روايات

رواية حي البنفسج الفصل الخامس عشر 15 بقلم نور بشير

رواية حي البنفسج الفصل الخامس عشر 15 بقلم نور بشير

رواية حي البنفسج الجزء الخامس عشر

رواية حي البنفسج البارت الخامس عشر

رواية حي البنفسج
رواية حي البنفسج

رواية حي البنفسج الحلقة الخامسة عشر

” ١٥ رمضان “.
تابع اليوم الخامس:
وبالأعلى فى الطابق الأول حيث شقة ” عزيزة ” وتحديداً بداخل غرفه نومها الجالسه بداخلها ” دنانير ” تبكى بحرقه وكأنها فقدت عزيزاً عليها للتو وهى تقوم بترتيب الملابس التى قامت بأخذها من أعلى الحبال لطويها، فدلف إليها ” كريم ” ناظراً إليها بتفحص يتأمل حالتها التى هى عليها وبكائها الذى يمزق له نياط القلب تمزيقاً مردداً بحنان وهو يجلس على طرف الفراش إلى جوارها ممسكاً بيديه كوبين من الشاى الأحمر به أوراق النعنع الأخضر الطازجة.
– مالك بتعيطى ليه يا ولية، ده البكا والعياط غلط عالحبلة اللى زيك..
” دنانير ” ببكاء.
وهى حالتى تفرق معاك فى إيه خلينى أريحك وأخلصك من الوقعة السودا اللى أنت وقعتها..
” كريم ” بنبرة حانية مليئة باللطف والمحبة.
– طب أن شاء اللّٰه أنتص فى نظرى دلوقتى حالاً أن كنت بكدب عليكى دى كانت أحلى وقعة يا دندورتى وقعتها فى حياتى..
” دنانير ” وهى تمسح عبراتها بكف يديها بلطف.
– بعد إيه بقا يا أخويا ما اللى فى قلبك خلاص ظهر وبان وقت الخناق..

 

 

ثم تابعت وهى تعاود البكاء من جديد.
– أنت متتصورش قلبى مفطور أزاى من كلامك اللى كان نازل يقطع فيا تقطيع..
للدرجة دى يا راجل مبقيتش تحبنى خلاص ولا عايز تخلف منى عيال تانى..
” كريم ” بحب.
– طب وحيات دنانير عندى أنا ماحبيت ولا هحب فى حياتى غيرها..
فدندن بحب وهمس يملوءه الحنان والإشتياق واللوعه.
– على رأى الست ” أم كلثوم ” ده أنا أنسى جفاك و عذابي معاك ما أنساش حبك..
ثم أضاف وهو يمد يديه لها بكوب الشاى المنعنع بحباً خالص.
– خدى..
خدى أشربى كوباية الشاى أم نعناع دى وهى هتدوب أى خصام بينا..
” دنانير ” وهى تمسح عبراتها محاولة تمالك ضحكتها وإلا تبتسم أمامه.
– وهو أنت فاكر أن كوباية الشاى دى هتضيع مرارة العلقم اللى أنت ذقيهونى من أمبارح..
” كريم ” بحب.
– يا ولية ميبقاش قلبك أسود بقااا..
ده أنا عاملك كوباية الشاى أم نعناع اللى بتحبيها..
طب أقولك…! قالها وكأنه تذكر شيئاً للتو ومن ثم دندن بهمس وهو يقترب منها رويداً رويداً.
– الصلح خير قوم نتصالح ده الصلح خير..
فإنفلتت ضحكة رنانة من بين شفاها وتابعت بحب ونبرة صادقة.
– يووووه يا راجل أنتى هتغنيلى..
” كريم ” بهيام.
– وألحنلك كمان..
أسمعى قلبى يا ولية بيقول إيه…! قالها وهو يسحب يديها واضعاً إياها أعلى قفصه الصدرى حيث موضع قلبه لتتحسس نبضاته وتابع بمرح.
– سامعه بيقول إيه..
دوم تك دوم تك، بحبك يا دندورتى..
” دنانير ” وهى تغطى وجهها براحتها.
– يا خراااااشى عليك يا ” كريم “..
مالك يا راجل فيك إيه النهارده…؟!

 

 

” كريم ” بحب.
– بحبك النهارده زى أمبارح وزى بكرا وبعده ويمكن أكتر شوية..
فإستكمل وهو يوكزها فى ذراعها بخفة وحنان.
– إيه صافى يا لبن..
” دنانير ” بضحكة رنانة.
– ههههههيييئ هههههييئ..
” كريم ” بهمس.
– بس يا ولية الحيطان ليها ودان وأمى تسمعنا عيب..
فضحكت ” دنانير ” مرة آخرى فهمس لها ” كريم ” بمرح.
– ده كده كلهم سمعوا هههههههه..
ومن ثم أضاف بحب.
– خلاص بقا صافى يا لبن..
” دنانير ” بهيام.
– على رأى الست لما قالت..
وهمسلى قالى الحق عليه نسيت ساعتها بعدنا ليه هههه..
” كريم ” بهيام.
– يبقا حليب يا قشطة ههههه..
فدلفت ” عزيزة ” فجأةٍ فوجدت صغيرها يجلس إلى جوار زوجته والحب والهيام يبدوان بوضوح على معالم وجهه وتلك البسمة المزينة ثغرها ووجنتها التى تكسوها الحمرة دلالة على خجلها فهتفت بمزاح.
– يووووه كاتك إيه أنت وهى..
ومش عايز تجيب عيال يا متدهول على عينك ههههههه..
” كريم ” بحرج من ولدته.
– أنتى هنا يا أمه..
” عزيزة ” بسخرية محببه.
– لا هناااك يا نن عين أمك..
فأضافت بمزاح.
– أخس بتشرب شاى بالنعناع من غير أمك..
طب كنت أنده عليا أجى أخدلى رشفة مسم..
” كريم ” وهو يقترب منها بحرج معطياً لها الكوب خاصته.
– خدى يا أمه ده أنا كنت عامله ليكى أصلاً وكنت بحسبك هنا مع ” دنانير ” بطبقوا الغسيل سوا..
ثم تابع وهو يعطيها الكوب سريعاً.
– أمسكى يا أمه أمسكى..

 

 

أنا هنزل بقا لأحسن البت ” صبا ” فى المخبز لوحدها…! قالها وهو يهرول باتجاه الباب سريعاً تاركاً ” دنانير ” تموت خجلاً بتلك اللحظة خصوصاً بعد إبتسامة خالتها لها التى تعلم مغزاها جيداً فهتفت ” دنانير ” بحرج وهى تبتلع لعابها بصعوبة بالغة متجهها صوب الخارج.
– طب أنا هروح أدمس الفول يا خالتى وهرجع أكمل تطبيق الغسيل عن إذنك..
” عزيزة ” بعدما رحلت ” دنانير ” من أمامها وهى ترتشف من كوب الشاى بيديها.
– إذنك معاكى يا حبيبتشى..
ثم أضافت وهى ترتشف بتلذذ.
– واللّٰه كوباية الشاى حلوة يا واد يا ” كريم ” هههه..
لازم طبعاً تبقا حلوة ما هى معمولة على نار هادية هههههه..
وفى صباح اليوم التالى حيث يجتمع الجميع قبل الفطور سوياً فى جو أسرى مرح بإستثناء وجود تلك ” الفريدة ” التى عمد ” سليم ” إلى تجاهلها تماماً بعدما قالته له وأفتعلته بوجود جدته وتلك ” الصفية ” أمس التى أهدرت بكرامتها الأرض.
” عزيزة ” بسعادة بالغة وهى توجه حديثها إلى ” مجيدة ” بحماس.
– علقى عاللحمة يا ” مجيدة ” عشان تلحق تتسوى يا أمه..
ده بكرا اليوم هيبقا طويل علينا أوى ولازم نقسم الشغل علينا عشان الناس تيجى تلاقى الحاجة جهزه ومنتكشفش قدامهم..
” مجيدة ” بحماس.
– متقلقيش يا خالتى اللحمة عالبوتوجاز بسويها على نار هادية والشباب كمان لموا الدم اللى عالسلم مطرح الدبيح وخلوه فله..
” عزيزة ” بنبرة محببه.
– يا أختى عقبالهم كلهم واحد واحد وأفرح بيهم يارب..
” دنانير ” بحب وهى تقوم بتنظيف الأرز.
– يا خالتى أن شاء اللّٰه تفرحى بيهم وبعيالهم كمان..

 

 

” عزيزة ” بحنان.
– مسم..
يا عالم مين يعيش يا بنتى..
يلااااااا يلاااا قوموا خلصوا اللى وراكم ده بكرا فطار المائدة كله علينا غير الأكل اللى هنعمله للنسوان هنا..
” ثريا ” وهى تقوم بتقطيع الكبدة.
– متقلقيش يا أمه كله هيتظبط وهنتستر قدام الناس بكرا..
يعنى هى أول مرة ولا أول مرة..
” عمران ” وهو يتكأ على عصاه بسعادة.
– عندك حق يا ” ثريا ” دى ولا هتبقا أول ولا أخر مرة يا ” عزيزة “..
ثم أضاف وهو يوجه حديثه إلى أحفاده من الرجال.
– بقولكم إيه يا ولاد عمكم ” هلال” فضيقه وكرب شديد أوى ومحتاجين نقف جمبه، يعنى اللى يقدر على حاجة يعملها ومفيهاش إحراج أحنا كلنا على باب اللّٰه بس الراجل ظروفه صعبة أوى وبته جوزها مغضبها وهى على وش ولادة وأيامها دى..
” عزيزة ” بخضه.
– يا خرااابى..
وهو فى حد يغضب حد فى أيام مفترجه زى دى..
أخس على ديه رجالة، أما رجالة نتنه بصحيح..
” عمران ” بحزن.
– الراجل كارشها قال إيه عشان حامل فى بت..
غيره مش لاقى ضفرهم وهو بيتلت على عطية ربنا وبيستكبر عليها..
” كريم ” بحكمة.
– واللّٰه يا حاج الواد زى البت المهم البذرة تكون صالحة ويتربوا كويس ويطلعوا عون لأهاليهم..
” عامر ” بتصديق على حديث شقيقه.
– عندك حق يا ” كريم ” أنا أهو عندى الواد والبت بس واللّٰه الأتنين غلاوة واحدة ولا فيهم حد أحسن من حد عندى، بدعى ربنا بس أنهم يبرونى ويكونوا بيا وبأمهم رحُـمـه ويفتكرونى بدعوة بعد مماتى..
” حمزة ” بحب وهو يربت على ساق والده بحنان.
– متقولش كده يا بابا ربنا يديكم طوله العمر يارب..
” توفيق ” بحب.
– ده مقدر ومكتوب يا ” حمزة ” يا أبنى وكلنا أموات ولاد أموات والكل فانى بس هى دى الحقيقة الوحيدة اللى باقية..
اللهم أحسن ختامنا يارب..
” عمران ” وهو يهز رأسه بإيجاب مستنداً على عصاه برزانة وهيبة.
– ونعم باللّٰه العلى العظيم..
المهم يا ولاد حد عايز يساعد معايا ومع عمكم ” فتوح ” و ” إسحاق ” ولا أساعد أنا لوحدى..
” كريم ” بتساؤل.
– حضرتك هتلم قد إيه يا أباااا..
” عمران ” برزانة.
– يا أبنى اللى تقدر عليه لا يكلف اللّٰه نفساً إلا وسعها..
اللى طالع من ذمتك رضـُــا..
” صبا ” وهى تتدخل فى حديثهم بتهذب.

 

 

– تسمحلى يا جدو أشارك معاكم..
” عمران ” بحب وإبتسامة يملؤها التقدير والفخر.
– دى حاجة بينك وبين ربنا يا بنتى، ولو أنتى حبة فأنا أطلع مين عشان أقف فى وش خير معمول لوجه اللّٰه تعالى..
” صبا ” بأبتسامة عريضة كشفت عن أسنانها بحماس.
– خلاص يا ” جدو ” أنا أول واحدة هشارك مع حضرتك..
” توفيق ” بسعادة.
– وأنا تانى واحد يا حاج..
” محمود ” بحماس.
وأنا الثالث يا جدى..
” سليم ” وهو يسترق النظرات الخاطفة إلى ” صبا ” دون أن يلاحظها أحد.
– وأنا الرابع يا جدى..
وهكذا هتف كل من ” يونس ” و ” عامر ” و ” كريم ” ومن ثم هتف الجد وهو يوجه حديثه إلى ذلك ” البدر ” الذى يجلس إلى جوار والدته ويقوم بتقطيع البصل وأعينه دامعة بغزارة.
– إيه يا بدر الليلة دى مش واكلة معاك فى حاجة..
مفيش من أهلك رجاااا خالص..
” بدر ” بمرح.
– واللّٰه يا حاج ده أنا عايز اللى يتبرعلى ههههههه..
” زينب ” بتهكم وهى تعوج شفاها على الجانبين بسخرية.
– ” بدر ” حالته صعبة أوى يا جدى ههههه..
” بدر ” بمرح.
– والنبى يا جدى ما تلملى فلوس أنا كمان أعمل مشروع أحلامى..
” توفيق ” بسخرية من حديث ولده.
– وهو البغل اللى زيك عنده أحلام..
يا لااااا ده أنت عامل زى الجاموسة اللى فى النجيلة ولا النجيلة بتخلص ولا الجاموسة بتشبع..
” بدر ” بمرح.
– لا ما أهو أكيد حضرتك مش هفتح زريبة هههه..
” عمران ” بنبرة حازمة.
– والأفندى عايز إيه أن شاء اللّٰه ولا إيه هى أحلامه نورنا يا أخويا عشان نبقا عارفين..
” بدر ” وهو ينتقل إلى جوار جده بحماس.
– أنا كل اللى طالبه من حضرتك ٥٠٠٠ج وأنا أوعدك هرجعهملك وعليهم بوسة أول ما المشروع يشتغل ويجيب زباين..
” توفيق ” بسخرية من حديث صغيره.
– وهتعمل بيهم إيه أن شاء اللّٰه ولا تكون هتروح تمثلى بيهم أنت والصيع صحابك..
” عمران ” بنبرة متسائلة وهو يتكأ على عصاه بنظرات ثاقبة.
– اللى أبوك بيقوله ده صح يا ” بدر “..
أنت صحيح رجعت لحوار التمثيل ده تانى..
ثم أضاف بنبرة مستحلفه.
– وأنا أقول سبت شغلك ومش بتدور على غيره ليه أتارى لسه فكرة التمثيل متعششه جوه المخروبة دماغك..
” بدر ” بهدوء محاولاً إقناع جده بوجهه نظره.

 

 

– يا جدى التمثيل والمسرح دول بالنسبة ليا حياة..
أنا كل اللى طلبه من حضرتك ٥٠٠٠ج حق تأجير المسرح والديكور وصدقنى بعدها مش هطلب من حد حاجة تانية وفلوسكم هرجعهالكم وعليها بوسة..
” عمران ” بغضب وحدة.
– ٥٠٠٠ عفريت لما ينططوك..
قاااال ٥٠٠٠ج قاااال أنت عارف أنا بشتغل قد إيه عشان أجيب المبلغ ده يا أبن ” ثريا “..
” توفيق ” بسخرية.
– وعلى كده الـ ٥٠٠٠ج دول فى الليلة الواحدة ولا إيجار لفترة معينة..
” زينب ” بضحكة يملؤها السخرية.
– ههههه لا يا عمى ده تمن الليلة الواحدة ههههه..
” بدر ” بغضب من حديثها الذى يغضب والده وجده منه للغاية.
– وحيات أمى اللى قعده دى هقوم أكلك طبق البصل ده دلوقتى..
” عمران ” وهو يوكزه فى كتفه بعنف.
– طب يا أخى أعمل إحترام ليا ولا لأبوك يلعن أبو شكلك..
” بدر ” بأسف وحزن.
– أسف يا جدى..
والنبى قولى هتساعدنى ولا لا..
” توفيق ” بتساؤل ونبرة يملؤها الإستهزاء.
– وعلى كده هتجيب مين يحضر العرض..
هتجيب الست سميحة أيوب ولا الأستاذ محمد صبحى ههههه..
” بدر ” بحزن من إستهزاء والده به أمام الجميع.
– لا يا بابا ده هيكون عرض مميز لينا أوى والمخرج صاحبى وهيعزم ناس من الوسط يحضره ولو عجبهم الشغل والديكور والتمثيل هيصعدونا لمسابقة آفاق ودى مسابقة دولية بيحضرها ناس كبار من الوسط الفنى منهم الست ” سميحة أيوب ” و الأستاذ ” محمد صبحى “..

 

 

ثم أضاف بحزن.
– بس خلاص بعد اللى أنتم عملتوه ده حتى لو فى نيتكم تساعدونى فأنا مش عايز المساعدة دى..
” ثريا ” بغضب من حديث أبنها.
– أخس عليك عديم الرباية بصحيح..
” عمران ” بحدة.
– ومين قالك أصلاً أنى هساعدك تضيع شقايا وتعبى على تفاهات زى دى..
يا أبنى أنت بشمهندز قد الدنيا وشغلك عشرة على عشرة ليه توحل نفسك وتوكس حالك بإيديك..
” بدر ” بإصرار.
– ده حلمى يا جدى وهحققه وبكرا هوصل لهدفى وساعتها كلكم هتندموا أنكم رفضته تساعدونى..
والأيام بينا..
” عمران ” بسخرية.
– لما نشوف يا أخويا هنقابلك أمته هههه..
” عزيزة ” وهى تضحك.
– يوووه كاتك إيه يا حاج هههه.
ما خلاص بقا يا واد يا ” بدر ” متعكرش دم سيدك..
ثم تابعت وهى توجه حديثها إلى ” عمران ” من جديد.
– أما ليك عندى حتة خبر يا أخويا..
مش البت ” صبا ” جالها عريس..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية حي البنفسج)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى