روايات

رواية أهداني حياة الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت الخامس والثلاثون

رواية أهداني حياة الجزء الخامس والثلاثون

رواية أهداني حياة
رواية أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة الخامسة والثلاثون

تحركت حلا ونسمة خلف زياد فصاحت الأولى بضيق قائلة:
– طب الملزق اللي فوق وقولتله إني قريبتك وفهمنا السبب لكن ليه تقول للدكتور ده كمان كده وأيه أخصك ديه إن شاء الله هو أحنا نعرف بعض أصلا
وقبل أن يجيبها وجدت نسمة هاتفها يرن برقم حمزة فقالت فزعة وهي تنظر ل شاشة هاتفها وتنقل بصرها بينها وبين حلا بتوتر متسائلة :
– ده …ده حمزة أرد عليه واقوله أيه ؟؟
– حلا وهي تخبط مقدمة رأسها بيدها قائلة: أوووف نسيت أقولك كلميه هي الساعة بقت كام ؟؟
– نسمة : الساعة 10 ونص
– حلا بارتباك :ردي عليه وقليله أننا مخرجناش وحصل ظروف في الشغل ف معرفناش نخرج وطمنيه إني معاكي عشان ميقلقش
– نسمة : حااضر.. فتحت الخط قائلة بهدوء مصطنع : ايوه يا حمزة .. أيه حلا .. لأ معايا أهيه .. تليفونها ؟؟ تقريبا فصل شحن ..أحنا مخرجناش أصلا يا حمزة .. والله أحنا في المستشفى بتاعتي جالي شغل ومعرفتش أمشي وحصلت ظروف أخرتني وحلا مرضيتش تسيبني .. أيه مكلمنكش ليه ؟؟حكت مقدمة رأسها بتفكير وهي تتحرك جيئة وذهابا قائلة: أأه معلش غلطتي أنا عشان مكنتش عارفة أكلمك اتشغلت جداا ولا حلا كمان عرفت تكلمك ..أحنا خلاص خارجين من المستشفى أهوه وراجعين على البيت .. لألأ يا حمزة متجيش تاخدنا ولا حاجة أحنا طلبنا كريم وعل وصول أهوه بيتصل هقفل معاك دلوقتي يا حمزة عشان أرد عليه سلااام
– وأخيرا تنفست نسمة الصعداء بعدما أنهت المكالمة ثم تنهدت قائلة : اوووف الحمد لله أكترحاجة ف الدنيا مبعرفش أعملها هي الكدب المهم يلا بينا بقا يا حلا عشان هو على آخره
– حلا: يلا وربنا يستر ويعدي الليلة على خير
– زياد بتقرير: استنوني هنا هروح أجيب عربيتي وأوصلكم
– نسمة : لا مش عايزين نتعبك معانا يا دكتور زياد ربنا يباركلك
– حلا برفض: أحنا اصلا مش هينفع نركب معاك شكرا على اهتمامك بس أحنا مبنركبش عربيات مع حد غريب
– زياد بتهكم: وهو كريم أو اوبر الكابتن بتاعهم بيكون قريبك؟؟
– حلا: لأ مش قريبي لكن ديه شغلتهم يوصلوا الناس لبيوتهم لكن تقدر حضرتك تقولي أنتا مين وصفتك أيه عشان توصلنا وبعدين أنا مبكدبش على حمزة وهو مش هيوافق أركب العربية مع حد غريب أو حتى زميل
– أماء زياد رأسه بتفهم وهمت حلا ونسمة بالتحرك لكنه أشار إليهم بألا يتحركا وأن ينتظرا كان يشير إليهما وهو يمسك بهاتفه يطلب أحد الارقام لحظات وأتاه الرد على الجانب الآخر والذي لم يكن سوى حمزة فتحدث زياد قائلا :
– أهلا بحضرتك يا سيادة الرائد .. خير يا افندم بقول لحضرتك دلوقتي أنا مع بشمهندسة حلا ودكتورة نسمة وعرضت عليهم أوصلهم للبيت لكن أختك رفضت بسبب حضرتك ف أنا حبيت استأذنك أوصلهم لأني مش هينفع اسيبهم إلا لما اطمن عليهم وأطمن انهم وصلوا البيت الوقت متأخر ومينفعش يركبوا عربية مع حد غريب .. لأ يا فندم مفيش تعب ولا حاجة .. متخافش حضرتك دول أخواتي .. شكرا على ثقتك وياريتك تقول الكلمتين دول للبشمهندسة عشان تطمن أنك موافق إني أوصلهم ..أتفضل حضرتك أنا هديها التليفون
ثم مد يده بالهاتف ل حلا التي أخذته منه وتحدثت لأخيها بارتباك قائلة :
– أيوه يا ابيه .. لأ احنا تمام متقلقش .. يعني أخليه يوصلنا؟؟ .. مااشي يا أبيه .. أه هنتحرك دلوقتي من المستشفى أهوه .. لما نوصل بقا يا أبيه هنشرحلك كل حاجة .. مااشي سلااام
أغلقت حلا الخط ومدت يدها بالهاتف ل زياد فأخذه منها ووضعه بجيب بنطاله وطلب منهما أنتظاره حتى يأتي بالسيارة وما هي إلا دقائق معدودة وكانت سيارته تقف أمام باب المشفى استقلت نسمة المقعد المجاور له وحلا في المقعد الخلفي
تحرك زياد بسيارته متجها حيث منزل والدة حلا وبعد حوالي عشرون دقيقة كان قد وصل أسفل البناية ترجلت حلا من السيارة أولا دون أن تشكره وتركت الأمر لنسمة التي كانت تشكره بحرارة ضايقت الأولى ولم تعرف سببا لهذا الضيق سوى أن نسمة تبالغ في شكره وما إن ترجلت الأخيرة حتى وجدت حلا الطبيب زياد يلحق بهما بعدما أغلق سيارته ف تسائلت بغيظ :
– خير رايح فين ؟؟أنتا مش وصلتنا أيه اللي نزل حضرتك من عربيتك؟؟
– زياد بهدوء وبابتسامة رزينة قائلا: هطلع معاكم فوق لازم أسلم الأمانة يدا بيد لحضرت الرائد
– حلا بغيظ: ليه هو أحنا طرد بريد بتوصله ؟! أنتا وصلتنا لحد البيت ولحد هنا وشكرا لكن ليه المبالغة أنك تطلع توصلنا لفوق الجيران يقولوا أيه ؟؟
– زياد ببرود: عادي هيقولوا قريبكم
– حلا بعصبية : هو أنتا صدقت نفسك ! مش فاهمة والله بتكدب الكدبة وتصدقها
– نسمة محاولة تهدئة حلا : أهدي يا حلا خلينا نفهم أكيد الدكتور ليه غرض من الزيارة غير أنه يوصلنا لحمزة ف ايده
– زياد بابتسامة وهو يشير لنسمة وقد وجه حديثه ل حلا قائلا : شوفتي الناس اللي بتفهم أ….
– حلا باندفاع : يعني أيه الناس اللي بتفهم يعني أنا غبيةومبفهمش
– زياد وقد لوى شفتيه متهكما : هل أنا قولت كده ؟كل الحكاية أن حضرتك بتشوفي الأمور بنظرة سطحية شوية على العموم أنا عايزحضرت الرائد ف حاجة مهمة وبعدين عشان أكون معاكم وأحكي اللي حصل بدالك بدل ما يزعلك عشان تصرفك الغلط مع الحرامية وتمسكك بالشنطة
– حلا بسخرية: أنتا متخيل أن حمزة هيغلطني لأ وكمان هيقولي أسيب حقي يبقا متعرفهوش ده الأفضلك أنك متحكيش اللي حصل ولا تطلع أصلا عشان هيبقا شكلك وحش أوي قدامه لما يعرف أن حضرتك سبت الحرامية يجروا بالشنطة بتاعتي من غير ما تحاول توقفهم
– زياد بابتسامة واثقة : لأ أنا متأكد أن الأمر المرادي مختلف ومصمم أقابله أنا هطلع بعد حضراتكم علطول هو الشقة الدور الكام ؟؟ بس بعد أذنك يا دكتورة تتصلي بيه وتستأذنيه إني طالع معاكم
– نسمة : الدور السادس بس في اسانسير وممكن كلنا نركب فيه
– وقبل أن تعترض حلا رفض زياد بلباقة قائلة : لأ أتفضلوا حضراتكم وأنا هطلع بعدكم بس مترنوش الجرس إلا لما اطلع معاكم
أماءت نسمة رأسها بالايجاب وطلبت رقم حمزة وقد اتاها الرد سريعا فأخبرته أن زياد معهم وانه سيصعد ليقابله رحب بلباقة لكن في نفسه تعجب الأمر لما يريد الطبيب مقابلته في مثل هذا الوقت ؟؟
صعدت حلا ونسمة وبعدها بلحظات أستدعى زياد المصعد ودلف بداخله ثم قامت الأخيرة بسحبه من أعلي
حينما وصل زياد تنحى جانبا وتأخر خطوتين عن الباب حتى يترك لهما الفرصة في دق الجرس أولا والاستئذان له بالدخول
كان حمزة هو أول من فتح الباب ل نسمة التي كانت حلا تقف خلفها وبعيدا كان يقف الطبيب زياد
رحب به وطلب منه الدخول لكنه قبل أن يدخل لمح حمزة شقيقته ويدها اليمنى ملفوفة بالضماد واليسرى بالرباط الضاغط فاتسعت عيناه بخوف متسائلا بخضة وهو يقرب شقيقته إليه بعدما جذبها من ذراعها الآخر ليتفحص كل أنش بها حتى يطمئن أنه لم يصبها غير ما تراه عيناه :
– حلا أيه اللي حصلك ؟؟ ومين عمل فيكي كده ؟؟
– وقبل أن تجيبه حلا تحدث زياد قائلا : هي كويسة حضرتك متقلقش أنا هحكيلك كل حاجة
في هذه الأثناء كان حمزة قد جذب شقيقته بقوة إلى صدره ليضمها إليه لعله بذلك يطمئن قلبه القلق عليها بشدة لعله يخبره أنها حقا بخير ولا داعي للخوف كانت شفتيه في تلك الثوان لا تنطق إلا بالحمد وما إن دلفا للداخل حتى خرجت والدتها في تلك اللحظة ورأت ابنتها على حالتها تلك فأقبلت عليها تضمها لصدرها وهي تسألها بفزع:
– حلا حبيبتي ايه اللي حصلك يا قلبي ؟؟
– تحدث زياد بهدوء قائلا : يا جماعة اطمنوا الآنسة بخير ومفيش أي حاجة تقلق الجرح اللي ف ايديها مش عميق والايد التانية مجرد تمزق بسيط في الاربطة وكام يوم وهتبقا زي الفل إن شاء الله
– حمزة بنفاذ صبر: أيه بقا اللي عمل فيها كده ؟؟
– زياد : هحكي لحضرتك كل حاجة بس ممكن نقعد
– حمزة وقد تنبه للتو أن الطبيب مازال واقفا أمام باب الشقة فاعتذر منه قائلا : أنا آسف أتفضل حضرتك وأشار ناحية غرفة الصالون ليدلف بها وما إن جلس زياد حتى تحدث حمزة بنفاذ صبر : هااا ممكن حضرتك بقا تحكيلنا ايه اللي حصل لأختي ؟؟
– وما إن هم زياد بالحديث حتى أوقفته حلا بضيق قائلة : بعد أذنك يا دكتور الموقف يخصني أنا وأنا اللي هحكي لحمزة اللي حصل أنا مش قاصر وبعرف أتكلم على فكرة مش محتاجة حد يتكلم عني ولا خااايف؟ نطقت كلمتها الأخيرة متهكمة على هذا الجالس أمامها
ما إن نطقت كلمة خائف تلك حتى رمقه حمزة بتفحص كأنه أراد أن ينفذ إلى أعماقه ليعلم ما علاقته بما حدث لشقيقته ويجعله يخشاه أو يخاف منه
أما زياد فقد تنهد بغيظ من تلك المجنونة تظنه خائفا على نفسه من شقيقها أو يخشى أن يتهمه بالضعف أو الجبن هو متأكد أن حمزة سيعنفها بشدة على مقاومتها تلك التي تفتخر بها فهو رجل ويعلم جيدا مدى خوف الرجال على نسائهم والهاجس الذي ينتاب أي رجل من أي خطر محتمل أن تتعرض إليه أحداهن لذا ف كل شيء في سبيل ألا يمسها سوء هين المهم أن تبقى بخير لكنها بلهاء لا تعلم ذلك لكن أمام كلماتها المتهكمة تلك لم يستطع فعل شيء ف لتتحمل إذا ما ستناله من تقريع بسبب حماقتها وتسرعها ف ابتسم لها بهدوء وهو يشير بيده إليها لتتحدث قائلا باعتذار :
– أسف أتفضلي أحكي حضرتك أنا غلطااان
– وقبل أن تتحدث حلا سبقها حمزة بنفاذ صبر وشرارات غضبه تلوح في الأفق : أنتو هتتعازموا على بعض أي حد يحكي وخلصونااا
بدأت حلا في سرد ما حدث على مسامع شقيقها الذي كان يلاحظه زياد بدقة ويرى تعاقب الانفعالات على وجهه كل هذا والحمقاء تبالغ في المفاخرة بما فعلته وإلقاء اللوم عليه لتركه للسارقين وعدم تتبعهم ولم ترى هذا الغضب الذي ارتسم بشدة على ملامح شقيقها الذي يسمعها بهدوء ظاهري لكن عيناه تخبر الجميع عدا تلك الحمقاء أنه غاااضب وبشدة وأخيرا انتهت حلا من سرد كل ما حدث حتى أن تلك البلهاء أخبرت شقيقها عما قاله لها ولنسمة الطبيب عمرو طبيب العظام ومعاملته اللزجة لهما ولم تغفل عما همس به هو نفسه من كلمات حتى لا تتهور في الحديث ويضايقها عمرو لم تترك تفصيلة صغيرة حتى قصتها على مسامع شقيقها والآن فقط تذكر زياد ما قالته ندى أن حلا لا يمكن أن تخفي شيء على شقيقها لكنه لم يتخيل الأمر إلى تلك الدرجة
ساد الصمت للحظات قبل أن يتحدث حمزة وهو يضغط على حروفه متسائلا ل شقيقته :
– أنتي كان في اتنين حرامية بيشدوا شنطتك عشان يسرقوها وحضرتك قاومتيهم ومكنتيش عايزة تسيبي الشنطة صح ؟؟
– حلا بترقب وقد بدأت نبرة صوت شقيقها وتساؤله بتلك الطريقة تثير قلقها فأماءت برأسها بالموافقة على كلامه دون حديث
– فلاحقها حمزة بتساؤل آخر وهو يشير على زياد قائلا : والدكتور لولا وجوده كنتي هتفضلي تقاومي الحرامية اللي معاهم مطواة ؟؟
– أماءت حلا رأسها بالايجاب مرة آخرى
– بدأ صوت حمزة في الارتفاع وتسائل مرة آخرى : وحضرتك عااايزة الدكتووور ثم أعاد كلمته وهو يضغط حروفه بغضب الدكتوووور بحجمه وطوله ولياقته ديه ثم توجه ببصره تجاه زياد وتمتم معتذرا : أسف يا دكتور مش قصدي أهانة والله أنا بس بتكلم بالعقل
– أماء زياد رأسه بتفهم قائلا : مفيش داعي للاعتذار حضرتك أنا فاهم قصدك وقولت كده قبلك
– اماء له حمزة بامتنان وأردف وهو يرمق شقيقته بنظرة نارية قائلا عايزااااه يواجه اتنين حرامية على فسبة ومعااااهم مطواة ويسيبك في الشارع الضلمة بتنزفي ؟؟
بدأت صوت تنفسه يعلو تدريجيا وقبل أن تفتح حلا فيها مدافعة أشار لها بغضب وااضح قائلا :
– أنتي فييين عقلك عاااايز أفهم ؟؟ فيييين عقلك ؟؟ أزاااي تعملي كده ؟؟ كل ده عشاااان شنطة ما تولع الشنطة واللي فيهااا
– حلا مدافعة : يا ابيه كنت عايزني أسيب حقي ؟؟ أنتا علمتني كده ؟؟
– حمزة وهو يضرب على الطاولة أمامه بيده قائلا بعصبية : علمتك أيييه ؟؟ هو أنا علمتك تعرضي نفسك للخطر ؟؟ قولتلك قبل كده أرمي نفسك في النار ! علمتك متسبيش حقك ومتستكتيش على ظلم مش توقفي تواجهي أتنين حرامية بمطواة ف شارع ضلمة ليه فاكرة نفسك المراة الحديدية لأ وعايزة الدكتور يعملك فيها السقا طب أزززاي هنيدي عايزاه بقدرة قااادر يبقا السقاااا ثم التفت ناحية زياد مرة آخرى : آسف يا دكتور
– ابتسم زياد مرة آخرى وحرك رأسه بتفهم قائلا : ولا يهمك
– ردت حلا بانفعال وقد كررت جملتها السابقة التي اعتذرت عنها قبلا : وهو يعني الدكتووور لو حد جه يخطف مراته هيسيبهالهم عشان جسمه وحجمه ولياقته ميسمحوش أنه يدافع عنها
– تحدث زياد بضيق: متهيألي قولت لحضرتك أن مراتي شرفي وعرضي أدافع عنها ب
– قاطعه حمزة بصوت عااال أجفله وهو يصيح بوجه شقيقته ويجذبها من يدها المصابة بغضب قائلا : حلااااا أخررررسي أخرسيييي خااالص
– حلا بضيق : بس يا ابيه ..
– قاطعها حمزة : اعتذري فورررا للدكتور
– حلا : يا أبيه أنااا
– حمزة بغضب وهو يضغط على يدها : قولت اعتذررري
– حلا وقد تجمعت الدموع في مقلتيها لكنها أبت السقوط : أنا آسفة ثم نظرت لشقيقها بلوم قائلة : ايدي بتوجعني يا ابيه ممكن تسيب ايدي
– تذكر حمزة جرح يدها ف تركها لكن ملامحه لم تهدأ وقد تحدث بانفعال قائلا : بدل ما تشكريه على اللي عمله معاكي ولولاه كان زمانك مقتوله ولا مخطوفة ولا الله أعلم كان هيحصل فيكي ايه واقفه بتغلطي وتقلي أدبك هو ده اللي علمتهولك وياريتك حتى بتتكلمي على حق بتقارني أيه بأيه يا غبية شنطة ب مراااته لأ الدكتور راااجل وممكن يضحي بحياته عشان أي ست تخصه لكن مش عشااان شنطة ومش بس كان هيضحي بحياته ده ممكن أنتي كمان تتأذي الدكتوور راجل عااقل وبيفهم مش مجنووون ولا متهور
– همت حلا بالحديث لكن حمزة قاطعها بأشارة من يده قائلا بتحذير : ولا كلمة تاااني يا حلاااا عشان والله أنا ماسك نفسي عنك بالعاافية كلمة كمااان هعمل اللي عمري في حياتي مع عملته معاكي هضربك عشان شكلك محتاجة تتربي من أول وجديد على أوضتك ومش عايزك تخرجي منها خاالص النهارده فاهمة ؟؟
– سقطت دمعة واحدة على وجنة حلا مسحتها سريعا وأماءت رأسها بالايجاب قائلة : فاااهمة
ثم تحركت بعصبية للداخل تجااه غرفتها أما حمزة ف تحدث ل زياد قائلا بامتنان :
– مش عاارف حقيقي أشكرك أزاااي حقيقي يا دكتور أنا عاااجز عن الشكر مش بس الشكر لأ كمان عن الاعتذار على العك والكلام السخيف بتاع أختي وأنا أوعدك إني هعاقبها عل كلامها ليك وجميلك ده هيفضل دين ف رقبتي
– زياد بابتسامة ودودة هادئة : مفيش داعي لكل ده يا حضرت الرائد أنا معملتش غير الواجب وبالنسبة للبشمهندسة أنا عايز حضرتك توعدني بوعد تاني أنك متعملهاش حاجة ومتزعلهاش بسببي أو بسبب الموقف اللي حصل هي فعلا اتهورت وكانت ممكن تأذي نفسها بس هي مستمدة قوتها من قوتك الواضح أنها بتحبك أوووي وشايفاك مثل أعلى وقدوة مقدرتش تفرق انها بنت ولا تفكر أن مقاومتها ممكن تعرضها للخطر فكرت بس أزااي تخليك فخوور بيها وبشجاعتها وعشان كده أرجوك مش بس متزعلهاش لكن كمان اتكلم معاها وصالحها انتا بردو شديت عليها قدامي وأحرجتها وإن كان عليا أنا مش زعلان منها والله أنهى كلماته ونهض ليرحل
– حمزة وهو يصافح زياد بامتنان : حقيقي حضرتك انسااان محترم جدا وليا الشرف إني اتعرفت عليك ولو احتجت أي خدمة أنا تحت أمرك اعتبرني صديق
– زياد وهو يمد يده مصافحا أياه بود : شكراا جداا لحضرتك ده من ذوقك والله وأنا كمان ليا الشرف إني أكون صديق لحضرتك وأكيد لو احتجت حاجة هلجألك
وقبل أن يتحرك مغادرا ألتفت نحو حمزة مرة آخرى وهو يضرب مقدمة رأسه بيده قائلا بتذكر :
– صحييح نسييت أدي لحضرتك رقم الموتوسكيل اللي كان راكبة الحرامية أنا لمحته وحفظته وكتبته لحضرتك ف الورقة ديه أتفضل
– حمزة وهو يتناول الورقة من بين يديه : كوييس أوووي طب معلش متقدرش توصفلي شكلهم
– زياد : أه طبعا أنا قدرتي على حفظ الملامح كويسة جدااا بس ممكن أوصف لحضرتك ملامح واحد فيهم بشكل دقيق ده اللي لمحته وهو بيضرب الانسة ومكنش لابس خوزة وحظه ان نور العمود بتاع الشارع كان ضارب ف وشه ف ملامحه ظهرت ليا كويس جدا واطبعت في الذاكرة خلاص لكن التاني كان بضهره ولابس خوزة ف طبعا مشوفتهوش
– حمزة : طب ممكن اسـتأذنك تيجي معايا القسم بكره هوريك صور مشتبه فيهم يمكن تقدر تتعرف عليه وهو أكيد هيوصلنا للتاني طبعاإذا كان وقتك يسمح
– زياد : أكيد بإذن الله أنا بكره عندي شفت صباحي ف هظبط أموري بكره في الشغل وأكلم حضرتك
– حمزة : إن شاء الله
– زياد : سلام عليكم
– حمزة : وعليكم السلام وشكرا مرة أخيرة تعبناك وعطلناك معانا
– زياد بابتسامته الودودة : لا شكرعلى واجب يا حضرت الرائد
خرج زياد مع حمزة الذي اصر أن يوصله حتى سيارته ثم صعد الاخير إلى شقة والدته مرة آخرى يبدو أن جميعهن في غرفة شقيقته ف دخل إلى حجرةالصالون مرة آخرى بهدوء وجلس حيث كانت تجلس شقيقته منذ دقائق ثم وضع وجهه بين كفيه وظل يفرك وجهه بهما أكثر من مرة لعله يبدد ما به من قلق لحظات ووجد أحداهن امامه وما إن رفع عيناه حتى وجد ندى تقف أمامه تسأله بقلق :
– حمزة أنتااا كويس ؟؟
– لم يجيبها على سؤالها بل أجابها بسؤال آخر : هي عاملة أيه دلوقتي ؟؟ بقت أحسن ؟؟
– أجابته ندى وهي تعلم أنه يتحدث بالطبع عن شقيقته :يعني شوية هي اللي تاعبها ومزعلها زعلك منها وأنك زعقتلها كده وشدتها زعلانة من اللي حصل منك أكتر من زعلها من اللي حصلها ف الشارع
– غرز أصابعه في خصلات شعره وشدد عليها بعنف حتى كاد يقتلعها وهو يتحدث بحدة لكن بصوت منخفض إلى حد ما حتى لا يصل إلى حلا : عشاان غبييية غبييية كان ممكن يؤذوها ياالله كل اما اتخيل اللي حصل أحس إني هتجنن حلا كااانت ممكن تضيع مني وأنا كنت هموت بقهرتي عليها
– ندى وقد اقتربت منه ثم جلست على ركبتيها أرضا وأخذت تربت عليه لعله يهدا وهي تبثه ببعض الكلمات مطمأنه أياه أن الأمر قد أنتهى على خير: حمزة أهدى حلا كويسة ومحصلهاش حاجة الحمد لله متفكرش ف أي حاجة غير أنها بخير
رفع حمزة وجهه مقابلا لندى تحدث بصوت مختنق وغصة البكاء
عالقه فلا تستطع دموعه الهطول ولا يمكنها التراجع :
– هي متعرفش إني مليش في الدنيا غيرها هي وأمي وآدم وبعد ما دخلتي حياتي يا ندى وعرفتك بقيتوا أنتو الأربعة كل حياتي مقدرش اتخيل أي حاجة وحشة ممكن تحصلكم ممكن أدفع حياتي كلها عشان مفيش أي سوء يمسكم وهي بتعافر مع حرامي بمطواة عشان شنطة أزااي مفكرتش فيا هحس بأيه لو جرالها حاجة ولا الحيوان ده أذاها ولا ممكن خطفها
لمحت ندى تلك الدموع الكثيفة التي تجمعت في عيني حمزة وحينما
سمعته يستطرد حديثه قائلا:
– أنا تعبت تعبت أووي يا ليلوو ونفسي أرتاااح بقاا من الحمل اللي شايله فوق ضهري
لم تشعر ندى بنفسها بعد جملته تلك ف جذبته من يده واحتضنته ف شدد من احتضانها وهي تربت برفق على ظهره قائلة :
– ارتاااح يا حمزة كله هيبقا كويس احنا هنبقا بخير طول ما أنتا بخير متشلش هم أي حاجة
حمزة وهويضع كل آلامه وأوجاعه في زفرة حارة شعرت ندى بلهيبها فشددت هي الاخرى من احتضانه لعله يهدأ حتى سمعته يقول:
– أخييييرا لقيتك مش أنتي اللي كنتي محتاجاني بس أنا كمان كنت محتاجك أوي ..أويي يا ندى
لم تكن ندى وحدها هي من سمعت جملته تلك بل أنه في هذه اللحظة تحديدا كانت هناك آخرى على أعتاب الغرفة سمعت ما قاله حمزة ل ندى ولمحت ضمتها له وتشديده على عناقها لم تكن هذه الآخرى سوى نسمة التي ما إن سمعت ورأت ذلك حتى تراجعت إلى غرفتها لكن كان بداخلها غصة مؤلمة لا تعلم سببها لقد شعرت بالضيق ما إن رأت شقيقتها في أحضان زوجها تباااا لها لما تشعر بذلك بدلا من أن تفرح بتحسن علاقة ندى بحمزة تشعر بالضيق لماذا؟!
هذا ما جال بخاطرها ما إن دلفت حجرتها لقد خرجت من حجرة كريمة التي بها حلا لتبحث عنه لعلها تطيب خاطره وتطمئنه على شقيقته لقد استشعرت مدى خوفه وقلقه عليها كانت تعلم أن وراء غضبه مما فعلته خوف عظيم كان ينهش به في تلك اللحظات الفائتة لكنها وجدت ندى قد سبقتها بذلك وحقا هي أولى بهذا لكن العجيب هو احساسها في تلك اللحظة فلم يكن الضيق فقط هو ما يسكن قلبها بل شعورا آخر يطل من وراءه على استحياء ألا وهو شعور بالغيرة لقد غارت من شقيقتها على حمزة غارت على زوج أختها من أختها !!!
أنتفضت سريعا ما أن دار هذا الهاجس في عقلها فقامت من مكانها سريعا واتجهت نحو المرحاض ل تغسل وجهها لعلها تستفيق من تلك الحالة العجيبة ضربت الماء بوجهها عدة مرات حتى شعرت أنها أهدأ وحاولت أن تتناسى ما حدث وترجمة عقلها لأحاسيسها بل وحاولت طمأنة نفسها أنها مجرد ترجمة خاطئة من عقلها لكنها ما إن خرجت من المرحاض حتى رأت ندى وهي تتوجه بصحبة حمزة نحو غرفته وقفت من بعيد تنظر إليهما دون أن يراها أحد انتظرت لحظات لعل شقيقتها توصله لغرفته وتعود لكنها لم تعود بل دلفت معه وأغلقت الباب خلفها هنا أشتعلت شرارات الغضب في قلب نسمة عقلها أخبرها أن ندى زوجته فعليا فلما تغضب هي ف حتى إن حدث بينهما شيء فهما زوج وزوجة ثم ان الامر برمته لا يخصها لكن كان لقلبها رأي آخر لقد كان يحترق كلما مضت الدقائق ومازالت ندى
بالداخل – داخل حجرة حمزة – وجدت قدماها تقودها رغما عنها ناحية الغرفة لا تعلم لما لكنها فعلت ذلك وكأنها مسلوبة الارادة
اقتربت اكثر وأكثر ومدت يدها على مقبض الباب ودون تفكير وجدت يدها تفتح الباب فجأة وياليتها لم تفعل فقد رأت شقيقتها بين أحضان حمزة وهو يقبلها بشغف ويده تعبث بملابسها تسمرت نسمة مكانها ولم تستطع الحركة أو ابداء أي رد فعل حالة من الصمت والسكون انتباتها وحالة من الحرج الشديد انتابت ندى وحمزة معااا
وفجأة سمعت نسمة صوتا من خلفها أجفلها وحينما نظرت حولها وجدت أن ما رأته لم يكن سوى بمخيلتها فقط فهي لم تتحرك للغرفة ولم ترى ما رأت وكل هذا نسجه خيالها الخصب عل ما يبدو انتبهت لصاحبة الصوت والتي لم تكن سوى كريمة والدة حمزة التي ما إن رأتها واقفة أمام باب حجرتها متصنمة هكذا حتى بادرتها متسائلة :
– أيه يا حبيبتي اللي موقفك كده
– نسمة بتوتر : مفييش أنا ..أنا كنت رايحة اطمن على حلا وبعدين خوفت تكون نامت ف مرضتش أقلقها ف كنت لسة هدخل أنام هي عاملة أيه دلوقت ..نامت ؟؟
– كريمة : أه يا حبيبتي نامت الحمد لله بجد أن ربنا سترها ربنا يسترها عليكم يا حبايبي ويحفظكم من كل شر
– نسمة: اللهم آمييين
– كريمة بدهشة : أمال حمزة فين ؟؟ وندى كمااان ؟؟ هي ناامت ؟؟
– نسمة بارتباك وهي تحاول أن تفكر في كذبة تخبر بها والدة حمزة حتى ترفع الحرج عن شقيقتها وزوجها فقالت : أممم حمزة كان دخل نام وتقريبا نده على ندى عشان كان عايز يشرب وراحت تديله المية ولسة داخلة حالا وزمانها هتيجي عشان تنام
– كريمة : طيب يا حبيبتي أدخلي نامي انتي كمان يلاا تصبحي على خير
– نسمة : وأنتي من أهله الخير يا طنط
دخلت نسمة غرفتها مرة آخرى وعقلها مشغول بما يحدث خلف الباب المغلق بغرفة حمزة
أما كريمة ف توجهت للمرحاض وبعد عدة دقائق خرجت ودلفت إلى غرفتها بجوار ابنتها لتخلد إلى النوم لكن بعد عدة دقائق آخرى قد خالجها الشك في حقيقة علاقة حمزة وندى وخشيت أن يكن بينهما علاقة فعليه ووسوس لها شيطانها هي الآخرى انه ربما هما معا الآن وقد استغلا فرصة إنشغالها فخافت هي الآخرى أن يكن كلا منهما قد ضعفا واستسلما للشيطان وقد اوهمهما أنهما مازالا زوجا وزوجة ف تحركت بخطوات بطيئة متثاقلة عقلها ينهرها أن تعود لغرفتها وقلبها القلق ينهش به ويدفعها للاطمئنان على ابنتها وابنها وانتصر قلبها وما إن وصلت أمام باب حجرة حمزة حتى طرقت طرقا خفيفا وفتحت الباب قبل أن تنتظر الأذن بالدخول لكن ما رأته طمأن قلبها فلم يكن هناك شيء يحدث كان حمزة قد غط في نوم عميق على فراشه وندى جالسة أمامه وهي تمرر يدها بحنو في خصلات شعره ف تسائلت كريمة بمراوغة :
– ندى ! أنتي هنا ؟؟ أصلي كنت جاية اطمن على حمزة
– ندى : أه يا ماما أنا دخلته الأوضة يرتاح شوية لأن أعصابه كانت تعبانة أووي اتكلمنا شوية وبعدين قالي أحكيله حدوتة والعب ف شعره لحد ما ينام وفعلا شوية صغيرين ولقيته ناام
– ابتسمت كريمة بحنو على طفلها الكبير وقالت : هو حمزة كده لما يبقا مضغوط أووي ميعرفش ينام الا لما حد يحكيله حدوتة وهو بيلعب ف شعره زي ما كنت بعمله وهو صغير يلا قومي يا حبيبتي أنتي كمان نامي
– ندى : حاضر يا ماما ثواني بس أغطيه
– كريمة بنفس البسمة الحانية : مااشي يا قلبي تصبحي على خير
– ندى : وحضرتك من أهله ثم سألتها قبل أن تخرج من الغرفة صحيح حلا عاملة أيه نامت ؟؟
– كريمة : أه الحمد لله نامت
– ندى متسائلة : ماما ممكن أنام في حضنك النهارده ؟؟
– اقتربت منها كريمة وضمتها لصدرها بحب قائلة : طبعااا يا ليلو أنا كماان كان نفسي في كده أوي بس مكنتش عايزاكي تسيبي نسمة تنام لوحدها وخفت تزعل أنك أنتي وحلا نايمين جنبي وهي لأ
– ندى : لأ متقلقيش نسمة بتحب تنام لوحدها أصلا وبعدين زمانها ناامت
– كريمة : طيب يلا يا قلبي
خرجا معا من حجرة حمزة وأغلقت ندى الباب خلفها بهدوء وتوجهت مع كريمة إلى حجرتها لتنام بجوارها وتنعم بدفءأحضانها لأول مرة بعدما علمت أنها امها بالرضاعة وأخيرا ستنعم بحضن الأم وتتذوق طعمه بعدما ظنت أنها حرمت منه للأبد
وحينما وضعت رأسها على الوسادة على الجانب الآخر من الفراش مدت كريمة ذراعها ف توسدته ندى وضمتها لصدرها بحب وظلت تعبث بخصلاتها حتى تنام أغمضت ندى جفونها لكن النوم لم يزورها بل يبدو أن أحداث اليوم الكثيرة قد جعلته يجافيها لكنها تصنعت النوم حتى تترك الفرصة لوالدتها لتنام هي وحينما شعرت بانتظام انفاسها تأكدت أنها راحت في سبات عميق ففتحت عيناها وظلت تتأملها بشفقة حقا قد عانت تلك المرأة كثيرا لكنها مع ذلك صامدة قوية كالشجرة التي ضربت بجذورها في أعماق الأرض لا تقوى على زحرحتها الرياح لم تكن تعلم كل ما مرت به إلا من دقائق قليلة فقط حينما كانت مع حمزة في غرفته أغمضت عيناها بألم وشرد عقلها في ذكرى الدقائق الماضية ……..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى