روايات

رواية الشيطان شاهين الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين البارت الثالث والثلاثون

رواية الشيطان شاهين الجزء الثالث والثلاثون

الشيطان شاهين
الشيطان شاهين

رواية الشيطان شاهين الحلقة الثالثة والثلاثون

جفف رئيس الجامعة جبينه و وجهه للمرة
الخامسة على التوالي خلال دقائق قليلة
و هو يستمع لكلام شاهين الذي كان غاضبا بشدة…حمد الله في سره
انه إكتفي بتحذيره على الهاتف و لم يأت
إلى الجامعة بنفسه و إلا لكانت العواقب
وخيمة.
تلعثم و هو يحاول تبرير ما حصل قائلا :”يا شاهين
بيه انا بقدملك إعتذاري بالنيابة على
كل الدكاترة و طلبة قسم الهندسة… بس هما
اكيد مكانش قصدهم إنهم يعملوا حاجة
تضايق حضرتك ….
قاطعه شاهين بصرامة :” مراتي طالبة عندكم
في الجامعة و من حقها تعملوها باحترام.. انا مطلبتش حاجة خارجة عن قدرتكم او إنكم
تعاملواها بإستثناء انا بطالب بحقها
الطبيعي و بس.. إمبارح روحت البيت
منهارة و النهاردة رفضت تروح الجامعة
عشان الطلبة و الدكاترة اللي عندك محسسينها
و كأنها غريبة عنهم و بيتكلموا عليها في الرايحة
و الجاية و كأنها عاملة حاجة غلط….
العميد بتوتر :”حضرتك انا مليش علم باللي
حصل…بس اوعدك إني ححل المشكلة متقلقش ….
شاهين بصوت واثق :” اصلا داه اللي لازم
تعمله…تحل المشكلة دي في أقرب وقت
و لو لزم الأمر إنك تنبه على الأساتذة و الطلبة
كلهم واحد واحد … محدش له دعوة بمراتي.. داه تنبيه ليك
و ليهم و المرة الجاية اقسم بالله لكون
مطربق الدنيا فوق دماغكم كلكم…..
تن تن تن.. حدق العميد أمامه بفزع و صوت
صراخ شاهين مازال يرن داخل رأسه كالمنبه…..
وضع السماعة مكانها ثم جذب ربطة
عنقه ليرخيها بعد أن إصابته نوبة من الاختناق
لهث قليلا قبل أن يترشف كأس المياه
بارتعاش لتتناثر قطرات الماء على سترته و فوق
المكتب….
مسح وجهه و أصابعه بمنديله و هو بتمتم
بقلة حيلة :”يا نهار اسود الحمد لله إنه
كلمني بالتلفون بس و مجاليش هنا و إلا كان زماني مرمي في أي مستشفى … داه إيه المصيبة
اللي مكانتش على بال و على خاطر دي
حتحلها إزاي يا منير…حتحلها إزاي…..
رمى شاهين هاتفه بعد أن أنهى المكالمة
ثم إستقام من جلسته ليقف أمام النافذة
الكبيرة المطلة على حديقة الفيلا
ليشاهد كاميليا تلعب الكرة مع فادي….
إبتسم و هو يتابعها تثبت الكرة أمامها عدة مرات
حتى تقذفها باتجاه الصغير الذي كان
يقف أمامها بمسافة قصيرة و ملامحه تدل
على الضجر…….
غادر المكتب في إتجاهها ليخرج للحديقة
إعترضه فادي الذي كان يزم شفتيه بطفولية قائلا :”بابي تعالى إلعب معايا إنت أحسن
عشان بقالي ساعة واقف هنا مستني الكورة
و مامي مش عارفة تشوطها…..
ضحك شاهين و هو يحمل الصغير الغاضب
بين ذراعيه ليهمس في اذنه بصوت خافت
جدا حنى لا تسمعه كاميليا :” وطي صوتك
لأحسن مامي تسمعك و تزعل مننا…هي متعرفش
تلعب كورة عشان الرجالة بس هما اللي بيحبوا
الكورة….
ضيق فادي عينيه بتفكير قائلا :” يعني
مامي بتعرف تلعب بالعروسة بس….
طبع قبلة عميقة على وجنته المكتنزة
الشهية و هو يومئ له بالايجاب قبل
إن ينزله على الأرض ليهرول الصبي
نحو الكرة بينما كاميليا كانت واقفة مكانها
و تحدق فيهما توجه نحوها شاهين ليقف
أمامها و يطوق
كتفيها بذراعه متحسسا بطنها بيده الأخرى
هامسا في اذنها بصوت رخيم :”واحشاني جدا…
ظهرت إبتسامتها السعيدة مزينة شفتيها
الفاتنتين لتبسط أصابعها البيضاء الرقيقة على
صدره قائلة :” و إنت كمان…..
بملامح مصدومة غير مصدقة لما يسمعه
منها تصنم شاهين مكانه محدقا بها
في ذهول تام…. لا يصدق ما سمعته أذنيه
للتو :”قلتي إيه؟؟؟؟
تساءل و هو يرجوها بعينيه ان تروي
عطش قلبه الذي يناشدها ان تحن عليه
و تمنحه بعض الرضا…..
أفاق على دفعة خفيفة منها من يديها
الصغيرتين و صوت قهقهتها الذي ملأ
الأجواء تلاه ضربة غير قوية على كتفه
من الكرة التي قذفها نحوه فادي….
ضيق حاجبيه مدعيا الغضب و يرمقهما
بنظرات تحذيرية مهددة بالانتقام
هادرا فيهما بحدة مزيفة :” بقى
بتتفقوا عليا….طيب انا حبقى اوريكم…..
أشار الصغير نحو كاميليا التي كانت
تقف خلفه تحتمي به قائلا :” بابي
دي مامي هي اللي شاورتلي عشان أرمي
الكرة ناحيتك…..
شهقت بصوت مسموع و هي تتراجع
إلى الخلف متمتمة:”لالا حبيبي إنت
فهمتني غلط انا كنت بشاورلك عشان
تشوطها هناك مش على بابي….
قطب فادي جبينه بانزعاج قبل أن يجيبها
بطفولية :”مامي إنت شاورتي ناحية بابي…
همهم شاهين و هو يتقدم نحوها بخطوات
بطيئة و نظرات عينيه لا تبشر بخير….
دارت بعينيها يمينا و يسارا بحثا عن مهرب
قبل أن يلتقطها شاهين بين يديه مطوقا
خصرها بقوة هاتفا بمرح :” و أخيرا وقعتي
بين إيديا… مممم اعمل فيكي إيه دلوقتي…..
عضت كاميليا شفتيها بخجل ثم همست
في اذنه :” فادي معانا… و بيبصلنا…
إلتفت لجانبه ليجد الصغير يطالعهما
بنظرات بريئة…
شاهين :”حبيب بابي روح لزينب و قلها
تعملنا كوباتين عصير فراش عشانك و عشان
مامي…..
أضافت كاميليا بصوت متحمس:”و كيكة شكلاطة
و علبة الآيس كريم اللي قلتلها عليها الصبح و
متنساش البيتزا و طبق كشري… انا عاوزة كشري….
قالتها برجاء و هي ترمق زوجها بنظرات لطيفة
هاتفة بحنق عندما رأت نظرات الصغير ووالده
المتعحبة :” في إيه….. البيبي جعان اوي و عاوز ياكل…
أومأ لها الصغير بالايجاب قبل أن ينطلق راكضا لداخل الفيلا….
إلتفت نحو كاميليا من جديد متمتما بتلاعب
:”دلوقتي بقينا لوحدنا…ياترى حعاقبك إزاي؟؟
أنا بقول نطلع اوضتنا عشان اعاقبك براحتي…..
هزت برأسها نفيا و هي تمط شفتيها برفض :” تؤ
الجو هنا تحفة…مممم كنت عاوزة أقلك على حاجة
مهمة…..
شاهين بتوهان في جمال عينيها الزرقاء و نبرة
صوتها الناعمة التي تكاد تعصف بما بقي
من عقله :” أنا مبسوطة عشان إنت رميت كل
الحاجات اللي في المكتب..
شاهين ببلاهة :”حاجات إيه؟؟
كاميليا بجرأة و هي تتلاعب بأزرار قميصه
:”قزايز الخمرة….
شاهين بهمهمة:” ما انا بنفذ أوامر معاليكي…. عشان ترضي عني….. شفتي حالتي بقت وحشة إزاي؟؟؟
أنهى كلامه بغمزة من عينيه قبل أن يستأنف
حديثه من جديد :” أنا بحاول أغير من
نفسي عشانك و عملت حاجات كثير بتدل
على رغبتي في بداية جديدة معاكي بس
إنت لسه بتبعديني عنك….
اجابته بتلعثم و هي تقر بداخلها بصدق كلامه
:” لا…. انا مش ببعدك و لا حاجة بس لسه
محتاجة شوية وقت…. شوية صغننين….
ضيقت بين إبهامها و سبابتها لتصف له
قصدها ليزفر هو بعدم صبر قبل أن يهتف
بتلاعب :” طيب انا عايز افطر بقالي كثير
صايم… أكثر من أسبوعين مش آن الأوان
تحني بقى ….
إتسعت عيناها بدهشة ممزوجة بالخجل من
وقاحته لتتحرك بين ذراعيه محاولة
التخلص من قبضته متمتمة بتوتر :”إنت
بتقصد إيه…. انا طلبت اكل كثير و ممكن
إنك تاكل معايا… سيبني دلوقتي انا تعبت
من الوقفة وعاوزة أقعد اااااه”.
لم ينتظر حتى تنهي كلامها لينحني و يحملها
بخفة و كأنها لاتزن شيئا قائلا بتعمد :”بقيتي
ثقيلة اوي لازم تقللي أكل و إلا شهر كمان
و حتبقي بطبوطة….
ضربته على كتفه قبل أن تجيبه بحنق :”محدش
قلك شيلني…
جلس و أجلسها فوق ساقيه محتضنا جسدها
بقوة حتى كاد يكسر عظامها لتتأوه كاميليا
بضيق ليقهقه عليها قائلا بنبرة حنونة
و هو يمرر يديه على ظهرها و كتفيها
محاولا محو الألم الذي سببه عنها :” بتعمد
أشيلك عشان أحس بيكي بين إيديا.. عشان
أتأكد إنك حقيقي معايا و قدامي مش حلم
جميل بيزورني كل شوية و خايف في
أي لحظة أصحى منه… انا لسه بسأل
نفسي أنا بقيت بحبك كل الحب داه إمتى و
ليه… يمكن عشان إنت بنت حلوة…. ممم لا
حلوة اوي بصراحة شعرك… عينيكي…. شفايفك.. او ممكن عشان قلبك طيب و بريئ
و مستعدة تضحي بنفسك عشان عيلتك و
الناس اللي بتحبيهم عشان حسيت إنك
نقية لدرجة إنك إنت الوحيدة اللي قلبي
دق عشانها و خليتيه يرجع للحياة بعد ما
كان ميت…..
كانت كاميليا في عالم آخر من الأحلام
الجميلة وهي تشعر بكل كلمة يقولها
تتغلغل داخل ثنايا روحها و قلبها لتزرع
بذور مشاعر جديدة نحوه مكان تلك
القديمة…..
إبتسمت تلقائيا عندما تحولت نبرته
الدافئة إلى أخرى خبيثة ‘” و دلوقتي انا
عاوز افطر… عاوز أذوق من المارشميلو اللي
قدامي داه…..
تنهدت بصوت مسموع و هي تضع يدها على
يده لترفعها نحو شفتيها لتطبع عليها قبلة
رقيقة جعلت قلب شاهين يرفرف فوق الغيوم
لتستغل هي حيرته لتحدثه ببراءة :” البيبي
جعان اوي و عاوز ياكل دلوقتي…. فخليها
لبعدين.. ممكن”.
شاهين باستسلام تحت تأثير سحرها:”طبعا…طبعا
ضحكت كاميليا بداخلها على نجاح خطتها
لتنهض بهدوء متسللة حتى أصبحت تقف أمامه…
أفاق شاهين من تأثيرها ليمسح وجهه بحنق
و هو يتمتم بداخله بكلمات بذيئة….راقبها
و هي تركض ناحية مدخل الفيلا ليلحق
بها مناديا بإسمها لتتوقف و لكنها إستمرت
في الركض……
:”الساعة بقت عشرة…اكيد لولو زمانها وصلت”.
تحدث أيهم بصوت واثق و هو يتفرس
ساعة يده… نزل من سيارته بسرعة
عندما لمحها من بعيد تركن سيارتها
بمدخل البناية التي يوجد بها مكتب المحامي
تراجعت ليليان بخطواتها إلى الوراء
بعد أن تفاجأت بأيهم الذي ظهر
من العدم امامها… ضغطت على
المفتاح الإلكتروني للسيارة ليصدر
صوته المألوف قبل أن تهتف بصوت
جاهدت ان يخرج عاديا :”صباح الخير”.
هز أيهم حاحبيه بعدم رضا من نبرتها الجافة
و هو يتفرس كل تفاصيلها بدءََا من وجهها الذي
لم يخفى عنه شحوبه الواضح و نحول جسدها
المخفي وراء ملابسها الفضفاضة….
رفع عينيه نحو وجهها مجيبا بصوت
ساخر :”صباح النور…جاهزة”.
أومأت له بإيجاب منتظرة تحركه أمامها
ليدخلا معا لمكتب المحامي….
لكن عوض ذلك جذبها أيهم من ذراعها
بحركة مفاجأة ليوقفا عن السير… نفضت
ذراعها لتحررها من يديه قائلة بتسائل
:”في إيه؟؟؟
صدم من حركتها و لكنه أخفى ذلك سريعا
و هو يتوعد لها في قلبه ليردف بنبرة عادية
يخفي وراءها خبثه:” كنت عاوز أتكلم معاكي
شوية قبل ما نبدأ في الإجراءات….حعزمك على
قهوة في أي مكان هادي عشان في حاجات
مهمة جدا لازم اقولهالك ….يمكن دي آخر
مرةحقدر أتكلم فيها معاكي براحتي …. إديني
بس عشر دقائق من وقتك عشر دقائق زيادة
أظن مش كثير مقابل إنك تتخلصي مني للأبد….
زفرت ليليان بضيق قبل أن تومئ براسها
بالموافقة و هي تحاول التحلي بالصبر
حتى ينتهي كل شيئ…دعاها أيهم لركوب
سيارته بأسلوب أنيق و كلمات منمقة و هو
يذكرها في كل لحظة باقتراب تحررها
منه حتى يسيطر على مجري تفكيرها و
لا تكتشف خبث نواياه الحقيقية….
أغلق باب السيارة بهدوء وراءها ثم إلتف
حول الجهة الأخرى ليجلس وراء المقود
و ينطلق نحو وجهته المحددة مسبقا
مخفيا إبتسامته المنتصرة وراء قناع الهدوء
و البراءة المزيفة…..
بعد دقائق طويلة إلتفتت نحوه ليليان
و على وجهها علامات الاستغراب…
لتقول بتساءل:” إنت موقفتش العربية
ليه… داه في كافيهات كثير هنا…
اجابها بلا مبالاة :” في مكان محدد في
دماغي متقلقيش قربنا نوصل….
تمسكت ليليان بحقيبتها و قد بدأت
دقات قلبها بالتسارع لتلتفت من جديد
تنظر من نافذة السيارة لتحدد مكانها….
همست بصوت مرتجف و هي لازالت تحدق
في الشوارع أمامها :”إنت رايح فين؟؟ مش داه
إتفاقنا.. رجعني حالا مكان ما وقفت عربيتي….
سمعت صوت ضحكاته الساخرة لتلتفت نحوه
لتجده مركزا على القيادة غير مبال بها اخرج
هاتفه ليعبث بازراره و هو ينقل بصره بين
الهاتف و الطريق أمامه….
ألقى نحوها نظرة قصيرة قبل أن يلتهي
مجددا بما كان يفعله :”متقلقيش انا بعمل
اللي مفروض يتعمل من زمان….
صوت دقات قلبها يكاد يصل إلى
أذنيها من شدة الرعب…. تعرف جيدا
نبرته تلك التي لا طالما كانت ترفقها مصيبة
كبيرة غير متوقعة…. فهذا هو أيهم الذي
تحفظه عن ظهر قلب.
حاولت إستنشاق اكبر قدر من الهواء
لتهدأة نفسها حتى لا تلحق اي ضرر
بجنينها بسبب توترها الزائد…قبل أن تهتف
بنبرة غاضبة :”أنا الغلطانة اللي وثقت
فيك..أيهم وقف العربية لو سمحت انا
مش فاضية للهبل داه”.
صرخت في آخر كلامها و قد بدأت توقن
بداخلها انها وقعت بسهولة في فخه الذي
نصبه لها دون عناء….
إستدار أيهم بالسيارة ليتوقف أمام بوابة
فيلا بدت لها مألوفة بعض الشيئ لكنها
لم تستطع تذكرها لتبدأ
ليليان بضرب بلور السيارة و تحاول فتح الباب
بحركات عشوائية و هي تصيح بذعر
:” واخذني على فين؟؟ إفتح الباب… أيهم
بكلمك…..
سارت السيارة عدة دقائق داخل حديقة
الفيلا الشاسعة قبل أن تتوقف أمام
الباب الرئيسي…تمتمت ليليان و هي تلتفت
لأيهم الذي كان منشغلا بنزع حزام الأمان
:” دي فيلا صاحبك… الألفي صح…..
هز الاخر رأسه ليرمقها بابتسامة قاسية
قبل أن يجيبها :” صح هي بذاتها و دلوقتي
إنزلي بهدوء و كفاية صريخ و مقاومة ملهاش
فايدة عشان مش تستفيدي حاجة غير إنك
تتعبي نفسك… يلا إنزلي “.
أمرها ليترجل من السيارة و يصعد الدرجات
الأولى للفيلا… لتفتح ليليان الباب و تلحقه
و هي تحدث نفسها بداخلها بأنهما سيتحدثان
قليلا ثم سيتركها….
دلفت إلى داخل الفيلا المظلمة بعض الشيئ
لتوقن بأنها مهجورة
و لا احد يسكنها عندما لمحت الأثاث
المغطى بالشراشف و الاغطية البيضاء
و النوافذ الموصدة و طبقة رقيقة من الاتربة و الغبار الذي كسى الأرضية ….
ضغط أيهم لوحة الازرار الموجودة بجانب
الباب لتفتح انوار الفيلا و يغلق الباب….
توجه بعدها نحو الاريكة ليجلس
بأريحية و هو يحدق فيها بنظرات شامتة
متوعدة قائلا :”من النهاردة داه حيبقى
بيتك الجديد او بالأحرى سجنك
لحد ملاقي مكان ثاني محدش يعرفه
غيري… مفيش حد ساكن هنا يعني إنت
المسؤولة عن كل حاجة تنظفي
و تطبخي و تغسلي و تعملي كل حاجة
بنفسك…زيك زي أي خدامة بتخدم في
بيت أسيادها داه اللي كان
مفروض يحصل من سنين…من يوم
ما جيتي عندنا البيت، بابا و ماما كانوا
غلطانين اوي لما عاملوكي كهانم و
إعتبروكي بنتهم بس إنت تكبرتي
و محمدتيش النعمة كان لازم يحطوكي
خدامة مع رحمة عشان تعرفي قيمتك
كويس… بقى عاوزة تتطلقي.. مش
عاجب سيادتك إنك بقيتي مرات أيهم
البحيري…بس مفيش مشكلة انا بقى
حخليكي تعرفي قيمتك كويس… من
النهاردة حيبدأ عذابك الحقيقي
حخليكي تتمنى الموت يا ليليان
الله لندمك على جرأتك و وقوفك قدامي
َ و إنت عاوزاكي كويس…. اللي يتحداني
بنسفه…. بمحيه من على وش الدنيا
مفيش حد حينقذك مني و القلم اللي
أخذته من بابا بسببك حرجعلك
أضعاف…. و دلوقتي انا خارج و حرجع
المساء ألاقي البيت بيبرق و الأكل جاهز…
حركت رأسها برفض و هي ترمقه بنظرات
يائسة غير مصدقة قبل أن تتجه راكضة
نحو الباب لتبدأ بضربه و ركله صارخة
بجنون :”إفتح الباب….بقلك إفتحه و سيبني
أمشي من هنا….إنت… ااااه
صرخت عندما وجدت نفسها ملقاة
على للارض بعد دفع أيهم لها لتضع
يدها حول بطنها بحركة غريزية ثم
ترفع نظرها نحو ذلك الأسد الغاضب
الذي كان يتقدم نحوها لينحني فجأة أمامها
على ركبته و يقبض على شعرها بشدة
من تحت حجابها
تأوهت ليليان بصوت عال تاركة العنان
لدموعها التي كانت تنظر إشارة منها حتى
تغرق وجنتيها المكتنزتين….
رفع أيهم وجهها نحوه ليبتسم بإنتشاء
و هو يمرر أصابعه على غمازتيها ثم
شفتيها اللتين كانتا ترتعشان بخوف…
قائلا بصوت جاف :”مصرة تخليني اقلب
للوش الثاني…إنت حتنفذي اللي بقلك عليك
بالحرف الواحد عشان مفيش قدامك
حل ثاني ممممم نسيت أقلك إن الجنينة
مليانة حرس و كاميرات مراقبة يعني متحاوليش
إنك تهربي عشان عيني حتكون عليكي حتى
و انا برا……
تركها بعنف حتى كاد رأسها يرتطم بالارضية
لو لم تستند بيديها لتمنع حدوث ذلك….
ثم اخذ طريقة نحو الباب ليخرج و يغلق الباب. وراءه من جديد دون الالتفات نحوها…
ليلا……………
:”هو إنت ليه مرحتش الشغل النهاردة ؟؟
تساءلت كاميليا و هي جالسة على طرف
السرير و تقلب بعض الأوراق الخاصة بدراستها
دون أن ترفع نظرها نحو شاهين
الذي كان يتكئ على ذراعه و يراقب
تحركاتها التي أصبحت هوايته المفضلة
هذه الأيام…. ليبتسم برضا بعد أن لاحظ
بأنها قد أصبحت تتحدث معه دون خوف
كما كانت في الماضي مجيبا :”اخذت
أجازة الايام دي و بمشي الشغل من اللابتوب”.
هزت حاجبيها بدهشة قبل أن تضيف:”
بس الأستاذ عمر مش موجود يعني
من المفروض إنت تكون موجود في الشركة”.
شاهين بخبث :”افهم من كده إنك بقيتي
متضايقة من وجودي في البيت”.
أسقطت الورقة من يديها ثم نظرت له
بملامح متفاجئة قبل أن تتكلم :” لا طبعا
أنا مكنتش أقصد كده انا… بس كنت
بسألك مش أكثر.. داه حتى فادي إنبسط
جدا النهاردة بوجودك معاه…
أكملت و هي تبتسم بتلقائية :” لعب كثير
النهاردة لدرجة انه نام بسرعة…بس
أنا لسه زعلانة منكم إنتوا الاثنين…عشان قلتوا
عليا إن بطني حتكبر و حبقى شبه الفيل و
فضلتوا تتريقوا عليا قدام طنط ثريا”.
قهقه شاهين بشدة و هو مازال يحدق
في ملامحها الحانقة التي تحولت فجأة لدرجة
انه شعر أنها سوف تنقض عليه في أي لحظة
نفخت كاميليا الهواء بعصبية قبل أن تكمل
بتساؤل :” هو انت بتضحك على إيه…على
فكرة انا بتكلم بجد…انا حخاصمك
إنت و فادي هو بس نام بدري عشان
كده انا ملحقتش أتكلم معاه فلت مني….
اجابها شاهين بعد أن إستشف نبرة الجدية
في كلامها :” تكلمي مين يا هبلة داه طفل
يعني بكرة حيصحى مش حيفتكر حاجة و
بعدين إحنا كنا بنهزر معاكي “.
هزت كاميليا كتفيها برفض قائلة :”بردو
مش حسامحكوا إنتوا الاثنين عشان
تحالفتوا ضدي…حلف الاب و إبنه
داه إنتوا عملتوني أراجوز بينكم و
فضلتوا ساعتين بتضحكوا عليا “.
قلبت عينيها بسخرية ثم لملمت أوراقها
بعناية قبل أن تقف من مكانها لتضعهم
فوق الاريكة مع بقية الأوراق و الملازم الاخرى
تنفست بقوة و هي تقف مكانها تعطيه ظهرها
كورت يدها في شكل قبضة و هي قد
أصبح تنفسها أكثر قوة…
لاحظها شاهين ليقفز بسرعة مهرولا حتى
أصبح يقف أمامها حاوط كتفيها بيديه
و هو يتفرسها بخوف قائلا :”حبيبتي
مالك؟؟ في حاجة بتوجعك؟ أطلبلك
الدكتورة؟؟؟؟
وضعت كاميليا يدها على ذراعه
لتبعدها عنها و هي تنفي برأسها
دون أن تتكلم..تحركت باتجاه السرير
ليمنعها شاهين و يوجهها نحوه مرة
أخرى متسائلا بحرص :” كاميليا
مالك؟؟ إتكلمي…إنت كويسة
اجابته بصوت ضعيف يدل على
قرب بكائها :” لا مش كويسة انا مش
عارفة مالي متلخبطة اوي بقيت بتأثر
بأي حاجة بسمعها
او أشوفها حتى لو كانت هزار مش عاوزة
أعيط بس غصب عني مش بقدر طنط ثريا
قالتلي إن داه بسبب الحمل ….
أنا….. أنا عاوزة أبقى مبسوطة
بس مش قادرة.. كل حاجة حواليا
حلوة بس مش قادرة أستمتع بيها
أنا عاوزة……إنت….
توقفت عن الكلام و قد بدأت دموعها
في الإنهمار فجأة دون إرادتها…
نظر نحو عينيها الباكيتين بتأثر و قد شعر
بنغزة في قلبه لأنه يعلم جيدا أنه هو سبب
كل الضياع التي تمر به الآن أنزل يديه ليحاوط خصرها بنعومة
هامسا في أذنها :”عاوزة تحبيني زي
ما انا بعشقك..صح؟؟؟؟ طيب ليه بيتعذبي نفسك
و بتحرميها أنها تعيش أحلى إحساس
في الدنيا…. سيبي قلبك يحب و يعشق
داه من حقه…إنت مش بتعملي حاجة
غلط و إلا حرام، جربي….إدي لنفسك فرصة
إنك تنسي إللي فات و تبدئي من جديد
متسمحيش للماضي انه يأسرك قدامك
حياة حلوة بتناديكي….سلميلي قلبك و متخافيش
أنا عمري ما حخذلك عارفة ليه؟؟؟؟ عشان إنت
قلبي و حياتي و روحي بقوا ملكك لوحدك…..
قربها نحوهه أكثر لتشعر بنفسها
عاجزة عن مقاومته رغم رغبتها في
الهروب من بين يديه إلا أنها عجزت
عن التحرك إنشا واحدا بعيدا عنه
أغمضت عينيها لتستمتع بدفئ
جسده الرجولي الضخم الذي حاوط
جسدها الصغير و رائحة عطره النفاذة
الممزوجة برائحة السجائر…رائحته الخاصة
التي أصبحت تميزها جيدا…
سمعت همسه و هو يسألها بتصميم :”بتحبيني؟؟؟
كالمغيبة عن الوعي أومأت برأسها بالايجاب
دون أن تفتح عينيها ليبتسم شاهين
بداخله بفرح و يقبل وجهها قبلات عديدة
ناعمة لتنكمش كاميليا داخل أحضانه
كقطة كسولة وجدت مكانا دافئا…. لا تعلم
مابها لما لا تبعده او ترفضه بل شعرت
بالاستمتاع بما يفعله و أصبحت ترغب
بالمزيد….
شعرت به يتوقف عن تقبيلها لتفتح عينيها
و تبتعد عنه قليلا لتلمح إبتسامته الساحرة
لتتورد وجنتاها خجلا من وضعها فهي
بدت بين أحضانه مرحبة و مستسلمة كليا
لما يفعله بها…
تفرس شاهين وجهها و عينيها الخجولتين
قليلا قبل أن يعترف بصدق :”و انا بحبك أكثر”.
شعرت بأنفاسه المضطربة تضرب
عنقها بقوة و عينيه الخضراء تزداد
دكانة ليرتعش جسدها لا إراديا تحت لمساته
الخبيرة…. سمعت صوته الاجش يهمس برجاء :”وحشتيني اوي…بس خايف أقرب
منك تكرهيني… ممكن… ؟؟
قطع كلامه و هو يقبل عنقها قبلة
رقيقة جعلت من كاميليا تطير
حرفيا فوق السحاب و تعلن
إستسلامها التام …فهي لم تكن
ستسطيع الصمود اكثر أمام سحر
رجل خبير كشاهين الألفي……
تأوهت ليليان بتعب و هي تجلس اخيرا
على كرسي طاولة المطبخ فمنذ ساعات
طويلة و هي تتنقل من مكان إلى آخر
في أرجاء هذه الفيلا الضخمة.
قضت اكثر من أربعة ساعات و هي تنظف
و ترتب غرف الفيلا و الدرج و البهو
ثم إنتقلت نحو المطبخ لتنظفه ثم تبدأ
في تحضير عدة أصناف من الطعام التي
يفضلها زوجها العزيز…..
مطت ذراعيها و رقبتها المتشنجة
لتتأوه بألم وهي تدعو بداخلها ان
تمضي هذه الليلة على خير…فقد قررت
اخيرا الاستسلام و الخضوع لجميع
طلبات أيهم حتى تتجنب أذاه لحماية
طفلها إلى أن تتخلص من سجنه…..
رفعت رأسها نحو باب المطبخ
لتجد أيهم يتستند على حافته
و ينظر إليها بطريقة غريبة بثت
بداخلها الرعب لتنتفض من مكانها
بذعر واضعة يدها على قلبها لتهدئ
دقات قلبها التي كانت تطرق أضلعها
بجنون….
إقترب منها ببطئ و هو ينقل بصره
على أصناف الطعام المختلفة التي كانت
تزين الطاولة….مط شفتيه بتهكم و هو يلتقط
إحدى شرائح الدجاج المشوية ليأكلها
مستسيغا طعمها داخل فمه….همهم بتلذذ
قبل أن يهتف :” برافو على الاقل بتعرفي
تعملي حاجة صح…..
تجاوزها ليغسل يديه ثم إستدار نحوها
ليمسح يديه في ملابسها بطريقة مهينة
مركزا بعينيه عليها و على وجهه إبتسامة
مستفزة ودت ليليان لو ان باستطاعتها
لكمه على وجهه لمحوها تحملت قربه
منها و ما يفعله بصعوبة و هي تمنع
نفسها بصعوبة من التقيئ أمام وجهه
الكريه….
جلس على احد الكراسي و هو يشمر
كمي قميصه و يشرع في الأكل….
أشار لها بأن تجلس لتجيبه بكره :”مليش
نفس… عاوزة أرتاح ممكن؟؟؟
كانت لهجتها أقرب للسخرية منها إلى الطلب
ليتجاهلها أيهم عن قصد و هو ينهي أكله بهدوء
ظلت واقفة لعدة دقائق قبل أن تضطر للجلوس
بسبب شعورها بالتعب و الانهاك الشديدين…
أسندت ذراعيها على الطاولة واضعة رأسها
بين يديها تنظر لأيهم الذي كان يأكل
بلا مبالاة بها…لتسأله :” أنا خلصت كل
اللي طلبته مني….عاوزة ارتاح….
هز الاخر حاجبيه بعدم إعجاب وهو يمسح
يديه بالمنديل قبل أن يضعه على
الطاولة قائلا :” خلصتي شغلك بالنهار بس
لسه شغلك بالليل…..
اجابته و هي تكرمش وجهها بتقزز:”نعم.. قصدك
إيه ؟؟؟
إستند على ظهر الكرسي :”اللي فهمتيه
يا لولو….ثالث أوضة على إيدك اليمين دي
اوضتي حتلاقي فيها هدوم نص ساعة و
حجيلك”.
نهض بهدوء مغادرا المطبخ لتبقى ليليان
مكانها وهي تغلي بداخلها من شدة الغضب
لتمتم. هي تنهض بدورها :” لا داه إتجنن
رسمي…. انا لازم اتصرف لازم الاقي حل
صعدت نحو الغرفة لتفتح الخزانة لتتفاجئ
بملابس نسائية اقل ما يقال عنها أنها
لا تخفي شيئا…تاففت بداخلها و هي تغمض
عينيها من شدة القهر الذي تشعر به…
تفرست التصاميم الغريبة بتقزز علها
تجد ما يصلح للارتداء من بينها… هذا قصير
هذا عاري.. هذا شفاف.. زفرت بملل قبل
إن تتجه للجهة الأخرى من الخزانة لتخرج
منها احد قمصان أيهم الطويلة
قائلة:”فاكرني بنت شوارع من اللي بيقابلهم
دلفت الحمام لتنعم بشاور دافئ يريح
جسدها المتعب من الجهد الذي بذلته
طوال النهار…
خرجت بعد مدة و هي تنشف شعرها
البني الطويل لتتفاجئ بأيهم يجلس
على طرف السرير…. اطلق صفيرا
يعبر عن إعجابه و هو يتفحص جسدها
بطريقة وقحة تجاهلته ليليان متجهة
نحو التسريحة لتأخذ المشط و تبدأ
في تسريح شعرها وهي تمنع نفسها من
شتمه بكل شتائم العالم التي تعلمها….
شعرت به ورائها لتنكمش على نفسها
تشعر بالتقزز الشديد من قربه و من لمسه
لها…حاوط خصرها بذراعه ليجذبها نحوه
ليشتم رائحة شعرها بعمق ثم يدفن وجهه
في تجويف عنقها ليقبله قبلات رقيقة
ناعمة قبل أن يهمس :”زي القمر و إنت
لابسة هدومي…حتكوني ليا الليلة دي…
ملكي ليا لوحدي، ليليان بتاعتي انا وبس و
مش حسمح لأي حد ياخذك مني ……
ظل يهمس في أذنها بنبرة تملكية مخيفة
و قبضته تزداد رويدا رويدا عليها
لتتأوه ليليان بألم وتحاول دفعه عنها
ليزمجر أيهم بغضب و يديرها نحوهه
بملامح متجهمة تنذر الخطر….
وقع قلبها بين يديها عندما إصطدمت
بعينيه الجائعتين….
تراجعت للوراء حتى إصطدمت بالحائط
ورائها لترفع يديها تشد بها مقدمة القميص
ليبتسم لها أيهم باستهزاء ثم يخفض بصره
نحو ساقيها العاريتين ثم شعرها الندي الذي
تساقطت بعض القطرات منه لتبلل الأرضية
تقدم نحوها و قد بدأت عروق رقبته و ذراعيه
بالبروز و بياض عينيه تحولت للإحمرار من
شدة الغضب… نفس الرفض، نفس نظرتها
المتقززة و النافرة منه…
حرك رقبته يمينا و يسارا لتصدر صوت
تمدد عضلاته قبل أن يهتف بصوت
هادئ يخفي ورائه بركانا ثائرا:”تعالي بمزاجك
أحسن…. عشان في طرق ثانية كثير و انا
مش عاوز أجربها معاكي……
رمقته بنظرات ضعف و رجاء قبل أن تتحدث
بنبرة متحشرجة :” أرجوك يا أيهم عشان
خاطري تعبانة خليها لبكرة “.
توقف أمامها ليهمس أمام شفتيها و هو
يجذب يدها التي كانت تضعها على مقدمة
القميص :”تؤ…. عاوزك دلوقتي….
جذبها نحو السرير لتسير ليليان بخطوات
متعثرة و هي تنظر للفراش برعب كنظرات
مسجون لكرسي إعدامه…شهقت بصوت عال
قبل أن تنفجر بالبكاء…ضعف، عجز، قلة حيلة
هذا ماشعرت به ليليان و هي تراقب
ايهم الذي كان يفتح ازرار قميصه باستمتاع
لا تستطيع مقاومته حتى لا يؤذي جنينها
و تشعر بالتقزز بمجرد وقوفه أمامها فقط
فكيف و هو ينوي…..
رمى قميصه جانبا ليظهر صدره العاري ثم
أجلسها على ساقيه و أمسك بيدها
ليضعها فوق وشمه قائلا بصوت جاف
قاس غير مهتم بدموعها التي اغرقت
وجهها و لا بجسدها الذي يرتعش
بين يديه كورقة في مهب الريح :”شوفي
إسمك لسه في مكانه…ليليان أيهم البحيري….
نطق إسمها بتلذذ و هو يميلها بخفة لتمدد
فوق السرير و يعتليها ليحتضن جسدها
بين ذراعيه….
جالت يديه لتتلمس جسدها بأريحية و يبدأ
في فتح ازرار قميصها الذي كانت ترتديه
قبل أن يبدأ في تقبيلها بجنون…شفتيها
وجنتيها…. رقبتها.. كل ما تصل إليه شفتيه.
مرر شفتيه على بشرة عنقها البيضاء
الرقيقة لترفع ليليان يدها نحو فمها لتعض
جلدها لتتحمل قربه منها…
توقف أيهم عما يفعله عندما لاحظ سكون
حركتها ليرفع نفسه بذراعيه لينظر نحوها
هاله مظهرها الذي قتل آخر ذرة تعقل بداخله
مسح وجهه بغضب و هو يحاول التحكم في
أنفاسه اللاهثة بسبب فرط مشاعره ليصرخ
فيها بصوت عال:” مش حسيبك يا ليليان
مش حسيبك حتى لو متي قدامي…. إنت
فاهمة و دلوقتي إطلعي برا… برا مش… عاوزك ،قرفان منك….
أسندت ليليان نفسها بصعوبة و هي تلملم
شتات نفسها قبل أن تغادر الغرفة و هي
تحمد الله بداخلها على نجاتها هذه المرة….
ثار أيهم كأسد مقهور ليبدأ في تكسير
كل ما تطاله يديه من أثاث الغرفة و قد
إنحفرت صورتها في تلك الهيئة داخل عقله.
أدمعت عيناها من شدة الخجل و هي
ترفض إبعاد وجهها عن أحضانه ليقهقه
شاهين بشدة عليها بعد أن فشل في
إبعادها و لو قليلا….
ليهتف من بين ضحكاته قائلا :”خلاص
بقى إنت مكسوفة ليه…. طب يا ستي انا
حسحب كلامي….بس بردو دي تعتبر أول
ليلة جوازنا…ممم شفتي قربنا ننسى
البيبي اللي جوا….. حبيب بابي…
قبل رأسها في آخر كلامه قبل أن يضيف
بنبرة جدية بعد أن يئس من مشاركتها
في حديثه المازح :” على فكرة انا كنت عاوز
اكلمك على موضوع مهم يخص نور….
رفعت كاميليا رأسها عندما سمعت
إسم أختها لتضيق ما بين حاحبيها
منتظرة بقية حديثه….
إستغل شاهين الفرصة ليخطف قبلة
سريعة من شفتيها اللتين إنتفختا
بإغراء قبل أن يقول :” فاكرة محمد
البحيري الشاب اللي قعد معانا على
الطاولة في فرح عمر…
أومأت له كاميليا بإيجاب…. ليستند
شاهين على ذراعه ليصبح مقابلا لها
يلاعب خصلات شعرها المبعثرة ليكمل
حديثه و عينيه تلمعان بفرح :” كلمني
إمبارح الصبح و قلي إنه معجب بنور
و عاوز يتقدملها رسمي اول ما تخلص ثانوية
عامة..و قبل ما تسألي على اي حاجة
الشاب كويس جدا و محترم و عنده شغل
خاصو من عيلة كبيرة و غنية جدا و عنده
شقة في نفس العمارة اللي ساكنه فيها عيلتك
و هو شافها هناك كذا مرة…..
اجابته و ملامحها مازالت تحت تأثير الصدمة
:”بس معتقدش إن نور حتقبل دي مخصصة
كل وقتها للدراسة و بس دي عاوزة تبقى دكتورة”.
تنهد شاهين و هو يتابع ملامحها الفاتنة
قبل أن يقول بلامبالاة:”يعني اقله يشيل
الموضوع من دماغه؟؟
كاميليا برفض:” لا طبعا دي حاجة تخص
نور لوحدها انا حقلها و هي حرة…”.
شاهين بخبث و هو يميل عليها :”طب
خلينا دلوقتي فينا إحنا.. انا لسه في
كلام كثير عاوز اقولهولك “.
💖💖

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان شاهين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى