علاجك هناك احنا ممكن نشوف أحسن مكان ونحجز لك فيه.
حازم برفض: لا ، أنا مش راجع مصر إلا لما أقف على رجلى تانى.
استقر صلاح ونبيلة في لندن حيث رفضا العودة وترك حازم بمفرده أثناء مواصلة العلاج ، أما أحمد وعلى رجعا مرة أخرى لمتابعة أعمالهما، ولكن كان يزوران حازم باستمرار، ونفس الحال مع كريم وفارس ، كان يسافر كلا منهما بمفرده والآخر يبقى لمتابعة أعمال الشركة .
تحسنت حالة حازم الصحية ولكن ببطء شديد ، ولكن الشئ المطمئن أن هناك تحسن حتى وإن كان بطيئا ، يواظب دوما على جلسات العلاج الطبيعي، كانت مرهقة جدا ولكن إرادته وإصراره على العودة مجددا كانت أقوى من أى شئ.
أما عند فرح نجدها تحقق نجاحا كبيرا بسبب مهارتها وإصرارها على النجاح حتى تثبت للكل أنها أقوى من أى شئ ، بدأ مشروعها يكبر ويكبر ، واسمها بدأ يلمع في عالم سيدات الأعمال ، لم تفكر مطلقا فى يوم أن تسأل عن حازم أو تتابع أخباره ، كل ما يهمها عملها ، فهى مثلما قالت لوالدتها أن حازم بالنسبة لها صفحة وقطعتها من كتاب حياتها ، بالطبع أنت كاذبة يا فرح .
بعد مرور عام ونص
تهبط طائرة آتية من لندن على أرض مطار القاهرة ، ينظر من شباكها شابا وسيما على وجهه ابتسامة اشتياق لكل قطعة من أرض الوطن، اشتياق لكل الأشخاص الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم ، يشع من عينيه بريق أمل على الحياة مجددا مع من يحب ، تتسع ابتسامته كلما أوشكت الطائرة على الوقوف.
” حمد لله عالسلامة يا حازم ”
قطع تفكيره وتأمله صوت والده.
حازم بابتسامة واسعة : الله يسلم حضرتك.
نبيلة : نورت الدنيا يا حبيبي.
حازم بحب: بنورك يا ست الكل ، تعبتكوا معايا الفترة إللى فاتت.
صلاح: انسى بقى إللى فات، وفكر فى إللى جاى.
نبيلة : كل إللى جاى حلو إن شاء الله.
حازم بأمل : يااارب.
تفاجأ حازم بعدم وجود إخوته وأصدقائه في استقباله ، ولكن لا يهم يكفى تعبهم معه الفترة الماضية، فحازم بعد تجربة مرضه تغير كثيرا ، ولا مجال الآن للحزن ؛ فطبيبه أوصاه على ضرورة الحالة النفسية له .
فى فيلا حازم
دخل حازم ووالده ووالدته الفيلا وكلهم اشتياق لها ، ولكن اشتياق حازم مختلف فهو توقع أنه لن يعود لها مرة أخرى .
دخل حازم وتفاجأ بوجود الجميع في انتظاره ، إخوته وزوجاتهم وأقاربه وأصدقائه وكل محبيه، كان الجميع في حالة فرحة كبيرة لعودته سالما مرة أخرى ، كانت لحظات سعيدة عليه ، كان يبحث بعينيه عنها لعله يجدها بين هذا الجمع ، ولكن كيف لها أن تأتى هنا وهى غاضبة منه بل كارهه له ، الآن أمامى مهمة كبيرة لاستعادتها مرة أخرى داخل أحضان قلبي.
أما عند فرح ، نجدها أصبحت شخصية أخرى مختلفة تماما عن ذى قبل ، شخصية جادة جدا ، لا تقبل الهزار من أى شخص مهما كان قربه منها ، أصبحت حادة الطباع ، الكل يهابها ، متفانية جدا فى عملها ، حتى ملامحها صارمة ، اختلفت تماما حتى في مظهرها وملابسها ؛ حيث تخلت عن ملابس الأطفال مثلما كان يقول حازم و التى كان يعشقها مثلما كان يقول ، أصبحت كلاسيكية أكثر ، أظهرت بهذه الملابس جانب جديد من شخصيتها الحادة ، عندما ترى فرح كإنك رأيت حازم القاسي ؛ فلقد دخلت داخل شخصيته.
أما في عملها فقد أصبحت شركتها من أوائل الشركات في هذا المجال ، نعم شركة ؛ فلقد تحول المكان الصغير إلى شركة كبيرة ، يعمل بها الكثير والكثير ، أما هى مجرد متابعة على هذه الأعمال ، لا تجد مناسبة كبرى ولا حدث على مستوى عال إلا وتجد اسم فرح مزين عليه.
في شركة الفرحة
تجلس فرح على طاولة الاجتماعات ، تناقش مع مهندسي الديكور بعض الاستعدادت لحفلة كبرى على مستوى عال في الدولة.
فرح بجدية : الحمد لله تم اختيار الشركة عشان تنفذ تصميم لمؤتمر الدولة للتجارة والصناعة فى الغردقة ، الحدث كبير ومهم ، والكل بيتابع المؤتمر ده ، لازم أفكارنا تبقى مختلفة وعلى مستوى الحدث ، إن شاء الله أنا إللى هنفذ بنفسي التصميمات دى ، بس أكيد إللى عندوا فكرة مختلفة يعرضها عليا .
سمية باستغراب: من زمان معملتيش حاجة بنفسك .
فرح : الحدث كبير ، وطالبينى بالاسم.
سمية : يا عم الكبير.
نظرت لها فرح بحدة أسكتتها ؛ فهى لا تقبل مثل هذا الكلام من أى شخص حتى لو صديقتها .
عاد حازم لمتابعة عمله مرة أخرى ، اشتاق لشركته و عمله ومكتبه وللموظفين ولكل شئ ، كان الجميع يعلم بموعد عودته ؛ فنظموا له حفلة بسيطة تعبيرا عن فرحتهم .
حازم شاكرا: أنا متشكر جدا على المقابلة الجميلة دى ، أنا شايف وشوش كتيرة جديدة ، أهلا بيكوا ، معلش بقى متأخرة ، إن شاء الله نفضل كده أسرة واحدة ، مرة تانية شكرا ليكوا.
ذهب الجميع على مكاتبهم ، وظل كريم وفارس معه ، يطلعاه على كل مستجدات الشركة .
حازم : كفاية كده النهاردة.
كريم بقلق: إيه تعبان ولا حاجة ؟
حازم : لا متقلقش بخير ، بس بحاول ألتزم بتعليمات الدكتور ، مفيش إرهاق ، مفيش توتر ، مفيش زعل .
فارس : ده أنت مذاكر كويس.
حازم بضحك : الحاجة نبيلة ماشية ورايا في البيت بتسمع لى .
ضحك الجميع على أفعال والدة حازم ، فالقلق مازال داخل قلبها حتى بعد شفاء حازم.
شرد حازم قليلا .
كريم : بتفكر في إيه ؟
فارس بمشاكسة : سؤالك غلط ، المفروض تسأله بتفكر في مين ؟
حازم بتنهيدة : فعلا ، بفكر فيها .
كريم : أنا مستغرب أنت لحد دلوقت مرحتش ليها ليه ؟
حازم : خايف من مقابلتها.
فارس: ليك حق تخاف ، دى بقت غول في كل حاجة ، شغل وطباع، محدش بيعرف يتكلم معاها ، عارف بقت بتفكرنى بيك قبل ما تعرفها.
حازم : دى حتى بطلت تكلم أروى .
كريم : إللى حصل مش قليل.
حازم : أكيد .
فارس: يعنى مش هتروح تشوفها.
حازم بقوة : لا طبعا ، أنا رايح بكرة وربنا يستر .
في شركة الفرحة
تنزل فرح من سيارتها بشموخ ، ركبت المصعد ، وذهبت ناحية مكتبها، دخلت ولكن أوقفتها رائحة تعرفها جيدا ، أحست بتوتر عندما استنشقتها، وقفت مكانها للحظات ، أحست بدوار خفيف ، استغربت سكرتيرتها من وقفتها هذه.
منى : صباح الخير مس فرح ، في حاجة ؟ حضرتك مش هتدخلى المكتب ولا إيه ؟
فرح بتوتر : هو في حد كان هنا ؟؟
منى باستغراب: آه ، في أستاذ جوه مستنى حضرتك بقاله ساعة .
أحست بانقباضة داخل قلبها .
فرح بترقب: مين ده؟
منى : مش راضي يقول اسمه.
هزت فرح رأسها ولم تعقب ، واستعدت للدخول ؛ فقلبها يقول أنه هو .
وقفت فرح خلف الباب تستجمع قوتها ، أغمضت عيونها بقوة ، ثم فتحتهما بقوة أكبر ، ناظرة أمامها بحدة تستعد لهذه المواجهة.
فتحت الباب بهدوء شديد ولم تدخل ، وجدته ، نعم هو ، بكامل هيئته وطلته التى تخطفها دوما كلما وقع نظرها عليه ، زادت ضربات قلبها ، علا صدرها وهبط من شدة التنفس .
كان يقف يعطيها ظهره ، التفت لها ببطء شديد يترقب نظرة عينيها ، يترقب لردة فعلها ، نظر داخل عينيها بحنان واشتياق شديد ، قابلته هى بنظرة باردة ….
يا ترى فرح هيكون رد فعلها إيه على الكلام إللى هيقوله حازم ويا ترى هتسامحه لما تعرف حقيقة مرضه ؟؟؟؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القاسي الحنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى