رواية سجينة توب الرجال الفصل السابع بقلم هدى مرسي أبو عوف
رواية سجينة توب الرجال الفصل السابع بقلم هدى مرسي أبو عوف |
رواية سجينة توب الرجال الفصل السابع بقلم هدى مرسي أبو عوف
دخلت بهيره الى المحل قائله : كيفكم يا بنات ؟
ميرو : الحمد لله
فوفا : معرفتش مش دينا رجعت الشغل النهارده .
بهيره : صُح طب خير لكن كيف اخوها هملها ؟
خرجت دينا من الداخل قائله : بابا رجع،واصلا من ساعت ما قعدت فى البيت وهو كل ما يتصل ليقينى، فاستغرب وسال وماما قالتله اللى حصل،كلم اخويا وبهدله وقاله اياك تمد ايدك عليها تانى،وجابله شغلانه عند واحد صاحبه،قاله يعنى اختك البنت نازله تشتغل وانت قاعد فى البت زى خبيتها .
ميرو بسعاده :ربنا يخليهولك يارب .
امتلاءت عين دينا بالسعاده قائله : امين يارب فرحت قوى لما عمل كده جابلى حقى ونصفنى وحسسنى انه سندى وامانى .
دخلت ليلى قائله : ازيكم يا بنات وحمدالله على سلامتك يا دينا .
ميرو : الله يسلمك يا مدام .
دينا : تسلمى يارب انا رجعت من النهارده وبامر الله هبقا معاكم على طول .
فوفا: بقولك ايه يا مدام متعرفيش تشغلى اخويا معنا هنا ؟
ليلى : هو حاليا مش هينفع، ممكن بعدين لو ربنا كرمنا كده ووسعنا المحل، لكن دلوقتى يادوب هو على قدنا .
فوفا : اصله بيدور على شغل بقاله فتره وزهق مش لاقى .
ليلى : طب اسمعى هاتيه يشتغل عند الكوفير الرجالى اللى جنبنا، هو محتاج شباب وانا هكلمه له .
فوفا : تسلملى يارب هكلمو دلوقتى واقوله .
ليلى : يلا جهزو المكان جايلنا عروسه النهارده .
بهاء : بجولك يا مدام ليلى انا هتاخر بكره شويه .
ليلى : براحتك بكره معندناش شغل كتير .
بدأن العمل وكانت بهيره شارده تتذكر والدها وتتحسر على حالها،واذا بشاب فى منتصف العشرينات يقف عن الباب قائلا : صباح الخير فوفا موجوده لوسمحت ؟
نظرت اليه قائله : مين حضرتك وعايزها ليه ؟
الشاب : انا سيف اخوها هى اتصلت بيا عشان شغل .
بهيره : اهلا بيك هعيطلك عليها .
سيف متعجبا : وتعيط عليها ليها هى حصل لها حاجه ؟
تنبهت بهيره انه لم يفهم قصدها فابتسمت قائله : معلش انا صعيدى واعيط عندنا يعنى انادم عليها .
ضحك سيف قائلا: طب تمام فهمت عيط عليها براحتك ياعم .
عبست بهيره ودخلت خبطت على باب غرفتهم، فبها زبونه ولا يمكنها الدخول،ردت عليها ميرو من الداخل قائله: ايوه يا بهاء فى زباين جت ؟
بهيره : لاه بس اخو فوفا جاه خليها تاجى .
خرجت فوفا مسرعه نظرت فى المكان قائله : امال فين مدام ليلى ؟
بهيره : خرجت راحت تجيب شويه حاجات وجايه .
فوفا : طب معلش يا سيف خليك شويه لحد ما ترجع، اهو تقعد تسلى بهاء بدل ماهو قاعد لوحده .
سيف : ماشى خلاص شوفى شغلك انت .
وتحرك وقف بجانب بهيره،التى انتفضت وبعدت عنه تعجب من تصرفها فهو يرها رجل قائلا : ايه مالك ياض انتفضت كده ليه انشف كده ده .
تنبهت بهيره انها لم يكن عليها ان تبتعد، فهى من المفترد انها رجل مثله،فتحنتحت قائله : معلش اصلى كنت سرحان شوى .
خبط سيف على كتفه قائلا: وسرحان فى ايه ياعم ؟
كادت بهيره تقع من الخبطه ولحقت نفسها واستند على حائط قريب منها قائله بعبوس : بجولك ايه محبش التهريج باليد ضحك من بعيد .
ضحك سيف قائلا: ايه ده انت خرع قوى ياد، اسمع ايه رايك نبقا اصحاب؟ وانا هعلمك وكحرتك .
نظرت اليه بعدم فهم قائله : هو يعنى ايه تكحرتنى دى اوعاك تكون شتيمه ؟
زاد فى الضحك قائلا: لاء ده انت عسل احنا خلاص بيقنا اصحاب .
دخلت ليلى وضعت بعض الاشياء ونظرت على سيف قائله : مين ده يا بهاء وداخل ليه جوى الكوفير .
اجاب سيف قبل ان تنطق بهيره قائلا: انا سيف اخو فوفا، وجيت عشان الشغل، ولما ملقتكيش اقعدت استنا مع بهاء .
نظرت اليه ليلى والى ملابسه، فهو يرتدى بنطال جنس مقطع وقميص احدث صيحه،وشعره مصفف بأحدث القصات الغريبه، التى تاخذ بعض من الشعر وتترك البعض، واشارت قائله: تمام ماشى تعال معايا هوديك الكوفير الرجالى بس اوعى تكسفنى معاه .
سيف وهو يخبط على رقبته: راقبتى يا ابله متخفيش هشرفك .
ليلى : تعرف فى الحلاقه ؟
فرك فى راسه قائلا: صراحه يا ابله لاء بس اتعلم .
ليلى : طب تمام يلا تعالى وريا .
خرجت ليلى وقبل ان يلحق بها،خبط على كتف بهيره برفق قائلا : سلام يا صاحبى نتقابل باليل .
بهيره بضجر : روح اكده ملكش صالح بيا واد رخم .
ضحك سيف قائلا : ايوه انا رخم وهصاحبك رخامه سلام .
وخرج وهو يضحك ظلت بهيره مكانها منزهله من تصرفه،فهى لم تتعامل مع رجال من قبل على انها رجل،ولكنها تخطت الامر وعادت الى عملها،وفى المساء تهربت منه كى لا يرها،
واسرعت بالعوده الى بيتها،وما ان وصلت الى نهاية الدرج،الا ووجدت حازم يقف امامها، ففزعت ورجعت على الخلف، ووضعت يدها على الشارب لتتاكد من انه مثبت جيدا،ارتبك حازم قائلا : اسف مجصديش انا كنت نازل .
اشارت بهيره بيدها : طب اتفضل(بتفكير) انما معلش انت كنت عتمل ايه اهنه فى السطح ؟!
حازم : انا متعود من ايام عمى عمري انى اجعد اذاكر اهنه، لو ده هيضايجك مهاجيش تانى ؟
بهيره : لاه مهياضاجنيش ولا حاجه انا اصلا برجع من الشغل متاخر .
كان حازم ينظر الى وجهها ويتحقق من ملامحها،فهو لا يعلم انها بهيره ومتعجب من الشبه الشديد بينهم ،امتلاءت عينه بالدموع ففر هاربا من امامها،تعجبت جدا من تصرفه وظلت ترمقه بنظرها حتى اختفى ،دخلت هى الاخرى غرفتها شارده تفكر فى امره، فقد رات الدموع فى عينه، ولكن لا تفهم سببها، هل كل هذا هو الشعور بالذنب،ام ان هناك امراً اخر .
……………
اتى عزمى الى منزل درغام، وجلس معه فى غرفة الضيوف قائلا : انا ديت اهو حسب الاتفاج وين العروسه ؟
درغام : دوى هتاجى حالا بس هى كانت مستنيه جيتك .
دخلت نواره قائله : السلام عليكم .
نظر اليها عزمى بنظرة اعجاب قائلا : وعليكم السلام، اهلا بالعروسه، انا جيت اهه كيه ماطلبتى عشان نتفج .
نظرت نواره الى الاسفل بخجل : انا مطلبتش حاجه، دى الاصول، مش اكده ولا ايه يا حاج ؟
اجاب درغام : ايوه طبعا ومحدش يزعل من الاصول يا عزمى .
عزمى : وانا بحب الاصول .
نواره : اللى ملهوش كبير بيشترى له كبير، وانا واحدنيه ومجطوعه من شجره،والحاج دراغام هو كبيرى .
درغام : ربنا يكرمك يا بتى، ها جول اللى عندك يا عزمى ؟
عزمى : بصى يا بت الناس انت خابره زين انا مين، وحدايه ايه يبجا لزومه ايه المية فدان مهر دول ؟
نظرت اليه بعتاب وعادت للنظر الى الاسفل قائله : واه مستكتر عليا مهرى؟ ولا اكمنى واحدنيه وملياش حد يعنى .
عزمى : مش الجصد بس يعنى …
قاطعته قائله بدلع : مايعنيش هما دول ضمانى، ان مرتك متعملش معايا حاجه، وانت خابر اللى عملته معايا زمان، ودولوك كمان .
عزمى : ماهو يعنى ماتتكلم يا حاج دراغام وجول حاجه ؟
درغام : ما انت خابره يا نواره انه هيدوز بنته وولده ولو كتبلك الارض كلها حتى داره هتبجى ملك اكده .
نواره : وانا هبجى كلى ملكه، وبعدين ممكن نعيش فى دوارى ما انت خابره، دوار كبير وسيب دوارك لولادك يتدوزو فيه .
عزمى : مخابرش اكده بتصعبيها عليا يا نورا .
قامت نورا وتحركت نحو الباب قائله : والله انت طلبت يدى وده هو مهرى ومعنديش كلام تانى ،عن اذنكم بجا .
وتركتهم وخرجت نظر اليه درغام قائلا : انت مكبر الموضوع ليه ما الارض كلها هتبجا ارضك،المية فدان مهرها والميه وخمسين بتوعها، يعنى كله لك محلوله يعنى .
عزمى : والله منا عارف عموما انا هاخد قرارى بعد ما دوزى بنتى .
درغام : براحتك وانا هطلب منها متوافجش على حد، لحدت ماتقرر، بس اعمل حسابك اخرك لحد دواز بتك، وبعد اكده مجدرش اعملك حاجه .
عزمى : اللى فيه الخير يعمله ربنا،بس نبه على الحاجه متجولش لمرتى ماعيزش مشاكل لحد لما اجولها انا .
درغام : متخافش مهتجولش .
هز عزمى راسه فهو متاكد انها لن تخبرها، فهى تخاف على نفسها من ان يتزوجها زوجها بدلا عنه،وخرج وهو يفكر فى الامر ويحسبه جيدا،عادت نواره الى الغرفه ونظرت الى درغام قائله : طب يا حاج كتر خيرك انا كمان همشى دلوك .
درغام : ماتفكرى وتجللى المهر ده شويه، كده بردك كتير ؟
نواره رافضه : لاه مينفعش انت عارف ياحاج كيف مارته كسرتنى زمان، ومعيزاش ادخل بيتها الا وراسى مرفوعه .
درغام : دخلتك دى واحدها كفايا انك تبجى اخدتى حجك .
نظرت نواره بحقد وغل: لاه مايكفيش وعموما متشغلش بالك انت، انا خابره انه هياجى وهيعمل اللى بدى اياه .
درغام : براحتك طلما مطمنه .
نواره : حتى لو مداش مفرجاش معاى انا همشى دلوك .
درغام : ماشى يابتى مع السلامه .
خرجت نواره واتت صفيه الى درغام قائله : البت دى مانوياش على خير حذر صاحبك منيها .
درغام : حذرته كتير هو معايزش يسمع الكلام الطمع عامى عنيه،كلمى انتِ مرته وخبريها .
صفيه بتردد : هاه اخبرها لاه ملياش صالح انا بده .
درغام : خلاص يبجا متوجعيش راسى بحديتك الماسخ ده، انا ماشى حداى شغل هخلصه .
وتركها وذهب وقفت صفيه تفكر وتقول فى عقلها : اخبرها وتبعد البت عنها وتجع فى جرعتى انا، لاه ..لاه مليش صالح يصتفو هما ويا بعضيهم انا مالى .
…………
اتت عبير الى العياده، ودخلت غرفتها لحظات واتى على، ودخل لها الغرفه قائلا : صباح الخير يا خالتو .
ابتسمت قائله : صباح الورد عليك يا حبيب خالتو اوعى تقول قدامها يا خالتو دى .
ضحك قائلا: لاء متخافيش يا خالتو .
ضحكت هى الاخرى قائله: طب ماشى يا حبيب خالتو اسمع بقا هى زمانها جايه،عايزك تتعامل معها على انها راجل عادى جدا، مش عايزها تحس انك تعرف حاجه،مفهوم ؟
على : اكيد طبعا انا فاهم بس انا هدخل معاكى الجلسه النهارده ؟
عبير : مش هنبقا محديدين ده من قبلها، ده هيجى كده حسب الكلام معها ودانى لفين .
على : تمام كده فهمت هخرج دلوقتى زمانها جايه .
وتركها وخرج جلس على مكتبه،كان ينتظر رؤيتها،فهو منذ سمع قصتها وهو يحاول تذكر شكلها،يشعر بشئ يجذبه لها لا يفهمه،واثناء ماهو شارد الذهن يفكر بها،دخلت العياده واقتربت من المكتب قائله : الدكتوره موجوده لو سمحت ؟
انتبه الى وجودها عندما سمع صوتها، ونظر اليها مثبتً نظره عليها للحظات، مما اربكها وجعلها تظن انها نسيت تركيب الشارب،فوضعت يدها عليه تاكدت من وجوده،وابتلعت ريقها قائله : انت يا استاذ فى حاجه ؟
ابتسم قائلا : لا ابدا معلش سرحت شويه ايوه .
اخذت نفس وزفرته قائله : عندى معاد مع الدكتوره ممكن ادخل ؟
تعجب قائلا : تدخل هو حضرتك استاذ بهاء ؟
امسكت ياقة قميصها قائله : ايوه انا ممكن ادخل ؟
اتسعت ابتسامته قائلا : اكيد طبعا بس ممكن بلاش تتكلم صعيدى انت هنا فى القاهره .
ونظر الى عينها فنظرت بعيدا قائله : معلش لهجتى معرفش اغيرها عن اذنك .
فاشار لها بيده مبتسما دون كلام، كان سعيدا جدا لرؤيتها وكان يتمنى ان ينظر لعينها،فهى نظره عابره لكنها ارته الكثير .
دخلت الى عبير جلست امام المكتب قائله : السلام عليكم .
نظرت اليها عبير وابتسمت قائله : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا يا بهيره .
بدالتها بهيره الابتسامه قائله : تسلمى يا ست الدكتوره .
عبير : هاه قولى اخبارك ايه وعامله ايه ؟
بهيره : انا زينه والحمد لله .
انتظرت الطبيبه ان تتكلم بهيره لكنها ظلت صامته،فقالت :شوفى يا ستى نظام الجلسات هيبقا كالاتى هتيجى كل اسبوع،تقعدى معايا ونتكلم مع بعض شويه، هسأل شويه اسأله وتجوبى عليها،وانت كمان لو عندك اسأله تساليه،بس اهم حاجه تكونى صريحه معايا ماشى .
نظرت اليها بعدم فهم قائله : طب وده ايه علاقته بالعلاج ؟
عبير : انا قولتلك ان العمليه بتاخد وقت قبلها صح .
بهيره : صُح .
عبير : الفتره اللى قبل العمليه دى بتبقا تجهيز وتاهيل نفسى، وكمان بتتعلمى بعض الحاجات، كونك بنت فى حاجات عن الرجاله متعرفيهاش، ومادمتى هتتحولى يبقا لازم تعرفيها .
بهيره : يعنى ممكن تعلمينى كيف اتعامل مع الرداله ؟
تعجبت قائله : هو ده محتاج تعليم ؟
قالت باعين زائغه وهى تشعر بالاحراج الشديد : اصل انا طول عمرى فى البلد مكنتش اتعامل مع الرداله، ولا الاولاد، يعنى عنا فى الصعيد ده عيبه كبيره، وخصوصى انا كنت عايشه ببيت عمى .
شعرت عبير ان الامر اسهل مما كانت تتوقع،فابتسمت قائله : اه طبعا ان شاء الله الجلسات الجايه هبقا ادربك على ده، انما النهارده عايزه اتكلم معاكى شويه الاول، وكمان لو عندك اسأله هجوبك عليها .
بهيره: عندى يعنى كنت عايزه افهم كيف اتحول من ست ل رادل .
ابتسمت باحراج قائله : فى لها شقين (تنبة انها قد لا تفهم معنها ) اقصد جزئين،الجزء الاول طبى، وده مش هشرحه اصلا هعملك كتيب صغير هيوصلك كل اللى عايزه تفهميه،انت اكيد اخدتى شرح لجسم الانسان فى العلوم ؟
تجهم وجهها قائله : خادتو بس مخدتوش يعنى .
مندهشه : ايه دى فزوره ؟
ضحكت قائله : لاه بس عنا فى الصعيد الحاجات دى بيعديها اكده، منغير ما يدرسوها، وفى منهم اللى يجول اجروا مع نفسكم، وفى اللى ميجولش وانا المدرس بتاعى مجالش .
عبير : اه يعنى متعرفيش او بالمعنى معلومات عنها ضعيفه .
بهيره : صُح اكده .
عبير: طيب تمام عموما الكتيب هيوضلحك كل اللى محتاجه تعرفيه،كنت عايزه اسالك شوية اساله .
بهيره : اتفضلى .
عبير : انت ايه احلامك يا بهيره ؟
تفاجأت من السؤال صمتت قليلا وقالت : تعرفى انى عمرى ماتمنيت حاجه،كنت عايزه اعيش سعيده وخلاص،يعنى لما جبت مجموع يدخلنى ثانوى وعمى مرديش مزعلتش يعنى انا هعمل ايه بالعلام،هو لازم الواحد يبجا عنده احلام ؟
تنهدت عبير قائله : طبعا لازم يكون عندك حلم نفسك تحققيه .
ابتسمت بحزن قائله : زمان ايام ماكان ابوى عايش، كان عندى احلام كتيره، بس كلها ماتت وانكسرت لما روحت بيت عمى، بجا كل حلمى انى اتعتج شويه من الهم اللى انا فيه،نفسى اضحك وافرح زى كل البنته، معايزاش حاجه تانيه .
امتلاءت عينها بالدموع، ورات عبير فى عينها من الالم ما يدمرها وينهيها، لا يكسرها فقط،ابتلعت ريقها واخذت نفس وزفرته قائله : طب قوليى دلوقتى مفكرتيش تحلمى بحاجه وتتمنى تتحقيقيها ؟
ضحكت ضحكه ساخره وقالت : وهو انا لساتى عايشه؟! ما عمى حكم عليا بالموت وانا حيه،جتلنى بالحيه .
واخذت نفس وزفرته وكانها تخرج نار من جوفها تحرق ما بقى منها، لم تتحمل عبير كم الوجع والالم فى صوتها،وامتلاءت عينها بالدموع،فارادت ان تغير الموضوع قائله : طب قوليلى انت بتشتغلى فين ؟
بهيره : بشتغل فى كوفير حريمى .
فكرت قائله : مش غريب انك تبقى لابسه راجل وتشتغلى فى كوفير حريمى ؟
لم تفهم بهيره قائله : واه يعنى ايه مفهماش ؟
ابتسمت قائله : ليه اشتغلتى الشغلانه دى يعنى ؟
بهيره : اه اصل انا معيش ورج وهو كوفير بيبتدى ورضيت تشغلنى على اكده .
لفت نظر عبير تغطيتها لشعرها بكاب ملابسها فاشارت عليه قائله : هو انت ليه مغطيه شعرك على طول بالزعبوط .
وضعت يدها على راسها قائله بتردد : بصراحه يعنى مجدارش اخرج براسى عريانه اتعودت على الحجاب .
هزت راسها قائله : طب تمام كده الجلسه خلصت،ان شاء الله المره الجايه لما تيجى هكون جهزتلك الكتيب وبعدين نتناقش فى تفاصيل العمليه،بس انت عارفه هى هتتكلف كام ؟
بهيره : جريت على النت انها هتتكلف كتير بس مش مهم .
عبير : تمام الجلسه الجايه ان شاء الله هيكون معنا شخص عشان تبدأى تتعلمى ازى تتعاملى مع الرجاله .
تفاجات من الامر لكنها صمتت وهزت راسها بالموافقه وقامت وقفت قائله : طب همشى انا دلوك سلامو عليكم .
عبير : وعليكم السلام .
خرجت بهيره وهى تفكر فى كل ما دار بينهم،وتتذكر احلامها وقت كانت طفلها،وبدل ان تذهب لمحل عادت الى غرفتها،فقد احيت بداخلها اشياء كانت تظنها ماتت منذ زمن .
كان على يتابع بهيره وهى تخرج، وتعجب من شرودها فدخل الى خالته قائلا : هى مالها خارجه سرحانه كده ليه ؟
لاحظ الدموع فى عين خالته فتعجب قائلا : انت بتعيطى ؟!
عبير ببكاء : صعبت عليا قوى كسروها لدرجة انها نسيت انها عيشه،نسيت كل شئ جميل حتى احلامها دفنتها جوها،ايه دول معدومين الاحساس ازى يعملو فيها كده ؟
تنهد على قائلا : تعرفى اول مابصيت لعنيها شوفت جوها بنت جميله مسجونه محرُمه حتى من الامل فى الخروج،شوفت فى عنيها كميه من القهر والحزن يحرق بلد .
اكلمت بالم : ازى وصلوها لكده ازى ؟ خلوها راضيه بالفوتات،كل حلمها انها ترتاح شويه،كل اللى بتتمناه انها تلاقى ساعه تقعد فيها منغير متحس بخوف منهم .
تالم قائلا : مسكينه خارجت وهى سرحانه، زى ما تكون فجأه اكتشفت انها موجوده فى الدنيا،فجأه اكتشفت انها لسه عايشه وممكن تحلم ( تنهد بألم ).
اخذت نفس وزفرته بألم : انا منغير قصد حطيت ايدى على جرح جواها، بينزف بس هى مش شايفها، ولا عرف مكانه، بس حاسه بوجعه وبتحاول تنساه .
على : صح وعشان كده خرجت وهى فى عالم تانى، عايزه تصرخ من الالم اكتشفت ان الحرج كبير، ومش هتقدر تنسا المه وتعيش، لازم تعالجه بس مشكلتها انها حتى مش عارفه ازى تعالجه .
فكرت قائله : المشكله هنا انا خايفه انها تفكر تدوايه غلط .
اكمل على متفهما : وتتمسك بالتحول بس معتقدش، جوها انثى جميله محبوسه نفسها تطلع للنور، زى طير مكسور الجناح كل امله انه يطير فى يوم، بس من كتر وجعه نسى انه طائر وبيعرف يطير .
ترددت قائله : اتمنى يكون كلامك صح، لان الضغط عليها اقوى منها بكتير .
على : ربنا يسترها .
ابتسمت قائله : بس غريبه انك شوفت الصوره واضحه من اول مره ؟
اخذ نفس وزفره حزينا : لاء كلامك عنها، وحكايتها اللى سمعتها خلتنى اقدر اشوفها صح لمست قلبى حسيت بوجعها والمها .
عبير : عموما انا شايفه اننا كده ماشين صح،يلا هسيبك بقا وامشى .
هز راسه دون كلام وهو شارد الذهن يفكر بها،فقلبه يحترق عليها كيف لانسانه بهذه البرأه ان تتحمل كل هذا الالم،فقد رأى فيها برأه لم يرها فى فتاه اخرى .
…………
كانت بهيره تجلس على السرير منذ عادت من الجلسه، وهى وضع القرفساء وتضع راسها بين قدميها،فداخلها يتألم بشده ولا تستطيع ايقاف هذا الالم او حتى تخفيفه،تبكى طاره وتسكت طاره ،تريد ان تصرخ حتى يسمع صراخها كل كأن حى، قامت وقفت ونظرت الى نفسها فى المرأه، وهى ترتدى ثياب الرجال والشارب على وجهها، انزلت غطاء الراس ونظرت على شعرها هذبته ونظرت الى صورتها،وانفجرت فى البكاء تذكرت كلمات شاكر وهو يقول : هى دى حرمه دى، ده صاحبه فى انوثه عنها .
وعادت للنظر فى المراه، وخلعت الشارب ووضعت يدها على وجنتها ونظرت الى وجهها قائله : كنت ديما يا ابوى تجولى انت وش الخير وضى الجمر،شوف بجيت عفشه ازى،شوف بجيت لا محصله راجل ولا حرمه،جولى يا بوى هو انا صح ضى الجمر؟ هو انا صح زينه مش عفشه ؟ولا عشان انت ابوى كنت شايفنى اكده؟ مخبراش يابوى مخبراش خايفه مجدرش اعيش بالتوب ده،وخايفه كمان مجدرش اخرج منه اه اه اه معرفاش اعمل ايه يابوى اه اه اه يارب صبرنى ودبر امرى وانجدنى مليش غيرك ياخد بيدى الكل هملنى .
وارتمت على سريره وازدادت فى البكاء .
يتبع..