روايات

رواية قبل فوات الأوان الفصل الرابع عشر 14 بقلم رانيا الطنوبي

رواية قبل فوات الأوان الفصل الرابع عشر 14 بقلم رانيا الطنوبي

رواية قبل فوات الأوان الجزء الرابع عشر

رواية قبل فوات الأوان البارت الرابع عشر

قبل فوات الأوان
قبل فوات الأوان

رواية قبل فوات الأوان الحلقة الرابعة عشر

كانت تجلس في الحديقة بانتظاره تمني نفسها بعودته وسؤاله عن ما حدث ، كانت تتوقع سعادته لكنها لم تر الامس او اليوم ما يشعرها بذلك ، سمعت صوت سيارته فصوبت بصرها باتجه البوابة منتظرة دخوله ، لحظات واطل حازم برأسه ولاتزال بعض علامات الوجوم مرتسمة علي ملامحه
محاسن : اتأخرت ليه يا حازم يا ابني انت كنت فين
حازم وهو يتنهد : ابدا يا دادا متشغليش بالك مشوار كده كان لازم اعمله وعمتله
محاسن : طب يا ابني مش تقولي عملت ايه امبارح ، ايه الاخبار و شكلك كان مضايق ليه
حازم اتجه ليجلس علي احدي الكرسي في حديقة منزله عقد ذراعيه امام صدره وشرد في السماء ثم رد
حازم : تفتكري يا دادا انا استعجلت في موضوع جوازي من ندي
محاسن : ليه يا ابني بتقول كده انت مش بتحبها وعايزها
حازم : ايوة بس —————– بس ندي مقدرتش تشتغل هنا من اللي شافته تقوم تعيش فيه تفتكري ندي حتقدر تعيش وسطينا
محاسن : طب و انت روحت فين وانا ولوجي احنا كلنا حنبقي معاها
تنهد حازم وهو يرد : تعرفي لو مش خايف اني اسيب ماما لوحدها كنت عشيت انا ولوجي و ندي بره بس عارف انها حتزعل من جواها وانا مش عايز ازعلها مع انها مصممة تزعلني
محاسن : طب ما تحاول مع فريدة هانم تاني يمكن تقدر تقنعها بموضوع ندي
حازم : انا متأكد اني مهما حاولت مش حاقدر ، انا عارف ماما كويس
محاسن وهي تحاول تغيير الموضوع : طب انت عملت ايه امبارح عند ندي قريتوا الفاتحة
حازم بابتسامة : ايوة يا ستي قرينا الفاتحة واتفقنا علي الخطوبة اخر الاسبوع الجاي بس لسه محددناش اي حاجة تانية اتحيلت علي عمها قال مفيش حاجة تانية قبل سنوية باباها
محاسن : طب علي خيرت الله ربنا يتمملك علي خير ويجعلها من نصيبك
التفت حازم بينما كان يدخل : دادا لو ماما سألتك قولي انك مش عارفة
محاسن : ليه هو في حاجة
حازم : ابدا بس اصل في حاجة في دماغي كده عايز اعرفها اوكي
محاسن : حاضر
بينما حازم ودادا محاسن يتحدثون كان هناك من يراقب ، فريدة كانت تقف في غرفتها غير مصدقة ان ندي ستتزوج حازم وبعد شهرين
اقترب حازم من غرفة امه و للحظة فكر ان يطرق الباب ولكنه تراجع في اللحظة الاخيرة فاتجه الي غرفة لوجي قبلها ودثرها جيدا وابتسم وخرج في اتجه غرفته فتح الباب وبات ينظر للغرفة التي يعيش فيها وحيدا ما هي الا شهور وستأتي ندي لتشاركهم هذه الحياة حينها تنهد وهو يمني نفسه ان يمر الامر بسلام بدل ملابسه في محاولة منه الي النوم لم يستطع بات يتقلب علي سريره كمن بات علي الاشواك ، يضع المخدة علي وجهه تارة ويبعدها تارة حتي نظر الي الساعة التي كانت الحادية عشر حينها قال في نفسه
حازم : لو كلمتها يبقي متأخر كده ولا ايه
بينما كان هو علي حاله كانت ندي في سريرها هي الاخري تلعب باحدي خصلات شعرها وهي شاردة ، كانت تتذكر كل المواقف التي جمعت بينها وبين حازم اول مرة رأته ، مكالماته من اجل الاعتذار ، يوم الرحلة ويوم ان كانت لوجي مريضة وكل مرة تقابلوا فيها بل حتي يوم مجئ جوليا تلك النظرة التي رأتها في عينه وخروجه خلفها واحساسها بغيرته تنهدت من اعماقها وابتسامة صغيرة تعلو وجنتيها حينها قاطعها صوت هاتفها معلنا وصول رسالة جديدة ، ببعض الضيق اقتربت من هاتفها خشية ان تكون الرسائل القديمة ولكنها كانت من ——————————حازم
( بقالي ساعة بحاول انام ومش عارف اعمل ايه دلوقتي )
ابتسم لانه شعر انها ابتسمت لرسالته وضع المخدة مرة اخري فوق رأسه لكن حينها اعلن هاتفه ان الرسالة قد ردت انتفض غير مصدق : معقولة ، فكانت
( اشرب كوباية لبن دافئ و اتوضي واقول اذكار النوم وبعدها حتنام علي طول )
عندها ضحك وقام من سريره نزولا الي المطبخ ليجد دادا محاسن تنهي ما كان عليها فعله حينها طلب
حازم بمزاح : دادا ممكن كوباية لبن دافئ
محاسن : وانت من امتي بتشرب لبن
حازم بهزار : انتي ناسية اني اتغيرت يا دادا ، خلاص انا بقيت حازم اللي بيشرب اللبن وبيسمع الكلام وبيغسل رجله وسنانه قبل ما ينام
محاسن وهي تضحك : دي ميس ندي طلعت شاطرة اوي اللي قدرت تعمل كل ده
——————————————-
كانت في شقتها تتجاه يمنها ويسارها تشعر بالتردد ولا تريد ان تتكلم تتذكر ما قالته لشريفة وما طلبت من شريفة ان تقوله وكل ما تتمناه الا يعرف نبيل ان حازم هو ابن رفعت الصاوي تنهدت وهي تقول : الاسم اللي في اوراق القضية مفيهوش اسم الصاوي يا رب نبيل ما يعرف حاجة يا رب الجوازة تم من غير ما حد يعرف حاجة
يروضها الشعور بالذنب بين الان والاخر فتقرر ان تحكي كل شئ ثم تعاود التفكير ماذا سيحدث لو تحدث
– سيعلم طارق الحقيقة وان احلام بعد وفاة زوجها كانت علي علاقة برجل سرق مالها مستغلنا حبها
– ربما لن تتزوج ندي حازم وهي تشعر انها يريدان الزواج ولا تريد التعاسة لابنه اخيها
– والاهم هي تخشي فريدة تخشي ان تحاول ان تسئ اليها من اجل ان لا يعود المال
– ربما لن تستطيع ان تعيد المال وهي لا تمتلك شئ يثبت حقها في المال وربما ايضا خسرت صورتها امام زوجها واسرتها
ولو صمتت فلن يعرف احدا بالماضي ويبقي الحال علي ما هو عليه فلن يفيدها النبش في الماضي بشئ تنهدت اخيرا وهي تقول : انا خلاص مسامحة في الفلوس وفي اللي حصل وكفاية ان كده كده في الاخر الفلوس لولاد ندي يعني كأن حقي بردوا رجعلي
واللي انا قولته لشريفة هو اللي حاقوله للكل وكده يكون الموضوع خلص
—————————————————–
ندي : بس كده يعني مفيش حاجة تانية
شريفة : والله يا بنتي ده اللي عمتك قالته لما سألتها انا اصل ابوكي مكنش حاكيلي تفاصيل غير ان في قضية بين رفعت وبين عمتك
ندي : بس انا شايفة اننا نقول لحازم عادي بردوا
شريفة : عمتك اللي قالتلي بلاش نحكي علشان عمك طارق مش عارف وبعدين الموضوع مش مستاهل حنقوله جوز عمتك كان مديون لابوك واتنازله عن المصنع والشركة علشان يسد الدين وبعدين عمتك رفعت قضية عليه علشان تستردهم وخسرتها
خلاص مدام القضية خلصت ومفيش مشاكل ملوش لازمة موضوع مش مستاهل خصوصا انه اتحكم فيه لصالح باباه وخلاص يا ندي علشان عمتك متزعلش خلينا نسكت
ندي بتردد : طيب يا ماما
————————————————–
يوم الخطوبة
استيقظ حازم علي صوت لوجي وهي مبتسمة
لوجي : مبروك يا بابي
حازم مبتسما : الله يبارك فيكي يا لوجي
لوجي : مش يلا نفطر علشان نروح لمامي ندي
حازم : خلاص بقت مامي ماشي يا لوجي بس احنا حنروح باليل مش دلوقتي
لوجي : ليه يا بابي انا عايزة اروح دلوقتي
حازم : مش حينفع يا لوجي بالليل ان شاء الله نروح مع دادا محاسن وانكل عصام ، ودلوقتي اسبقني علشان نفطر اوكي
بدل ملابسه وخرج من اجل الفطار عند السلالم التفتت محاسن لحازم
محاسن : صباح الخير يا عريس
حازم مبتسما : صباح النور
دخل الي السفرة رمقته فريدة بنظرة غيظ وهي تتناول فطارها
فريدة بغيظ : مبروك
حازم بلين : الله يبارك فيكي ، حتيجي معايا
فريدة بحدة : لا
حازم بضيق وهو يزفر : ماشي
فريدة : انت فرحك عليها بعد شهرين
علت ابتسامة وجه حازم وهو يقول : مين اللي قالك
تنهدت وهي تنظر للوجي : هو ده بردوا كل اللي همك ، مش انهم مستعجلين علشان خايفين لتطير من ايديهم هما مش المفروض عندهم حالة وفاة واللي ميت ده باباها
حازم : ما احنا مش حنعمل اي حاجة قبل السنوية بتاعت باباها لما تعدي ، يعني مش قبل 5 شهور علي الاقل
فريدة : امال انت قلت ان فرحك عليها بعد شهرين ليه
ابتسم حازم وهو يرد : لا انا قلت كده لواحد صاحبي كنت عايز اعرف حيقول لحد ولا لا
علي الضيق والغيظ وجه فريدة فتابع حازم ببرود : لو عايزة تعرفي حاجة تخصني او تخص ندي اسأليني وانا حاقولك ومتعتمديش علي حد لا يعتمد عليه
نظر الي طبق افطاره ليبدو منهمكا في الاكل ولم يحاول ان يكثر من الكلام لانه لا يريد في هذا اليوم ان يعكر صفو مزاجه قال في نفسه وهو يبتسم : انت انهارده عريس
————————————————–
امام المرآة مرة جديدة المختلف فيها ان دقات القلب اعلي من معدلها المعتاد فهذه المرة دق قلبها وتشعر بالسعادة وتتمني ان يجمعها الله به علي خير ، اقتربت نفيين تهمس في اذنيها
نفيين بمزاح : انا مليش دعوة انا حاقرصك يعني حاقرصك
ندي وقد بدي عليها القلق و الخجل : نفيين متستعبتيش انا مصدقت البس ومش عايزة شكلي يبوظ
نفيين : بس ايه الفول ميكب ده كتير اوي يا ندي كده ازاي هانت عليكي نفسك تحطي زبدة كاكاو اتقي الله يا شيخة مش كده
ندي : اتريقي حضرتك طب انا فعلا حاسة انها اوفر وشكلي حامسحها
نفيين : لا خلاص يا نادو سيبيها ، بعدين انت يا قمر مش محتاج حاجة
قاطعتهم لوجي وهي تدخل الغرفة
لوجي : احنا جينا يا ميس ندي
نفيين : يا اهلا يا اهلا يا اهلا لوجي عندنا يا مرحبا يا مرحبا ثم نظرت لندي : العريس جه
ندي وهي تقرب لوجي منها وتجلسها علي رجلها : ايه ميس ندي دي انتي مش كنتي بتقوليلي يا مامي مقولتيش مامي ليه
لوجي لنفيين : ازيك يا انط نفيين ثم لندي : اصل بابي قالي بلاش دلوقتي علشان ممكن تتضايقي
ندي : لا يا لوجي انتي من دلوقتي تقولي مامي اتفقنا
لوجي : اتفقنا يا مامي
نفيين : لعلمك بقي يا لوجي انتي الوحيدة اللي سلمت عليكي وقعدتك علي رجلها ولا هما فستان ولا حاجة علشان بس تعرفي هي بتحبك قد ايه
لوجي : انا كمان بحبك وبحبها اوي اوي
هذه المرة شريفة تقاطعهم
شريفة : مش ناويين تطلعوا ولا ايه
نفيين : مفيش زغروطة طب بالغلط
رمقتها شريفة بغيظ : احنا اتفقنا علي ايه لا زغاريط ولا اغاني
نفيين : خلاص يا ام ندي متزوقيش
شريفة : بسم الله ماشاء الله مبروك يا ندي ربنا يا بنتي يهنيكي
بدت بعض الدمعات تخرج قدرا من عين شريفة وهي تحتضن ابنتها
نفيين : يا جماعة المشهد ده اتهرس في 90 فيلم عربي يلا بقي نطلع ، يلا يا ام ندي
خطوات باتجه الصالون بينما تزداد خفقات القلب هكذا كانت ندي ، قدم تطأطأ بالارض تترقب اقترابها و عيون منتظرة لحظة دخولها هكذا كان حازم حتي همت بالدخول فهم بالوقوف بينما ابتسامة عريضة ارتسمت علي كل وجه مصدرها امتلأ القلب بالسعادة
جلست في المقعد المجاور لمقعده و عيناها لاتزال ناظرة الي الاسفل وكأنها كانت تبحث عن شئ بالارض
لحظات من الصمت حتي يجلس كلا في مقعده وكل من الحاضرين بكلماته
نبيل : مبروك يا حازم مبروك يا ندي
احلام : مبروك يا ولاد ربنا يسعدكم ويتمم لكم علي خير
طارق : مبروك يا دكتورة ، مبروك يا بشمهندس
ندي : ياه يا عمو انا نسيت موضوع دكتورة ده
حازم لندي : ليه بقي ده انا بافكر نفتح صيدلية
ندي : ليه علشان اشتغل فيها
حازم : لا علشان اشتغل انا فيها بعد الضهر ، عايزك تحسي ان مكافح يا ندي علشان متعملليش اختبار تسفرني الكويت
ندي بضحك : طيب يا مكافح
دقائق ووضعت شريفة علبة الشبكة امامهم
حازم : اديني اشترتاه انا زي ما طلبتي ها ذوقي عجبك
ندي بخجل : جميلة شكرا
حازم : عجبتك
ندي : عجبتني
حازم : طب بصي كده علي الدبل قبل ما نلبسهم
مدت ندي يدها للدبل لتنظر الي المكتوب عليهم كان مكتوب حازم ( قلبين مرسومين ) ندي علي كل دبلة ، تنهدت و الابتسامة تملأ وجهها بينما كانت دقات قلبها تضحك ملئ فيها
حازم : ايه رأيك بقي
ندي بخجل شديد : حلوين
حازم : طب مش حنلبسهم بقي
ندي : طب انادي ماما تيجي تلبسهملنا
حازم : هي ماما اللي حتلبسني الدبلة ،طب ما تقومي وتقعدي ماما
ندي : ممكن تلبسها لنفسك
حازم :كمان ، طب بصي هاتي ايدك وانا حامسك الدبلة بين صوابعي والبسهالك بسرعة واطلع اجري من غير ما المس ايدك قولتي ايه
ندي بضحك : لا والله طب انا عندي فكرة احلي هات الدبلة انا البسها لنفسي بسرعة ولو انت لسه عايز تجري اقوم اجري
حازم وهوينادي مامت ندي : امري اللي الله توب عليا يا رب من الاختبارات
واخيرا البست شريفة لندي شبكتها بينما اخذ حازم دبلته ليلبسها نظر له عصام
عصام : اجي البسهالك انا
حازم : لا شكرا
واخيرا تمت الخطبة بدأت نفيين بالتقاط الصور بينما اقتربت محاسن من عصام وهي تنظر لنفيين
محاسن في اذنه : هي دي بقي اللي خالتك تدلي بكل اعترفاتك
عصام في اذنيها : ها ايه رأيك
محاسن : لا خلاص يا ابني انا عذرتك ، طب مش خير البر عاجله ما في حموتها كده اهو عمها قاعد ما تكلمه
عصام : لا انا مستني لما ذو الحجة يعدي وبعدين اجي
محاسن : اشمعني ذو الحجة
عصام : علشان مطلعش الحج اختبار
———————————————————
ايام الخطوبة كانت تمر كمثيلتها من اي خطبة ايام يمني كل منهم الاخر نفسه بحياة جديدة عنوانها الحب والسعادة وايام يرواضهم القلق هل بالفعل سيكفي ما بداخلهم من حب من اجل مواجهة الاتي ام هناك عقبات ستعيق حياتهم وتقضي علي احلامهم ، ومن بين هذه الايام وتلك ، مواقف تمر بين الشد تارة والرخو تارة اخري لا لشئ الا من اجل ان تسير السفينة
يدق هاتفها فتنظر وهي تخرج من الدار
ندي وهي ترد : سلام عليكم ، ازيك يا حازم
حازم : ازيك يا ندي ، خلصتي الحلقة بتاعتك
ندي : ايوة خلاص انا طلعة دلوقتي
حازم : طب بصي يمينك كده
ندي وهي تلتفت : حازم
اغلقت الهاتف وهي تنظر اليه ندي : انت بردوا جيت يا حازم انت كده يعني بتحطني اقدام الامر واقع ، طب بردوا مش حاركب العربية
حازم بضيق : ندي انا مش حابب انك تروحي تركبي ميكروباص ، يعني يبقي عندي عربيتي وتروحي تركبي مواصلات
ندي : احنا اتفقنا وكلامنا كان واضح من الاول والمفروض مدام اتفقنا خلاص
حازم : طب يا ستي اقعدي ورا وافتحي شبابيك العربية كلها كمان واعتبري نفسك راكبة تاكسي
زفرت ندي ثم قالت : يعني اقعد ورا
حازم بابتسامة : ايون
ندي : وحتفتح شبابيك العربية كلها
حازم : ايون
ندي : طب اوكي يا حازم انا حاركب معاك بس استناني ثانية واحدة
التفتت لتعود للدار مرة اخري حينها من نفسه بخروجة بدون نفيين او طنط شريفة ابتسم وهو ينظر في الساعة دقائق وخرجت ندي برفقتها الحاجة اماني ومنتقبتان
الجم حازم لرؤيته اقتربهم ودون ان تتفوه بكلمة فتحت باب المقعد الامامي وقالت ندي : اتفضلي يا حجة اقعدي انتي هنا علشان رجلك انا حاقعد ورا جنب شيماء وفاطمة
بعدها بات حازم امام توصيل الاربعة كلا الي بيته زفر بغيظ حاول ان يخفيه وابتسم ببرود وهو ينظر للحاجة اماني
اماني : معلش تعبناك يا ابني
حازم وهو يحاول ان يخفي غيظه : لا ابدا يا حجة ده انتو نورتوا ، التفت للخلف ليرمق ندي بنظرة حادة وكأنه يعود للخلف بالسيارة
حازم : علي فين
ندي : عين شمس و العتبة و حلوان ، اطلع وحاوصفلك بالظبط
حازم بغيظ في نفسه : كمان طب بس لما ينزلوا يا ندي
فتحت الحاجة اماني الباب والتفتت لتشكر حازم : تعبناك يا ابني معلش
نظر لندي التي نزلت الي جوارها وهو لا يفهم فنزل مسرعا ليسألها : انتي رايحة فين
ندي : داخلة الدار
حازم : دار ايه انتي مش مروحة
ندي : لا انا مكنتش مروحة انا عندي لسه حلقة تانية في الدار دي وقدامي كده 3 ساعات
اتجهت باتجاه الدار ثم التفتت اليه وهي تحاول كتمان ابتسامتها : عايز حاجة
حازم وقد انفجر الغيظ علي كل ملامح وجهه : لا
انطلق بسيارته باتجه منزله فتح باب الفيلا واغلقه بقوة ومن فرط شعوره بالغيظ قذف بكل مفاتحه فوق المكتب
كانت دادا محاسن تتجه الي المطبخ حين رأته فاتجهت لمكتبه مضطربة من منظره ، سمعته يتمتم
حازم : ماشي يا ندي والله ماشي
محاسن : مالك يا ابني في ايه
ضرب المكتب بيده مرة اخري واخذ يزفر وهو يذهب ويعود ثم نظر للمحاسن التي قررت ان تعيد السؤال
محاسن : مالك يا ابني
توجه حازم الي كرسيه جلس بعصبية وقرر اخيرا ان يحدث دادا محاسن : دادا تفتكري ندي وافقت عليا ليه
محاسن : اكيد علشان بتحبك يا ابني
حازم : تفتكري يا دادا هي فعلا بتحبني
محاسن : امال ايه اللي يخليها توافق
حازم : لوجي مثلا
محاسن : طب ما لو كده كانت كملت علشان لوجي ومامشيتش
زفر حازم ثم اكمل : طب ليه بتتعامل معايا كده
محاسن : هي مش قالتلك من الاول ان التعاملات في الخطوبة كده وساعتها انت كنت مبسوط لما قولتلي دي حتي اللي اتخطبتلهم كانت جد معاهم ، ولا انت كنت عايزها زي نيرة اللي كانت بتيجي تقعد معاك في اوضتك
حازم : لا طبعا انا مقولتش كده بس خايف يكون في سبب انا مش عارفه هو اللي خالها توافق علي جوازنا ، ما هو مش معقول يبقي باقي علي كتب الكتاب اسبوعين ولسه التعامل بينا بالشكل ده واعتبر انا ده منطقي
محاسن : معلش يا ابني انت اصبر شوية ومتنساش انها غيرك وهي قالتلك من الاول وانت وافقت
تنهد حازم ولم يرد ثم فكر قليلا ثم قال : ماشي يا دادا
———————————————–
نفيين : انتي بتهزري صح طب والله حرام عليكي بجد حازم ده ليه الجنة يا ندي انتي بتكفريله ذنوبه ولا ايه
ندي : علي فكرة انا حبدأ احس بالذنب
نفيين : انتي كل ده مش حاسة بالذنب ، هو جاي عشان يوصلك بدل ما تركبي مواصلات تقومي تعملي فيه كده وكمان مش حاسة بالذنب حتي لو مش عايزة تركبي كان بطريقة تانية
ندي : هو اللي اضطرني والله يا نفيين اكتر من مرة يقولي جاي واقوله بلاش المرة دي لاقيته قدامي حسسني انه بيلوي دراعي عشان قدامي ، روحت قلت للحاجة اماني وفاطمة وشيماء يجوا معايا
نفيين : فعلا الافترا ليه ناسه ، لا ويلف يوصلهم وفي الاخر انا عندي دار عايز حاجة
ندي وهي تضحك : خلاص طب حاكلمه
نفيين : كتر خيرك يا شيخة وجاية علي نفسك ليه بس ، ده لو رد عليكي
خرجت نفيين تاركة ندي تحاول الاتصال بحازم ، محاولة تلو المحاولة ولا اجابة حتي شعرت ندي انه فعلا تضايق لكنها لم يكن امامها سوي هذا الحل بعد عدة محاولات من الاتصال بائت بعدم الرد لم يكن امامها سوي ارسال رسالة لعله يجيب
(تدفقت في البحطاء بعد تبهطل و وقعقعت في البيداء غير مزركل وسرت بأركان العقيس مقرنصا وهمت بكل القارطات بشنكل ان انت ترد عليا ابدا طب اعملك ايه تاني ——-بالله عليك رد )
ضحك حازم وهو يرد علي الهاتف : نعم عايزة ايه
ندي : اخيرا رديت
حازم : فارق معاكي اوي
ندي : طبعا فارق
حازم : طب انتي كنتي يتتصلي ليه
ندي : ابدا اصل الحاجة اماني قالتلي ان وقع منها حاجة في العربية قلت اسألك عليها
حازم بغيظ : بجد انتي متصلة علشان كده طب اقفلي يا ندي ومتتصليش بالرقم ده تاني
ندي بضحك : طب خلاص انا متصلة عشان اكلم لوجي
حازم : لوجي نايمة
ندي : طب يعني مفيش حجة تانية طب امري الي الله ، انت زعلان مني
حازم : فارق معاكي زعلي اوي
ندي : طبعا حتي اسأل البيداء و العقيس المقرنص وهما حيقلولك
حازم و هو يضحك : لا خلاص الطيب احسن بس انا مكنتش فاكر اني لو حططك قدام الامر الواقع حتعملي فيا كده
ندي : يا سيدي اعتبرها واحدة بواحدة ونبقي خالصين ، صافية لبن
حازم بابتسامة : خلاص يا ندي ، حليب يا قشطة
**********************
يوم كتب الكتاب
اقترب خطوات باتجه الثنائي الجالس اشرف وهشام سحب كرسي ليجلس بجوارهم عندها التفت كليهما ليسلموا عليه
هشام : حوت انت جيت
اشرف : حازم الحوت حمدلله علي السلامة
حازم : الله يسلمكم
هشام : جيت امتي من فرنسا
حازم : لسة جاي الصبح
اشرف : امال نيرة مقلتش يعني
حازم : ماهي مكنتش عارفة
اشرف : والقطعة الاجنبي عاملة ايه
حازم بصوت خافت : جولي ، كويسة
هشام : مش ناوي تجبها مصر في الخباثة
حازم : انسي
هشام : متخفش مش حاقول لنيرة
حازم بتكبر : و انت فاكرني بخاف منها ولا ايه
هشام بضيق : هو انت عمرك خفت من حد
اشرف : ما خلاص يا جماعة بقي وبصوا كده علي الحته اللوز دي
هشام : مين دي
اشرف : منة
حازم و هو يطلق صافرة عالية : واااااااااااااااو بجد المنتج المحلي اتقدم اوي
هشام : وانت عايز ايه من المحلي
اشرف : هو ده بيرحم دولي ولا محلي ، يا عم الحوت الرحمة حلوة
حازم : ايه يا عم منك له ، هو الاقر كده عيني عينك
هشام : مش قر يا حازم بس ارحم شوية انت معاك رجالة علي الارض يا اخي
حازم بتكبر : وانا اعملكم ايه ما هما اللي بيجروا ورايا ، المهم اللي اسمها منة دي سكتها ايه وفي النادي من امتي
اشرف : انتو ناويين تدخلوها الموسوعة
حازم : وليه لا
هشام وهو ينظر بتفحص : ماشي ، الرهان علي ايه
اشرف : وش كده طب ناويين علي ايه
حازم : شقة المعادي طبعا
هشام بتحدي : بعد قد ايه
حازم و هو يتفحصها بعينه : شهر كويس
هشام : خاليهم اتنين
حازم وهو يضحك بسخرية : ده انا مرضيتش اقول اسبوع
هشام : ماشي يا عم الحوت اخلص علي كام
حازم : 5 ازايز
هشام : الرهان علي ازايز ولا فلوس
حازم : لا ازايز 5 ويسكي ، بس انا مش ناوي ادخل المنافسة دي خاليها بينك وبين اشرف
اشرف : طب حنقول لعصام
حازم : قوله ، هو فين من الصبح مجاش انهارده
هشام : لا انا شفته وبعدين مفتاح شقة المعادي معاه هو اللي كان عليه الدور الاسبوع ده
حازم وهو ينصرف : انا حابص عليه وانا خارج
وقبل تركهم بدقيقة التفت حازم لهشام التفافة اخيرة وهو يهمس في اذنه : اديني سيبتهالك اهو وريني بقي حتعمل ليه وحتعرف تأخد مني الازايز ولا لا
هشام : حتشوف يا حازم
زفر بقوة وهو يدخن سيجارته الخامسة ولايزال يتذكر ذلك اليوم الذي راهن فيه حازم علي منة وكل محاولاته من اجل الايقاع بها حتي صدقته وتزوجته عرفي وكان لها نصيب من زيارة شقة المعادي ، زفر اكثر وهو يقول في نفسه : بعد كل ده عايز تعمل نقسك برئ ونضيف وانا اللي قذر لا يا صاوي احنا حسابنا تقل اوي واذا انت اللي ناسي فانا اللي حافكرك مش بعد كل اللي عملته في اخر تعمل عليا انا مسلسل التوبة وتتجوز واحدة محترمة وتعيش مبسوط ولا كأنك كنت بتعمل حاجة ، زفر اكثر حتي سمع صوت من خلفه يقاطع شروده
اشرف : ايه يا اتش ، ايه حكايتك بقالك كام شهر مش علي بعضك
هشام وهو يزفر دخانه بغل : مفيش
اشرف : حتروح كتب كتاب حازم
هشام : هو قالك
اشرف : لا طبعا ما انت عارف انه بقاله مدة مستندل معانا
هشام بسخرية : اصله تاب عقبال املتك
اشرف : انا سمعت الكلام ده بس طبعا مش مصدق وشكلها كده لعبة علشان يتجوز ندي ، اصل مش معقول حازم الحوت يتوب بعد كل اللي كان بيعمله الصراحة مش قادر اصدق
زفر هشام : وهو يتذكر الكلمات التي قالها لندي عند خروجها من الفيلا يوم جوليا لكم تمني لو انها فكرت في كلماته ولو للحظات لكم تمني لو انها صدقت انه لم يكذب بل قال الحقيقة حتي في طلب الزواج منها لكم تمني لو ان تأتيه الفرصة معها ويصلح من نفسه لكن كل شئ دائما من نصيب حازم الصاوي لان المال دائما تأثيره اقوي ، هي الان تريده ولكنه سيجعلهما يدفعان ثمن ذلك
اشرف : لا ده انت مش طبيعي ابدا بجد مالك يا هشام
هشام وهو يقوم من مكانه : انت عايز حاجة
اشرف : لا يا عم غور انت اصلا قرفتني
————————————————————————
امام المرآة يتأنق كعادته انه ابن رفعت الصاوي شعوره بالسعادة اكبر من اي سعادة رغم كل ما مر من حياته ورغم كل ما عرف من نساء الا انا شعوره بندي بات مختلفا يشعر كأنها المرة الاولي التي احب فيها ، بل هي بالفعل حبه الاول يشعر كأنه لاول مرة يتزوج ، ضحك امام المرآة وهو يقول لنفسه : بقي حازم الحوت مستني انهاردة بس علشان يمسك ايدها كل السعادة دي عشان حتمسك ايدها امال حتعمل ايه يوم الفرح
اكمل ارتداء بدلته ووضع عطره ليتوجه الي قاعة المناسبات باحد المساجد
امام المرآة مرة اخري لتتأنق بفستانها ارتدت فستان ناعم لونه اوف وايت وطرحتها و بعض اللمسات البسيطة لتطل ندي باطلالة خاصة ومميزة
دقائق و اتت السيارات سيارة حازم وسيارة عصام
في سيارة حازم ركبت دادا محاسن ونفيين ولوجي في الخلف بينما ندي في الامام
في سيارة عصام ركب طارق في الامام بينما شريفة واحلام في الخلف ، انطلقت السيارات باتجه قاعة المناسبات وفي الطريق بدأ عصام بتصرفاته المعتادة اضفاء المرح وهو يحاول ان يسابق حازم الي طريق القاعة يسبق تارة ثم يسبق حازم تارة وفي الخلف دادا محاسن تتمتم : استر يا رب من حازم وعصام
حازم وهو يضرب كلكسات عالية اعلي مما كان يطلقها عصام : هو اللي ابتدي يا دادا
وسط هذه الاجواء اخيرا وصلت السياراتان
محاسن وشريفة موجهتان كلامهم لعصام وحازم : احنا دمنا نشف حرام عليكم
خرج نبيل الذي كان ينتظرهم : انتو اتأخرتوا كده ليه
شريفة : مفيش كانوا عاملين يجروا ورا بعض بالعربيات
حازم : ايه يا عمي مش يلا بقي
نبيل : ماشي يا ابني اتفضل
الي داخل القاعة المعدة داخل المسجد من اجل كتب الكتاب ، جلست ندي بعيدا بعض الشئ لكي تشاهد وحولها كل البنات والسيدات
بعيدا عنهم كانت هناك منضدة يتوسطها المأذون علي يمينه نبيل وعلي يساره حازم لحظات وستبدأ الاجراءات ساد الصمت الا من صوت المأذون والكل يتابع
مد حازم يده ومد نبيل يده وغطها ذاك المنديل الابيض ليبدأ المأذون كلماته المحفوظة والمعتادة
المأذون : قول ورايا يا استاذ نبيل ، زوجتك موكلتي الانسة ندي عماد عبد الدايم السنهوري البكر الرشيد علي كتاب الله وسنة رسوله وعلي مذهب الامام ابي حنيفة النعمان وعلي الصداق المسمي بيننا
وانت يا استاذ حازم قول ورايا وانا حازم رفعت حسان الصاوي قبلت زواج موكلتك الانسة ندي عماد عبد الدايم البكر الرشيد علي كتاب الله وسنة رسوله وعلي الصداق المسمي بيننا
وقع اسم رفعت حسان للوهلة الاولي علي اذن نبيل ولكنه قال في نفسه : اكيد تشابه في الاسماء
بدأت الاجراءات الكتابية وكلا بامضاءه نظر نبيل قبل الامضاء نظرة سريعة علي اسم الاب واسم الام الذي يخص حازم
اسم الاب : رفعت حسان عبد الحميد الصاوي
اسم الام : فريدة نور الدين علام
نبيل في نفسه : رفعت حسان وفريدة علام معقول يكونوا هما مش ممكن اكيد لا والا كانت احلام قالتلي معقول لا اكيد لا
قاطعه صوت حازم وهو يعطيه القلم : امضاتك يا عمي
رفع نبيل وجهه يتفرس ملامح حازم وقعت نظراته في قلب احلام واشعرتها بالخوف
ندي لنفيين التي كانت تشاهد : في ايه يا نفيين
نفيين : مش عارفة عمو نبيل ماله
اعاد حازم الجملة مرة اخري : امضاتك يا عمي
تنهد نبيل نظر لحازم ثم نظر لابنة اخيه غير مصدق انه وضع ابدا في هذا الموقف واخيرا امسك بالقلم لتخرج امضائة بايدي مرتعشة
امضاء الشهود عصام والحاج حامد و عندها سحب عصام المنديل بسرعة ووضعه في جيبه وسط ضحك الحاضرين
انتهت الاجراءات الي الانسة ندي التي بدأت تمضي بينما هناك من ينظر لها بمشاعر مضطربة يتملكه الخوف والقلق علي ابنة اخيه
واخيرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااا حازم رفعت الصاوي وندي عماد عبد الدايم زوج و زوجة علا صوت الحاضرين بالمسجد ( بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير وعلي خير ان شاء الله )
تقدم بعدها حازم خطوات باتجها مكانها باتجه الكرسي الذي كانت تجلس عليه ، كان قلبها يرجف بشدة من كثرة التوتر حينها مد يده مصفحا : مبروك
ندي بمرح : اسفة مش باسلم بالايد
حازم : لا الا انا
وقع كلماته اثر فيه ابتداء قبل ان يأثر فيها اشعره انها كانت طيلة سنوات عمرها الدرة المكنونة واليوم له هو ، هو وحده
مدت يدها لتصافحه فربط عليه كأنه يخشي ان تضيع من بين يديه وتلاقت النظرات لتقول كل ما جشي بالقلب دون ان يسمع صوت فقط نظرات لكنها قالت الكثير عندها قاطعتهم نفيين
نفيين : عايزين صورة بالصاوبع المزرقة دي ، بلا ارفعولي صوابعكم كده في وش الكاميرا
وقفوا متجاورين امسكت يدها بيده وهو يقول
حازم : ايدك اللي معايا دي ملكيش دعوة بيها ، ايدك التانية اللي بصمتي بها بقي يلا اعملي لنفيين باي باي
ندي بضحك : خلصي بقي مكنتش صورة
حازم : لا يا نفيين انا مش عجبني الصورة دي عيديها من الاول
نفيين : خلاص يا جماعة
وعندها التف الجميع للتهنئة كلا بكلمته ومن وسط التبريكات اتجه حازم لنبيل ليؤكد عليه خروجهم
حازم : يا عمي ان شاء الله علي اتفقنا ممكن اخد ندي ونخرج
نبيل بقلق: حتروحوا فين
حازم بتوتر خشية الرفض : حنتعشي ونرجع علي طول
نبيل : حترجعوا الساعة كام
حازم : اللي حضرتك عايزوا
نبيل : 10 ونص تكونوا في البيت وانا حاكون عند احلام مستنيكم مش حامشي غير لما تيجوا
حازم : حاضر
واتجه ندي لمحاسن لتؤكد عليها ما طلبت
ندي : دادا حضرتيلي الحاجة اللي طلبتها منك
محاسن : ايوة يا بنتي كل اللي طلبتيه مني حضرته ولو اني مش فاهمة انت عايزة الحاجة دي ليه
ندي : حتعرفي بعدين يا دادا المهم قابليني بيهم بكرة
واتجه نبيل لاحلام
نبيل : انا عايزك يا احلام
احلام بتلعثم : خير يا نبيل ، احنا خلاص مروحين دلوقتي
نبيل : طارق حيبقي في البيت
احلام :ايوة
جذبها نبيل من يدها ليخرج بها خارج المسجد وبعيدا بخطوات عن الحاضرين سألها بعصيبة
نبيل : اللي اتجوز ندي ده يبقي ابن رفعت حسان
تنهدت احلام وزاغت عينها وشعرت ان الكلام هرب منها : ايوة
نفض كفا بكف كمن كان يتوقع اجابة اخري
نبيل : وانتي عرفتي منين
احلام : انا كنت اعرف اسم الصاوي اللي هو مرضاش يستخدموا في الورق
نبيل : يعني كنتي بتستعبطيني يا احلام ، اقول ايه انا دلوقتي لما اجي اطلقهم
احلام : وانت ناوي تطلقهم
نبيل : امال حاسيب بنت اخويا تعيش مع ابن رفعت حسان ، مش ده اللي سرق فلوسك هو ومراته ازاي مخفتيش علي ندي منهم
احلام : انا كنت ناوية اتكلم بس لما لاقيتك بتقول لشريفة انه كويس وان جيرانه والناس اللي اتعملت معاه في شغل قالولك عنه كويس مرضيتش ابوظ علي ندي فرحتها ندي بتحبه وهو كمان بيحبها وهما الاتنين ملهومش ذنب في اللي كان بيني وبين اهله والموضوع خلص وانا مسامحة وقلت لشريفة ان مفيش حاجة اكتر من قضية نزاع علي ورث توفيق و بكده الموضوع يتقفل
نبيل : وانتي ايه السذاجة اللي انتي فيها دي ، انتي فاكرة انك لما تسامحيهم ساعتها مش حيبقوا سرقوا الفلوس ، انتي حتفضلي جبانة كده لحد امتي بجبنك ده ضيعتي حقك من 27 سنة اول لما فريدة جاتلك البيت وهديدتك وقفتي القضية والنقد وقولتلنا الطيب احسن ، اللي زيك يا احلام هموا اللي بيخالوا لناس زي فريدة ورفعت قيمة وتمن بسكوتهم عن حقوقهم بس انا بقي مش ناوي اسكت مش حاسيب بنت اخويا تعيش مع ابن حسان مهما حصل
احلام : حرام عليك يا نبيل دي تالت مرة لندي كده الناس حتقول ايه علي ندي ، ليه تالت عريس اجوزها وطلقها
نبيل : وليه مفكرتيش في الكلام ده وانتي ساكته ومش عايزة تتكلمي محستيش ساعتها انه حرام ، هي دي الامانة اللي سابها لينا عماد يا احلام
انهارت احلام بالبكاء وهي تقول : انا مفكرتش في كل ده انا كنت عايزة بنت اخويا سعيدة ومرضيتش اكلم علشان مضيعش فرحتها
نبيل : اسكتي يا احلام عشان انا اللي مش عارف دلوقتي اعمل ايه واقوله ازاي مفيش نصيب وايه السبب
عندها كانت شريفة والجميع بطريق الخروج و اولهم حازم الممسك بيد ندي وقد بات واضحا قدر السعادة التي يشعران بها
————————————————–
ادار محرك السيارة وتنهد من فرط سعادته نظر الي يمينه وهو يقول
حازم : منور يا قمر
ندي : بقولك ايه بلاش تسوق فيها بقي احنا لسه قدامنا شهر كمان
حازم : هووووووووش انا انهاردة ناوي اسوق واسوق امال انت شايفني باعمل ايه دلوقتي مش باسوق قدامك اهو
ندي : طب سوق علي مهلك سوق
حازم بضحك : طب والله انا مش مصدق
وضعت ندي يدها علي فمها لتحاول كتمان ضحكتها
فاعاد حازم بصوت اعلي : طب والله العظيم والله العظيم ما قادر اصدق نفسي
ندي وهي لازالت تضحك : طب خلاص يا حازم
حازم : انتي مراتي يا ندي مراتي انتي مستوعبة
ندي وهي تضحك : المهم تكون انت اللي مستوعب يا حازم
حازم : والله بحاول استوعب ، انتي عارفة اكتر حاجة مش عارف استوعبها
ندي : ايه هي
نظر الي يدها في يده وهو يقول : ان فوزية سيباني امسكها
ندي : والله فوزية تعبت وانتحرت كمان
حازم : الله يرحمها
ندي : ويحسن اليك
تنهد وهو يقرب يدها منه لاول مرة يشعر اتجاه امرآة بمشاعر تشعره بالسعادة الحقيقة مشاعر ارقي من تلك التي اعتاد عليها باتت خالية من الرغبات والشهوات مشاعر اجبرته علي احترام المرآة التي تجلس الي جواره لان احترامه لها و تقديره لمشاعرها هو المسلك الوحيد للحفاظ عليها
للحظات كان حازم الحوت يحاول ان يطل برأسه كمن اراد ان يعكر صفو ليلته عندها يحاول حازم كبحه ، فيشعر لحظتها وكأنه طيلة حياته كان حيوان وارتقي اليوم لمنزلة البشر ، تنهد تنهيدة ممزوجة بشئ من الالم كمن اضاع عمره بلا ثمن عندها بات شريدا فقاطعته ندي من شروده
ندي : كل ده بتستوعب ده الموضوع طلع صعب بجد
حازم : شوفتي بقي علشان تعرفي
ندي : بس انت كده استوعبت ولا اتصدمت
تنهد وهو يبتسم : ندي
ندي : نعم
حازم : انا بحبك اوي
اوقف السيارة وهو يقول لها : ندي ، ايه رأيك نتمشي شوية
ندي : ماشي
ترجالا من السيارة ليسيران متجاوران عندها فتح راحة يده ليدها وبعدها تشابكا نظر الي ايديهم المتشابكة وهو يمني نفسه لو ان عقارب الساعة تقف عند هذه اللحظة يظل الوقت بينهم اليوم هكذا ، لا ماضي يحاول الصعود ولا مستقبل يملأه الغموض لتظل الايادي المتشابكة دوما متشابكة
——————————————-
انها العاشرة والنص اوقف السيارة امام منزلهم نظر الي ندي وكأنه غير مستوعب انه وجب عليه الرحيل
حازم : خلاص حننزل وامشي
ندي : هانت كلها شهر وحنكون مع بعض علي طول
حازم : حتوحشني
ندي : طب يلا احنا كده حنفضل في العربية للصبح
حازم وهو ينزل : يا ريت
توجهت الي باب بيتها لتفتح بالمفتاح عندها اطل الحوت مرة اخري كمن يمني نفسه باستغلال الموقف عند مدخل البيت ، فتحت الباب ودخلت فدخل خلفها واغلق الباب برفق حتي لا يشعر احد انهم اتوا صعدت ندي بعض السلالم فصعد خلفها وبعد ما تقدمت بدرجات عنه اوقفها بصوته
حازم : ندي
اوقفها نداءه فصعد الدرجات المتبقية ليقف وجها لوجه لها اشعرها اقتربه بشئ من الامتعاض وحاولت صعود السلالم المتبقية ولكنه ابي ، امسك يدها ونظر في عينها وسأل
حازم : ندي انتي بثقي فيا
ندي باستغراب : طبعا يا حازم باثق فيك
حازم وهو ممسكا بكلتا يديها : وانا اوعدك ان عمري ما حضيع الثقة دي وحاثبتلك انها في محلها
اكمل معها صعود السلالم وهو لا يزال ممسكا بيدها
عندها شعرت انه اليوم لم يعد لها زوج فقط بل معني اكبر انه الامان ، الامان بان تجده بجوراها متي احتاجته ان تشعر انه لها سند كما كانت تشعر بوجود والدها ————————— حقا لقد عاد السند
فتحت شريفة الباب لهم وهي تنظر اليهم
شريفة : مواعيدك مظبوطة يا بشمهندس ، اتفضل يا ابني
حازم : الامانة اهي يا طنط 10 ونص زي ما عمي قال
شريفة : دي دلوقتي مراتك انت يا حازم يعني الامانة عندك مش عندنا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قبل فوات الأوان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى