رواية اسكن أنت وزوجك الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم آية العربي
رواية اسكن أنت وزوجك الجزء الثامن والعشرون
رواية اسكن أنت وزوجك البارت الثامن والعشرون
رواية اسكن أنت وزوجك الحلقة الثامنة والعشرون
كُتب في صندوق الرسائل العقلية
ان عند الوقوع في الحب يجب على العين استئذان المخ قبلها فإن وافق فمرحباً بك حبيب وان لم يقتنع فسلامٍ دون لقاء
واذ فجأةً تمحى رسائلي ويغيب عقلى ويتذبذب جسدي وأقع في براثن عشقك دون قيود … دون شروط … دون اي مقابل .
ترى ماذا حدث لي ؟ … وهل تدخل القلب في ذلك !!
❈-❈-❈
التفت يطالع عائشة بذهول وِجــ سد متصلب ثم اردف بعدم استيعاب _
حامل كيف !
طالعته عائشة بقلق ثم اردفت مترجية _
بترجاك اخى زين لا تعــ صب … هى خافت كتير تحكى معك … مشان الله افهم موقفها .
طالعها بعمق لثوانى يفكر فى تلك التى أخفت عنه حملها … التفت يردف بهدوء _
انزلي يا عائشة .
تنهدت تطالعه بقلق متسائلة _
ما رح تعــ صب عليها مو هيك !
تحدث يغمض عينه ويبتلع لعابه _
انزلي عاد !.
زفرت عائشة بقلق وترجلت تتجه الى مدرستها … دلفتها تحت انظاره فأدار المحرك وقاد بشرود ..
الآن فقط ايقن حقيقة ما فعله معها … ادرك انه اخطأ خطأً فادحاً … ما فعله في حقها من شــ ك وتعدى جعلها تخــ اف حتى من ان تخبره بحملها … ولكن هو بأمس الحاجة لسماع خبر كهذا … سيرزق بطفلٍ منها ! ..
داخله سعيد لدرجة انه الآن يود العودة اليها واحتــ ضانها لمدى الحياة … هى تحمل طفلاً منه ! … ايعنى انه تعدى عليها واهانها وطردت من بيته وهى حامل ! .
تنهد بضــ يق واخــ تناق … اغمض عينه بقوة … ماذا ان كان قد اصابها مكــروه !!
هز رأسه بقوة ليطرد هذه الفكرة … فتح عينه يتطلع على الطريق من امامه … اخطأ وتضاعف خطأه بكذبته هذه … خشى رحيلها وقرر الهروب بكذبة فقدانه للذاكرة عوضاً عن طلب السماح منها … ليس هى من تعاقب على اخفاؤها لهذا الخبر … العقــاب منقسم بينه وبين والدته المريضة التى من المستحيل ان يعاقــبها هو احن من ذلك …
لذلك فأنه سيعاقب نفسه … ولكن كيف ! … كيف سيعاقب نفسه ! … ما هو الشئ الذى يؤلمه ! …
الابتعاد عنها مؤلم … مــ ؤلم جداً … يعلم ان الامر صعب جدا وان بعده عنها يستنــ ذفه لذلك سيفعل …
سيشغل نفسه بوضع والدته الصحى وليكون في بعده درساً له يعلمه ان العلاقة الزوجية السليمة تبنى بالثقة والصدق … تكمل مدى الحياة بالتفاهم والود والتراحم والاحترام المتبادل … لقد اختصه الله عز وجل بالقوامة ليكون هو حاميها ومأمنها وراحتها وليس العكس … يحبها ولم ولن يحب لا قبلها ولا بعدها ويعلم انها كانت ونعم الزوجة الحنونة عليه وعلى اسرته لذلك هى تستحق كل ما يفعله من اجلها واجل طفله ولاجله ايضاً… سيحاول ليســ كن معها حياته براحة وسعادة … وهذا وعده امام الله .
اكمل قيادة بسرعة متجهاً الى شركته بشعور متساوى بين السعادة والحزن … اتاه خبراً سعيداً هكذا ولكنها بعيدة عنه .
وصل لشركته بعد دقائق ترجل وصعد .
جلس خلف مكتبه يفكر فيها وعاد بذاكرته عندما كان يعانى من صداع الرأس ووضع رأسه عند احشــ اؤها وكم تمنى ان يســ كن داخلها قطعة منه … ابتسم تلقائياً عن تذكر لحظاتهما معاً .
اخرج هاتفه وطلب رقمها …
كانت جالسة على مكتب شقيقتها تدون كلمات تريحها على ورقة بيضاء كقلبها خالية من الشوائب كخلو روحها .
رن هاتفها فالتقطته تتنهد بعمق وحب وهى ترى اسمه مكتوب ( زين العمر )
فتحت الخط ووضعته على اذنها تردف بحزن وهمس اذاب قلبه _ زين !
تنهد بلوعة ثم اردف بهدوء وترقب على عكس نبضاته الصاخبة _
انتِ حامل يا مهرة !
صــ دمة اصابتها قبل ان ترتجف بقلق ولا تعلم بماذا تجيب … من أين علم !! … مؤكد عائشة .
تنهد وتابع بحزن _
للدرجادى انى خوفتك منى يا مهرة ! … زعلتك جوى أكدة علشان تخبي عنى خبر غالي زي ده !
نزلت عبرتها وهى تستمع له بصمت فتابع _
كنتى عتراعيني وتسانديني وانتِ حامل ! … طب كنتى فرحتى جلبي يا مهرة ! .
تنهدت بقوة ثم اردفت بهمس _
غصب عنى زين … عن جد مو بأيدي … كنت حابة ابلغك وافرح انا وياك بهيك خبر لانو انا كمان فرحتى بيه بدونك مو كاملة … بس يللي صار لغبطنى عن جد .
اومأ يغمض عينه ثم زفر بقوة واردف _
خدى بالك من نفسك زين … اتغذى كويس جوي … ومتنزليش من البيت واصل .
نغزها قلبها بشدة … وكأنه يودعها … اردفت بخوف ولهفة _
ليه عم تقول هالحكى ! .
اردف بعمق وحزن وترقب _
اجولك ايه دلوك ! … مرتى حامل وبعيدة عنى ومعينفعش اجرب منيها … يبجى لازم اوصيها زين على نفسها وعلى طفلى .
استعمت له بصمت وخوف … اما هو فتابع _ انى أسف يا مهرة … وعد منى ان اللى حُصل ده كان اول واخر مرة … كان غلطة في حياتنا ومعكررهاش تانى واصل .
لان قلبها له … قلبها الذى ينبض باسمه … تنهدت تردف متسائلة بحنو لتخرجه من وجعه قليلاً _
بعرف حبيبي … امتى بدك تسافر ع القاهرة !
تنهد وتنفس براحة وعمق من كلمتها انتعش داخله قليلاً ولكن يبقى ألم بعدها في قلبه قائم … اردف بعمق _
بخلص شوية اوراج دلوك وهنسافر بليل … وشهد عتاجى معانا .
تسائلت بقلبٍ منقــ بض وترقب شعور بعدم الامــ ان عاد يجتاحها _
رح تغيب !
اردف قبل ان يغلق _
لحد ما اسامح نفسي .
اغلق الخط فوراً بعدما شعر بضيق حلقه واختــ ناق صــ دره واردفت هى بحزن وتعجب _ الو !
نظرت للهاتف ثم وضعته على المكتب واحنت رأسها داخل ذراعيها تبكى اما هو فتنهد وفك ربطة عنقه التى تخنقه وسحب انفاسه المسلوبة بعمق يحاول التحلى بالصبر بكل قوته
❈-❈-❈
وقف عادل يهندم نفسه ودلفت عليه والدته تطالعه بترقب مردفة _
هتروح يا عادل تشوفها !
اومأ يلتفت لوالدته وتحدث _
ايوة يا ماما … هروح اتكلم معاها وابدأ معاها صح .
زفرت ثم اردفت بترقب _
طيب يا ابنى وانت هتلاقيها هناك دلوقتى ! .
نظر في ساعة يده وتحدث بثقة _
ايوة يا ماما هى بتكون هناك ف المعاد ده … ادعيلي الاقيها واعرف احكى اللى جوايا من غير تردد .
ابتسمت بهدوء تتردف _
ربنا يكتبلك الخير كله يا عادل ويرشدك للصواب … بس بردو يا بنى كنت عايزاك تسأل عنها … وبعدين يعنى هي ملهاش اخوات !
شرد يفكر في ذلك اليوم الذى اوصل لها حقيبتها وسأل بائع الفواكة الذى يقطن اسفل العمارة عنها واخبره ان لها اخاً قاسياً قاطعاً لرحمه .
زفر عادل واردف يتروى _
ليها اخ متجوز يا ماما … بس خليني اتكلم معاها الاول ولو في نصيب هحدد معاه معاد ونروح .
اومأت له باقتناع ثم اتجه يقــ بل يدها وخطى يغادر الى وجهته .
❈-❈-❈
في منزل عزيز تجلس عليها كعادتها تتصفح هاتفها وتحاول الوصول الى احمد المختــ في منذ يومين .
ها هو يعود ويراسلها وتبتسم بحماس وتدون بلهفة
( ايه يا احمد كنت فين كل ده )
ابتسم بخــ بث وارسل
( ايه يا حلوة وحشتك ! )
دونت بحماس
( تصدق ايوة … قولي بقى كنت مختفى فين !)
دون بحقد
( كنت بضبط حاجة كدة … مصلحة حلوة وضبطت معايا ) .
تعجبت من اسلوبه الغريب بعض الشئ ودونت متسائلة
( مصلحة ايه دي !)
دون بشماتة وترقب
( اللا قوليلي صحيح اخبار عادل ايه ! )
انقبض قلبها وارتعشت وظلت تحاول ترجمة الرسالة بشكل آخر ولكنها واضحة … ايسألها عن عادل ! … من اين يعلم بامره !
لاحظ تأخرها فدون ضاحكاً
(ههههه ايه يا لولو سكتى ليه ! … طب خلاص بلاش عادل … اخبار زين اللي خونــ تيه ايه !! )
كانت تقرأ رسائله بعيون جاحظة وعدم استيعاب وهو يكمل ويطرق على الحديد ساخناً دون شفقة
( تصدقى كنت ناوى اتراجع لما شوفت صورك وعرفت ان اهلك صعايدة ومن عيلة الجابرى … بس بعد اللى عرفته وقرأته وخــ يانتك لجوزك بصراحة قولت لازم اعمل كدة )
بدأت تستوعب … دونت بروحٍ مهزوزة وحسرة
( تعمل ايه ! )
ضحك بقوة ثم دون بحــ قد
( اللينك اللى كنت باعتهولك وانتِ فتحتيه زى الهبلة ده لينك تجــ سس لموبايلك … وقدرت اختــ رق تليفونك كله من عليه … وحاليا انا المتــ حكم الاساسي فيه مش انتِ … وطبعا صورك وفيديوهاتك كلها معايا … وقدامك ٧٢ ساعة بالضبط يا تعملى اللى هقولك عليه يا اما صورك هتنور صفحتك وجروبات قنا كلها… ولكى ان تتخيلي وقتها بقى ايه اللى هيحصل وخصوصاً انك من عيلة الجابرى وكنتِ متجوزة زين الجابري كبير عيلتكوا اللى خــونــتيه مع عادل )
انهارت قواها ووضع عقلها بين صخرين حادين ضغطا عليه فشتتا تفكيره وهى تقرأ وتهز رأسها بعدم استيعاب …
دونت بيدٍ مرتعشة
( انت مين ! … وعايز منى ايه !!)
دون بشماتة
( انا احمد اللى كنتِ مفكرة انه هياخدك معاه دبي … وعايز ايه بقى يا حلوة فأنا عايز ١٠٠ الف جنيه … هبعتلك رقم حسابي تبعتهوملى عليه قبل المدة ما تخلص والا … مش محتاج اعرفك ايه اللى هيحصل !)
جحظت عيناها وشهقت بقوة واضعة يدها على فمها تقرا الرسالة بضياع عقلى وصدمة استمرت متحكمة بها لعدة ثوانى ثم دوّن ببطء بسبب رعشتها
( ١٠٠ الف جنيه !… اجيب المبلغ ده منين … انت اكيد مجنون … وبتكدب ايوة بتكدب … مستحيل تكون هكرت فونى …. وانا فونى متأمن اصلاً )
ضحك ودوّن بترقب
( انا ممكن ابعتلك شوية صور من الحلوين اللى كنتِ لابسة فيهم التوب البينك ) .
انحسرت ووضعت كفها على فمها تشهق بقوة وتهز رأسها فارسل بترقب
( زى ما قولتلك هما ٧٢ ساعة بالضبط … وبعد كدة باااي )
انهى المحادثة بينهما وجلست هى تفكر بذعر …. ان نفذ تهــديده ستــ فضح … ماذا ستفعل الان! … ومن اين ستحصل على مبلغ كهذا !… اكان عليها مفاوضــ ته !… ماذا تفعل الآن واي ورــطة هذه التى وضعت نفسها بها ؟
❈-❈-❈
اتجه عادل الى المكان الذى اعتاد رؤيتها به.
ابتسم براحة حينما توقف بسيارته ورآها ترسم كعادتها.
توقف وترجل يغلقلها ثم خطى باتجاهها وتحدث باحترام وترقب _
صباح الخير يا انسة لبنى.
التفتت تطالعه بتمعن ثم زفرت بقوة والتفتت تكمل رسمتها تردف بهدوء _
ثوانى يا استاذ وهخلص واجوم … مكنتش اعرف ان حضرتك جاى النهاردة.
ابتسم وجلس في الجهة الاخرى للاستراحة واردف وهو يتطلع للامام حتى لا يثير الانتباه _
بس انا كنت عارف انك جاية النهاردة … وكنت جاي اتكلم معاكى في موضوع مهم .
برغم فضولها وانجذابها لشخصه منذ آخر لقاء الا انها تنهدت وبدات تجمع اغراضها بصمت فالتفت يطالعها بضيق ثم تحدث ليوقفها _
ثوانى بي يا انسة لبنى … انا نيتى خير وداخل البيت من بابه وكمان ناوى اجيب والدتى واجى اطلبك من والدتك واخوكى بس الاول في حاجة مهمة لازم احكيهالك.
كانت تستمع له دون النظر اليه وهو تجمع اغراضها ولكن عند انتهاء كلماته توقفت عن جمع الاغراض ونظرت له بصدمة قائلة _
تطلبنى! … تطلبنى كيف يا استاذ! وانت تعرفنى منين اصلاً ولا تعرف عنى ايه! .
تنهد عادل وتحدث بهدوء وهو يعاود النظر للامام _
انا من اول مرة شفتك وانا منجذب ليكي… خليني اكون صريح واقولك ان طريقتك وكلامك هما اللى شدونى ليكي… وخصوصا بعد ما جيت البيت عندكم وشوفت والدتك اد ايه هي ست طيبة وجميلة وعرفت ان ليكي اخ… وانا ناوى اطلب ايدك منه على سنة الله ورسوله بس حابب الاول اخذ منك الاذن!
شرد تفكر وقلبها بدأت نبضاته تعلو ولا تعلم بماذا تجيب… هى ايضاً انشغل عقلها به منذ ان اخبرها بحزنه… ولكن هى حرمت على نفسها الارتباط وسخرت حياتها لوالدتها … كيف سترضى به وكيف ستأقلم حياتها … لتخبره اولاً بامرها وان قبل كان بها وان لم يقبل فليرحل مثله مثل غيره.
تمسكت بفرشاة الرسم خاصتها تعبث بها وتحدثت وهى تنظر ارضاً بتوتر _
اسمع يا استاذ عادل .
ابتسم بسعادة عندما وجدها تتذكر اسمه وتمعن السمع فتابعت _
انا وضعى مش زي اي بنت … انى اخويا متچوز وليه بيت وحياة وساكن بَعيد وانى كل اللى ليا هى امي ومجدرش واصل اتخلى عنيها… وكنت برفض اي جوازة لاجل خاطرها … لانهم معيرضوش اكون جنبها وده حجهم بس انى بردو حجى ارفض واشيل امى فوج راسي لاخر عمرى… فلو انت عتجبل بوضعى تبجى انت عارف طريق بابي… ولو مجابلش يبجى خد بعضك دلوك واتكل على الله .
انشرح فؤاده من تلك الفتاة … افتاة تعلم حقوق وبر والدتها كهذه فكيف ستتعامل مع زوجها ! … انها هى التى سيتوب الله عليه بها وسيعالج ندوبه ويصلح طريقه معها .
تنهد بعمق حتى انها ظنت انه سيغادر ولكنه فاجأها بقوله _
انا كدة اطمنت اكتر ليكي … انسانة جميلة زيك والدتها اول اهتمامتها هتكون زوجة مناسبة ليا … وانا والدتك على راسي طبعا واكيد معنديش اي اعتراض على النقطة دي بالعكس هى هتكون امى التانية … وانا كمان عندى ام واحب انها تتعامل بود واحترام وهيكون ده شئ متبادل بينا.
التفتت تطالعه باعجاب فالتقت عيونهما سوياً حتى كادت ان تتحدث لولا عيون لبنى التى ابتعدت على الفور وتلعثمت بحرج فأردف عادل بترقب وقد بدأ القلق يتسرب اليه _
ممكن اقولك انا بقى عن ذنبي الكبير! … وبعدها تقدرى تقبلي بيا او لاء… بس لو سمحتى لو رفضتيني انسى انى حكيتلك اي حاجة خاصة بيا … قولتى ايه!
تنهدت بقلق وقالت وهى تنظر امامها _ اتفضل! .
تنهد بعمق يسحب انفاسه ليستعد لكشف ذنبه لها… نظر للامام بشرود وبدأ يسرد حكايته كانه يحكيها للنهرِ وليس لها ويخبرها ببداية تعارفه مع تلك الحرباء المتلونة بعدة الوان وكيف ظنّ انه يحبها وكيف تعامل بعد ذلك وعن ذنبه في حق صديقه زين وعن كم الندم والاسف الذي يعانيه وعن احساسه بالقهر عندما شعر انه سيفقده وهى تستمع اليه بتمعن وتتغير ملامحها بين الحين والآخر وهو يتابع الى ان انتهى وزفر بقوة وكانه ازاح ثقلاً من فوق صــ دره ثم التفت اليها يطالعها بقلق وصمت لثوانى قبل ان يتسائل بخوف _
مش هتقولي حاجة!
طالعته لثوانى ثم شردت للبعيد لدقائق تعيد حديثه كاملاً في رأسها وكم الندم الظاهر في نبرته وكم الألم المرتسم في عينه ثم التفتت له بعد تفكير واردفت _
جولتلك انت عارف طريج بابي فين.
قالتها وجمعت اغراضها مسرعة تحت انظاره المصدومة بسعادة وكأن الله منحه فرصة لن تعوض وعليه استغلالها بأي طريقة … سيسعى في سبيلها علها ترمم شرخاً احدثه هو في علاقته مع صديقه.
غادرت مسرعة بعدما جمعت اغراضها دون اضافة حرف وقد قررت الاستعانة بمهرة ومهاتفتها وظل هو يتطلع على اثرها بسعادة وراحة اجتاحت داخله
❈-❈-❈
في منزل عزيز
تجلس اسماء في غرفتها تتحدث مع عمر بخجل وهو يقص عليها حياته واحداث احب مشاركتها معه واموراً عدة عنه.
تستمع له بتمعن وكانه بذلك يعرفها عن نفسه اكتر الى ان انتهى وتحدث بترقب _
وانتِ يا سمسم ! مش هتكلميني عنك ! … احكيلي عنك اكتر .
تنهدت اسماء وشردت تتذكر حياتها … بماذا ستخبره؟ هو حياته مثالية والدته ووالده المتوفى ربياه على القيم والمبادئ لذلك يحكى بفخر ولكن الوضع معها مختلف … كيف ستخبره بصباها الذى كان وسط ينمو وسط تفرقة وتميز وتحيز لطرف دون طرف … كيف ستخبره عن افتقاد نظرات الحب بين والدتها ووالدها ! … لقد اخبرته عندما كان طبيبها بالقدر الكافى عنها … يكفى هذا القدر عنها … فليس هناك المزيد.
تنهدت بقوة ثم اردفت بهدوء _
مافيش حاچة احكيهالك يا عمر … انى جولتلك جبل سابج عنى… عجول ايه تانى!! .
تنهد واردف مطمأناً _
انسي تماماً كل حاجة حكتيهالى وانتِ حالة عندى … من اللحظة دي انا وانتِ بنتعرف جديد على بعض … احكيلي بس الحاجات اللى بتفرحك … كل حاجة بتفرحك سواء حصلت او نفسك انها تحصل … واطمنى يا سمسم… انا عارف الانسانة اللى انا اخترتها تشاركنى حياتى … وواثق من اختياري … وعمرى ما هندم عليه … ومش عايز اشوفك زعلانه او قلقانة بعد كدة.
نبض قلبها بصخب من كلماته التى اراحتها وازالت التوتر والخوف من على عاتقها فتنهدت بارتياح وقالت بسعادة كانها رأت عنده ما فقدته _
شكراً يا عمر … بجد شكراً .
ابتسم بحب وقد بدأ قلبه يتجه اليها مردفاً _ على الرحبِ والسعة يا انسة اسماء … انا في الخدمة.
ابتسمت على طريقته وكذلك هو واكملا حديثهما بسعادة على عكس عليا القانطة في الغرفة المجاورة تفكر بضيق منذ ان اغلقت مع هذا المدعو احمد وهى لا تعلم ماذا تفعل… تتصفح هاتفها كل لحظة خوفاً من تنفيذ تــهــديده … حتى انها قامت بحذف اللينك الذى ارسله اليها وحذفت الصور الخاصة بها والفيديوهات والبيانات وكل ما كان على هاتفها واقنعت نفسها انها باتت في مأمن وانه لن يستطيع الوصول اليها بعد الآن ولن ينفذ تهــ ديده فهو غير مستفيد من الأمر … اقنعت نفسها بهذا ولكن التوتر كان حليفها خصوصاً بعدما اخبرها بأمر خيانــ تها لزين الذى لم ينتشر بعد … نظرت للامام بحقــ د وغضــ ب وتحدثت _
كله منك يا زين الكــ لب … انت اللى وصلتنى للي انى فيه دلوك .
اما خيرية التى تجلس في الاسفل امام التلفاز بشرود وعيون لامعة… يعز عليها سنوات من عمرها ضاعت هباءاً في احترام ورعاية زوج لم يحترم مشاعرها او يراعى خاطرها … زوج فكر اولاً واخيراً في نفسه فقط … زوج لم يراعى الله فيها واهملها واتهــ مها بالاهمال والأن يخــ ونها ويترك حمل بناته ومسئولياتهما على عاتقها … ماذا ستفعل هى وبأي نفسٍ ستكمل حياتها مع هذا انسان منعدم الضمير !!
تحشرجت ورفعت راسها للاعلى تردف بترجى واخــ تناق _
يارب… انت عالم بحالى وغنى عن سؤالي يارب.
❈-❈-❈
في قصر الجابري
تجلس شهد مع رابحة في حديقة القصر كعادتهما وهى تقرأ لها آخر اخبار قنا عبر هاتفها ورابحة تعطى رد فعل متحسن وقد بدأت قدمها اليسرى تهتز ببطء قليلاً وتردف بعض العبارات المتلعثمة.
سمعت صوت زامور سيارة تميزه جيداً وتعلمه عن ظهر قلب ولما لا وهو عائد لحبيب طفولتها وصباها وروح فؤادها وزوــجها الغالي معتز.
دلف القصر بسيارته ورآها فابتسم وانشرح فؤاده ثم ترجل واتجه اليهما يردف باشتياق غير عابءٍ بمن حوله _
وحشتيني اوى يا شهد.
ابتسمت بخجل واردفت باشتياق قفز من مقلتيها _
وانت كمان .
كانت رابحة تتابع بتعجب افعال ابنتها الجديدة ولكن داخلها سعيد لاجلها فهى عانت بسببها كثيراً وعليها ان تسعد.
اتجه معتز يرحب برابحة ويقبل جبينها ثم عاد ينظر لشهد واردف _
قولت اجى اشوفك قبل ما اسافر القاهرة … انا عارف انك جاية بكرة مع زين بس بردو محبتش اسافر من غير ما اشوف حبيبة قلبي.
ابتسمت بسعادة ونظرت له بحب وجــ رأة غير معهودة بها احبها هو منها قائلة _
وانى كمان كنت عزعل جوى لو سافرت من غير ما اشوفك.
ابتسم يميل عليها قليلاً وقال بترقب وهمس _
بجد يا شوشو ! … وانا اللى فاكرك مــ ؤدبة .
احمرت وجنتاها ونظرت له بخــ جل وصــ دمة فضحك عليها واردف بحب وقلبٍ سعيد _ بموت فيكي وانتِ مكسوفة …
غضبت منه تطالعه بحنق ودلال فابتسم يتابع بصدق _
بهزر معاكى يا شوشو … يالا دعواتك ليا انا هسبقكوا على القاهرة وهكون في انتظاركوا بكرة ان شاء الله .
ابتسمت له تردف بحب _
توصل بالسلامة ان شاء الله.
مال عليها يردف بهمس وخبــ ث _ ما تجيبي بــ وسة ؟
اتسعت عيناها وابتعدت عنه بخجل تضغط على شفــ تيها امام عينه العــطشة وعقله المشتاق لتــ ذوقهما ثم اردف بتوعد _ ماشي يا شهد … ان ماوريتك انتِ واخوكى زين على اللى عملتوه فيا … مبقاش انا معتز الجابري .
ابتسمت بخجل وهى لا تعى تفكيره الخبيث كل ما تخيلته قبــلة ولكن عقله هو سرح في اموراً بعيدة عن مخيلتها.
تنهد وودعهما وغادر بعدها تحت انظارها العاشقة وجلست هى تكمل حوارها مع رابحة التى تطالعها بعمق ورآى جديدة.
❈-❈-❈
مساءاً في منزل ابراهيم .
وبعدما عادت عائشة وعاتبتها مهرة على ما تفوهت به وببرت الاخرى انها لا تتمنى لها سوا السعادة بجوار زين فهى تعلم مقدار حبهما لبعض واضطرت مهرة ان تصفح عنها مع شرط عدم التدخل في امرٍ ليس من شانها ووعدتها عائشة بذلك.
جاءت لبنى بعدما اخبرتها مهرة انها في منزل والدها ورحبت بها بطريقة لا تليق الا بهما منذ ان جمعتهما صداقة متينة.
جلست مهرة امامها بترقب ثم اردفت بعدما طال صمت لبنى _
شو لبنى رح نضل هيك طول النهار! … حبيبتى احكيلي شو صار معك!! .
توترت لبنى ولا تعرف من اين تبدأ ثم نظرت لمهرة بترقب واردفت _
الشاب اللى كنت حكيتلك عنه جبل اكدة وجال انه صاحب زين.
تنبهت مهرة السمع وانتابها القلق متسائلة _
شو به؟
ابتلعت لبنى لعابها بتوتر واردفت _
عايز يطلب ايدي!!
وقفت مهرة على حالها تردف باستنكار _
شوووو؟
نظرت له لبنى بترقب ثم اردفت بهدوء _
روجى بس يا مهرة وانى هفهمك كل حاجة.
هزت مهرة راسها وهى تجلس مردفة بغضب _
لا لبنى… ما رح اسمح بهيك شي … ما رح ترتبطى بهيك انسان بنوب … انتِ ما بتعرفي شو ساوى .
تنبهت لبنى لها وقال _
لا بعرف .
اتسعت عين مهرة وهى تطالعها باستنكار مردفة _
شووو … بتعرفي؟ … شو بتعرفي ؟
اردفت لبنى بتروى _
هو عايز ييچي البيت عندينا يطلب يدى وانى جولتله على وضع امى وهو وافج ورحب كمان وبعدها لجيته بيجولى انى عصارحك بحاجة جوايا ولو جبلتى بيا ماشي ولا مجبلتيش يبجى ولا كانك سمعتيني .
تنهدت مهرة تهز رأسها فتابعت لبنى _
جالى يا مهرة على كل حاجة … جالى ع الغلطة الكبيرة اللى غلطها في حج زين هو وبت عمه… وجال ان هى اللى كانت كل مرة تعمل المستحيل علشان توصله وهو مكانش يعبرها بس ده ميعفيهوش من الغلط وهو معترف بغلطته وندمان عليها جوى جوى وكان عيموت وزين في الغيبوبة ومسابوش واصل… ونفسه ان زين يسامحه حتى او طلب ايه عيعمله بس المهم عنديه انه يسامحه .
استمعت لها مهرة بعمق وترقب … ايعنى هذا انه اعترف بذنبه ! … ايعنى ندمه حقاً … ليس بالامر الهين ان يعرّى نفسه امام احد … تنهدت ونظرت للبنى بهدوء واردفت _
يعنى حكالك كل شى !! … بس ما بعرف لبنى … بخاف يكون عم يكذب … هو عرف شي انك رفيقتى!
اومات لبنى قائلة _
ايوة عارف … بس انى مش هبلة يا مهرة ولا غبية علشان اصدج اي واحد والسلام … الجدع ده المرة اللى فاتت كان عيبكى على اللي عمله في صاحبه من غير ما كان يعرف انى اعرفه… هو ندمان بجد يا مهرة على اللى عمله … وبصراحة بجى الذنب الاول على بت عمه … والمهم انه اعترف بغلطه وندمان.
اومات مهرة باقتناع وتنهدت تفكر ثم اردفت _
تمام لبنى … بس خليني الاول احكى مع زين! … انتى بتعرفي انه انتِ مو رفيقتى انتِ اختى … لهيك بدى اطمن عليكي … وتاكدى انه زين ما رح يظلموا … هو اكيد بيعرفه كتير منيح وبيعرف اخلاقه قبل.
اومات لبنى تردف _
تمام يا مهرة … اساليه وعرفيني … بس هو ايه اللى حُصل اصلاً معاكى وخلاكى تبعدى اكدة من غير اي خبر … اكيد بسبب رابحة المفترية دي صُح ؟
تنهدت مهرة ونظرت للبنى بعمق لا داعى لاخبارها امراً بقى فى الماضي… تحدثت بتروى ورتابة _
يللي فات مات لبنى خلينا هلأ بقصتك وبالاساس رابحة خانوم ما بقى تضايقنى … اطمنى علي انا هلأ منيحة ورح تصيري خالتو .
قالتها بترقب فاتسعت عين لبنى واسرعت تعانق مهرة بحنو وسعادة وعيون لامعة وتردف _
ياعمرى يا مهرة … ده احلى خبر سمعته … حتى احلى من عرض الجواز اللى جالى ده.
ابتعدت مهرة تطالعها بخبث مردفة _
شو القصة بالضبط ؟ … الموضوع باينته في شغلات ما بعرفها؟
ابتسمت لبنى ولفت نظرها تردف _
انتِ تعرفي عن صاحبتك اكدة بردك ؟ … لاء دانى وجت الچد راااجل .
اومأت مهرة مبتسمة واردفت بثقة _ ايه بعرف رفيقتى كتير منيح .
بعد حوالى نصف ساعة وبعد ان ورد اتصالاً للبنى من والدتها قررت الرحيل واتجهت مهرة تودعها على باب شقتها وهى تنزل نقابها فقابلها صاعداً الدرج محروس احد حراس القصر يخفض رأسه ويردف باحترام دون النظر اليها _
مرحب يا ست مهرة هانم … زين بيه امرنى اجيب لحضرتك الحاجات دي .
تعجبت ونظرت للبنى التى ابتسمت تغمز لها ثم ودعتها وغادرت بينما نظرت مهرة ليده التى كانت محملة بأكياس عدة واردفت _
شو هاد يا محروس !!! … انا ما بدى شي !.
اردف محروس بترقب _
دى اوامر البيه يا ست هانم … وانى معلياش غير انى انفذ … وبعد اذنك خليني احطهم في المطبخ وامشي طوالي .
جاء ابراهيم بعدما كان يجلس في غرفته يطالعه بترقب وينظر لما في يده ثم تنهد واردف وهو يفسح المجال _
اتفضل اخى فوت .
دلف محروس واشار له ابراهيم الى المطبخ فوضع الاكياس على ارضية الرخامة التى امتلأت بهم ثم غادر يردف باحترام _
عن اذنكوا …. ولو احتجتى اي حاجة يا ست هانم انى رجبتى سدادة ..
اومأت بحزن تردف _
يسلمو محروس .
غادر بعدها واغلقت الباب تنظر الى والدها بترقب … تنهد ابراهيم واردف متسائلاً _
ليه زين بعت هالاغراض بنتى ! … بشو يقصد !.
تنهدت وجلست بجواره تردف بتروى _
زين صار بيعرف انى حامل بابا … صار عنده علم .
تعجب والدها تسائل بترقب _
ومن وين عرف !…. انتِ قولتيله شي !.
تنهدت واومأت لتدارى على شقيقتها حتى لا يعنفها.
اردف ابراهيم بترقب _
تمام بنتى … هيك منيح … بس انا رح ادقله وافهمه انه لا يعيدا … نحن بنقدر ندبر حالنا .
اردفت بتروى _
روق بابا … اذا بتريد بلا ما تحاكيه … اتركه يعمل شو ما بده .
اردف ابراهيم باصرار _
ما بيصير يا بنتى … ما بيصير … هيك رح اكون بوضع محرج .
التقط هاتفه وقام بالاتصال به تحت انظارها … فتح مكبر الصوت وانتظر قليلا حتى اجاب زين بنبرته الرجولية التى تجعل نبضاتها متراقصة _
اهلا يا حاج ابراهيم .
اردف ابراهيم بترقب _
اهلا بيك … اسمع يا ابنى … من وقت صار يللي صار انا ما شفتك ولا حكيت معك … واذا بتتذكر وئت اخدت بنتى من بيتي قلتلك اذا بتزعلها رح اخدها وافل من هون … وانا هلأ بدى اقلك بالاول حمدالله ع السلامة .. وتانى شي لا بقى تبعت شغلات متل هاي لهون مرة تانية … انا بعرف منيح كيف ادبر امر عيلتى … لا تقلل منى .
تنهد زين بقوة ثم اردف بتروى وهدوء _
انى عارف زين ان الحاج ابراهيم متفتهوش الاصول واصل … اللى حُصل جبل أكدة معنتكلمش فيه دلوك يا حاج ابراهيم لانى عارف انى غلطت في حج مرتى وعارف كيف اخليها تسامحنى … وانك تاخدها وتسافر وهى على زمتى دى غلطة هعديها لانى غلطت ومعينفعش اعمل نفسي جاضي وانى متهم … بس بالنسبة للحاجات اللى بعتها فدة ميزعلش واصل يا حاج … مهرة مرت زين الجابري وحامل فى طفله … والاصول والشرع عيجول انها مسئولة من راجلها يا حاج … مافيهاش تجليل من شأنك ابدا يا راجل يا طيب … انى عارف انك جدها وجدود بس معجبلش بحاجة زى أكدة …. واللى حُصل وانى ف الغيبوبة معلمش حاجة عنيه كتر خيرك جوى جوى عليه … وده جميل عمرى ما هنساه .
تنهد ابراهيم ونظر لابنته التى تستمع بقلبٍ عاشق واردف _
تمام ابنى … رسالتك وصلت هلأ … تصبح على خير .
اردف زين بهدوء وهو على يقين انها تجاور والدها وتسمعه _
بلغ مهرة ان فيه فيزا بنكية في محفظة جوة الكيس الابيض … دى تخليها معاه للظروف … انى مخلتش محروس يعطيهالها لانى خابر زين انها عترفض تاخدها … جولها تخليها معاه لاي ظرف … ولما تيجي هبجى اخدها منيها تانى … تصبحوا على خير .
قال هذا حتى يتجنب رفضها ثم اغلق معه
اما هى فتنهدت ونظرت لوالدها بعمق تردف _
بشو عم تفكر بابا ! …
تنهد والدها واردف _
هاد شخص امره عجيب … كتير بيعرف بالاصول … كيف غطل هالغلطة بحقك ! … لشو ساوى هيك بدون ما يسمعك !
تنهدت تزفر بقوة … طالعته بترقب وحيرة … اتخبر والدها بما مر به ! … اتخبره بأمر ابنة عمه وصديقه ! … لا مفر … لتخبره حتى يلتمس له العذر … لتخبره حتى يطمئن باعادتها له مجدداً .
نظرت له بعمق واردفت _
بابا رح اقلك على شغلة انت ما بتعرفها ..
طالعها بترقب واردف _
خير بنتى ! … قولي شو في !
تنهدت وبدأ تقص عليه قصة زين ومعاناته السابقة مع ابنة عمه الخائــ نة وصديقه المخادع .
❈-❈-❈
اما عند زين الذى كان يجلس في الحديقة يفكر فيها بشرود … سيصبح اباً … سيرزق بطفلٍ من الوحيدة الذى عشقها … سيحظى بمولود عليه ان يزرع فيه كل ما كان يتمناه لنفسه … عليه ان يعطيه من الحب انهار ومن الحكمة بحار ومن القوة قدرٍ متوازن يستطيع بها الحفاظ على من حوله دون ايــ ذاء غيره .
سيرزق بمولود عليه ان يكون مدرسته وقدوته في كل فعلٍ ورد فعل … يعلمه كيف يحترم المرأة دون الخضــ وع لها … يزرع داخله الطيبة دون الضعف والهوان … ليبدأ من جديد الآن … ليصحح كل الاخطاء وليرمم كل السبل التى احدثت بها القسوة والتحكم مطبات وعثرات كثيرة … ليبدأ برسم مستقبل ناجح … ليبدأ وحوله اولاً رضا ربه ثم بر والدته ثم عون شقيقته واحترام زوجته .
تنهد بعمق ثم وقف يخطى لداخل القصر … اتجه لغرفة والدته … هو بحاجة للفضفضة معها الآن .
دلف وجد شهد تجلس تمشط لها خصلاتها البيضاء بعناية وحنو ورابحة تجلس على كرسيها بصمت وضعف .
اتجه يبتسم لشقيقته بحنو فأردفت _
تعالى يا زين … كيفك يا اخوي !
اومأ لها مبتسماً فتنهدت تتطلع بترقب على عينه الملتمعة بسعادة … نظرته الآن تختلف عن امس حينما تركته مهرة .
جلس امام والدته يميل عليها قليلاً ويردف بحنو وهو يطالعها _
عتتسرحي يا جمر !
نظرت له رابحة بعمق وعيون منكسرة … مدت يدها تتلمس وجنته بحزن … تريد الصراخ بقوة … اااااه يا زين … عتتعامل معايا يا ولدى بكل الحب ده … عتبصلي نظرة الرضا دي بعد كل اللى عملته معاك انت واختك ! … دانى ارتكبت في حجك وحج بتى حاجات واعرة جوى جوى … كنت عخسرك واخسر وياك راحتى وجوتى وجنتى … ااااه يا زين لو تعرف ايه اللى عيحصل جوايا دلوك … ندمانة يا ولدى والندم عينهش في جسمى وينهي قوتى ويضعف طاقتى … مبجتش متحملة يا ولدى … ممتحملاش ابص في وشكم .
استشعر مدى أسفها فتناول كفها يقبله بحنو ويربت عليه ثم نظر في عيناها واردف بسعادة وترقب _
اجولك على مفاجأة !
نظرت له بتعمن ثم حاولت التحدث ببعض الاحرف التى خرجت مبعثرة فتابع امام شهد التى تقف خلف والدتها _
انى هبجى اب يا حاجة رابحة … عيجيلك حفيد يا اماي … عتبجى عمتو يا شهد .
وضعت شهد كفها على فمها تشهق بسعادة لمعت عيناها بينما رابحة تسارعت نبضاتها وهى تطالع زين بعيون تتراقص بداخلها السعادة … تجزم انها لو كانت بصحتها لخرجت للحديقة الآن ولأطلقت النيران في السماء لتشهد سماء قنا وناسها على فرحتها بخبر حفيدها ووريث عهد عائلتها ..
اردفت بتلعثم وحروف متقطعة خرجت مفهومة من شدة فرحتها _ ر ر رججع م مرتك .
ابتسم بسعادة واردف وهو يقبل رأسها بحب _
عيحصل يا ام زين … عرجها وعتنور الجصر تانى … بس لاول عنسافر انى وانتِ وشهد ع القاهرة علشان ترجعى زي الاول وتجفي على رجليكي تانى ..
اومأت بحماس … هذا ما توده الآن … عادت قوتها بمعرفة قدوم حفيدها وتريد استقباله وهى شامخة قوية ولكن حنونة … لقد اعترفت ان القسوة لا تجلب سوا الخــ راب .
❈-❈-❈
حل الفجر بدأ الصبح يتنفس واستعد زين وشهد ورابحة للسفر جواً حتى تسهل الرحلة على رابحة.
احضرا اغراضهما هو وشقيقته واستقلوا جميعاً السيارة مع السائق الخاص بالقصر ثم قاد بهما الى المطار وبعد وقتٍ قليل كان يصعد زين على متن الطائرة هو وشهد ورابحة القعيدة وبرغم ان المسافة بين المدينتين قليلة الا انه شاعراً بأن روحه معلقة هنا .
بدأت الطيارة تُقلع وهو معها يحلق في الهواء دون ركنه الايسر مصطحباً معه مشاعر الاشتياق والحنين والحزن وتاركاً خلفه مشاعر المتــ عة والراحة والسكينة التى لن يجدهم الا معها.
اما هى فتجلس على فراشها يجافيها النوم وهي تنظر لهاتفها وقد ايقنت انه الآن يحلق في الفضاء بعدما اخبرتها شهد بموعد سفرهم آخذاً معه قلبها وراحتها وطمانينة روحها
اردفت بصوت متحشرج وهى تنظر لصورته عبر الهاتف _
لا تطول زين … بترجاك ردلى بسرعة.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اسكن أنت وزوجك)