روايات

رواية سجينة توب الرجال الفصل الثامن بقلم هدى مرسي أبو عوف

 رواية سجينة توب الرجال الفصل الثامن بقلم هدى مرسي أبو عوف

رواية سجينة توب الرجال الفصل الثامن بقلم هدى مرسي أبو عوف

رواية سجينة توب الرجال الفصل الثامن بقلم هدى مرسي أبو عوف

مر الوقت عليها وهى بغرفتها تبكى حتى شعرت بدوار وانها تتنفس بصعوبه،ولم تستطيع فتح عينها حاولت عدت مرات لكن دون فائده ،فابقتها مغمضه وارتمت على السرير احست وكان جسدها محطم،توقفت عن البكاء حتى شعرت انها بدأت تفيق،قامت وهى تجر نفسها جرا دخلت الحمام، اخذت حمام وخرجت بدأت تشعر بتحسن، وقفت تصلى وتقرأ بعض الايات التى تحفظها،وقررت انها لن تكون ضعيفه  مره اخرى،بل ستكون قويه ولن تتراجع عن قرارها،وفى اليوم التالى ذهبت الى المحل فى موعدها وكان يبدو عليها الارهاق الشديد،عندما راتها ليلى قالت : مجتش ليه امبارح يا بهاء ؟
بهيره : كنت تعبان شوى معلش انا اسف .
ليلى : ولا يهمك المهم سلامتك شكلك لسه تعبان خد النهارده كمان اجازه واستريح .
كان وجهها اصفر وتحت عينها اسود ويبدو على وجهها الارهاق الشديد .
بهيره : لاه انا زين هكمل اليوم متشكر ليكى يا مدام ليلى .
اتت الفتايات والقين التحيه نظرت اليه فوفا قائله : مجتش امبارح ليه يا بهاء ؟
ابتسمت بهيره قائله : كنت تعبان اشوى بس الحمد لله بجيت زين .
دينا : بس شكلك لسه تعبان وشك اصفر قوى .
ميرو : فعلا الافضل تروح ترتاح النهارده وتيجى بكره .
تعجبت بهيره من اهتمامهم بها قائله : انتو جلجانين عليا صُح ؟
ليلى : ايوه طبعا احنا من ساعت ما اشتغلنا هنا واحنا بقينا اسره واحده وانت واحد منا .
دينا : وهو انت يعنى مش هتقلق لو حد فينا تعب ؟
بهيره : اكيد طبعا بس صراحه متخيلتش انى فارج معاكم يعنى .
ميرو مازحه : بطل حديت ماسخ بقا .
ضحكن جميعا وقالت بهيره : ربنا يسعد جلوبكم الجميله دى انا مش تعبان والشغل معيتعبنيش .
ليلى : طب خلاص طلما كده يلا نشوف شغلنا ونبدأ .
تحركن جميعا وبدأن العمل،كانت بهيره مندهشه من حبهم لها بهذه السرعه،ونظرت لنفسها فى المرأه الكبيره الموضوعه عند الباب،رات الشارب على وجهها لمسته بيدها،وهى تفكر هل هو سبب انهم اهتمو بها انها رجل،وهل لو كانت فتاه كانو اهتمو بها هكذا ايضا،تذكرت كلمات ابن صفيه وهو يحدثها بالهاتف  ويقول انها حتى لاتصلح كرجل،لكنهم قبلوها كرجل وسعداء بها ايضا،قطع تفكيرها صوت سيف وهو ينادى من على الباب قائلا : يا اهل المكان ادخل ولا لاء ؟
ردت ليلى قائله : عايز ايه ياسيف انت هتقعد تنط لنا كل شويه ولا ايه ؟
سيف : كنت عايز اطمن على بهاء ادخل ولا ايه ؟
ابتسمت ليلى قائله : ادخل بس فى السريع كده عشان فى زباين جاين بعد شويه .
دخل سيف قائلا : شكر ا يا مدام ليلى (نظر اتجاه بهيره ) مجتش امبارح ليه يا بهاء قلقتنى عليك يا صاحبى ؟
نظرت اليه بهيره قائله : كنت تعبان شويه بس الحمد لله بجيت زين دلوك .
فاقترب منها هامسا وهو يغمز بعينه : كنت تعبان ولا كان عندك سهره حلوه ؟
لم تفهم بهيره قائله : سهرة ايه يعنى ؟
ضحك وهو يعض على شفتيه وغمز قائلا : سهره حمره ياعنى ؟
دهشت بهيره قائله : هى السهرات ليها الوان كيف ده؟!
ضحك قائلا : ده انت خيبه قوى عموما المهم انى اطمنت عليك انا همشى سلام .
تركها وخرج وهو يضحك ظلت شارده متعجبه من اهتمامهم بها،وهى تسأل نفسها هل هذا لانهم يعتقدون انها رجل،دخلت بهيره  فى الغرفه الداخليه بالمحل، جلست بجوار الباب ترتاح قليلا وتريح عقلها من كثرة التفكير،فقد طلبت منها ليلى الابتعاد لان احد الزبائن اتيه، ولا تريد رجال فى المكان وظلت بهيره بها لبعض الوقت،دخلن الفتيات وجلسن دون ان يلاحظنها، فككن حجابهن وفردن شعرهن وبدأن يمزحن
دينا وهى تلعب فى شعرها بيدها : ياستر الجو نار مش طايقه شعرى .
ميرو وهى تمسك بشعرها وترفعه للاعلى : عشان قصتيه قعدت اقولك بلاش وانت مسمعتيش كلامى .
فوفا وهى تمسك شعرها هى الاخره تقلبه يمينا ويسرا : بصراحه لا حد طايقه لاطويل ولا قصير .
دينا مازحه: خلاص نحلقه زى الرجاله .
ضحكن جميعا وقالت ميرو : بس الشعر الطويل بردو احلى .
اكملت فوفا : وقصه خيبه .
ضحكت بهيره قائله : صُح الشعر طويله زينه الحرمه .
ففزعن الثلاثه ووضعن الطرح فوق رؤسهن وقلن بغضب
دينا : مش تقول انك موجوده؟
فوفا : انت ايه اللى مقعدك هنا يابنى انت ؟
ميرو : ده ايه ده لاء وبتدخل فى الحوار بنا كمان .
 تعجبت بهيره من غضبهمن قائله : فى ايه يابنات انا عملت ايه؟ بس انا جاعد من لاول،مش مدام ليلى جالتلى جدمكم ادخل جوى عشان الزبونه تبجا على راحتها .
تذكرت دينا قائله : اه صحيح معلش نسينا بس بردو انت لما شوفتنا متنحنحتش ليه ؟
تعجبت بهيره قائله : واتحنح ليه ؟
 ميرو بحده : ايه اللى اتحنح ليه   دى ؟!
 فوفا بعبوس : خلاص عديهاله المره دى،بس بعد كده ابقا اخرج بره ومتخضناش كده تانى .
 عبست بهيره قائله : معلش اسف مجصدتش،بس بصراحه حواركم عن الشعر فكرنى بشعرى ( تذكرت انها متنكره بزى ولد  وادركت سبب غضبهم فتلجلجت ) بشعر بنت عندنا كانت فى البلد، كان شعرها طويل وجميل الله يرحمها بجا .
وكانت تتذكر نفسها وشعرها فهى  حزينه عليه .
نظرت اليه دينا مستنكره : الله يرحمها بس انت شوفت شعرها ازى وفين ؟
 اكملت ميرو : صحيح عندكو فى الصعيد ممنوع دخول الشبان مع البنات .
فوفا : ولا تكون عينك زيغه وبتبص على البنات ؟
تنبهت بهيره انها اوقعت نفسها فى مأزق ففكرت قائله : لاده ولاده دى كانت جربيتى وعشان اكده كنت بشوفها بشعرها فى البيت وكمان ده واحنا صغار(قامت لتخرج من الغرفه) وانا مهملكم عشان متجلوش ببص على الحريم .
خرجت وقفت بالخارج وهى تلوم نفسها فى عقلها قائله : ايه خيبة العجل دى ببص على شعرهم ونسيت  انى رادل ، يجولو عليكى ايه دلوك؟ واااه  هتكونى رادل كيف اكده ؟!
اما البنات بعد ان خرجت ضحكن جميعا عليه وقالن مازحات  دينا  : يخيبكم كده تكسفو الواد .
فوفا : يعنى يبص علينا وهو اللى يتكسف ويمشى .
ميرو : رجالة اخر زمن .
وظللن يمزحن .
تحاشتهم بهيره لبعض الوقت وبعدها نسيت الامر وتعاملت على طبيعتها مره اخرى،
وبعد انتهاء وقت العمل خرجت لتذهب الى البيت،وجدت سيف ينتظر امام الباب،فتوقعت انه ينتظر فوفا،اشارت بيدها تحية له فاشار قائلا : رايح فين استنى انا مستنيك عشان اوصلك ؟
صدمت قائله : مستنينى انا ليه؟
سيف : انا مستريحلك وعايز نبقا اصحاب شكلك غلبان ومحترم، وصعب دلوقتى تلاقى صاحب محترم .
صمتت للحظات فهى متعجبه منه ومن كلامه، وفى الوقت نفسه هى فرصه لها لتجرب التعامل مع الرجال، كرجل فهى خائفه من ذلك وتفكر به كثيرا،فتنحنحت قائله : اوماله نبجا اصحاب بس دلوك انا مروح عن اذنك .
سيف : نمشى سوا يا سيدى اهو نتكلم مع بعض .
بهيره رافضه : لاه انت هتسيب خيتك وتاجى معاى كيف ده يعنى ؟
ضرب بيده على مقدمة راسه قائلا : صح نسيتها ماشى ياعم عندك حق، انا عارف الصعايده دمهم حامى،خليها مره تانيه .
تركته وذهبت وعادت الى غرفتها،وجدت حازم يقف يستند على الصور ويعطيها ظهره، فاسرعت وفتحت باب غرفتها ودخلت واغلقت الباب،سمع حازم صوت الباب وراى الغرفه مضأه،فنزل الى الاسفل جلس  وهو حزين،فهو يأنب نفسه على كل ماحدث،ويحمل نفسه ذنب موت بهيره .
………….
فى دوار كبير من ثلاث طوابق تعيش نواره، الطابق الاول مطبخ وبهو كبير،والطابقين الاخرين غرف نوم كبيره،مفروشه بالكامل بطراز حديث، دخلت فتاه ترتدى عباءه وطرحه سوداء(ملس)،ويبدو عليها بساطة الحال، اتت اليها نواره رحبت بها قائله: اهلا بيكى حبيبتى كيفك نفيسه وحشانى كتير ؟
ابتسمت قائله : الحمد لله حبيبتى ماشى الحال .
نواره: ليكى واحشه بجالك كتير مجتيش عندى .
نفيسه : هنعمله ايه بس الشغل يا خايتى،ماانت خابره المحل واخد كل وجتى ربنا يكرمك انت السبب فيه .
عبست نواره قائله : واه متزعلنيش منيكى ملوش لزوم الحديت ده بجولك عايز منيكى خدمه .
نفيسه : اءمرينى انت خابره انى مجدرش ارفضلك طلب .
تنهدت قائله بمكر : فاكره زمان لما حكيلتك على الراجل ومرته اللى كسرو نفسى وحرمونى من الراجل اللى حبيته ؟
نفيسه متعجبه : واه فاكرهم وهم دول يتنسو لولاهم ماكنتى ادوزتى الراجل الكبير ده ودفنتى شبابك وياه .
اخذت نفس وزفرته قائله : تعرفى محزنيش انى ادوزته لانه كان راجل زين عياشنى احلى عيشه وفاتنى مسطوره ومش محتاجه لحد،بس وجعنى اللى عملوه فى البت الغلبانه بت اخوهم .
نفسيه : طب وانت بيدك ايه كنتى تعرفى منين انهم هيجتلوها ويتوها .
نواره : لو مكنوش اخدو دوثة البت عديله وجالو انها بتهم، كنت صدجت انها ماتت،بس انا وانت خابرين اللى عملو فيها وصفى، لما جفشها ويا ولده، وشفناه وهو بيرميها فى البحر،واتاكدنا من موتها وخبرين اللى كانت لبساه زين .
نفيسه : انا ريت الدثه بنفسى فى المستشفى بس مخبرتش حد غيرك خوفت يجتلنى انا كمان،بس انت دخلك ايه تتنجمى لها ليه ؟
نظرت بحقد واصرار : هنتجم ليا وليها عمرى مانسيت اللى عملو فيه ولازماً اخد حجى .
نفيسه : انت ادرى بحالك بس انا مفهماش عايز منى ايه ؟
نواره : انا هتدوز عزمى وهاخد ارضه كلها مهر .
ضحكت قائله : اه كده فهمت بس رياده منى ايه ؟
نواره : بصى عايزه منك دوى يخليه ضعيف ميجدرش يمد يده عليا ولا يضربنى .
نفيسه : اه انت خايفه يضربك بعد الجواز ويمضيكى على كل حاجه .
نواره : ما انت خابره هو ملوش امان، يعنى هانت عليه بت اخوه مش ههون عليه انا .
نفيسه : خلاص زين عايزهم ميتا ؟
نواره : هاتيهم وخليهم وياى اصل هو هيدوز بته لاول وبعدين ادوزه .
نفيسه : زين خلال كام يوم عجبلك منه كميه تكفيكى شهر زين اكده؟
نواره : زين اكده .
نفيسه : طب همشى انا دلوك عشان المحل لحاله سلام .
اخذت نفس وزفرته قائله : سلام( بتوعد ) وجه معاد اخد فيه تارى منهم ياولكم منى .
ونظرت بحقد وكره وهى تفكر فى اللحظه التى ستنتقم فيها منهم .
………. ……
اعتاد سيف ان يقف ينتظر بهيره، ويتحدث معها كل يوم حتى خروج فوفا، ويذهب كل منهم فى طريقه،فى اليوم الذى يسبق الجلسه كانت بهيره تفكر كيف تخبر ليلى انها ستاتى متاخره،ولكنها لاتريد ان تخبرهم بأمر علاجها،فانتظرت حتى انشغلت البنات وتحدثت معها بصوت خفيض قائله : مدام ليلى كنت عايز اطلب منك حاجه ؟
نظرت اليه قائله : قول يابهاء عايز ايه ؟
ارتبكت وتلجلت قائله : صراحه يعنى انا عندى مشكله ف ااا ف ااا… رجلى مكان كسر جديم وبعمل عليه دلسات وهتاخر بكره شويه عشان اكده .
ابتسمت قائله : كل اللجلجه واللغبطه دى عشان رجلك ماشى يا سيدى بس اوعى تعمل زى المره اللى فاتت ومتجيش .
بهيره : لاه ان شاء الله مش هتاخر هو بس انا تعبت المره اللى فاتت .
ليلى : ولا يهمك خلاص تمام كمل شغلك يالا .
ابتعدت عنها بهيره وهى تمسح عرقها الذى كاد يغرقها،فهى اول مره تكذب على احد،اما ليله ظلت ترمقها بنظرها وهى تفكر وغير مصدقه لكلامها، فكيف له ان يكن به اصابه فى قدمه ويتحرك طبيعى،وايضا ارتباكه الشديد وهو يتحدث عن علاجه،جعلها تشك ان لديه مشكله من نوع اخر،وهذا يبدو طبعيا فهى لم تستطع ان تخفى عنهم حقيقتها جيدا،ولولا وجد الشارب الذى تضعه لكشفو امرها من زمن، لم ياتى فى هذا اليوم الا عدد قليل من الزبائن فقالت ليلى : بقولو ايه يا بنات انا زهقت من القعده وشكلها كده مفيش زباين تانيه جايه،ف يلا روحو احسن عشان انا كمان هروح اشترى شويه حاجات،لمو الحاجه ويلا .
تحركن الفتايات بسرعه وخرجن واغلقن المحل،وجدن سيف ينتظرهم عند الباب قائلا : خلصتو بدرى ليه كده ؟
ليلى : عادى هو فى ايام بيبقا الشغل هادى يلا سلام بقا .
تركتهم وذهبت نظرت فوفا لسيف قائله: احنا نروح نتمشى شويه ونروح سوى خليك انت فى شغلك سلام .
ذهبن الفتايات معا ولم يبقا سوى بهيره التى همت تذهب هى الاخرى فقال سيف : بقولك ايه ياض يا بهاء ماتجى نخرج احنا كمان هأكلك عند مصمت حلو قوى .
بهيره متعجبه : مصمط يعنى ايه ؟
ابتسم قائلا : اه انت مش من هنا،ياسيدى ده محل بيعمل اكل بس اللى هى لحمة راس والكرشه والحاجات دى يعنى .
تغير وجه بهيره وبدى عليها الاشمأزاز قائله : لاه انا مكولش الحاجات دى، وكمان معايزش اخرج النهارده سلام .
وتحركت لتذهب فامسكها من ذرعها قائلا: استنى انت مستعجل على ايه خليك نتكلم شويه .
غضبت بهيره من مسكه لذراعها لكنها حاولت ان تدرى غضبها،وجذبت ذرعها منه بقوه وتحركت مسرعه وهى تقول : بجولك ماريدش انا ماشى .
تعجب من تصرفها الغريب فهو لا يفهمه،فهو يرها شاب مثله لما يغضب كل هذا الغضب،اما هى كانت غاضبه جدا،ولا تفهم سبب غضبها، وايضا تفهم انها ستعيش كرجل وسيكون هذا طبيعى،وعليها ان تعتاده،وصلت منزلها وصعدت الدرج عند نهاية الدرج وجدت حازم  يقف ، وعندما راها تضايق وبدى عليه الغضب ونزل  مسرعا،ذاد هذا غضبها وصعدت الى غرفتها واغلقت الباب وظلت تفكر فى الامر،وفى اليوم التالى ذهبت الى الجلسه،كانت متوتره جدا وقلقه، لدرجة انها دخلت العياده وجلست بالكرسى امام مكتب على، دون نطق اى كلمه، نظر لها على ولا حظ توترها الشديد،فتحنح كى تلاحظ وجده وتتكلم،لكنها لم تنتبه وكانت اعيانها زائغه فى المكان،فتحدث قائلا : ايوه يا استاذ فى حاجه ؟
نظرت اليه متنبه : هاه مخبرش انا جاى الدلسه معادها دلوك .
ابتسم قائلا : اه فعلا هى بس معها تقرير هتخلصه وادخلك .
هزت راسها دون كلام وبدأت تفرك اصابعها  وتطرقعها،لم يفهم على سبب هذا التوتر الغريب، رن الجرس فاشار لها قائلا : اتفضل هى مستنياك .
قامت ودخلت اليها القت التحيه وجلست امامها قائلا : كيفك يا دكتوره ؟
ابتسمت قائله: اهلا يا بهيره ها عامله ايه ؟
هزت راسها قائله : بخير الحمد لله .
لاحظت عليها التوتر والقلق فتعجبت قائله : ايه مالك متوتره ليه ؟
عبست قائله : معرفاش خايفه حاسه انى تايه مفهماش حاجه ؟
عادت الى الخلف واسندت راسها على الكرسى قائله : ايه اللى مش فاهمه وموترك كده احكى يلا .
تنهدت قائله : مخبراش كيف اتعامل مع الرداله،كيف هبجا معهاهم عادى وانا مطجتش ان واحد منهم يمسك ذراعى .
عادت الى الامام واسنتد يدها على المكتب قائله : طب ماتحكيلى يمكن تهدى ويكون عندى تفسير .
ترددت قائله : طب انا هحكيلك من وجت مامشيت من اهنا من بعد الجلسه .
هزت راسها قائله: تمام احكى انا سماعكى .
حكت بهيره كل ماحدث معها طوال هذه الايام،فهى كانت تريد ان تخرج كل ما بدخلها،تركتها عبير تحكى دون ان تقاطعها فهى شعرت انها تريد ان تتحدث مع احد،انتهت بهيره قائله : بس انا مفهماش ليه مجدراش اتعامل معاه عادى، ومطيجاش انه يمسك ذراعى .
ابتسمت قائله : ده عادى انت من جواكى لسه حاسه انك بنت .
اخذت نفس وزفرته قائله : واه ما انا مجدراش انسى انى بنت،بس لازما اتعود وعشان اكده جايه تخبرينى كيف اغير الاحساس ده دواى ؟
فكرت قائله : ماهو ده اللى هنعمله فى الجلسات الفتره الجايه .
بهيره : طب كنت عايزه اسأل عن حاجه مفهمهاش ؟
عبير : اكيد .
بهيره : مفهماش هو كنى رادل يغير معاملة اللى حوليا اكده،وليه حازم متغيرش ؟
ابتسمت قائله : هو طبعا معاملتهم ليكى مش لانك ولد او راجل زى ما قولتى،لكن لانهم شافو فيكى الطبيه وحسن المعمله،وهو ده اللى مخلى واحد زى سيف مصر انه يصاحبك، وده طبعك انت مش لانك ولد .
دهشت قائله : يعنى لو كنت بنت كانو هيحبونى اكده بردو ؟
عبير : اكيد طبعا واعتقد لو افتكرتى هتلاقى ان اكيد زمايلك فى المدرسه كانو بيحبوكى .
بهيره : صُح كانو بيحبونى وده كان بيجنن سماح ويخليها تولع .
عبير : سماح دى بنت عمك صح .
هزت راسها بالموافقه فاكملت
عبير: يعنى كانت بتغير من حب البنات ليكى، رغم انك بنت مش ولد،يعنى حبهم ليكى عشانك انتِ بهيره الانسانه الجميله اللى جواكى اللى عايزه تحبسيها فى شكل راجل .
ابتلعت ريقها قائله : مش انا هما اللى عايزنى اخلع توب الحرمه والبس توب الرجال،هما اللى بيجبرونى اعمل شئ مش حباه،انا زى كل البنات(ابتسمت بامل) احلم انى ابجا ام، ويكون عندى اولاد احبهم زى ما كانت امى عتحبنى، اديهم كل الحب والحنان اللى جوايا،( عبست مره اخرى)بس هما اللى اجبرونى لكده انا معايزاش،هما اللى مجبلونيش كحرمه وجالو عنى عفشه وحتى منفعش رادل .
امتلاء وجهها بالالم والحزن فهذه الكلمات تشبه سكين مغروز فى قلبها،كلما تذكرتها زاد الالم وزادات اوجاعها، شعرت عبير انها لم تحب حياتها كولد، وانها تكره هذا الزى الذى ترتديه، لكنها لاترى امامها خيار اخر،فابتسمت قائله : طب عندك اسأله تانى ولا خلاص كد ؟
اردت تشتيتها وابعدها عن الانهيار مره اخرى، كما حدث المره السابقه، فكرت بهيره قائله : هو يعنى ايه سهره حمرا ؟
ضحكت عبير بخجل قائله : يعنى تجيبو بنات وتسهرو معاهم .
لم تفهم مقصدها واجابت بتلاقأيه : طب وده فيه ايه يعنى عشان يغمز ويتكلم بصوت واطى ؟
ضحكت قائله : ماهو كان بيكلم بهاء مش بهيره .
تنبهت بهيره لمقصده واحمر وجهها خجلا قائله : واه ده هو يقصد اكده؟! كيف يفكر فيا اكده؟! هو وانا حتى لو كنت رادل اعمل اكده؟! .
شعرت عبير انها فرصه مناسبه لالقاء الضوء على امر مهم فقالت : بس انتِ لما هتبقى راجل هتعملى كده فعلا، بس مع الست اللى هتتجوزيها .
تجمدت بهيره وفتحت فمها فى زهول قائله : واه !!! كيف ده يعنى ؟! اتدوز حرمه زى ؟!
عبير بايضاح : ما انت وقتها مش هتبقى ست هتبقى راجل .
تجهم وجهها وعقدت حجابيها بقرف واشمأزاز وحركت يدها وهى تقول : كيف ده يعنى …. طب انا مخبراش ازى اكده … انت خلبطينى يا دكتوره … معرفاش اعمل ايه دلوك .
ابتسمت عبير فقد حققت غردها من الكلام، واستطاعت لفت انتباها لجوانب اخرى للتحول،تنحتنح قائله: طب بالنسبه للتدريب على التعامل مع الرجاله مستعده انده للشخص اللى هتتكلمى معاه عشان تتعودى ولا نخليها الجلسه الجايه ؟
نظرت اليها فى حيره قائله : معرفاش بس اجولك يالا خليه ياجى،بس هو ميعرفش انى حرمه مش اكده ؟
عبير : اكيد طبعا .
رنت الجرس على مكتبها فدخل على قائلا : ايوه يا دكتوره فى حاجه ؟
عبير : ايوه تعالى اقعد عايزك تعلم بهاء التعامل مع شباب مصر،اصل هو جاى من الصعيد .
 نظر الى بهيره وابتسم قائلا: حاضر يا دكتوره .
جلس بالكرسى امامها واكمل : اهلا يا زميل قولى بقا عايز تتعلم ايه ؟
نظرت له بهيره بزهول ولم تعرف ماتقول، فهى من الاساس لاتعرف شئ عن التعامل مع الرجال، تحتنحت قائله : هو صراحه انا معرفش .
ابتسم قائلا : طب قولى ايه اكتر  حاجه بتضايقك فى التعامل مع اصحابك ؟
ردت بعفويه : بس انا مليش اصحاب من الاساس مفيش غير سيف وهو اللى مصر يصاحبى اكده رخامه بس هو زين يعنى مش عفش .
كان على يسمعها وهو مبتسم، لكن عندما ذكرت سيف زالت الابتسامه من على وجهه، وشعر ببعض الغضب الذى لم يفهم سببه،لكنه تصنع الابتسامه قائلا : طلما ماعندكش اصحاب يبقا ايه مشكلتك فى التعامل ؟
 نفخت بهيره قائله : هو الواحد ده معرفش اتعامل معاه اصلا،انا بستحى والرجاله مبتستحيش .
ضحك على قائلا : معندهمش دم يعنى .
ضحكو جميعا وقالت بهيره : مجصديش يا خوى انا معرفش اتعامل وخلاص .
اخذ نفس وزفره قائلا : طب ايه رايك نبقا اصحاب، ويمكن لما يكون عندك اكتر من صاحب تعرف تتعامل كويس .
نظرت اليه بضجر قائله : يعنى معرفش اتعامل مع واحد اصاحب غيره كيف يعنى ؟
عبير : ماهو انت لازم تقوله ايه مشكلتك فى التعامل عشان يساعدك ؟
بهيره بأنفعال : ماهو انا معرفش حاجه خالص، معرفش نتحدتو فى ايه،بيفكرو كيف معرفش حاجه انا عمرى ما اتعملت من رداله من اصله .
تصنع على عدم الفهم قائلا : نعم ازى يعنى ؟
ارتبكت بهيره قائله : اقصد يعنى اهنه فى مصر .
على : اه بص يا سيدى حاول تكون على طبيعتك متتصنعش خليك ايزى يعنى .
دارت عبير ابتسامتها فهو اندمج جدا فى التصنع،فقالت : يا على هو اصلا مشكلته ان طبيعته منطوى شويه على نفسه وملوش اصحاب فاهمنى .
على متصنعا : اه كده فهمت تمام طب بصى يا صاحبى اهم حاجه الشخص اللى هتصاحبه يكون محترم وبيفهم .
بهيره : هو محترم يعنى بس انا مفهمش يعنى الحديت بيكون عن ايه ؟
على : حسب الشخص نفسه، يعنى فى شخص ممكن يفرجك على النت على افلام وحاجات مش كويسه،وفى شخص ممكن تتكلمو مع بعض عن الدين والقران والسنه،وشخص تانى تتكلمو فى كلام عام .
بهيره : كلام عام زى ايه يعنى ؟
على : عن الشغل مثلا،عن اللى بتحلم بيه وبتتمناه حاجات من ديه يعنى فهمت قصدى .
بهيره : طب هو الرداله لما تهزر بتمد يدها على بعض صُح ؟!
ابتسم قائلا : مش بالظبط، حسب الاشخاص نفسها، وبعدين لو ده هيضيقك بتقول لصاحبك، بس يعنى مش ديما الكل بيلتزم .
بهيره : هجرب تسلم يارب .
ابتسم قائلا : تسلم دى حريمى قوى، الشباب بيقولو لبعض عاش ياكبير،كلك زوق يا صاحبى،شكرا ليك يا حبيبى .
 تعجبت بهيره قائله : هو الكلام كمان فيه حريمى ورجالى ؟!
على : ايوه طبعا امال ايه عن اذنكم انا هخرج .
وتركهم وخرج وزاد قلق بهيره فهى كانت تظن الامر اسهل من ذلك،فلاحظت عليها عبير قائله : لازم تبقى عارفه ان الموصوع مش سهل بالعكس هيكون صعب انت هتغيرى حياتك كلها .
اخذ نفس وزفرته قائله : شكلها اكده معجربه،عموما انا مهستسلمش بسرعه اكده .
عبير : عموما احنا لسه فى الاول ( قدمت لها كتيب صغيرت صناعه يدويه) ده الكتيب اللى قولتلك هجهزهولك، فيه كل المعلومات عن العمليه، اقرأيه الفتره الجايه ونتناقش فى الجلسه الجايه .
 اخذته قائله: ماشى بس عندى استفسار، يعنى هو على اكده مش هيفهم ؟
ابتسمت قائله: لاء انا هفهمه ان اخواتك كلهم بنات، وعمرك ماخرجت من بلدكم وهو هيافهم متقلقيش .
بهيره : شكرا ليكى يا دكتوره  عن اذنك .
عبير : اتفضلى وركزى فى كل كلمه فى الكتيب، عشان تفهمى كل حاجه صح .
هزت راسها بالموافقه وخرجت، اشارت بيدها ل على،وذهبت الى المحل،دخل على الى عبير وجلس معها قائلا: حسيت انها بدات تغير رايها .
عبير : اعتقد انها مش هتغير رايها بس، لاء دى هتقتنع ان كونها بنت افضل بكتير كمان،انما انت كنت متقمص الدور قوى .
على : كنت مركز قوى، خوفت اتلغبط فى الكلام وابوظ الدنيا .
عبير : كده تمام  همشى انا بقا  .
 قامت خرجت هى وعلى، جلس هو على مكتبه وعادت هى الى بيتها،اما على جلس سعيدا فقد راها واحب البرأه التى فى عينها، وتذكر ابتسامتها ودهشتها وعفويتها،وكان يتمنى ان يتحدث معها اكثر  .
……….
فى المساء عادت بهيره الى بيتها صعدت الدرج وصلت الى غرفتها،وجدت حازم يجلس على السطح وفور رؤيتها هم لينزل فنادته قائله : هو انت كل ما تشوفنى تتخلع وتجرى اكده ليه شوفت عفريت اياك .
توقف عند الدرج ..
يتبع..
لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى