روايات

رواية آسر الحياة الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الجزء الثامن والعشرون

رواية آسر الحياة البارت الثامن والعشرون

رواية آسر الحياة
رواية آسر الحياة

رواية آسر الحياة الحلقة الثامنة والعشرون

************نبدأ الحلقة الثامنة وعشرون**********
في المستشفي :-
كان اسر يقف خارج غرفة العناية المركزة ينظر اليها ولجسدها الموصل باسلاك الاجهزة الطبية المحاطة بها وتتجمع بعيناه الدموع حزناً وندماً علي حالها وماوصلت اليه بسببه لا يصدق انه فعل بها هذا هو لم يكن بوعيه كان تحت تأثير تلك الصدمة التي تعرض لها قبل ان يذهب للمنزل ويراها بعدة ساعات صدمة ماضيه المؤلم ماضيه الذي جعله لا يثق بأي فتاة يوماً ويوم ان وقعت بطريقه الفتاة الصحيحة التي لم يكن يحلم بها او يتوقع وجودها يوماً وها هو بمنتهي الغباء اوشك علي خسارتها يعلم انها ستفيق من غيبوبتها فهي قوية ويعلم ان بداخلها طاقة جبارة لتقاوم كل هذا لقد استطاعت ان تخرجه من ظلمات ماضيه وتجعل قلبه يدق من جديد وينسي الماضي ليعشقها كان ينسي العالم بجوارها بمجرد ان يري ابتسامتهت الرقيقة بل ينسي من هو بالاساس بمجرد ان تلتقي شفتيه بشفتيها في رحلة عشق قصيرة افاق من شروده علي صوت جاسم من خلفه وهو يقول بجمود :- انا لازم امشي دلوقتي عشان اية وندي لوحدهم ف البيت وميعرفوش حاجة عن اللي حصل .
لم يجيبه اسر ولم ترمش عيناه عنها فتنهد جاسم وهو يعلم ان صديقه يعشقها بالفعل ونادم علي مافعله ولكنه لايعلم ايضاً ان مافعله لن يمر مرور الكرام وبالاخص بعد ما عرف علي بالامر ولا يعلم ماردة فعله الي الان ولكنه لايستبشر خيراً للقادم هتف جاسم مجدداً بنفس النبرة :- هعدي عليك الصبح بدري حاول تريح شوية عشان تقدر تواصل .
ايضاً لم يجيبه اسر فرحل جاسم تاركاً اياه غارقاً في بحور ندمه وهو ينظر اليها ويتمني ان تعود وتستيقظ ليركع تحت قدميها حتي تغفر له فعلته وضع يده علي مقبض الباب فتحه ببطء ودلف الي الداخل بخطوات بطيئة مرهقة خطوات لرجل يلفظ انفاسه الاخيرة ويحتضر وصل الي فراشها وجلس علي المقعد الذي بجانبها وامسك بيدها يحتجزها بين احضان يديه ثم طبع قبلة هادئة دافئة عليها واسند جبهته الي كفها وهتف قائلاً بنبرة خافتة مشتاقة :- وحشتيني .. صمت لثواني ثم اكمل حديثه بندم :- مش هتقومي بقا ياحياة طب انا موحشتكيش .. عارف اني وجعتك وجيت عليكي بس اصحي وعاقبيني بالطريقة اللي تحبيها انا استاهل اي حاجة تعمليها فيا الا انك تسبيني او تفضلي نايمة قدامي بالشكل دة .. رفع رأسه ونظر اليها والدموع تسيل علي وجهه كالشلالات وهتف بحب :- مش قادر اشوفك بالشكل دة ياحبيبتي قومي عاقبيني اي عقاب انتي عايزاه وانا هتقبله ومش هعترض بس متسكتيش كدة ياحياة .. نهض من مقعده وجلس بجانبها واقترب بوجهه واسند جبهته علي جبهتها وهو يحاول ان يستنشق رحيق انفاسها العبقة التي اصبحت ادمانه وهتف قائلاً بعشق حزين :- مش بعد ماغيرتيني وخلتيني اعشقك يبقا انا اسيبك تروحي مني مفيش قوة في الدنيا كلها هتاخدك مني انتي ليا من اول يوم شوفتك فيه ياحياة ..
كاد ان يكمل حديثه معها ولكنه استمع الي صوت ضوضاء بالخارج واصوات عالية لاشخاص يعرفها زادت سرعة ضربات قلب اسر بتوتر وهو يتعرف علي تلك الاصوات وقد ادرك انها لاهل حياة هل آتوا لاخذها منه لماذا .. لماذا آتوا منذ متي كان هذا الاهتمام بها فهم منذ ليلة زفافهم لم يهاتفها احداً منهم او يزورها سوي علي وهذا هو الشخص الوحيد الذي كان يتوقع مجيئه اما الباقية لم يتوقع قدومهم معه مطلقاً شعر اسر بالخوف الحقيقي لاول مرة بحياته من فقدانها او من انهم سيرحلوا بها بعيداً عنه لا هو لن يتركها لهم هي له هو فقط حياة ملكه وتخصه منذ اول مرة رآها بها ولا احد يجروء علي انتزاعها من بين احضانه اشتعلت اعين اسر بتصميم واصرار ونظر لها بقوة وهو يعود لشراسته مجدداً مدافعاً عن حقه بها وهتف قائلاً بتملك وعشق :- لو انطبقت السما علي الارض مش هتسبيني مفيش حد يقدر ياخدك مني انتي بتاعتي لحد اخر نفس فيا ياحياة .
ثم اقترب من شفتيها والتهمها في قبلة متملكة شغوفة يبث لها حبه وعشقه وخوفه وتملكه من خلال تلك القبلة ظل يقبلها وهو لايريد ان يتركها ولكنه ابتعد علي مضض عندما اوشك علي فقدان انفاسه بين رحيق شفتيها ونهض من مكانه سريعاً وتوجه ناحية باب الغرفة ونظر لها نظرة اخيرة حتي يحتفظ بتفاصيلها التي يعشقها قبل ان يخرج ويواجه كل هذا وحيداً وفور ان عبر باب غرفة العناية المركزة ووقعت عيناهم عليه تفاجئ بلكمة عنيفة تنطلق من قبضة صالح وتستقر بوجهه كاد ان يترنح ويسقط ارضاً ولكنه تمالك نفسه بصعوبة ونظر الي صالح كاد ان يتحدث ولكنه تفاجئ بلكمة اخري وشخص يحكم قبضته علي عنقه بعنف وهتف علي بغضب شديد :- عملت فيها كدة ليه هاا ليه !!
قام عبدالرحمن بلكمه في منتصف معدته حتي جعله يسقط ارضاً وهتف قائلاً بغل :- كنت فاكر ان مورهاش رچالة ولا ايه وهنسيبهالك تعمل فيها مابدالك اياك .
صالح بعصبية وغل :- والله ف سما ماهتطولها تاني .
كان اسر مستسلم تماماً وهو يعلم انه يستحق كل مايحدث له ولن يستطيع ان يدافع عن نفسه او يرد لهم ضرباتهم ولكنه بحاجة الي صحته الجسمانية تلك الفترة من اجل حياة حتي يظل بجانبها ويواجه اهلها فهم من الواضح ينويان علي الرحيل بها بعيداً عنه ولكن لا والف لا لن يسمح بأنتزاعها من بين احضانه مهما كان الثمن حتي وان كان حياته هي الثمن فهي ملكاً له منذ البداية وستظل بأحضانه حتي النهاية صدح صوت الحاج علوان بصرامة :- واحد منيكم يروح يشوف الدكتور عشان ننجل حياة من اهني وبكفايكم فضايح .
في تلك اللحظة هبط قلب اسر بين قدميه وهو يتخيلها بعيداً عنه فنهض من مكانه ووقف امامهم كالوتد وكأن لكماتهم لم تؤثر به نظر له صالح بأشمئزاز وغضب وكاد ان يتخطاه ليدلف الي حياة فوقف اسر امامه مباشرة وهتف بهدوء مريب :- محدش هياخد حياة من هنا .
نظروا له جميعاً بصدمة من وقاحته بعد فعلته الشنيعة فهتف صالح بذهول :- انت بتجول ايه سمعني اكديه تاني !
اسر بنفس الهدوء ولكن نبرة اقل بطءً :- محدش منكم هياخد حياة بعيد عني ويمشي بيها .
انقض صالح عليه وامسكه من تلابيب قميصه وهتف بغضب عاصف :- يابچاحتك وليك عين تتحدت وتدي ف اوامر وانت السبب في رجدتها اكديه .
كاد اسر ان يعنفه علي حديثه ولكن حضر جاسم ومعه الطبيب فقد علم جاسم بمجيئهم عندما هاتفه علي ليعرف مكان المشفي فآتي علي الفور حتي يحاول ان يسيطر علي الوضع ولو قليلاً هتف الطبيب بجدية :- لو سمحتم ياجماعة الواقفة دي ممنوع عند غرفة العناية ياريت كلكم تتفضلوا بعيد عن هنا عشان راحة المرضي من فضلكم .
جاسم بهدوء يشوبه بعض التوتر :- حمدالله ع السلامة ياجماعة نورت ياحاج علوان .
لم يجيبه علوان وانما نظر الي الطبيب قائلاً بجدية :- لو سمحت يادكتور احنا عاوزين ننجل بنتي من اهني لمستشفي عندينا ف البلد .
اسر بغضب وصوت جهوري :- محدش هياخد مراتي من هنا لاي مكان تاني انتو فاهمين .
عبدالرحمن بغضب :- واللي چوة ديه اختنا وهنطلجوها منيك جريب .
اسر بسخرية :- اختكم من امتي الكلام دة .
علي بغضب :- انت ليك عين تتكلم وتقاوح بعد اللي عملته فيها انت ايه يااخي .
ابعدهم جاسم عن بعضهم البعض وهتف بجدية :- اهدوا شوية ياجماعة .. ثم نظر الي علي مكملاً حديثه :- علي لو سمحت تعالي ننزل بيهم في الكافيتيريا عشان نعرف نتكلم ونتفاهم في هدوء .
علي بغضب وهو يجز علي اسنانه :- اطلع انت منها ياجاسم كفاية اني مكلمتكش ف حاجة لحد دلوقتي .
جاسم بعدم فهم :- حاجة ايه يعني مش فاهم .
علي بأنفعال :- انك كنت عارف كل حاجة من الاول عن البني ادم دة ومقولتش لحد فينا دة انت حتي محذرتنيش عشان اخلي بالي وانبه اختي منه فضلت مصلحة صاحبك علي اختي لحد ماعمل فيها اللي عمله دة .
جاسم بجدية :- علي لو سمحت اهدي شوية الموضوع مش زي ماانت فاهم .
هتف اسر من خلفه قائلاً بغل :- متشيلش جاسم ذنب مش ذنبه ولما انتو اهل كويسين اوي كدة وبتخافوا علي بنتكم وندمانين انكم جوزتوهالي كنت هتجوزها ازاي ياحاج علوان لواحد زي عبدالله دة واحد بيتكلم علي بنتك بالباطل وكان بيشككني فيها طب كنتوا فين لما هربت من بيتكم ونزلت بلد غريبة عنها ومتعرفهاش لوحدها لو حد فينا غلط في حق حياة ف مش انا لوحدي بس اللي غلطت ف حقها كلنا غلطنا وهي اللي دفعت تمن غلطاتنا دي لوحدها .. صمت لثواني حتي يلتقط انفاسه الغاضبة ووقف امامهم كالوتد وهتف قائلاً بصوت صارم عاشق يدافع عن حبه :- حياة مراتي وانا مش موافق انها تتحرك بعيد عني خطوة وهتفضل مكان مانا موجود وطلاق انا مش بطلق حياة هتبقا علي ذمتي لحد اخر نفس فيا انتو اهلها واذا كنتوا حابين تفضلوا موجودين لحد ماتقوم بالسلامة وتطمنوا عليها فأهلاً وسهلاً .
ثم التفت عائداً الي غرفة حياة مجدداً تاركاً الجميع خلفه ينظرون له بذهول من تلك الجراءة والقوة التي يتحدث بها ولكن حديثه كان يتردد صداخ بداخل كلاً منهم فكل شخص فيهم اذنب بحق حياة فهي التي دفعت ثمن تلك الذنوب وحدها ……
******************************************
بمكان اخر بأحدي المناطق الصحراوية النائية الموجودة علي اطراف المدينة بمنزل كبير كان يجلس المدعو عدنان مع عابدين بهذا المنزل وفي احدي الغرف السفلية للمنزل يعلو بها صراخ چيرمين وهو يهز ارجاء المكان وهي تهتف :- طلعوني من هنا حد يرد عليا عاااابدييين .
وصل صراخها الي عابدين وعدنان فهتف الاخير قائلاً بتافف :- اووووف من ساعت ماجات مبطلتش صريخ ياعابدين صدعتني .
عابدين بضيق :- مكنش ينفع اسيبها تمشي دي عرفت كل حاجة واكيد اسر هيستخدمها عشان يوصلنا عن طريقها .
عدنان بتساؤل :- وهتعمل ايه معاه انت عارف هو مستني اليوم اللي هيجيبك فيه دة بقاله قد ايه ؟
عابدين بغل :- عارف بس مش بنفس لهفتي علي اليوم دة وزي ماهو قال لعبتنا بتخلص واخيراً هيجي اللي هخلص عليه بأيدي .
عدنان بجدية :- احنا لازم الايام الجاية نركز اكتر في العملية الكبيرة لانها مهمة اوي ومينفعش تحصل حاجة تبوظها .
عابدين بجدية :- متقلقش انا ظبطت كل حاجة في المينا اللي هندخل منها الشحنة ودفعت للناس كلها هناك عشان الامور كلها تبقا سهلة .
عدنان بتحذير :- عابدين انت عارف ان المرادي مش سلاح بس اللي داخل مع الشحنة اكيد عرفت ايه الحاجة اللي جاية مش عايزين ولا غلطة ف الجمارك والمينا .
عابدين بضحكة شريرة :- بقولك دفعت للناس اللي ف المينا انت مش واخد بالك ان كل حاجة في مصر بتمشي بالفلوس ولا ايه بص حواليك وشوف كمية الفساد اللي ف البلد سواء من الحكومة او من الشعب نفسه الناس هنا بقوا عايشين في جوع عيش وفقر بيخليهم مايصدقوا يشوفوا الفلوس عشان يعملوا اي حاجة بس تدفعلهم يعني كمية الموظفين والمسئولين اللي ف المينا والجمارك دول شوية الملاليم اللي بيقبضوهم كل شهر دة مش بيكفوا اسبوع في اول الشهر وكل دة في مصلحتنا احنا .. اكمل حديثه بخبث قائلاً :- الحكومة تغلي وتمص دمهم واحنا ندفع ونمشي شغلنا وابقا سلملي علي ضميرهم وتدينهم بعد كدة .
عدنان بلؤم :- ضمير وتدين ايه بس دة الناس بقت بتبيع عيالها واعضائهم عشان يلاقوا ياكلوا وتقولي ضمير وتدين لا ولا كمان فيهم طيبة سهل انها تخلي اي حد معدي يرمي كلمة بس بين اي اتنين تبقا ولعت كدة بينهم شعب اهبل وسهل يصدق اي حاجة بتتقالوا .
عابدين بضحكة خبيثة :- معاك حق ف دي دة لو طوبة اتحدفت علي كنيسة او جامع بيقوموا ياكلوا ف بعض وتولع البلد مفيش حد يفكا ويقول ان في ايد وطرف تالت في الموضوع ابداً والاعلام عندهم بيشعلل الدنيا اكتر مش بيفيدهم بحاجة بس برضه كل دة في مصلحتنا احنا وبيسهلنا حاجات كتير جداً في مصر .
عدنان بالامبالاة :- علي رأيك اهو سبب نجاح الجماعات الارهابية دي في مصر شعبها وحكومتها يلا خليهم كدة كل دة في مصلحتنا احنا ….
صدح صوت ضحكاتهم الشريرة علي هذا الحديث الناقم علي شعب مصر ولكن اذا نظرنا لحديثهم بصورة اخري نجد ان معهم كل الحق فنحن من قمنا بالسماح لاعدائنا بالتوغل داخل بلادنا لم نتصدي لهم من البداية لقد منحنا الله سبحانه وتعالي العقل حتي نفكر به ولكننا لا نفعل ف بالفعل يستطيع اي شخص الايقاع بيننا بمجرد كلمة واحدة يتفوه بها فنحن شعب يتعامل بسجيته ولا نفكر في مصلحة هذا الشخص من حديثه اصبحنا شعب يتحكم به ايضاً عنفه وغضبه اكثر مما يتحكم به عقله ولكن الي متي سنظل هكذا الي متي سيظل يحيط بنا فساد وظلم وقهر الي متي سنسمح لأيادي خارجية اخري بالتحكم والتلاعب بنا ” لايغير الله بقوم حتي يغيروا مابأنفسهم ” اذا استطعنا ان نغيير من انفسنا ولا ندع فرصة لاشخاص اخري بالتحكم والتلاعب بعقولنا اذا عاد الشعب المصري من جديد الي نقائه وصفائه بدون تلك النفوس المريضة الفاسدة التي تحيط بنا ستعود مصر مجدداً الي مجدها وعزها ستعود مصر من اقوي شعوب الارض كما كانت في تلك اللحظة صدح صوت چيرمين مجدداً وهي تصرخ فهتف عدنان بتأفف :- احنا مسيبنهاش في البيت التاني ليه اهو كان اكبر من البيت دة بكتير ومكنش صوتها هيظهر فيه .
عابدين بغموض :- انا هسكتهالك دلوقتي خالص .
ثم نهض من مكانه يتبعه عدنان ليري ماذا يقصد فدلف عابدين الي احدي الغرف وقام بفتح حقيبة صغيرة اخرج منها ابرة طبية ومعها محلول غريب اللون وقام بتعبئته بالابرة الطبية فهتف عدنان بخبث :- الله عليك لا بجد شيطان ياعابدين .
اتجه عابدين خارج الغرفة وهو يقول بغرور :- قصدك الشيطان يتعلم مني .
اتبعه عدنان حتي وصل الي غرفة چيرمين وقام بفتح الباب ونظر لها بملابسها التي اصبحت بالية بعض الشئ وبعد ان اختفت مساحيق التجميل عن وجهها وظهر الارهاق جلياً عليه نظرت له بغل وعيناها الخضراء ينبعث منها شرار هتفت بصريخ :- خرجني من هنا ياعابدين خرجني بدل مااقتلك .
عابدين بضحكة ساخرة :- تقتليني مرة واحدة تؤتؤتؤ ايه ياچيچي امال فين الانثي الرقيقة اللي جواكي .
چيرمين بعصبية :- ملكش دعوة بيا خرجني من هنا بقولك .
اقترب منها عابدين ببطء ونظرة مخيفة شيطانية تتراقص بعينيه أثارت القشعريرة بجسدها فهتفت بخوف :- ف ايه انت بتقرب كدة ليه .
وصل اليها عابدين واظهر تلك الابرة امامها هفتفت بصدمة :- ايه دة !!
امسكها عابدين من خصرها والصقها به ثم هتف بخبث :- دي حاجة هتريحك خالص ياچيچي .
حاولت ان تتملص من قبضته حتي تهرب منه ولكنه احكم قبضته عليها جيداً حتي لاتنفلت من بين يديه ثم قام بحقنها فشعرت چيرمين بلسعة حارقة تسري بجسدها وانها بدأت في الاسترخاء بين يديه فهتف عابدين ببرود :- اهو كل يوم والتاني جرعة زي دي وانتي هتبقي زي الفل .
سقطت چيرمين ارضاً وهي تشعر بسكون تام بجسدها بعد تلك الحقنة فتركها عابدين وخرج حتي يري ماذا سيفعل بالايام القادمة …..
******************************************
في ڤيلا والدة اسر :-
كانت السيدة رجاء تجلس بالمنزل وهي تشعر بنغزة في قلبها تخبرها ان شئ ما سئ قد حدث ولكنها تحاول ان تكذب احساسها هذا فقامت بمهاتفة اسر ولكنه لا يجيب فهاتفت حياة مغلق هي الاخري شعرت بقلقها تزداد فنهضت من مكانها حتي تصلي بنية راحة البال وبعد ان انهت صلاتها صدح صوت رنين جرس المنزل ذهبت السيدة رجاء حتي تري من الزائر فتحت الباب وهتفت بابتسامة :- مجيدة تعالي ياحبيبتي ايه المفاجأة الحلوة دي .
اقتحمت مجيدة المنزل بعنف وهتفت قائلة بغضب شديد :- أنا مش جاية اتضايف يارجاء بنتي فين ابنك عمل ايه في بنتي .
رجاء بصدمة وعدم فهم :- بنتك مالها يامجيدة وابني هيعمل ايه في بنت عمته يعني .
مجيدة بانفعال وصوت جهوري :- ابنك المحترم جيه لحد بيتنا وضربها امبارح وخرج وبنتي خرجت وراه ولحد دلوقتي مرجعتش .
رجاء بذهول :- انا مش فاهمة حاجة اهدي يامجيدة وفهميني .
مجيدة بغل :- ابنك جيه امبارح البيت وضربها وقالها كلام غريب كدة عن واحد اسمه عابدين وكان قميصه مليان دم وفضل يقولها انتي السبب في اللي عملته في مراتي وكلام غريب كدة قسماً بالله يارجاء لو ابنك عمل حاجة في چيرمين لهشرب من دمه .
ثم رحلت تاركة رجاء خلفها مصدومة من حديثها بشدة ماذا فعل أسر بحياة وكيف عاد عابدين مجدداً ولماذا عاد امسكت بهاتفها وظلت تتصل باسر حتي تعرف منه ما الامر لم يجيبها اسر في البداية ولكن بعد عدة اتصالات قام بالرد عليها وما ان انفتح الخط هتفت رجاء بخوف :- اسر انت عملت ايه ف چيرمين وايه اللي حصل لحياة انطق في ايه .
اسر بتساؤل :- انتي عرفتي منين اللي حصل لحياة ؟
رجاء بصدمة :- يعني انت فعلاً اذيتها طب وچيرمين عملت فيها ايه !
اسر بغل :- متجيبيش سيرتها هي السبب في اللي انا فيه دلوقتي .
رجاء بصرامة :- ماتنطق وتقولي ايه اللي حصل بدل مانا بسحب منك الكلام كدة .
تنهد اسر بتعب ثم قام بقص كل شئ عليها منذ البداية وعن طبيعة زواجه بحياة حتي مافعله بها ومافعلته چيرمين يوم الحفل ثم اخبرها ايضاً انه لم يري چيرمين بعد ان خرج من منزلها الي الان صدمت السيدة رجاء من حديثه ومن فعلته كيف فعل ولدها هذا بحياة زوجته تلك الفتاة الرقيقة الهشة لقد ظلمها والان هي تحتضر بالمشفي والفضل الاول والاخير يرجع له هتفت السيدة رجاء بصدمة وبكاء :- مش ممكن تكون ابني لا مش ممكن انا مربتكش علي كدة ابداً ازاي ظالم ومفتري بالشكل دة لا وكمان غبي مبتعرفش تفكر او تصرف .
اسر بندم :- ياامي انا اااا ….
رجاء مقاطعة حديثه بصرامة :- انت ايه انت واحد غبي معندكش قلب ولا رحمة ولا تستاهل واحدة زي حياة عملتلك ايه البنت المسكينة دي عشان تعمل فيها كدة خلاص مبقاش عندك عقل تفكر وغضبك بيتحكم فيك ذنبها ايه هي تتحمل عقدتك وماضيك الاسود لا وبتلوم علي اهلها عشان عاوزين ياخدوها المفروض فعلاً يبعدوها عنك بدل ماتموت بسببك بعد كدة انت متستهلهاش يااسر احسن ليها انها تبعد عنك .
اسر بعنف :- متقوليش تبعد دي محدش هيقدر يبعدها عني حياة بتاعتي انا من اول يوم شوفتها فيه وهتفضل ملكي لحد اخر نفس فيا ومحدش هيقدر ياخدها مني طول مانا عايش .
هتفت السيدة رجاء بحسرة وبكاء :- ياريتني كنت حكيتلها كل حاجة من البداية عشان تخاف هي وتبعد بس قولت اكيد هتقدر تغييرك للاحسن عشان كدة محكيتلهاش تفاصيل .
اسر بذهول :- تفاصيل !! هي حياة تعرف حاجة !!
قصت له السيدة رجاء حديثها مع حياة قبل الزفاف بعدة ايام شعر بالصدمة وقد فهم الان ماسر تغيير حياة معه من ليلة الزفاف وكيف اصبحت بتلك القوة بعد ان كانت تخشاه قبل الزواج وهذا الحنان والاحتواء الذي اغرقته به اذاً حياة كانت تسعي حتي تغييره للافضل بينما هو قام بتدميرها وتحطيمها الي شظايا حتي اصبحت بقايا انثي ظل يلعن نفسه بسره وهو يتمني بداخله ان يتم شفاها علي خير حتي يعوضها عن كل ماحدث وكل ذنب اذنبه بحقها ولكن حقاً هل سيستطيع ……
هتفت السيدة رجاء بصرامة :- اديني عنوان المستشفي دي انا جاية حالاً ومش هسيبها لحد ماتفوق .
اخبرها اسر بعنوان المشفي ثم اغلق الخط معها وعاد الي غرفة حياة مجدداً حتي لايتركها وحيدة …..
******************************************
مر ثلاث اسابيع علمت اية وندي بما حدث مع حياة وكم شعروا بالحزن والصدمة لما حدث معها واصبحوا يحملان ضغينة تجاه اسر بسبب فعلته وتغييرت معاملة علي لاية كثيراً ولم يعد يقوم بمهاتفتها فهو يري ان جاسم له يد ايضاً فيما حدث مع حياة حتي انه عندما رآها بالمشفي لم يلقي عليها التحية وهذا التجاهل مايضايق اية كثيراً ولكنها مقدرة للوضع الحالي …
جاسم وندي لم يحدث بينهم اي جديد سوي ان جاسم يحاول ان يخفف حزنها علي حياة وان يشعرها بالامان معه بقدر الامكان …..
صالح ومهرة الآن في انتظار حدث سعيد فمهرة حامل في اسبوعها الثاني واخبرت صالح بهذا الامر علي الهاتف فهو لم يعود الي البلد حتي الان لكي يكون بجانب اخته فهي قد حزنت كثيراً لما حدث لحياة ودعت ربها ان يشفيها وان يسامح عبدالله علي فعلته ……
اما چيرمين فأصبحت مدمنة من الدرجة الاولي بسبب تلك الجرعة التي يعطيها لها عابدين بانتظام ولا احد يعلم ماذا سيكون مصيرها الي الان ….
عابدين في انتظار اتمام العملية الجديدة ويرتب لها بدقة حتي لا تفشل فتلك العملية متعلقة بحياته كما انه يرتب لليوم الذي سينتقم به من اسر وقد اقترب هذا اليوم كثيراً …..
اما ابطالنا اسر وحياة فأسر لم يترك حياة سوي عدة ساعات بالنهار لكي يتابع سير القضية بالادارة وتكون السيدة رجاء معها بتلك الساعات حتي يعود اسر ويذهب الجميع بامر منه تاركينه بمفرده معها وقد وافق اهل حياة علي هذا الامر علي مضض ولكن مابيدهم حيلة فهو لازال زوجها تمني اسر كثيراً ان تفيق حياة حتي يخبرها عن ماضيه وعن كل مااصابه بالسنوات الاخيرة ولكنه متردد كثيراً فهو يعلم انها لن تسمعه وقد شعر بالصدمة من معرفة حياة بماضيه من السيدة رجاء اراد ان يخبرها عن وجعه ومعاناته ولكنه بكل مرة يتراجع عن الامر ولا يعلم السبب …..
******************************************
في المشفي :-
في احدي الايام عاد اسر من عمله ودلف الي غرفة حياة بالعناية المركزة وجد السيدة رجاء تجلس بجانب حياة وتقرأ لها بعض الآيات القرأنية فتنحنح وهو يهتف بهدوء :- احم السلام عليكم عاملة ايه ياامي .
كاد ان يقبل رأسها ولكنها ابتعدت علي الفور فهي منذ ماحدث وتعامله بمنتهي القسوة والجفاء وهو يري ان معها كل الحق حتي تفعل ذلك فهو اخطأ وعليه ان يدفع ثمن خطأه تنهد اسر بتعب ثم هتف قائلاً :- كفاية عليكي كدة ويلا عشان ارواحك .
رجاء بجفاء :- هرواح لوحدي خليك انت جمب مراتك .
اسر محاولاً اقناعها بهدوء :- ياامي ….
رجاء مقاطعة اياه بصرامة :- سمعت انا قولت ايه مش عاوزاك توصلني .
ثم توجهت خارج الغرفة ورحلت تاركة اياه يشعر بالحزن لما وصل اليه حاله والندم علي مااقترفه بحق زوجته ووالدته ونفسه نظر الي حياة الساكنة كما هي منذ اسابيع وقد التئمت جروحها بعض الشئ وعندما قام بسؤال الطبيب عن هذا الامر ولماذا لم تفيق الي الان صدمه الطبيب بان غيبوبة حياة بأرادتها وانها تهرب من الواقع بالنوم حياة تهرب منه هو بالنوم لا تريد ان تراه ولا تريد ان تعيش تلك الحياة مجدداً لذلك مازالت بغيبوبتها الي الان هاربة بنومها العميق من واقعها المرير …..
اقترب منها وجلس بجانبها علي الفراش ثم انخفض برأسه قليلاً وقام بطبع قبلة حانية علي جبهتها ثم انخفض قليلاً الي وجنتيها وقام بتقبيلهم واخيراً وصل الي مبتغاه وقام بالتهام شفتيها بشفتيه في قبلة عميقة شغوفة مشتاقة الي ابعد حد ظل يقبلها ويلتهم شفتيها التهاماً وهو يهتف بشوق قاتل :- قومي بقا ياحياة وحشتيني وحشتيني .
ابتعد عنها قليلاً حتي يلتقط انفاسه وظل ينظر اليها بعشق جارف وهتف بخفوت :- كل حاجة في حياتي رجعت وحشة تاني من ساعت مابعدتي عني كدة .. انا غلطت غلطة كبيرة بس عاوزك تصحي وتعاقبيني عايزك واعية وبتتحركي قدامي سكونك وسكوتك دة بيقتلوني .
صمت لبرهة حتي يستطيع السيطرة علي اعصابه ومشاعره الجارفة نحوها وفي تلك اللحظة تحديداً حركت حياة جفنيها حركة بسيطة تكاد لاتذكر وهي تحاول ان تستوعب هذا الصوت الذي كان يتردد صداه بمخيلتها لايام عديدة كانت لاتدري عما حولها شئ حاولت ان ترمش بعيناها قليلاً لتفتحهما ولكن ازعجتها الاضاءة بالغرفة كثيراً لذلك ظلت ساكنة هادئة كما هي وفجأة ارتعشت حياة عندما صدح صوت اكثر شخص تخشاه بحياتها وهي تتذكره جيداً وتتذكر مافعله بها هتف اسر بشوق وندم ولم يكن منتبه لحركتها الغير ملحوظة :- ليه مقولتليش انك تعرفي جزء من الحقيقة جايز وقتها لو كنت حكيتلك كل حاجة مكنش كل دة حصل .. عارفة نفسي احكيلك نفسي اقولك ع اللي حصلي يمكن تغفريلي غلطتي عارف ان كل دة مش مبرر بس .. بس يمكن تسامحيني وتديني فرصة اعوضك عن اللي عملته فرصة واحدة بس اثبتلك فيها اني بحبك .. بحبك بجد ياحياة ومش مستوعب فكرة بعدك عني .
تسارعت دقات قلب حياة واصبحت تتقافز بين اضلعها بخوف ورعب وصدمة من حديثه اسر يحبها بعد كل مافعله يعترف بحبه لها الان هل نادم حقاً علي فعلته بها لم تشعر في تلك اللحظة بذرة حب تجاهه او حتي شفقة ارادت ان تنهض وتصرخ بوجهه وتخبره انها لاتحبه وتريد الابتعاد عنه تشعر بالخوف والاشمئزاز من وجوده بجانبها ولكن صدح صوته مجدداً بنبرة مهزوزة بها لمحة من الحزم والاصرار :- مش هستني لما تفوقي هحكيلك كل حاجة دلوقتي يمكن ارتاح شوية من عذابي ووجعي عارف اني لو كنت حكيتلك اللي حصلي قبل اللي عملته فيكي كنتي هتاخديني ف حضنك اللي وحشني وتطبطبي عليا زي ماكنتي بتعملي لكن دلوقتي مستحيل دة يحصل مستحيل بس انا هعمل المستحيل دة عشان تسامحيني واثبتلك اني بحبك .
تنهد اسر بتثاقل وهو يعلم ان ماسيتفوه به الان صعب عليه للغاية ولا يتمني ان يرويه علي مسامع احد بينما حياة بداخلها احساس يخبرها ان تستمع له وتعرف مالذي حدث له واحساس اخر يتمني ان يختفي اسر بصوته بوجعه ومعاناته بعيداً عنها فهي لاتطيق وجوده بجانبها ولكنها اضطرت مرغمة ان تنصت الي حديثه فهي لاتجد بها القوة علي الحركة بتلك اللحظة اردف اسر بصوت مقهور حزين :- من 3 سنين اتعينت بنت جديدة عندنا في الادارة في الاعمال المكتبية كانت لسة متخرجة جديد واول مرة تشتغل كانت جميلة جداً جداً اول مادخلت الادارة كل اللي ف المكان كان عينهم عليها وكتير منهم حاولو يكلموها وهي كانت بترفض وانا عمري ماكان ليا اي علاقة مع اي بنت قبل كدة بس اول ماعيني وقعت عليها انبهرت بيها وبجمالها وبعدها زادت في نظري اوي لما كانت بترفض اي كلام مع واحد برة الشغل كنت واخد بالي من كل دة بس مش مبين ليها مكنش ليا خبرة في الكلام مع البنات ومكنتش عارف افاتحها ازاي وخايف تصدني وترفضني زي غيري لحد مافي يوم جاسم شجعني وقالي لو بتحبها خد خطوة واتقدم وفعلاً عملت كدة وروحت لوالدها الشغل وطلبت ايديها منه وبعدها بكام يوم بلغني بموافقتها فرحت جداً وكنت طاير من السعادة كل احلامي بتتحقق وان البنت اللي قلبي دقلها بقت من نصيبي روحت انا وامي وخطبناها مع ان اني مكنتش مرتاحة للموضوع من الاول وانا اللي اقنعتها واتخطبنا انا وهايدي وقضينا فترة خطوبة كانت من احسن ايام حياتي كنت بعاملها علي انها بنتي مش حبيبتي وخطيبتي اي حاجة ممكن تحلم بيها اي بنت كنت بجيبهالها وفسح وخروجات وسهر وهدايا لحد مامسكت قضية كبيرة لمجرم دولي بيعمل عمليات ارهابية في مصر والوزارة كلفتني انا وجاسم بالقضية في سرية تامة لان عابدين كان ليه عيون كتير عندنا في الادارة وطبعاً حفاظاً علي سرية العملية ومن خوفي عليها خبيت عنها تفاصيل القضية والمعلومات اللي كانت بتجيلي بس هي من قبل القضية بفترة كانت متغيرة كانت بتتهرب من مكالماتي ومبقناش نخرج زي الاول علي طول تعبانة ومرهقة وبقا ليها مشاوير غريبة كدة ولما اسألها تتحجج بأ حجة دة غير اسئلتها اللي بتتسأل عن شغلي واحياناً كنت بضعف واقولها علي معلومات في القضية لما كانت بتتحجج انها خايفة وعايزة تطمن عليا كنت بحبها اوي ياحياة اوي وكنت مستعد اعمل عشانها اي حاجة بس هي مقدرتش كل دة .. صمت لثواني وهو يري كل ماحدث منذ سنوات يمر بمخيلته كشريط سينمائي وهتف قائلاً بوجع :- مقدرتش كل دة وخانتني ياحياة خانتني ….
<<FlasH BaCk>>
قبل العملية بيوم واحد :-
اتت معلومات لاسر من مصادره الخاصة بوصول شحنة السلاح الجديدة عن طريق البر بأحدي المناطق الصحراوية وصدرت الاوامر من القادة المسئولين عن العملية بضرورة الاقتحام اثناء التسليم ليتم القبض عليهم بالجرم المشهود لذلك ذهب لمقابلة هايدي ولكنه لم يخبرها بأي معلومة عن تلك العملية غداً وبالفعل باليوم التالي استعد اسر وجاسم لعملية الاقتحام وصل القوات الامنية الي مكان الحدث وتفرقت القوة واخدوا وضع الاستعداد للهجوم وبعد مايقارب النصف ساعة اقتربت سيارتان وتوقفا امام بعضهما البعض وترجل من كل سيارة عدداً من الرجال وبدأت عملية التسليم كان اسر يراقب الوضع من علي بعد وهو ينتظر تلك اللحظة حتي يقتحم تحدث بالجهاز اللاسلكي قائلاً بخفوت جاد :- فرقة ” ب ” تستعد للاقتحام .
جاسم علي الطرف الاخر بجدية :- علم وجاري تنفيذ الامر .
اسر بتركيز :- 3 ، 2 ، 1 هجوم .
وبأقل من ثانية صدح صوت اطلاق النيران بالمكان واقتحم اسر وجاسم بقواتهم ومحاصرة هؤلاء الاشخاص وتم القبض عليهم بالجرم المشهود ومصادرة تلك الشحنة ولكن تفاجئ اسر وجاسم بعدم وجود عابدين معهم ولكن اسر كان يعد حساب تلك الخطوة فقد قام بتسجيل مكالمات ومقابلات لعابدين وهؤلاء التجار بصوته للاتفاق علي تلك الشحنة اذاً فالقضية تتلبسه وتلك الادلة كفيلة لادانته انطلق اسر وجاسم الي مكان عابدين للقبض عليه قبل وصول الخبر له ويهرب اقتحم اسر المنزل علي عابدين وكان في مقدمة القوة ويسير بسرعة وحماس حتي يقبض علي عابدين وتنتهي تلك القضية ظل يقتحم عدداً من الغرف وكان جاسم وباقي القوة الامنية سيطروا علي رجال عابدين بالاسفل تبقي غرفة واحدة وقام بفتحها وهو شاهر سلاحه هاتفاً بصرامة :- عابدين مكانك .
شعر اسر بالصدمة وهو يري عابدين بالفراش عاري الجسد مع فتاة عارية الجسد ايضاً في وضع مزدري ولكن ماصعقه وشعر انه تلقي صدمة عمره للتو وكأن احدهم قام بغرز سكين حاد للغاية في منتصف صدره هو ان تلك الفتاة لم تكن سوي ” هايدي ” خطيبته وحبيبته اول حب بحياته كيف هذا لابد انه حلم بل كابوس نعم كابوس وسيفيق منه الان ماذا .. ماذا تفعل هايدي هنا ماالذي يحدث بحق السماء ياليته يفيق الان فالحلم اصبح مزعج ويشعر بجدران الغرفة تنطبق علي انفاسه وهو لا يتحمل اكثر من هذا بينما عابدين وهايدي شعروا بالصدمة من وجوده وهو يقف امامهم شاهراً سلاحه بوجههم وينظر لهم بصدمة وشحوب وهم مازالا علي وضعهم بالفراش لا تواتيهم الجراءة علي الحركة وبأقل من الثانية افرغ اسر خزنة سلاحه بجسد هايدي وتسطحت علي الفراش عارية غارقة بدمائها حاول عابدين ان ينهض فقام اسر بأطلاق عيار ناري علي قدمه مما جعله يتأوه بشدة من الآلم دلف جاسم في تلك اللحظة ورأي هذا المشهد وبالطبع استنتج ماحدث سريعاً فسحب السلاح من اسر حتي لايتهور اكثر من ذلك وتم القبض علي عابدين وهو يصرخ منادياً بأسم هايدي …
BaCk>>
افاق اسر من شروده والدموع تسيل علي وجهه كالشلالات عندما تذكر تلك الذكري الاليمة نظر الي حياة بوجع وقهر قائلاً :- خانتني بابشع طريقة ياحياة كسرتني .. كانت علي علاقة بيه من وهي ف الجامعة وكانت بتنقله كل اخبار الشغل اللي بتاخدها مني وغيرها علشان يكون عامل حسابه لولا ان جاسم اتصرف وداري علي الموضوع كان زمان الناس كلها عرفت وبالرغم من كدة انا مقدرتش انسي اللي حصل واني كنت لعبة ف ايديها بتلعب بيا علي مزاجها وكمان بتخوني اتدمرت ثقتي في نفسي خليتني مسواش حاجة قدام نفسي ياحياة .. وضع رأسه علي صدرها وانفجر في البكاء علي حاله وعلي مااصابه ظل علي هذا الوضع بعض الوقت وحياة تتمني ان تحرك يدها حتي تربت عليه وتخفف عنه ولكنها لم تستطيع فهو ايضاً اوجعها ودمرها بابشع طريقة ولم تستطيع ان تغفر له وتسامحه حتي الان .. رفع اسر رأسه ونظر لها بعشق قائلاً :- بس انا عشقتك انتي حسيت معاكي بحاجات محسيتهاش معاها عرفت معاكي يعني ايه حب بجد .. حياة انا مش ممكن اضيعك من ايدي مهما كانت غلطتي انا هحاول اصلحها واخليكي تسامحيني لكن بعد وفراق لا مش هيحصل .
بعد عدة دقائق صدح صوت طرق علي باب الغرفة ودلفت ممرضة تخبر اسر ان الطبيب يريده نهض اسر معها وهو يشعر بالفزع علي حياة بينما حياة بعد ان رحل حاولت ان تفتح عيناها وبعد عدة محاولات نجحت بالفعل نظرت حولها وجدت نفسها بمشفي كما توقعت تذكرت حديث اسر منذ قليل وكم هو يعاني ولكن بقدر ماكانت تشعر بالحزن والشفقة تجاهه الا انها لاتستطيع ان تغفر له وتسامحه علي فعلته تنهدت حياة بتعب ووجع وهي تتمني من الله ان يدلها علي الطريق الصحيح …..
******************************************
توجه اسر الي مكتب الطبيب حتي يعرف ماالامر رحب به الطبيب فسأله اسر بقلق :- خير يادكتور حياة فيها حاجة !
الطبيب بجدية :- خير ان شاءالله احنا كنا بنعمل التحاليل والاشاعات الاسبوعية عشان نتطمن علي الاجهزة الحيوية عند مدام حياة وعرفت حاجة النهاردة وقولت لازم ابلغك بما انك جوزها .
اسر بخوف :- يادكتور قول ف ايه قلقتني مراتي فيها حاجة .
الطبيب بجدية :- مدام حياة حامل بالاسبوع التالت .
نظر له اسر بصدمة وعدم استعاب وبلاهة ولم يجد وقت حتي يستوعب صدمته بالقدر الكافي او يحلل حديث الطبيب حيث صدح رنين هاتفه نظر الي الهاتف بيده وقام بوضعه علي اذنه بعد ان فتح الخط واستمع الي الصدمة الثانية لهذا اليوم حيث تحدث صوت رجولي علي الجهة الاخري من الهاتف قائلاً بجدية :- الو اسر باشا مسعد ظهر يافندم وعرفنا طريقه ……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى