روايات

رواية آسر الحياة الفصل الثامن عشر 18 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الفصل الثامن عشر 18 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الجزء الثامن عشر

رواية آسر الحياة البارت الثامن عشر

رواية آسر الحياة

رواية آسر الحياة الحلقة الثامنة عشر

*بسم الله الرحمن الرحيم*
*************نبدأ الحلقة الثامنة عشر****************
كادت حياة ان تدلف الي البناية وبجانبها اسر بعد ان صمم ان يوصلها بنفسه الي منزلها بالاعلي ولكن قبل ان تضع قدميها بداخل البناية استمعت الي صوت تعرفه جيداً بل وتخشاه كثيراً وهو يقول بصوت جهوري :- حيييااااةة .
تيبست قدميها ف الارض ونظرت امامها برعب حقيقي وهي تشعر ان تميد بها بينما بدأت انفاسها تتسارع ولم تجرؤ علي الالتفات في تلك اللحظة بينما اسر نظر الي مصدر الصوت ولم يتعرف علي هوية هؤلاء الاشخاص فنقل نظراته الي حياة فهاله حقاً تلك المرة شحوب وجهها ونظراتها المرعوبة بينما صدرها يعلو ويهبط بسرعة وخوف حتي شعر انها علي وشك الاغماء فمد كفيه ليمسك بها من ذراعها وهو يقول بقلق :- مالك ياحياة وشك عامل كدة ليه ؟
وليته مااقترب في تلك اللحظة ففور ان وضع يده عليها حتي شعر بيد اخري قوية تزيح يده بعنف وقوة جعلته يترنح قليلاً بعيد عنها وهو يقول بغضب بالغ :- بعد يدك عنها .
ثم امسكها هذا الشخص بعنف والذي لم يكن سوي صالح وهو يقول بغضب وصوت جهوري :- وجعتي تحت يدي يافاچرة .
ثم هوي بصفعة قوية للغاية جعلتها تقع ارضاً لم يتحمل اسر هذا المنظر وشعر بآلم ف قلبه ف تلك اللحظة من هذه الصفعة ف نظر الي صالح بشراسة ولم ينتظر دقيقة اخري حتي هجم علي صالح بلكمة مباغتة لم يكن يضع صالح لها حساباً ولم يتوقف اسر عند هذا الحد بل ظل يوجه له العديد من اللكمات التي لم يستطيع الاخر تفاديها وهو يقول بغضب وصوت جهوري :- انت ازاي تمد ايدك عليها دة انا هواديك ف ستين داهية .
كان علوان وعبدالرحمن وعلي يتابعون مايحدث امامهم وعندما تطور الامر الي تطاول بالايدي وسباب من كلا الطرفين قاموا بالتدخل فوراً وقاموا بالفصل بينهم بينما استغل صالح الامر وقام بلكم اسر بقوة في وجهه كاد اسر ان يرد له اللكمة ولكنه وجد يد قوية تبعده من الخلف ولم يكن سوي جاسن الذي كان قد وصل للتو وعندما رأي ما يخدث انتابته الصدمة وبالطبع كان استنتج ماحدث نظر له اسر بغضب ونظرات مخيفة وهو يقول :- اوعي ياجاسم سيبني اخلص عليه انت مشوفتش ضربها ازاي .
جاسم وهو يبعده ويحاول ان يهدئ من غضبه :- يابني ابعد واهدي دول اهلها .
توقف اسر بصدمة وهو يقول :- اهلها !
همس له جاسم بصوت لم يسمعه سواهم :- ابوس ايدك اسكت دلوقتي ومتكلمش لان هي ف موقف صعب جدا وكلمة زيادة منك يبقا بتأذيها متكلمش خالص .
نظر اسر باتجاهها فوجدها علي الارض وبجانبها اية وندي بينما هي تبكي وتسيل دموعها بصمت وتنظر له برعب يفوق رعبها منه وعيناها متسعة علي اخرها فمظهرها العام كان لشخص ميت رأي هذا الرجل الكبير ذو الطلة المهيبة والذي لم يكن سوي علوان وهو يقترب منها فتأهبت حواسه واستعد للدفاع عنها مجدداً اذا تجرأ احد ولمسها اقترب منها علوان ولم تجرؤ ان ترفع رأسها اليه هتف علوان قائلا بصرامة شديدة :- جومي يافاچرة علي بلدنا عشان اجتلك واجطع خبرك واغسل عاري .
استمع كلاً من الحاضرين الي هذا الكلام كاد اسر ان يتحرك باتجاهها ولكن منعته يد جاسم وهو يرمقه بنظرات تحذيرية فتوقف في مكانه ولكنه قرر شئ ما بداخله توجه جاسم الي علوان وهو يقول باحترام :- نورت المكان ياحاج علوان .
نظر له علوان بنظرات مشتعلة وقال بغضب :- وانت ياحضرة الظابط كيف يعني تداري عندك واحدة هربانة من اهلها .. ثم اكمل بسخرية :- بس هجول ايه اذا كان اخوها الراچل هو اللي مهربها ياخيبة الرچالة ياخيبتكم .
صدم اسر من حديثه ولكنه قرر ان ينتظر حتي يعلم خبايا الموضوع بأكمله ..
جاسم بهدوء :- حاج علوان انا مراعي ومقدر الموقف اللي حضرتك فيه طبعا بس الكلام هنا مش هينفع انا رأي نطلع كلنا فوق عندي في البيت نتكلم علي راحتنا وان شاءالله كل حاجة تتحل .
تدخل صالح قائلاً بعنف :- ايه اللي هتجوله ديه بتاع ايه نطلعوا عندك ونتحدت احنا هناخد الفاچرة دي علي البلد وهناك هنصفي حسابنا معاها ونجطعوا خبرها .
حاول جاسم ان يهدئ من عنفه قليلاً وهو يقول بنفس الهدوء :- صدقني اللي بيحصل دلوقتي دة مش حل ومش هتستفيدوا حاجة لو اخدتوها وسافرتوا البلد عشان تقتلوها هناك واصلا محدش يعرف انها هربانة محدش هيتأثر بالفضيحة اللي هتحصل بعد قتلها غيركم ثم نظر الي الحاج علوان وهو يقول :- ولا ايه رأيك ياحاج علوان .
نظر له علوان بغضب ولكنه يفكر في كلامه بجدية جاسم محق لا احد يعلم بالبلد بشأن هروب حياة سوي عائلة جبران ولقد تم حل الامر بطريقة ودية بينهم واذا عادت حياة الي البلد الان بتلك الفضيحة سيظل هذا العار يلاحقهم مدي الحياة توقف علوان عن التفكير ثم نظر لهم جميعاً ثم نظر الي جاسم بجدية :- معاك حق ثم نظر الي حياة نظرة كارهة مزدرية قائلاً :- واني مش هچيب العار لنفسي بعد العمر ديه كله عشان واحدة فاچرة زيك .
نظر اسر الي حياة في تلك اللحظة حتي يري تأثير هذا الحديث عليها وبالفعل وجد دموعها تسيل بصمت ويبدوا علي وجهها الآلم تآلم قليلاً ولكنه لازال يجهل خبايا الامر فقرر ان يلتزم الصمت الان …
جاسم بهدوء :- طب ياريت نتفضل كلنا علي فوق عشان نتكلم براحتنا .
تحرك علوان الي البناية يتبعه عبدالرحمن وصالح علي مضض حيث ظهر الاعتراض جلياً علي وجه صالح فهو اراد قتل حياة حتي يشفي غليله منها منها ويغسل عارهم بيده ولكن يبدوا ان والدهم قد قرر حل الامر بطريقة ودية وبالطبع هذا كله حتي لاتتأثر تجارتهم بتلك الفضيحة فهو يخشي علي اموالهم التي ظل يجمعها طوال تلك السنوات بينما اقترب علي من حياة مهرولاً واسندها حتي تنهض من علي الارض ثم احتضنها بقوة قائلاً بحنان :- انا اسف ياحياة اسف اوي والله ماجبت سيرة لحد عن مكانك عرفوا غصب عني مش بقصدي صدقيني .
تأكد اسر ان هناك شئ خفي في هذا الامر فأن كان هذا اخيها ف معني حديثه انه هو من قام بأخفائها وتهريبها من اهلها وهذا يعني ان الامر جلل الذي يجعل اخ يقوم بتهريب اخته من بين اهلهم افاق من شروده علي صوت جاسم وهو يقترب منهم قائلاً :- مش وقت الكلام دة دلوقتي كدة كدة عرفوا خلاص المهم نطلعلهم عشان نشوف هنعمل ايه معاهم .
نطقت ندي قائلة بتوتر وخفوت :- طب استأذن انا بقا .
تشبثت حياة بيد ندي واية بينما لاحظت الاخيرة تلك الحركة وفهمت مراد حياة منها فهتفت قائلة :- خليكي ياندي متمشيش .
لاحظت ندي حركة حياة ثم نظرت الي اية وهي لاتعلم ماذا تفعل فنطق جاسم قائلاً بهدوء وجدية :- خليكي موجودة مبقاش في حاجة تستخبي نطق هذه الكلمات وهو ينظر الي اسر بنظرات ذات معني لاحظها الاخر ولكنه تجاهلها واسند علي حياة واتجه بها الي البناية يتبعهم ندي واية بينما ظل اسر في مكانه شارداً في اللاشئ فتحرك جاسم تجاهه وهو يقول بنبرة ذات معني :- يلا بينا نطلع بس في حاجات كتير اوي لازم نتكلم فيها .
انتبه اسر له ولم ينطق وتوجه معه الي الاعلي ..
************************************************
في الاعلي :-
دلفوا جميعاً الي المنزل وجلسوا بغرفة الصالون فبدأ جاسم الحديث قائلاً :- تشربوا ايه ياجماعة .
علوان بصرامة :- مش چاين نشرب احنا چاين نشوف حل للفضيحة دي ياكديه ياهنجتلها ونغسل عارنا .
جاسم بجدية وهدوء :- بص ياحاج علوان حياة مش عار كل الحكاية انها كانت عايزة تكمل تعليمها اللي انتو حرمتوها منه عشان تخلوها تتجوز واحد متعرفوش ومش عايزاه وكانت النتيجة انها هربت منكم يوم الفرح .
صدمة حلت علي اسر كالصاعقة حياة لم تهرب من اهلها فقط بل والادهي انها هربت ليلة زفافها نظر لها نظرات تشوبها الصدمة والاستنكار بينما نطق علوان قائلاً بنبرة صارمة :- احنا معنديناش حريم بتتعلم الست عندينا ملهاش غير بيتها وچوزها .
جاسم بهدوء :- بس دة مش معناه انها اول ماتخلص ثانوي تاخدها تجوزها لواحد متعرفوش ومش عايزاه .
علوان باستنكار وصرامة :- مش عايزاه كيف يعني واني كنت المفروض اسيبها دايرة علي حل شعرها لحد ماالست هانم تحب وتتحب وتتچوز واحد علي كيفها ولا ايه .
جاسم بتوضيح :- لا طبعاً انا مقصدش كدة بس فين العدل في ان واحدة تتاخد من وسط دراستها وحياتها الهادية وفجأة تلاقي نفسها ف يوم وليلة هتبقا زوجة وليها حياة تانية خالص دي كأنكم خدتوها من الدار للنار .
ضرب علوان الارض بعصاته بقوة وقال بنبرة شديدة الصرامة :- اسمعني زين ياولدي عندينا ف البلد حياتنا غير حياة المصراوية هنا واحنا مش زيكم عندينا الحريم بتخرچ من بيت ابوها علي بيت چوزها علي جبرها بعد اكديه ثم هب واقفاً واكمل كلامه بنفس الصرامة :- الكلام خلص اكديه ودلوك معادي في كلام تاني يتجال .
ثم نظر الي حياة بغل واشمئزاز وضيق وهو يقول :- جومي يافاچرة علي بلدنا .
هب الرجال واقفين واسندت اية وندي حياة وهم يبكون علي كل مايحدث لصديقتهم وقبل ان يصلوا الي باب غرفة الصالون استمعوا الي صوت يهتف من خلفهم :- انا عايز اتجوز حياة .
نظروا جميعاً الي مصدر الصوت والذي لم يكن سوي اسر الذي نطق هذه الكلمات …
************************************************
بعد مرور اسبوعين يقف اسر الان في غرفته في منزل علوان المهدي يرتدي عباءة بيضاء وعمامة بيضاء ويتذكر ماحدث منذ اسبوعين بعد ان نطق بتلك الجملة ” انا عايز اتجوز حياة ” رأي العديد من ردات الفعل صدمة .. اندهاش .. استنكار .. ذهول .. رفض .. وعندما نظر الي حياة وجدها تنظر له نظرات خالية من الحياة ليس لها معني وكأنها استسلمت لكل مايحدث معها وحتي الان لم تبدي اي رد فعل لما يحدث مستسلمة تماماً وهذا هو مايريده استسلامها تعرض لرفض ابيها واخواتها في البداية حتي جاسم نفسه وجه له العديد من النظرات الرافضة ولكنه واجه كل هذا وبعد جلسة دامت عدة ساعات ومحاولات شد وجذب بينه وبين اهلها لدرجة انهم قاموا باتهامه بانه كان علي علاقها معها من قبل والاخص بعد ان شاهدوه قادم معها ولكنه نفي كل هذا وقام بتلفيق قصة ما حتي يقنعهم واخبرهم انه صديق لجاسم منذ سنوات وقد رأي حياة هنا بمنزل جاسم عندها اتي لزيارته ولم يكن يعلم بوجودها وماجعله يأتي معها اليوم الي هنا انه كان في المشفي يزور صديق له ووجدها هناك تقوم بعمل كشف حيث كانت تشعر ببعض المرض وعندما تذكرها عرض عليها ان يوصلها الي المنزل ولكنها رفضت بشدة ولكن امام اصراره وتعبها ولانه صديق جاسم وافقت علي مضض وقد صدق علس حديثه اية وندي ايضاً قائلين بان حياة مريضة منذ الصباح لم يقتنعوا اهل حياة بالبداية ولكن بعد عديد من المحاولات وافقوا ولكن صمم علوان ان يأخذ حياة معه الي البلد تذكر ردة فعله حينها ..
<<FlasH BacK>>
بعد ان فجر اسر قنبلته واعلن عن رغبته في الزواج من حياة وبعد ان تعرض للهجوم من اهلها ولم ييأس بل استمرت تلك الجلسة لعدة ساعات في محاولة منه لاقناعهم فهو يريدها وهذا ماسيحدث كانت حياة تنظر له بنظرات خاوية لم توافق ولم تعترض هذا اذا كان لها الحق في اي شئ من الاساس تنفس الصعداء عندما حصل علي موافقتهم ولكن نطق علوان قائلاً بصرامة :- هنستناك بكرة في البلد عشان نتفق علي كل حاچة ومعاك الست والدتك طبعاً .
اسر بجدية :- اكيد بأذن الله .
نهض علوان قائلاً :- يلا بينا علي بلدنا بزيادانا جاعدة اهني .
نهض اسر ايضاً ونادي علي علوان فنظر له علوان فتحدث اسر قائلاً بجدية صارمة :- لو جيت بكرة البلد ولقيت حياة فيها خدش واحد بس انا مش هسكت احنا في بينا اتفاق رجالة .
نطق صالح قائلاً بغضب :- انت هتهددنا ولا ايه .
كاد اسر ان يرد عليه بطريقة فظة ولكن قاطعه علوان قائلاً بصرامة :- ملوش داعي الحديت ديه احنا رچالة وكلمتنا واحدة ثم نظر الي اولاده قائلاً :- يلا بينا
وبالفعل لحق به اولاده الثلاثة وخلفهم حياة وبجانبها ندي واية يقومون بأيصالها وتوديعها وبعد ان خرج اهل حياة وكانت هي خلفهم وجدت من يمسك بذراعها من الخلف توقفوا الثلاث فتيات وابتعدوا عنهم قليلاً عندما شعروا بحاجتهم للكلام فنظر لها اسر بعمق وتحدث بجدية شديدة :- انا مش هسيبك ف وسطيهم كتير انتي ليا لوحدي وهاخدك بعيد عنهم متخافيش وخليكي واثقة فيا .
ظلت تنظر لهم بصمت وكانها تخبره انه لايفرق كثيراً عن اهلها فأن كانوا هم يريدون قتلها فهم سيقتلوها روحاً وجسداً اما هو فسيقتلها روحاً ان لم يكن جسداً ايضاً فهي تعلم مايريده منها فهو لا يفعل هذا لاجلها بل لاجله هو لذلك لا يختلف عنهم كثيراً اما بالنسبة له قرأ كل هذا في نظراتها له وشعر بالضيق ولا يعلم لماذا فهتف بضيق :- حياة اتكلمي قولي اي حاجة متسكتيش كدة .
نظرت له بصمت لمدة دقيقة ثم التفتت ورحلت ولم تعيره اي اهتمام يتبعها اية وندي بينما نظر اسر لجاسم الواقف خلفه فنظر له جاسم نظرة تحمل العتاب وخيبة الامل والحزن فأدرك اسر ان جاسم قد فهم كل شئ فخرج سريعاً من المنزل فهو لا يحتمل الان اي كلمة او نظرة ولم يتحدث الي الان هو وجاسم …….
<<FlasH BacK>>
وها هو الان يقف في غرفة في منزل حياة وينتظر وصول المأذون حتي تصبح زوجته امام الناس وتصبح ملكه ايضاً …
استمع الي عدة طرقات علي باب الغرفة فأذن للطارق بالدخول ولم تكن سوي والدته التي اقتربت منه وهي تقول بحب وفرحة :- الله اكبر عليك ياحبيبي اخيراً شوفتك عريس وفرحت بيك .
نظر لها بحب وعشق فهو روحه مرتبطة بروحها فتلك السيدة ليست مجرد ام انجبته بالنسبة له بل هي اعظم شخص في حياته لقد ضحت بالكثير لاجله وافنت عمرها من اجله ولم تتزوج بعد ابيه رحمه الله بالرغم من سنها الصغير حين ذاك ولم ينسي ردة فعلها حينما علمت عن رغبته في الزواج وايضاً فرحتها برؤية حياة واهلها فحقاً قد اعجبت بحياة كثيراً ابتسم لها بحب واقترب منها وقبلها من رأسها وهو يقول بحنان :- الله يبارك فيكي ياست الكل هاا مبسوطة كدة .
رجاء بحنان وهي مدمعة العين :- طبعا مبسوطة ربنا رزقك بزوجة صالحة وبنت ناس واهلها شكلهم ناس طيبين ومحترمين وكفاية اني شايفة الفرحة واللمعة دي ف عيونك دلوقتي .
اسر باستغراب :- فرحة ولمعة ف عيوني انا !
رجاء وهي تربت بيدها علي وجهه قائلة بحنان :- ايوة عينك بتلمع اللمعة دي مش بشوفها ف عينك غير لما بتكون فرحان من قلبك ودي حاجة محصلتش ليك من زمان انت حبيتها يااسر .
نظر لها اسر بصدمة وتوتر وهو لايستوعب تلك الجملة هل حقاً احبها هل يريدها للابد هو حقاً مشوش الفكر حالياً ولا يستطيع التفكير الان نظر الي والدته قائلاً بتوتر جاهد ف اخفائه :- هاا اها اكيد بحبها طبعاً امال متجوزها ليه يعني .
فرحت رجاء كثيراً من اجل اعتراف ولدها وقد ظنت انه حقيقة حيث انه لم يخبرها باي شئ عن حياة او هروبها او اياً من تلك التفاصيل فقد اتفق مع اهل حياة بالكتمان علي هذا الامر وهم لم يعترضوا بالطبع فهذا لصالحهم ….
رجاء بابتسامة مشرقة :- يلا ياحبيبي انزل اقف جمب اهل حياة ورحب معاهم بالضيوف .
ابتسم لها اسر ابتسامة واسعة ثم اصطحبها الي الخارج وبعد ان وصل الي اخر الدرج ذهبت والدته باتجاه مجلس السيدات بينما كاد هو ان يتجه الي مجلس الرجال بالخارج حتي استمع الي صوت ينادي عليه نظر باتجاه الصوت وجد شاب يرتدي جلباب رمادي اللون طويل الي حد ما ذو ملامح صلبة قاسية فذهب باتجاهه قائلاً :- بتنادي عليا انا ؟
الشخص :- ايوة انت ياحظابط .
اسر ياستغراب :- خير كنت عاوز حاجة !
الشخص :- اني چاي ابلغك حاچة مهمة تهمك .
اسر بتوجس :- حاجة ايه دي قول .
الشخص بغل :- اني عبدالله اللي كنت هتچوز المحروسة مرتك يعني كنت هبجا مكانك دلوك وانت مكنتش هتبجا موچود اهني واصل .
صدم اسر قليلاً بسبب وقاحته ولكنه تذكر ان حياة هربت منه ليلة زفافهم فاستنتج ان هذا الشخص يحمل الحقد والضغينة تجاههم الان لذلك تعمد ان يتحلي بالبرود وهو يقول :- مممم خير عاوز ايه يعني ؟
عبدالله بخبث :- مسألتش نفسك ايه السبب الاساسي اللي خلاها تهروب .
صمت اسر ولم يجيب ولكنه ظل ينظر له بتوجش فهتف عبدالله بلؤم :- فكرك حكاية التعليم ديه صح اياك بس عشان انت شكلك راچل ابن حلال مش هسيبك علي عماك اكديه .
اسر بصرامة :- قصدك ايه بالظبط وضح كلامك .
عبدالله بابتسامة خبيثة :- جصدي ان اني وحياة يووو متواخذنيش جصدي الست مرتك كنا بنحب بعضينا ومتفجين ع الچواز بس اللي حوصل ان قبل الفرح بيومين واحدة بنت حرام لعبت ف دماغها وفهمتها اني في بيناتنا حاچة وانت خابر بجا الحريم لما بيزنوا في دماغ بعض وصدجتها طبعا وراحت جالت ل علي انها مش رايدة الچوازة ديه وعاوزة تتعلم وطبعاً علي غلبان ومهيفهمش ف لواع الحريم ديه صدجها وهربها منينا اني عارف انك ممكن متصدجنيش بس فكر فيها اكديه هتلاجي اني مش هستفيد حاچة لما اتبلي علي واحدة من بلدي وكمان كانت هتبجا مرتي ف يوم م الايام هي خلاص راحت لحالها وهتبجا بعد شوي ف عصمة راچل تاني اني عز عليا اسيبك اكديه علي عماك ثم صمت لبرهة حتي يتمعن في تعابير وجهه ليري تأثير حديثه عليه وبالفعل وجد انه قد نجح فاستأذن قائلاً بيراءة مصطنعة :- استأذن اني بجا ومبروك ع الچوازة ياحضرة الظابط .
رحل وترك خلفه بركان يثور ويشتعل علي وشك الانفجار في وجه اياً كان شعر ان الارض تميد به والذكريات تهاجمه ياالهي ماذا يحدث هل سيتكرر ما حدث بالماضي هل الزمان يعيد نفسه تلك المرة لن يتحمل حقاً استعاد هدؤه بعض الشئ حتس يستطيع التعامل مع الامر وقد اقسم داخله انه لن يخدع ثانية ….
************************************************
في احدي الملاهي الليلية كانت چيرمين ترقص بين يدي المدعوا راشد وهي ترتدي فستاه اسود قصير للغاية عاري الظهر والذراعين انتهت چيرمين من رقصتها مع راشد وذهبوا ليجلسوا علي البار الخاص بالمشروبات ..
راشد بخبث :- بس ايه دة ياچيچي مكنتش اعرف ان رقصك حلو اوي كدة .
چيرمين بغرور :- طبعا وهو انت لسة شوفت حاجة .
راشد بنظرات متفحصة جريئة :- بصراحة انا عايز اشوف كل حاجة .
فهمت چيرمين نظرانه وقد تهللت اساريرها كثيراً وازداد غرورها اكثر بداخلها فهي قد ايقنت انها استطاعت الايقاع به في تلك الفترة القصيرة فمنذ ان تقابلوا ف النادي واعتذر لها عن سوء الفهم الذي حدث ف المرة الاول وهم اصبحوا اصدقاء ظاهرياً ولكن بداخل كل منهم نوايا مختلفة تجاه الاخر ..
چيرمين بابتسامة ناعمة :- هو احنا مش هنشرب حاجة ولا ايه .
راشد بخبث :- من عنيا ياقمر .
وفي اثناء ذلك اتت ريناد صديقة چيرمين لها وهي تقول :- چيچي عاملة ايه .
چيرمين بابتسامة :- هاي يارودي ازيك .
ريناد بابتسامة :- i’m Fine وانتي ايه اخبارك .
چيرمين :- fine
ريناد بتساؤل وهي تنظر لراشد :- مش هتعرفينا ياچيچي ولا ايه ؟
چيرمين بنعومة :- اكيد .. راشد ماي نيو فريند ودي ريناد ماي بيست فريند .
ريناد بابتسامة بسيطة :- اهلاً وسهلاً
رد لها راشد الابتسامة والتحية فالتفتت الي چيرمين قائلة بهمس ولكنه وصل الي مسامع راشد :- هو ف ايه انتي مبقتيش تشوفي اسر ولا ايه .
چيرمين بهمس :- شششش امشي دلوقتي وهكلمك فون بعدين .
رحلت ريناد بعد ان ودعتهم فالتفت راشد الي چيرمين يسألها ببراءة مصطنعة :- مين اسر دة اللي صاحبتك سألتك عنه !
چيرمين باندهاش :- انت سمعت ؟
راشد بالامبالاة مصطنعة :- صاحبتك كان صوتها عالي ف صوتها وصلي وسمعت غصب عني .
چيرمين بلؤم :- اهاا لا دة اسر ابن خالي ظابط بقا ومركز ف كل بنات النادي بتسأل عنه وهتموت عليه .
راشد بخبث :- وانتي برضه هتموتي عليه .
چيرمين بهمس مغوي ناعم :- تؤ انا مموتش علي حد العكس طبعاً .
نظر لها بجراءة اكبر وبادلته هي النظر حتي انتهت السهرة واوصلها الي المنزل ثم رحل وهو يفكر فيما عليه فعله الفترة القادمة ….
************************************************
عودة الي البلد :-
تم عقد القران بسلام ولم يحدث شئ ولكن ظل اسر يفكر في كلام عبدالله هل من الممكن ان يكون صحيح واذا كان صحيح الي اي مدي وصلت علاقتهم ولماذا لايكون كلامه صحيح ماذا سيستفيد اذا شوه صورة حياة بنظره لايوجد اي استفادة عائدة عليه من هذا الكلام ولم يري اسر بحديثه اي خبث وماساعد علي تثبيت حديث عبدالله في رأس اسر هو فكرته الاساسية عن النساء بان الخيانة بطبعهم لام نفسه كثيراً للحظات بسيطة التي صدق فيها تلك البراءة التي ف عيناها ولام نفسه علي ماشعر به من تأنيب ضمير بسبب تصرفاته تجاهها كان يجب الا ينخدع بها ولكن صبراً .. صبراً لقد اصبحت زوجته وبعد عدة ساعات قليلة سينفرد بها ولنري ماذا سيحدث افاق من شروده عندما شعر بيد احدهم توضع علي كتفه وعندما نظر للشخص وجده علوان يتحدة بجدية قائلاً :- الف مبروك ياولدي .
اسر بابتسامة لم تصل الي عيناه :- الله يبارك فيك ياحاج علوان .
علوات بجدية :- شويو اكديه وخد عروستك وعلي اوضتكم واحنا هنكملوا الفرح مع الناس .
اسر بسرعة وجدية :- لا ياحاج علوان الف شكر احنا هنرجع علي القاهرة النهاردة .
علوان باندهاش :- كيف ديه لازماً الدخلة تتم اهني انت ناسي عادتنا وتجاليدنا اياك .
اسر وقد فهم مغزي حديثه ف اراد ان يطمئنه حتي يرحل بها من هنا :- متقلقش ياحاج علوان انا عارف انا متجوز مين ومن عيلة مين وبعدين لاقدر الله لو في حاجة حصلت هجيبهالكم اكيد .
علوان بتمني وجدية :- ربنا مايچيب حاچة عفشة واصل .
اسر بغموض :- يارب .
اتي عبدالرحمن قائلاً :- الحريم چهزوا الواكل يابوي يلا اتفضلوا .
اتجهوا جميعاً الي الداخل وعندما مر بجانب مجلس السيدات وقرر ان يتحدث مع والدته بشأن سفرهم اليوم الي القاهرة وبالفعل اخبرها استغربت ف البداية ولكنه اخبرها انه لديه عمل مهم كما انه لايرتاح الا ببيته ف وافقت علي مضض فتركها وذهب الي مجلس السيدات دلف الي الداخل وجد جميع كبار العائلات وكبار البلد علي طاولة طويلة وضخمة معدة خصيصاً للحفلات والافراح ووجد جاسم يجلس بعيداً عنهم قليلاً وينظر ف طبق طعامه ولم يمسه فذهب باتجاهه وجلس بجانبه ولم يعيره جاسم اهتمام حيث انه لم يصفي تجاهه بعد فحياة كانت ضيفة ببيته ولم يحترم اسر حرمة بيته وهذا ماضايقه نظر له اسر وهو يعلم ماالذي يدور في رأسه وانه اخطأ بحق ولكنه يريد حياة ولم يعتقد ان الامر سيصل الي الزواج ومعرفة جاسم بالامر فقد اعتقد ان حياة سهلة ولن تأخذ منه وقت او مجهود ولكن ماحدث عكس ذلك تماماً …..
اسر موجهاً حديثه لجاسم :- هتفضل زعلان مني كدة كتير .
جاسم بخفوت :- انت لو كان يفرق معاك زعلي وعشرة السنين ياصاحبي كنت احترمت حرمة بيتي .
اسر وهو يجز ع اسنانه :- الموضوع مش زي ماانت فاهم الي فكرة .
جاسم بابتسامة وهو ينظر حوله :- واطي صوتك عشات لو حد سمعك هتجيب الاذي ليها قبل مايكون ليك واحنا ماصدقنا الموضوع يتلم اقفل ع الكلام دة دلوقتي .
تنهد اسر بنفاذ صبر قائلاً :- طيب بس اعمل حسابك اننا هننزل القاهرة النهاردة .
جاسم وهو ينظر له باستغراب :- دة ليه في حاجة حصلت !
نظر اسر امامه بغموض قائلاً :- لا مفيش حاجة بس لازم اسافر .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى