روايات

رواية آسر الحياة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الجزء التاسع والعشرون

رواية آسر الحياة البارت التاسع والعشرون

رواية آسر الحياة
رواية آسر الحياة

رواية آسر الحياة الحلقة التاسعة والعشرون

في المشفي :-
كان اسر يسير في الردهة عائداً الي غرفة العناية المركزة لحياة ولكنه يسير في طريقه بلا استيعاب فهو حتي الان لم يستوعب خبر حمل حياة لايصدق انه سيصبح اباً بعد عدة اشهر وان حياة هي اماً لاطفاله يشعر بضربات قلبه تتقافز بداخله من الفرحة فهذا الخبر اعاد له روحه من جديد فهو بالاساس لم يكن ينوي ترك حياة او البعد عنها اما الان فهو سيقاتل باستماتة اكبر من اجل زوجته وطفلت الذي مازال في احشائها سيحافظ علي هذه الزيجة بكل قوته حتي لا يبتعد عنه طفلة والاهم حياة زوجته وطفلته الاولي لا يعلم ماذا ستكون ردة فعلها عندما تفيق علي هذا الخبر هو يعلم ان الامر يصعب استيعابه وان هذا الطفل سيظل يذكرها دائماً بما حدث وبالطريقة التي انجبه بها ولكن ماباليد حيلة فما حدث قد حدث والان عليه ان يبدأ من جديد ويعيد بناء حياته معها سيجعلها تعاتبه تعاقبه تنهره وتغضب منه ولكن لن يسمح بالفراق بينهم حياة ستظل بأحضانه هي وطفلهما لن يبتعد عنه احد مطلقاً كان يسير بالردهة عائداً الي غرفتها حتي لايتركها وحيدة وبمخيلته تدور تلك الافكار والقرارات وصل الي الغرفة وفتح الباب ودلف الي الداخل ولم ينتبه في البداية الي عيناها المفتوحتان كانت حياة تنظر الي السقف وهي تحاول ان تستوعب كل ماحدث لها من اسر وهي الي الان لا تصدق ماحدث لاتصدق مافعله بها كيف طاوعه قلبه علي ضربها بتلك الطريقة بل والادهي ان يلمسها عنوة عنها شعرت بدموعها تسيل علي وجهها وهي تتذكر ما حدث هي كانت تشعر بلمساته القاسية علي جسدها الرقيق ولم تتحمل المزيد فأغشي عليها وهي تحمد ربها انها لن تشعر بشئ اخر معتقدة انها نهايتها ولكنها لم تكن النهاية وهذا لسوء حظها ولسوء حظها الاكبر اليوم الذي افاقت به من غيبوبتها اكتشفت العديد من الحقائق عن ماضي اسر والاصعب هي لا تستطيع التخفيف عنه فهي بالاساس لاتستطيع مسامحته والغفران له اصبحت تخشاه كلما تذكرت لكماته وركلاته اصبحت تشمئز منه كلما تذكرت لماساته العنيفة لها ولكن مايصيبها بالذهول حقاً هو اعترافه لها بالحب هل يحبها حقاً ام مجرد شعور بالشفقة تجاهها بسبب مافعله بها ولكنها تعترف بشئ هام بداخلها وهو انها ايضاً تحبه بل تعشقه وفور ان استمعت لاعترافة بالحب تجاهها ارادت ان تبكي وان كانا بوضع اخر كانت ستركض الي احضانه بالرغم من كل هذا لاتستطيع مسامحته علي فعلته الشنيعة بحقها شعرت به يفتح باب الغرفة بهدوء فأغمضت عيناها علي الفور هي تخشي ان تتواجد معها بمفردها وهو يعلم انها مستيقظث لذلك ظلت مغمضة عيناها وتترقب اقتراب خطواته من فراشها بسكون تام حتي شعرت به يجلس علي الفراش ويرمي برأسه في احضانها ويبكي تعجبت حياة من بكائه لماذا يبكي ماذا تذكر مجدداً حتي يبكي ماذا حدث الان لهذا البكاء لماذا يظل صلباً ومتماسكاً امام الجميع ويبكي كالطفل الصغير بأحضانها هي لم تراه يوماً ضعيفاً سوي بأحضانها امامها هي فقط وبقدر ماكان يسعدها هذا الامر من قبل الا انه الان اصبح يضايقها لانها لاتستطيع التهوين عليه ف الوضع سئ بينهن استمعت الي حديثه الذي جعل قلبها يرتعش فرحاً وحزناً بذات الوقت حيث هتف اسر قائلاً من بين بكائه وهو يدفن وجهه في رقبتها ويطبع عليها قبلات رقيقة ودافئة ارسلت رعشة بجسدها هتف بنبرة باكية سعيدة :- الحمد والشكر لله عارفة ياحياة دلوقتي اتأكدت ان ربنا بيقربنا من بعض اكتر واكتر ومش عاوزنا نبعد عن بعض خالص انا هبقي اب ياحياة اب لاطفال منك انتي ياحبيبتي انتي حامل مني ياحياة هتجبيلي اطفال شبهك اوعدك ياحياة اني هحافظ عليكم بعمري كله ومش هتبعدوا عني ابداً بس انتي اصحي .. اصحي بقا وانا هعوضك عن كل اللي حصل هخليكي اسعد ست في الدنيا هتغيير للاحسن دايماً عشانك بس انتي سامحيني .
وصل حديثه الي مسامعها وشعرت بالصدمة لما سمعته هل هي حقاً حامل ياالهي بداخل احشائها الان روح لجنين ينمو من صلب اسر شعرت بفرحة غامرة تغمرها وهي تستمع لهذا الخبر فهي كأي فتاة كانت تتمني ان تصبح اماً للعديد من الاطفال ولكن بداخلها شئ يحزنها وهو ان هذا الحمل يعني انه سيظل هناك صلة تجمعهم مدي الحياة حتي بعد انفصالهم شعرت بقلبها يرتعش عند ذكر تلك الكلمة بمخيلتها كيف ستبتعد عنه هل ستستطيع ان تبتعد هي تعشقه ولا تتخيل الابتعاد عنه مطلقاً ولكن هذا القرار هو الصائب لهم علي اي حال فهي لاتستطيع ان تتعايش مع شبح ماضيه المؤلم كما انها كلما رآته امامها ستتذكر مافعله بها دائما .. افاقت من شرودها عليه وهو يطبع قبلة شغوفة مشتاقة علي شفتيها ويلتهمها التهاماً كانت تلك القبلة مفاجأة لها لذلك شهقت بخضة وفتحت عيناها بسرعة وهي تنظر له بصدمة ورعب من اقترابه المفاجئ منها بهذا الشكل ابتعد اسر عنها علي الفور وهو ينظر لها بذهول وعدم تصديق وهتف قائلاً :- حياة انتي .. انتي فوقتي .
كاد ان يقترب منها حتي يحتضنها ولكنه تراجع بعد ان رآي تلك النظرة المرتعبة بعيناها فهي كانت تنظر له برعب شديد وذهول فهتف قائلاً بخوف شديد عليها وهو يمنع جسده بصعوبة من الاقتراب منها وسحقها بين احضانه :- هنادي الدكتور عشان يجي يشوفك .
واتجه ركضاً الي الخارج حتي ينادي لها الطبيب لكي يقوم بفحصها وبعد ان خرج بدأت الدموع تسيل علي وجنتيها فبمجرد ان رآته امامها حتي تذكرت كل شئ وكأنها تعيش تلك اللحظات من جديد شعرت به يقتحم الغرفة من جديد ومعه الطبيب الذي اقترب منها وهتف قائلاً بابتسامة بشوشة :- حمدالله ع السلامة يامدام حياة ايه الاخبار .
قام الطبيب بفحصها وهي لازالت تنظر لاسر برعب شديد انهي الطبيب فحصها ثم هتف قائلاً بتساؤل :- مدام حياة حضرتك حاسة بأي آلم ؟
لم تجيبه حياة ايضاً بل ظلت تنظر الي آسر برعب وخوف بينما هو يبادلها النظرات بأخري نادمة مشتاقة حزينة نقل الطبيب نظره بينهم بشك وهتف قائلاً :- مدام حياة هو في اي حاجة مخوفاكي او حاسة بأي آلم ياريت تجاوبيني لاني لازم اتطمن علي كل اجهزتك الحيوية .
ايضاً لم تجيبه حياة وهي لازالت تنظر لاسر فكاد الاخير ان يقترب منها فصرخت حياة برعب :- متقربليش ابعد عني متقربليش .
تيبست قدم اسر بالارض ولم يجروء علي الاقتراب منها وهو ينظر اليها بندم وخوف وحزن بينما هي ظلت تصرخ قائلة :- طعلوا برة مش عايزة اشوفه .. مش عايزة اشوفه .
حاول الطبيب ان يجعلها تهدأ ولكنها لم تفعل لذلك هتف قائلاً بجدية حتي يحاول اقناعها بالهدوء :- مدام حياة حضرتك لازم تهدي عشان الجنين لان غلط عليكي المهدئات في بداية الحمل .
ظلت حياة تصرخ لعدة دقائق ثم سكنت لثواني وهي تلهث من فرط تعبها وهتفت قائلة :- انا هنزله مش عايزة اطفال منه ثم صرخت بحرقة :- انا بكرررررررهههكك بكرررههكك يااسر .
انفجرت في بكاء حار وهو ينظر اليها بصدمة ويشعر بنغزة في قلبه من حديثهت هل تكرهه حقاً لاتريد منه اطفالاً وهو يتمني ان يصبح اباً منها هي نعم هو سيحافظ علي هذا الطفل بحياته فهو الان اصبح الرابط الوحيد بينهم وهذا الطفل الذي سيقربها منه نظر الي الطبيب وجده يحاول ان يجعلها تهدأ حاول ان يستجمع شجاعته حتي يستطيع السيطرة علي هذا الوضع لكي ينجو بها من تلك المعركة لذلك تنحنح ثم هتف بجدية :- لو سمحت يادكتور سيبنا لوحدنا وانا ههديها .
نظر له الطبيب برفض قائلاً :- مش هينفع يااسر باشا عشان ااا …
قاطعه اسر بنبرة صارمة :- لو سمحت يادكتور انت بتقول ان المهدئات غلط ودي مراتي وانا هعرف اهديها ف بعد اذنك سيبنا مع بعض شوية .
نظرت الي الطبيب وهتف قائلة بخوف وبكاء :- لا متسبنيش معاه مش عايزة اشوفه دة ممكن تموتنا .
نظر لها الطبيب بشفقة ثم نظر الي اسر وكاد ان يرفض ولكن جدحه اسر بنظرة صارمة تذكره بمنصبه وبما يمكن ان يفعله بطبيب شاب في بداية مشواره العملي مثله فنظر لها الطبيب وهتف بهدوء :- بصي يامدام حياة حضرتك اجهزتك الحيوية كويسة الحمدالله وجروحك بتداوي مبقاش فاضل غير الكسور ودي هتاخد وقت بس الحالة العصبية اللي عندك دي علاجها المهدئات ودي غلط عشان الحمل فلو سمحتي ممكن تهدي اعصابك شوية .
صرخت في وجه الطبيب بهيستيرية قائلة :- خليه يطلع برة انا مش عايزة اشوفه قدامي .
رحل الطبيب وتركها معه بمفردها حتي يجعلها تهدأ كما قال حاولت ان تنهض من فراشها ولكن الكسور بجسدها لم تساعدها علي النهوض اتسعت عيناها برعب وسكنت مكانها بخوف وهي تراه يغلق الباب بأحكام ثم نظر لها بعشق وشوق وهتف قائلاً وهو يقترب منها بهدوء :- وحشتيني .. كنت هموت من غيرك الايام اللي فاتت .
انهي جملته وكان قد وصل اليها فرفعت رأسها حتي تنظر له بغل وكره وهتفت قائلة :- وانا كنت هموت في ايدك ولا نسيت .. صمتت لثواني ثم اكملت بقهر وبكاء :- ولا وحشك ضربك واهانتك ليا حتي لما كنت بتتعامل معايا كويس في نفس الثانية لو افتكرت اي حاجة ضايقتك تقلب عليا انا وتسمعني كلام زي السم وبتوصل لضرب وتمد ايدك عليا قولي ايه اللي وحشك بالظبط ها لو ضربك واهانتك ليا وحشوك ف احب اقولك اتفرج علي منظري مبقاش فاضل فيا حاجة سليمة انت اخدت كل حاجة .. كل حاجة .. صمتت لبرهة ثم هتفت بخفوت ونبرة اشد كرهاً :- حتي حقك فيا اخدته السبب اللي كنت متجوزني عشانه اخدته الحاجة اللي كانت مصبراك الايام اللي فاتت عليا اخدتها .. اردفت بصريخ :- عاوز ايه مني بقا كفاية لحد كدة انا مبقتش قادرة استحمل حاجة تاني منك تعبت .. تعبت اوي معرفش عملت فيك ايه لكل دة بتأذيني ليه وانا عمري ما اذيتك ليه .. بكت بحرقة وكأنها لم تبكي طوال حياتها :- بتعمل فيا كل دة ليه .. ذليتني قبل جوازي منك وكنت معيشني في خوف ورعب من فكرة انك ممكن تظهرلي ف اي وقت وتأذيني وبعد الجواز برضه قاهرني من معاملتك ليا اللي بتتغيير كل ثانية دي سيبني ف حالي بقا يااخي ابعد عني حرام عليك .
كان ينظر لها بندم ووجع علي حالها وعشق دفين يخصها وحدها ولكنه سيتركها تفرغ كل طاقة الغضب بداخلها تجاهه حتي يبدأ معها من جديد دون وجود ضغينة بينهم ظلت تبكي وتبكي فجلس بجانبها سريعاً واحتضن كفيها بكفيه حاولت ان تفلت يدها من بين يديه ولكنه لم يتركها وهتف قائلاً بندم شديد :- حياة انا اسف صدقيني غصب عني مكنتش في وعي لما عملت كدة اديني فرصة واحدة بس افهمك واحكيلك انا بقيت كدة ليه عارف ان مش مبرر بس جايز قلبك يحن عليا شوية .
نظرت له نظرة خاوية من الحياة وهتفت قائلة بنبرة ميتة :- سمعت .. سمعت كل كلامك وعرفت كل حاجة بس اقولك ان كل اللي انت حكيته دة محسسنيش ناحيتك ب 1% شفقة او حزن بالعكس كرهني فيك اكتر لانك حملتني ذنب ماضيك القذر وطلعت عليا عقدتك ونقصك عاقبت واحدة تانية خانتك وباعتك فيا انا .. انقضت عليه وامسكته من ياقة قميصه بيدها السليمة وهتفت بغل :- اخدت حقك منها فيا واخدت حقك مني كل حقوقك اخدتها عاوز مني ايه تاني ها انت المفروض تكون فرحان عشان انتقمت ولسة بتنتقم عاوز ايه تاني مني بقا عاوز ايه .. كانت تصرخ بوجهه وتهزه بعنف من ياقة قميصه فهتف اسر بصوت مرتفع عاشق :- عاوزك .. ايوة عاوزك انتي انا بحبك انتي ياحياة والله بحبك مكنتش اعرف اني هحب تاني دة اذا كان الاولاني اسمه حب اصلاً عارف اني غلطت مبقولش لا بس كل بني ادم من حقه لما يغلط ياخد فرصة تانية اديني بس فرصة ياحياة وانا هعوضك عن كل اللي حصل واللي عملته هصلح كل حاجة صدقيني .
نظرت له بغل وهتفت بقسوة لم تكن تعرف انها تمتلكها :- انت مبتتغييرش لو كان في نيتك تتغيير كنت اتغييرت من اول ماحبيبتك الاولانية خانتك لكن انت بقيت ايه بعد كدة مجرد واحد قذر مقرف بتاع ستات وكل يوم مع واحدة ويوم مااتجوزت اتجوزتني غصب عني وكمان خليتني ابقا حامل منك غصب عني شوفتها وهي بتخونك واتعقدت وجيت طلعت عقدك عليا انا انتقمت منها فيا انا هتعمل ايه تاني مبقاش في حاجة خلاص تعملها .
نظر لها بذهول وهو يشعر بقلبه يتحطم لشظايا من قسوة حديثها كيف تفوهت بهذا الحديث القاسي الجارح له هو يعلم انه جرحها واوجعها ويستحق العقاب ولكن ليس بهذا الامو هي هكذا لا تعاقبه او تنتقم منه بل تذبحه بسكين بارد وبطء شديد حتي تشعره بالوجع شعر بدموعه تسيل علي وجهه وكالعادة اظهر ضعفه امامها ثم انقض عليها علي فجأة واحتضنها بقوة وهو يبكي احتضنها حتي لا يكرهها بعد حديثها هذا احتضنها حتي يظل متذكر انها حياة حبيبته طفلته هو وليست تلك القاسية الجاحدة التي تتحدث امامه الان ظل يشدد من احتضانه لها وهتف ببكاء ووجع وصوت رجولي مقهور :- ابوس ايديك ياحياة متعمليش كدة بلاش الموضوع دة انتي كدة مش بتعاقبيني او بتنتقمي مني انتي كدة بتدبحيني ببطء وبرود انا عارف اني غلطت واستاهل بس عاقبيني ب اي حاجة الا كدة ابوس ايديك بلاش .
ثم انفجر في بكاء مرير بينما حياة في البداية حاولت ان تتملص من بين احضانه ولكنها سكنت بين يديه عندما استمعت الي حديثه ثم انفجرت باكية وهي تشعر بداخلها بالندم علي ماتفوهت به هي حقاً قامت بذبحه بمنتهي القسوة ولكنه ايضاً اوجعها دون رحمة او شفقة تريد ان تنتقم منه علي فعلته ولكن لاتريد بذات الوقت ان تؤلمه فهي تحبه بل تعشقه كما انه والد لطفلها الذي ينمو بأحشائها الان ادركت حياة بتلك اللحظة ان الانفصال هو الحل الوحيد حتي لا يجرحا بعضهما البعض اكثر من ذلك هو قرار صعب ولكن لابد منه حتي يرتاح كلاً منهم ظلوا علي هذا الوضع عدة دقائق لا يعلمان عددها حتي هدأ اسر من البكاء وشعر بها ساكنة بأحضانه ابعدها عنه قليلاً ونظر لها وجدها غافية بأحضانه كالعادة ابتسم ابتسامة عاشقة فهي دائماً تفعل هذا وكم يعشق هو تلك الحركة بالحقيقة هو يعشق كل تفصيلة بها طبع قبلة دافئة علي وجنتها وهتف قائلاً بعشق وحنو :- وغلاوتك عندي وحيات حبي ليكي ياحياة ماهسيبك تبعدي عني خطوة انتي ليا انا بس وهتفضلي ليا لوحدي لحد مااموت .
وضع كفه علي بطنها التي تحمل طفله وتحسسها برفق وابتسم بحب قائلاً :- خلي ماما قلبها يحن عليا شوية انت عارف ان بابا بيحب ماما اوي صح ومش ممكن يسيبكم ابداً بس انت خلي ماما تحبي وانا هعوضكم عن كل حاجة وحشة حصلت .
ظل يتحسس بطنها برفق وهو يبتسم ثم وضعها علي الفراش برفق قائلاً بحنو :- نامي ياعمري نامي .
ذهب الي الاريكة الموجودة بالغرفة واستلقي عليها بتعب وارهاق وهو ينظر الي حياة بحب وبعد عدة دقائق ذهب في ثبات عميق وهو يشعر ببعض الراحة لانها فاقت واصبحت بخير ولكنه يعلم ان كل ماحدث معها اليوم مجرد بداية سيخوضها معها الايام القادمة ولكنه لن يستسلم ……..
******************************************
في منزل جاسم :-
اشرقت شمس صباح اليوم التالي استيقظت اية باكراً حتي تذهب الي حياة بالمشفي برفقة ندي ككل يوم نهضت من فراشها واتجهت الي فراش ندي حاولت ايقاظها ولكن ندي كانت تشعر ببعض التعب فمعدتها تؤلمها وتشعر بالآلم برأسها هتفت اية بهدوء :- ندي انتي لو لسة تعبانة من امبارح خليكي دلوقتي وابقي تعالي اخر النهار تكوني ارتاحتي .
ندي بتعب :- لا انا كويسة وهاجي معاكي دلوقتي .
اية بجدية :- خليكي النهاردة شكلك تعبانة اوي وكمان حياة مش حاسة ب اي حاجة ولو في اي حاجة حصلت هتصل ابلغك او حتي تعالي مع جاسم وهو جاي ياخدني بالليل .
ندي باستسلام :- طيب انا هبقا اجي مع جاسم بالليل .
اومأت لها ندي بابتسامة بسيطة ثم ذهبت حتي تستعد للذهاب الي حياة بالمشفي ارتدت ملابسها واستعدت للذهاب ترجلت خارج الغرفة وجدت جاسم امامها فهتفت قائلة بهدوء :- صباح الخير ثواني هحضرلك الفطار .
جاسم بهدوء :- لا مش عايز افطر يلا عشان اوصلكم لاني عندي اجتماع مهم ومعنديش وقت .
اية بجدية :- طيب يلا احنا عان ندي مش هتيجي معانا .
جاسم باستغراب :- ليه مش هتيجي !!
اية بهدوء :- دماغها واجعاها وشكلها عندها دور برد من امبارح لو بقت كويسة لغاية بالليل هتيجي معاك وانت جاي تاخدني .
جاسم بقلق :- هي تعبانة اوي ولا ايه اجيبلها دكتور طيب .
اية بابتسامة مطمئنة :- ياحبيبي هي مفيهاش حاجة وحشة وهو انا كنت هسيبها يعني هما بس شوية برد وعلي اخر النهار ان شاءالله تبقا احسن .
اومئ لها جاسم بصمت وبداخله يشعر بالقلق علي حبيبته فتطور الاحداث السريع الذي حدث بالايام الاخيرة جعله ينشغل عنها قليلاً ولكنه يحاول تعويضها بقدر استطاعته حتي لا تشعر انها وحيدة وتعود لحالة الاكتئاب التي كانت عليها وقت وفاة والدها تحرك مع اية خارج المنزل واوصلها جاسم الي المشفي وذهب الي عمله كادت اية ان تدلف الي المشفي حتي وجدت علي علي بعد خطوتان منها نظرت اليه ونظر لها ثم ابتسمت ببساطة قائلة :- ازيك ياعلي .
علي بجمود :- الحمدالله وانتي .
اية بهدوء :- الحمدالله الف سلامة علي حياة ان شاءالله تقوم بالسلامة .
علي بسخرية لم يقصدها :- الله يسلمك .
لاحظت اية طريقته الساخرة فتضايقت وهتفت بتلقائية :- ليه بتتكلم كدة معايا .
نظر لها علي ولم يستطيع ان يتحكم بصمته اكثر من ذلك فهتف بجدية :- بصي يااية انا طول عمري بني ادم صريح ومش بحب اللف والدوران عشان كدة انا هكلمك بصراحة انا منكرش اني حاسس ناحيتك بحاجات حلوة وكنت ناوي اخلي اللي بينا يتطور عن الصداقة بس دلوقتي الوضع اختلف تماماً كل ماافتكر ان اخوكي كان ليه يد في اللي حصل لاختي بتضايق ومش قادر انسي النقطة دي .
صدمت اية من حديثه كثيراً ولكن اكثر مالفت نظرها جملته الاخيرة فهتفت باستغراب :- جاسم ماله ومال اللي حصل لحياة !!
علي ببعض الغضب :- اخوكي كان عارف كل حاجة اسر بيعملها لاختي من الاول مفكرش يحذرني منه وسابنا نجوزهولها احنا اة غلطانين احنا كمان بس اخوكي مصانش الامانة اللي عنده محذرناش كان حطك مكان حياة لو كان هيقبل ان تجوزي واحد زي اسر ويحصل فيكي اللي حصلها انا مش هتكلم بس ياتري هو هيحس باللي انا حاسه ناحية اختي دة ولا لا .
صدمت اية من حديثه القاسي معها وادركت انه وان كان هناك ذرة اعجاب او حب يحملها احدهم تجاه الاخر فهي قد انمحت الان تجمعت الدموع بعيناها ولكنها تماسكت امامه بينما هو شعر بنغزة بقلبه وانه كان قاسياً معها عندما رآي تجمع الدموع بعيناها كادت اية ان تتحدث مدافعة عن اخيها ولكن ظهر من خلف علي والده واخواته فهتف الحاج علوان بتساؤل :- خير ياولدي مطلعتش لاختك ليه لحد دلوك ؟
علي بهدوء :- كنت بسلم علي الانسة اية اخت جاسم هي برضه كانت طالعة لحياة مش كدة برضه .
ابتسمت اية بصعوبة وهتفت قائلة :- اة كنت طالعة لحياة بس كنت رايحة اجيب حاجة الاول وبعدين هطلع .
علوان بجدية :- هتروحي لوحدك كيف يابتي روح معاها ياعلي متهملهاش لحالها الشوارع مش امان برضك .
اية باستعجال :- لا ياعمو متشكرة انا مش راحة بعيد هجيب حاجة من محل قدام شوية ومش عايزة اتعب حد معايا بعد اذنكم .
ثم رحلت اية بخطوات سريعة عن المكان وهي تحاول ان تسيطر علي دموعها التي تهدد بالانهمار بينما علي يتابعها بنظراته ويعلم انها تكذب ولكنه ايضاً لم يستطيع ان يمنع احساسه بالقلق عليها عندما رآها تذهب بهذا الشكل تنهد علي بتعب وحيرة وهو لايعلم مافعله معها صواب ام لا ….
******************************************
في الطابق العلوي للمشفي تحديداً في غرفة العناية المركزة قبل ذلك الوقت بساعتان استيقظ اسر من نومه ونهض من مكانه سريعاً متوجهاً الي فراش حياة وجدها مازالت غافية كما تركها البارحة اقترب منها وجلس بجانبها علي طرف الفراش قرب يده من خصلات شعرها السوداء وتحسسها برفق وابتسامة عاشقة سعيدة مرتسمة علي شفتيه تململت حياة في نومتها ثم فتحت عيناها وجدته يقترب منها بهذا الشكل ويبتسم لها ابتسامة جعلت قلبها يرتعش ارتعاشاً حاولت ان تنهض وهي تقول بغيظ :- قولتلك متحطش ايدك دي عليا ولا تقربلي تاني انت فاهم ولا لا .
اهتزت ابتسامة اسر من طريقتها ولكنه يعلم انها لن تسامحه بسهولة علي فعلته لذلك تنهد بهدوء قائلاً :- حاضر انا هعملك كل اللي يريحك .
حياة بصرامة :- انا حاجة واحدة بس اللي هتريحني لو عملتها .
اسر بلهفة يشوبها التوجس :- قولي كل اللي انتي عاوزاه وانا هعملهولك دلوقتي حالاً .
حياة بجمود وهي تنظر بعيناه :- تطلقني .
اسر بصدمة :- ايه !! اطلقك !!
نظر لها بندم وهتف قائلاً بحزن :- حياة وحيات اي حاجة حلوة عملتهالك حتي لو كانت بسيطة اديني فرصة واحدة بس وانا هصلح اللي عملته .. انا بحبك ياحياة ومش هقدر اعيش من غيرك .
حياة بنفس جمودها :- وانا مش بحبم .. نظر لها بصدمة شديدة فأكملت حديثها قائلة بغل :- ايه مصدوم ليه عايزني بعد كل دة احبك قولي انت احبك ازاي بعد عمايلك دي كلها مفيش حاجة حلوة عارفة افتكرهالك لان الوحش اكتر .
احتضن اسر كفيها بين كفيه بحنو وهتف بندم :- اديني فرصة واحدة بس وانا هخليكي تحبيني سامحيني ياحياة وحيات ابننا اللي لسة مشافش النور دة لتسامحيني .
سحبت حياة يدها من بين كفيه بعصبية وانهمرت دموعها وهتفت قائلة بندم :- مش قادرة اسامحك علي اللي عملته فيا بس اللي نفسي يسامحوني اهلي اللي كنت هفضحهم في البلد كلها بهروبي ربنا عاقبني عشان هربت ومفكرتش غير ف نفسي وبس كان ممكن يحصلي اسواء من اللي حصلي معاك بعد ماربوني وكبروني هحط راسهم ف التراب مهما كان فيهم عيوب واخطاء مكنوش يستاهلوا اللي عملته فيهم دة ….
ثم انفجرت في البكاء علي مافعلته بأهلها وبحالها بينما اسر نظر لها بغموض حياة الان ضعيفة بدون اهلها ولم تعلم حتي الان بأمر مسامحتهم لها ولكن اذا عرفت بهذا الامر فسيصبح موقفها اقوي ومن الممكن ان تعود معهم الي البلد وتتحامي بهم ويصبح الوضع بالنسبة له اكثر صعوبة اتت بعقله فكرة وقرر تنفيذها نهض من جانبها وخرج من الغرفة تاركاً اياها تبكي بينما هو توجه الي غرفة الطبيب هتف الطبيب قائلاً بهدوء :- كنت لسة جاي لحضرتك عشان اكلمك عن وضع مدام حياة الصحي .
اسر بقلق :- خير يادكتور حياة فيها حاجة .
الدكتور بجدية :- لا كله تمام الحمدالله لسة طبعاً الكسر اللي في ايدها الشمال ورجليها دول اللي هياخده وقت علي مانشيل الجبس اما بالنسبة للحمل فالمدام هتحتاج تتابع مع دكتور في التخصص دة وانا دلوقتي كنت هنقلها اوضة عادية بس في حاجة تانية كنت حابب اتكلم مع حضرتك فيها .
اسر بانتباه :- اتفضل خير .
الطبيب بهدوء :- واضح ان حضرتك ليك علاقة باللي حصل لمدام حياة .. نظر له اسر بتوتر طفيف فأكمل الطبيب حديثه قائلاً :- انا كنت واخد بالي من الموضوع دة من اول يوم بس حالياً نفسية مدام حياة متدمرة وواضح انها مش قابلة وجودك معاها والموضوع دة ممكن لاقدر الله يقلب معاها بأكتئاب حاد او انهيار عصبي شديد وكل دول اضرارهم ع الجنين ف منتهي الخطورة عشان كدة انا بقترح انك تواديها لدكتور نفساني يتابع حالتها .
اومئ له اسر بحزن وهتف قائلاً :- تمام هعمل كل لللي قولت عليه بس انا عاوز خدمة منك .
الطبيب بتعجب :- خدمة مني !! اتفضل .
اسر بجدية :- حياة من ساعت مافاقت وهي عايزة تطلق ومصممة علي كدة وانا يستحيل اسيبها بس المشكلة ف اهلها زي ماانت شايف صعايدة ومصممين اني اطلقها عشان ياخدوها ويسافروا وانا مش هعمل كدة واسيب مراتي وابني وحياة لو شافتهم موقفها هيقوي ومش هيبقي عندي فرصة اخليها تسامحني عشان كدة عاوزك تبلغهم ان حالة حياة لسة تعبانة شوية وانها محتاجة راحة ومتابعة وان السفر ممنوع وغلط عليها بنسبة كبيرة لاني محتاج اكسب وقت لحد مااقدر اخليها تسامحني .
اومئ له الطبيب ووافقه علي خطته لاسترجاع زوجته فهو يلاحط تصرفات اسر كل تلك الفترة وكيف كان يهتم بها ولم يتركها ابداً ويلاحظ ندم اسر الشديد ورغبته في ان تسامحه زوجته لذلك وافقه علي طلبه علي الفور وتوجه اسر عائداً الي غرفة حياة وبعد مرور القليل من الوقت انتقلت حياة الي غرفة عادية جلست علي فراشها شاردة ف اللاشئ بينما اسر يقف عند النافذة يراقبها بأنظاره الشغرفة المشتاقة حتي لاحظ انهمار الدموع من عيناها علي وجنتيها بصمت كاد ان يقترب منها حتي يحتضنها ولكن انفتح الباب ودلف الحاج علوان واخوات حياة الثلاث نظرت لهم بصدمة شديدة بينما نظروا لها بندم وحزن وهتف الحاج علوان وهو يقترب منها قائلاً بندم :- حياة حمدالله علي سلامتك يابتي .
ولاول مرة منذ سنوات يقترب منها والدها ويحتضنها بشدة بينما نظرت هي له بصدمة وهي غير مستوعبة لما يحدث هل هي تحلم والدها يحتضنها بعد ان كان يتمني موتها ولا يريد ان يراها ام استجاب الله لدعائها وسامحتها عائلتها اخيراً ياالهي كم هو رائع حضن ابيها لاول مرة تشعر بحنانه عليها احتضنته بشدة وبكت كأنها لم تبكي من قبل ظلت تبكي وهي تهتف قائلة بندم :- سامحني يابابا انا اسفة اسفة اوي سامحني يابابا سامحني .
علوان وهو يحتضنها بحنو وهتف بندم هو الاخر :- سامحيني انتي يابتي مكنتش عارف جيمتك ولا عارف جيمة النعمة اللي ربنا مديهالي فاكر ان خلفة الرچالة هي اللي بتنفع ونسيت ان ياما رچالة بشنبات چايبة العار لاهلهم وياما بنات رافعين راس اهلهم سامحيني ياحبيبتي اني هعوضك عن اللي عملته معاكي .
ابتعدت حياة عنه قليلاً وامسكت كفه بكفها السليم وطبعت عليه قبلة حنونة وهتفت قائلة ببكاء :- العفو يابابا انا اللي اسفة علي اللي عملته فيكم واني هربت وكنت هفضحكم كنت غبية ومش في وعي بس ربنا عاقبني باللي حصلي عشان اللي عملته فيكم سامحني يابابا عشان خاطري .
علوان بحنو :- ششششش خلاص يابتي كلنا غلطنا وعرفنا غلطنا اللي فات مات خلاص المهم اللي چاي بجا .
ابتسمت حياة بسعادة فاقترب منها اخواتها واحتضنوها وبعد ان جلسوا بجانبها هتفت حياة موجهة حديثها لصالح بندم :- انا اسفة ياصالح اوي .
صالح باستغراب :- اسفة علي ايه ياحياة !
حياة بخجل من فعلتها :- عشان انا السبب انك تتجوز جوازة مش عايزها وحياتك اتلغبطت بسببي بس والله العظيم ياصالح مهرة طيبة اوي وغلبانة .
علي بضحك :- اهدي شوية ياختي انتي قديمة اوي دي مهرة حامل ثم نظر الي صالح بخبث قائلاً :- لا واخوكي بقا بيضحك دلوقتي شكل الحب غيره .
حياة بذهول :- بجد ياصالح مهرة حامل وانت بتحبها !!
صالح بتلقائية وابتسامة :- ايوة ياحياة الحمدالله ربنا انعم عليا ومهرة حامل عجبالك .
نظرت حياة الي اسر بحزن وهي تتذكر حملها هي الاخري فبادلها اسر النظرات بحب وحزن وهو يري حزنها هذا وقد كان يتابع حوارهم من بعيد وكأنه طفل طفل صغير منبوذ نبذه العالم وانتظر ان تخبرهم حياة بحملها ولكنها لم تنطق فأغتاظ بداخله من صمتها لذلك هتف بجدية :- ما هي كمان حياة حامل ياجماعة .
نظروا له بصدمة ثم تحولت نظراتهم لها ولاحظوا الحزن البادي علي وجهها ونظراتها فحاول علي تخفيف الامر عليها قائلاً بابتسامة سعيدة :- مبروك ياحياة ياحبيبتي .
علوان بحنو :- مبروك يابتي يتربي ف حضنك ان شاءالله .
باركوا لها وحاولوا ان يخففوا عليها حزنها البادي عليها وبعد قليل دلف الطبيب الي غرفة حياة قائلاً بابتسامة :- حمدالله علي السلامة يامدام حياة ايه الاخبار دلوقتي .
حياة بخفوت :- الحمدالله احسن .
علوان بجدية :- لو سمحت يادكتور كنا عاوزين نعرف حالة حياة ايه وامتي هتخرج من اهني وتجدر تسافر معانا علي بلدنا .
الطبيب بجدية :- بصراحة ياحاج وضع مدام حياة الصحي لسة مش مستقر للدرجة اللي تسمحلها بالسفر ولسة فايقة من غيبوبة طويلة دة غير انها محتاجة راحة والاهم ان السفر في بداية الحمل في الوضع الصحي دة في غلط وخطورة كبيرة جداً علي الحمل وممكن لاقدر الله يحصل اجهاض عشان كدة مطلوب من مدام حياة متتحركش خالص وتفضل علي ضهرها مستريحة الفترة اللي ف اول الحمل دي وان شاءالله تقدر تخرج كمان يومين انا كتبتلها علي خروج بعد اذنكم .
ثم رحل الطبيب تاركاً اياهم خلفة يشعرون بالضيق من حديثه وحياة تشعر بالحزن لانها لن تستطيع السفر معهم اما بالنسبة لاسر كان يشعر بالسعادة الشديدة لنجاح خطته ..
هتف الحاج علوان قائلاً بجدية :- خلاص يابتي انتي ان شاءالله تخرجي من اهني علي بيت اخوكي معانا .
كادت حياة ان تجيبه بالموافقة ولكن صدح صوت اسر في تلك اللحظة وقد تحولت نظراته الي الشراسة وهتف قائلاً بصوت جامد صارم :- مراتي مش هتتحرك بعيد عني خطوة ياحاج علوان لو في حد المفروض يشيلها ويراعيها يبقا جوزها وهتخرج من هنا علي بيتي ان شاءالله .
صالح بعصبية :- احنا هنطلجوها منك ياچوزها .
اسر ببرود :- لما تبقا يحصل الطلاق نبقا نتكلم وقتها انما طول ما هي علي ذمتي هتفضل معايا وفي بيتي ومتهيألي ان هي دي الاصول ولا ايه ياحاج علوان .
نظروا لها جميعاً بغضب وبداخل كلاً منهم يعلم انه محق بينما حياة نظرت له بشك وهي تشعر بشئ ما غامض في حديث الطبيب وحديثه وقد اكدت لها نظرات اسر الخبيثة التي يشوبها التوتر من اكتشاف امره شعورها هذا نظرت له بغيظ شديد فبادلها هو النظرات بحب اشد وهو يتوعد لها بنظراته العاشقة بأنها ستظل له حتي النهاية ….
******************************************
بعد مرور يومان كان الوضع كالاتي وصل خبر افاقة حياة للعائلة كلها وقد فرحوا لها جميعاً اصبحت اية تتجاهل علي كما يفعل هو والجميع مازالوا يعاملون اسر بجفاء وقسوة والاكثر والدته التي لم تصفي له حتي هذا الوقت بينما اسر لم يهتم سوي بحياة يعاملها بمنتهي الحب والحنان ولكنها تقابل كل هذا بقسوة شديدة لم تكن تظن انها تمتلكها يوماً اما عن عائلتها فقد عادوا جميعاً الي البلد بعد ان اطمئنوا علي وضع حياة ماعدا علي الذي عاد الي عمله مجدداً ويطمئن علي حياة بمنزلها يومياً مع اسر ….
******************************************
في احدي الدول الاجنبية وبالمكان الخاص الذي يضم زعيم العصابة التي يعمل بها عابدين ” الشيطان ” دلف المدعو چوزيف الي هذا المكان ووقف امام الزعيم قائلاً بجدية :- لقد تحركت الشحنة سيدي وفي طريقها الي مصر .
الزعيم بتساؤل :- متي ستصل بالتحديد ؟
چوزيف بجدية :- الباخرة الخاصة بنقل الشحنة ستمر علي عدة بلدان وستصل الي مصر بعد مايقارب الاسبوعان بالضبط سيدي .
الزعيم بهدوء :- حسناً عليك ان تذهب الي مصر خلال تلك الفترة صحيح !!
چوزيف بأذعان :- اعلم سيدي في خلال يومان سأكون بمصر .
الزعيم بخبث :- لا تنسي چوزيف بعد اتمام العملية ماعليك فعله .
چوزيف بخبث مماثل :- لاتقلق سيدي انا اتذكر هذا الامر جيداً .
اومئ له الزعيم وامره بالرحيل وجلس وهو يتخيل ماسيحدث بمصر بعد نجاح تلك العملية ولكن هل سيتحقق أمله وينتصر …….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى