Uncategorized

رواية لا تعشقني كثيراً الفصل الثالث عشر 13 بقلم بتول علي

 رواية لا تعشقني كثيراً الفصل الثالث عشر بقلم بتول علي

رواية لا تعشقني كثيراً الفصل الثالث عشر بقلم بتول علي

رواية لا تعشقني كثيراً الفصل الثالث عشر بقلم بتول علي

انقباض شديد … هذا ما شعر به عمر عندما سمع ما قالته إيمان … هل أصبحت معشوقته محرمة عليه؟! 
ألم قوي اكتسح قلبه وأبى أن يغادره … رباه … صديقه سيتزوج من حبيبته التي لم يعد بإمكانه أن يبوح بحبه لها.
أغمض عينيه وتذكر المكالمة التي جرت بينه وبين ألبرت (الجراح الألماني) الذي هتف بصراحة ودون أن يماطل في الحديث:
-“لن أكذب عليك سيد عمر … نسبة نجاح العملية ضئيلة جدا وإذا فشلت ستتعرض إلى مضاعفات خطيرة قد تؤثر بالسلب على باقي أطراف جسدك”.
ابتلع عمر ريقه وسأله بتوجس:
-“وما علاقة باقي أطراف جسدي بالجراحة؟!”
أجاب ألبرت بعملية وحاول أن ينتقي الكلمات البسيطة حتى يستوعب عمر الأمر:
-“الأمر كله يعتمد على الأعصاب وهي معقدة للغاية وخطأ واحد قد يدمر كل شيء”.
هز عمر رأسه وقال:
-“حسنا … فهمت الآن ماذا تقصد”.
تنهد ألبرت وهتف بجدية:
-“فكر جيدا فيما قولته لك ثم قرر وأخبرني بما توصلت إليه”.
خلل عمر أصابعه في خصلات شعره وهتف بنبرة يشوبها الحزن:
-“حسنا سأفعل … شكرا لك دكتور”.
عاد من ذكرياته وهو يكبح دموعه بصعوبة قبل أن يبتسم بتكلف ويقول:
-“مبارك إيمان … أتمنى لكِ السعادة”.
توجه إلى غرفته تحت نظرات إيمان المتألمة والجدة الحزينة على حال حفيدها الذي تحطم قلبه للمرة الثانية.
ذهبت الجدة إلى غرفة عمر وكما توقعت وجدته يغطي وجهه بكفيه حتى لا يرى أحد دموعه … ملست على شعره بحنو وقالت:
-“لماذا فعلت ذلك بنفسك عمر؟! لماذا لم تخبرها بحبك الكبير لها؟!”
صاح عمر بحشرجة فهو لم يعد يحتمل كل هذه الأحمال التي تلقى فوق كتفه:
-“لأنني لن أحتمل خيبة أمل مرة أخرى … انظري إليَّ جدتي … مقعد وعاجز ولا يمكنني أن أجلب لنفسي كوب ماء عندما أشعر بالعطش”.
سكت قليلا حتى يلتقط أنفاسه ثم استطرد بحزن عميق سكن قلبه لسنوات:
-“لا يمكنني أن أحتمل الحديث اللاذع الذي ستلقيه على مسامعي كما فعلت بي أمنية من قبل … صدقيني جدتي هذا يفوق قدرتي على الاحتمال”.
احتضنته الجدة وبكت بشدة بعدما علمت بمقدار الألم الذي يشعر به والذي يخفيه عن الجميع.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
‏بعد مرور أسبوع
تقلبت “كاميليا” بكسل في فراشها قبل أن تستيقظ … ضيقت عينيها باستغراب شديد عندما لم تجد فارس بجوارها وزادت دهشتها عندما رأت الساعة لم تتجاوز السابعة صباحا فهو ليس من عادته الاستيقاظ في وقت مبكر.
نهضت من الفراش وخرجت من الغرفة حتى تبحث عنه وزفرت بضيق عندما لم تجده … أمسكت هاتفها واتصلت به ليجيبها وهو يبتسم: 
-“صباح الخير حبيبتي”. 
ابتسمت وردت بخفوت:
-“صباح النور حبيبي … أين أنت؟”
تنهد قائلاً بأسف:
-“في المستشفى”.
استدرك قائلاً بعدما سمع شهقتها وهدير أنفاسها الخائفة:
-“لا تقلقي أنا بخير … ذهبت لأطمئن على صديقي لأنه تعرض لحادثة بالأمس”.
هزت رأسها بتفهم وقالت:
-“حسنا … متى ستعود إلى المنزل؟”
نظر إلى غرفة صديقه قبل أن يجيب: 
-“لا أعرف … ربما في الخامسة”. 
أومأت برأسها قبل أن تنهي المكالمة ثم توجهت إلى المطبخ وأعدت الفطور.
انقضت ساعات النهار بسرعة دون أن تشعر وغابت الشمس ليعود فارس إلى المنزل وجلس يتناول الغداء برفقتها … وضعت “كاميليا” الملعقة جانبا قبل أن تباغته بسؤلها:
-“هل حدد وليد موعد خطبة إيمان؟” 
نظر لها وقال:
-“أجل … سيقام الحفل في منزل وليد يوم الثلاثاء المقبل”.
هزت رأسها وعادت تتناول غدائها وهي تفكر في السبب الذي دفع إيمان للإسراع في خطبتها من أسر … تُرى هل تشعر بالغيرة من أمنية؟ أم هناك سبب أخر وراء قرارها المفاجئ؟
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
ابتسمت “صفاء” بسخرية وأردفت بهمس متهكم بالقرب من أذن إيمان بعدما علمت بشأن الحفل الذي سيقام من أجل الاحتفال بخطبتها من أسر وهو الأمر الذي أشعل غضبها وجعلها تغلي من شدة الغيظ فهي لا تصدق أن إيمان حظيت بعريس لقطة كأسر:
-“مبارك لك إيمان … تفاجأت كثيراً فأنا لم أتوقع أبدا أن ترتبطي بأسر وتتزوجيه بعد قصة حبك الأسطورية لعمر!!”
أنهت صفاء كلماتها وهي ترمقها باستخفاف وشماتة وهذا ما دفع إيمان للصراخ بقوة في وجهها فهي لم يعد لديها طاقة لاحتمال الكلمات السامة المنبثقة من بين شفتي زوجة والدها:
-“ماذا تريدين مني أيتها الحقيرة؟! إلى ماذا تريدين أن تصلي بحديثك؟! توقفي عن التدخل في حياتي وإلا سأخبر أبي بكل شيء فعلتيه بي وسأخبره بالطبع عن تلك المرة التي استغليتِ بها مرضي عندما كنت في العاشرة ووضعتي العسل على أذني حتى يدخل النمل إلى رأسي”.
تنفست إيمان بقوة وهي تتذكر تفاصيل هذا اليوم المشؤوم والذي كانت ستودع به الدنيا لو لم تستيقظ في الوقت المناسب وترى صفاء وهي تضع النمل على وجهها.
-“لماذا تضعين النمل على وجهي خالة صفاء؟! ولمَ أذني ملطخة بالعسل؟!”
سألتها إيمان بحيرة وهي تفرك جبينها بإرهاق فهي لا تزال تحت تأثير الحمى التي سيطرت عليها بالأمس لتجيبها صفاء بتلعثم:
-“أوه عزيزتي!! أنا أزيل النمل ولست أضعه فأنتِ سرتِ البارحة أثناء نومك وأكلتِ الكثير من العسل وهذا هو سبب وجود النمل على وجهك … انهضي الآن واذهبي إلى الحمام واغسلي وجهك جيدا”.
فعلت إيمان ما طلبته منها صفاء ثم خرجت من الحمام وكادت تدخل إلى غرفتها ولكنها توارت خلف الباب عندما رأت زوجة والدها تلعن حظها العسر الذي جعلها تفشل في محاولة قتلها.
بكت إيمان كثيرا في هذا اليوم وأصبحت تخاف كثيرا من صفاء وهذا ما دفعها إلى أن تغلق باب غرفتها بالمفتاح من الداخل كل ليلة أثناء نومها.
فكرت كثيرا بأن تذهب وتخبر والدها ولكنها تراجعت بعدما تذكرت قصة ذلك المسلسل الذي كانت تتابعه والذي كانت به زوجة والد البطلة تهينها وتعذبها وعندما كانت تذهب البطلة إلى والدها حتى تشتكي له كان يضربها ويجعلها تعتذر قسرا من زوجته.
ندمت إيمان بشدة على غبائها الذي صور لها أن والدها مثل هؤلاء الآباء الذين يفضلون زوجاتهم ولا يحبون بناتهم فهي لم تفهم وتستوعب هذا الأمر إلا عندما كبرت وفهمت أن والدها لا يحب صفاء وأنه تزوجها من أجلها هي فقط حتى ترعاها.
أمسكت إيمان ذراع صفاء بحدة ألمتها وهدرت بغضب:
-“لن أنسى أبدا أنكِ حاولتِ قتلي أيتها الحقيرة … انتظري ذلك اليوم الذي سيعلم به أبي هذا الأمر وسترين بنفسك ماذا سيفعل بكِ حينها”.
تدلى العرق من جبين صفاء وكان ذلك هو الدليل على خوفها من ردة فعل وليد إذا علم بأي من محاولاتها لإزعاج إيمان ولكنها أخفت خوفها ببراعة ورسمت على وجهها البرود والجمود وهي تردف بشجاعة تحسد عليها:
-“أخبريه … على أي حال هو لن يصدق أي كلمة ستقوليها له ضدي”.
ضحكت إيمان لدرجة أبرزت أسنانها مما استفز صفاء وجعلها تصيح بعصبية:
-“توقفي عن الضحك!!”
رمقتها إيمان باستخفاف وقالت:
-“لماذا؟! أنتِ غبية جدا وهذا هو السبب الذي يدفعني للضحك … هل تظنين حقا أن والدي لن يصدقني أم تحاولين إقناعي بذلك حتى لا أخبره بأفعالك القذرة؟! أنتِ تعلمين جيدا أن أبي سيصدقني عندما أخبره وخاصة بعدما أريه التسجيلات الصوتية التي سجلتها لك في الآونة الأخيرة والتي ستجعله يجرجرك كالبهائم من شعرك ويلقيك خارج منزلنا حتى نرتاح من شرك”.
شحب وجه صفاء بشدة وتوعدت بداخلها لإيمان وكادت تقترب منها حتى تصفعها إلا أن حضور الجدة جعلها تقف ساكنة قبل أن تطلب منها الجدة المغادرة حتى تتحدث مع إيمان بأريحية. 
جلست الجدة على الأريكة المقابلة لفراش إيمان وبادرت بالحديث بعدما غادرت صفاء:
-“لماذا إيمان … لماذا عاقبت نفسك وعاقبت عمر بتلك الطريقة البشعة؟! كلانا يعلم بأنك تعشقين عمر وأنك مهما حاولت فلن تتمكني من أن تحبي رجلا غيره”.
زمت إيمان شفتيها بحنق وقالت:
-“لأنني مللت الانتظار … سنوات وأنا أنتظره ولكنه لا يعيرني أدنى اهتمام … إلى متى سأظل أنتظر سيادته حتى يتكرم عليَّ ويمنحني القليل من المشاعر؟!”  
زفرت الجدة بحزن وأيقنت بأن عمر قد خسر إيمان بسبب غبائه.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
-“والآن … فلتجلس كلاً منكما أمامي حتى نحل تلك المشكلة”.
قالتها “ساندي” بحنق وهي تجر هنا وسلمى وتجلسهما عنوة على الطاولة فقد ملت من خصامهما الذي لا يوجد له مبرر من وجهة نظرها.  
زمت “سلمى” شفتيها بعبوس ونظرت إلى هنا بعتاب قبل أن تتحدث:
-“هنا لا تتقبلني في حياتها ولا تريد أن نستمر في صداقتنا وأنا لن أفرض نفسي عليها”.
أنهت عبارتها وأشاحت بوجهها بعيدا عن مرمى نظرات هنا التي نظرت لها “ساندي” بصدمة وقالت:
-“أخبريني الآن … لماذا تريدين قطع علاقتك بسلمى؟”
صاحت “هنا” بضيق:
-“أنا لا أريد أن أقطع علاقتي بها … كل ما في الأمر أنني كنت حزينة وبشدة من أجل فارس وخرجت تلك الكلمات الغبية من فمي في لحظة غضب”.
نظرت لها سلمى بذهول لتستطرد هنا بعتاب:
-“ظننت أنك ستتفهمين وضعي وتعطيني فرصة لأعتذر لكِ ولكنك رحلت وكأنك كنت تنتظرين أن تأتيك الفرصة الذهبية لتبتعدي عني”.
رمقتها سلمى بعدم تصديق ورددت بذهول:
-“تتحدثين وكأنك لست أنتِ من قمتِ بطردي أخر مرة عندما حاولت أن أتكلم معكِ!!”
مسحت “ساندي” وجهها بباطن كفيها وتنهدت بتعب من خلاف صديقتها وهتفت بحسم حتى تنهي تلك المسخرة التي استمرت لوقت طويل:
-“حسنا … فالتصافح كلا منكما الأخرى بما أن الأمور باتت واضحة الآن وسوء التفاهم الذي بينكما قد انتهى”.
استكملت وهي تشير إلى هنا:
-“أنتِ مدينة إلى سلمى باعتذار لأنكِ أنتِ من أخطأت في حقها منذ البداية”.
أخفضت “هنا” رأسها بخجل واعتذرت من سلمى لتبتسم لها الأخرى وتصافحها تحت نظرات ساندي السعيدة بعودة المياه لمجاريها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
مرت الأيام وأتى يوم خطبة إيمان وأسر … كانت إيمان تبتسم بشدة حتى ظن الجميع أنها سعيدة بالفعل ولكن لم يدرك أحد أن قلبها كان يحترق بشدة وخاصة عندما تقع عيناها على عمر الذي يجلس شارداً وبعيدا عن الجميع.
لم تختلف حالة أسر عنها فهو الأخر كان شاردا في مهجة وقلبه يعتصر ندما لأنه وافق على اقتراح والدته فهو كلما التفت ونظر إلى إيمان تتبدل ملامحها أمامه وتحل مهجة محلها وهذا يثبت له أنه لن يستطيع أن ينساها كما اعتقدت والدته.
اقتربت منهما كاميليا وباركت لهما وتبعها فارس الذي تمنى لو أن إيمان لم تتسرع في قرارها فهو يعلم جيدا بأن عمر يحبها.
همست كاميليا بسعادة وهي تنظر إلى فارس:
-“أنا سعيدة جدا من أجل إيمان … صحيح أنني لم أعرفها إلا منذ فترة قصيرة ولكني أؤكد لك بأنها فتاة جيدة وتستحق كل خير”.
لمعت عيناها وهي تستأنف:
-“انظر إليها تبدو سعيدة للغاية”.
هتف فارس بوجوم:
-“لا تنخدعي أبدا بالمظاهر يا عزيزتي … الأشياء لا تبدو دائما كما هي عليه ، هذا ما تعلمته من خلال عملي لسنوات في مجال التمثيل”.
حاولت كاميليا أن تفهم المغزى من وراء حديث زوجها ولكنها فشلت وانخدعت في النهاية بابتسامة إيمان الظاهرية.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
التقطت “أمنية” العديد من الصور برفقة خطيبها الذي حضر الحفل لفترة قصيرة قبل أن ينصرف متحججا ببعض الأعمال التي يجب عليه أن ينجزها.
فتحت “أمنية” حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ثم نشرت صورهما حتى تغيظ أصدقائها بعدما سخرن منها في الماضي بطريقة غير مباشرة لأنها تركت عمر وتخلت عنه في محنته.
ابتسمت “صفاء” عندما وصلها إشعار بأن أمنية قد نشرت شيئا جديدا واتسعت ابتسامتها عندما رأت صور أمنية ومهاب والتي تألقت بها أمنية بفستان يبرز منحنياتها ويجعل الجميع يحسد مهاب على امتلاكه امرأة مثلها.
اقتربت صفاء من أمنية وأردفت بسعادة لم تستطع إخفاءها:
-“أحسنتِ حبيبتي … استمري في نشر صورك برفقة خطيبك حتى لا يلتفت أحد إلى إيمان وخطيبها”.
استكملت صفاء بجدية:
-“احذري منها يا فتاة ولا تدعيها تسرق منك الأضواء”.
-“حسنا أمي … سأفعل كل ما تطلبيه وسأنفذه بالحرف”.
قالتها أمنية قبل أن تتوجه نحو الباب لتستقبل صديقتها التي دلفت لتوها إلى الحفلة.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
رفع “عمر” عينيه لثوان يتأمل بها إيمان ليتفاجأ بنظرها مصوب نحوه وهو الأمر الذي حرك مشاعره بهذه الطريقة التي ستجعله يتألم كثيرا كلما رأى محبس الخطبة في يدها فحبيبته أصبحت الآن ملكا لصديقه المقرب.
حدق بها لوقت طويل حتى أصبح عاجزا عن إبعاد عينيه عنها ، فتسارعت أنفاسه وأخذ يحاول إشاحة عينيه حتى نجح في ذلك بصعوبة بالغة فتمتم قائلاً بصوت منخفض لم يصل إلى مسامع أي شخص:
-“يجب أن أبتعد عنها وبأقصى سرعة”.
ذهب إلى غرفته وأغمض عينيه وقد عزم على تنفيذ القرار الذي ظل يفكر به طوال الأيام الماضية.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
خرج فارس ليحضر سيارته ثم اتصل بكاميليا لتغادر الحفل وتصعد بجواره في السيارة … لاحظت شروده طوال الطريق ولكنها فضلت أن تصمت وتنظر حتى يصلا إلى منزلهما وستعلم حينها بماذا يشعل باله.
وصلا إلى المنزل فوضعت يدها على كتفه برفق وسألته بهدوء وقد انتابها بعض القلق:
-“هل أنت بخير؟”
أجابها وهو يهز رأسه: 
-“أنا بخير كاميليا لا تقلقي … في الحقيقة أنا أفكر في عمر … أشعر أنه يخطط لشيء ما من وراء ظهورنا”.
نطق عبارته الأخيرة بضيق فهو قد حاول أن يعلم بماذا يفكر عمر وما الذي سيفعله بعدما تمت خطبة إيمان وأسر ولكنه لم يستطع وهو الأمر الذي أزعجه وضايقه كثيرا.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
‏-“اسمعي جيدا ما سأقوله لكِ ياسمين … كاميليا يجب أن توقع اليوم على الأوراق التي أرسلتها لك في الصباح”.
قالها جابر بجدية وهو يضع الهاتف بجوار أذنه لتهتف ياسمين بجدية مماثلة:
-“لا تقلق جابر … سأدعو كاميليا اليوم إلى منزلي وسأجعلها توقع على الأوراق دون أن تدري”.
ابتسم جابر بخبث وقال:
-“أبلغيني عندما تنتهي من مهمتك حتى أرسل لك باقي الأموال التي اتفقنا عليها”. 
-“حسنا”.
قالتها “ياسمين” وأنهت المكالمة حتى تنفذ الخطة المتفق عليها.
ابتسم جابر بسعادة فقد حانت أخيرا اللحظة التي سينال بها جميع الأراضي التي تمتلكها كاميليا والفضل في ذلك يعود إلى ياسمين التي تعد بالنسبة إلى كاميليا صديقة مقربة للغاية.
تذكر ذلك اليوم عندما رأى ياسمين بعدما عادت كاميليا من الخارج فقد أدرك من الوهلة الأولى أنها امرأة جشعة تعشق المال ولا يهمها الوسيلة ولا الطريقة التي ستحصل بها على المال فهي قد تبيع نفسها من أجله.
انتشله من شروده صوت المزهرية التي تحطمت بالخارج فتوجه بسرعة نحو الباب حتى يرى من الذي سمعه وهو يتحدث مع ياسمين ولكنه لم يجد أي أحد … لمعت عيناه بوميض غاضب بعدما رأي تلك القطعة القماشية العالقة في مسمار الطاولة والتي يعرف صاحبتها عن ظهر قلب فهي تعود إلى أحد جلابيب مهجة.
اعتصر القطعة بيده وهو يهمس بتوعد:
-“أعدك بأنني سأجعلك تندمين بشدة على فعلتك”.‏
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
استيقظ عمر من نومه وتناول فطوره ثم عاد مرة أخرى إلى غرفته بعدما أخبر جدته بأنه لن يذهب إلى الشركة.
أخذ يدور بكرسيه في أنحاء الغرفة ينتظر قدوم شقيقته التي طلب منها أن تلحق به إلى غرفته بعدما تنهي فطورها وبالفعل لم تمض سوى بضع دقائق ودلفت هنا إلى غرفته بعدما طرقت الباب.
جلست “هنا” على حافة السرير وهتفت بتساؤل:
-“ما الأمر الذي تريد أن تخبرني به والذي جعلك تصر على أن نتحدث بمفردنا في الغرفة ودون أن يسمعنا أحد؟”
تنهد عمر وأخبرها بأنه قرر أن يجري العملية واتصل بألبرت وأبلغه بقراره حتى يبدأ بالتجهيزات.
-“هل أنت واثق من قرارك عمر؟ فكر جيدا الأمر ليس بتلك السهولة التي تعتقدها”.
نطقتها “هنا” بخفوت وهي تنظر إلى عمر بحزن على ما وصلت إليه حالته فهو أصبح مؤخرا بائس وحزين … لمعت عيناه بإصرار وتحدي وهو يؤكد لها ما قاله قبل دقائق:
-“فكرت كثيرا وأخذت قراري … سأجري تلك العملية وسأتحمل نتيجتها سواء كانت إيجابية أو سلبية”.
نظر “عمر” بريبة إلى الرواق الذي يقع أمام غرفته من خلال ثقب باب غرفته كي يتأكد من عدم وجود أي شخص خارج الغرفة قبل أن يستطرد بجدية:
-“سأجري الأمر بسرية تامة ودون أن يعرف فارس أو أي فرد من أفراد عائلتنا عداكِ أنتِ بالطبع”.
ترددت “هنا” وهي تقول:
-“ولكن هذه العملية ستكون خطيرة جدا وقد تجعلك تخسر ….”
قاطعها بنبرة صارمة لا تقبل المجادلة:
-“سأجريها مهما كلفني الأمر … سأقوم بحجز التذاكر حتى نسافر الأسبوع القادم في منتصف الليل ودون أن يعلم أحد”.
اقترب منها وهتف بنبرة تحذيرية:
-“سأكررها لكِ مرة أخرى … لا تخبري جدتي بسفرنا … اتفقنا”. 
حركت رأسها بالإيجاب وقالت:
-“اتفقنا … سأفعل كل ما تريده ولن أدعها تعلم بخطتك”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
‏أغلقت “مهجة” باب حجرتها ووضعت يدها على قلبها الذي علت دقاته وحمدت ربها بأن جابر لم يكشف أمرها … أمسكت هاتفها واتصلت برقم كاميليا وانتظرتها حتى تجيب وهي تتنفس بسرعة من شدة خوفها وقلقها.‏
التقطت كاميليا الهاتف الذي صدع رنينه ثم أجابت بابتسامة عندما رأت اسم مهجة:
-“مرحبا مهجة … وأخيرا سأسمع صوتك يا فتاة!!”
أردفت مهجة وهي تلهث:
-“اسمعيني جيدا كاميليا … يجب أن أخبرك بأن جابر سيقوم ب…”.
لم تكد تنهي جملتها حتى قام جابر بسحب هاتفها وأغلقه في وجه كاميليا قبل أن يكسره ثم صفعها بقوة على وجهها وهو يصيح بغضب:
-“سأريك أيتها الحقيرة”.
هتفت بهلع وهي تتراجع إلى الوراء:
-“جابر!!”
تقدم منها وهو يخلع حزام بنطاله ثم قام بلفه على يده … اتسعت عيناها برعب وهتفت بذعر:
-“ماذا ستفعل جابر؟!”
وكانت إجابته عندما هوى بالحزام على جسدها بضربة جعلتها تصرخ قبل أن يتبعها بوابل من الضربات ولم يكترث لصراخها الذي يصم الآذان.
يتبع..
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!