روايات

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد الجزء الثالث والعشرون

رواية ومقبل على الصعيد البارت الثالث والعشرون

رواية ومقبل على الصعيد الحلقة الثالثة والعشرون

في غرفة سارة
دلف مصطفى الغرفة ليجدها تقف أمام المرآة بطلتها التي تخطف الأنظار وثوبها الأبيض الذي جعلها تبدو كأميرة الأحلام
دنى منها أكثر وهو مأخوذًا بجمالها وتحدث بولع
_ ايه الجمال ده كله؟
ابتسمت سارة بود وقالت
_ انت اللى عينيك حلوة عشان كدة ديمًا بتشوفني حلوة
هز راسه بنفي وقال
_ لأ انتي فعلاً جميلة آوي بالفستان الابيض والحجاب اللي مخليكي زي الملايكة ده.
جذبها إليه ليحتضنها بشوق
_ النهاردة أجمل يوم في حياتي وانا شايفك عروسة وبسلمك للأنسان اللي فعلًا يستاهلك بإيدي.
أختفت ابتسامتها عند سماعها تلك الكلمة لتخفي وجهها أكثر في صدره كي تداري ذلك الوجع الذي بات يؤلمها أكثر من ذي قبل.
ابعدها عنه قليلًا لينظر داخل عينيها وقال بحب
_ مبروك ياقلبي
ابتسمت سارة رغماً عنها وهي تقول بامتنان
_ الله يبارك فيك
تناول يدها وخرج بها من الغرفة لتجد جاسر أمامها وقد أخذ ينظر إليها مزدرأ ريقه بصعوبة وهو يراها تتقدم منه بكل هذا الجمال الذي يلقي سحره على من يراه
كانت تخفض عينيها وتحجبها عنه إلى أن رفعتها إليه عندما اقترب بها مصطفى منه لتقف أمامه وياليتها لم تفعل
إزدادت وتيرة تنفسه ودقات قلبه تعلوا بصخب حتى أيقن بأن الجميع يسمعها بوضوح عندما رمشت بأهدابها الساجية خجلًا من نظراته
ومن عينيه التي تلتهم ملامحها دون هوادة وكأنه فقد السيطرة عليهم كما فقد لسانه النطق.
وليكن صادقًا اكثر فـ قد فقد حتى السيطرة على مشاعره التي أخمد نيرانها التي تهدد بالانفجار
انتشله حازم من تلك الفقاعة الوردية عندما وضع يده على كتفه ينبه بأن الجميع ينتظره
فحمحم بإحراج وتقدم منها يأخذها من يد أخيها وهو يغصب نفسه على الابتسام أمام الجميع ويقول بثبات
_ مبروك ياسارة
انها المرة الأولى التي تسمعه ينطق اسمها وقد شعرت برعشة تسري في أوصالها جعلتها ترتجف لوهلة وهو يمد يده ليمسك يدها التي أصبحت باردة كالثلج
وليس حالها بأفضل من حاله وقد عكس الأمر ليشعر هو بدمائه تفور داخل أوردته
وخاصةً عندما اجابت
_ الله يبارك فيك ياجاسر.
كان منصور وجمال يشاهدون الموقف بسعادة لكن شتان بين الاتنين
فسعادة منصور لها أهدافها الذاتية؛ أما جمال فكانت سعادته بنظرات الحب التي يرمق ابنه بها حبيبته
_ ايه ياچامعة هنفضل واجفين أكدة كتير؟
نظر جاسر إلى والده بابتسامة لم تصل لعينيه وأومأ له وهو يأخذها ويذهب معهم إلى حيث ينتظرهم الجميع بسعادة كبيرة
بدأ الاحتفال وكان جاسر ينظر إليها بين الحين والآخر يجابه شوقه الذي يحسه على أن يتناسى كل شيء وينعم في تلك اللحظة التي ربما لن يعيشها مرة أخرى
كما يريد أن يرتوى من بحور العشق التي يعيشها لأول مرة.
لكن يتلاشى كل شيء عندما يتخيل أن غيره نعم بها قبله؛ مما يجعل فمه يتشنج بغضب أصبح من الصعب اخفاؤه.
وقفت وسيلة بجوار جمال الذي نظر إليها وقال بحب
_ مبروك ياام جاسر
بادلته وسيلة الابتسامة التي تشرق ظلمته وردت بولة
_ الله يبارك فيك ياغالي وعجبال مـ تفرح بليلى
نظر جمال ناحية ليلى التي تقف بجوار أخيها بسعادة بالغة وتحدث بتبرم
_ أني مش جادر أتخيل إنها في يوم من الأيام هتهملنا وتبجى في حضن حد غيري.
ضحكت وسيلة وقالت بتذمر
_ اني كل ما غيرتي منيها تهدي بتيجي أنت تشعللها بكلامك ده
رفع حاجبيه بمكر وهو يقول
_ بس حبك انت حاچة تانية واخده الجلب والعجل وكل كياني هتجومي تحسديها على الحبة البسيطة دي.
ضيقت عينيها بغيظ منه
_ ثبتني كعادتك بكلمتين، بس المرة دي هيكون عقابها جاسي عليك
ضحك جمال بعلو صوته مما جذب انتباه معتز الذي قال لأخيه
_ وبعدين في أبوك وأمك اللي فضحينا دول
انتشل حازم عينيه بصعوبة عن زينة التي تقف بالقرب من ليلى وقال بضيق
_ وانت مالك؛ مركز معاهم ليه؟
_ واني يعني هركز مع مين! انت مركز مع زينة اللي كل ما عينها تيجي في عينك تتكسف وتبص بعيد
وجاسر أخوك اللي كل شوية بيتحول مرة يبصلها بحب ومرة بحس انه عايز يجوم يديها ألمين
وستك اللي جاعدة جنب الحاچ عمران بيتودود معرفش بيجولوا أيه
وعمك منصور اللي مبطلش كلام في التليفون.
حتى مصطفى عينيه متشالتش من على صفوة صاحبت زينة
انا بجى ليا مين اركز معاه؟
أجابه حازم بغيظ
_ واني مالي بكل اللي بتجول عليهم دول، أجولك روح أجف مع ابوك خليه يهدى شوية، دا العريس نفسه مش مبسوط أكده.
وبالفعل اقترب معتز من أبيه الذي تعجب من فعلته عندما وقف حائلًا بينهما وسأله
_ أنت واجف أكده ليه؟
مال معتز على وسيلة يقبلها ورد بمكر
_ أصلها وحشتني جوي ولسة مشبعتش منيها واني كمان مسافر الصبح
تحدث جمال بأمر
_ طب اتحشم شوي إحنا جدام الخلج
نظر معتز لوالده متسائلًا بعدم فهم
_ انت بتجولي أني الكلام ده
عقد حاجبيه مندهشًا
_ تجصد إيه يامخبول انت.
تدخلت وسيلة
_ ميجصدش حاچة
نظرت لمعتز وتابعت
_ المهم انت خلي بالك من أختك اني أصلاً حالها مش عاچبني من وجت مـ رجعت.
_ متجلجيش ياوسيلة هى في عينيه
اقترب من أذنها وقال بخفوت
_ بس خفوا انتوا شوية؛ الناس هتحسدكم
اومأت وسيلة بابتسامة ثم تركهم وغادر
سألها جمال
_ بيجولك ايه المخبول ده؟
_ ولا حاچة سيبك منيه، المهم اني هروح اشوف عشا العرسان چهز ولا لسة
همت بتركه لكنه اوقفها قائلاً
_ وعشايا انا فين؟ اوعى يكون أجل منيه اني كمان الليله عريس مش معجول ابنك يبجى عريس لوحده.
هزت راسها بيأس منه وقالت بغيظ
_ اهدى ياجمال الله يرضى عليك، كلها سنه وهتبجى چد
تابع مكره
_ وهو مين اللي يشوف الجمر ده جدامه ويفكر غير أكده.
ازدادت سعادتها بكلماته التي تجعل قلبها يهتز ثباته وقالت بولة
_ ربنا يخليك لينا وما يحرمنا منيك أبدًا.
آمن بحب
_ ولا منك ياغالية.
انتبه جمال على صوت من خلفه يقول
_ لساتك عايش في المحن ده ولد الحاچ عمران
التفت جمال لصاحب الصوت الذي لم يكن احدًا غيره خالد صديق عمره فأجابه بتأكيد وهو يحتضنه بسعادة
_ اني جلت هتطلع ندل ومتاچيش
ضحك خالد وقال بنفي
_ مقدرش طبعًا اتأخر عن فرح ولادي بس غصب عني معرفتش اجي بدري عن كده
رحبت وسيلة به وبزوجته
_ الصعيد نورت بأهلها حمد لله على السلامة
أجابت منال بصدق
_ منورة بوجودك انتي ياأم جاسر تعالي معايا بقى نورح نبارك للولاد
وافقتها وسيلة
_ تعالي ياجلبي.
ذهبوا وتركوا خالد الذي تلفت حوله
_ أومال فين أبو العروسة
أجاب جمال باستغراب
_ أكيد بيتحدت فـ التليفون من وقت مـ چاه وهو مبطلش كلام فيه.
أومأ بتفاهم وسأله بجدية
_ عملت ايه معاه؟
أجاب بهدوء
_ ولا حاچة ومرديتش افتح معاه أى مواضيع ولا حتى ابويا وامي محاولوش يعاتبوه وسكتوا
_ احسن حاجة عملتوها لأن العتاب هيفتح جروح كتيرة مـ صدقنا انها اندملت
المهم تعالى نبارك للعرسان
تقدموا من جاسر وسارة التي ما إن رأته حتى ابتسمت بسعادة
نهض جاسر ليصافح خالد بود وقال
_ كنت خايف متجيش.
نفى خالد قائلًا
_ وانا اقدر برده
نظر إلى سارة وصافحها
_ مبروك ياعروسة، الف مبروك
ردت سارة بحب
_ الله يبارك فيك ياعمي مبسوطة اوى انى شوفتك
أكد خالد بفرحة
_ وانا أكتر ياحبيبتي انتي عارفة غلاوتك عندى اد ايه.
رغم شعور الغيرة الذي اعتراه لكنه قال بامتنان
_ متشكر جوي لچيتك وحمد لله على السلامة
ربت على كتفه
_ الله يسلمك هسيبكم انا بقى واروح اقعد شوية مع الحاج عمران
وقبل ذهابه اوقفته سارة
_ عمي انت عملت أيه في أوراق النقل انا بقالي شهر بعيد عن الجامعة
طمئنها خالد
_ متقلقيش انا عامل حساب كل حاجة وإن شاء الله في خلال يومين أوراق النقل هتكون خلصانة
نظر إلى جاسر وتابع
_ ومعلش بقى هنتعب العريس وييجي يستلم مني الاوراق ويقدمها في الجامعة هنا.
أومأ جاسر
_ إن شاء الله.
❈-❈-❈
كان مصطفى واقفًا ينظر إلى تلك الفتاة التي تقف بجوار ليلى وقد شعر بالإنجذاب تجاهها
لكن وجد يد توضع على كتفه ليلتفت إليه فيجده معتز الذي تحدث بهدوء
_ انسى، دي بالذات متفكرش حتى.
قطب جبينه بدهشة وسأله
_ هى مين؟
أشار له بعينيه
_ اللي عينيك متشالتش من عليها، دي مخطوبة لإبن عمها أو مجبوره زي مـ بتجول ليلى لأنهم مبيدخلوش حد غريب وسطيهم
اندهش مصطفى من تلك العادات التي لم تتغير رغم التقدم والازدهار الذي وجده في الصعيد وسأله
_ اومال ايه اللي اتغير فيكم مادام لسة متمسكين بالاعراف دي.
_ ومين جابك إننا متغيرناش! وأكبر دليل على أكدة أنها بتكمل علامها في كلية الطب وفي القاهرة كمان وحاچات كتير أتغيرت، بس في ناس جليلة جوي اللي لساتها متمسكة بعرفها ودول منيهم.
اشتعلت النيران بداخله وهو يسأله بغيرة
_ وهو شغال أيه ابن عمها ده؟
_ هو اللي ماسك أعمالهم بعد موت أبوها، الأرض والمزرعة
هز رأسه بتفهم
_ المقصود إن خيرهم ميطلعش بره
وضع معتز يده على صدره مأكدًا
_ عليك نور بالظبط كده، وعشان كده بجولك متعلجش نفسك بحبال دايبة
زم فمه بحيرة
_ بس البنت حلوة آوي وحرام انها تدفن نفسها مع واحد زي ابن عمها ده أخدها طمع.
أجابه معتز بتعب
_ وهى خابره ده زين بس دي عوايدنا ومش هتجدر تهرب منيها
عاد بنظره إليها وقد أشفق عليها من تلك الحياة التي فرضتها عليها الظروف
وشئٍ بداخله يدفعه إلى أن يكون هو دافعًا لها للمقاومة ورفض ذلك التسلط.
وهذا ما لاحظه معتز لُينبه
_ أوعاك ياولد عمي تعاند، الناس دي مبترحمش جبروت بمعنى الكلمة.
تنهد مصطفى وشعر بأن القادم أصعب
❈-❈-❈
وكزت ليلى حلم وهى تقف بجوارها وقالت بمكر
_ خدي بالك من الواد الحليوة اللي واجف چانب معتز أخوي
نظرت حلم إلى حيث أشارت فوقع نظرها على مصطفى فسألتها ببراءة
_ ماله؟
أجابت ليلى بفطنة
_ أصله عينيه مترفعتش من عليكي من وجت مـ چيتي.
لاح الحزن على ملامحها وردت باستياء
_ شكلك رايجة واني مش ناجصه، أني چيت دلوجت بمعچزة، ولولا إن چدي ومهران مسافرين مكنتش جيت واصل
_ انتي هتسافري ميتى.
_ مش هجدر اسافر الا لما چدي ياچي واخد منيه المصروف، غير كدة مجدرش.
_ تعرفي ياحلم مفيش حاچة هتخليكى تتحركي وتعترضي إلا لما تحبي بچد.
ضحكت باستهزاء وهى تسألها
_ ومين ده بجى اللي هيجدر يجف جدامهم؟
وكزتها في ذراعها وقالت بمكر
_ شكله هيكون الواد ابن عمي ده، وصراحة هيكون احسن واحد ليكي لأنه هيخلص السنة دي ويسافر طوالي، يبجى تسافري معاه وتخلصي منيهم.
هزت راسها بنفي وقالت
_ أني خلاص عرفت نصيبي من الدنيا ومستحيل افكر في حب وكلام من ده، ولو زي ما بتجولي جوليله مفيش أمل منيها
نظرت ليلى إليه لتجده يرمقها بنظرات تعلمها جيدًا فقررت أن تقرب المسافات بينهم ربما يستطيع هو انتشالها من هذا الجحيم.
❈-❈-❈
انتهى الزفاف وها قد جاء ما يخشى منه كلاهما وهو ذلك الباب الذي أغلق عليهم فور دخولهم
نظرت سارة إلى الغرفة التي تراها لأول مرة بعد أن منعت وسيلة كلاهما بالولوج إليها قبل تلك اللحظة
استقرت عينيها على ذلك الفراش الذي زين بالورود ولم يعلموا بأن تلك الورود قد سحقت من قبل ولم يعد لها بريق
أما هو فقد عقد حاجبيه مندهشًا عندما لم يجد الأريكة التي ابتاعها خصيصًا للاستلقاء عليها ليست في الغرفة
نظر إليها ليقول بجمود
_ أدخلي انتي الحمام غيري هدومك
اومأت بصمت واخرجت ملابس لها من الخزانة ودلفت المرحاض
اما هو فأخرج هاتفه من سترته وقام بالاتصال على والده الذي خرج من المرحاض لتوه وعندما وجده المتصل أجاب بقلق
_ خير ياجاسر في حاچة؟
سأله جاسر بدون تفكير
_ فين يابوي الكنبة اللي چيبتها مع الفرش
اندهش جمال من سؤاله وقال بعدم أستيعاب
_هو ده وجته تسأل عن حاچة زي إكده؟
زم جاسر فمه بضيق من تسرعه وقال
_ لا اني بس استغربت لما ملجتهاش في الاوضه
تنهد جمال بيأس منه وتحدث بلين
_ خليك في عروستك دلوجت والصبح اشوف اللي بتجول عليه ده لأنه مش وجته.
أغلق جمال الهاتف وجلس على الأريكة يفكر في أمر ابنه، ولما لاحظ غياب الأريكة فور دخوله، وكأنه دلف ليبحث عنها
ولجت وسيلة الغرفة لتندهش عندما وجدته يجلس على الأريكة شاردًا فتقدمت منه تجلس بجواره وتسأله بتوجس
_ مالك ياجمال؟
هز رأسه بحيرة وهو يجيبها
_ اني جلجان من ولدك ياوسيلة
قطبت جبينها بعدم فهم وجلست بجواره تسأله بريبة
_ ولدي مين؟
تنهد وهو يجيبها
_ هو فيه غيره، جاسر اللي تعبني
ازدادت حيرتها
_ جلجان منيه في أيه؟
نظر إليها جمال بوجوم وأجابها قائلًا
_ ابنك لما دخل مفيش دجيجتين ولقيته بيتصل يسأل على الكنبة
تقدري تقوليلي ليه؟ وايه السبب؟
احتارت هى أيضًا لكنها قالت بثبوت كي لا تقلقه
_ عادي يعني تلجاه ملجاش حاچة يريح عليها وعشان كده سأل
هز رأسه بنفي
_ لا ده كان بيسأل عليها وهو مضايج زي ما يكو…..
قاطعته وسيلة بصبر نافذ
_ لو كنت فاكر انه هيسيبها وينام على الكنبة فبجولك انت غلطان انت مش بتاخد بالك هو بيطلعلها كيف
وبعدين حتى لو هينام على الكنبه يمكن حب يسيبها براحتها لحد ما تتعود عليه، أو هى خجلانه منيه، حياته ودنيته مع مراته محدش ليه دخل بيها
وأني الصبح إن شاء الله هدخل اطمن عليهم.
ابتسمت عينيه قبل شفتيه وهو ينظر إليها بنظرات رضا تحمل لها كل الحب الذي يكنه بداخله لها وحدها.
تلك المرأة التي كانت ومازالت مستمرة في العطاء دون مقابل
لكن كيف يظن بأنه دون عطاء وهو ينعم عليها بكل هذا العشق.
❈-❈-❈
في غرفة جاسر
خرجت سارة من المرحاض وقد ارتدت منامه قطنية فضفاضة
وحررت خصلاتها المموجة لتنساب حول وجهها بأريحية
وها قد بدأت رحلة العذاب والأدهى من كل ذلك إقترابها منه وهى تتهادى بخطوات مترددة ثم رفعت عينيها إليه تسأله بريبة
_ أنا هنام فين؟
حمحم كي يسترد ثباته وأشار لها بجمود ناحية الفراش
_ على السرير هيكون فين يعنى.
نظرت ناحية الفراش وقد اهتزت نظراتها بإرتباك وعلم هو ما يدور بخلدها فتقدم من الخزانة يخرج ملابس له وتحدت بلين وهو يدلف المرحاض
_ متجلجيش أني هنام على الأرض
وقبل أن ترفض أو تعترض كان جاسر يغلق الباب خلفه دالفًا إلى المرحاض
نظرت إلى الفراش وظلت تفكر هل ستتركه يستلقي على الأرضية! لكن إلى متى؟
انتبهت لذلك السؤال حقًا ” إلى متى؟” سيظلوا على هذا الحال
وماذا ستفعل هى إذا أراد يومًا الزواج؟
فلن يظل دون زوجة وأولاد طوال عمره.
لا تعرف لما شعرت بإنقباض حاد في قلبها عندما تخيلت زواجه من أخرى.
أما هو فقد ظل قابعًا على حافة حوض الاستحمام يفكر ماذا يفعل؟
هل ينسحب بهدوء دون أن يراه أحدًا ويعود إلى غرفته؟!
لكن ماذا إن رآه أحدًا!
وضع رأسه بين يديه لا يعرف ماذا يفعل، لن يستطيع البقاء معها فهو لم يعد يثق في مشاعره بعد الآن.
تخللت أصابعه في خصلاته وقام بجذبها حتى كاد أن يقتلعها يريد أن يجد حلًا لتلك المعضلة لكنه لم يجد
نهض من مجلسه بغضب عندما يأس من الوصول لحل
وقرر ألا يضعف وعليه أن يكون حازمًا معها؛ بغيض حتى لا يسمح لمشاعره بالانسياق خلف هواه.
خرج من المرحاض وقد ارتدي منامه من قطعتين فوجدها تجلس على الفراش في وجوم وحزن جعل قلبه يدق بعنف، ألمه رؤيتها بكل ذلك الحزن المرتسم على ملامحها لكن عليه ألا يرضخ لها ويوضح لها كل شئ من البدابة.
تقدم منها ليقف أمامها ويتحدث بجمود
_ أني كنت رايد اتحدت معاكي شوية
اومأت برأسها ثم جلس هو على المقعد بجوار الفراش وقال بامتعاض يتنافى تمامًا عمّ بداخله من نيران الشوق
_ جلتلك جبل سابج حاولي تبيني جدامهم إنك مبسوطة وسعيدة بزواچنا، وانتي طبعًا منفذتيش حاچة من اللي جلت عليه.
إحنا دلوجت جدامهم متزوچين وسعدا مع بعض، يعني الوش الخشب ده تنسية تمامًا.
أومأت له قائله
_ حاجة تاني؟
لم يعجبه ردها لكنه تابع
_ الطرحة متجلعيهاش واصل طول ما معتز وحازم موچودين في البيت والأفضل إنك تفضلي بيه.
هزت رأسها باستسلام مما جعله يستاء من هدوءها وتابع
_ كمان موضوع الچامعة، كلها يومين وهروح عشان أجيب الورج زي مـ جال الدكتور خالد
بس في حاچة تانية
مفيش مرواح الچامعة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ومقبل على الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى