روايات

رواية آسر الحياة الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الجزء الخامس عشر

رواية آسر الحياة البارت الخامس عشر

رواية آسر الحياة
رواية آسر الحياة

رواية آسر الحياة الحلقة الخامسة عشر

*************نبدأ الحلقة الخامسة عشر***************
ذهبت الفتيات بعد انتهاء اليوم الدراسي الي منزل اية لقضاء بعض الوقت معاً بينما قررت ندي ان تدلف الي احدي الغرف التي امامها اعتقاداً منها انها المرحاض وعندما وجدت الغرفة رجولية بحتة خمنت انها غرفة اخيها لاية فقررت الخروج سريعاً قبل ان يراها احد وبعد ان التفتت لتخرج استمعت الي صوت شئ ما وعندما التفتت لتري ماهذا الصوت تفاجأت بباب المرحاض الخاص الغرفة ينفتح ويخرج منه شخص ضخم البنية عاري الصدر ويرتدي بنطال قصير من اللوم الاسود ملامحه غير مرئية حيث ان هناك منشفة علي وجهه اتسعت عيناها برعب وشهقت بصدمة من هذا الموقف وتيبست قدميها بالارض حيث ان الصدمة شلت جميع اطرافها ولم تقوي علي الحركة ازاح المنشفة من علي وجهه عندما شعر بوجود شخصاً ما معه بالغرفة ليراها امامه تلك القصيرة المجنونة التي تشاجرت معه امام بوابة الجامعة وتمني ان يقابلها مرة ثانية ولكنه لم يتوقع ان يراها بمنزله بل والادهي بغرفته وهو يقف امامها عاري الصدر وينظر لها كالابله بينما ندي ارتعبت اكثر عندما تذكرته ياالله ماذا يفعل هنا هل هو اخيها لاية ارادت الصريخ حتي يأتي احداً ما وينقذها من هذا الموقف وقبل ان تفتح فمها لتصرخ كان هو قد توقع ماستفعله فقطع تلك الخطوات الفاصلة بينهما وكتم فمها بيده وباليد الاخري اغلق باب الغرفة وبهذا الشكل اصبحت ندي بين ذراعي جاسم وضع جاسم يده علي فمها ليمنعها من الصريخ وقال لها بصدمة :- يخربيت جنانك كنتي هتصوتي ليه دلوقتي هو انا جيت جمبك !
نظرت له ندي بصدمة وحاولت التحدث ولكنها لم تستطع بسبب يده الموضوعة علي فمها فظلت تهمهم قليلاً حتي يلتفت لما يفعله ولكنه لم ينتبه لذلك فقال بعدم فهم :- بتقولي ايه مش فهمك !؟
همهمت ندي مجدداً بكلام غير مفهوم ولكنه ايضاً لم ينتبه لوضع يده فقال بغيظ :- بت انتي ماتتكلمي عدل فين لسانك .
حاولت ندي الحركة حتي تفلت من ذراعيه واخيراً انتبه لما كان يفعله وازاح يده من عليها سريعاً ولكنه لم يفلتها من بين ذراعيه وهو يقول بخضة بسيطة :- انا اسف مخدتش بالي .
شهقت ندي وهي تحاول ان تلتقط انفاسها قائلة :- كنت هتموتني منك لله .
جاسم بضيق :- وايه لازمتها طولة اللسان دي دلوقتي ماانتي زي القردة اهو ومحصلكيش حاجة ولا موتي .
ندي بغيظ :- بعد الشر عليا يااخوية وبعدين انت بتعمل ايه هنا ؟
جاسم بابتسامة مستفزة وبرود :- زي ماحضرتك شايفة كدة انا ف بيت وخارج م الحمام الخاص ف اوضة نوم ولابس شورت ونصي الفوقاني عريان وماسك فوطة ف ايدي وبنشف وشي هكون بعمل ايه يعني اكيد حرامي وش .
ندي بتعجب :- انت بتهزر صح !
جاسم بغيظ :- يارب ارحمني يابنتي بعد كل اللي قولته دة مخدتيش بالك ان دة بيتي ودي اوضتي وحضرتك بين ايديا دلوقتي ورا باب اوضتي .
اشتعلت ندي من الخجل والاحمرار ظهر في وجهها عندما انتبهت الي وضعهما وانزلت عيناها ارضاً من الخجل وهي تهمهم ببعض الكلمات الغير مفهومة لكي تبعده عنها فقاطعها قائلاً بابتسامة وهمس وهو يري خجلها :- ايه دة انتي بتكسفي وتحمري زي البنات امال فين لسانك اللي كان موجود من شوية وعند باب الجامعة هاا فين !
ضاع الخجل .. ضاع الهدوء .. ضاعت الرقة .. وعادت الشخصية الشرسة التي كانت تتلبسها منذ قليل فرفعت رأسها بنظرات شرسة ووجه وردي جميل وهي تقول :- قصدك ايه يعني ايه زي البنات دي امال حضرتك شايفني ايه ان شاءالله .
جاسم باندهاش :- بس بس بس اقفلي البلاعة اللي بتتفتح ف وشي كل ماتشوفيني دي .
ندي بغيظ :- انا بفتح البلاعة دي ف وش اللي يستاهل ثم رفعت يدها ووضعتها علي صدره لكي تبعده عنها ولكنه لم يتزحزح قيد انملة ثم امسك بيدها التي علي صدره وقربها منه اكثر وهو يهمس ف اذنها بهمس شديد الخفوت :- نورتي البيت ونظر ف عيناها قائلاً وهو يغمز :- ونورتي الاوضة .
توترت ندي مما حدث ولكن خجلها ازداد بعد ما قاله افلتها جاسم بارادته وهنا اطلقت ساقيها للرياح وفرت هاربةمن امامه بينما هو ابتسم ابتسامة جميلة بعد خروجها وهو يتذكر انها كانت بين يديه منذ قليل بالاضافة الي خجلها الذي زادها جمالاً علي جمالها ….
<<FlasH BacK>> فلاش باك لما حدث قبل قليل
في سيارة اسر وبعد ان اتفق مع جاسم علي ان يتناولوا الغذاء سوياً باحد المطاعم شعر جاسم بالتعب والخمول بجسده حيث انه لم ينم جيداً منذ فترة فقال :- اسر بقولك اية خلي الغدا دة يوم تاني لاني بجد خلاص فاصل .
اسر باستغراب :- ماتخلينا مع بعض يابني ودلوقتي تشرب قهوة وتفوق .
جاسم بتفكير :- لا بص انا النوم عندي دلوقتي احسن من الاكل بس ايه رأيك تخلي الغدا دة عندي بكرة .
ابتسم اسر بداخله بخبث فهو ان وافق علي عرض جاسم فسيري حياة مجدداً افاق من شروده علي صوت جاسم قائلاً :- ايه يابني بكلمك ..
اسر بانتباه :- هاا لا معاك اهو ماشي موافق .
جاسم وهو ينظر في ساعته :- تمام خلينا نطلع علي الادارة اخد عربيتي وارواح ع البيت.
وبالفعل اوصله اسر الي الادارة ليأخذ سيارته وذهب كلاً منهم في طريقه الي منزله وعندما وصل جاسم الي المنزل لم يجد احد فادرك انه مازال هناك الكثير من الوقت علي مجيئهم فقرر ان يأخذ حماماً بارداً قبل ان ينام وعندما خرج من المرحاض وجد ندي وقد حدث ماحدث ….
عودة من الفلاش باك <<FlasH BacK>>
خرجت ندي الي الخارج وجدت حياة واية بانتظارها كانت متوترة قليلاً ولكنها استطاعت ان تداري توترها وخجلها لم تدوم جلستهم طويلاً حيث استأذنت ندي ورحلت سريعاً بينما جاسم لم يخرج لهم حتي لايزيد توترها ولكن بعد رحيلها خرج الي اية وحياة وتفاجأت كلاً منهم بوجوده فأخبرهم بما حدث وانتهي اليوم علي ذلك …..
************************************************
في صباح اليوم التالي اشرقت اشعة الشمس علي البلد بأكملها وابتدأ الناس في الخروج الي اشغالهم واراضيهم وفي بيت علوان المهدي استيقظ اهل المنزل ليبدأ كلاً منهم في الاستعداد الي يومه اما عن علوان فقد استعاد صحته ليس افضل من قبل تلك الوقعة ولكنه اصبح بصحة جيدة ..
اجتمعت العائلة علي مائدة الطعام فتنحنح علوان قائلاً بجدية :- اني رايد اخبركم حاچة اسمعوني زين .
توجهت اليه انظارهم جميعاً نظرات تحمل التساؤل والتوجس والقلق قرأ تلك النظرات في اعينهم فقال بجدية :- عايزكم تچهزوا نفسيكم عندينا فرح كمان سبوعين .
عبدالرحمن بتعجب :- فرح مين ديه يابوي !
علوان بصرامة :- هيكون فرح مين يعني ياولدي فرح اخوكم صالح .
صالح بصدمة :- فرحي اني كيف يعني ؟
علوان بصرامة اشد :- خبر ايه ياصالح انت مش خاطب بنت اخو چبران يبجا طبيعي ياولدي يكون في فرح ولا ايه .
علي وهو يحاول ان يهدئ الوضع :- هو ميقصدش طبعاً يابويا احنا بس اتفاجأنا .
علوان بتساؤل وجدية :- وايه اللي يفاچأكم ياولدي معروف الخطوبة اخرتها الچواز ؟
صالح بانفعال طفيف يحاول الا يظهره احتراماً لوالده :- يابوي اللي يفاچئ اني اخر من يعلم ان فرحي كمان سبوعين .
علوان بصرامة :- اني وعمك چبران حددنا معاد الفرح امبارح واديني خبرتك الصبحية فين المشكل بجا !
علي بهدوء :- يابوي احنا فكرنا هيبقا في وقت اطول من كدة .
علوان بحدة :- واحنا من ميتا كان عندينا خطوبة بتطول ياولدي .
حاول علي الحديث مجدداً ولكن قاطعه علوان بنفس الحدة وهو يقول :- اسمعني زين ياعلي ياولدي التجاليع بتاعت المصراوية ديه مش عندينا انت الظاهر العيشة ف مصر نسيتك اصلك الصعيدي ياولدي .
علي بأسف :- العفو يابوي مقدرش انسي اصلي .
نهض علوان وطرق بعصاته علي الارض قائلاً :- يبجا خلص الحديت لحد اكديه ياولاد علوان والفرح كمان سبوعين ثم نظر الي حسنية الصامتة طوال تلك الجلسة فهي ليس لها رأي فالرأي الاول والاخير لعلوان فقط ثم نطق بجمود قائلاً :- زغرطي ياولية .
نظرت له بقلة حيلة وفعلت ماامرها به وعلت الزغاريط ف ارجاء المنزل وتركهم علوان ورحل الي اعماله تاركاً خلفه ثلاث رجال يفكرون كيف سيكون مصيرهم الذي يتحكم به والدهم هكذا …..
************************************************
ف منزل والدة اسر :-
كان اسر نائماً لايشعر بشئ حتي اتاه ذلك الكابوس الذي يأتيه دائما حيث يحلم انه يجلس ف مكان مظلم ويتحول فجأة هذا المكان الي بركة من الدماء ويحاول ان ينهض ولكنه يجد نفسه مكبل القدمين واليدين وف وسط محاولاته للخلاص يجد افعي ضخمة الحجم تقترب منه ببطء مرعب وهو يصرخ لينقذه احداً ما ولكن مامن مجيب والافعي اوشكت علي الاقتراب وصلت اليه وعندما همت بابتلاعه استيقظ اسر من النوم وهو يشهق بفزع من هذا الكابوس المخف نهض سريعاً مم فراشه ثم امسك بزجاجة الماء بجانبه وتناولها علي جرعة واحدة ثم تركها وهو يتصبب عرقاً قائلاً :- اعوذ بالله من الشيطان الرچيم ..
وظل يكررها عدة مرات حتي هدأت اعصابه قليلاً وخف توتره الي حد ما ثم جلس علي فراشه وهو يضع رأسه بين يديه ويتذكر عيون تلك الافعي الضخمة وهي تنظر له عيون يعرفها جيداً ولم يخطئها يوماً مرت علي ذاكرته عدة لقطات وهو يتذكر موقف ما من ثلاث سنوات ..
<<FlasH BacK>>
انتهي من عمله مبكراً لكي يراها قبل ان يذهب الي منزله فغداً لن يستطيع ان يراها حيث ان غداً اهم يوم بحياته العملية وسيتحدد مصيره ف الداخلية هاتفها بعد ان انهي عمله ليعرف اين هي حيث انه ذهب الي مكتبها ولم يجدها وعندما سأل زميلاتها الفتيات اخبرته احداهن انها خرجت منذ حوالي ساعة استغرب وتسائل بداخلع عن سبب ذهابها ف هذا الوقت من العمل ودون علمه ايضاً وعندما اتصل عليها مرة اخري واخيراً جاوبته واخبرته انها برفقة صديقة لها في مشوار ما اخبرها انه سينتظرها في سيارته علي احدي الطرق الرئيسية القريبة منها وقد وتعمد ذلك حيث انه من الممكن ان يكون مراقب فوافقت واستقل سيارته ووصل الي المكان المحدد وانتظرها مايقرب النصف ساعة حتي استمع الي صوت باب السيارة بجانبه ينفتح وشعر بها تجلس بجانبه دلفا هايدي الي السيارة وهي تقول بنعومة :- هاي عليك .
نظر لها بوجه عابس وملامح جادة وهو يقول :- ايه اللي خرجك من الشغل من غير ماتقوليلي ؟
هايدي بابتسامة مغوية :- اسفة ياحبيبي كان المفروض اقولك بس صافي صاحبتي اتصلت بيا وكانت عاوزة تروح للدكتور ومحدش معاها ف اضطريت استأذن عشان اروح معاها ومتبقاش لوحدها .
ظل ينظر لها بعبوس وعدم تصديق حتي اقتربت منه قليلاً وهي تقول بدلع :- انت لسة زعلان صمتت لبرهة ثم تصنعت الحزن وهي تقول :- ولا انت مش مصدقني ومش واثق فيا !
نظر لها بعشق خالص لها وحدها وضعف عندما رأي تلك النظرات الحزينة في عيناها لم يستطع ان يتحمل اكثر من ذلك فهو حقاً يعشقها .. امسك كفيها بين يديه وطبع علي كل كف قبلة حانية وهو يقول بحب :- مقدرش مثقش فيكي انتي انا يعني لو موثقتش فيكي ابقا مش واثق ف نفسي انا بس ببقا مرعوب عليكي ومش عارف ايه اللي ممكن يكون حصلك .
نظرت له بضحكة وحب وهي تتصنعهم وقالت :- يعني مش زعلان مني خلاص ياحضرة الظابط ؟
اسر بحب ومرح :- مقدرش ازعل منك ياقلب حضرة الظابط .
ضحكت ضحكة عالية علي حديثه وطريقته ف الحديث ولكنه قال لها بجدية :- هايدي عايزك تخلي بالك من نفسك دايماً ومتروحيش في مكان بعد كدة غير لما تقوليلي.
هايدي بتساؤل خبيث :- ليه بتقول كدة ؟
اسر بتنهيدة :- متاخديش ف بالك كلمتين وكنت عاوز اقولهم وقولتهم .
نظرت له بخبث خفي ثم قالت ببراءة متصنعة وهي تقول :- قولي ايه اخبارك ف الشغل وايه اخبار القضية بتاعتك صح !
اسر بابتسامة بسيطة ورد مقتضب :- الحمدالله كله تمام .
هايدي بلؤم خفي :- ممممم لسة محددتوش ساعة الاقتحام !
اراد ان يخبرها ان الاقتحام سيكون غداً ولكنه تذكر ان تلك المعلومات شديدث الخطورة والسرية ولا يجب ان يعرف بها احداً كمان انه اراد ان لا يقلقها عليه اذا اخبرها بذلك فتمالك نفسه ببراعة وتصنع اللامبالاة وهو يقول :- لسة محددوش ساعة الاقتحام انتي عارفة الحاجات دي مش بنعرفها غير قبل الاقتحام بوقت قليل جداً عشان الجواسيس اللي ف الداخلية .
تصنعت امامه عي ايضاً اللامبالاة وتجاهلت الموضوع تماماً ثم غيروا مجري الحديث تماماً وتحدثوا ف امور عديدة اخري …
<<FlasH BacK>>
عاد من ذكرياته الاليمة وقد تحولت عيناه الي جمر من نار الي متي سيظل هكذا الي متي سيظل ف تلك الدوامة الن ينتهي هذا الوجع في قلبه …
ارتدي اسر بدلته العسكرية واستعد للذهاب الي عمله نزل علي درج المنزل الداخلي فوجد والدته تهم بالصعود لكي تيقظه ..
اسر وهو يقبل رأسها :- صباح الخير ياامي .
رجاء بحب :- صباح النور ياحبيبي كنت لسة طالعة عشان اصحيك تفطر قبل الشغل .
اسر بهدوء وابتسامة :- اديني انا اللي صحيت اهو ونازل افطر معاكي ياست الكل .
رجاء بابتسامة :- طب يلا ياحبيبي نفطر قبل ماتروح شغلك .
توجه اسر ووالدته الي مائدة الطعام وبعد ان جلسوا وبدأوا في الاكل ظلت رجاء تختلس بعض النظرات الي اسر حتي شعر بها فترك طعامه وهو ينتبه لها ويقول بابتسامة بسيطة :- عاوزة تقولي ايه ياماما ؟
رجاء ببعض التوتر :- هكون عاوزة اقول ايه يعني ولا حاجة .
اسر وهو ينظر لها بحب :- قولي اللي انتي عاوزة تقوليه انا سامعك .
رجاء ببعض الضيق :- ماالمشكلة انك علي طول بتسمعني لكن مش بتعمل حاجة بكلامي .
ظل ينظر لها بابتسامة حتي اكملت كلامها قائلة بحزن :- انا بكبر ف السن وانت كمان بتكبر البيت دة هيبقي فاضي بعد كدة عشان انت حابس نفسك في صندوق ذكرياتك ومش عاوز تنقذ نفسك وتطلع منه والعمر بيجري مش هيستناك يااسر لحد ما تنسي السنين بتنسي الواحد آلمه لكن انت مهما عدي عليك سنين بتفضل فاكر ومش قادر تنسي وانا نفسي افرح بيك وبولادك وابقا مطمنة عليك يابني قبل ماربنا ياخد امانته .
انتفض اسر بفزع وهو يقبل يديها بخوف قائلاً :- بعد الشر عليكي ياست الكل ايه اللي بتقوليه دة بس .
رجاء بحزن علي حال ولدها :- بقول الحقيقة اللي انت مش عاوز تواجه نفسك بيها ياحبيبي .
اسر بحزن علي نفسه هو الاخر :- متقوليش علي نفسك كدة تاني وانا هعمل اللي انتي عاوزاه .
رجاء بحب وهي تربت علي وجهه :- ياحبيبي كلنا هنموت محدش فينا هيعيش للابد والمفروض منخافش من الموت احنا المفروض نكون خايفين من اللحظة اللي هنقابل فيها ربنا بأعمالنا هل اعمالنا دي صالحة كفاية عشان نوقف قدام ربنا واحنا مش خايفين من عذاب جهنم وكمان انا مش عايزاك تعمل حاجة مش عاوزها وغصب عنك .
ابتسم اسر بصعوبة بالغة وقال :- انتي عارفة اني مش بعمل حاجة غصب عني اديني بس شوية وقت وان شاءالله هفرحك قريب .
تهللت اسارير رجاء وهي تقول :- بجد يعني في واحدة معينة ف دماغك قولي مين وبنت مين وهنروح نخطبها امتي ؟
ضحك اسر عالياً علي حديث والدته وقال لها من بين ضحكاته :- حيلك حيلك واحدة واحدة عليا ولا ف واحدة ولا اتنين .
رجاء بعدم فهم :- مش فاهمة امال ايه هتفرحني دي .
اسر بابتسامة واسعة تحمل بعض الخبث :- هفهمك كل حاجة بعدين وهتفرحي صدقيني .
رجاء بنظرات متفحصة وتوجس :- انا قلقت منك انت ناوي علي ايه !!
ضحك اسر مرة اخري ثم نهض من مكانه وقبل يديها وهو يقول :- متقلقيش ياست الكل وان شاءالله هتفرحي قريب انا لازم امشي دلوقتي لاني اتأخرت سلام .
ثم تركها ورحل قبل ان تنطق باي كلمة اخري وظلت تتابعه بعينيها وتدعو الله ان يهدئ من آلمه ويوفقه في حياته …
************************************************ف منزل جاسم :-
الساعة الان تشير الي الخامسة بعد العصر عادت حياة واية من الجامعة بينما اخبرتها اية بامر زيارة اسر لهم اليوم وانه سيتناول معهم الغذاء كما اخبرها جاسم اليوم ارتعبت حياة وارتعشت من فكرة انها سوف تراه اليوم ارادت ان ترفض امر تلك العزيمة ولكن ماباليد حيلة فهذا ليس منزلها لكي تتحكم به كما انه ايضاً لا احد يعلم شئ مما فعله اسر معها ولهذا قررت ان تحضر تلك العزيمة علي مضض وهي تدعو الله ف سرها ان تمر علي خير …
في المطبخ وقفت اية وحياة يعدون الطعام بينما كانت الاخيرة شاردة في كل مايحدث لها وماذا سيحدث اليوم في تلك الزيارة شردت حياة في كل هذا افاقت من شرودها علي صوت شئ ما يقع علي الارض نظرت الي اسفل فوجدتها الملعقة التي بيدها او كانت بيدها فهي الان علي الارض نظرت لها اية باستغراب قائلة :- مالك ياحياة مش علي بعضك ليه من الصبح ؟
حياة ببعض التوتر :- ها لا مش علي بعضي ازاي يعني مانا كويسة اهو .
اية بنظرات متفحصة :- حساكي مضايقة وسرحانة من الصبح .
حياة بابتسامة ومرح مصطنعين :- لا ياحبيبتي متقلقيش مفيش اي حاجة انا زي القردة اهو .
اية بابتسامة :- طيب ياقردة خلينا نخلص قبل مايجوا .
عادوا لانهاء عملهم بالمطبخ ومر بعض الوقت حتي استمعوا الي صوت جرس الباب فقالت اية باستعجال :- حياة معلش افتحي انني الباب عشان انا ايدي مش فاضية .
ذهبت حياة لتفتح الباب وهي تشعر انه بالخارج وانها ستقوم بفتح الباب لتجده امامها وبالفعل حدث كما توقعت بالظبط وجدت اسر امامها وبجانبه جاسم ظل ينظر لها بنظرات عميقة عكس مابداخله بينما هي ظلت تنظر له بنظرات خالية من الحياة وهي تشعر بانقباضة ف صدرها اخيراً نطقت حياة وهي ترسم ابتسامة علي وجهها :- اتفضلوا ادخلوا .
صدم من تلك الشجاعة التي تحاول ان تتحلي بها ولكنها اعجبته دلفوا الي الداخل وجاسم يقول بمرح :- الله .. ايه الروايح الحلوة دي ريحة الاكل تحفة .
ابتسمت حياة بينما اكمل جاسم حديثه قائلاً :- انا هدخل اغير هدومي بسرعة واجيلكم اقعد يااسر البيت بيتك .
ثم دلف الي غرفته وتركها وحيدة مع اسر ارتعشت لتلك الفكرة فقررت ان تدخل الي اية لتساعدها وعندما التفتت لتذهب وجدت يد تقبض علي ذراعها ويجذبها نحوه حتي اصبحت امامه وملتصقة به تماما شهقت من الصدمة وقالت :- انت بتعمل ايه ابعد عني .
اسر بهمس بطئ ومخيف :- شششششش انا مش عاوز اسمع صوتك انا جاي النهاردة عشان اردلك القلم بس بطريقتي يايويو . انهي كلامه بغمزة من عينه لترتعب اكثر وتحاول الفرار من بين يديه وهي تقول برعب :- انت قصدك ايه ابعد عني مابدا مااصوت والم عليك اللي ف البيت .
ابتسم لها بشراسة ثم نظر حوله حتي وجد غايته وهي احدي الغرف الفارغة والتي يعرف اسر مسبقاً انها فارغة فهو يعرف العديد من الاشياء عند هذا المنزل سحبها سريعاً الي تلك الغرفة واغلق الباب عليها واحتجزها بينه وبين الباب لم تقوي علي الصراخ ف حقاً الصدمة وسرعة ماحدث قد شلوا تفكيرها ظل ينظر لها بجراءة وهي تنظر له بذعر حتي نطقت بتلجلج ورعب :- انت ع ع عاوز مني ايييهه ابعد عني .
اسر وهو يقربها منه اكثر ويهمس ف اذنها بنعومة :- تفتكري انتي المفروض اخد حقي واردلك قلمك ازاي ؟
حياة وهي تحاول ان تداري خوفها منه :- انا اصلا مغلطش فيك عشان تاخد حقك مني انت اتطاولت عليا وانا رديت عليك و…. وقبل ان تهم بالنطق مرة ثانية قاطعها اسر وهو يهجم علي شفتيها بقبلة عنيفة جعلتها تأن من الآلم حاولت دفعه بعيداً عنها ودموعها تسيل علي وجهها ولكنه لم يتوقف بينما هو اندمج فيما يفعله ولم يكن يتوقع انه حقاً يريدها بتلك الطريقة فقد كان يعتقد انها كغيرها من الفتيات ولكن تلك القبلة جعلته يصدم في مشاعره تجاهها ومن قوة تلك المشاعر ابتعد عنها اخيراً عندما شعر بحاجتهم الي الهواء فوجدها تبكي بعنف ولكن دون صوت لم يتآثر لاجلها بل اقترب منها اكثر وهو يهمس :- شوفتي بقا ان ردي كان اعنف من القلم بتاعك ازاي انا اتكلمت معاكي اكتر من مرة بالذوق وبالراحة بس انتي شكلك عنيدة ومش بتيجي بالذوق بس خليكي عارفة اني لما بعوز حاجة باخدها يايويو ..
ثم تركها وخرج مم الغرفة وكأن لم يحدث شئ بينما هي ظلت تبكي وهي لاتعي ماحدث الي الان او كيف حدث …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى